Ali Mohamed > Recent Status Updates

ومما يكشفُ عن ضعف عزيمة الرجل وتداعيها إلى البلى، أن يعقد إرادته على القيام بعمل يصدقُ بحكمة وضعه، ثم يتركه وينصرف عنه، حيث يكون بمرأى ممن يخالفه في الإعتقاد بشرفه، ويرى بناءه على غير نتيجة، ونضرب المثل لهذا : رجلا يدركه وقت العبادة بمشهد قوم لا يوقنون بفرضيتها، أو لا يلتئم وضعها بأذواقهم، فيعقدُ عن الإحرام بها مجاراة لأصحاب هذه الأذواق، ومخافة أن يسقط احترامه من أعينهم ...

قال المتنّي :
الرأي قبل شجاعةِ الشجعان .. هو أوَّلٌ وهي المحل الثاني
وإذا هما اجتمعا لنفسٍ حرَّةٍ .. حازت من العلياء كل مكانِ

" يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ "

"وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ "

"سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ"


(ملمح لطيف في نقض دعوى المحتجين على المعاصي بالقدر)

تخيب آمالنا؛ لأننا نؤجل سعاداتنا الصغيرة بانتظار نقطة تحول كبرى، والذي أعرفه من ناموس الحياة أن الفوز على البؤس يكون بالنقاط لا بالضربة القاضية.

بدر الثوعي

...

ومتى استقامتِ العقيدةُ وصلحتْ؛ أقامتْ على قلب المرء رقيبًا منه عليه في حركاته وسكناته وفي سره وعلانيته، وجعلت قلبه عرشًا لحكومة ساهرة، حاكمها قدير عادل، عينه لا تنام وملكه لا يرام.

وليس من شكٍّ في أن من خرج على نظم الإسلام وأصوله معتقدًا أن ما خرج إليه أقرب إلى الحكمة وأحفظ للمصلحة خلع طوق الدين الحنيف من عنقه.

هوِّنْ على قلبكَ المحزونِ
إنّ لهُ ربًّا سيملؤهُ نورًا و يرويه

كذكلك كان العيد عند هذا الشيخ السبعيني, لله دره

(أقول : شعور مرير بالإذلال أن يكون هذا تعليق بيجوفيتش رئيس الشعب المسلم المجاهد الذي خذله العالم وخذله المسلمون بعد اتفاقيات دايتون المجحفة التي أُرغم فيها الشعب المقيد على تجرّع الظلم, هذا العالم اللعين الذي لا يعرف غير القوة, كل هذه المرارة وأنا في النصف الآخر من الكوكب بعد عشرين سنة, فكيف بشعب البوسنة حينها!)

"ويبقى العالم كما هو، ولا نستطيع نحن أن نغيره، إن ما بوسعنا فعله هو أن نحاول التأقلم مع الأوضاع، وألا نغفل الحقائق الماثلة أمام أعيننا".

(أقول : يائسة وحزينة جدا هذه العبارة وهي صادرة من رئيس دولة مسلمة تحت الحرب والمجزرة، في عالم به مليار مسلم أو يزيد وعندهم من الأموال ما لا يمكن حصره، لكنهم كغثاء السيل، عدمهم كوجودهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)

لقد كان المبدأ الذي التزمت به، أو الذي كان عليّ الإلتزام به في تلك الظروف هو أن نفاوض حيث أمكن، وأن نقاتل حيث يتوجب علينا القيام بذلك. ولكنني كنت أجري مفاوضات بالنيابة عن طرف أضعف عسكريًّا من نظيره بكثير، وعلى الضعيف أن يتشبث بالمبادئ، لأنه لا يمتلك قوة، وإن الأمور تصبح صعبة جدا على المفاوِض الذي لا يمتلك سوى ورقة رابحة واحدة؛ ألا وهي المبادئ.

ويجب أن يُلقى باللوم علينا جميعا لأننا سمحنا بوجود عالم يحدث فيه ما حدث في سريبرينيتسا. ويجب أن يعتقد كل واحد منا أنه كان بإمكانه القيام بأكثر مما قام به. سيظل احتمال ما إذا كان بالإمكان منع وقوع تلك المأساة المروعة سؤالا يلقي بظلاله على ضمير كل واحد منا وضمير كل شخص يحمل روح المسئولية في العالم كله. وأما بالنسبة إلينا جميعا فتبقى سريبرينيتسا أسوأ كارثة يمكن أن تحدث، لقد كانت كارثة أكبر من أن تتحملها البوسنة الصغيرة.