إسلام عشري's Blog: litfreak1234.wordpress, page 2

June 3, 2020

أغنيات لبوست مالون

[image error]


 




حدثتني أمي “رأيتك على التلفاز، بُني”

قالت: أنتِ أصبحت غريبا عما كنا معًا

حلمت بكل هذا منذ كنت يافع..

قالوا لي أنت لن تعدُ شيء..

الآن لي دوما يقولون لي “تهاني”

عملت بجد، نسيت كيف أحتفل

لم يكن لديهم هذا التفاني

الكارهون، قالوا أنّي تغيرت، وأصبحت

لقد فعلناها.. فعلناها..


لم يكونوا ودودين أبدا

الآن.. أنا أقفز من بنتلي (*)

والآن أعلم أني سأبدو دراميا

لكني علمت أني سوف يجب أن أحصل عليها

للمال، أنا همجي ..

وإلا سأتهرش مثل مدمن..

الآن أنا محاط بعشرين غانية سيئة

لم يكن إحداهن تعرفني السنة الماضية..


كل شخص يريد أن يبدو كما لو كان مهما

لكن كل هذا لا يعني شيئا وقتما أريهم مالي


كل شخص يحسب الوقت عليَّ، أن ألقي الكرة..

كل شيء يبدو كما لو كنت بواجهته

لو أنكَّ تعبث مع الفائز، ارفع ولاعتك للسماء

كيف يمكن أن أبدو مفهوما، ولدي ملايين الأشياء بعقلي؟


أتيت رغم كل هذا الخراء، أنا فقط وضعته على جانب

أتبجح منذ كنت رضيع، كان يمكنهم رؤية ذلك بعيني


حدثتني أمي “رأيتك على التلفاز، بُني”

قالت: أصبحت غريبا عما كنا معًا

حلمت بكل هذا منذ كنت يافع

قالوا لي أنت لن تعدُ شيء..

الآن لي دوما يقولون لي “تهاني”

عملت بجد، نسيت كيف أحتفل

لم يكن لديهم هذا التفاني

الكارهون، قالوا أنّي تغيرت، وأصبحت

لقد فعلناها.. فعلناها


كيافو:


كنت صبور، كنت صبور

الآن يمكنني أن أصرخ.. “لقد فعلناها”

الآن.. بكل مكان أغدو.. بكل مكان يخبروني “تهاني”

هذا الزنجي..هذا الزنجي..تخرج


التقطت الصخرة، ولعبت.. حبيبتي

الآن أبحث عن شخصا لأحادثه

ولكن الآن أنا ملتبس بموقف

لدي بعض المال بوجه بين فرانكلين القديم

الآن أرتدي خواتم كبيرة، شامبانيا

حياتي الآن مثل كرة عظيمة

ولكن أنا عبرها في رحلة

حفرة عميقة، تشبه تلك بلعبة الفوتبول

كرة عظيمة، أدعو بها العاهرات

أحصل بها على الحشيش

لدي عيشة

علية القوم

هوانشو(**)

هوانشو وبوست

يجب أن أمضي لهاتفي

أنت تعلم طالما أنا متاح

الآن على هوانشو هوديني(***) أن يمضي


(*) بنتلي : سيارة إنجليزية

(**) هوانشو: الاسم الآخر لكيافو

(***) هوديني : من أشهر سحرة العالم


 



أنا.. فقط.. هل باستطاعتي..


أنا.. فقط.. هل باستطاعتي..


أنا.. فقط… أنا..فقط؟.. هل باستطاعتي..


أنا فقط أريد رؤيتك -اللعنة- شيئا أستطيع الرؤية عبره يا حبيبتي..


أنتِ تجعلين من أحلامي حقيقة.. هل باستطاعتي؟.. هل باستطاعتي؟.. أنا فقط


أنا فقط.. هل أستطيع القدوم لرؤيتك؟ أنتِ دوما تبدين على عجالة من أمرك.. حبيبتي.. أنا لا أعرف ما أفعله… أنا فقط.. فقط لا أستطيع تركك لمفردك. أوه.. لما تبدين دوما غير مباليه بذلك، أنتِ تعلمين أنكِ تعنين إليَّ أكثر من هؤلاء الساقطات.. يبدو لي أنكِ تريدين رؤيتي أمضي وأعبر معك الجسور، نسختي العاطفية المخنثة ستجن وتقطع رسغا وراء رسغ عوضا عن دفع دولارت بالجملة على تارة سيارتي. هذه الطريقة الوحيدة لإخراج عقلي من هذا الخراء.


أنا فقط أريد رؤيتك، ربما لأحدثك عنه هراء، أريد محادثك ربما لتحنين على هذا الطفل(**). أنه أنتِ من ظللت أبحث عنه، فقط أعلميني مايجري معك، لا يمكنني المضي هكذا جيئة وإيابا، لن أسمح لكِ بذلك، لن أسمح لكِ بذلك..


 


أنا فقط أنا فقط..أريد رؤيتك -اللعنة-


شيئا أستطيع الرؤية عبره


أنتِ تجعلين من أحلامي حقيقة..


هل باستطاعتي؟ أنا.. هل باستطاعتي؟.. أنا فقط


أنا فقط أنا فقط.. أريد رؤيتك -اللعنة-


شيئا أستطيع الرؤية عبره


 


أنا فقط


أنا فقط..


أنا فقط أنا فقط.. أريد رؤيتك..


شيئا أستطيع الرؤية عبره


أنتِ تجعلين من أحلامي حقيقة..


تمشين بمفردك.. بمفردك.. أكره عندما تمشين، أقلها تحدثِ على هاتفك..


هنالك الكثير من المريبين بالجوار، تقولين أنه حتى المهرجين تصمت بالمنطقة يجب أن أتعلم كيف أمضي.. أنا أصلا من برونكس.. أريدأن أقول أنه رائع أن تعرفي أنا أحب عندما تتحدثين.. وسوف نبقى ذلك مستمرا… وسوف نبقى ذلك مستمرا.. وسوف نبقى ذلك.


 


أنا فقط أنا فقط.. أريد رؤيتك -اللعنة-


شيئا أستطيع الرؤية عبره


أنتِ تجعلين من أحلامي حقيقة..


هل باستطاعتي؟ أنا..هل باستطاعتي؟.. أنا فقط


أنا فقط أنا فقط.. أريد رؤيتك -اللعنة-


شيئا أستطيع الرؤية عبره..


 


أنا لا أكون وحدي


أنا لا أكون وحدي


عندما تكونين بالطريق


 



 


 


أنا لا أريد الموت وأنا شاب.. أنا لا أريد الموت وأنا شاب..

أنا لا أريد الموت وأنا شاب وأنا شاب.. وأنا شاب..

أعد الفرق العابرة كهلليلويا.. هلليلويا

أنا لا أريد الموت وأنا شاب.. أنا لا أريد الموت وأنا شاب..

أنا لا أريد الموت وأنا شاب. وأنا شاب.. وأنا شاب

لقد تم طحني عبر الطريق، الممتد.. الممتد

ظهرت، لا أعرف كيف، أنا فقط أنساب مع التدفق

أنا فقط أريد المضي، أجلب لي شيئا

صدمت فيرفاكس(*)، وأمضي للتسوق رغم ذلك.

إنها فقط أرادت أن تدهم الحمام(**) أحمل هذا الجراب(**) كما ماكينة

لذا أحافظ على الربح، لأني أحتاج هذا الجراب

كما لو أصرف أموالي ببابادوكس(***)

أطير إلى جالاباغوس (****)، أجري وأتبع الدقيق

يا رجل هذا الخراء لا يتدنى، أشعر كما لو كنت حيوانا

نعم يا حياتي السافلة، أحاول أن أبدو باردا، حياتك لن تتقدم ولن تعود للوراء

أنا لا أريد الموت وأنا شاب وأنا شاب.. وأنا شاب..

عندما أحصل على المال أنها بمثابة هلليلويا.. هلليلويا..

أنا لا أريد الموت وأنا شاب.. أنا لا أريد الموت وأنا شاب..

أنا لا أريد الموت وأنا شاب وأنا شاب.. وأنا شاب..

أعد الفرق العابرة كهلليلويا.. هلليلويا

أنا لا أريد الموت وأنا شاب.. أنا لا أريد الموت وأنا شاب..

أنا لا أريد الموت وأنا شاب. وأنا شاب.. وأنا شاب..

لقد تم طحني عبر الطريق، الممتد.. الممتد

سوطي سريع، وغانيتي بطيئة (*****)، أعتصر إياه، أعتصر مقود سيارتي الكوبيه

سيارتي الكوبيه سريعة، وغانيتك تعرف..

عاهرتي بطيئة، هي تفعل ما أؤمرها بها، تجعلني دوما على أطراف أصابعي.

أنفخ هذه العاهرة بلحظة، يا رجل سوف اكون ماضيا، فقط شاهدني وأنا أمضي

العاهرات فقط يشاهدني أمضي، وأتجول.. بالفعل أمسكت بها، وأسقط هذا الشيء خارجا

أشقط من بورش، هراء يحدث، أرصع أجزائها، أخرجت هذه السافلة خارجها، فجرت أجزائها، انتشيت بسرعة، بينما السافلة تلعق قضي..

أنتِ تعرف أني أريد أن أخدر-اللعنة- بمجرد رؤية شاب -اللعنة- يموت.

أنا لا أريد أن أموت..

أنا لا أريد الموت وأنا شاب.. أنا لا أريد الموت وأنا شاب..

أنا لا أريد الموت وأنا شاب وأنا شاب.. وأنا شاب..

أعد الفرق العابرة كهلليلويا.. هلليلويا

أنا لا أريد الموت وأنا شاب.. أنا لا أريد الموت وأنا شاب..

أنا لا أريد الموت وأنا شاب. وأنا شاب.. وأنا شاب

لقد تم طحني عبر الطريق، الممتد.. الممتد

(*) فيرفاكس: سيارة نقالة بلوس أنجلوس تتنقل بماركات ملابس عالمية بداخلها.

(**) تريد أن تنتشي بسطر هيروين ربما.

(***) يقول أن الأموال معه تثقله كما ماكينة صرف.

(***) بابادوكس مطعم بدالاس.

(****) جالاباغوس جزر بركانية على حافة الأطلسي تابعه للإكوادور.

(******) يقصد سيارته.


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 03, 2020 23:04

أغنيات لبنجامين كليمنتين

[image error]


 


 



1- الوداع:


وداعا


وداعا


وداعا


إلى بعد الظهيرة


لأني بالليلة وإلى الأبد سأطارد


القمر المكتمل


إلى غرفة معينة

وداعا

وداعا


أنا آسف لقفزي السريع في لقطار


انتظرت ولكن لم يأت أحد


لقد أتيتِ متأخرة

القرار لي


القرار لي


ليكن الدرس عني


فليكن الدرس عني


القرار لي


القرار لي


لأن الرؤية فقط ملكي


الرؤية ملكي


وداعا


نعم، وداعًا، أيها الأصدقاء


وداعا لذلك لطفل الصغير بداخلي


الذي استمر في إلقاء اللوم على الجميع


بدلا من ذلك يواجه هزيمته في إدمنتون(*)


رغم ذلك، لا ينبغي لي أن أندم


لأنه لولا الخطأ الذي ارتكبته بالأمس؟


فأين كنت سأكون الآن؟


القرار لي


القرار لي


ليكن الدرس عني


فليكن الدرس عني


القرار لي


القرار لي


لأن الرؤية فقط ملكي


الرؤية ملكي


نعم، لقد حزمت حقائبي وماض إلى شارع الخدمة، سأستقل قطارًا أعرفه جيدًا، والملائكة ، يدخلون ويذهبون..

تعرف في المرة الأخيرة عندما كان ذلك الملاك، كما تعلم، عندما غادرتْ، فأنا لا أعرف أشياء أخرى عن الملائكة على أي حال..

أنت تعرف، أحيانًا ، تعتقد أنك تعرف أكثر مما تعرف، لكنك في الواقع لا تفهم. على أي حال عندما يأتون إلي، يغنون لي بشكل جميل..

إذا تمكنت من تذكر ألحانهم، لكن للأسف مضت..إذن اعذرني لأخذ وقتك؛ لكن الألحان تمضي هكذا، أو شيئا مثل ذلك..

لتدع الأشجار تتوقف عن التنفس


لتدع النحل يتوقف عن التكاثر


وكل أملاح البحر الميت تتخثر إلى العسل


حتى ذلك الحين، سأكون إلى الأبد


مطاردا، مطاردا، مطاردا كل شيء حتى النهاية..


القرار لي


القرار لي


ليكن الدرس عني


فليكن الدرس عني


القرار لي


القرار لي


لأن الرؤية فقط ملكي


الرؤية ملكي


(*) إدمنتون: بلدة بكندا..


 



2- حجر الأساس:


أنا لوحدي، بصندوق من الصخور


بينما كل شيء قد قيل، وبالفعل انتهى


وكما تهب الريح للشرق من الغرب


بداخل سريري، تجد أخيرا دموعي، راحتها الأبدية


 


أنا وحدي، وحدي بصندوق من الصخور


كلهم زعموا حبهم لي، لكنهم جميعم كانوا يكذبون


لقد كنت دوما لوحدي، وحدي بصندوق خاصتي


وهذا هو مكاني، حيث أنتمي


 


إنه بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي


بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بي..بيتي


 


لم يكن من السهل، اعتيادي على ذلك، اعتدت على الصراخ


لم يكن هذا ليحدث، طالما كل الأبواب مغلقة


ولا أحد يدخل كذلك


بينما بابي سيظل مفتوحا حتى زوالك


لكن لمْ يأتي أحدهم، ماذا فعلت خاطئا؟


 


أنا وحدي، وحدي بصندوق خاصتي


كلهم زعموا أنهم قريبون لي، لكنهم جميعا كانوا يكذبون، وهذه فقط الحقيقة


لقد كنت دوما لوحدي، وحدي بصندوق من الصخور


وهذا هو مكاني حيث أنتمي


 


إنه بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي


بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بي..بيتي


 


الأصدقاء الذين قابلتهم، الأحباء كذلك قد ناموا، وهم يبكون


وعودهم بالبقاء أبدا لم تبق ساكنة


هذه هي محض الحقيقة الذين لم يشاركونها


وأتمنى لو شاركتها


أتمنى لو شاركتها


 


لأني كنت وحدي، وحدي بصندوق من صنعي


كلهم زعموا أنهم يحبوني، أنهم قريبون لي، لكنهم جميعا كانوا يكذبون،


وهذه فقط الحقيقة


لقد كنت دوما لوحدي، وحدي بصندوق من صنعي


وهذا هو مكاني حيث أنتمي الآن


 


إنه بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي


بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بيتي، بي..بيتي


 


 


 



 


 


3- أنا لن أتذمر:


 


إنه عالم رائع


عالم رائع


ماض عبر دموع من السماء


قلبي ميلودرامي، ميلودرامي للغاية


مضاء بأصداء للألم


لأربع وعشرين ساعة


لسبع أيام بالأسبوع


أربع وعشرون ساعة


سبع أيام بالأسبوع

…………..

عندما أحلم، أبتسم


بينما وأنا أمشي، أبكي


عندما أحلم، أبتسم


بينما أمشي، أمشي كما البكاء


ربما تقول أنه ليس عالما رائعا


وأنها حياة رائعة


ويوم رائع


كما البارحة


لكني لن أتذمر


لا، لن أتذمر


على الرغم من أيامي الجيدة قد مضت جدا بعيدا عني


من المؤكد أنه بنهار ما سيعودون


لذا لن أتذمر، لا، لن أفعل..

………….


عقلي مرآة


انعكاس معروف فقط لي


ولأجل من يكرهوني، فكلما تكرهوني كلما تساعدوني


ولأجل هؤلاء ممن يحبوني، كلما أحببتموني، كلما تؤذوني.


فعندما أمضي لسريري بالليل، إني أرى بضع صبية في الضوء


يخانقون أشباحا غير مرئية خلف ظهر أمي


وبالرغم من عدم فهمي لأحلامي


أعلم أنه -بمكان ما- يوجد أمل، يوجد أمل بمكان ما، يوجد أمل


لذا فعندما أحلم أبتسم


بينما وأنا أمشي، أبكي


عندما أحلم أبتسم


بينما وأنا أمشي، أبكي


ربما تقول أنه ليس عالما رائعا


وأنها حياة رائعة


ويوم رائع


كما البارحة


لكني لن أتذمر


لا، لن أتذمر


على الرغم من أيامي الجيدة قد مضت جدا بعيدا عني


من المؤكد أنه بنهار ما سيعودون


لذا لن أتذمر، لا، لن أفعل.


على الرغم من أيامي الجيدة قد مضت جدا بعيدا عني


من المؤكد أنه بنهار ما سيعودون


لذا لن أتذمر، لا، لن أفعل


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 03, 2020 09:48

May 28, 2020

أغنيات لستروماي

 



 


 


 


 


 


 



أوه حسنا.. نحن نعرف بعضينا جيدا..


آخر مرة أردت أن، تفعل مافعلته بأمي.


بدأت عملك بنهديها،


بعدها بدأت العمل برئتي أبي؟ هل تذكرتهما؟


 


أيها السرطان… أيها السرطان


أخبرني من التالي؟


أيها السرطان.. أيها السرطان


أخبرني من التالي؟


 


أيها السرطان.. أيها السرطان


أخبرني من التالي؟


أيها السرطان.. أيها السرطان


أخبرني من التالي؟


 


أنت تعبث مع صغار الأطفال


بالفعل لا شيء يوقفك


لا تمثل أنك برئ..


على علب السجائر


” التدخين يقتل”


يا لها من مفأجاة.. هل ذلك يساعدني؟!


 


أيها السرطان.. أيها السرطان


أخبرني من التالي؟


أيها السرطان.. أيها السرطان


أخبرني من التالي؟


 


يا سرطان .. متى ستتوقف عن إسداء النصح؟


يا سرطان .. متى ستتوقف لأخذ نفسك؟


يا سرطان.. ماذا ظنك بشأن ذلك؟


يا سرطان.. هذا سيمهلنا بعض الوقت…


 


أيها السرطان.. أيها السرطان


أخبرني من التالي؟


أيها السرطان.. أيها السرطان


أخبرني من التالي؟


 


أخبرني من التالي؟


أخبرني من التالي؟


أخبرني من التالي؟


 


 


 


 



أخبروني من أين سيأتي.. لأعلم أخيرا من أين أذهب. أمي قالت لو بحثت عنه جيدا ،سوف تجده في النهاية. قالت أنه لم يمض بعيدا، قد ذهب للعمل. العمل شيء جيد، العمل أفضل من وجوده مع صحبة سيئة، أليس كذلك؟


أين والدك؟ أخبرني أين والدك؟ بدون حتى أن تتكلم إليه يعرف ما المشكلة!  والدي الفريد من نوعه، أخبرني أين تختفي؟ لقد عددت أصابعي أكثر من ألف مرة .


أين أنت؟ أين أنت؟  أبي أين أنت ؟


سواء صدقت أم لا؟ سنكون يوما ما أباء، وسنرحل جميعا يوما ما. هل سنختار كوننا كريهين؟ هل سنصبح محبوبين؟ أباء عاديين أم عباقرة ؟ أخبروني من يعطي أطفالا لأناس غير مسئولة ! أخبروني من؟


الكل يعرف كيف يمكن الحصول على أطفال، لكن لا أحد يعرف كيف تجلب والد! السيد ” الذي يعرف كل شيء ” سيقول أنه بالوراثة، هل علينا مص أصابعنا أم ماذا؟  أخبروني أين هو مختفي، لقد قطمت أظافري أكثر من ألف مرة.


 


أين والدك؟ أخبرني أين والدك؟ بدون حتى أن تتكلم إليه يعرف ما المشكلة!  والدي الفريد من نوعه، أخبرني أين تختفي؟ لقد عددت أصابعي أكثر من ألف مرة.


أين أنت؟ أين أنت؟  أبي أين أنت ؟


 


[image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 28, 2020 23:43

May 27, 2020

أغنيات لمادروغادا


1- أميرتي:


هنذا ..


سواء كانت الأمور جيدة أو سيئة


الطريقة التي آلت إليها الأحوال


فقط ما فعلته، كان جعلكِ حزينة..


وبكينا وبكينا..


في التليفون..


لكننا لم يخطر بعقلي


أن نشعر بتلك الوحدة


أوه يا مولاتي


حبالكِ طويلة


وغيابكِ


أشبه باقتلاع لحمكِ من عظمي


 


فهنذا ..


سواء كانت الأمور جيدة أو سيئة


أستطيع فقط إيقاظ.. غضبكِ


باستطاعتي فقط أن أقودك للجنون..


وبهذا أريتني أنكِ ما زلتِ يافعة وجامحة


وبهذه الصراعات التي انقدت إليها


وأنا أموت من عطشي إليكِ ولا أشيخ


أوه.. أوه يا مولاتي


حبالكِ ثقيلة


وباردةِ جدا


آه.. يا مولاتي


 


ولكن بعقلي


أنا ما زلت أقدر على الصعود إلى سريركِ


ويمكنني أن أعود منتصرا


لكوني الرجل الوحيد الذي عبر قوس جبهتكِ.. أوه


أوه يا مولاتي..


حبالكِ ثقيلة


وكل تريقاتكِ كلها حمراء


أوه يا مولاتي


كما قلت لكِ


هذي الروح.. ماتت يا مولاتي


أوه.. أه يا مولاتي..


 



صوتي:


من الأفضل أن تركض، من الأفضل أن تركض


من الأفضل ألا تنتظر طويلا..


من الأفضل أن تركض، من الأفضل أن تركض..


من الأفضل أن تركض لأن لديك قلب..


لذا فلنبدأ، فلنبدأ


لذلك دعنا نبدأ، بتمزيق كل شيء..


من الأفضل أن تركض، من الأفضل أن تركض..


من الأفضل أن تركض لكونك تملك قلبا..


حسنا.. حسنا، تعلم أن ذلك أكثر مما أحتمله..


لقد دفنت رأسي بهذه الوسادة لمليون مرة باليوم


أوه.. حسنا أنا أسف ولكني لا أهتم بالانتظار..


 


لا تخطو الجرأة لجهة الضوء


لا تخطو الجرأة لجهة الضوء


 


سارت رؤياك بعيدا اليوم


فلمّ.. لا تهرب؟


سارت رؤياك بعيدا اليوم


كما في الأوقات التي كنت تقول عليها


 


بداخلي صرخة، صرخة، لن يتم احتواؤها


بداخلي صرخة، صرخة، لن يتم احتواؤها


 


أوه، حسنًا، أنت تعرف أنه لا يمكنني تحملها


فأنا أدفن رأسي في تلك الوسادة مليون مرة باليوم أوه، أوه


حسنا، أنا آسف ولكن لا يهمني الانتظار


أوه، لا تجرؤ على المشي من خلال الضوء


لا تجرؤ على السير من خلال الضوء، أوه


 


أوه ، لا تجرؤ على المشي من خلال الضوء


لا تجرؤ على السير من خلال الضوء


حسنا.. حسنا، تعلمين أن ذلك أكثر من تحملي..


فأنا أدفن رأسي بهذه الوسادة لمليون يوم


أوه.. حسنا أنا أسف ولكني لا أهتم بالانتظار


لا تخطو الجرأة لجهة الضوء


لا تخطو الجرأة لجهة الضوء


 


 



3- حلوتي:


حُلوتي


تعالي، واوقفيني


لم أركِ منذ وقت طويل


أريد أن أشعر بكِ


أريد أن ألتف بكِ


كتلك الواحدة الموصوفة لي بأغنية..


خارجا، بالغابات


تبدو غابات الصنوبر طويلة


أعطت رحيقها الحلو إليَّ


أرضها.. النعيم


عناقها.. الرقيق


أبقت وجهي بالظل


حُلوتي


 


لمَ لا تأتي لرؤيتي في الصباح؟


لمَ لا تأتي لرؤيتي متأخرا بالليل؟


ليس لأن ذلك خاطئ، لا، إنه ليس صحيحا..


أنتِ دوما تقصدين الابتعاد عن.. الضوء..


الآن ليل أضوائي مشتعل


أحتاجه واحدا، بواحد


لهذا الإحساس العاجز، عديم الفائدة..


يجب للشاب وهو صغير، أن يبارك بالحب


لأنه يوجد لحم، ونار أسفله..


هذا السكران، المائل، غير المبالي


بيدين حول وجهي


بالحرير، والدانتيل


قبلات العطر الحلوة.. لأجلي


أينما تحرق


بذلك أعود..


سيدتي المحظوظة


حُلوتي


 


يجب أن أتركك في الصباح..


لطالما أردتِ أن تكوني حرة.


ابقِ معي


يا سيدتي المحظوظة الحلوة


لا تتركيني أبدا


يا حلوتي



 


أستيقظ


في أماكن باردة..


أعين مثلجة، ووجوه مثلجة كذلك..


بعضهم موتى، والبعض أحياء


ومعظهم يفعل شيئا ما بين البينين..


وسيدتي


في الانتظار


من المؤكد أنها قد انقلبت بالكره


ضدي


والمرار قد أيقظ ذلك


لكن المرة القادمة، سوف أدعها تدخل..


لكن المرة القادمة، سوف أدعها تدخل..


وحتى لو غادرت بهذا الصباح


على الأقل سيكون كلانا مرتاحين


والآن


ابقِ معي..


ابق معي..


سيدتي، المحظوظة، الحلوة


لن تجرؤي علي مغادرتي أبدا


حلوتي..


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 27, 2020 15:29

May 5, 2020

قصائد لبابلو نيرودا

[image error]


قدماكِ:


“عندما لا يمكنني النظر إلى وجهكِ


ساعتها أنظر إلى قدميكِ


قدماكِ عظمتان منحوتان


قدماكِ الصغيرتان النحيلتان..


أعلم أنهما يحملان إياكِ


بوزنكِ الخفيف


القائم عليهما..


ويحملان وسطكِ، وصدركِ..


الحمرة الضاربة


لحلمتيكِ


تجويفا عينيكِ


الذين قد فاضا..


فمكِ، الواسع، الشهي..


ضفائركِ الحمراء..


برجي الصغير..


لكني أحب قدميكِ

فقط لأنهما مشيا


عبر الأرض، وعبر الريح


وعبر المياه حتى وجدا إيايَّ


…………………


البقاء صامتا:


الآن سوف نعد إلى إثني عشر

وسنبقى جميعا على استعداد..


لمرة واحدة على وجه الأرض


دعونا لا نتحدث بأية لغة


لنتوقف لثانية


ودعونا لا نؤرجح أذرعنا كثيرا


سوف تكون لحظة غربية


دون اندفاع، دون محركات


جميعنا سنكون بلحظة غرائبية مفاجئة


الصياد بالبحر البارد


لن يؤذِ الحيتان


والرجل الذي يجمع الملح


سينظر ليده المجرّحة


هؤلاء الذين يعدون حروبا خضراء


حروبا من الغاز، حروبا بالنار


انتصاراتِ بدون أي ناجين


سوف يضعون عليهم ملابس نظيفة


ويمشون مع أخوتهم


صوب الظل، ولا يفعلون شيئا..


لا يجب أن أتحير رغم حالة الخمود الكلي


الحياة: ما هي عليه


فأنا لا أريد أي مشاحنة مع الموت..


إذا لم نكن موحدين الذهن


بشأن جعل حيواتنا تتحرك


ولمرة، لم نفعل شيئا..


ربما.. صمت ضخم


قد يقطع حزننا


من عدم الفهم لذواتنا


من خوفنا الدائم


من الموت


لوهلة قد تعلمنا الأرض


عندما يبدو كل شيء ميتا


ونثبت لها لاحقا أننا أحياء


والآن ..سوف أعد إلى إثني عشر


وأنت ستبقى صامتا بينما أمضي


………………..


قصيدة إلى الكتاب:


 


عندما أغلق كتاباً


أفتح الحياة


أسمع


الصرخات المتعثرة


بين الموانئ


سبائك النحاس


وهي تنزلق بمقالع المعادن


إلى توكوبيلا(*)


بالليل.


عبر الجزر


محيطنا


الخفاق بالسمك


تلمس أٌقدام، وأفخاذ


الأضلع المسطحة


لبلدتي


طيلة الليل،


تتعلق بالشاطئ، بالفجر


تستيقظ مغنية


كما لو أنها حمست بجيتار.


موجة البحر


تنادي الريح


تناديني


ورودريجز


وخوسيه أنطونيو أيضا


بينما قد حصلت على تلجرام


من اتحاد المناجم


وكذلك تلجرام ممن أحبها


(والذي لن أبح باسمها)


يتوقعوني ببوكاليمو.(**)


لا يوجد كتاب قادر


على لفي بورقه


على إشباعي


بطباعته


ببصمته السماوية


أو كونه قادرا


على ربط عيني.


أخرج من الكتاب لبساتين البشر


بصوت عائلي مبحوح لأغنيتي


لأشغل المعادن المحترقة


أو لآكل ساندوتيش لحم مدخن


بين ممرات الجبال الجانبية..


أحب الكتب المُغامِرة


كتب الثلج، أو الغابة


المتعمقة بالأرض، أو بالسماء


وأكره الكتب المعنكبة


والتي أفكارها


بداخلها، تُرقد أحبالا مسممة


لاصطياد الحدث


وكمش الطيران.


كتاب، يدعني أمضي


لا يدعني ألبس


عبر مجلداته


لا أخرج


من أعماله المجموعة.

قصائدي أبدا


لم تبتلع القصائد


قصائدي تلتهم


أحداثاً مثيرة


تتغذى بطقس قاسٍ


وتجد طعامها


خارجاً من الأرض والناس.


أنا بطريقي الآن


مع تراب بحذائي


محرراً من الأساطير


ومرسلا الكتب من جديد لرفوفها


أدهم الشوارع


بعدما تعلمت عن الحياة


من الحياة ذاتها


الحب، الذي كسبته من قبلة واحدة


عدا أني عشت


شيئا مشتركا بين الرجال


باقتتالي معهم


بكل أقوالهم بأغنيتي..


(*) مدينة بتشيلي

(**) أيضاً، بلدة بتشيلي


 


 


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 05, 2020 15:14

March 23, 2020

لازلو كرازنا هوركاي: كلمة الفوز ببوكر 2015

 


سيداتي وسادتي، هذه مفاجأة كبيرة بالنسبة لي. ولكن بالفعل كما هو مؤكد، لقد كتبت شيئا. “يضحك” لأن إنجليزيتي ليست جيدة، وأنا لا أستطيع أن أرتجل. سيداتي وآنساتي. أشكركم، أشكر المحكمين، وشكرا لكم أيها القراء.


إلى مدرسين مدرستي، موجهين الحبيبين للأثار اليونانية، واللاتينية، والذين لم يعدوا الآن على قيد الحياة بسبب أخطاء الأطباء، والأخطاء التقنية، والذين بسببها اضطروا للموت.


أوجه شكري لعمي كاركاش، والذي لم يعد كذلك بين الأحياء، لأن الوقت الحرج لموته، قد آتى.


أعطي شكري لصديقي يوشكا بانيك، والذي أخبرني بينما الحرب تمددت،  سنة1960 بأن الأطفال يتم صنعهم، وأنه تحت أثقل من الوحي” أنا أريد الموت”


أوجه شكري لفرانتز كافكا على رواية المسخ، والذي قرأتها وكنت بالثانية عشر، والتي بسببها انضممت لشلة أخي، الذي يكبرني بست أعوام. وبسببها أيقنت بأن قدري كان محققا.


أوجه شكري إلى فراتي هاترسك، صديق الشباب، والذي بذكائه ونباهته وكرمه، والذي كان يقايض بأي شيء ليصل لعمر معمر، ليكون خير داعم للنسخة الهنجارية لنظرية الواقعية.


إلى كامو جابوش، صديق مقرب إليَّ، لم يعد أيضا بين الأحياء، والذي أحبني مذ نشأت حتى لحظة وفاته، هذا الحب وحده الذي لا أستطيع إعادته.


إلى أبريل سابو، إيمري شومونيه، مساعدي إلي بجولا، موطن ولادتي. والذين دائما أعجبوا بي، وحملوا لي الإعجاب، بطريقة محافظة للإنسان.


إلى بيتر هاينو والذي أراه من أكثر  كتاب القصة القصيرة المجرية إدهاشا، والذي لم يعد بين العائشين.


أوجه شكري إلى فناني أثينا القديمة، إلى عصر النهضة الإيطالي.


إلى يانوش يلينسكي، الغامض، الكاتب، الشاعر. الذي تقابلنا مجرد مرة، ولكنها كانت لا تنسى.


إلى زوجتي الأولى، والذي عرفت من النظرة الأولى كيف أكتب بطريقة سيئة.


إلى مجمع الشعراء المجريين. الذين أروني القوة السحرية للكلمات. إلى ثيدور ميلسوفيتش ياسويافسكي.


إلى أخي الأكبر، الذي جلبني للمنزل فوق كتفيه من حضانتي، والذي أصبحت بسبب ذلك شاكرا له، لأنه أراني أن هناك وجهة أخرى للنظر منها للعالم، ليس هذا فقط، الذي أعطاني إياه.


إلى جيمي هيندريكس، البيتلز. بوب ديلان.جيمي زامبو. ديفيد بوي. ميهاي فيج. نك كيف. أليك خوداش. كارين دالتون.هاميلتون لايتهوزر.  تالينيوس مونك. هنري جرايمز.


إلى ناشري الأمريكي، والإنجليزي أولا وأخيرا مسز بابرا أبلير، وبيتر شتراوس. وهانزو بالماريس.


إلى زوجتي الثانية، لإخلاصها المتناهي، لويليام فوكنر. إلى مدينة كيوتو. إلى توماس بنشون صديق الحزن الغير متصل. هذا الحزن المتصل.


إلى يوهان سابستيان باخ، إلى ميلوش ميشي الكاتب الذي لم يعد على قيد الحياة. لأن وقت وفاته قد أتى.


إلى صوت أجنيس بالتسا، ناتلي دوساي. جينيفر لارمور. إيما كيركبي.


إلى مدرسي المدرسة للآداب. لازلو سوريني، وجيمس جوت.


إلى آلن جينسبرج. الصديق الذي لم يغد بقائمة الأحياء. لأن وقت موته قد أتى.


إلى الحروف الإمبراطورية الصينية.


إلى مترجمي أوتالي مولزات. وجورج سيرتاش. أنا ممتن لهم بعملهم معي.


إلى و.ج.سيبالد ، الكاتب الصديق والرائع ، والذي لم يعد على قيد الحياة ، كما كان يحدق لفترة طويلة في شفرة واحدة من العشب في المرج.


إلى أمي التي تعد من الأحياء التي لم تعد بين الأحياء.


إلى لاسلهوف في إكسترمادورا


إلى دانييلا بيلجينيدا، الشاعرة الهنجارية، العبقرية من القرن التاسع عشر.


إلى الطبيعية التي كونت. إلى سد هارتا.


إلى اللغة الهنغارية.


إلى الله.


[image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 23, 2020 08:24

February 12, 2020

ساكي (الراوي)

[image error]


 


كان يوما حارا، تصاعدت فيه ذروة الحرارة بعد الظهيرة داخل عربة قطار؛ كان يقصد تمْبِلْكومب ببريطانيا، والتي تبعد قرابة ساعة وصولا.. وبداخل إحدى عرباته تواجدت فتاة صغيرة وفتاة تصغرها سنا وولد آخر صغير. اتخذت خالتهم لنفسها مقعدا في جانب العربة وفي الركن المقابل لها كان يوجد رجل أعزب لا يعرفونه. كان الفتاتان والولد الصغير في كل أنحاء العربة كأنهم يمتلكونها والخالة غير القادرة على السيطرة عليهم ظلت تقول لهم “لا تفعلوا كذا وكذا..” بينما يرد عليها الأطفال “لماذا؟” في حين كان الأعزب لا يقول شيئا.


“سيريل… لا… يا ولد!” قالتها للولد حينما بدأ يضرب وسائد المقعد محدثا سُحبا من التراب المتطاير منها. “تعال إلىَّ هنا… وانظر من النافذة” على مضض، جر الولد نفسه إلى النافذة وسألها بغتة. “لماذا تقُتاد تلك الخراف خارج الحقل؟”


“أعتقد أنهم يأخذونهم إلى مراعٍ أخرى أغزر خضرة”


أردف معترضا:



ولكن يوجد فعلا الكثير من العشب في ذلك الحقل!

وأكمل “لا يوجد شيء هنا سوى العشب يا خالتي ولا شيء غيره في هذا الحقل!”


“ربما الحشائش في الحقول الأخرى أفضل” بسذاجة قالتها..


جاء سؤاله بديهيا – ولماذا ذاك العشب أفضل؟


حينئذ هتفت الخالة “آه… انظروا إلى تلك الأبقار!”


تقريبا لم يخلُ حقل من تواجد عددا من الأبقار والثيران، ولكنها قالت ذلك كما لو كان حدثا غير اعتيادي.


– لماذا الحشائش في الحقول الأخرى أفضل؟


داوم سيريل سؤالها وكان العبوس على وجه الأعزب قد تعمق به وصولا للتجْهم. حينما رأته الخالة على حالته هذه حدثت لنفسها أنه حتماً رجل لئيم وغير ودود، وأنه لربما يضحك الآن لأنها لم تجد تفسيرا مجديا لسؤال الولد بشأن الحشائش في الحقل. في حين ارتأت الفتاة الصغرى تسلية نفسها وتسلية الجميع بالبدء في سرد قصيدة تحفظها. كانت تحفظ البيت الأول فقط ولكنها استخدمته أكثر مما ينبغي. ظلت تردد البيت مرارا وتكرارا بصوت حالم تفتقر نبرته إلى الهدوء. اعتقد الأعزب أن أحدهم قد راهنها قبل صعودها القطار أنها لن تقدر على ترديد نفس البيت ألفي مرة تواليا دون توقف. لسوء حظ مُراهِنها والأعزب يبدو أنها كانت متجهة للفوز بالرهان.


 


قالت الخالة “تعالي هنا… واستمعي إلى قصة” حينئذ حدجها الأعزب بنظره وبدا كما لو كان سيُجد في طلب مُحصل التذاكر. اتجه الصِبْية ناحية خالتهم بلا حماس. لم يخالجهم الظن أن خالتهم قد تكون راوية قصص جيدة. بصوت هادئ لم يقطعه غير ضجيج أسئلة الأطفال، بدأت الخالة قصة غير مثيرة للاهتمام بالمرة تدور حول طفلة صغيرة طيبة المعشر، لكونها طيبة كونت صداقات عِدة وفى الأخيرة أنقذت من حوافر ثور هائج بواسطة الأشخاص الذين أعجبوا بكونها طيبة المِعشر.


“هل كانوا سينقذونها أيضاً إذ لم تكُن طيبة؟” سألت الأخت الكبرى من الفتاتين الصغيرتين. كان هو نفسه السؤال الدائر في خلد الأعزب وأراد أن يسأله.


أجابت الخالة – بالتأكيد، نعم.


واستطرت لائمة – ولكن لا أعتقد أنهم كانوا سيهرعون لإنقاذها بسرعة لو لم يكن يحبونها كثيراً.


“إنها أغبى قصة سمعتها بحياتي” قالتها الفتاة الكبرى بينهما وهي تتشدق بكل كلمة وتعطيها حقها.


وقال سيريل “أنا لم أعد أستمع بعد الجزء الأول، لأنه كان سخيفا جدا” واكتفت الفتاة الأصغر بعدم التعليق ولكن لم يستغرقها الأمر طويلا حتى بدأت تكرر البيت الأول من القصيدة مجددا فوزا بالرهان.


“يبدو أنك لا تبدين قاصة بارعة” قالها الأعزب فجأة.


على الفور اتخذت الخالة موقفا عدائيا تجاه هذا الهجوم غير المتوقع منه وقالت له باقتضاب “إنه من الصعب سرد قصص مفهومة وشيقة في ذات الوقت!”


رد بسرعة “اختلف معك تماما”


“ربما تود أن تحكي لهم حكاية، أرنا شطارتك!” ألقت الخالة سؤالها نحوه..


الفتاة الكبرى توا ما قالت ذلك قالت “قل لنا حكاية”


بدأ العازب قصته قائلا:


“في يوم من الأيام، كانت هناك فتاة صغيرة تُدعى بيرتا، وكانت فتاة طيبة للغاية” بدأ اهتمام الأطفال اللحظي يتلاشى. بدت لهم كل القصص سيان بغض النظر عمن كان قائلها، بدت كلها متشابهة كما هي.


“كانت دائما تفعل ما تُؤمر به، صادقة القول. تُبقي ثيابها مهندمة ونظيفة وتتناول طعاما ذا فائدة لها وليست تلك الوجبات الجاهزة السريعة والحلوى. تحصد درجات جيدة في دراستها وكانت مؤدبة تجاه الجميع”


“هل كانت جميلة؟” قالتها الفتاة الصغرى ببراءة..


أجاب مبتسما “ليست بجَمَال أحدكم” وأكمل “ولكنها كانت شنيعة الطيبة”


أعجب الأطفال لهذا الجزء من القصة، فارتباط كلمة الشناعة مع الطيبة في جملة واحدة كان شيئا جديدا على أذنهم وأعجبوا بذلك. كانت تبدو قصة حقيقية وصادقة على عكس قصص الخالة عن الأطفال.


أسهب الأعزب “كانت جدا جيدة لدرجة أنهم أعطوها أوْسِمة عديدة لطيبتها الشديدة، وكانت ترتديها دائما بواسطة دبابيس تثبت بزيها. وسام لاتباع الأوامر وآخر لعدم تخلفها عن المواعيد والأخير للسلوك الجيد الرزين. كانت أوسمة كبيرة من الحديد وكان يضرب بعضها بعضا كلما سارت فتحدث صلصلة وضجيجا بمشيتها. كان لا يوجد في البلدة غيرها لديه ثلاث أوسمة على صدره مرة واحدة لذلك عرف جميع من بالبلدة أنها بالغة الطيبة”


“شنيعة الطيبة” قالها سيريل مصححاً.. أكمل الراوي “وكل البلدة تحدثت عن مدى طيبتها حتى ذاع صيتها وعلم بأمرها أمير البلاد وقرر منحها نزهة كل أسبوع في حديقته الخاصة خارج البلدة. كانت حديقة رائعة بحق وكانت سابقة أولى وكان شرفا عظيما تناله بيرتا إذ لم يكن يسمح بدخول الأطفال بها من قبل.”


“هل كان ثمة خراف في هذه الحديقة؟” تساءل سيريل..


“لا” وأتبع “لم يكن يوجد البتة”


“ولماذا لا يوجد؟” لم يكن ثمة مفر من هذا السؤال إذن، وارتسم ثغر الخالة بابتسامة تشفيا به.


“لم يوجد أي خراف في تلك الحديقة لأن والدة الأمير واتها رؤية ذات ليلة مفادها بأن ابنها سيموت بواسطة شاه أو بواسطة ساعة حائط تنزل على رأسه فتشجه، لذلك الأمير لم يحتفظ بأي خراف في مزرعة أو ساعة حائط في قصره المهيب”


ابتلعت الخالة شهقة إعجاب بإجابة الأعزب على وجهها، كيف وهو الذي تفادى هذا السؤال الصعب.


“هل مات الأمير بواسطة ساعة حائط أو شاه؟ ” قالها سيريل باستفهام..


“لا نعرف بعد فما زاله حيا يُرزق لذلك نحن لا نعرف صحة الحلم من عدمه!”


“على أي حال. لم يوجد أي خراف في الحديقة ولكن كان يوجد قطعان من الخنازير تعيث فسادا في كل أنحاء الحديقة”


“ما كان لونها؟”


” البعض منها سوداء مع وجوه بيض، والبعض أبيض مع رقط سود، والبعض مكتمل السواد والبعض رمادية مع رقع بيضاء في حين تناثرت بعض من الخنازير البيضاء هنا وهناك”


توقف الراوي عن السرد برهة ليترك العنان لخيال الأطفال التحرر وخلق كل هذه الأشياء معا ثم أتبع قائلا “كانت بيرتا مستاءة لأنها لم تجد زهورا في الحديقة. بالدمع يسبقها كانت قد وعدت خالاتها ألا تقطف زهرة واحدة من هناك وحينما أرادت ‘يفاء وعدها وجدت نفسها ويالا السخف في حديقة بلا زهور من الأساس للقطف!”


“لماذا لم يوجد بالحديقة أي أزهار؟”


قال بسرعة “لأن الخنازير التهمت إياها وكان بستانيو الأمير عدة تشاوروا معه على أنه لا يقدر على الاحتفاظ بكل منِ الزهور والخنازير معا فأثر الأمير الاحتفاظ بالخنازير ونسيان أمر الزهور”


أزهرت وجوه الأولاد بهجة لاختيار الأمير وحيث أن عديدا من الناس كانوا سيختارون -إن خيروا-الزهور على الخنازير.


“كان يوجد في الحديقة أشياء جميلة للرؤية مريحة للعين تسر الناظرين، بحيرات بها أسماك ملونة ذهبية، وزرقاء، وخضراء، وهنالك أشجار سامقة بها ببغاوات متكلمة وطيور الطنان تترنم بألحان جميلة”


“راحت بيرتا تذرع الحديقة جيئة وذهابا محدثة نفسها مزهوة بأنها إن لم تكن على ذلك القدر من الطيبة ما سمحوا لها بأن تطأ عشب الحديقة وتتمتع فيها وجلجلة صوت الأوسمة ذكرتها هي الأخرى بذلك ولم تدرِ أن هناك ذئب كبير أتى للحديقة متربصا لخنزير صغير يراه عشاءه”


الأطفال في نفس واحد والذي بدا اهتمامهم جليا بالقصة “ماذا كان لون الذئب؟”


“كان الطين يغطيه كله، ذو لسان أسود وعينان رماديتين كالحتين يطل منهما الشرر”


“أول ما رأى… رأى بيرتا في الحديقة، لم يكن يوما مناسبا لارتداء فستانها الأبيض الناصع كالثلج، كان يمكن رؤيتها به من ميل!”


“تلجمت بيرتا من الخوف عندما وجدت الذئب يقترب نحوها وتمنت لو أنها لم تدعى إلى الحديقة من البداية. جرت بأسرع ما حملتها عليه قدماها والذئب يجري في إثرها بوثبات وقفزات متتابعة وأفلحت في أن تصل إلى أجمَّة واختبأت خلفها. تشمَّم الذئب الأجمة التي تختبأ خلفها وهي استرقت النظر عبر فتحة بها فرأت لسانه الأسود الفاحم بارزا من فمه وعينه تلتمع بالغضب. اعترى بيرتا خوف عظيم ولعنت طيبتها التي ورطتها بهذا الرعب وظنت أنها إن لم تكن بمثل هذه الطيبة كانت وقتها آمنة على حياتها في بلدتها!”


“كانت رائحة الآجام والأغصان من القوة بحيث لم تسمح لرائحة الفتاة البضة أن تعبر إلى الذئب أو حتى يرى بيرتا عبرها فيأس الأخير وقرر أن يعاود صيد الخنازير عوضا عنها”


“كانت بيرتا خائفة للغاية من الذئب، وبدأت أعضاؤها تصطك من الخوف معا مع أوسمتها للطيبة وتخشخش مع الأجمة. التف الذئب من جديد حينما سمع ذلك وأصغى السمع عبر الآجام حينما خشخشت مرة أخرى خوفا. اندفع عبر أجمتها بعينيه البارقتين وسحب جسد بيرتا خارجا وأكلها كلها إلى آخر قطعة، ولم يُبقِ منها إلا حذاءها وقطعة من ثيابها وعليها الثلاث أوسمة الخاصة بالطيبة.


“هل قَتَل بعدها أي من الخنازير؟”


“لا… كلهم هربوا”


قالت الطفلة الأصغر منهما ” بدأت القصة سيئة في البداية” وتوقفت “وانتهت بنهاية جميلة”


وبسرعة قالت الطفلة الكبرى يعتليها الجدية “هذه أجمل قصة سمعتها في حياتي”


وقال سيريل “هذه القصة الوحيدة التي أكملت سماعها لآخرها”


وقالت الخالة معقبة “كانت هذه القصة غير ملائمة للقول أمام أطفال! لقد هدمت سنينا من التعليم القويم”


“على أي حال” قالها الأعزب وهو يجمع أشياءه من العربة لكي يغادر القطار واستطرد “على الأقل استطعت أن أبقيهم ساكنين لمدة عشر دقائق وهذا أفضل مما استطعتِ أنتِ فعله”


وقال محدثا نفسه “امرأة مسكينة” وهو يعبر الرصيف الخاص بمحطة تمبلكومب، ولست أشهر قادمة، ترجَّى الأطفال الخالة على الملأ لتخبرهم قصة غير ملائمة.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 12, 2020 02:13

December 5, 2019

قصائد لفيسوافا شيمبورسكا

1- ملاحظة:


 


“الحياة هي الطريقة الوحيدة


لكي يتم تغطيتك بأوراق الشجر


للحاق بنَفَسَك فوق الرمال


للتحليق عاليا بأجنحتك..


لكي ترافق كلبا..


لتصاب بفرائه الناعم..


لتفرقة الألم


من كل شيء.. كذلك


للانسحاق بين الأحداث


للتيه بين الأراء


للسعي وراء كل الأخطاء الممكنة..


ولمرة، لو


التعثر بحجر


ينتهي به الأمر منقوعا بهطلة أمطار أو أخرى..


لفقدان مفاتيحك بين العشب


للحاقك بدفق الريح بعينيك


واستمرارك بعدم المعرفة


هو أمر مهم..


 


 


 


2- ربما وجب:


 


ربما وجب حدوث ذلك..


كان يجب أن يحدث ذلك.


ربما حدث سابقا. أو فيما بعد.


أقرب من ذلك. أو أبعد.


حدث، ولكن ليس لك.


قد أنقذت لكونك الأول.


قد أنقذت لكونك الأخير.


وحيدا. مع الآخرين.


على اليمين. على اليسار.


لأنها كانت تمطر. بسبب الظلال.


لأن اليوم كان مشمسا.


كان الحظ حليفك. كان يوجد غابة.


كان الحظ حليفك. لم يكن ثمة أي أشجار.


كان الحظ حليفك. جرف، خطاف، شعاع، فرامل.


حافة، عطفة، ربع إنش، لحظة.


 


إذا ها أنت هنا؟ ما زلت دائخا


من مفاداتك، من إفلاتك، من تأجيلك للحكم؟


نقرة واحدة إلى الهدف، ولكن تراجعت؟


لا يمكنني إخبارك عن مدى فزعي


وأنا فاقدة النطق.


فقط انصت.


إلى قلبك وهو ينبض بداخلي..


 


 


إعلان:


 


أنا مهدئ.


فعال في البيت.


أعمل أيضا في المكتب.


يمكنني تحمل الاختبارات


فوق منصة الشهادة.


يمكنني إصلاح الكؤوس المكسورة بعناية.


كل ما عليك فعله، أن تتناولني.


تدعني أذوب تحت لسانك.


فقط ابلعني


مع كوب من الماء.


أعرف كيف أتعامل مع سوء الحظ.


كيف أتلقى الأخبار السيئة.


بإمكاني تقليل الظلم.


تخفيف غياب الإله.


أو انتقاء ثياب الأرملة التي تليق بوجهك.


ما الذي تنتظره أكثر.


ثق بشفقتي الكيميائية.


 


ما زلت\ زلتِ شابا\ شابة.


لم يفت الأوان لتعرف معنى الاسترخاء.


من أخبرك


عن تحمل المصائب بثبات؟


لتدعني آخذ هاويتك.


سأحتويها قبيل نومك.


ستشكرني فيما بعد لإعطائي


قوائمك الأربع لتقع بيدي.


 


بعني روحك.


لم يعد هناك أي مشاغل.


لم يعد كذلك أي شر..


 


[image error]


 


 


 


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 05, 2019 10:48

October 27, 2019

قصائد لعزرا باوند

ليست الأيام بما فيها الكفاية:

 


ليست الأيام بما فيها الكفاية


وليست الليالي بما فيها الكفاية


والحياة تنزلق كفأر حقل بينهما


دون أن تهز له عودا


…………………………………………………


 



فتاة:

 


انْغَرسَت الشجرة  بيَدِي


انغمست رُسْغَها في ذِراعِي


نَمَّت في صدْري


حتى أسفلي


تغضنت الأغصان بخارجي


مثل أذرع تحضنتكِ


أنتِ شجرة


وبتلة


وبنفسجة


الريح تعبر فوقكِ


وكطفلة منتشية أنتِ


كل ما يتبدى لكِ من العالم


يبدو حماقة


………………………


 



الامتنان قبل الغناء:

إلهي ملك الجنة برحمتك الواسعة


لك كل صلواتي بأعقاب الليل والنهار


ولهاثي إليك على مدى البصر


بأيام كقطرات مطر..  بلطمات موج متلاحق


نداؤك أشبه بقطرات فضية في بحر لجي..


أجز لي غنواتي بهذا الفلك الضبابي:


لحين أن تتساقط أحلامي وسط بصيص ضوء


وأفشل في إمساك الشمس


وتكشفني المرايا اللافتة


بينما ثناؤها يطردني


وأنا أنشد أغانيَّ الجسورة، حتى تقودني إلى موت مثل هذا


……………………………………



فارغة هي الطرق:

 


طرق هذه المدينة فارغة


والزهور تنحني تحت الوطأة الثقيلة


تنحني بأسى


حيث مشت، والآن لم تعد


يبدو كأن شخصا آخرا قد غادر


[image error]


 


 

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 27, 2019 15:21

October 10, 2019

مقابلة مع بيتر هاندكه

مقابلة بواسطة جون شلوتر.


بيتر هاندكه، الذي ربما يكون معروفًا في الولايات المتحدة لمسرحيته “كاسبر”  وقد كتب تسع مسرحيات وتسع روايات، وكذلك كتب الشعر، والقصص القصيرة، والمسرحيات الإذاعية، والمقالات، والسيناريوهات ،..


هاندكه عميق التفكير، يتحدث بنبرة هادئة، ليس بشعا بالنسبة لرجل في ال37، الذي يبدو على عكس صورة المتكبر جدا، شاب غاضب طائش؛ هذا الذي قيل بعد ملاحظاته المعادية في عام 1976 بمجموعة 47(*) في برينستون.


ربما من الأفضل وصفه ب”كلاسيكي ما بعد الحداثة” ، يستخدم هاندكه فيضا من تيار الوعي، النمط الذي يعكس تعددا في التقارب الفلسفي والأدبي لقراءاته بما في ذلك كافكا، فتجنشتاين، جيوجري لوكاكس، رومان جاكوبسون، سارتر، روب آلان جروبيه، رولان بارث، هولدرين.


يوحي جديد السرد لديه بروح الذات أقرب لروح جوتية- نسبة لغوته- من ال”أنا” البشرية أكثر من النرجسية وحديث “أنا” الذاتي. هاندكه في بحث دائم لأجل مزيد من الخبرة، لأجل تفسيرات جديدة للمعنى وطرق جديدة لإحياء اللغة.


عقدت المقابلة التالية في برلين في 23 يوليو 1979، في الشقة التي كان يقيم فيها لبضع أسابيع قبل الانتقال من كلامار، إحدى ضواحي باريس، إلى سالزبورغ، في مسقط رأسه النمسا. إنها واحدة من ثلاثة مقابلات ظهرت حتى الآن باللغة الإنجليزية، أولها ترجمة لمقابلة آرتور جوزيف، بخصوص مسرحيات هاندكه، التي نشرت فيThe Drama Review


(خريف 1970)


والثانية عبارة عن لقاء مع هيربت لوتمان الذي ظهر في الناشرين الأسبوعية، (12 سبتمبر 1977).


المقابلة الحالية هي الأولى من قبل باحث أمريكي والأول في اللغة الإنجليزية لتشمل الأسئلة على الخيال عند بيتر هاندكه. على الرغم من أن اللغة الإنجليزية عنده جيدة، إلا أنه فضل أن تكون المقابلة باللغة الألمانية، وما يبدو إليك ترجمة معدلة قليلاً. على الرغم ربما غير كافية  لالتقاط اللغة الدقيقة لردود هاندكه، النص الذي يلي ذلك يلقي ضوءا كبيرا على عقد العزم والإنجازات لواحد من أهم الأصوات في الأدب المعاصر.


برلين ، 23 يوليو 1979..


ترجم بواسطة ديتريش بيشر


المحاورة: جون شلوتر..


العنوان الفرعي لروايتك الأخيرة “ثقل العالم” ، والتي كان من المقرر مبدئيا أن تظهر باللغة الإنجليزية تحت عنوان “الخيالات، والتحاملات”.. تشير أنك قد كتبت هذا الكتاب كل يوم لمدة سنة واحدة وخمس أشهر، من نوفمبر 1975 إلى مارس1977. أليس كذلك؟


ب. هاندكه : نعم. ربما هناك يومين أو ثلاثة أيام قمت بدمج العمل ولكن بالنسبة للعمل الأكبر جميع هذه التواريخ دقيقة. إنها بطبيعة العمل من الكتابة اليومية إنه لا يمكن ترك شيء بدون عمل بأي يوم في السنة.


شلوتر: كانت الأحداث اليومية في حياتك خلال تلك الأشهر المنصرمة بمثابة حافزا محددا لإدخالها إلى فرض العمل الخاص بك؟


ب. هاندكه: نعم، هذه فقط.


شلوتر: بالنظر إلى طبيعة الكتاب ، قلت سابقا إنه احتمالية غير أدبية مجهولة عامة بالنسبة إليك.  هل تعتقد أن الخلط بتوصيف الكتاب من خلال وصفه تدوينة، يجعله أقرب لحقيقة عما يبدو لهواجس أو تخيلات؟


ب:هاندكه : لا أرى أي تناقض بين “تدوينة” و “تخيلات”. ليست “التدوينة” سوى وصف للملاحظات التي يتم صنعها يوما بعد يوم. “التدوينة” أيضًا مصطلح استخدمته لأنني لم أجد أي مصطلح أفضل. أعتقد أكثر أنها رواية. بالنسبة لي هو نوع من الروايات أو ملحمة الأحداث اليومية. ولكن هذا لا يمكن إلا أن يقال بعد النهاية، بعد أن يرى المرء النتيجة.


شلوتر: في  دراسة ” (رومانسية الأدب) (1966)، تكتب عن تعريف جديد للأدب، أدب بدون خيال، بدون تلاعب بالألفاظ، بدون إيقاع، بدون أسلوب. وأنت تقول إن كلمة “الواقعية” ستكون قابلة للتطبيق فقط بهذا الأدب. هل تعتبر “ثقل العالم” من هذا النوع الواقعي؟


ب. هاندكه: لا


شلوتر: هل تعتبر أي من كتاباتك “واقعية”؟


ب. هاندكه: أحاول تجنب الفروقات مثل “الواقعية” أو “الرومانسية” لأنه خلال عملية الكتابة، لم تعد هذه الفروق تحدث. عندما استخدمت مصطلح “الواقعي” في هذا المقال يجب أن يكون قد صنع بمعنى ، وأعتقد أن كل شيء في هذه الدراسة واضح. لكن لا يمكن الكتابة وفقًا لمجموعة من القواعد. لم تكن هذه الدراسة مجموعة من الفروض؛ كانت محاولة لتوضيح الأمور في ذلك الوقت. حقا لا أعرف ما هي “الواقعية”!


شلوتر: أنت وصفت مسرحيتك “العبور عبر بحيرة كونستانس” بمرة إنها “واقعية”؟


ب. هاندكه:  أين قلت هذا؟


شلوتر: إنه كان من سنين لإحدي صحف ميونخ المسائية..


ب. هاندكه: بالتأكيد تعتاد على مثل هذه الكلمات، لكن  يجب على المرء أن يعلم من الجمل، الاهتزازات، الموقف. هناك أوقات و الأماكن يمكن استخدام أي كلمة فيها، ولكن ذلك لا ينطبق عموما. أستطيع أن أتخيل أنه يمكن للمرء أن يقول “واقعية”  في ذلك اليوم، في ذلك الموضوع  وتكون هذه الكلمة هي المناسبة تماما. ليس لدي أي فكرة عما يفهمه المرء، لسماع مصطلح “واقعي” لكنه يوقف فورًا عندي كل دافع إبداعي. لكنني حقاً لا أحب أن أسأل عما إذا كان هذا ما أكتبه الآن. هي الكلمة التي تدعى “واقعية”، إذا جاز التعبير إلى النظرية. عند بداية الكتابة، لا توجد نظريات، هناك ممارسة فقط. وفي العمل، يتم إنشاء نظرية جديدة عند كل جملة. لكن في نفس اللحظة التي تأتي إلى حيز الوجود، هذه النظرية على الفور تصبح غير صالحة.


شلوتر: هل تشعر بنفس الأمر عن دراسة “أنا برج عاجي”، التي تشرح فيهل هجومك على عجز اللغة الوصفية المستخدمة من قبل زملائك بمجموعة 47 اجتماع في برينستون؟


ب. هاندكه:  أنا سعيد إني كتبت هذا المقال. بطبيعة الحال، هناك النظرية تعبيرات نظرية أو تفسيرات للأهداف والخيالات. هم.. كما اكتشفت ، دائما بهذا القدر من الخطورة جدًا بالنسبة للذين يقرؤن لهم، لإنهم يخلقون ضغطا لإخضاع الرواة أو القصائد لمثل هذه التفسيرات. لكني أيضًا يجب لومي، عندما كتبت مثل هذه الدراسة.


شلوتر:  هل لو كنت تكتب هذه الدراسات اليوم، كانت ستصبح مختلفة؟


ب.هاندكه: طبعا، بالتأكيد.. لكنك لن أعد لكتابة المزيد من الدراسات..


شلوتر:  قلت ب”أنا برج عاجي”.. بأن القصة ليست ضرورية عند كتابة الخيال، وأن المزيد والمزيد من وسائل الخيال تتساقط. بينما في مسرحية “ثقل العالم” وروايتك الأولى “الدبابير”، وأيضا برواياتك التالية “رسالة قصيرة للوداع الطويل” و”المرأة العسراء” كلهم لديهم من الحكي الاعتيادي؟ هل تتفق مع هذه الملاحظة؟


ب. هاندكه: هؤلاء الرواة وتلك الروايات ليس لهم قصة. هم فقط أحداث يومية فقط يتم وضعهم في ترتيب جديد. الفرق ما بين “القصة” أو “الخيال” هو في الحقيقة في نقطة التقاطع بين الأحداث اليومية الفردية. هذا هو ما أعطى الانطباع عن الخيال. ولهذا السبب أعتقد أنها ليست روايات تقليدية  ولكن يتم إحضار أكثر الأحداث اليومية غير مرتبة فقط في نظام جديد، حيث تبدو فجأة مثل الخيال. لست تريد أن تفعل أي شيء آخر. لا أعتقد أنني يمكن أن أضع خيالا متنافرا أو أمثل لوحة تشبه اللوحات الجدارية للمجتمع،وهذا قد يمثل شيئًا رائعًا لدى كثير من الناس الذين يأتون معا، في ملحمة رائعة. اعتقدت مرة واحدة أنه يمكنني أن أفعل ذلك، لكنني أعتقد الآن أن هذا لم يعد هذا يصلح، هذا صحيح لم يعد وقته. بجهد أكبر يمكنني تطوير نفسي، والاستمرار في تطوير نفسي. هذه هي قدرتي الملحمية الوحيدة. لكن لا أستطيع أن أفعل ذلك بشخصيات مختلفة، هذه حيل الروائي. أنا لا أستطيع فعل هذا. ما يمكنني القيام به هو كتابة قصيدة ملحمية، سرد، التي لديها دائما شيئا متعلقا حول هذا الموضوع ، لأن كل شيء أنا أكتب هو التحقق أولا من خلال نفسي. أجد أنه من السخف أن أكتب رواية اجتماعية – بالنسبة لي. قد يكون هذا ممكنًا لشخص آخر، لكن كل شيء، كل شجرة أصفها، يجب دوما أن أكون أنا أيضًا. لا أستطيع أن أتخيل الكتابة بأي طريقة أخرى غير تلك التي من خلالها أستطيع تحقيق توسع في النفس. وقال جوته أيضا أنه في ألمانيا، أو ربما في كل مكان، هناك مناقشة غبية حول الجديد، الحساسية الجديدة. يوجد جملة قالها جوته:


إذا اعتمد المرء فقط على “الأنا” الخاصة به، فهذا صحيح بالفعل. وبعد ذلك سيكون أي إجراء أو عدم اتخاذ إجراء صحيحًا. لم يعني أن “الأنا” الخاصة جيدة، ولكن “الأنا” للبشرية شيء جيد. هذا هو الحال دائما؛ سيظل كذلك دائما في الأدب. لكن هذا لا ينبغي أن يكون الموضوع ، ولكن طالما أن الكاتب يعتمد من تلقاء نفسه على الأنا الجيدة فقط لن يكون قادرًا أيضًا على وصف الأشخاص الآخرين جيدًا وتحقيق العدالة لهم، حتى عندما يتم تقديمها على أنهم أشياء مجتزأة في رواياته أو قصائده.


شلوتر: قد علق الناقد الأمريكي ليونيل تريلينغ، بالإضافة إلى آخرين أنه يشعر أن الرواية كنوع قد استنفدت نفسها، أن الوقت قد انتهى لها. هل تعتقد أن هذا هو الحال؟


ب. هاندكه: كثيرا ما سمعت هذا. أعتقد كل جيل وكل الوقت لديه من الرواة القادرين على تجاوز مجرد التقرير، وما وراء الوصف ، ما وراء التقرير، لقراءة خلق الإنسان وليس تكرار عرض الأحداث اليومية فقط التي يجدها المر في الصحف أو على شاشات التلفزيون. أعتقد أنه ربما


الرواية – وأنا حقاً لا أعرف ما هي “الرواية” حقا.. ولكن هذا مؤكد الموقف السردي – يمكن أن ينصف المجتمع. أنا لا أقول لفظ “رواية” لكن الموقف من سرد التجارب المشتركة للماضي “كان هناك، أو ذهبت، أو ذهب، أو ذهبت المرأة” أتخيل أن هذه هي اللغة الأبدية وهذه أيضا لغة حرة. هذا لا يعني “الرواية” ، ولكن لغة روائية، ولقد أخبرتك بالفعل أن كل رواياتي، أو أيا كان يسميه المرء -الروايات- تعتبر قصائد ملحمية أكثر. وأعتقد ذلك هذا هو الشكل الذي يناسب عصرنا. لم نعد بحاجة لتطور شخصية أو حبكة ولكن “أنا” خاصتي تكتب قصيدة سردية حول الوقت الذي يعيش فيه، عن الذات، وعن الآخرين. لكن أعتقد أن كان مفهوما، حيث كانت الرواية  ليس لها أهل، وأكثر شيء للترفيه عن الناس، وسوف تبقى دائما كذلك، وسوف تكون موجودة دائما. لكنني لم أعد أفكر أن الرواية يمكن أن تستمر في الاحتفاظ مكانها كتعبير عن المجتمع وعن الزمن.


شلوتر: لقد قلت عدة مرات أن الشيء الوحيد الذي يهمك أنت ككاتب هي اللغة. هل هذا لا يزال صحيحا؟


ب. هاندكه: نعم. أعني أن اللغة هي دليل قائم على الحياة. ليس فقط بالنسبة لي ككاتب، ولكن أيضًا لمن يمتلك اللغة. معظم اللغة التي تعد لغة لم تعد كذلك.


لا لم يعد أي لغة تقريبًا. ما هي إلا عندما أحيا ولدي شعور بأن يوجد مستقبلًا، هنا تظهر تلك اللغة، ليس فقط بالنسبة لي ككاتب. اللغة هي الشيء الأكثر قيمة هناك. ليس لدى معظم الناس لغة على الإطلاق. هناك يتنفس أحدهم الصعداء من بين الجماهير عندما يكون هناك شخص لديه لغة.


ما هي هذه اللغة؟ أعتقد أن هذه اللغة هي شعرية فقط.. هذا هو ما تعنيه اللغة. جميع اللغات الأخرى هي مجموعة من القواعد، الروتين. في أفضل حالاتها اللغة مثلها مثل  روتين المعيشة. لكن عادة ما يقتل ويغلق. هذاهو شيء عدواني، شيء شرير. حتى عندما أتحدث مع المحللون النفسيون، أو اللاهوتيون، أو مع الجميع تقريبًا ، على ما أعتقد أن ما لديهم لغة خالصة من الشر. فقط شخص الذي لديه تصميم رجل  لديه لغة ودية، مفتوحة، لغة دقيقة.


هناك بالطبع بعض اللاهوتيين والفلاسفة الذين يعرفون هذا، الذين يعرفون أن لغتهم محشورة في المؤتمرات. الشيء الوحيد الذي هو يصلخ بالنسبة لي ، حيث أشعر بالقوى عندما تنجح في إيجاد شكل للغة. أعتقد أن اللغة بالنسبة لي هي الشكل، والشكل هو الثبات، لأنه خلاف ذلك لا يوجد دائم في الوجود الإنساني.


شلوتر: ما مدى أهمية كتابة رولان بارث بالنسبة لك؟


ب. هاندكه: كان من المهم بالنسبة لي منذ خمسة عشر عاما، للبناء السردي. لقد ساعدني ذلك على رؤية الأشكال المختلفة. هذا أمر ممتع ، لأنه هناك بلا شك في كل ظاهرة، كل “أنا” بنفسها، وكل شيء مشوش. لقد ساعدني ذلك الوقت في الترتيب، ليس ترتيب هرمي ولكن ترتيب روائي. لكن كل هذا منذ وقت طويل مضى، وعلى الرغم من ذلك أنا ممتن. يجب للكتابة الشعرية الاستمرار أبعد من ذلك بكثير.


شلوتر: هل تعتبر نفسك في المقام الأول كاتبا نمساويا؟


ب. هاندكه: أنا أعتبر نفسي كاتب باللغة الألمانية وأنا نمساوي. هذا هو الجواب. ويمكن لشخص آخر بكل الوسائلأن يدعوني كاتبا نمساويا. هذا صحيح أيضا. لكن يمكنني فقط أن أقول أنا كاتب باللغة الألمانية ونمساويا معا!


شلوتر:  هل يمكنك مقارنة نفسك بأي كتاب من النمسا؟


ب. هاندكه: أظن أن أي كاتب يعمل بشكل مستمر مع اللغة، والجمل، من الممكن مقارنته مع أي شخص يحاول كذلك. أتمنى أن يتم مقارنتي مع شخص يهتم بجدية بأمر اللغة والجمل.


شلوتر: ب”أنا برج عاجي” أنت قلت ذلك. كلايست، فلوبير، دوستويفسكي، كافكا، فوكنر ، وروب آلان جروبيه قد غيروا وعيك بالعالم. منذ عام 1967، وأنت تدلي بهذا البيان، هل تضيف أي أسماء جديدة إلى هذه القائمة؟


ب. هاندكه: هناك الكثير والكثير من الكتاب العظماء. ربما يجب عليَّ أن أمضي قليلا مرة أخرى إلى التاريخ وأحاول إعادة قراءته من البداية فصاعدا. منذ سنوات في المدرسة كنت مفتونا هوميروس، من بيندار، من هيراكليتس، وأنا أعيد قراءة كل شيء الذي قرأت، وربما كثيرون آخرون، في سن مبكر جدًا، هذه المرة سأكون أكثر بطء.. غوته. لكن هناك واحد لا أفهمه تمامًا الآن ومن الذي يكتب لي شيئا مقدسا لأجل هدف ومعنى، وهذا هو هولدرين. لم أفهمه بأي وقت سابقا ولكن الآن أستطيع أن أقرأ أعماله بشكل أفضل الآن،  بشكل أخلاقي، رفيع المتطلبات، حيث لا يضطر المرء إلى الاعتقاد بأن الجمل تقف مثل سلاسل الجبال، يمكن ببساطة أن أعتقد ، أو على الأقل أراها رؤية مثالية. في هذه اللحظة أعيد قراءة العديد من الفرضيات العلمية ، لأن هذا يعطي واحدة من هذا القبيل نوع غريب من التركيز والهدوء. وقبل كل شيء الدافع الإبداعي، هو الدافع الإبداعي الموضوعي بالكامل. كاتب مهدد دائمًا بدافع الإبداع أن يذهب إلى أي مكان يراه. بينما أقرأ الوصف الجيولوجي، على سبيل المثال، لا يزال الدافع الإبداعي موجودًا، وعلى الرغم من ذلك ، موجود بقوة. لا يصبح هذا الدافع الخلاق صورًا، ولكنه يذهب، إذا جاز التعبير، عبر قواعد اللغة، وإعطاء حياة جديدة لقواعد اللغة.


شلوتر: أنت وفيم فيندرزأنتجتما أفلامًا معًا وأنت شخصًيا قدم فيلما من رواياتك “المرأة العسراء”  أعلم أن الأفلام كانت دوما تثير اهتمامك. هل هناك أي إمكانية  في المستقبل لأن تفضل صناعة الأفلام على الكتابة؟


ب. هاندكه: أعتقد أنني سوف أصنع فيلما، أو ربما اثنين، إذا استطعت. لكن الأكبر صعوبة هي أنه لا يمكن أن يكون هناك أي ترسيم للحدود بداخل الفيلم، لأن الشخص يفقد هويته بسهولة شديدة، الهوية لكاتب.. إنه من الصعب جدا لي أن أقول “أنا كاتب.” فقط في بعض الأحيان، في لحظات حيث أعرف ذلك. حيث يمكنني أن أقول ما أقول، من خلال الكتابة ، هل أنا كاتب.


لكن هذه الهوية ليست هوية يومية، كما هو الحال مع الطبيب أو أستاذ الألمانية، أو أيا كان. عندما صنعت هذا الفيلم، لم أضع بحسباني الاقتراب من فقدان هويتي، والتي هي هشة على أي حال. وكان هناك وقت طويل بعد ذلك عندما كنت لا شيء. ويجب على المرء أن يكون أكثر فلسفة للغاية لتحمل حقيقة أن المرء لا شيء. أتفهم؟


لا يمكن للمرء ببساطة أن يقول، الآن سأقوم بعمل فيلما مرة أخرى، والآن سأكتب كتابًا مرة أخرى؛ أن الأمور لا تعمل هكذا. إنه شيء شديد الخطورة والمغامرة. إذا قمت بذلك فيلم مرة أخرى أعرف أنني يجب أن أكون حذراً للغاية. كان من الصعب جدًا العثور على طريقي إلى جمل للكتابة ، وعدم الشعور تماما مثل مضلل أو متظاهر عندما حاولت بعد ذلك مرة أخرى أن أكتب قصة أو كما قلنا ، قصة شاعرية. كان هناك مشكلة كبيرة حينما تأت جملتين معا.ماذا يعني أن جملة واحدة تلو الأخرى؟ كان علي رغم أن كل شيء كان معزولا عن الآخر وكنت أكذب من خلال إضافة واحدة الجملة إلى الآخر. هكذا شعرت حين كنت أكتب!


شلوتر: رغم نجاحك عملك المسرحي الأول كدرامي، لم تكتب مسرحية منذ “إنهم يموتون بالخارج” هل تصنف العمل المسرحي بأنه قد استنفذك كنوع أدبي؟


ب. هاندكه: لدي رؤية معينة للعمل المسرحي، لكن يكون فيه  شخصًا واحدًا والذي يخاطب الناس لمدة ثلاث ساعات. هذا هو تصوري للدراما، إذا كان يمكن أن تكون مكتوبة، ولكن الخطورة ومع العاطفة؛ هنا ستكون الدراما. كل شيء آخر في المسرح يصفعني ويبدو مخادعا بالنسبة لي. في وقت من الأوقات شعرت بأنه يمكن تعريفي قولا ككاتب مسرحي:


عندما كتبت “العبور عبر بحيرة كوستاتس” بعدها اعتقدت أن هذا هو المسرح الصرف، وهذا هو المسرح الجديد تماما، عندئذ أدركت تماما  ومنذ ذلك الحين لقد فقدت ذلك. يمكن القيام بذلك مرة واحدة فقط. لا أستطيع المضي أبعد من ذلك. ثم أتخيل دراما نقية أخرى: شخص واحد على خشبة المسرح يخاطب الناس: شيء من هذا القبيل كعرض (الإساءة إلى الجمهور) مرة أخرى، لكن مختلف. ولكن الكشف عن هذا في الكواليس، وأود أن تصور الدراما كلها عقلانية جدا، مشهد يصل للمشهد. ما يجعل الكتابة حقيقية  يجب فعله في الخيال، وليس من خلال التفكير، ليس من خلال التخطيط، وليس من خلال الجمع، وليس من خلال المراقبة!


كل هذه الأشياء يجب أن تحدث من قبل، ولكن الخيال يخلق الحقيقة. دونما كتابة يقرأ المرء. يلاحظ أنه لم يمر الدافع الإبداعي ليتحقق كل هذا. إن الأمر يحدث عبر منظومة، لكن هذا ليس ما هو مثير، والحرارة. لا أقصد أن الخيال يخلق صورًا خاصة، توهمات، أو أيا كان، ولكن تلك اللغة الدافع الإبداعي الذي يجعل الأمر يستحق أن يكتب. إذا كان لدى الكاتب الكلام، ارتفع من خلال الخيال مثل الأرض الغارقة، ثم يمكن أن تكون النصوص مكتوبة. هذه هي الطريقة معي مع المسرحيات. يمكن للمرء حقا فقط كتابة الحلم. كل ما هو مكتوب، إذا كان جيدا، يجب أن تكون الأحلام عقلانية، والكتابة فعل عقلاني للغاية. كل الجملة عقلانية بقدر ما يحاول المرء تجنبها وتجنبها معقول. ولكن يجب إنشاء جمل إيجابية من خلال الحلم. هذا صعب للغاية. وهذا هو السبب وراء عدم فهم أي شخص تقريبًا ماهية الأدب. إنها عملية مرهقة، كتابة من جملة. كما قلت ، مع المسرحيات لم يعد ذلك يحدث لي. هناك بدايات في داخلي، لكنهم ما زالوا عالقين. ربما سوف يأتي وقت آخر، كل شيء سيأتي إليَّ. يطفو على السطح. أو ربما يفقد المرء ذاته في حياته والكتابة بعدها يتوقف.


شلوتر: سؤالان أخيران من فضلك. علق زميل لي علق مؤخرا أن الطلاب في أمريكا اليوم يقرأون هاندكه كطريقة قراءة جيله لهسه، حتى قبل وجود أعمالهم التي يجري تدريسها في المناهج الجامعية. هل يمكن ان توضح لماذا يشعر مثل هؤلاء المثقفون الأمريكيون الشباب بهذا التقارب لعملك؟


ب. هاندكه: أعتقد لأنهم أناس مستقلون. وأنا أعلم ذلك يوجد أيضًا هنا أشخاص قد قرأوا ما أكتب، لكنهم ليسوا كذلك جماعة كما كان في الماضي. إنهم أشخاص مستقلة. ليس لديهم ايديولوجية، هم متشككون، وفي نفس الوقت الوقت لديهم الشوق، ولديهم موضوعية وفي الوقت نفسه لا يريدون أن يهلكوا في الموضوعية. هذا قد يكون الحال في كل مكان. ولكن ليس هناك الكثير. هذا يسعدني بالفعل. من الطبع ، ولكن ليس لدي انطباع بأن هناك الكثير منهم في أمريكا. أنا فخور أن هذا هو الحال على أي حال. هناك قول لطيف بقلم إنغبورغ باخمان الذي تقول “أنا أتوق لك ، أيها القارئ”.


لا أنظر إلى القراء. كل ما أريده هو أن تقرأ. أعتقد انه شيء جميل للغاية للإنسان أن يقرأ. انا لا أريد أن أقول أي شيء عن النقد الأدبي الأمريكي ، ولكن ما أريد حقاً ألا يتم انتقادي بل أن أقرأ فقط. على الجانب المقابل، يجب أن أقول أنني في بعض الأحيان يسرني أن أقرأ شيئا بغاية الدقة حيث أستطيع أن أرى أن هذا الناقد لديه فهم متعاطف مع ما كتبت. هذا شيء جيد. جيد جدا للشخص الذي يكتب عموما.


أعتقد دوما على عدم  الحصول على أي تشجيع، والمعاداة للعمل هي أكثر عدو مدمر، مدمر للدافع الإبداعي الذي يحتاجه الكاتب. هذا الدافع الإبداعي هو الشيء الأكثر قيمة الذي يمكن للمرء أن يكون؛ هذا كل ما اعلم. أنه هناك فقط عندما يشعر المرء بهذه الشيء الإلهي في نفسه. وفي العالم الأدبي يمكن بسهولة تدمير هذا الإبداع القيم. لو كان لدي تعلمت أي شيء على الإطلاق، لقد تعلمت أنه يجب أن أكون حذراً من دافعي الإبداعي، لهذه الصعوبة، والتي ربما لدى الجميع، لصالحه، هذا الدافع الخلاق لعالم جديد، حيث كل شيء، إذا جاز التعبير ، يمكن أن تصبح لغة. وما يعتقد المرء أنه يمكن جلبه للعالم يلمع مع اللغة، وليس ذلك خيانة ذلك كما يحدث دائما تقريبا مع اللغة. كل تدمير للجمال يتم عن طريق اللغة. ما يريد المرء حقا تحقيقه مع الكتابة بأن الجمال يحقق الاستمرار. بدأت مع هسه، وإني أظنه كاتب مشرف، لكن المقارنة ليست ممكنة.


شلوتر: أخيرا، هل يمكنك اطلاعي شيئا عن روايتك الأخيرة “العودة ببطء للوطن”، التي أنهيتها مؤخرا؟


ب. هاندكه: لا يسعني القول بأكثر من أي وقت بأني قد أطلعت على نفسي أكثر من أي وقت مضى قبل الكتابة. إنها محاولة للوصول إلى وئام عالمي وفي الوقت نفسه للوصول إلى عالمية لنفسي كشخص يكتب، وهي محاولة قد تكون جريئة للغاية. بعض الأحيان هذا صحيح في هذا السرد – أو في هذه القصيدة الملحمية ، كما نسميها. لدي شعور بأنه منذ قرون لم يتم تجربة هذا: لالتقاط هذا الانسجام مع اللغة، ونقلها بشكل حي، لأن لدينا وخاصة في الجزء باللغة الألمانية من العالم، والمشكلة مع تاريخنا، وبسبب هذا نحن ليس لدينا مستقبل تقريبا. بسبب ما حدث منذ أربعين سنة أو أكثر، ليس لدينا المزيد من القوة لأجل الجمال. لا أحد يستطيع حقا عيش الطريق الصحيح هنا، وليس هناك طبيعة. أو هناك طبيعة، ولكن لا توجد لغة للطبيعة، ما تحدث عنه هولدرين لأن الطبيعة العظيمة، والتي كانت لا تزال ممكنة في عصره. في النمسا، أيضا ، ليس هناك فرق بطبيعة الحال. هذا هو العظيم مشكلة مع الماضي، وبسبب الماضي، مع المستقبل. ولهذا السبب لدينا مشكلة مع الخلق الشعري من البشر الذين يعيشون معا. وفي هذا الذي كتبت، دون رغبة في ذلك، فقد وصل الأمر إلى الصراع بين هذين. أردت صنع الجمال، لكي أتحدث عن الجمال بعينه، بواسطة اللغة، ثم لاحظت أنني دخلت في صراع مع تاريخ أسلافي، وأيضا بداخلي. هذا هو ما حدث. لا أعرف ما إذا كانت ستتشتت القصة على هذا الصراع، ولكن على أي حال كنت قادرا على سرد مثل هذا. فعلت هذا بسلاسة في النموذج. أعتقد أن لديها شكل، وهو الشيء الأكثر أهمية. التخفيف من المشاعر والتطويل في الشكل. (يضحك).


وبسبب هذا أصبح مشتتا. تتوقف القصة بشكل مفاجئ. بأكبر قدر من القوى لدي، أعدت كل شيء في هذه القصة إلى بدايته، ومع هذه القصة انهيتها. جميع المشاكل مع الوطن، مع اللغة، مع الأسرة، مع التاريخ، مع الطبيعة، لقد حاولت أن أبدأ بداية جديدة، ولكن ليس بطريقة فلسفية، وليس بطريقة مقال، ولكن بطريقة طريقة السرد، بلغة سردية. ثم فجأة لاحظت أن القصة انتهت. كنت مرتاحا للغاية وفي في نفس الوقت كانت صدمة كبيرة لي، لأنني اعتقدت أن تلك الرواية ستكون قصة من 300 صفحة وفؤجئت بأنها ليست سوى 200.


ما أردته منذ البداية هو أنها تبدأ في أمريكا، في ألاسكا، لعشر صفحات، والباقي يحدث في جميع أنحاء أوروبا. والآن جميع الصفحات 200 تحدث هناك، وتتوقف الطائرة فوق أوروبا. هذا يبدو مفهوما، ولكن هذا، أيضا ، هو صدمة كبيرة. ماذا أعني ب”عظيم”؟ إنها صدمة.


(*) مجموعة 47:


مجموعة من الكتاب المشاركين في اجتماعات الكتاب الألمان، بدعوة من هانز فيرنر ريختر بين عامي 1947-1967.


[image error]

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 10, 2019 13:24

litfreak1234.wordpress

إسلام عشري
مدونة خاصة بالأدب
Follow إسلام عشري's blog with rss.