إسلام عشري's Blog: litfreak1234.wordpress, page 3
September 24, 2019
قصائد لمارج بيرسي
1- عيد ميلاد العالم:
في عيد ميلاد العالم
بدأت في تمعن
ما فعلت وما تركته
غير منته، لكن لهذا العام
لم يكن هنالك الكثير لإعادة البناء
السنوية لروحي المُدْمَرة،
لدعم تلك الصداقات المتآكلة.
لنبش
أشلاء الأغلال القديمة
التي رفضت أن تتغضن من تلقاء ذاتها..
لا، بهذا العام أريد أن أكلف نفسي
بشأن
ماذا فعلت وما لم أفعله
لوصولي للسلام.. بكم كلفتني
جرأتي على المعارضة؟
بكم وضعت نفسي
على خط الحرية؟
لأجلي وللآخرين؟
حيث أن الحريات مبرية
ومقطعة، ومكعبة، هنا..
هل تحدثت بصوت عالٍ؟ لمن؟
هل حاولت أن أتحرك؟ في؟
بهذا الفصل المقدس، أقف
مُدانة بالخمول
بوقت كانت كذباتي تخنق
عقلي، وبلاغتي
تلوي سببا لإنزلاق
الحيات المختنقة
هنا أقف..
قبلما تنفتح البوابات
والنيران تذهل
عينيَّ.. قبلما أصل لما يحاكمني
أحاكم
نفسي. أعطني أسلحة
للتدمير الدقيق. لتجعل
كلماتي تتحول إلى شرر..
2- أكثر من كافٍ:
فتحت فمها الأحمر
أول زنبقة ليونيو.
بكل مكان من رمل الطريق حيث مشينا.
زهور المالتيفلورا قد تسلقت الأشجار المتجمعة.
أزهرت بيضاء أو وردية، بسيطة وبارقة
مشهدها تحرك كما غمامة ملونة.
رأس السهم لها يبسطها دسمة..
تفتح كرم من الورود والتوت
في الأدغال.
موسم الفرحة لنحلة حيث،
لن يكن أبدا الأخضر
بمثل هذا الاخضرار، نقي جدا، وسخي..
الآن، يرفع العشب ذرياتها القمحية
إلى الريح.
يا نبيذ يونيو الغني
ترنحنا بداخلك..
تلطخنا باللقاح لتغلبنا
بينما تضع السلحفاة بيضها بجانب رمل الشاطئ.
3- صديق:
جلسنا حول الطاولة..
وقال، اقطعي يديكِ
إنهما يندسان في الأشياء..
من الممكن أن يلمساني
قلت: حسنا..
أصبح الطعام باردا فوق الطاولة..
ثم قال: احرقي جسدكِ
إنه ليس نظيفا، ورائحته مثل الجنس
إنه يفرك، قد تهيج عقلي
قلت: حسنا
“أنا أحبك” قلتها
“هذا لطيف جدا” هكذا قال
“أحب كوني محبوبا،
فهذا يجعلني سعيدا”
“هلا قطعتِ يديكِ بعد؟ ”
[image error]
September 7, 2019
قصائد لويليام كارلوس ويليامز
[image error]
تكشُّف:
استيقظت مبكرا
كان المنزل، غريبا..
الأصوات عبر فتحة
منها أتت فتاة
وتوقفت محاولة الوصول إليَّ.
بعدها تذكرت
أني قد حلمت
بفتاة..
ممن أعرفهن جيدا
منحنية إلى باب سيارتي
بعدها ربتت فوق يدي.
كان يجب أن أعبر بها الطريق
سوف نقول لبعضنا
أشياءً تافهة
لكني بمرة لن أحدق
لأفتش عينيها
عن تلك النظرة بعينها..
2: بلا تسمية- من باترسون
يديكِ الحبيبة
يديكِ الرقيقة الحبيبة
أي انعكاسات لنعمة
أي بهجة سماوية
متنبئا للعالم
بمعرفتكِ
المباركة، كما حدث معي
وتشرفت بهذه الهبة
2
حالما رأيت
الزهور
صعقت
“لم يجب عليك..
إنها توليب”
قالتها
وابتسمت
3
لقد اشتريت
ثوب سباحة جديد
فقط سروال
وحمالة
لم أريهما
لأمي
بعد
4
أفضل من الزهور
هو مشاهدتكِ
حبيبتي
أنا سعيد جدا أنكِ أتيتِ
اعتقدتُ أنه يجب
ألا أراكِ، للأبد
3- الربيع:
الشتاء قد أنفق ثلجه
دونما غبطة، ولكن الربيع ها هنا
يجلس إلى طاولة الإفطار
بشعره الأصفر
آنفا حتى من الشمس
التي تمشي بالخارج
بنعليها البراقين
نظرللخارج:
هناك
ألق من النور
عند المدخل
وسيدة متألقة
بسرعة تمر إلى
عزال
عربتها
حاليا
أسفل قذارة، السماء المموجة..
سوف يصنع لغرفة مقترضة
تدخن لفافة تبغ
سُحبه، ليجربهم
خارج حدود السماء
July 17, 2019
قصائد لألفريد لورد تينيسون
1
ماريانا
“ماريانا في مبنى محوط بالماء”
(شكسبير- العين بالعين)
بأحلك مستنقع، كانت بورات الزهور
متيبسة بكثافة كلها
عنئذ سقطت المسامير الصدئة من عقدها
والتي كانت تمسك شجرة الكمثرى إلى الحائط الجملون(*)
بدت الحظائر المكسورة، حزينة وغريبة..
تاركين فقط خشخشة المزاليج..
راقدة بالعشب، تحذر سقف العشة القديمة
أعلى المبنى الوحيد المحوط بالماء..
فقط قالت “حياتي موحشة، ولم يأتِ بعد”
ثم قالت “أنا منهكة، منهكة،
أود لو كنت ميتة!”
في المساء، سقطت دموعها مع الندى
التي سقطت منها قد جفت قبل قطرات الندى
لم يعد بمقدورها النظر إلى السماء الجميلة
حتى في الضحى، أو العشية..
بعد خفق الوطاويط
غمرت عتمة ثقيلة السماء
لفتها كما ستارة محكمة
رمقت عرضا نحو الدور المظلمة..
قالت “الليل موحش، ولم يأتِ بعد”
ثم قالت “أنا منهكة، منهكة،
أود لو كنت ميتة!”
عند منتصف الليل
استيقظت عندما سمعت طائر الغراب الليلي
ظل الديك يصدح لساعة قبل الضوء
من أجمة العتمة أتى صوت الثور ضعيفا إليها:
بدون أمل في التغيير، بنومها بدت أنها تمشي متروكة
إلى أن أيقظت الريح الباردة عين الضحى الرمادية،
حول المبني المحوط بالماء..
قالت “اليوم موحش،
ولم يأت بعد”
ثم قالت “أنا منهكة، منهكة،
أود لو كنت ميتة!”
عند نصب حجري يبعد عن الحائط
عين قنطرة، بمياه داكنة نائمة
والعديد من فتحاتها، مدورة، وصغيرة
بينما زحفت عناقيد الطحالب الماشية
بصعوبة بفعل طرقة شجرة الحور بعيدا
رغم كل الأشجار الخضراء والفضية بلحائها
لفراسخ، لم تبرز أي شجرة
من مستنقع الضياع، الرمادي المحيط
فقط قالت “حياتي موحشة،
ولم يأت بعد”
ثم قالت “أنا منهكة، منهكة،
أود لو كنت ميتة!”
وقتما كان القمر منخفضا
والرياح الزاعقة بالأعلى ماضية
عبر الستارة البيضاء جيئة وذهابا
رأت تمايل الظل الزوبعي
لكن عندما أمسى القمر منخفضا جدا
وقبعت الرياح المتوحشة لداخل زنزانتها
وقع ظل شجرة الحور
على سريرها، وأمام جبينها.
فقط قالت “الليل موحش،
ولم يأت بعد”
ثم قالت “أنا منهكة، منهكة،
أود لو كنت ميتة!”
وطوال اليوم بداخل منزلها الحالم
كانت الأبواب تصر على مفصلاتها
الذبابة الزرقاء تغني في التربيعة
والفأر خلف الصندرة المتهالكة صرخ
أو من فجوة قد طل
تلألأت أوجه قديمة عبر الأبواب
لحقتها خطوات قديمة بالأرضيات الأعلى
ودعتها أصوات قديمة من الخارج.
فقط قالت “حياتي موحشة،
ولم يأت بعد”
ثم قالت “أنا منهكة، منهكة،
أود لو كنت ميتة!”
زقزقة العصفور فوق السطح
دقة الساعة البطيئة، الصوت
الذي تصنعه الريح الخفيضة
بمعزل عن شجرة الحور
كل هذا أربك إحساسها
ولكن أغلب الأمر نفرت من الساعة
وقتما رقد شعاع الشمس المقذي الثخين
فجأة بالغرف، وكان اليوم
ينحدر نحو عشه الغربي
قالت بعدها “أنا حزينة جدا، إنه لن يأتِ”
قالت وهي تنتحب “أنا منهكة، منهكة،
يا إلهي، كما لو أني ميتة!”
(*):الجملون: طراز البناء الهرمي.
2: هجوم الفرقة الخفيفة(**):
I
نصف فرسخ، نصف فرسخ
نصف فرسخ إلى الأمام
جميعها في وادي الموت
بطريق الستمائة جندي
“إلى الأمام، يا فرقتي
عبئوا البنادق” قالها
وهو يقود الستمائة
عبر وادي الموت..
II
“إلى الأمام، يا فرقتي..
هل يوجد بينكم رجلا فزعا؟
دون علم أي جندي فقد
أخطأ أحدهم
لم يكونوا مؤهلين للرد
للسؤال لماذا
لم يكن أمامهم سوى فعل ذلك والموت بعدها
فقد كان يقود الستمائة
عبر وادي الموت
III
طلقة مدفع إلى يمينهم
طلقة مدفع إلى شمالهم
طلقة مدفع بمواجهتهم
وابل من الطلقات، الراعدة
تعصف بالقذائف، والفوارغ معا
بجرأة، تابعوا جيدا
إلى فكي الموت
إلى فم الجحيم
وهو يقود الستمائة
IV
ومضت كل السيوف العارية
ومضت وقتما بدت في الهواء
تشق بالضاربين هناك
تشحذ همة جيشا،
بينما العالم يستعجب
منشغلا بدخان البطارية(***)
مباشرة عبر الخط الذين عبروه
القوقاز والروس
ترنحوا من شق السيوف
تمزقوا، وشطروا
ثم قاموا للعودة،
ولكن ليس كل الستمائمة
V
طلقة مدفع إلى يمينهم
طلقة مدفع إلى شمالهم
طلقة مدفع بمواجهتهم
وابل من الطلقات، الراعدة
تعصف بالقذائف، والفوارغ معا
بينما وقع البطل، بالحصان..
لقد قاتلوا جيدا
آتين من فكي الموت
عائدين من فم الجحيم
هذا ما بقى منهم
ما بقى من الستمائة
VI
متى يمكن لمجدهم أن يخبو؟
أه يالا لها من تهمة ما قد فعلوه
كل من بالعالم استعجبوا
الشرف، كان تهمة ما فعلوا!
الشرف للفرقة الخفيفة.
الستمائة النبلاء..
(**): كان هجوم الفرقة الخفيفة عملاً عسكريًا فاشلًا شارك فيه سلاح الفرسان البريطاني بقيادة اللورد كارديجان ضد القوات الروسية خلال معركة بالاكلافا في 25 أكتوبر 1854 في حرب القرم.
(***): جرس إنذار يعمل بالبطارية.
3: تسألني بلا مبالاة لما أنا مريض..
تسألني بلا مبالاة لما أنا مريض
بمنطقتي حيث أتواجد
بداخل الغمامة الأرواح تضطرب
وتذبل بالبحور الأرجوانية
إنها أرض الرجال الحر حتى،
تلائم اختيار الوعي الحر
الأرض، حيث تهزأ بالأصدقاء والأعداء
ويمكن للرجل أن يتحدث عما سيفعله..
أرض من حكومة ثابتة
أرض للعدل، والسمعة الجيدة
حيث يمكن للحرية التوسع
من سابقة، لسابقة
حيث قلما أن يتجمع شغب
لكن بعد درجات إلى الامتلاء المنشود
قوى بعض الاعتقاد قد انتشرت
وكان لها الوقت، والفضاء لتعمل وتتمدد
يجب على عصبة النقابات اضطهاد الآراء
والاقتناع بوقت، عندما يصبح اعتقاد وحيد
جريمة أهلية، وأصوات الحرية الفردية مقيدة..
القوة يجب أن تمضي من بلد إلى بلد
تحت اسم بريطانيا العظمى –حتى يمكن
لكل قناة بولاية أن تختنق بالرمل الذهبي-
ورغم ذلك رائحة أتتني من مدخل المرفأ
ريح برية! أرغب في سماء أدفأ..
وسوف أرى قبل موتي
النخيل والمعابد في الجنوب..
[image error]
July 16, 2019
قصائد للشاعرة جين هيرشفيلد
[image error]
البحيرة والإسفندانة:
أريد أن أهب نفسي
بأكملي
كما الإسفندانة(*) تلك
التي ظلت تحترق، وتحترق
مدة ثلاث أيام بلا توقف..
بعدها بيومين أو أكثر
أوقعت كل ورقة لها
إلى تلك البحيرة
والتي لم يحدث لها شيئا يذكر
ولغوريها الأخضر والأزرق
أخذا الأوراق كلاهما وأرجعاها
بهذا القلب النابض
الذي يرفض أي شيء
العالم ولد من جديد..
كوكبان يدوران
جنتان
بلشونان (**)
تداخلا في مطارحة
حتى السمك
للحظة تضاعف
قبل أن يختفي..
أريد هذا السمك
أريد فقط كل هذا
عندما تمطر وأريد
الشفافية الغائبة
أريد هذا المكان
قرب أزهار الحافة
حيثما وجد ذلك الرمل المجوف المخادع
وقتما تغوص به
بالتأكيد كل الخطوات
أريد الآخرين
الذين يأتون في السر للشرب
في بدء العتمة فقط
وأريد أيضا
من يبتلعهم الليل..
أريد الطريقة
التي يرى بها الماء بلا عين
يسمع بلا آذان
يرتجف بلا إرادة أو خوف
لتلك اللمسة الحانية
أريد معرفة الطريقة
التي يَقْبَل بها ضوء القمر البارد
ويتركه ليمر
والطريق التي يتركه
بأكمله، ليمر
دونما حكم أو تعليق
كان يوجد ثمة بحيرة
غنَّى لال ديد(***) بجانبها
كانت كل الأشياء تعود إليها
لم تعد الآن أكثر من حبة خردل
آه يا قلبي.. لو أنك
لا، ولن تقدر على إعطائي مجددا البحيرة
فقط اعطني أغنية
(*) الإسفندانة: شجرة القيقب ذات لون أحمر مميز.
(**) بلشون: هو طائر الحزين.
(***) لال ديد: روحاني هندي من أقليم كشمير.
2
هناك أسماء لما يربط بيننا:
هناك قوى عظيمة، وقوى ضعيفة..
انظر حولك، يمكنك رؤيتها:
على السطح الذي يتكون بنصف كوب فارغ
في المسامير الصدئة حيثما تم دقها..
في المفصلات المشبكة تحت تأثير ثقلها..
يمكنك رؤية الطريقة التي يمكن للأشياء الثبات
أينما تم ضبطها..
-قال العلماء بأن الجاذبية، ضعيفة..
فقط انظر إلى اللحم كيف ينمو مجددا حول
الجرح، بعنف شديد..
أقوى
من السطح غير المُخْتَبر، البسيط..
هناك اسم لهذا على الأحصنة
عندما تغدو أكبر، ولونها أدكن: لحم متفاخر(*)
ولأن كل الأجساد
فخورة بكل جروحها، ترتديها
كما تكريمات معطاة بعد معركة
انتصارات صغيرة مثبتة إلى الصدر.
وعندما يحب شخصان، بعضهما
لترى كيف يكون
الجرح بين جسديهما..
عميقا، وداكنا، وفخورا أيضا
كيف يصنع ذلك الخيط الأسود منهما
نسيجا واحدا، لا يمكن لشيء
أن يمزقهما، أو أن يصلح بينهما
لحم متفاخر: هو تسمية آخرى غير اعتيادية لتصاعد النسيج الحبيبي، الذي يعمل على التئام والشفاء من الجروح.
3
خشب. ملح. صفيح:
أيتها الروح الضئيلة
هل تتذكرين؟
عندما مشيتِ مرة
فوق ألواح خشبية
إلى منزل
والذي يجلس على ركائز في البحر..
كان ذلك مبكرا.
طلت الشمس
ضياءها، على الماء
وأينما جلستِ
فهذا المسار
يؤدي مباشرة إليكِ..
في بعض الصباحات
يكون طريق البحر، صامتا..
أو صفيحة مخدشة
وبعضها يعمي
ثم تفارق..
أيتها الروح الضئيلة
أليس هذا بغريب
حتى الآن بهذا الوقت المبكر؟
July 9, 2019
أغنيات لليونارد كوهين
[image error]
1
حسنا، لقد دخلت في جرف جليدي
غطا ليَّ روحي
عندما لا أكون ذلك الأحدب
الذي ترينه
أنام أسفل تلك التبة الذهبية
أنتِ من تريدين غزو الألم
يجب أن تتعلمي، تتعلمين كيف تخدميني جيدا
لقد تقابلنا عن طريق الصدفة
بينما أمضي نزولا بحثا عن ذهبكِ
هذا العجز هنا، الذي تلبسينه
وتطعمينه
إنه لا يطلب صحبتكِ
ليس بمركز، ليس بمركز الكون.
وعندما أكون على قاعدة
أنتِ لم ترفعيني إليها
قوانينكِ لا تنطبق عليَّ
لأجثو بغرابة، وبعار
فأنا نفسي القاعدة
لهذا الحدب القبيح الذي تحدقين به
أنتِ التي ترغبين بغزو الألم
يجب أن تتعلمي أولا، ما يجعلني حانيا
هذا الفتات من الحب، ما قدمتِ إياه
هذا الفتات..الذي تركته ورائي..
ألمكِ، ليس قابل للتصديق
إنه فقط ظل، ظل لجرحي.
لقد بدأت بالاشتياق إليكِ
أنا من ليس لديه جشع
وبدأت بالسؤال عنكِ
أنا من ليس له حاجة
تقولين إنكِ مضيت بعيدا عني
لكني ما زلت أشعر بكِ عندما تتنفسين
لا ترتدي تلك الخرق لأجلي
أنا أعلم أنكِ لست بهذه الدرجة من الفقر
وأعلم أنكِ لا تحبيني بهذه القوة الآن
عندما لا تعلمين أنكِ متأكدة
إنه دوركِ، حبيبتي
إن لحمكِ ما أرتديه
2
سألت والدي
أخبرته”أبي، غيِّر لي اسمي”
الذي استخدمه الآن، مغطى
بالخوف، والأقذار، والخجل
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
أخبرني “لقد أغلقت عليك بهذا الجسد”
قصدت بذلك نوعا من الاختبار..
يمكنك استخدامه كما سلاح
أو يمكنك به جعل سيدة تبتسم
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
أبي، اجعلني أبدأ من جديد!
بكيت..اجعلني أبدأ من جديد
أريد وجها عادلا، بهذه المرة
وأريد روحا، تكون هادئة
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
أخبرني:
“أنا لم أتخلَ عنك
لم أغادرك أبدا
إنه أنت من بنى المعبد
وكذلك من غطى لي وجهي!”
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
“وربما بروح هذه الغنوة
سوف تصعد نقيا، وحرا
ربما تكون درعا لكََ
درعا، ضد كل الأعداء”
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
ويا حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي
ارجعي إليَّ
3
قد خسرت حربي
وووقعت المعاهدة
لم يحدث أن أمسك بي
وأنا أتعدى الخط
لم يحدث أن أمسك بي
رغم كل محاولاتي
لقد عشت بينكم
متخفيا
لقد اضطرت لترك
حياتي ورائي
لقد حفرت عدة قبور
بعمرك لن تجدها
لقد أخبرت القصة
بحقائق وأكاذيب
لي اسم كذلك
ولكن لا تهتم
لا تهتم
لا تهتم
قد خسرت حربي
وووقعت المعاهدة
هناك حقائق تعيش
وأخرى تموت
أنا لا أعرف أيهما
فلذا لا تهتم
“يا سلام على السلام..سلام ..سلام ..يا سلام”
نصرك كان كاملا
البعض منكم، اعتقد
بإبقاء تسجيل
لحيواتنا الصغيرة
الملابس، التي نرتديها
ملاعقها، سكاكيننا
ألعاب الحظ
جنودنا اللاعبة
الحجارة، التي نقطعها
الأغاني، التي نصنعها
قوانين السلام
“الزوجة تتبع
أوامر زوجها”
وكل هذه
التعابير
من الاختلاف الجميل
“البعض يدعونه الحب”
الاختلاف الكبير
“يدعونه البعض قدر”
لكن بالفعل لدينا أسماء
أكثر حميمية
أسماء عميقة
أسماء جدا صادقة
إنها كالدم لي
تراب لك
لا يوجد أي حاجة
لا يوجد ما يدعو للبقاء
يوجد فقط حقائق تعيش
وحقائق تموت
لا تهتم
لا تهتم
لقد تركت الحياة
تركتها ورائي
هناك حقائق تعيش
وأخرى تموت
أنا لا أعرف أيهما
فلذا لا تهتم
“يا سلام على السلام..سلام ..سلام ..يا سلام”
ليس بإمكاني القتل
بطريقتكِ مثل ما تفعلين
ليس بإمكاني الكره
لقد حاولت، وفشلت
لقد أثرتيني
على الأقل حاولتِ
أنتِ لجانب من تحتقرينهم
كان هذا قلبكِ
سرب من الذباب
هذا كان مجرد فمكِ
قِدر من الأكاذيب
لقد خدمتيهم جيدا
أنا لست متفاجئ
أنتِ من جلدهم
أنتِ من جلدتهم
لا تهتمي
فلا تهتمي
لقد اضطرت
لترك حياتي ورائي
القصة أخبرت
بالحقائق والأكاذيب
أنتِ تملكين العالم
لذا، لا تهتمي
لا تهتمي
لا تهتمي
لقد اضطرت لترك حياتي ورائي
أعيشها بالكامل
بالطول والعرض
عبر طبقات الزمن
التي لا يمكنك تفريقها
نسائي هنا
أطفالي أيضا
قبورهم آمنة
من الأشباح أمثالكِ
بأماكن عميقة
بجذور مشبوكة
أعيش حياتي
التي تركتها
قد خسرت حربي
وووقعت المعاهدة
لم يحدث أن أمسك بي
وأنا أتعدى الخط
لم يحدث أن أمسك بي
رغم كل محاولاتي
لقد عشت بينكم
متخفيا
4
كما طائر فوق سلك
كما سكران بجوقة ليلية
قد حاولت بطريقي أن أتحرر
كما دودة بشص
كما فارس من كتاب متقادم
لقد أنقذت كل شرائطي لأجلكِ
فلو، لو أني كنت قاسيا
أتمنى أن تتغاضي عن ذلك
فلو، لو أني كنت مخطئا بشأنكِ
أتمنى لو تعرفين أنه لم يكن بقصدي أنتِ
كما طفل، وليد
كما وحش، بقرنيه
قد مزقت كل شيء قد حاول الوصول إليَّ
لكني أقسم بأغنيتي
ولكل ما خاطئا فعلته
إني سوف أعوضكِ
لقد رأيت متسولا مائلا إلى عكازه المتعرج
وأخبرني “يجب ألا تسأل عن الكثير”
وسيدة جميلة مائلة إلى بابها المظلم
بكت إليَّ “أنت..لم لا تسأل عن المزيد؟”
آه.. كما طائر فوق سلك
كما سكران بجوقة ليلة
قد حاولت بطريقي أن أتحرر
5
راقصيني لأجل جمالكِ.. على وقع كمان يحترق
راقصيني عبر الرعب
إلى أن أجتمع بأمان بداخلي
احميلني كما غصن زيتون..
كوني حمامتي تجاه الوطن (*)
وراقصيني إلى نهاية الحب
راقصيني إلى نهاية الحب
دعيني أرى جمالك عندما يغيب الشاهد
دعيني أشعر أنكِ تتحركين كما يفعلون في بابل(**)
اريني ببطء ما أعرف فقط حدوده
راقصيني إلى نهاية الحب
راقصيني إلى نهاية الحب
راقصيني خلال الزفاف الآن، راقصيني بعدها، وبعدها
راقصيني بدعة، راقصيني لأطول وقت
فكلانا أسفل حبنا، فنحن كلانا بالأعلى
راقصيني إلى نهاية الحب
راقصيني إلى نهاية الحب
راقصيني لأجل الطفل
الذي سألتي له الولادة
راقصيني لأجل الستائر
التي أدامت قُبلنا دافئة
اعلِ خيمة من المأوى، رغم أن كل قطبة بنا ممزقة..
وراقصيني إلى نهاية الحب
راقصيني لأجل جمالكِ.. على وقع كمان يحترق
راقصيني عبر الرعب إلى أن أجتمع بأمان بداخلي
المسيني بيديك العارية أو المسيني بقفازكِ
راقصيني إلى نهاية الحب
راقصيني إلى نهاية الحب
راقصيني إلى نهاية الحب
(*) : بقصة نوح الحمامة تحمل فرع الزيتون للوصول للجودي
(**) بابل: رمزية من الإنجيل حيث يرمز للشرور المتنقلة ببابل
6
تأخذك سوزان إلى مكانها قرب النهر
حيث بإمكانك سماع المراكب تمضي وترحل
يمكنك قضاء الليل لقربها
رغم علمك بأنها نصف معتوهة
لكن هذا هو سبب أنك تريد أن تكون هناك
ثم تطعمك البرتقال والشاي
اللذان قدما من الصين
وفقط عندما عندما تنوي أن تخبرها
بأنه لم يعد لديك حبا، لتعطيها إياه
تجد أنك أصبحت على نغمتها
وستدع النهر يجيبك
بأنك كنت دوما حبيبها
وقتها ستريد أن ترحل معها
ترحل معها أعمى
كذلك، ستدرك أنها يمكنها أن تثق بك
لأنك أثرت جسدها المثالي بعقلك
وقتئذ كان المسيح بحارا
عندما سار عبر الماء
وقضى وقتا طويلا يراقب
من برجه الخشبي الوحيد
وعندما عرف على وجه اليقين
بأن “لن يصبح الرجال بحارة
حتى يحررهم البحر”
لكنه ذاته كان منكسرا
قبلما تنفتح السماء
بحق الله، كان أشبه ببشر
وغرق بين حكمتكِ كما حجر
وقتها ستريد أن ترحل معها
ترحل معها أعمى
كذلك، ستدرك أنها يمكنها أن تثق بك
لأنك أثرت جسدها المثالي بعقلك
ستأخذ سوزان بيديك
وتقودك عبر النهر
وهي ترتدي المزركشات والريش
من مكب مخلفات الجيش
وتنصب الشمس مثل العسل
على سيدة المرفأ
وتريك إلى أين تنظر
عبر القمامة، والزهور
يمكنك رؤية أبطالا عبر الطحالب
وأطفال الصباح
ينحنون لأجل الحب
إنهم ينحنون بهذه الطريقة للأبد
بينما تحمل سوزان المرآة
وقتها ستريد أن ترحل معها
ترحل معها أعمى
كذلك، ستدرك أنها يمكنها أن تثق بك
لأنك أثرت جسدها المثالي بعقلك
7
سأغادر الطاولة
أنا الآن خارج اللعبة
أنا لا أعرف هؤلاء الناس
بإطار صورتكِ
لو أني بمرة حدث وأحببتكِ أم لا.. لا
إنه قلبي يبكي لو أني أحببتكِ..
لو أني فقط عرفت اسمكِ
أنتِ لستِ بحاجة لمحامٍ
فأنا لا أدلى باعتراف
لست بحاجة لأن تستلمي
أنا لا أهدف لشيء
أنا لست بحاجة لحبيبة، لا ..لا
الوحش السيء قد روض
أنا لست بحاجة لحبيبة
لذا أطفئي اللهيب
لا يوجد شخص يفتقد
لا يوجد لذلك جائزة
شيئا فشيئا
نحن نقطع الصلة
نحن نفني كنزنا
الذي لا يقدمه لنا الحب
أنا أعلم أنه يمكنك الشعور بذلك
الحلاوة استرجعت
أنا لا أحتاج لسبب
لما قد أصبحت عليه
أنا لدي أعذار
إنهم متعبون ولئماء
أنا لست بحاجة لإعتذار ..لا لا لا
لم يعد هنالك أحد ليلام
فأنا سأغادر الطاولة
أنا الآن خارج اللعبة
June 24, 2019
قصائد للورد بايرون
[image error]
لن نمض إلى المزيد من التجوال:
لذا، لن نمض إلى مزيد من التجوال
بهذا الوقت المتأخر من الليل
رغم أن القلب ما زال -كما هو- مُحبا
والقمر ما زال ملتمعا
لأجل أن يلبث السيف بغمده
والروح أن تلبسَ جسدها
والقلب هذا سيتوقف لكي يتنفس
والحب بذاته كذلك سيستريح..
ورغم أن الليل قد صنع للحُب
والنهار على وشك الوصول
لكن، لنْ نمض إلى مزيد من التجوال
على ضوء القمر..
2
من أسفار شايلد هارولد:
هناك لذة بالغابات التي لم يعبرها أحد..
هناك نشوة على الشاطئ الوحيد..
مجتمع حيث لا أحد يتطفل به..
بجوار البحر العميق، وموسيقاه في هديرها..
لست أقول أني أحب الناس أقل، لكن أحب الطبيعةّ أكثر..
قد سرقت من مقابلاتنا التي بداخلها
كان يمكنني أن أكون شيئا مغايرا، أو أن أكن ما كنته سابقا..
ولكي أختلط مع الكون، وأحس
ما لا يمكن التعبير عنه للأبد، ولا يمكنني إخفاءه بعد الآن..
3
الظلمة:
لقد حلمت حلما، والذي لم يكن بحاله حلما..
فقد انطفئت الشمس، بينما هامت النجوم بالظلمة في الفضاء البعيد..
بلا ضوء، وبلا مسار، تأرجحت الأرض الجليدية
بغير هدى، معتمة، بهواء غير مقمر.
أتى الضحى، وذهب، وأتى ثانية ولم يجلب معه النهار..
ونسي الرجال عواطفهم في رهبة وحشتهم؛ وقلوبهم كذلك
هدأت إلى صلاة أنانية لأجل الضوء. وقد عاشواعلى المشاعل
والعروش، وقصور الملوك المتوجة، والأكواخ.
على مساكن كل الأشياء، التي تُسكن.
كان الرجال متشوقين للمنارات، فالمدن كانت تستهلك،
وهم يتجمعون حول منازلها المحترقة.
وبالنظر أكثر إلى أوجه كل الآخرين، كان الأسعد حظا منهم
من كان يسكن لجوار فوهات البراكين، ووهجها الجبلي.
واحتوى العالم بأكمله أملا مخيفا، لأن الغابات أضرمت بالنيران
لكن ساعة بساعة، تساقطت وتلاشت..
أبيدت الحلقات المطقطقة لتحطم، وصارت كلها سوداء.
وارتدت نتوءات الرجال هيئة غير أرضية
بما يتناسب، مع غياب الضوء.
وعندما كانت تسقط الومضات بينهم، يستلقي البعض
ويخبئون أعينهم، ويبكون. والبعض منهم يريح أذقنهم
بين أياديهم المشبكة، ويبتسمون.
ويسارع البعض الآخر إليها ذهابا، وإيابا
ليطعموا أعوادهم الشاحبة بالوقود. ينظرون بجزع جنوني
عبر السماء المملة، إلى غطاء العالم البائد، بعدئذ،
يخفضونها منكسي الرؤوس بلعنات شتى عبر الغبار.
جازين على أسنانهم، يصرخون:
حينها زعقت الطيور الجارحة، وخافت، ورفرفت على الأرض
خافقة بجناحيها عديمي الفائدة. أصبحت الضواري المتوحشة
مروضة، ترتعش. وزحفت الأفاعي، وتوآءموا بين الجموع.
يهسهسون، لكن غير لادغين، ثم تم ذبحهم لأجل الطعام.
بحرب، والتي لن تعد موجودة بعد لحظات، بعد أن التهمت نفسها من جديد.
حُضرت الوجبة، بالدم؛ حتى تباعد كل جليس بشؤم، مبتلعا ذاته بظلمته.
لم يعد أي حبٍ باقيا، ولم يعد بالأرض أي اعتقاد سوى أن الموت
كان حاضرا، وشاهدا. وتغذَّت غصة المجاعة على أحشاء الرجال الميتين.
كانت عظامهم معرَّاة كما لحومهم.. كان الأهزل فالهزيل يُلتهم منهم،
حتى الكلاب كانت تهاجم أسيادها، الجميع لخدمة الفرد،
والفرد يفي العهد لجثته، وأبقيت الطيور والوحوش،
وأبقي كذلك الرجال الميتين من الجوع بالخليج.
حتى يتعلق الجوع بهم ويسقطون ممتقعين، فاتحي الأفواه، من الموت.
يجد الفرد نفسه ببحثه عن أي طعام، في أنين متصل ومؤلم..
وبكاء سريع منعزل، لاعقي اليد التي تجيب بلا أي اهتمام.
ثم يموت الفرد. ويكون الحشد جائعا بدرجات.
حدث أن اثنين من المدينة الهائلة قد نجيا وقتما كانا أعداءا.
التقيا إلى قرب الجمرات الآفلة بمكان المذبح
حيث كانت مكومة كتلة من الأشياء المقدسة به.
لغرض غير مقدس
قد جرفا وأزالا بيديهما العظمية الباردة
الرماد الواهن، وبنفسيهما العاجز
نفخا لقدر من حياة، صانعين لهبا
والذي كان هزليا، ثم رفعا أعينهم والتي بدت أخف الآن، وعاينا هيئة الآخرين
-ممن رآوهم، يرتعدون ويموتون- ورغم بغضهم المتبادل ماتا
غير عالمين، من بهيئته الجائعة كان يعادي الآخر.
كان العالم بفجوة، المتبقي والموجود منه كان كوما بغير فصول
غير معشوشب، بلا أشجار، بلا رجال -كوما من الموت- فوضى من الطين الصلب.
قد ظلت البحيرات والأنهار والمحيطات على حالتها، ولم يؤثر شيء ما بأعماقها.
السفن التي لا تبحر كانت تتعفن على السطح،
وتسقط صواريها تدريجيا. وبينما تتساقط..
تنام بالأعماق دونما موجة عارمة -كانت
الأمواج ميتة، كانت الجزر في قبورها..
القمر، عشيقهم قد انتهى قبلهم.
الريح ذاوية في المحيط الراكد، السحب افنيت
لم تعد الظلمة لحاجة لأن تكن عونا لهم- فقد كانت الظلمة كل الكون.
June 23, 2019
قصائد لويليام بتلر ييتس
سياسة:
“بوقتنا هذا، يمثل معنى قدر الرجل بالمصطلحات السياسية” توماس مان
كيف يمكن لي.. هذه الفتاة الواقفة هناك
نظري مثبت
على السياسات، الأسبانية
أم الروسية، أم الرومانية؟
غير أن هنا رجل رحال يعرف
عما يتكلم
ويوجد سياسي
يقرأ ويفكر
وربما يقول الحقيقة
عن الحرب، وأجراسها..
هنذا قد أصبحت شابا، من جديد
وحملت الفتاة بين ذراعيَّ
2
أغنية أغنوس الرحال:
خرجت إلى غابات البندق
لأن نارا كانت برأسي
وقطعت، وقشرت عصا بندقية
وعلقت توتة برية على طرفها
وبينما كانت العثث(*) البيضاء طائرة
-عثث، كانت تلتمع كما النجوم-
أسقطت التوتة في تيار ماء
واصطدت سمكة تروت فضية صغيرة
وعندما أرحتها على الأرض
وذهبت لأقذف النار، شيء ما
شخشخش بالأرض
ودعاني أحدهم باسمي:
لقد كانت فتاة متوهجة
بزهرة تفاح بشعرها
وقد دعتني باسمي وجرت
متلاشية عبر الهواء العليل
ورغم أني كبير على التجول
بين الشقوق المجوفة، والتلال الجبلية
سوف أعرف إلى أين قد ذهبت
ثم سأقبل شفتيها، وسآخذ بيديها..
سنمشي عبر ممشى العشب المرقط
ونقطف معا وقتئذ وحتى انتهاء الوقت..
التفاحات الفضية للقمر
التفاحات الذهبية للشمس
عثث: جمع عثة، وهي مجموعة كبيرة من الحشرات القريبة من الفراشات..
3
عندما تصبحين كبيرة:
عندما تصبحين هكذا، بلا أمل، وممتلئة بالنوم..
منكسة الرأس أمام النيران، فتخفضين هذا الكتاب
تقرأين بهدوء حالمة، بتلك النظرة الهادئة
التي كانت بعينكِ، وعميق ظلالها..
تذكرين عديد المرات التي أحببت فيها لحظاتكِ من الامتنان السعيد
وأحببتُ فيها جمالكِ سواء كان حبا صادقا أو كاذبا؟
كيف أن رجلا واحدا، قد أحب بداخلكِ روح المسافر
وأحَّب أحزان هذا الوجه المتقلب..
عندها بينما تنحنين لجوار العمدان المتوهجة
ستتذمرين، قليلا، بحزن، كيف هرب الحب..
وعَبَّر عَبرْ الجبال الشاهقة،
مخفيا وجهه بين تدافع من النجوم..
4
ليدا والبجعة:
اصطدام مفاجئ: ما زالا الجناحان العظيمان يضربان
فوق الفتاة المترنحة، والتي دوعب فخذاها
بواسطة الخفقات المظلمة. وأُمسك قفاها بمداعبته
ممسكا ثديها العاجز أمام صدره..
فكيف يمكن لتلك الأصابع الملتبسة أن تدفع
ذلك المجد المريَّش عن فخذيها المرتخيين؟
كيف يمكن لجسدها، الراقد في الاندفاع الأبيض
أن يحس بنبض هذا القلب الغريب، في داخلها؟
تتولد، رجفة في العانة..
بينما الحائط مكسور، السقف محروق، والبرج كذلك
وأجاممنون ميت..
ولكونها محاصرة
متحكمة بواسطة الدم الوحشي بالهواء..
هل قد وضعت معرفتها، مع قوته
قبل أن يسقطها منقاره غير المكترث؟
[image error]
June 20, 2019
قصائد هايكو لماتسوو باشو
1
بمغادرة الربيع
تبكي الطيور،
تمتلئ عيون الأسماك بالدموع
2
أيتها الفراشة، هيا..
فقد تأخرتِ..
ولدينا أميال، نقطعها معا
3
هذا الخريف
لماذا أتقدم في العمر؟
الطيور، تختفي عبر الغيوم
4
عزلة الشتاء
بعالم من لون واحد
صوت الريح
5
تعال، انظر إلى
حقيقة الزهور
لهذا العالم المألوم
6
آثار هواء إبريل
أوراق الصفصاف.. فراشة
تطفو، وتتوازن
7
بين حياتيَّنا
توجد أيضا حياة
زهرة الكرز
8
أعشاب صيفية؛
هذا كل ما يتبقى
بأحلام الجنود
9
كم أشتاق لكي أرى
عبر أزهار الفجر
وجه الله
[image error]
10
للأسف، انفصلت عنك
مثل بطلينوس(*) ممزق من قشرته
مضيت، ومضى الخريف كذلك
بطلينوس: بلح البحر، حيوان لا فقاري.
June 8, 2019
قصائد لإدجار آلان بو
1
حلم بداخل حلم
لكِ هذه القبلة أسكنها عبر جبينكِ
ومن الآن
دعيني أصرح
أنكِ لستِ على خطأ، بزعمكِ
أن أيامي معكِ كانت مجرد حلمْ
حتى لو تسرب الأمل بعيدا عني
في ليلة، في يوم..
في رؤية، أو لعدم..
ألذلك لم يمضْ غير القليل؟
أليس كل ما مرَّ ليس كما يُرى أو يظهر
وما هو إلا حلم بداخل حلم!
أقف ما بين الهدير
للموج وشاطئه المعذَّب
أمسك بيدي حبات من رمله الذهبي
رغم نزر القليل! وقعهم بين أناملي غريب
كل هذا وأنا أنتحب.. وأنا أنتحب
يا إلهي، هل بإمكاني
آلا أقبضهم هكذا بيد من حديد
يا إلهي، هل بإمكاني
إنقاذ حبة رمل من الموج اللا رحيم
أليس كل ما مرَّ ليس كما يرى أو يظهر
أليس كل هذا حلم بداخل حلم!
…………………………………………………………
2
أرواح الموتى
ستجد رُوحكَ نفسها مُفْرَدَة
بين الأفكار السوداء للمقْبَرة
لا أحد بين الجَمَع
سيتفرس بساعتك للمغْفِرة
كن صامتا متفردا في عُزلتك فساعتها لن تكن وحيدا
ها هنا أرواح الموتى التي توقفت عن الحياة
في الموت المحدق بك سترافقك
ستغمرك كلماتهم فكن ساكنا..
الليل بعد أن ينقشع، سوف يتجمع ثانيا كبِرْكَة
وضوء النجوم عليك لن يقع، من عرشه العالي بالجنّة
ليعلَقك كآملٍ زائف، يُعطى للفانيين
رغما عن مسيره الأحمر دون وميض
سيعطي سأمك الأبدي لهيبا سيلتصق بك
الآن لن تُنْفى وساوسك
الآن الرؤى لن تختفي
ومن روحك لن يعبروا
كقطرات ندى على العُشْب
فمعك نفحات الرب
التي لا تنقطع
والغيمة فوق التل تظللك
كرمز يرمى ويُرجع
ملقى بين الأشجارْ
سرُ الأسرارْ
………………………………………………..
3
وادي اللا راحة
ما أن تفتحت الأرض عن أراضٍ
لم تذق الشعوب طعم الراحة
في حروبهم كانوا قد ذهبوا، ودليلهم النجوم
المتبادية في الأفق من أبراجها اللا زوردية التي ترعى الزهور
إلى منتصف اليوم.
يرتكن عليها الضوء الأحمر بتكاسل
إلى أن تطأه قدم كل زائر، ليُقلق راحة الوادي الحزين.
بعدها كل شيء أصبح بلا حراك، لا غبار. يثير تلك الأشجار
أو حتى يكفي لتنتابهم الرعشة فوق تلال الضباب.
لا حفيف في السماء، لا رياح تسحب السحاب.
من الضُحى إلى العِشاء، ورود البنفسج ترقد بلا انتهاء
وعلى مداها تلوح الزنابق وتبكي على قبرها غير الموشوم بأسماء.
يملأ العبير الأجواء، ينز الندى الأبدي عبر قطرات.
يبكونها من سيقانهم الهشة، تنحدر دموعهم الداهمة إلى البراعم ترعاها.
[image error]
April 28, 2019
قصائد لسارة هاو
سُعار:
ربما الإعاقة هي نوع آخر
من الحاجة..
دراقة زرقاء.. أنا
تبرق على الضوء
وأنت نمر؛
يلتهم مخالبه
يوم تزوجنا
ارتعدت جميع الأشجار
جُنّوا..
وأنت قلت لي “كوني رحيمة بي”
………………………………………………………….
إلى كل العناصر والأغراض:
أمام شجر البتولا
أنا لا أريد شيئا: إلا أناي
لدينا أشجار في منزلنا
هل تسمح لي أن أصحبك إلى نافورة الساحة
نثرثر لمنتصف الليل حتى أخمد لياليك الوحيدة؟
“الحب هو خوص، والزواج عربة ليمون،
لكنه ليس من النوع المُر”
أقف لأقصى شمالك
نرى على صفحة الماء ظلال الغيوم
وشجر الكرز والكروم
وشرفات الساحة المطلية بالمينا
تهتز كلها
ليالٍ أكثر وحدة هي الأخرى
………………………………………
مونوبولي:
أبقي كل شيء حتى تحين لحظته المناسبة
أنا البريق بعين رئيسك بالبنك
لا أكل كعكة خوفا من الاحتباس الحراري
أظل أنا عزائي الخاص
لدي علاقة مضطربة مع الأشياء المادية:
أرمي نحاسي بعنف في النهر.
أفعل كل شيء بغرور متناهٍ
وأنا أنتظر الشكر
أرتكب أشياءً خاطئة بحقك
وأدعي أنه لا يوجد خطأ
فزت بالمركز الثاني بمسابقة الجمال
كنت الاصفرار عند الحواف
كنت القشة التي قسمت ظهر البعير
معلقة أنا على نواصي الشوارع
لأبدو ظاهرة ككارت وأنت تقرأني:
إذا رأيتني أكافح من أجل رفع هذه البطاقة
من فضلك، لا تساعدني .
………………………………………………..
ليلة بأريزونا:
صوت حكة أصبع قدمي بشرشف السرير
أشبه بوقع رمل من جاروف؛ الهواء يجرفه
لثانية من نزولها، كلمة محبوكة في الظلام.
على الجبين والوجنة.. بكل خلجة
كل تغير في النفس يعتبر تأخيرا.
الوهج يزيد عن حرارة النوم، نبضي يتغير
ذراعك يثقل خصري، كحلم
تتقلب مني, تنزلق إلى الفخذين
يدي فوق رقبتك
عيون علم من عدة أنواع من الظلام
تكافح من أجل الكمال نفسه
-أمام كرسي متخفٍ، باقة من ملابسنا
وأسلحة من الجنزبيل
نمارس الجنون “الطراز الأول للجنون”
على حافة أن الضباب احمرار لا نهاية له
نعود إلى المدينة عند الفجر.
…………………………………..
كبح:
تلك هي قصة بنت الحطاب التي ولدت ولجوارها صندوق من الرماد.. بجانب سريرها، مع صرخة الطفلة الأولى أوغل رأسها في ثري الرماد ليلصقها. ضعيفة من فقدها للدماء، حاولت الأم إمساك يده.. جرها عبر الحديقة جلدها بالغصن المعتاد. كما لو أن هنالك سحر بالغابة، لا أحد يعرف، لكنها بدأت تتغير:
طفرت كدماتها بين سياطه وتحولت إلى قشرة. تمزقت وتحوشت بالأرض، غاصت ربلتا ركبتيها المنكبين بالأرض الرملية تبحث عن المياه، في حين أن أطراف أصابعها تشعبت إلى غصون كاللبلاب. ظل يلعن -كما لو أن زوجته ما زالت أمامه- الشجرة العالقة. كانت شجرة فاكهة هزيلة.
في هذه الأثناء نجت الطفلة. أسماها ميا مينج. لم تكن تعرف أن تتكلم. كأنها تعطلت بحزن أبيها. للغم قوة بالغة حتى لأشياء لا يمكن تصورها. وجب عليه وقتها أن يلقيها بغياهب الجُب حتى يخلو له فكره. أحيانا وهو يرفع فأسه ليشحذ نصله، كان يقف ساعده وهو يضرب رأسها الناشفة مرة أثر الأخرى غاضبا. ثم ينحي نفسه عنها، ولكن الأصوات الخفية تعني شيئا؟ لا أحد يعرف.
لم تجد البنت راحتها إلا تحت أغصان الشجرة المتكاثفة. ظلت أغصانها المتغضنة تردد عليها تهويداتها دونما كلمات بينما ترقب بينها الأوز البري وهو يحلق فوقها.
ظل الأوز، والفاكهة يراقبان مواسم الفتاة. التي لم تعد تتابعهما بعينها. وما زالت تتبعهم بحدسها الأعمى. حتى أتى خريف بمنتصفه اشرئبت الفتاة بعنقها حتى تلحظ الأوز عبر تلال السحب- ظلت تشرئب وتشرئب- حتى استدق عنقها إلى منقار! ووجدت بذراعيها الهزيلين القوة لتطير. حلقت الأوزة الصغيرة عاليا بالفضاء لتلحق بخيط الأوز المتسرب. الذي أصبحت تعرف وجهته وحاجتها. تحلق سنة، أو يزيد؛ تروح وتأتي. يقول البعض أن الحكاية تنتهي هنا.
ولكن من يعرف طبع الأوز البري يعرف أنهم لابد أن يعودوا لموطنهم، لمثواهم الأول.
لنواجه الحقيقة: لاحقا، ينصب حطاب فخا لأوزة برية ظهرت من العدم بحديقته. يمسكها يقصف لها رقبتها على جذع الشجرة. بضربة واحدة. ربح .. خسارة.
Sarah Howe سارة هاو:
شاعرة من هونج كونج بريطانية .. ولدت في هونغ كونغ في عام 1983 من أب إنجليزي والأم صينية. صدر كتابها الأول 2015 حلقة اليشم (loop of jade ). فازت بجائزة ت. إس. إليوت للشعر سارة هاو وعمرها 32 سنة.
[image error]