إسلام عشري's Blog: litfreak1234.wordpress, page 4

April 4, 2019

قصائد لإليزابيث بيشوب

أرق:


 


يبدو القمر على مرآة المكتب


أبعد من مئة ميل.


(وربما بكبرياء بداخلها تبتسم


ولكن بالخارج لا تفعل)


بعيدة جدا، تماما عن النوم


وربما تكون تنام بالنهار.


 


وبينما الكون يبعد


سوف تخبره أن يذهب للجحيم.


سوف تجد شكلا من الماء، أو مرآة


لكي تتمعن بها.


لتبعد تفكيرها بعناية نسيج العنكبوت


وتلقيه في البئر.


 


بهذا العالم المقلوب


حيثما أصبح اليسار يمينا.


وأصبحت الظلال الجسد.


وأصبحنا كلنا متيقظين ليلا.


والجنة ضحل حالها كما البحر وهو عميق.


أحببتني!


 


 


 


قضبان حديدية:


 


وحدي، فوق مسار السكة الحديدية


مشيت بقلب مفطور


بينما كانت الفلنكات متقاربة من بعضها


أو ربما كانت جدا متباعدة


كان المشهد مفتعلا:


كانت بقايا الصنوبر والبلوط، ورائي


بينما اختلطت أوراق الشجر، خضراء ورمادية..


رأيت البركة الصغيرة


حيث يعيش الناسك العجوز القذر


راقدا كما دمعة قديمة


متماسكا بجراحه


اللامعة، سنة بعد سنة.


أصاب الناسك بندقيته


والشجرة فوق البركة


برجفة


بهزته للكابينة


بينما مضت الدجاجات تنقنق


“يجب أن يحول الحب لفعل”


هكذا صرخ الناسك العجوز


وعبر البركة، حاول صدى


ترديد ذلك، وحاول.


 


 


 


في حاجة إلى موسيقى:


 


أنا بحاجة إلى موسيقى تطفو بي


فوق أطراف أصابعي النكدة، المتحسسة.


عبر شفتيَّ المريرة، المرتعشة.


ذات نغمة، عميقة، واضحة.. وتدفق بطئ.


أه. لأجل وصولي للترنح الشافي، القديم، بحدته.


من أجل بضع أغانٍ، تُغنى لإراحة المقتولين تعبا.


أغنية تسقط، كما ماء فوق رأسي


فوق أطرافي المترجفة.


دافعة بالحلم إلى التوهج.


حيث يوجد سحر بكل نغمة


سحر من الراحة، والتنفس الهادئ، والقلب البارد


الذي يغرق عبرها متفاديا كل الألوان


عميقا


أسفل ثبات سطح البحر


ويطفو إلى الأبد..


نحو بركة قمرية خضراء


محاطة بأيد النَظم


والنوم.


[image error]

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 04, 2019 20:51

قصائد ليفغيني يفتوشينكو

انتظار:


 


ستأتي حبيبتي


وتطوقني بذراعيها


ستلحظ تغيراتي


وتستوعب مخاوفي


من هطول الأمطار السوداء بعتم الليل..


ستنسى بتعجلها غلق باب التاكسي


سوف تصعد السلالم المتقادمة تباعا


ملتهجة بالفرحة والتوق


ستدلف مبللة غرقانة


دونما طرقٍ


آخذة برأسي بين يديها..


ومعطفها الفرو الأزرق سوف ينزلق


بسعادة من الكرسي نحو الأرض.


 


 


ألوان:


 


عندما لاح وجهكِ


فوق حياتي المفككة


لأول مرة أدركت


مدى البؤس الذي أنا به.


فإذا ضوء فريد


فوق الغابات، والأنهار، والبحر.


أصبح عالما بادئ التلون


والذي لم يكن كذلك عند بدايتي.


أنا جدا خائف، جدا خائف


من انتهاء شروق الشمس غير المتوقع


من تفشي الأصوات


والدموع، والنهاية المشوقة..


 


لا أفعل شيئا حيال ذلك، فحبي هو هذا الخوف.


أرعى إياه؛ أنا الذي لا أرعى شيء.


الحب رجل مراقبة بثياب رثة.


والخوف يحرق بداخلي.


 


أنا واعٍ بأن هذه الدقائق فعلا قليلة


وأن الألوان بعيني سوف تختفي


حالما يغرب وجهكِ.


 


 


 


 


أشخاص:


 


لا يوجد شخص ممل


فقدر الأشخاص أشبه بقدر الكواكب.


لا شيء بهم ليس دقيقا،


وكل كوكب منهم مختلف عن الآخر.


 


ولو أن شخصا عاش في غموض


جاعلا أصدقاءه في هذا الغموض،


فلم يعد الغموض مملا.


 


لكل واحد منا عالمه الخاص


وبداخل هذا العالم لحظته الفريدة.


 


وهذه اللحظة الفاصلة


خاصة لكل واحد.


 


بكل شخص يموت، يموت معه


أول سقوط ثلج له، شجاره الأول وكذلك قبلته الأولى.


كل شيء يمضي معه.


 


لا يبقى إلا الكتب والكباري


واللوحات الزيتية والآلات.


 


لمن هو قدره أن يحيا


لأن ما مضى أيضا ليس بيسير.


 


عدا أن بقواعد اللعبة قد يتغير شيء،


فلا يموت الناس فقط؛ لكن العوالم تموت بهم.


 


فممن نعرفهم بصورة خاطئة، مخلوقات الأرض..


بصفة أساسية عنهم، ماذا نعرف حقا؟


معرفة أخ لأخ؟ صديق لصديق؟


حبيب لحبيبة؟


نحن نعرف أباءنا؛ وبكل معرفتنا، لا شيء.


 


لقد هلكوا. لا يمكن جلبهم للحياة.


العوالم السرية لهم لم تتشكل بعد.


 


ومن وقت للآخر، ثانيا ومن جديد


أجدد رثائي أمام هذا الخراب.


 


 


[image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 04, 2019 01:17

April 2, 2019

قصائد لأرسيني تاركوفسكي

اللقاءات الأولى:( المرآة)


 


كل لحظة نحن فيها معا


هي أشبه باحتفال، بلحظة تجلٍ (1)؛


لكل شخصين أشبه منا، وحيدين..


 


كنتِ دوما أكثر جرأة، أكثر خفة من جناح طائر.


طَلِقة كما دُوار، تقفزين فوق السلالم


خطوتين بخطوتين، وأخذتيني


بزهور ليلكِ(2) الرطب، عبر مُلكَكِ


بالجانب الآخر، وراء المرآة.


 


عندما أتى الليل، مُنحت فرصة


وقد فُتحت البوابات قبيل مذبحكِ على مصراعيها


وفي العتمة، كان عُريَّنا مشعا.


وبكل بطء، بدأ يغرب. وعند اليقظة كنت سأقول


“بارككِ الرب!”


عالما بأن تبركي له كان مُدعيا..


امتد الليلكِ عبر الطاولة، بينما تنامين


ليلمس جفنيكِ بكامل الزرقة، وتقبلتِ بنفسكِ


باللمسة بينهما. كانا ثابتين، وكانت


يداكِ لا تزال دافئة.


 


بداخل الكريستالة ترقد الأنهار المرتجة.


انبجلت الجبال عبر الضباب، والبحار رغوت؛


تمسكين مجال الكريستالة عبر يديكِ،


جالسة فوق عرشكِ كما أنتِ نائمة


وأنتِ -يا رباه- تنتمين إليَّ..


استيقظتِ، وقد غيرتِ


من الكلمات التي يتواترها الناس كل يوم.


امتلأت لهجتكِ إلى أن فاضت، بقوة حاكمة.


وكلمة “أنتْ”


اكتشفت لها مدلولا جديدا: أصبحت وقتئذ “الملك”


 


ظلنا سائرين، دون أن نعرف لأين.


كما سراب، هناك، انقشع.


بُنيت المدن أمامنا بمعجزة.


والنعناع البري، كان يتمدد تحت أقدامنا.


كما نحن نمضي، الطيور كانت بنفس طريقنا.


كانت تسبح أسماك النهر، عكس التيار.


بينما فكت السماء نفسها أمام أعيننا.


 


حدث عندما كان القدر يتبعنا في مساراتنا


مثل رجل مجنون بشفرة في يده.


 


 


عيد التجلي:  يكون السادس من أغسطس من كل عام، أي ظهور السيد المسيح. وقد ورد ذكر لك في إنجيل (متى 12:1)


(2): زهرة الليلك، باللون البنفسجي أو الأرجواني.


 


………………………………


 


لو كنت الرجل المتعجرف الذي كنته من قبل:


 


 


لو كنت الرجل المتعجرف الذي كنته من قبل


كنت سأهجركِ للأبد، كنت سأهجر


ما كان يجب ألا أتركه، وكل شيء


لم يكن يستحق لأجله الحزن، ومُلكي مقسم إلى جزئين.


 


لقلت لنفسي،


امض، واقبض


مئة وعد، مئة أجازة.


مئة كلمة. امض.


 


كنت سأترك بالفجر البارد


مئة عربة تروللي متأخرة دائرة، مئة


قطرة مطر على طريق التروللي.


مئة عطفة، مئة شارع، مئة


قطرة من المطر، تجري خلفكِ.


……………………………………….


 


حلمت بهذا الحلم، وما زلت أحلم به:


 


حلمت بهذا الحلم، وما زلت أحلم به


وسأحلم به من حين لآخر.


كل شيء يعيد نفسه، وكل شيء سيتجسد.


وأحلامي سوف تصبح أحلامكِ.


 


هناك، إلى طرف أحد منّا، إلى طرف آخر من العالم،


ستنكسر موجة بعد موجة على الشاطئ:


يوجد نجمة فوق الموجة، ورجل، وطائر؛


الحقيقة، والأحلام، والموت. موجة بعد موجة.


 


لا دخل للمواعيد، أنا كنت.. أكون.. سأكون.


الحياة معجزة من المعجزات، لذا جثوت


قبل أن تمضي المعجزة وحيدة كيتيم.


 


وحيدا في المرايا، محوطا بالانعكاسات.


المباني والبحور، تلمع بشدة في الدخان.


بكت أمْ، وأخذت الرضيع فوق ركبتيها.


 


…………………………………….


 


على ضفة النهر:


 


كان جالسا إلى النهر، بين الغابات


التي حصدها القرويون لأجل عمل سقوفهم المعشوشة.


كان الجو هادئا هناك، وبداخل روحه


كان أهدأ وأهدأ.


خلع نعليه بقوة ووضع


قدمه في الماء، والتي بدأت


بأن تحدثه، غير عالمة


أنه لا يعرف لغتها.


اعتقد دائما أن الماء خرساء عميانة،


هي منزل الأسماك النائمة، بلا كلمة زائدة.


حيث تحوم الدبابير الزرقاء حولها.


وتصطاد الناموس والذباب. التي


تغتسل بها عندما تريد أن تغتسل، وتشرب


منها عندما تريد أن تشرب، هذا كله عن الماء.


لكن في الحقيقة.


لغة الماء كانت رائعة.


قصة نوعا ما عن شيء ما، كبعض الأشياء


التي لا تتغير كضوء النجم. بريق سريع لخرزة،


التكهن بكارثة.


كانت تبدو كشيء من الطفولة.


من وقت لم يكن يتم فيه حسبان العمر بالأعوام.


من اللا مُسمى،


الذي يأتي قبل أن تنام.


من الحس العديم، الرتيب، للنفس


لأول فصل.


 


هكذا كانت المياه بهذا اليوم،


وتحدثت بلا نظم أو سبب.


 


 


…………………………….


بصري الذي كان قوتي:


 


بصري الذي كان قوتي، الآن يمحى.


الماستان اللا مرئيين لدي طُعنا.


سكن سمعي، المملوء بالرعد الغابر


وتنفس منزل أبي.


استرخت أطراف عضلاتي الجامدة


كما ثيران رمادية ارتخت في الحقل المحروث.


أنزلت أجنحة كتفي، عندما عتم الليل لم يمر أي ضوء.


 


أنا شمعة. أحترق في العيد.


أجمع شمعي عندما يصل الصباح.


لذا هذه الصفحة، ستحفزك


كيف تكون فخورا، كيف تنتحب.


كيف تتخلى عن ثلث من السعادة،


أن تمت براحة؛ تحت سقف مؤقت.


أن تحترق بعد موتك، كما كلمة!


 


[image error]


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 02, 2019 04:40

April 1, 2019

مفضلات من تور أولفن

[image error]


1


لدقائق، أو لساعات


من تواجدك


قد نُسيت،


لكن مثلي


تذكر.. أنت تعيش


حياة سرية


في ذاكرة الآخرين


2


أخيرا


طفا شخص إلى السطح


بقدرة


الأحجار


صرخت


 


3


عندما نحفر لهم


يضحكون


فوقنا


 


4


 


أصبح الفن طعاما في عجلة السنجاب، بحيث لا يمكنه إشباع رغبة إلى الأبد، كذلك لا يمكنه العيش.


5


لأنك تحب أن تنظر إلى النمل والديدان الصفراء واليرقات، تقوم بإمساك حجر ملقى على أرض رطبة. الأرض التي تحت الحجر بالطبع. أنت أول من اكتشف هذه المخلوقات الصغيرة، وأخذها بغتة. ولكن بهذه الأثناء، من الجهة الخلفية للحجر. ينظر وجهك إليه، ويبدأ الحجر في التحدث إليك بخفوت، وكل شقوق الأرض تبحث عن فمك. من هذا الخطاب المبحوح، المستبد، تدرك أنه حان دورك لتستلقي على الأرض حتى يأتي شخص ما، ويقلبك بالصدفة؛ بما يناسب فضول الأطفال.


 


6


لم يسنح لي بتعرٍ مناسب. ولا لأي شيء قريب من ذلك. كنت غبيا فذهبت إلى المقاهي الثقافية، وأمضيت وقتي في هراء فني عوضا عن هذا. الآن، فات الآوان. أنا عجوز، وأعمى. يجب أن أُسر بسماع تساقط الملابس. آمل ذلك.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 01, 2019 00:59

March 28, 2019

قصائد لجاك جيلبرت

جُزر وتين:


 


السماء


ممتدة وممتدة،


حجر.


المتوسط


أسفل المرتفع،


حجر.


هذه الحقول


صخرية.


عشيبات ميتة


بكل مكان.


ووزن الشمس

فوق العشب..

سيدة عجوز


تطلق


الحلزون


قرب


شجرتين


تين طازج…


القلب،


أبدا لم يلائم


الرحلة.


دوما


ينتهي


بالأول..


 


 


…………………………….


 


المضي هناك:


 


بالضبط كان كارثة


أعز سر لديَّ، الذي لا يحتمل


كان دائما كارثة..


يبدأ الخطر عندما نحاول المغادرة.


الاعتياد مرارا وتكرارا


عما كان يجب فعله


عما فعلناه.


لكن، في هذه اللحظات


بدونا على قيد الحياة.مضيعين،


مستغلين، مكذوب علينا، مخدوعين.. بكل تأكيد.


لكن، لوقت قصير، قد زرنا حياتنا المحتملة.


 


……………………………………………


المطر:


 


فجأة هذا الانهزام.


هذا المطر.


أصبح الأزرق رماديا..


والبني أيضا رماديا..


والأصفر


الكهرماني الرهيب.


 


في الشوارع الباردة


جسدكِ الدافئ.


في أية غرفة


جسدكِ الدافئ.


بين كل هؤلاء الناس


غيابك..


الناس ممن كانوا


غيركِ.


لوقت طويل


لم أكن مهتما برؤية الأشجار


معتادا على الجبال.


كان الفرح عادتي.


الآن


فجأة


هذا المطر.


 


[image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 28, 2019 04:18

March 19, 2019

قصائد لنيكولاس بورن

[image error]


عصائر:


ها نحن نبدأ مجددا


لم أكن أريد إطلاقا


إفطارا


ويوم أحد


مثل هذا


(حقيقة


لم أكن أريد)


اعتقدت


أنها كل السبب في ذلك


(بكل هذه


اللمسات الرقيقة)


آه.. قهوة سوداء


عصائر.. عصائر


لحم خنزير و..


ماذا يمكنني قوله..


أصابع


أسفل تنورة مثل هذه


ها هو الربيع


طيور تُغني


كل شيء


جيد


تحت سقف واحد


التفكير في الجمل


التقلبات


بداخل التسجيلات


المعتادة


اللعينة


قليلا هنا، والقليل هناك


نفس التظاهر


ثم كل شيء


يتوقف


تقول: هذا عامة


ما


موجود على الورقة.


 


…………………………………….


الراقصة:


 


دقيقة جدا على الشاشة


سيداتي وسادتي:


الراقصة…


 


إنها ترقص بعظمة حتى بالنسبة


للعامة


في قصص رائعة


للتحول والموت


فوق المسرح


 


أعرف أشخاصا سيقولون


هذا هو


ما يفترض بها فعله


يجب أن تحرك قدميها


بصورة صحيحة


لكي فقط لا تبدو جميلة لكن أيضا


لتبدو متمكنة


بمعرفة سابقة


لراقصة، وفنانة


يجب عليها أن تلتزم بدورها..


 


كل أصدقائي على حق


فإنه لمن المريح


تعبير المرء عن


منظوره..


 


بتركيز كامل


أنظر نحو البلارينا


مشاهدا حركتها المثقلة


صداها البائس


بإيقاعها الخافت


بوضع وقفتها الإلهي.


 


أرى الراقصة على الشاشة


تشرح


الحادث بين الأخبار


………………..


بداخل القصائد:


 


أنتَّ تصطفي بين الحياة والموتْ


لديك العديد من الأصوات


أنت العديد


جلدك هو جلدك وبنهاية المطاف


لن يتبقى سوى الجلد


أنت منظم للحياة


قائد للأشباح البيضاء


أنت مجرد فراغ، يتواجد في الهواء


مؤلفا لكورس التاريخ


يمكنك طباعة الوقت كما الكتب


أنت تزن وتعقل وتحب وتخاطب الأطلال


تنفجر في الريح


أنت اللا معقول في الازدهار التام


أنت الزهور واللا معقول


أنت نهار وليلة عقب نهار وليلة


أنت قاتل


تدور في دورتك الدموية


أنت أب وابن


أنت كل الهنود المستغليين


وكذلك المعالجين


أنت كل الألوان والأعراق


أنت الأرملة واليتيم


أنت عصيان كل المساجين


أنت العويل المستمر


سكاكين ملقية، وطلقات مُطْلَقة


أنت العداد الرائع لأميال الحلم


عاصفة من الصور بقلب الديموقراطية


أنت المدمر لكل السلاسل


وأنت الأراء المنجلية سرا


ولافتة


ومجرب لحساء المطابخ


أنت الإنسان


والحيوان عندما تستشعر الموت


أنت وحدك، وكذلك الجميع


أنت موتك، ورغبتك الكبرى


أنت المُخطَطْ الذي تفك طويته


فتجد موتك.


 


 


 


 


 


 


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 19, 2019 01:18

March 17, 2019

قصيدتان لبيتر هوخل

 


 


[image error]


1- النهر الشرقي:


لا تبحث خلف الأحجار


بالماء، فوق الطين


القارب، قد اختفى


لم يعد بالسلال والشباك


والنهر منقط.


فتيل الشمس،


بينما ترفرف الإقحوانات في


المطر


فقط الصفصاف قد احتمل المشاهدة


على جذوره.


أسرار الفخاخ تكمن خفية،


كنوزهم التافهة،


خطاف مهمل


زجاجة، ملآنة بالرمل


علبة صفيح بلا غطاء


لحفظ


المحادثات، المنسية.


 


وفوق الفروع


أعشاش فارغة لعصافير الباندولين


ترقد هادئة كما الطيور.


لا أحد ينزلق فوقها


حتى أقدام الأطفال.


 


2- منظر عبر نافذة الشتاء:


الثلج يرقص حولَ جذوع شجر الصنوبر،


والمقشات تكنس العقل.

سوء الحظ والحطب


يرقدان بحلول الليل.

ومزاجي

هو مقياس الحرارة.

من الذي يمضي هناك بدون ضوء

دونما فمٍ

منزلقا نحو المصيدة المعدنية

عبر الثلج؟

بينما

عرافو الغابة

اللئماء، بأسنان ثلمة

يقبعون في العتمة، متفرقين

يحدقون في النار..


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 17, 2019 00:51

February 24, 2019

الثور ساكي “هيكتور هيو مونرو”

 


[image error]


 


ظل دوما توم يوركفيلد يرعي أخاه -غير الشقيق- لورانس مع خلايا حقد نائمة خمدت بمرور السنين إلى إحساس متساهل من اللا مبالاة. لم يكن هناك شيئا ملموسا ظاهرا ليكرهه به. كانت رابطة دم بينهما ليس أكثر، ولم يجمعهما شيء مشترك، كذلك لم تربطهما حادثة تستدعي الشجار أو العراك.  ترك لورانس المزرعة في وقت لاحق من حياته وعاش أعواما على ريع الأموال التي تركتها له والدته، واتخذ الرسم حرفة له، ويمكن القول أنه يقوم بذلك على أفضل وجه لكسب عيشه. فيما بعد تخصص في رسم الحيوانات ونجح كذلك في إقناع بعض الأشخاص بشراء لوحاته.


من ناحيته شعر توم بانفلات حبل تفوق لورانس على الغارب بعيدا عنه. لورانس الفنان الناشئ، ليس أكثر ولا أقل؛ ولكن وقع سماع أنه “رسام حيوانات” يشعره بأهميته. بينما كان توم مزارعا و لكن ليس بالمعنى الأشمل، حيث أن مزرعة هيلسيري توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل وكانت سمعتها تسبقها حينما يأتي الحديث عن القطيع خاصتها. بذل توم قصارى جهده برأس المال القليل الذي تحت يده. حسّن من نسل قطيعه الصغير من المواشي، وبحقل البرسيم السحري خاصته هجن ثورا كان محط حسد جيرانه. ربما لن يكون محط أنظار أحد بلجنة تحكيم بساحة عرض عام للمواشي، لكنه كان عفيا، بارز الحدبات، وأي مزارع يتمنى لو امتلكه. ذاع صيته بسوق البرسيم في رأس المُلَّاك. لم يكن توم ليقايض الثور بمائة جنيه، ومائة جنيه في مجال المزارع الصغيرة مبلغ و قدره؛ وكان أي مبلغ فوق ثمانين جنيه يكفي للإغراء.


وبيوم استغل توم مسرورا مقدم لورانس بإحدي زيارته النادرة ودلّه على الحظيرة حيث يحفظ البرسيم السحري للثور بمنأى عن عشب رعية الحريم، كانت عزيمة لورانس الفنان قد بردت تجاه عمله القديم، مما أحيا نفور أخيه -القديم- تجاهه. أصبحت ملابس الفنان لا تليق بالعمل، وبدأ كذلك يفضي كلامه مضيفا إليه لكنة متعالية.. بدا ذلك من عدم اهتمامه بتشتيل صوبة البطاطا ولكنه أظهر اهتماما -مهتاجا- تجاه صحبة من الأعشاب الصفراء المزهرة المرتكنة عند البوابة. وبلغ حنق توم نهايته عندما أبدى لورانس تعليقا بغير وقته بشأن عدد من اللمبات السوداء المقابلة له كما لو بكوا له استعطافا لاعجابه. كذلك بدت فصاحته عندما علق على أصباغ ورق شجرة البلوط البادية من التل المقابل. والآن بعد أن أخذه من يده ليرعى العريس المتوج وفخر هيلسيري كان قحا جدا بثنائه عليه، وبخيل جدا في إطرائه بشأنه، وأنه وجب عليه أن يعاين عن قرب مزايا هذا الحيوان المهيب.


فمن أسبوعين انقضوا بأثناء زيارة عمل خاطفة لتوم بتاونتون، كان قد دعاه أخوه غير الشقيق لزيارة الأستديو الخاص بالمدينة حيث يعمل على لوحة من لوحاته. لوحة كبيرة لثور يقف وركبتاه تنغرس في أرض رخوة. بدا لورانس يومها مفرطا في سعادته برسمها قائلا “هذا أفضل شيء رسمته للآن” كرر هذه الجملة مرارا وتكرارا، بينما وافقه توم بسخاء مؤكدا على أنها تنبض حياة…


الآن رجل الأصباغ سيرى لوحة حقيقية، لحم ودم يجسدان القوة والبهاء، شيء حقيقي تتغذى عليه العين، صورة لحظية قائمة بذاتها لكل وضع يتخذه خلال دقيقة، بدلا من وضع ساكن بين أربع حواف بإطار. حلَّ توم الباب الخشبي الجامد بمكانه ومشى عبر الممر الممهد بالقش..


“هل هو هادئ دائما، هكذا؟” سأل لورانس، بينما الثور الفتي متوهج كسجادة حمراء، يستنفر قدومهما.


“إنه لعوب، أحيانا” قالها توم تاركا إياه يسبح بخياله عما إذ كانت فكرة الثور عن اللعب بظروفها. بعدها علق على هيئة الثور وسأل عن عمره وما شابه من تفاصيل، ثم غيّر الموضوع.


“هل تذكر اللوحة التي أريتك إياها بتاونتون؟”


“طبعا” معقبا، “ثور أبيض يتصدر اللوحة يقف في الوحل، عن نفسي لم أحب البقرات المحاوطة له، جملةً ظهرن باردات، لم يبدُ بداخلهن أي حياة، ربما من الأسهل لك رسمهن على حالتهن هذه، أخي يبدو أنك على حرج مني كونك مفْلس. أليس كذلك؟ لا تنكسف!”


“أنا بعت هذه اللوحة”  قالها لورانس برضا بالغ.


“فعلا! سعيد بسماعي ذلك، أتمنى أن تكون سعيدا بالمقابل”


“حظيت بثلاثمئة جنيه عليها”


تحول توم تجاهه مع تدفق الغضب ببطء في وجهه. ثلاثمئة جنيه خبطة واحدة، على أقصى تقديره لم يتخيل مزرعته يوما تصل مائة جنيه، والآن قطعة ورق ملمعة رسمت بواسطة أخيه نصف الشقيق باعت ثلاث أضعاف حسبته.


كانت نتيجة قاسية أن يرجع البيت بقوة أكبر، محتفيا بنصر استقلاله وبرضا نفسي بالغ. كان على المزارع الشاب أن ينزل عن كرسي غروره -الذي وضعه لنفسه- بعرضه درر ممتلكاته. فالآن بعدما انقلبت الطاولة فوق رأسه، وبدا وحشه النفيس ضئيلا قرابة الثمن المدفوع لأجل صورة. كانت مفارقة ظاهرة فإن اللوحة أبدا لن تكن أزيد شأنا من مجرد لوحة معّدة بحرفية للحياة الزائفة. أما هو مرعاه كان الشيء الحقيقي، كان ملكا في عالمه الصغير، علما في الضاحية. حتى بعد موته سوف يبقى عالقا في الأذهان، أحفاده من بعده برعيهم هذه المروج وجنبات السهول، وهم يملأون المخزن والزريبة ويحلبون الأبقار بردائها الأحمر، التي ترقع السهل وستزحم الأسواق مستقبلا، سوف يلحظ الرجال بقرة يانعة حادت وسيقول أحدهم “انظروا.. هذه أتت من حظيرة هيلسيري” من مرعى العشب خاصته، بينما الصورة معلقة، تغادرها الحياة بلا تغير، بيت للتراب والورنيش، قطعة متاع لا تعني شيئا إذا ما قلبتها على ظهرها للجدار. كل هذه الخواطر طاردت بعضها البعض بصخب يحفها عقل توم كوبرفيلد، لكنه لم يستطع بثها روح الجمل المنمقة فوجد لسانه يضع الحقائق لكن بصراحة وقسوة.


“بضعة حمقى متساهلين قد ترغب في رمي ثلاثمئة جنيه على شيء من دهان! لا أقل ذلك حرقة منهم، ولكني أفضل الحصول على أشياء حقيقية عوضا عن صورة منها” وأومأ برأسه جهة الثور العفي، الذي كان يحدق بالتناوب عليهما مع أنف مرفوعة، ومع ذلك خفض قرونه هازا رأسه نصف لفة من الاهتمام ونصف لفة من اللعب.


ضحك لورانس بدوره ضحكة تهكم، ضحكة متسامحة  “أنا لا أعتقد أن من اشترى لوحتي -كما تقول- يرمي نقودا في الهواء، فبعد أن أصبح مشهورا بعض الشيء، ولوحاتي تُعرف بالاسم. ربما أحضرها صاحبها في صالة مزايدة بغضون خمس لست سنوات وتباع بربعمائة جنيه. ليست اللوحات باستثمار سيئ، إذ عرفت أن تقتني عمل الرجل المناسب. الآن لا تستطيع أن تقول نفس الشيء عن ثورك الغالي، أو أنه ستعلو أسهمه لو أبقيته جانبك. سوف ينخمد ويصبح في الأخير بضع شلنات من الحوافر ويختفي، بهذا الوقت من الممكن أن يكن ثوري قد بيع بمعرض عالمي للوحات”


طفح الكيل، اتحاد الحقيقة والقذف والمهانة شكلا ثقلا واطئا على توم يوركفيلد من ضبط النفس. بيمينه شكّل من فرع البلوط هِراوة، وبيسراه قبض على طوق قميص لورانس الحريري الكناري. لم يكن لورانس بطبيعته رجل قتال. خوف لورانس من التلامس الجسدي شله بمكانه وأخل توازنه، مثلما فعل السخط بتوم أيضا. وهكذا المار بمرعى توم سوف يتحف نظره بالشد والجذب و الزعيق إذا ما مر أمام باب الحظيرة، مثل هذه الدجاجة التي حبكت رقدتها على البيض بمجزرها. وبلحظة زخم أخرى مماثلة كان يحاول الثور أن يبعد لورانس عن جانبه الأيسر فنخسه في ضلوعه، وبينما كان لورانس معلقا بالهواء الأول على وشك الوقوع عليه عندما لازم الأرض، ولكن تدخل توم بآخر لحظة حال عارض دون تحقيق أخر فقرة في بروجرامه.


توم بتفانٍ بلا أي ضغائن متطوعا مرّض أخاه غير الشقيق حتى أتم شفاءه من إصاباته، والتي لم تزد عن خلع بالكتف، كسر بضلع أو ضلعين، وتقلص بالقولون العصبي . بعد كل شيء، لم يكن هنالك أية مناسبة أخرى للحقد بقلب المزارع الشاب. (ثور لورانس) قد تباع بثلاثمئة جنيه أو ستمائة جنيه حتى وتحوز على إعجاب الآلاف في معرض الصور الكبير، ولكنها لا تنفع رجل بكتف مخلوع يشعر بوخزة بين ضلوعه بكل مرة تقلب فيها على جانبه. كان هذا الإنجاز الجدير بالذكر لحقل البرسيم والذي لا يستطيع أحد أن يسلبه حقه. من جهته واصل لورانس شهرته كرسام بهائم ولكن مواضيعه كانت دائما قططا وديعة أو ظبيان، لا ثيران.


 


 


 


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 24, 2019 23:08

February 21, 2019

قصيدتان لدامبودزو ماريشيرا

اعتدت أن أحب الطماطم.

تعبت من كل هذا الدم.

والسعال..

والمزيد من الدم.

جررت نفسي من هذه الشقة بسرعة.

لتهدئة أعصابي بالبار.

للتحدث مع رفاق أكبر.

لأغسل هذا الدم من حوائط القلعة.

أصافح الأيادي بشأن (*) تسيتسي التي

فجرت صعودا إلى الجنة.

في محاولة لنسيان أني

لا أحب الطبخ في مقلايات وقدور الموتى.

لا أحب ارتداء قمصان وسراويل الموتى

حتى أبدو متحذلقا بها..


 قالوا:

لديك حمالة أمك، هي مثل ميراث لم يُمس..

وبأقرب وقت سأكون مثل طبلة مشدودة من كثر الشرب.

سأحمل على ظهري إلى البيت.

محاولا ابتلاع كل شيء أحمر،

استيقظت وأنا أحاول جاهدا فثأ تلك الفقاعة الحمراء اللامعة.



من ديوان- مقبرة العقل

القصيدة: من منكم أيها الأندال الموت ؟


 


(*)

أخت الشاعر والتي توفت في انفجار في هراري.



 


 


2


 


عندما يفشل كل شيء،

لا تتقبل كل ذلك بصمت..

اصرخ كما جحيم.

اصرخ كما أريحا وهي تحترق.

اصرخ كما لو كنت محاطا بألف ترومبيت .

اصرخ



 



[image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 21, 2019 01:36

February 11, 2019

وليام ماكسويل- حب

 


 


كتبت الأنسة فيرا براون على السبورة، حرفا حرفا بأشكال بيضاوية، بأسلوب بالمر(*) بطريقة لا يشوبها شائبة. كانت معلمتنا للصف الخامس. ربما تم نقش اسمها بمثل هذا في الحجر.


وبينما كانت تقول قائمة الأسماء، كان صوتها رقيقا كما الانطباع الموجود بأعينها الداكنة الجميلة البنية. كانت تذكرني بزهور البانسية. فعندما دعت ألفين أهرينز للإجابة قال “أعرف، لكني لن أستطع أن أقول”، لكنها قالت “حاول” مشجعة، وانتظرت، كي تكون متأكدة من أنه لا يعرف الجواب، بعدها قالت إلى أحد من الأيادي الملوحة بالهواء “اخبر ألفين ما حاصل ضرب خُمس في ثلاث أثمانٍ؟”. ولما كنا نصل متأخرين إلى المدرسة بوجه أحمر، منقطعي الأنفاس، ونندفع مع عذر قد فكرنا به في الطريق، نجد أنها تقول قبل أن نتحدث ” متأكدة، أنكم لم يكن يمكنكم الإسراع عن ذلك، اغلقوا الباب، من فضلكم، واتجهوا لأماكنكم” ولو أنها أبقتنا بعد المدرسة، لم يكن ذلك لتوبيخ، بل لمساعدتنا على تجاوز فهم الجزء الصعب.


ترك أحد ما تفاحة حمراء كبيرة على مكتبها لتجدها عندما دخلت إلى الفصل الدراسي، فابتسمت ووضعتها بداخل مكتبها، بعيدا عن الأنظار. ترك شخص آخر بعض من زهور الأستر الأرجوانية، والتي وضعتها بداخل كأس شربها للماء. كانت المعلمة الوحيدة الجميلة في المدرسة. لم يكن عليها أن تطلب منا أن نكن هادئين أو أن نتوقف عن رمي المماح(**). لم نكن لنحلم بعمل أي شيء من شأنه أن يزعجها.


فآجأها شخص ما عندما أتى عيد ميلادها. وبينما هي بخارج حجرة الدرس، صوّت الفصل على إعطائها باقة زهور من الصوبة الزجاجية. ثم أجروا تصويتا آخرا، وفازت زهور البازلاء العطرية. عندما رأت صندوق الزهور في انتظار مكتبها ، قالت “أوه؟”


بصوت واحد قلنا “انظري بداخله”


بدا على أناملها الرقيقة أنها ستستغرق للأبد  لفك الشريطة. في الأخير رفعت غطاء الصندوق وتعجبت بينما  صحنا “اقرأي البطاقة”


كانت تقول “أيام حلوة قادمة لأجلك أستاذة فيرا براون، من الصف الخامس


بعدها دست أنفها في الزهور، ثم قالت “شكرا لكم.. شكرا لكم جزيلا” ثم حولت أذهاننا إلى درس اليوم للتهجئة. بعد المدرسة رافقناها إلى وسط المدينة لحمة واحدة إلى حفلة  صباحية للمخرج ديفيد وارك غريفينث  لفيلم”قلوب العالم”. لم ندعها تشتري تذكرتها. فقد دفعنا كل شيء.


كنا قد أردنا جعلها مدرستنا للأبد. عقدنا العزم معا على عبور الصف السادس، والسابع، والثامن، وكذلك إلى المدرسة الثانوية وهي معنا. لكن هذا لم يحدث. بيوم ما، كانت هناك مدرسة بديلة. كنا نتوقع من مدرستنا الحقيقية أن تعود في اليوم التالي، لكنها لم تعد. مر أسبوع بعد أسبوع، بينما واصلت المدرسة البديلة الجلوس في مكتب أستاذة براون ، تنادي علينا أن نقرأ وتعطينا اختبارات وتعيدها إلينا بدرجاتٍ، وواصلنا التصرف بالطريقة التي كنا معها عندما كانت  أستاذة براون لدينا لأننا لم نكن نريدها أن تعود وتجد أننا لم نكن لطفاءا مع البديلة. وذات صباح يوم الإثنين تمتمت البديلة وقالت إن الآنسة براون مريضة ولن تعد ما تبقى من الترم.


في الخريف كنا انتقلت إلى الصف السادس، ولم تكن قد عادت بعد. اكتشفت والدة “بيني” الآيرلندية أنها كانت تعيش مع عمة وعمّ في مزرعة على بعد ميل أو أكثر من حافة المدينة . وأَخبرت والدتي ، والتي أخبرت أحدهم بحضوري. وبيوم بعد ظهيرة، بعد المدرسة، أنا وبيني تحصلنا على دراجاتنا وقدنا لرؤيتها. وفي المكان حيث سُد الطريق إلى المقابر وأرض شوتاغوا، كان هناك مخزن أحمر بملصق سيرك عملاق عليه، مظهرا كل ما بداخل الأقسام، خيمة السيرك المنتفخة، وكل ما يدور بحلقاتها الثلاث. في وقت الصيف، عندما كنت راكبا بالمقعد الخلفي بعربة أبي الشالمر المفتوحة، كنت أشرئب برقبتي عابرين هذا الملف، آملا برؤية كل من النمر الأخير، ولاعب العقلة الطائر، لكن لم يكن ذلك ممكنا.. كان البوستر متهالكا، تتدلى منه شرائطا من الورق خارجه.


كان الظلام قد ازداد عندما قمنا بربط دراجاتنا بمحاذاة منزل المزرعة حيث تعيش الآنسة براون. قال بيني عندما وصلنا في الشرفة: “خبط أنت”


قلت له: “لا، أنت افعل ذلك”. لم نكن نرى أمامنا ما هو سيكون ردة فعلنا لرؤيتها. لم يكن سيفاجئنا إذا كانت قد وصلت إلى الباب بنفسها ورفعت يديها في دهشة عندما ترى من جاء، ولكن بدلا من ذلك فتحت الباب امرأة أكبر سنا بكثير وقالت:


“ماذا تريدان؟”


قلت له: “لقد جئنا لنرى آنسة براون.”


“نحن في فصلها في المدرسة.” هكذا أوضح بيني.


وقتئذ أمكنني رؤية أن المرأة كانت تحاول أن تقرر إما أن تخبرنا بأن نذهب بعيدا، لكنها قالت: “سأعرف ما إذا كانت تريد رؤيتكما” وتركتنا واقفين على الشرفة لما بدا وكأنه زمن طويل. ثم ظهرت مرة أخرى وقالت: “يمكنكما الدخول الآن”


وبينما نحن نتبعها عبر الردهة، أمكنني التخمين في الضوء الخافت بأن وراءه جهازا قديما مثل النوع الذي اعتدت رؤيته في كنائس البلد، ومشمع فوق الأرض، ومقاعد صلبة غير مريحة، وبورتريهات عائلية محفورة بالزجاج في إطارات بيضاوية كبيرة.


كانت الغرفة التي وراءها مضاءة بمصباح فحم نفط ولكنها بدت أكثر قتامة من الغرفة غير المضاءة التي مررنا بها.  رأيناها مستندة على الوسائد على سرير مزدوج كبير، مُدرستنا ولكنها قد تغيرت. كانت ذراعيها مثل العصي، وبدا أن كل حياتها كانت مُتركزة في عينيها، التي كانت دائرة داكنة من حولها، هائلة. أدارت إلينا بريقا من التمييز لكنني دهشت بسبب حقيقة أنها لم تكن سعيدة برؤيتنا. لم تعد تخصنا بعد الآن. كانت تنتمي إلى مرضها.


قال بيني: “آمل أن تتعافي قريباً”


الملاك الذي يرعى الصبية الصغار كان يعرف ولكنهم لا يستطيعون القول لنا، لأننا لم نشعر بأي شيء. كنا في دقيقة في الخارج على دراجاتنا، نمر عبر الغسق نحو الملف إلى الطريق والمدينة.


بعد بضعة أسابيع قرأت في “(***)جريدة ساعي لينكولن” أن السيدة “فيرا براون”، التي درست الصف الخامس في المدرسة الرئيسية، قد ماتت بسبب مرض السل، وهي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً وسبع أشهر.


أحيانا كنت أذهب مع أمي عندما تضع ورودا على قبور جدودي. كانت تفهم السير بتلك الطرق الملفوفة الملتوية بطرقها، بينما لا يمكنني ذلك، كنت أقرأ الأسماء على الشواهد: بروير، كادوالادر، أندروز، بيتس، ميتشل. في ذكرى محبة… ابنة رضيعة ل…الزوجة المحبة….كانت المقبرة كبيرة للغاية ودفن الكثير من الناس بها. لكان قد تستغرق وقتًا طويلاً لتحديد موقع قبر معين إذا لم تكن تعرف مكانه بالفعل. لكني أعرف، كما أعلم أحيانًا ما بداخل الحزم الملفوفة،  أن المرأة المسنة والتي أدخلتنا، والتي تولت رعاية مس بروان خلال فترة مرضها الأخير، تمضي بانتظام إلى المقابر، وتنزح الماء الزنخ المتدفق من وعاء القصدير، والذي يبدو غارقا أسفل مستوى العشب أمام موضع قبرها، وتملؤه ماءا جديدا من صنبور قريب وترتب الورود بطريقة ما تفرح أعين العائشين وأعين الموتى المغلقة كذلك.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


(*) أسلوب بالمر: تم تطوير طريقة بالمر لتعليم فن الخط عن طريق أوستن بالمر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. تم إنشاؤه إلى حد كبير كنمط مبسط من “الأسلوب سبنسيري” والذي كان النظام القياسي الرئيسي للكتابة اليدوية منذ أربعينيات القرن التاسع عشر.


 


(**) مماح: جمع ممحاة


(***) ساعي لينكولن: هي الصحيفة اليومية المحلية الوحيدة لنكولن، بولاية إلينوي.


 


[image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 11, 2019 07:43

litfreak1234.wordpress

إسلام عشري
مدونة خاصة بالأدب
Follow إسلام عشري's blog with rss.