تعقيبات

تمهيد: هذه تعقيبات على شذرات وليد النبهاني المنشورة في مدونته تحت نفس العناوين:



أبواب
الباب الذي لا تأتي منه الريح ليس بابا.
الباب الموارب الذي نتجسس منه على آبائنا هو الذي يفضي بنا إلى النضج.
كلنا نعرف ما أمام الباب بيد أن معظمنا يجهل ما خلفه،
طبعا لا ينطبق هذا على الأبواب الزجاجية.
تُصنع الأبواب عادةً لمنع الدخول،
لكنها في السجون تصنع لمنع الخروج.
المشكلة فيمن يصنع أبوابا غليظة وكثيرة،
وهو لا يملك شيئا.
ليس كل ما يُدخِلنا إلى عالم العجائب جحرُ أرنب؛
فكلنا خرجنا من جحور غير أرنبية لنجدنا في هذا العالم العجائبي.
مضيق هرمز:
هل هو باب دخول الثروات للخليج،
أم باب خروجها؟
يمكن اعتبار طلقة بندقية على القلب أوالرأس مفتاحا للدخول إلى العالم الآخر.
الأبواب جدران متحركة.
دائما ما أفكر في السبب الذي من أجله يقف سبعة عشر حارسا على النار:
ألكي يقذفوا المتباطئين،
أم ليردعوا محاولي الهرب؟


أحمال
حمالة الصدرين السوداء تذكر وليد بنظارة طه حسين:
هذا تشبيه استاتيكي،
ومحصور في لون واحد.
حمالة الصدرين جناحا فراشة طائرة:
هنا أدخلنا الحركة، ولونّا المشهد،
ومنحنا الصدرين رغبة الانعتاق.


التلال اللدنة تحت العباءات السود عيون رغبة حامزة.

يتغزل العرب بالنساء الممتلئات،
النساء الممتلئات مغريات وهن متشحات بالعباءات.
حين تفلّت الغربُ من القوانين الفكتورية،
وخلعوا الملابس عن النساء،
أصبحوا يميلون للنحيفات.


كلنا يعرف قيمة اليد،
لكن ما قيمتها وأنت لا تحركها،
ما قيمة رجلك وأنت جالس؟
ولسانك وأنت صامت؟
ما قيمة جسمك وأنت نائم؟
ما قيمتك وأنت عاطل؟

نعم، كلٌّ منا يحمل في جسمه شيئا زائدا:
العضلات في رجل مفكر قد تكون زائدة،
والمخ في مصارع قد يكون زائداً.
هل نحن، بالتالي، أقل مواصفات لآلاتنا الجسمية، أم أننا مواصفاتنا الأعلى؟


الوطن كلمة مُضخَّمة حين تُمنَح تفاصيل الحكومة الزائدة،
أحب وطنية العجائز؛
لأنها بلا زوائد.


أنا أفكر إذا "أنا الخارجي" ليس أنا؛
فأنا مجموعة وجوه وأقنعة.


المنتحر عالقٌ في استعارة قاتلة،
إنه يظن أنه يقطع همومه بقط رأسه.


السلطة هي الوجه الآخر لعملة العبودية؛
فحين لا يجد الفرعون من يقف في وجهه يتفرعن.


ما يغيظني في علماء الآثار أنهم حتى الآن لم يكتشفوا شيئا عن سفينة نوح،
ما كان أسهل أن نُصدِّق لو فعلوا.


كؤوس
من يفتتح يومه بكأس ماء،
ومن ينهي يومه بكأس جعة،
ينتهيان كلاهما في دورة المياه.


مشكلة الطائرات أنهن يحملن أجسادنا أسرع مما يحملن أرواحنا؛
إذ تبقى أرواحنا في الأمكان التي غادرنها ملتصقة بجداران بيوت الحبيبات.


ما يغيظني في الالعاب أنهم يعطون الفائز كأسا؛
هذا عبث باللغة،
فماذا يجب أن يفعل الفائز بكأس.


نتشابه نحن والكلاب في أننا جميعينا
نلهث وراء عظمة الرغبة.


كان ينبغي لنا في كأس الخيلج 19 أن نسميه،
لإضفاء شيء من العمانية عليه:
كعبول الخليج.


يمكننا أن نشرب أي شيء طالما استعملنا الكأس الصحيحة؛
كأس الحمام مثلا يجعلنا نلاقي حتفنا،
وكأس الحب يسكرنا ويفقدنا صوابنا.


كل شيء يطير يحلق فوقنا،
لكنه كلما حلق بعيدا صغر في عيوننا.


كأس اللغة قابل للكسر والتشرذم،
وزجاجه قابل لإعادة الصنع.


عيون
المقص بسيط وفعال؛
فمنذ أن اخترعناه ونحن نستعمله.
ربما يكون ذلك لأننا حتى الآن لا نعرف كيف نُولِّد أنفسنا بدون شعر.


شبكة الصيد إنسانية أكثر منا؛
فمع أنها أداة قتل،
لكنها تسمح للسمك الصغير بالهرب ريثما يكبر.


القمر عين عند وليد،
وهو فتحة مؤخرة عند ميلان كونديرا،
الغريب أنهما كلاهما يظنان ان القمر فتحة من فتحاتنا.


حين رأيت المها لأول مرة لم تشدني عيناها، كما كان يجب لشاعر،
بل شدني ردفاها.


عين الحسود اخترعها الفقراء،
لكي يذكروا الأغنياء أن يمنحوهم بعض ما لديهم.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 03, 2010 04:07
No comments have been added yet.


حسين العبري's Blog

حسين العبري
حسين العبري isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow حسين العبري's blog with rss.