متفرقات


(فضول)أغراه الفضول لمعرفة العالم الآخر؛فأطلق على رأسه النار.أتراه عرف ما أراد، أم غرَّر به فضوله؟
(أسرار كبيرة)من يرقد في هذا القبر ليس أنا:لو كان أنا لما استطعت الحديث إليكم؛فقد وضع الله أسوارا وأبواب حديد صلبة،كان من كفاءتها أنها حجبت الأموات عنا منذ بداية الخليقة، من غير أنْ تُسجَّل حادثةُ هروبٍ واحدة.لا بد أنّ فيما بعد الحياة أسراراً كبيرة،وإلّا ما اتُخِذتْ هذه التدابير الصارمة.
(الحكمة)خذوا الحكمة مني،وانتم تعرفون من أين تؤخذ الحكمة:قانونيا، لا عذاب في القبر؛فلا ينبغي أنْ يُحكَم عليك قبل أنْ تُحاكَم،ومنطقيا، لا عذاب في الآخرة؛ فالعيش في الدنيا بذاته عذاب.
(في غرفتها)حين دخلتُ غرفتها،رأيت ما لم أرَ من قبل،وما لم يخطر على قلبي:نور الله يتنزّل في شفتيها، أنهار الجنة تنساب في رحيقها،دفء النار يشعُّ من قلبها.كان ثمة ملاك وشيطان،يحلِّقان في انسجام حول رأسها ورقبتها،وكنت أضغط على الزمن،ليمنح اللحظةَ الأبديةَ التي تستحقها.وها أنا، بعد كل هذه السنين،أتلمّسُ أخاديدها وحزوزها في ذاكرتي،فأرى الله لامعاً على نحرها.
(تلصّص)حين تكونُ أماميأغرقُ في الضجر الأبديِّ الذي تنزّه العادة،أما حين تتوارى خلف باب غرفتها،فإني أتلصّصُ حركاتها وعريها،منتشياً بجمال وحدتها المشع،دالفاً في تجاويفها اللدنة.علمُها بوجودي يُشظِّي كينونتها؛ فتفتح مشاهدَ مصطنعةً على خشبات تصرُّ،أما حينما أتوارى،كمُخرِجٍ علويٍّ غيرِ مرئيٍّ، فإنَّ كينونتها الحقّة تنفتح أمامي كزهرة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 24, 2010 11:21
No comments have been added yet.


حسين العبري's Blog

حسين العبري
حسين العبري isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow حسين العبري's blog with rss.