نارسيس


 تضاجع كثيرٌ من النباتات ذواتها،لذا تسمى ثنائية المسكن، بيد أن بعض العلماء يطلق عليها، شماتةً، اسم خنثى.
كان يمكن لنا أن نؤمن بسرعة، لو مُنِح الموتى تذاكر عودة من قبورهم،وعادوا يخبروننا ما رأوه في العالم الآخرمن ثواب وعقاب،بلا تآويل أو غموض.حينها لن نكون بحاجة إلى ملائكة ورسل وصحف وقرآين،أو أن نفك طلاسم الحياة والكون وسيكون الإيمان أبسط طَرْقَا،وأقل غيّا.لكن هبْ أننا أُعطيِنا طلبتنا،ألن نتمنى حينها شيئا آخر جديدا غير قابل للإتيان،حتى نؤمن أيسر وأسرع؟ثم،أليس المغزى ألا نكون جميعنا مؤمنين؟
هل يُغوي الشيطان الغاوين، أم أن الغاوين يَغوون من أجل أن يحقق الشيطان وظيفته، ويكون مُغوٍ؟ليس هذا سؤال تذاكي؛فوظيفة الشيطان وُجدت ثم غَوى بنو آدم،ونار الجحيم استعرتْ قبل أن يخطئ الإنسان.تالله إنها لمكيدة محكمة لولا تفنّدون!
لا يجب أن نُمجِّد كرة المطاط لأنها انتصرت لذاتها،ونطّت بعيدا عن الأرض عاصيةً مبدأ الجاذبية العظيم،فلو كان فيها ذرة من عقل لعلمت أنها مهما ابتعدت،  فإنها ساقطة؛لقد وُجِدت الجاذبية لتفرض إرادتها بالقوة.ليتنا فقط نتعلم منها الخضوع لجبروت الجاذبية،وندرك قصر باع مطاطيتنا.
أحبُ الشَعر على أناملي،وأنفخُ الهواء فيه لأمتطي حركته عليّ.وأحبُ أناملي، وأصافحها أحيانا بأناملي الأخرى،لأتحسسها وأنتشي  بقبضتي وملمسي.وأحب وجهي، وعينيّ وخديّ، وشفتيّ وجبهتي،وأحيانا أتغزّلُ بي على المرآة،وأُفاجؤني بقبلة،فينتفض فيني المُقبِّل والمُقبَّل.أحب ذاتي ونفسي،وأحب أناي وهُواي،وأحبُني: يا لها من جرعة حب كبيرة أتعاطاها كل يوم. 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 05, 2010 08:41
No comments have been added yet.


حسين العبري's Blog

حسين العبري
حسين العبري isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow حسين العبري's blog with rss.