إلياس بلكا's Blog, page 17
June 18, 2013
إصدار جديد للباحث الواعد: يحيى جاد: الحرية الفكرية والدينية - رؤية إسلامية جديدة
الحرية الفكرية والدينية - رؤية إسلامية جديدةانظر التفاصيل على هذا الرابط:http://forum.mustafahosny.com/showthread.php?t=190171
Published on June 18, 2013 14:05
June 10, 2013
مناجاة جميلة للشيخ العلاوي.
وقعتُ مؤخرا على هذه المناجاة الجميلة جدا للشيخ أحمد العلاوي المستغانمي.. رجل تحبه من رؤية صورته فقط.. حتى قبل أن تقرأ له شيئا.. رحمه الله رحمة واسعة.
* الله ( المُنَـــــــــاجاة ) الله * للإمَام أبي العَباس سَيدي احمـــد بن مُصْطــَفى العــلاوي المسْتغانِمـي
بِســـــــْمِ اللهِ الرَّحْمـــــَنِ الرَّحِيـــــــم
إِلهِي أَسألُكَ بِأَعَزِّ مَنْ نَاجَاكَ وَأَفْضَلِ مَنْ دَعَاكَ أَنْ تُمْطِرَ عَلَى قَلْبِي شَآبِيبَ عَطْفِكَ وَسَحَائِبَ رِضَاكَ وَتُلْقِيَ فِيهِ حَلاَوَةَ ذِكْرِكَ وَتُيقِظَهُ مِنْ غَفَلاتِهِ حَتَّى لا يُشَاهِدَ سِوَاكَ وَتُثَبِّتَهُ عَلَى طَاعَتِكَ وَتُقَوِّيهِ عَلَى تَقْوَاكَ، يَا مَنْ تَحَسَّنَتِ الأشْيَاءُ بِبَهَاءِ جَمَالِكَ الأقْدَسِ وَازْدَهَتْ بِظُهُورِ سَنَاكَ، آتِنَا كِفْلاً مِنْ رَحْمَتِكَ وَارْزُقْنَا نُورًا نَمْشِي بِهِ تَنْجَلِى أمَامَهُ تَكَاثُفُ الظُّلُمَاتِ وَتَتَّضِحُ بِهِ مَنَاهِجُ السَّعَادَةِ وَسُبُلُ الخَيِرَاتِ وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى وَلإخْوَانِنَا المُؤْمِنِينَ وَوَفِّقْنَا فِيمَا هُوَ آتٍ، بِحَقٍّ.
بِســـــــْمِ اللهِ الرَّحْمـــــــَنِ الرَّحِيـــم
"يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِــهِ وَيَجْعـــَلْ لَكـــُمْ نُورًا تَمْشـــُونَ بِهِ وَيَغْفــِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفــُورٌ رَحِيـــــمٌ"
"وللهِ الأسْمَــاءُ الحُسْنَى فادْعُوهُ بِها وذرُوا الذين يُلْحِدُونَ فِي أسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُون"
"وَلا تَكُونُوا كالذِينَ نَسُوا اللهَ فَأنْسَاهُمُ أنْفُسَهُم أولئِكَ هُمُ الفاسقون.. لا يَسْتَوِي أصْحَابُ النَّارِ و أصْحَابُ الجَنَّةِ أصْحَابُ الجنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ.لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ علَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ.هو الله الذي لا إلـه إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمان الرحيـم. هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ.. هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصـــَوِّرُ لــهُ الأسْمــَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيـــمُ."
وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبـــُونَ.. وَفِي ذِكْرِهِ رَاغِبُونَ.
"إنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمُ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ."
تَوَكَّلْتُ عَلَى الحَيِّ الذِي لا يَمُوتُ أبَدًا.
"الحَمــــْدُ للهِ الذِي لــَمْ يَتَّخــــِذْ وَلـــَدًا وَلَمْ يَكــُنْ لـَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكـُنْ لَهُ وَلِـيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبـِّرْهُ تَكْبِيـرًا"
اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالحَمْدُ للهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَ أصِيلاً. سُبْحَانَ الذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.. سُبْحَانَكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ. سُبْحَانَكَ لا يُحْصِي ثَنَاءَكَ عَلَيْكَ إلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَكَ لاَ يُوَحِّدُكَ حَيْثُ كُنْتَ إِلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَكَ لا يُدْرِكُكَ كَيْفَ أَنْتَ إلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَكَ لاَ يَعْرِفُكَ حَيْثُ أَنْتَ إلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَكَ لاَ يَعْلَمُكَ أيْنَ كُنْتَ إِلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَ رَبِّنَا رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
"الحَمـــْدُ للهِ الـذِي خَلَقَ السَّمـَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعـَلَ الظُّلُمــَاتِ وَالنــُّورَ ثُـمَّ الذيـنَ كَفـَرُوا بِرَبــِّهِمْ يَعــْدِلــُونَ.. أإلَهٌ مــَعَ اللهِ تَعــَالَى اللهُ عَمــَّا يُشـــْرِكــُونَ"
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَغْلَى مِنْ كَلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَقْرَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ.
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ تَحْتَهُ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
لاَ قَدِيرَ إِلاَّ اللهُ. لاَ مُرِيدَ إِلاَّ اللهُ. لاَ سَمِيعَ إِلاَّ اللهُ. لاَ بَصِيرَ إِلاَّ اللهُ. لاَ عَلِيمَ إِلاَّ اللهُ. لاَ رَحِيمَ إِلاَّ اللهُ. لاَ حَسِيبَ إِلاَّ اللهُ. لاَ رَقِيبَ إِلاَّ اللهُ. لاَ بَاطِنَ إِلاَّ اللهُ. لاَ ظَاهِرَ إِلاَّ اللهُ. لاَ كَائِنَ إِلاَّ اللهُ. لاَ مَوْجُودَ إِلاَّ اللهُ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي الأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي النَّوْمِ وَاليَقَظَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي المَحْيَا وَ المَمَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي الصَّحْوِ وَالسَّكَرَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي العَمْدِ وَالهَفَوَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي جَمِيعِ اللَّحَظَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ عَلىَ سَائِرِ الحَالاَتِ.
اللَّهُمَّ يَا مَنْ أَلْهَمْتَنَا النُّطْقَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ تَقَبَّلْ مِنَّا الإيمَانَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. اللَّهُمَّ يَا مَنْ عَصَمْتَ دِمَاءَنَا وَ أَمْوَالَنَا بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ اعْصِمْ مِنَّا الإيمَانَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. اللَّهُمَّ يَا مَنْ عَرَّفْتَنَا بِفَضْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. قُلْتَ:
"وَذَا النـُّونِ إذْ ذَهـَبَ مُغَاضـِبًا فَظـَنَّ أَنْ لَنْ نَقـْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلـُمَاتِ أَنْ لاَ إِلـَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَـانــَكَ إنِّي كُنْتُ مـِنَ الظَّالِمِينَ.. فَاسْتَجَبْنـَا لـَهُ وَنَجَّيْنـــَاهُ مـِن الغــَمِّ وَكــَذَلِكَ نُنــْجِي المُؤمِنِين"َ
فَهَا أَنَا نَادَيْتُكَ مِنْ ظُلُمَاتِ النَّفْسِ وَمَا اسْتَوْلَى عَلَيَّ مِنَ الحِسِّ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الجَاهِلِينَ. لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الخَاطِئِينَ. لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الهَالِكِينَ. فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا اسْتَجَبْتَ لِذِي النُّونِ يَا مَنْ أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. وَهَلْ تَرَى أنَّ يُونُسَ أَحْوَجُ إِلَى الرَّحْمَةِ مِنْ غَيْرِهِ لاَ وَاللهُ فَمُصِيبَةُ المُذْنِبِينَ أَشَدُّ مِنْ مُصِيبَتِهِ فَصِرْنَا بِهَذَا أَفْقَرَ الوَرَى وَقَدْ قُلْتَ:" إِنَّمــــَا الصَّدَقـَاتُ لِلْفُقـــــَرَاءِ"
إِلَهِي إِنْ كَانَ العَفْوُ مِنْكَ وَقْفًا عَلَى المُسِيئِينَ فَقَدْ اسْتَوْجَبْنَاهُ. وَ إِنْ كَانَ لِلْمُحِسِنِينَ فَلَمْ يَظْهَرْ مَعْنَاهُ.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ العَفُوُّ وَ العَفْوُ لاَ يَظْهَرُ إِلاَّ مَعَ الجَرَاءَةِ. وَأَنْتَ المُحْسِنُ وَالإِحْسَانُ لاَ يَظْهَرُ إِلاَّ مَعَ الإسَاءَةِ. وَ هَا نَحْنُ قَدْ ظَهَرَ مِنَّا مَا نَحْنُ أَهْلُهُ فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ أَنْ يَظْهَرَ مِنْكَ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ." فَوَرَبِّ السَّمــــَاءِ وَالأَرْضِ إنَّــهُ لَحــَـقٌّ مِثـــــْلَ مَا أنَّكـــــُمْ تَنْطِقــُونَ"
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فِي رَحْمَتِكَ مَا هُوَ ذُخْرٌ لِلمُذْنِبِينَ فَإنَّنَا اسْتَوْدَعْنَاكَ ذَخِيرَتَنَا يَا مَنْ لاَ تَضِيعُ عِنْدَهُ الوَدَائِعُ.
إِلَهِي إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ التَّوْبَةَ وَالتَّوَابِينَ لَمَّا عَلِمْتُ أَنَّكَ تُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَتُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ. وَلَكِنْ خَشِيتُ إِنُ قُلْتُ تُبْتُ إِلَيْكَ نَقَضْتُ تَوْبَتِي كَمَا هُوَ مِنْ طَبْعِي وَعَادَتِي. فَإِنْ كَانَ ذَالِكَ لاَ يَمْنَعُنِي الوُقُوفَ عِنْدَ بَابِكَ وَ الإعْتَمَادَ عَلَى جُودِكَ وَكَرَمِكَ فَهَا أَنَا تُبْتُ إِلَيْكَ إِنْ وَفَّقْتَنِي وَرَجَعْتُ إِلَيْكَ إِنْ رَضِيتَنِي. وَ كَيْفَ لاَ تَقْبَلُنِي وَقَدْ قُلْتَ وَأَنْتَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ:
"إِنَّمــَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ للذِينَ يَعْمَلــُونَ السُّــوءَ بِجَهَالــَةٍ ثُمَّ يَتُــوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئـِكَ يَتــُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ"
فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مِنْ أَفْرَادِهِمْ فَقَدْ صَحَّ اعْتِرَافُنَا إِلَيْكَ بِالعِصْيَانِ فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ الإمْتِنَانُ مِنْكَ بِالغُفْرَانِ. إلَهِي أوَ لَيْسَ قَدْ أَنْزَلْتَ فِي كِتَابِكَ عَلَى مَنْ قَدْ حَازَ الشَّرَفَ: قُلْ للذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهْمْ مَا قَدْ سَلَفَ.. فَرَضِيتَ عَنْهُمْ بِمُجَرَّدِ النُّطْقِ بِكَلِمَةِ الإخْلاَصِ فَإِنْ كَانَ هَذا نَعْتُكَ فَقَدْ تَحَقَّقَ الخَلاَصُ لأنَّنَا آمَنَّا بِهَا إيمَانًا وَكَرَّرْنَاهَا مِرَارًا وِهِيَ عَلَى مَا هِي عَلَيْهِ قَاطِعَةٌ لِلشِّرْكِ مِنْ أَصْلِهِ وَإِنَّنَا وَإِنْ عَصَيْنَاكَ فَمَا كَفَرْنَاكَ وَ إِنْ خَالَفْنَاكَ فَمَا جَحـَدْنَاكَ.
"رَبَّنــــَا آمَنــَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنــــَا الرَّســــُولَ فَاكْتُبْنــــَا مـــَعَ الشَّاهــــِدِينَ"
"رَبَّنـــَا إنَّكَ مَنْ تُدْخــــِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتـــَهُ وَمَا لِلظَّالِمِيـــنَ مِن أَنْصــــَارٍ"
"رَبَّنَــــا إنَّنَا سَمِعْــــنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمــــَانِ أَنْ آمِنــــُوا بِرَبِّكـــــُمْ فَآمَنــَّا رَبَّنَــــا فَاغْفــــِرْ لَنَا ذُنُوبَنَــا وَكَفــــِّرْ عَنـَّا سَيِّئَاتِنــــَا وَتَوَفَّنــــَا مــَعَ الأبـــــْرَار"ِ
إلَهِي إنَّكَ أمَرْتَنَا بِالسُّؤَالِ وَتَكَفَّلْتَ لَنَا بِالنَّوَالِ فهَا نَحْنُ سَألْنَاكَ كَمَا أَمَرْتْنَا فَاسْتَجِبْ لنَا كَمَا وَعَدْتَنَا. أوَ لَيْسَ قَدْ قُلْتَ فِي مُحْكَمِ القُرْآنِ:" أجِيبُ دَعْوَةَ الداعي إذَا دعاني" إلَهِي فَإنْ كَانَتْ إجَابَتُكَ لِلمُطِيعِينَ فَمَنْ ذَا الذِي يُجِيبُ المُسِيئِينَ
" أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاه" إذَا لَمْ يُجِبِ الكُرِيمُ عَبْدَهُ فيَا شَقَاوَةَ المُذِنِبِينَ فَقَدْ ضَاعَ حَظُّهُمْ مِنَ اللهِ لَوْلاَ أَنْ قُلْتَ: "وَلاَ تَيــْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ"
إلَهِي فَقَدْ أَخْرَسَتِ المَعَاصِي لِسَانِي وَأَظْلَمَتِ الغَفَلاتُ جَنَانِي و إلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرِينَ.. وإنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ أنَّ الذُّنُوبَ لَمْ تُبْقِ لِي جَاهًا عِنْدَكَ وَلاَ يَدًا مَعَكَ لِمَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِكَ وَضَيَّعْتُ مِنْ حَقِّكَ فَكَمْ مِنْ تَوْبَةٍ عَقَدُّتُهَا ثُمَّ نَقَضْتُهَا وَكَمْ مِنْ مَعْصِيَةٍ تَجَنَّبْتُهَا ثُمَّ اقْتَرَفْتُهَا فَكَانَ عَفْوُكَ عَلَيَّ بِقَدْرِ جَرَاءَتِي عَلَيْكَ. وَهَا أنَا أسْتَغْفِرُكَ مِمَّا كَانَ مِنَ الذُّنوُبِ وَمَا يَكوُنُ اعْتِمَادًا عَلَى قَوْلِكَ: وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.. اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ مُخَالَفَةٍ وَمَعْصِيَةٍ وَ أَتَبَرَّأُ لَكَ مِنْ سَائِرِ أَفْعَالِي وَأَفْعَالَ الأشْقِيَاءِ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إيَّايَ.. فَيَا سُبْحَانَكَ مَا أَلْطَفَكَ بِي وَمَا أقَلَّ حَيَائِي مِنْكَ وَلَكِنْ فِعْلُكَ مَعِي كَمَا تَرْضَاهُ هُوَ الذِي صَيَّرَ فِعْلِي مَعَكَ كَمَا تَرَاهُ. فَجُودُكَ الغَزِيرُ هُوَ الذِي عَوَّدَنِي التَّقْصِيرُ. فَكَمْ عَصَيْتُكَ فَأَكْرَمْتَنِي. وَكَمْ بَارَزَتُكَ فَأمْهَلْتَنِي وَمَعَ هَذَا كُلَّمَا سَألْتُكَ أعْطَيْتَنِي. فَجُودُكَ المَدِيدُ هُوَ الذِي أنْسَانِي بَطْشَكَ الشَّدِيدُ. إلَهِي لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أمْرِي عُسْرًا
"رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أوْ أخْطَأنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ "
"رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ.".
اللَّهُمَّ إنَّكَ أعْطَيْتَنَا الإيمَانَ قَبْلَ السُّؤَالِ وَهُوَ أعَزُّ شَيْءٍ تَكَرَّمْتَ عَلَيْنَا بِهِ وَ الكَرِيمُ لاَ يَرْجِعُ فِي هِبَتِهِ وَ المَوْصُوفُ لاَ يَتَخَلَّفُ عَنْ وَصْفِهِ. اللَّهُمَّ أنْتَ الشَّاهِدُ عَلَى دِينِي وَإيمَانِي وَأنْتَ الشَّاهِدُ عَلَى إسْلاَمِي وَإحْسَانِي وَأنْتَ الشَّاهِدُ عَلَى قَلْبِي وَلِسَانِي
"رَبَّنَا أتْمِــــمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِــــرْ لَنَا إنَّكَ عَلَى كــُلِّ شـــــَيْءٍ قَدِيــــرٌ"
إلَهِي فَهَلْ فِي العَالَمِينَ مَنْ هُوَ أَحْوَجُ لِلرَّحْمَةِ مِنِّي فَوَحَقِّ ذَاتِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ إنَّ افْتِقَارِي إلَيْكَ بِقَدْرِ غِنَاكَ عَنِّي فَإنِّي مُسْتَوْجِبٌ الرَّحْمَةَ مِنْكَ بِالفَرْضِ.
"كَتـــَبَ رَبُّكـــــــُم عَلَى نَفْســـــــِهِ الرَّحْمــــــَةَ"
فَإنْ كَانَتْ رَحْمَتُكَ لِلمُسِيئِينَ فَقَدْ اسْتَوْجَبْنَاهَا بِإسَاءَتِنَا وَإنْ كَانَتْ لِلمُحْسِنِينَ فَقَدْ فَاتَتْنَا بِشَقَاوَتِنَا وَلَوْلاَ أنْ بَقِيَ رَجَاؤُنَا فِيكَ وَحُسْنُ التَّوَكِّلِ عَلَيْكَ
"وَمَنْ يَتـــَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهــُوَ حَسْبـــــــُهُ"
"وَعَلَى اللهِ فَلْيَتـَوَكـَّلِ المُؤْمِنـُــونَ"
إلَهِي إنِّي اسْتَعْظَمْتُ ذَنْبِي قَبْلَ أنْ نُقْرِنَهُ بِعَفْوِكَ وَلَمَّا انْتَبَهْتُ وَجَدْتُّ الرَّحْمَةَ مِنْكَ سَابِقَةً لِغَضَبِكَ، إلَهِي لَوْ أرَدْتَّ أنْ تُوحِشَنِي مِنْ مَقَامِكَ لَمَا أطْلَعْتَنِي عَلَى كَرَمِكَ وَأيُّ كَرَمٍ أعْظَمُ مِنْ قَوْلِكَ فِي بَعْضِ كَلاَمِكَ:
"مَا غَضِبــْتُ عَلَى أحــَدٍ كَغَضــَبِي عَلـَى مَنْ أذْنَبَ ذَنْبـًا فَاسْتَعْظَمــَهُ فِي جَانِبِ كَرَمــِي"
فَعَلِمْتُ أنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِلمُؤمِنِ أنْ يَسْتَعْظِمَ شَيْئًا هُوَ مُحْتَقَرٌ لَدَيْكَ بِالنَّظَرِ لِكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَهَذا مَعَ الخَشْيَةِ مِنْكَ وَالإنَابَةِ إلَيْكَ وَإلاَّ لَمَا اسْتَطَاعَ المُذْنِبُ الوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيْكَ.
فَيَا لَلْعَجَبِ كَيْفَ يَتَسَنَّى لِيَ أنْ أعْصِيكَ وَأنَا فِي حَضْرَتِكَ أمْ كَيْفَ نُبَارِزُكَ بِمُا أفَضْتَهُ عَلَيَّ مِنْ آلائِكَ أمْ كَيْفَ نَسْألُكَ مِنَ النِّعَمِ مَا رُبَّمَا نَصْرِفُ جُلَّهُ فِي مُخَالَفَتِكَ. فَهَلْ يَحْسُنُ مِنَ العَبْدِ الآبِقِ أنْ يَسْألَ مِنْ مَوْلاَهُ الإعَانَةَ عَلَى الطَّرِيقِ أمْ يَصِحُّ مِنَ العَاصِي أنْ يَسْألَ مِنْ مَوْلاَهُ مَا يَتَقَوَّى بِهِ عَلَى المَعَاصِي فَوَحَقِّكَ مَا تَجَرَّأنَا عَلَى عِصْيَانِكَ ظَنًّا مِنَّا بِعَجْزِكَ وَلَكِنْ جُودُكَ المُدِيدُ هُوَ الذِي أنْسَانَا بَطْشَكَ الشَّدِيدَ فَحِلْمُ السَّيِّدِ هُوَ الذِي يَقْضِي بِإسَاءَةِ العَبِيدِ.
إلَهِي فَإنْ كَانَ الحِلْمُ مِنْ أخَصِّ أوصَافِكَ أزَلاً وَفِي الآبَادِ فَهَلْ يَصِحُّ تَخَلُّفُهُ مِنْكَ فِي المَعَادِ. إلَهِي لَمَا أطْلَعْتَنِي عَلَى أنَّ الكُلَّ بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ عَلَّمْتَنِي أَنْ نَشْتَكِي مِنْكَ إِلَيْكَ إِذْ لامَلْجَأَ مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ وَإِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى مَا فِي قَلْبِي وَأَنْتَ خَيْرُ الشَّاهِدِينَ. إِنَّ الظَّنَّ فِيكَ جَمِيلٌ وَأَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَإِنْ مَعَ تَفْرِيطِي فِي جَنْبِكَ وَتَقْصِيرِي فِي حِقِّكَ. إِلَهِي لَوْلا إسَاءَتِي لَمْ يَظْهَرْ مِنْكَ الإحْسَانُ وَ لَوْلا مَعْصِيَتِي لَمْ يَظْهَرْ مِنْكَ الغُفْرَانُ. فَالْمُخَالَفَةُ مِنِّي هِيَ التِّي أَظْهَرَتْ مَا أَبْطَنَتْهُ المُوَافَقَةُ مِنْ غَيْرِي. إلَهِي إِنَّكَ كَلَّفْتَنِي إِصْلاحَ قَلْبٍ مِنِّي وَأَنْ أَجْمَعَهُ عَلَيْكَ وَكَيْفَ تُكَلِّفُنِي إصْلاحَ شَئٍ هُوَ بِيَدِكَ. فَوَحَقِّكَ لَوْ مَلَكْتُهُ سَاعَةً لَرَدَدْتُّهُ إلَيْكَ وَلَوْ صَرَّفْتَنِي فِيهِ لَحْظَةً لَجَمَعْتُهُ عَلَيْكَ فَهَا هُوَ تَحَقَّقَ مِنِّي التَّقْصِيرُ وَأَنْتَ عَلَى جَمْعِهِ إذَا تَشَاءُ قَدِيرٌ. إلَهِي إنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ جَرَاءَتِي عَلَيْكَ وَتَقْصِيرِي فِي حَقِّكَ كَمَا أَنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ أَنَّ الجَرَاءَةَ مَنِّي لَمْ تَبْلُغْ إلَى حَدِّ الإشْرَاكِ بِكَ وَلا إلَى الافتراء عَلَيْكَ وإنْ فَاتَتْنِي الطَّاعَةُ لَمْ يَفُتْنِي الإيمَانُ بِكَ وَلا الافتقار إلَيْكَ.
"رَبِّ إني لِمــَا أَنْزَلــــْتَ إلَيَّ مِنْ خَيـــــْرٍ فَقِيــــــرٌ".
وَأَنْتَ بِالإجَابَةِ جَدِيرٌ كَمَا أَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَئٍ قَدِيرٌ. إلَهِي فَإنْ خِفْتُكَ فَمِنْ حَقِّي لأنَّكَ مُقْتَدِرٌ عَظِيمٌ وَإنْ رَجَوْتُكَ فَمِنْ صِدْقِي لأنَّكَ حَلِيمٌ كَرِيمٌ. إلَهِي فَأيُّ خَيْرٍ فَاتَنِي إنْ كُنْتُ بِكَ عَارِفًا وَأَيُّ فَضْلٍ أَعْوَزَنِي إنْ صِرْتُ مِنْكَ خَائِفًا. فَيَا لَلْعَجَبِ أَمَعَ الخَوْفِ العِصْيَانِ وَمَعَ المَعْصِيَةِ الغُفْرَانُ فَهَذَا هُوَ حَدُّ الفَضْلِ وَمُنْتَهَى الإمْتِنَانْ. إلَهِي فَبِحَقِّ عِزِّكَ إلا مَا تَعَطَّفْتَ عَنْ ذُلِّي وَبَحَقِّ عِلْمِكَ إلا مَا صَفَحْتَ عَنْ جَهْلِي أَوَ لَيْسَ ذَكَرْتَ مِنْ نَعْتِ العُلَمَاءِ:
"وَ إذَا خَاطَبــــَهُم الجَاهِلُــــونَ قَالــُوا ســــَلامًا."
وَقَدْ سَمِعْتَ مِنِّي الخِطَابَ فَأَسْمِعْنِي مِنْكَ الجَوَابَ. إلَهِي إنْ نَظَرْتَ إلَى فِعْلِي مَقَتَّنِي وَإنْ نَظَرْتَ إلَى وَصْفِى عَذَرْتَنِي فَالفِعْلُ عَنِّي مُنْقَطِعٌ وَالوَصْفُ مِنِّي مُتَّبَعٌ فَهَلْ تُعَامِلْنِي بِالعَرَضِ الزَّائِلِ أَمْ بِالوَصْفِ الحَاصِلِ فَحَسْبُكَ مِنَ العَاصِي مَا يُكَابِدُهُ مِنْ ذُلِّ المَعَاصِي. إلَهِي عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِأَعَزِّ الوَسَائِطِ إليْكَ وَبِحَقِّكَ عَلَيْكَ إلاَّ مَا صَفَحْتَ عَنْ جَهَلِي وَلا تَزِدْنِي ذُلاًّ عَلَى ذُلِّي.
"أَشْكُـــو بثـي وَحُزْنِــــي إلَى اللهِ.."
"أَشْكـــــُو ضَعْفــــِي وَ غُبْنـــــِي إلَى اللهِ".
"وَأُفَـوِّضُ أَمــْرِي إلَـى اللهِ إنَّ اللهَ بَصِيـــــرٌ بِالعِبــــــَاد"ِ.
إلَهي فَهَلْ يَلِيقُ بِكَ أنْ تُقَبِّحَ وَجْهًا كَانَ لَكَ ساجِدًا أمْ تُعَذِّبَ بَدَنًا كَانَ لَكَ عَابِدًا أمْ تَحْرِقَ لِسَانًا كانَ لَكَ ذَاكِرًا أَمْ تَطْمِسَ بَصَرًا كانَ لَكَ ناظِرًا أمْ تُؤْلِمَ قَلْبًا كانَ بِكَ عارِفًا أمْ تَطْرُدَ عَبِدًا كانَ مِنْكَ خائِفًا. فَإنْ كانَ ذلِكَ ما يَقْتَضِيهِ العَدْلُ فَقَدْ يُنَازِعُهُ الفَضْلُ وَالوَاقِعُ مِنْكَ وَ الأنْسَبُ أنَّ الرَّحْمَةَ سَابِقَةٌ لِلغَضَبِ.
إلَهِي وِتِلْكَ الرَّحْمَةُ لا تَشْمَلُنِي وَالحَالَةُ أَنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَئٍ وَحَتَّى لَوْ قُلْنَا أنَّكَ كَتَبْتَهَا لِلمُتَّقِينَ فَهَلْ لا يَكُونُ مِنْهَا حَظٌّ لِلمُؤْمِنِينَ الذِّينَ أنَا مِنْ أفْرَادِهِمْ.
إلَهِي إنَّكَ أتْحَفْتَنِي بِالإيمَانِ وَامْتَحَنَتَنِي بِالعِصْيَانِ فَهَلْ تُعَامِلْنِي بِمَا امْتَحَنْتَنِي أمْ تُجَازِينِي بِمَا امْتَحَنْتَنِي فَكُلُّ ذَلِكَ سَائِغٌ مَعْقُولٌ وَمِنْكَ لَذِيذٌ مَقْبُولٌ إنْ كانَ لا يَطْرُدْنَا مِنْ بَابِكَ وَ لا يَمْنَعْنَا مِنْ خِطِابِكَ.
إلَهِي إنَّكَ أَوْجَبْتَ عَلَيْنَا إغَاثَةَ المَلْهُوفِ وَأَنْتَ أَوْلَى بِالإغَاثَةِ مِنَّا
"إنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لــــَرَؤُفٌ رَحِيــــــمٌ".
فَأَدْرِكْنَا بِنُصْرتِكَ فَإِنَّ الذُّنُوبَ كَادَتْ تَقْطَعُنَا عَنْ بَابِكَ وَتَمْنَعُنَا التَّعَرُّضَ لِنَفَحَاتِكَ فَيَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلُ هَذَا وَكُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا.
إلَهِي إنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ أَنَّ مَقَامِي لَمْ يَبْلُغْ عِنْدَكَ جَاهًا نَرْتَضِيهِ وَلا قَدَّمْتُ مِنْ أَعْمَالِي فِعْلا نَرْتَضِيهِ إِلا مُجَرُّدَ التَّوْحِيدِ فَإنِّي شَاهِدٌ عَلَى وحدانيتك وَأَنْتَ خَيْرُ الشَّاهِدِينَ. إلَهِي تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. إلَهِي كَيْفَ أَتَشَفَّعُ إلَيْكَ بِشَهَادَتِي وَأَنْتَ الذِّي اسْتَشْهَدْتَنِي أَمْ كَيْفَ أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِعِبَادَتِي وَأَنْتَ الذِّي اسْتَعْبَدْتَنِي أمْ كَيْفَ أَتَوَسَّلُ لَكَ بِذِكْرِي وَأَنْتَ بِهِ أَكَرْمَتَنِي. كَفَانِي مِنَ الجَزَاءِ أَنْ صَيَّرْتَنِي لأعْمَلَ أَهْلا قَبِلْتَهُ مِنَّي أمْ لَمْ تَقْبَلْ فَأَنَا عَبْدُكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَاسْتَطَعْتُ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضُرًّا إلا مَا شَاءَ اللهُ.
إلَهِي إنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ مَيْلِ قُلُوبِنَا إلَيْكَ وَحُنُوِّهَا عَلَيْكَ وَإنْ لَمْ تَجْتَمِعْ بِكَ فَأَنْتَ عَلَى جَمْعِهَا إذَا تَشَاءُ قَدِيرٌ. فَاجْمَعْهَا اللَّهُمَّ عَلَيْكَ يَا جَامِعَ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ. إلَهِي وَ إنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ مِنَّا شَنِيعَةً فَإنَّنَا مَا نَوَيْنَا بِهَا القَطِيعَةَ فَاجْعَلْهَا مِنَّا اللَّهُمَّ هَفَوَاتٍ فَقَدْ جَاءَ عَنْ نَبِيِّكَ: إنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّات.
إلَهِي إنَّكَ أَمَرْتَنَا بِالعَفْوِ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وَإنَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَأَنْتَ أَوْلَى بِالعَفْوِ مِنَّا
"وَ إنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمَْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ."
إلَهِي إنْ كَانَتِ أَفْعَالِي الحِسَانُ لا تَأثِيرَ لَهَا فِي الإتِّصَالِ فَكَيْفَ يَكُونُ مَا سَاءَ مِنْهَا سَبَبًا فِي الإنْفِصَالِ. إلَهِي مَا عَبَدَكَ العَابِدُونَ مَهْمَا عَبَدُوا وَ لاعَرَفَكَ العَارِفُونَ مَهْمَا عَرَفُوا وَلا وَحَّدَكَ المُوَحِّدُونَ مَهْمَا وَحَّدُوا وَلا وَصَفَكَ الوَاصِفُونَ مَهْمَا وَصَفُوا وَكَيْفَ يُدْرِكُ المَوْجُودُ كُنْهَ مَنْ أَوْجَدَهُ أَمُ كَيْفَ يُوَفِّي العَابِدُ حَقَّ مَنْ اسْتَعْبَدَهُ فَسُبْحَانَ مَنْ حَكَمَ الغَيْبَ عَلَى الشَّهَادَةِ فَالظَّاهِرُ غَيْبٌ وَالغَيْبُ شَهَادَةٌ. إلَهِي إنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالتَّوْحِيدِ وَ أَنْ أكُونَ عَلَى ذَلِكَ شَهِيدٌ وَكَيْفَ يُوَحِّدُكَ مَنْ لا وُجُودَ لَهُ مَعَ التَّوْحِيدِ أمْ كَيْفَ يُوَحِّدُكَ وَأنْتَ عَلَى كُلِّ شَئٍ شَهِيدٌ. إلَهِي كَيْفَ نُوَحِّدُكَ وَالتَّوْحِيدُ هُوَ الذِي أَسْقَطَنِي أمْ كَيْفَ لا نُوَحِّدُكَ وَالتَّوْحِيدُ هُوَ الَّذِي اثْبَتَنِي. أمْ كَيْفَ نَعْرِفُكَ وَأنْتَ البَاطِنُ الذِي لا تَتَكَيَّفُ أمْ كَيْفَ لا نَعْرِفُكَ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فِي كُلِّ شَئٍ تَتَعَرَّفُ أمْ كَيْفَ نَجِدُكَ وَالوِجْدَانُ مِنْكَ بَعِيدٌ أمْ كَيْفَ لا نَجِدُكَ وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَيْنَا مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ. إلَهِي كَيْفَ تَخْفَى وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ أمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَأَنْتَ الحَاضِرُ أمْ كَيْفَ تُعْصَى وَ أَنْتَ القَاهِرُ. سُبْحَانَكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ مِنْ ثَنَائِي عَلَيْكَ أَنْ حَيَّرْتَنِي فِيكَ.
اللَّهُمَّ زِدْنِي فِيكَ تَحَيُّرًا وَاجْعَلْ حَظَّنَا مِنْكَ حَظًّا مَوْفُورًا وَاغْنِنَا بِكَ عَنِ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ إنْ كَانَ فِي أَحْبَابِكَ مَنْ أَغْنَيْتَهُ عَنِ السُّؤَالِ مِنْكَ فَإِنِّي لا أَسْأَلُكَ الغِنَى بِكَ عِنْكَ إنَّمَا أسْألُكَ الغِنَى بِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ. اللَّهُمَّ إنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ أنِّي لا أحِبُّ السُّؤَالَ مِنَ الخَلْقِ وَ لا أُحِبُّ مَنْ يَسْألُهُمْ وَلَكِنَّ الحَوَائِجَ أمْلَتْنَا إلَيْهِمْ فَاجْعَلْ اللَّهُمَّ حَوَائِجَنَا كُلَّهَا إلَيْكَ وَاجْمَعْ هَمَّنَا عَلَيْكَ حَتَّى لا يَكُونَ رَجَاؤُنَا إلا إليْكَ وَلا يَقَعُ نَظَرُنَا إلا عَلَيْكَ. اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَعَلَيْكَ اعْتَمَدْتُ. اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبَدْكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ إِنِّى عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ. اللَّهُمَّ افْعَلْ بِنَا مَا أنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِنَا مَا نَحْنُ أهْلُهُ. اللَّهُمَّ اعْصِمْ مِنَّا البَصَرَ وَالبَصِيرَةَ وَطَهِّرْ مِنَّا الفُؤَادَ وَالسَّرِيرَةَ وَقِنَا اللَّهُمَّ شَرَّ أنْفُسِنَا وَلا تُؤَاخِذْنَا بِذُنُوبِنَا.
"وَلَوْ يُؤَاخـِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمـِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ.".
"وَإنَّ رَبَّكَ لـَذُو مَغْفــِرَةٍ للنَّاسِ عَلَى ظُلْمـــِهِمْ.".
"رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَّنَ مِنَ الخَاسِرِينَ"..
اللَّهُمَّ إنْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مِحْنَةً فَلا تَجْعَلْهَا فِي دِينِنَا وَإنْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مُصِيبَةً فَلا تَجْعَلْهَا فِي قُلُوبِنَا وَ إنْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا فِتْنَةً فَلا تَجْعَلْهَا فِي آخِرَتَنَا وَإنْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مَعْصِيَةً فَلا تَجْعَلْهَا عَاقِبَةَ أمْرِنَا.
اللَّهُمَّ إنِّى لا أَسْأَلُكَ دَفْعَ مَا تُرِيدُ وَ لَكِنِّى أسْأَلُكَ التَّأْيِيدَ فِيمَا تُرِيدُ. اللَّهُمَّ إنِّى أَسْأَلُكَ أنْ تُسْلِمَنَا لِلقَدَرِ وَأنْ تُسْلِمَ القَدَرَ إِلَيْنَا حَتَّى لا نَتَعَجَّلَ مَا أَجَّلْتَ وَلا نَتَأَجَّلَ مَا عَجَّلْتَ.
"إنَّ اللهَ يَفْعــــَلُ مَا يُرِيــــدُ".
اللَّهُمَّ لا تُلْهِمْنَا مَالا يَنْفَعُنَا وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لا يَرْحَمُنَا وَلا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا
"وَمَا أُبــَرِّئُ نَفْســـِي إِنَّ النَّفـْسَ لأمــــَّارَةٌ بِالســـُّوءِ إِلا مَا رَحــــِمَ رَبِّي."
اللَّهُمَّ كُنْ لِي نَاصِرًا وَمُجِيرًا وَاجْعَلِ العَقْلَ مِنِّى وَزِيرًا." كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا."
اللَّهُمَّ قَلَّتْ حِيلَتِى وَضَعُفَتْ قُوَّتِى وَكَلَّتْ عَزِيمَتِى
"إِنِّي وَهـــَنَ العَظْــمُ مِنِّي وَاشْتــَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكـــُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقــِيًّا."
وَهاَأنَا أَسْتَمِدُّ الإعَانَةَ مِنْكَ عَلَى دَوَامِ اليَقِينِ فَإِنِّى خَشِيتُ أَنْ يَطْرُقَهُ مَا يُضْعِفُهُ فِيمَا بَقِيَ مِنَ السِّنِينَ.
"رَبِّ إِنـــِّي مسّـني الضــــُّرُّ وَأنْتَ أَرْحـــَمُ الرَّاحِمِيــــنَ."
رَبَّنَا لا تَفْتِنَا وَلا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلقَوْمِ الظَّالِمِينَ اللَّهُمَّ إني اسْتَوْدَعْتُكَ ديني وإيماني وأدخلني بِهِمَا في الصَّالِحِينَ.
"رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَئٍ قَدِيرٌ."
"رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وعلمتني مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أنْتَ وليي في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ توفني مُسْلِمًا وَ ألْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ."
اللَّهُمَّ اجْعل سيِئاتنا سيِئات مَنْ أَحْبَبْتَ وَلا تَجْعَلْ حَسَنَاتِنَا حَسَنَاتِ مَنْ أَبْغَضْتَ اللَّهُمَّ أكْرِمْنَا وَلا تُهِنَّا وَاعْطِنَا وَلا تَحْرِمْنَا وَزِدْنَا وَلا تُنْقِصْنَا وَآثِرْنَا وَلا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا وَاهْدِنَا وَاهْدِ بِنَا وَأرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا.
"وَرِضـــــْوَانٌ مــــِنَ اللهِ أَكْبــــَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيـــــــــــمُ."
اللَّهُمَّ لاتَفْتِنَّا فِى دِينِنَا وَلا فِى دُنْيَانَا وَلا فِى مَمَاتِنَا وَلا في مَحْيَانَا وَلا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ. اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِنِعَمِكَ وَجَنِّبْنَا مِنْ نِقَمِكَ.
"مَنْ يَهـْدِ اللهُ فَهــُوَ المهتـدي وَمَنْ يُضْــلِلْ فَلــَنْ تَجـِدَ لـَهُ وَلِيـًّا مُرْشــِدًا"
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مِنَ العِلْمِ مَافِيهِ كَفَايَةٌ وَمِنَ الفَهْمِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ العَقْلِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الصَّبْرِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الحَزْمِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الحِفْظِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الشَّوْقِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الذَّوْقِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ التَّوْفِيقِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ.
"وَمَا تَوْفِيقِىَ إلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ."
اللَّهُمَّ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا فِى المَحْيَا وَفِى المَمَاتِ. اللَّهُمَّ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا فِى جَمِيعِ الحَالاتِ. اللَّهُمَّ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ شَرِّ المَخْلُوقَاتِ
"فَسَيَكْفِيـكَهُم اللهُ وَهُوَ السَّمِيــعُ العَلِيـــمُ."
"فَاللهُ خَيــْرٌ حِفْظًا وَهُوَ أَرْحــَمُ الرَّاحِمِــينَ".
اللَّهُمَّ أحيينا مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لَنَا وَ أَمِتْنَا مَا كَانَ المَمَاتُ خَيْرًا لَنَا وَجَنِّبْنَا شَرَّ أَنْفُسِنَا
إنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلا مَا رَحِمَ رَبِّى.
اعْتَصَمْتُ بِاللهِ مِنْ مَكَائِدِ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ اعْتَصَمْتُ بِاللهِ مِنْ شَيَاطِينِ الإنْسِ وَالجِنِّ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ سَخَطِ اللهِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ مَكْرِ اللهِ.
اللَّهُمَّ إنِّى أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ. أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ شَرِّ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرونِ.
اللَّهُمَّ إنِّى الْتَجَأتُ إلَى بَابِكَ وَتَوَكَّلْتُ عَلَى كَرَمِكَ وَتحَصَّنْتُ بِأَسْمَائِكَ. بِسْمِ اللهِ قَبْلَ كُلِّ شَئٍ بِسْمِ اللهِ بَعْدَ كُلِّ شَئٍ بِسْمِ اللهِ مَعَ كُلِّ شَئٍ بِسْمِ اللهِ فِى كُلِّ شَئ ٍبِسْمِ اللهِ الذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَئٌ فِى الأرْضِ وَلا فِى السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ.
اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأعْظَمُ وَهُوَ بِســـْمِ اللهِ الرَّحْمــَنِ الرَّحِيـــمِ الذي عَنَتْ لَهُ الوُجُوهُ وَخَشَعَت إلَيْهِ الأصْوَاتُ وَوَجِلَتْ مِن خَشْيَتِهِ القُلُوبُ أنْ تُصَلِّى وَتُسَلِّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأنْ تَقْضِى حَاجَاتِنَا وَتُفَرِّجَ كُرُبَاتِنَا وَتُقِيلَ عَثَرَاتِنَا وَتَغْفِرَ زَلاَّتِنَا وَتُثَبِّتَ أَقْدَامَنَا وَتُبْلِجَ حُجَّتَنَا وَتُؤَيِّدَ أَتْبَاعَنَا وَتُنْزِلَنَا وَإيَّاهُمْ مَنْزِلاً مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ المُنْزِلِينَ.
اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِالْعَيْنِ التَّى لاَ تَنَامُ وَاكْنُفْنَا بِالكَنَفِ الذِّي لاَ يُضَامُ وَأَدْخِلْنَا فِى الحِصْنِ الذِى لاَ يُرَامُ وَاجْعَلْ عَاقِبَةَ أَمْرِنَا دَارَ السَّلاَمِ. اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ لِعُمُومِ المُؤمِنِينَ فَقَدْ ضَاقَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ وَسُدَّتْ دُونَهُمُ الأبْوَابُ وَإلَيْكَ المَرْجِعُ وَالمَآبُ يَا مَنْ يُرْتَجَى لِكَشْفِ الكُرُبَاتِ وَ يَا مَنْ يُقْصَدُ عِنْدَ المُهِمَّاتُ.
"أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ"
"لَقَدْ جَاءَكــُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكـــُمْ عَزِيــزٌ عَلَيْـــهِ مَا عَنِتــُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكــُمْ بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيــمٌ. فَإنْ تَوَلَّــوْا فَقــُلْ حَســْبِيَ اللهُ لاَ إلــَهَ إلاَّ هــُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيـــمِ"
اللَّهُمَّ إنِّى أَسْأَلُكَ بِكُلِّ قَلْبٍ وَلِسَانٍ أنْ تُصَلِّى وَتُسَلِّمَ عَلَى رَسُولِ الرَّحْمَةِ سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَانٍ سَيِّدُنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمِّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ فِى كُلِّ شَأْنٍ وَأَنْتَ كُلَّ يَوْمٍ فِى شَأْنٍ فَالشُّئُونُ مِنْكَ لاَ تُعَدُّ وَالْمَدَدُ مِنْكَ لاَ يَنْفَدْ.
"قُلْ لَوْ كَانَ البحــْرُ مــِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّـي لَنَفــِدَ البَحْرُ قَبْــلَ أَنْ تَنْفَــدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئــْنَا بِمِثْلِـهِ مــِدَدًا"
اللَّهُمَّ اجْعَلْ كَلِمَاتِكَ هَاتِهِ لِلصَّلاةِ عَدَدًا وَرَحْمَتَكَ الوَاسِعَةَ لِلسَّلاَمِ مَدَدًا.
اللَّهُمَّ إِنِّى صَلّيْتُ عَلَى النَّبِيِّ فَاسْتَغْرَقْتُ أَنْوَاعَ العَدَدِ وَاسْتَوْفَيْتُ أَصْنَافَ المَدَدِ فَانْتَبَهْتُ فَوَجَدْتُ عَدَدَكَ لاَ يُعَدُّ وَمَدَدَكَ لاَ يَنْفَدُ. اللَّهُمَّ إنِّى أسْأَلُكَ أنْ تُنْهِيَ العَدَدَ فِى الصَّلاَةِ عَلَيْهِ فِيمَا لاَ يُعَدُّ وَالمَدَدَ فِيمَا لاَ يَنْفَدُ.
اللَّهُمَّ صَلِّى عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ أعطه الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وَعَدْتَّهُ إنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ.
اللَّهُمَّ عَظِّمْ شَأْنَ مُحَمَّدٍ وَبَيِّنْ بُرْهَانَ مُحَمَّدٍ وَبَلِّجْ حُجَّةَ مُحَمَّدٍ وَوَضِّحْ فَضِيلَةَ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ وَأَيِّدْ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ وَسَدِّدْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَانْصُرْ أَتْبَاعَ مُحَمَّدٍ وَقَوِّ أَشْيَاعَ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنَا مَحَبَّةَ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَزْوِاجِهِ وَأًصْهَارِهِ وَذُرَّيَّاتِهِ وَمُحِبِّيهِ وَأُمَّتِهِ إلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ أَجْمَعِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ يَا مَنْ جَعَلْتَ الصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ مَنَ القُرُبَاتِ أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِكُلِّ صَلاَةٍ صُلِّيَتْ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ النَّشْأَةِ إلَى مَا لاَنِهَايَةَ لِلْكَمَالاَتِ.
"سُبْحــَانَ رَبِّكَ رَبِّ العــِزَّةِ عَمــَّا يَصِفــُونَ وَسَــلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمــْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيــنَ"
وَهَاكَ نَصُّ مَا أَمَرَ بِهِ أُسْتَاذُنَا صَاحِبُ المُنَاجَاةِ سَيُّدُنَا الشَّيْخْ العَلاَوِي. قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَسُرُّنِي أَنْ يَقْرَأَهَا المُرِيدُ فِى كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً بِاخْتِلاَءٍ وَإحْضَارِ قَلْبٍ وَصِدْقِ لَهْجَةٍ مَعَ التَّمَعُّنِ فِى مَعَانِيهَا وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَمَرَّةً فِى الأُسْبُوعِ وَالأَفْضَلُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ.
وَفَّقَنَا اللهُ لِلْعَمَلِ بِهَا حَتَّى لاَ يَضِيعَ حَظَّنَا مِمَّا هَدَتْهُ لَنَا يَدُ العِنَايَةِ.
المصدر:
النُّورُ الضَّاوِي، في الحِكَم وَمُنَاجَاة الشيخ العَلاَوِي
للإمَام الأعظمْ المَشهُور بتلقين الإسْم الأعظم
مَولانا أبي العَباس سَيدي احمد بن مُصْطَفى بن عليوَة المسْتغانِمي - متَّعنَا اللهُ بِسرِّه وبَرَكاته آمين
اعتنى بجمعه: عَبد العَزيزْ أعرابْ رَعَاه الله آمِين
* الله ( المُنَـــــــــاجاة ) الله * للإمَام أبي العَباس سَيدي احمـــد بن مُصْطــَفى العــلاوي المسْتغانِمـي
بِســـــــْمِ اللهِ الرَّحْمـــــَنِ الرَّحِيـــــــم
إِلهِي أَسألُكَ بِأَعَزِّ مَنْ نَاجَاكَ وَأَفْضَلِ مَنْ دَعَاكَ أَنْ تُمْطِرَ عَلَى قَلْبِي شَآبِيبَ عَطْفِكَ وَسَحَائِبَ رِضَاكَ وَتُلْقِيَ فِيهِ حَلاَوَةَ ذِكْرِكَ وَتُيقِظَهُ مِنْ غَفَلاتِهِ حَتَّى لا يُشَاهِدَ سِوَاكَ وَتُثَبِّتَهُ عَلَى طَاعَتِكَ وَتُقَوِّيهِ عَلَى تَقْوَاكَ، يَا مَنْ تَحَسَّنَتِ الأشْيَاءُ بِبَهَاءِ جَمَالِكَ الأقْدَسِ وَازْدَهَتْ بِظُهُورِ سَنَاكَ، آتِنَا كِفْلاً مِنْ رَحْمَتِكَ وَارْزُقْنَا نُورًا نَمْشِي بِهِ تَنْجَلِى أمَامَهُ تَكَاثُفُ الظُّلُمَاتِ وَتَتَّضِحُ بِهِ مَنَاهِجُ السَّعَادَةِ وَسُبُلُ الخَيِرَاتِ وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى وَلإخْوَانِنَا المُؤْمِنِينَ وَوَفِّقْنَا فِيمَا هُوَ آتٍ، بِحَقٍّ.
بِســـــــْمِ اللهِ الرَّحْمـــــــَنِ الرَّحِيـــم
"يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِــهِ وَيَجْعـــَلْ لَكـــُمْ نُورًا تَمْشـــُونَ بِهِ وَيَغْفــِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفــُورٌ رَحِيـــــمٌ"
"وللهِ الأسْمَــاءُ الحُسْنَى فادْعُوهُ بِها وذرُوا الذين يُلْحِدُونَ فِي أسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُون"
"وَلا تَكُونُوا كالذِينَ نَسُوا اللهَ فَأنْسَاهُمُ أنْفُسَهُم أولئِكَ هُمُ الفاسقون.. لا يَسْتَوِي أصْحَابُ النَّارِ و أصْحَابُ الجَنَّةِ أصْحَابُ الجنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ.لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ علَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ.هو الله الذي لا إلـه إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمان الرحيـم. هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ.. هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصـــَوِّرُ لــهُ الأسْمــَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيـــمُ."
وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبـــُونَ.. وَفِي ذِكْرِهِ رَاغِبُونَ.
"إنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمُ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ."
تَوَكَّلْتُ عَلَى الحَيِّ الذِي لا يَمُوتُ أبَدًا.
"الحَمــــْدُ للهِ الذِي لــَمْ يَتَّخــــِذْ وَلـــَدًا وَلَمْ يَكــُنْ لـَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكـُنْ لَهُ وَلِـيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبـِّرْهُ تَكْبِيـرًا"
اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالحَمْدُ للهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَ أصِيلاً. سُبْحَانَ الذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.. سُبْحَانَكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ. سُبْحَانَكَ لا يُحْصِي ثَنَاءَكَ عَلَيْكَ إلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَكَ لاَ يُوَحِّدُكَ حَيْثُ كُنْتَ إِلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَكَ لا يُدْرِكُكَ كَيْفَ أَنْتَ إلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَكَ لاَ يَعْرِفُكَ حَيْثُ أَنْتَ إلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَكَ لاَ يَعْلَمُكَ أيْنَ كُنْتَ إِلاَّ أنْتَ. سُبْحَانَ رَبِّنَا رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
"الحَمـــْدُ للهِ الـذِي خَلَقَ السَّمـَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعـَلَ الظُّلُمــَاتِ وَالنــُّورَ ثُـمَّ الذيـنَ كَفـَرُوا بِرَبــِّهِمْ يَعــْدِلــُونَ.. أإلَهٌ مــَعَ اللهِ تَعــَالَى اللهُ عَمــَّا يُشـــْرِكــُونَ"
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَغْلَى مِنْ كَلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَقْرَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ.
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ تَحْتَهُ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
لاَ قَدِيرَ إِلاَّ اللهُ. لاَ مُرِيدَ إِلاَّ اللهُ. لاَ سَمِيعَ إِلاَّ اللهُ. لاَ بَصِيرَ إِلاَّ اللهُ. لاَ عَلِيمَ إِلاَّ اللهُ. لاَ رَحِيمَ إِلاَّ اللهُ. لاَ حَسِيبَ إِلاَّ اللهُ. لاَ رَقِيبَ إِلاَّ اللهُ. لاَ بَاطِنَ إِلاَّ اللهُ. لاَ ظَاهِرَ إِلاَّ اللهُ. لاَ كَائِنَ إِلاَّ اللهُ. لاَ مَوْجُودَ إِلاَّ اللهُ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي الأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي النَّوْمِ وَاليَقَظَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي المَحْيَا وَ المَمَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي الصَّحْوِ وَالسَّكَرَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي العَمْدِ وَالهَفَوَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي جَمِيعِ اللَّحَظَاتِ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ عَلىَ سَائِرِ الحَالاَتِ.
اللَّهُمَّ يَا مَنْ أَلْهَمْتَنَا النُّطْقَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ تَقَبَّلْ مِنَّا الإيمَانَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. اللَّهُمَّ يَا مَنْ عَصَمْتَ دِمَاءَنَا وَ أَمْوَالَنَا بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ اعْصِمْ مِنَّا الإيمَانَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. اللَّهُمَّ يَا مَنْ عَرَّفْتَنَا بِفَضْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. قُلْتَ:
"وَذَا النـُّونِ إذْ ذَهـَبَ مُغَاضـِبًا فَظـَنَّ أَنْ لَنْ نَقـْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلـُمَاتِ أَنْ لاَ إِلـَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَـانــَكَ إنِّي كُنْتُ مـِنَ الظَّالِمِينَ.. فَاسْتَجَبْنـَا لـَهُ وَنَجَّيْنـــَاهُ مـِن الغــَمِّ وَكــَذَلِكَ نُنــْجِي المُؤمِنِين"َ
فَهَا أَنَا نَادَيْتُكَ مِنْ ظُلُمَاتِ النَّفْسِ وَمَا اسْتَوْلَى عَلَيَّ مِنَ الحِسِّ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الجَاهِلِينَ. لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الخَاطِئِينَ. لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الهَالِكِينَ. فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا اسْتَجَبْتَ لِذِي النُّونِ يَا مَنْ أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. وَهَلْ تَرَى أنَّ يُونُسَ أَحْوَجُ إِلَى الرَّحْمَةِ مِنْ غَيْرِهِ لاَ وَاللهُ فَمُصِيبَةُ المُذْنِبِينَ أَشَدُّ مِنْ مُصِيبَتِهِ فَصِرْنَا بِهَذَا أَفْقَرَ الوَرَى وَقَدْ قُلْتَ:" إِنَّمــــَا الصَّدَقـَاتُ لِلْفُقـــــَرَاءِ"
إِلَهِي إِنْ كَانَ العَفْوُ مِنْكَ وَقْفًا عَلَى المُسِيئِينَ فَقَدْ اسْتَوْجَبْنَاهُ. وَ إِنْ كَانَ لِلْمُحِسِنِينَ فَلَمْ يَظْهَرْ مَعْنَاهُ.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ العَفُوُّ وَ العَفْوُ لاَ يَظْهَرُ إِلاَّ مَعَ الجَرَاءَةِ. وَأَنْتَ المُحْسِنُ وَالإِحْسَانُ لاَ يَظْهَرُ إِلاَّ مَعَ الإسَاءَةِ. وَ هَا نَحْنُ قَدْ ظَهَرَ مِنَّا مَا نَحْنُ أَهْلُهُ فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ أَنْ يَظْهَرَ مِنْكَ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ." فَوَرَبِّ السَّمــــَاءِ وَالأَرْضِ إنَّــهُ لَحــَـقٌّ مِثـــــْلَ مَا أنَّكـــــُمْ تَنْطِقــُونَ"
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فِي رَحْمَتِكَ مَا هُوَ ذُخْرٌ لِلمُذْنِبِينَ فَإنَّنَا اسْتَوْدَعْنَاكَ ذَخِيرَتَنَا يَا مَنْ لاَ تَضِيعُ عِنْدَهُ الوَدَائِعُ.
إِلَهِي إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ التَّوْبَةَ وَالتَّوَابِينَ لَمَّا عَلِمْتُ أَنَّكَ تُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَتُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ. وَلَكِنْ خَشِيتُ إِنُ قُلْتُ تُبْتُ إِلَيْكَ نَقَضْتُ تَوْبَتِي كَمَا هُوَ مِنْ طَبْعِي وَعَادَتِي. فَإِنْ كَانَ ذَالِكَ لاَ يَمْنَعُنِي الوُقُوفَ عِنْدَ بَابِكَ وَ الإعْتَمَادَ عَلَى جُودِكَ وَكَرَمِكَ فَهَا أَنَا تُبْتُ إِلَيْكَ إِنْ وَفَّقْتَنِي وَرَجَعْتُ إِلَيْكَ إِنْ رَضِيتَنِي. وَ كَيْفَ لاَ تَقْبَلُنِي وَقَدْ قُلْتَ وَأَنْتَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ:
"إِنَّمــَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ للذِينَ يَعْمَلــُونَ السُّــوءَ بِجَهَالــَةٍ ثُمَّ يَتُــوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئـِكَ يَتــُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ"
فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مِنْ أَفْرَادِهِمْ فَقَدْ صَحَّ اعْتِرَافُنَا إِلَيْكَ بِالعِصْيَانِ فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ الإمْتِنَانُ مِنْكَ بِالغُفْرَانِ. إلَهِي أوَ لَيْسَ قَدْ أَنْزَلْتَ فِي كِتَابِكَ عَلَى مَنْ قَدْ حَازَ الشَّرَفَ: قُلْ للذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهْمْ مَا قَدْ سَلَفَ.. فَرَضِيتَ عَنْهُمْ بِمُجَرَّدِ النُّطْقِ بِكَلِمَةِ الإخْلاَصِ فَإِنْ كَانَ هَذا نَعْتُكَ فَقَدْ تَحَقَّقَ الخَلاَصُ لأنَّنَا آمَنَّا بِهَا إيمَانًا وَكَرَّرْنَاهَا مِرَارًا وِهِيَ عَلَى مَا هِي عَلَيْهِ قَاطِعَةٌ لِلشِّرْكِ مِنْ أَصْلِهِ وَإِنَّنَا وَإِنْ عَصَيْنَاكَ فَمَا كَفَرْنَاكَ وَ إِنْ خَالَفْنَاكَ فَمَا جَحـَدْنَاكَ.
"رَبَّنــــَا آمَنــَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنــــَا الرَّســــُولَ فَاكْتُبْنــــَا مـــَعَ الشَّاهــــِدِينَ"
"رَبَّنـــَا إنَّكَ مَنْ تُدْخــــِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتـــَهُ وَمَا لِلظَّالِمِيـــنَ مِن أَنْصــــَارٍ"
"رَبَّنَــــا إنَّنَا سَمِعْــــنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمــــَانِ أَنْ آمِنــــُوا بِرَبِّكـــــُمْ فَآمَنــَّا رَبَّنَــــا فَاغْفــــِرْ لَنَا ذُنُوبَنَــا وَكَفــــِّرْ عَنـَّا سَيِّئَاتِنــــَا وَتَوَفَّنــــَا مــَعَ الأبـــــْرَار"ِ
إلَهِي إنَّكَ أمَرْتَنَا بِالسُّؤَالِ وَتَكَفَّلْتَ لَنَا بِالنَّوَالِ فهَا نَحْنُ سَألْنَاكَ كَمَا أَمَرْتْنَا فَاسْتَجِبْ لنَا كَمَا وَعَدْتَنَا. أوَ لَيْسَ قَدْ قُلْتَ فِي مُحْكَمِ القُرْآنِ:" أجِيبُ دَعْوَةَ الداعي إذَا دعاني" إلَهِي فَإنْ كَانَتْ إجَابَتُكَ لِلمُطِيعِينَ فَمَنْ ذَا الذِي يُجِيبُ المُسِيئِينَ
" أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاه" إذَا لَمْ يُجِبِ الكُرِيمُ عَبْدَهُ فيَا شَقَاوَةَ المُذِنِبِينَ فَقَدْ ضَاعَ حَظُّهُمْ مِنَ اللهِ لَوْلاَ أَنْ قُلْتَ: "وَلاَ تَيــْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ"
إلَهِي فَقَدْ أَخْرَسَتِ المَعَاصِي لِسَانِي وَأَظْلَمَتِ الغَفَلاتُ جَنَانِي و إلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرِينَ.. وإنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ أنَّ الذُّنُوبَ لَمْ تُبْقِ لِي جَاهًا عِنْدَكَ وَلاَ يَدًا مَعَكَ لِمَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِكَ وَضَيَّعْتُ مِنْ حَقِّكَ فَكَمْ مِنْ تَوْبَةٍ عَقَدُّتُهَا ثُمَّ نَقَضْتُهَا وَكَمْ مِنْ مَعْصِيَةٍ تَجَنَّبْتُهَا ثُمَّ اقْتَرَفْتُهَا فَكَانَ عَفْوُكَ عَلَيَّ بِقَدْرِ جَرَاءَتِي عَلَيْكَ. وَهَا أنَا أسْتَغْفِرُكَ مِمَّا كَانَ مِنَ الذُّنوُبِ وَمَا يَكوُنُ اعْتِمَادًا عَلَى قَوْلِكَ: وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.. اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ مُخَالَفَةٍ وَمَعْصِيَةٍ وَ أَتَبَرَّأُ لَكَ مِنْ سَائِرِ أَفْعَالِي وَأَفْعَالَ الأشْقِيَاءِ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إيَّايَ.. فَيَا سُبْحَانَكَ مَا أَلْطَفَكَ بِي وَمَا أقَلَّ حَيَائِي مِنْكَ وَلَكِنْ فِعْلُكَ مَعِي كَمَا تَرْضَاهُ هُوَ الذِي صَيَّرَ فِعْلِي مَعَكَ كَمَا تَرَاهُ. فَجُودُكَ الغَزِيرُ هُوَ الذِي عَوَّدَنِي التَّقْصِيرُ. فَكَمْ عَصَيْتُكَ فَأَكْرَمْتَنِي. وَكَمْ بَارَزَتُكَ فَأمْهَلْتَنِي وَمَعَ هَذَا كُلَّمَا سَألْتُكَ أعْطَيْتَنِي. فَجُودُكَ المَدِيدُ هُوَ الذِي أنْسَانِي بَطْشَكَ الشَّدِيدُ. إلَهِي لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أمْرِي عُسْرًا
"رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أوْ أخْطَأنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ "
"رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ.".
اللَّهُمَّ إنَّكَ أعْطَيْتَنَا الإيمَانَ قَبْلَ السُّؤَالِ وَهُوَ أعَزُّ شَيْءٍ تَكَرَّمْتَ عَلَيْنَا بِهِ وَ الكَرِيمُ لاَ يَرْجِعُ فِي هِبَتِهِ وَ المَوْصُوفُ لاَ يَتَخَلَّفُ عَنْ وَصْفِهِ. اللَّهُمَّ أنْتَ الشَّاهِدُ عَلَى دِينِي وَإيمَانِي وَأنْتَ الشَّاهِدُ عَلَى إسْلاَمِي وَإحْسَانِي وَأنْتَ الشَّاهِدُ عَلَى قَلْبِي وَلِسَانِي
"رَبَّنَا أتْمِــــمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِــــرْ لَنَا إنَّكَ عَلَى كــُلِّ شـــــَيْءٍ قَدِيــــرٌ"
إلَهِي فَهَلْ فِي العَالَمِينَ مَنْ هُوَ أَحْوَجُ لِلرَّحْمَةِ مِنِّي فَوَحَقِّ ذَاتِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ إنَّ افْتِقَارِي إلَيْكَ بِقَدْرِ غِنَاكَ عَنِّي فَإنِّي مُسْتَوْجِبٌ الرَّحْمَةَ مِنْكَ بِالفَرْضِ.
"كَتـــَبَ رَبُّكـــــــُم عَلَى نَفْســـــــِهِ الرَّحْمــــــَةَ"
فَإنْ كَانَتْ رَحْمَتُكَ لِلمُسِيئِينَ فَقَدْ اسْتَوْجَبْنَاهَا بِإسَاءَتِنَا وَإنْ كَانَتْ لِلمُحْسِنِينَ فَقَدْ فَاتَتْنَا بِشَقَاوَتِنَا وَلَوْلاَ أنْ بَقِيَ رَجَاؤُنَا فِيكَ وَحُسْنُ التَّوَكِّلِ عَلَيْكَ
"وَمَنْ يَتـــَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهــُوَ حَسْبـــــــُهُ"
"وَعَلَى اللهِ فَلْيَتـَوَكـَّلِ المُؤْمِنـُــونَ"
إلَهِي إنِّي اسْتَعْظَمْتُ ذَنْبِي قَبْلَ أنْ نُقْرِنَهُ بِعَفْوِكَ وَلَمَّا انْتَبَهْتُ وَجَدْتُّ الرَّحْمَةَ مِنْكَ سَابِقَةً لِغَضَبِكَ، إلَهِي لَوْ أرَدْتَّ أنْ تُوحِشَنِي مِنْ مَقَامِكَ لَمَا أطْلَعْتَنِي عَلَى كَرَمِكَ وَأيُّ كَرَمٍ أعْظَمُ مِنْ قَوْلِكَ فِي بَعْضِ كَلاَمِكَ:
"مَا غَضِبــْتُ عَلَى أحــَدٍ كَغَضــَبِي عَلـَى مَنْ أذْنَبَ ذَنْبـًا فَاسْتَعْظَمــَهُ فِي جَانِبِ كَرَمــِي"
فَعَلِمْتُ أنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِلمُؤمِنِ أنْ يَسْتَعْظِمَ شَيْئًا هُوَ مُحْتَقَرٌ لَدَيْكَ بِالنَّظَرِ لِكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَهَذا مَعَ الخَشْيَةِ مِنْكَ وَالإنَابَةِ إلَيْكَ وَإلاَّ لَمَا اسْتَطَاعَ المُذْنِبُ الوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيْكَ.
فَيَا لَلْعَجَبِ كَيْفَ يَتَسَنَّى لِيَ أنْ أعْصِيكَ وَأنَا فِي حَضْرَتِكَ أمْ كَيْفَ نُبَارِزُكَ بِمُا أفَضْتَهُ عَلَيَّ مِنْ آلائِكَ أمْ كَيْفَ نَسْألُكَ مِنَ النِّعَمِ مَا رُبَّمَا نَصْرِفُ جُلَّهُ فِي مُخَالَفَتِكَ. فَهَلْ يَحْسُنُ مِنَ العَبْدِ الآبِقِ أنْ يَسْألَ مِنْ مَوْلاَهُ الإعَانَةَ عَلَى الطَّرِيقِ أمْ يَصِحُّ مِنَ العَاصِي أنْ يَسْألَ مِنْ مَوْلاَهُ مَا يَتَقَوَّى بِهِ عَلَى المَعَاصِي فَوَحَقِّكَ مَا تَجَرَّأنَا عَلَى عِصْيَانِكَ ظَنًّا مِنَّا بِعَجْزِكَ وَلَكِنْ جُودُكَ المُدِيدُ هُوَ الذِي أنْسَانَا بَطْشَكَ الشَّدِيدَ فَحِلْمُ السَّيِّدِ هُوَ الذِي يَقْضِي بِإسَاءَةِ العَبِيدِ.
إلَهِي فَإنْ كَانَ الحِلْمُ مِنْ أخَصِّ أوصَافِكَ أزَلاً وَفِي الآبَادِ فَهَلْ يَصِحُّ تَخَلُّفُهُ مِنْكَ فِي المَعَادِ. إلَهِي لَمَا أطْلَعْتَنِي عَلَى أنَّ الكُلَّ بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ عَلَّمْتَنِي أَنْ نَشْتَكِي مِنْكَ إِلَيْكَ إِذْ لامَلْجَأَ مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ وَإِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى مَا فِي قَلْبِي وَأَنْتَ خَيْرُ الشَّاهِدِينَ. إِنَّ الظَّنَّ فِيكَ جَمِيلٌ وَأَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَإِنْ مَعَ تَفْرِيطِي فِي جَنْبِكَ وَتَقْصِيرِي فِي حِقِّكَ. إِلَهِي لَوْلا إسَاءَتِي لَمْ يَظْهَرْ مِنْكَ الإحْسَانُ وَ لَوْلا مَعْصِيَتِي لَمْ يَظْهَرْ مِنْكَ الغُفْرَانُ. فَالْمُخَالَفَةُ مِنِّي هِيَ التِّي أَظْهَرَتْ مَا أَبْطَنَتْهُ المُوَافَقَةُ مِنْ غَيْرِي. إلَهِي إِنَّكَ كَلَّفْتَنِي إِصْلاحَ قَلْبٍ مِنِّي وَأَنْ أَجْمَعَهُ عَلَيْكَ وَكَيْفَ تُكَلِّفُنِي إصْلاحَ شَئٍ هُوَ بِيَدِكَ. فَوَحَقِّكَ لَوْ مَلَكْتُهُ سَاعَةً لَرَدَدْتُّهُ إلَيْكَ وَلَوْ صَرَّفْتَنِي فِيهِ لَحْظَةً لَجَمَعْتُهُ عَلَيْكَ فَهَا هُوَ تَحَقَّقَ مِنِّي التَّقْصِيرُ وَأَنْتَ عَلَى جَمْعِهِ إذَا تَشَاءُ قَدِيرٌ. إلَهِي إنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ جَرَاءَتِي عَلَيْكَ وَتَقْصِيرِي فِي حَقِّكَ كَمَا أَنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ أَنَّ الجَرَاءَةَ مَنِّي لَمْ تَبْلُغْ إلَى حَدِّ الإشْرَاكِ بِكَ وَلا إلَى الافتراء عَلَيْكَ وإنْ فَاتَتْنِي الطَّاعَةُ لَمْ يَفُتْنِي الإيمَانُ بِكَ وَلا الافتقار إلَيْكَ.
"رَبِّ إني لِمــَا أَنْزَلــــْتَ إلَيَّ مِنْ خَيـــــْرٍ فَقِيــــــرٌ".
وَأَنْتَ بِالإجَابَةِ جَدِيرٌ كَمَا أَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَئٍ قَدِيرٌ. إلَهِي فَإنْ خِفْتُكَ فَمِنْ حَقِّي لأنَّكَ مُقْتَدِرٌ عَظِيمٌ وَإنْ رَجَوْتُكَ فَمِنْ صِدْقِي لأنَّكَ حَلِيمٌ كَرِيمٌ. إلَهِي فَأيُّ خَيْرٍ فَاتَنِي إنْ كُنْتُ بِكَ عَارِفًا وَأَيُّ فَضْلٍ أَعْوَزَنِي إنْ صِرْتُ مِنْكَ خَائِفًا. فَيَا لَلْعَجَبِ أَمَعَ الخَوْفِ العِصْيَانِ وَمَعَ المَعْصِيَةِ الغُفْرَانُ فَهَذَا هُوَ حَدُّ الفَضْلِ وَمُنْتَهَى الإمْتِنَانْ. إلَهِي فَبِحَقِّ عِزِّكَ إلا مَا تَعَطَّفْتَ عَنْ ذُلِّي وَبَحَقِّ عِلْمِكَ إلا مَا صَفَحْتَ عَنْ جَهْلِي أَوَ لَيْسَ ذَكَرْتَ مِنْ نَعْتِ العُلَمَاءِ:
"وَ إذَا خَاطَبــــَهُم الجَاهِلُــــونَ قَالــُوا ســــَلامًا."
وَقَدْ سَمِعْتَ مِنِّي الخِطَابَ فَأَسْمِعْنِي مِنْكَ الجَوَابَ. إلَهِي إنْ نَظَرْتَ إلَى فِعْلِي مَقَتَّنِي وَإنْ نَظَرْتَ إلَى وَصْفِى عَذَرْتَنِي فَالفِعْلُ عَنِّي مُنْقَطِعٌ وَالوَصْفُ مِنِّي مُتَّبَعٌ فَهَلْ تُعَامِلْنِي بِالعَرَضِ الزَّائِلِ أَمْ بِالوَصْفِ الحَاصِلِ فَحَسْبُكَ مِنَ العَاصِي مَا يُكَابِدُهُ مِنْ ذُلِّ المَعَاصِي. إلَهِي عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِأَعَزِّ الوَسَائِطِ إليْكَ وَبِحَقِّكَ عَلَيْكَ إلاَّ مَا صَفَحْتَ عَنْ جَهَلِي وَلا تَزِدْنِي ذُلاًّ عَلَى ذُلِّي.
"أَشْكُـــو بثـي وَحُزْنِــــي إلَى اللهِ.."
"أَشْكـــــُو ضَعْفــــِي وَ غُبْنـــــِي إلَى اللهِ".
"وَأُفَـوِّضُ أَمــْرِي إلَـى اللهِ إنَّ اللهَ بَصِيـــــرٌ بِالعِبــــــَاد"ِ.
إلَهي فَهَلْ يَلِيقُ بِكَ أنْ تُقَبِّحَ وَجْهًا كَانَ لَكَ ساجِدًا أمْ تُعَذِّبَ بَدَنًا كَانَ لَكَ عَابِدًا أمْ تَحْرِقَ لِسَانًا كانَ لَكَ ذَاكِرًا أَمْ تَطْمِسَ بَصَرًا كانَ لَكَ ناظِرًا أمْ تُؤْلِمَ قَلْبًا كانَ بِكَ عارِفًا أمْ تَطْرُدَ عَبِدًا كانَ مِنْكَ خائِفًا. فَإنْ كانَ ذلِكَ ما يَقْتَضِيهِ العَدْلُ فَقَدْ يُنَازِعُهُ الفَضْلُ وَالوَاقِعُ مِنْكَ وَ الأنْسَبُ أنَّ الرَّحْمَةَ سَابِقَةٌ لِلغَضَبِ.
إلَهِي وِتِلْكَ الرَّحْمَةُ لا تَشْمَلُنِي وَالحَالَةُ أَنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَئٍ وَحَتَّى لَوْ قُلْنَا أنَّكَ كَتَبْتَهَا لِلمُتَّقِينَ فَهَلْ لا يَكُونُ مِنْهَا حَظٌّ لِلمُؤْمِنِينَ الذِّينَ أنَا مِنْ أفْرَادِهِمْ.
إلَهِي إنَّكَ أتْحَفْتَنِي بِالإيمَانِ وَامْتَحَنَتَنِي بِالعِصْيَانِ فَهَلْ تُعَامِلْنِي بِمَا امْتَحَنْتَنِي أمْ تُجَازِينِي بِمَا امْتَحَنْتَنِي فَكُلُّ ذَلِكَ سَائِغٌ مَعْقُولٌ وَمِنْكَ لَذِيذٌ مَقْبُولٌ إنْ كانَ لا يَطْرُدْنَا مِنْ بَابِكَ وَ لا يَمْنَعْنَا مِنْ خِطِابِكَ.
إلَهِي إنَّكَ أَوْجَبْتَ عَلَيْنَا إغَاثَةَ المَلْهُوفِ وَأَنْتَ أَوْلَى بِالإغَاثَةِ مِنَّا
"إنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لــــَرَؤُفٌ رَحِيــــــمٌ".
فَأَدْرِكْنَا بِنُصْرتِكَ فَإِنَّ الذُّنُوبَ كَادَتْ تَقْطَعُنَا عَنْ بَابِكَ وَتَمْنَعُنَا التَّعَرُّضَ لِنَفَحَاتِكَ فَيَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلُ هَذَا وَكُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا.
إلَهِي إنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ أَنَّ مَقَامِي لَمْ يَبْلُغْ عِنْدَكَ جَاهًا نَرْتَضِيهِ وَلا قَدَّمْتُ مِنْ أَعْمَالِي فِعْلا نَرْتَضِيهِ إِلا مُجَرُّدَ التَّوْحِيدِ فَإنِّي شَاهِدٌ عَلَى وحدانيتك وَأَنْتَ خَيْرُ الشَّاهِدِينَ. إلَهِي تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. إلَهِي كَيْفَ أَتَشَفَّعُ إلَيْكَ بِشَهَادَتِي وَأَنْتَ الذِّي اسْتَشْهَدْتَنِي أَمْ كَيْفَ أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِعِبَادَتِي وَأَنْتَ الذِّي اسْتَعْبَدْتَنِي أمْ كَيْفَ أَتَوَسَّلُ لَكَ بِذِكْرِي وَأَنْتَ بِهِ أَكَرْمَتَنِي. كَفَانِي مِنَ الجَزَاءِ أَنْ صَيَّرْتَنِي لأعْمَلَ أَهْلا قَبِلْتَهُ مِنَّي أمْ لَمْ تَقْبَلْ فَأَنَا عَبْدُكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَاسْتَطَعْتُ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضُرًّا إلا مَا شَاءَ اللهُ.
إلَهِي إنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ مَيْلِ قُلُوبِنَا إلَيْكَ وَحُنُوِّهَا عَلَيْكَ وَإنْ لَمْ تَجْتَمِعْ بِكَ فَأَنْتَ عَلَى جَمْعِهَا إذَا تَشَاءُ قَدِيرٌ. فَاجْمَعْهَا اللَّهُمَّ عَلَيْكَ يَا جَامِعَ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ. إلَهِي وَ إنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ مِنَّا شَنِيعَةً فَإنَّنَا مَا نَوَيْنَا بِهَا القَطِيعَةَ فَاجْعَلْهَا مِنَّا اللَّهُمَّ هَفَوَاتٍ فَقَدْ جَاءَ عَنْ نَبِيِّكَ: إنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّات.
إلَهِي إنَّكَ أَمَرْتَنَا بِالعَفْوِ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وَإنَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَأَنْتَ أَوْلَى بِالعَفْوِ مِنَّا
"وَ إنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمَْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ."
إلَهِي إنْ كَانَتِ أَفْعَالِي الحِسَانُ لا تَأثِيرَ لَهَا فِي الإتِّصَالِ فَكَيْفَ يَكُونُ مَا سَاءَ مِنْهَا سَبَبًا فِي الإنْفِصَالِ. إلَهِي مَا عَبَدَكَ العَابِدُونَ مَهْمَا عَبَدُوا وَ لاعَرَفَكَ العَارِفُونَ مَهْمَا عَرَفُوا وَلا وَحَّدَكَ المُوَحِّدُونَ مَهْمَا وَحَّدُوا وَلا وَصَفَكَ الوَاصِفُونَ مَهْمَا وَصَفُوا وَكَيْفَ يُدْرِكُ المَوْجُودُ كُنْهَ مَنْ أَوْجَدَهُ أَمُ كَيْفَ يُوَفِّي العَابِدُ حَقَّ مَنْ اسْتَعْبَدَهُ فَسُبْحَانَ مَنْ حَكَمَ الغَيْبَ عَلَى الشَّهَادَةِ فَالظَّاهِرُ غَيْبٌ وَالغَيْبُ شَهَادَةٌ. إلَهِي إنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالتَّوْحِيدِ وَ أَنْ أكُونَ عَلَى ذَلِكَ شَهِيدٌ وَكَيْفَ يُوَحِّدُكَ مَنْ لا وُجُودَ لَهُ مَعَ التَّوْحِيدِ أمْ كَيْفَ يُوَحِّدُكَ وَأنْتَ عَلَى كُلِّ شَئٍ شَهِيدٌ. إلَهِي كَيْفَ نُوَحِّدُكَ وَالتَّوْحِيدُ هُوَ الذِي أَسْقَطَنِي أمْ كَيْفَ لا نُوَحِّدُكَ وَالتَّوْحِيدُ هُوَ الَّذِي اثْبَتَنِي. أمْ كَيْفَ نَعْرِفُكَ وَأنْتَ البَاطِنُ الذِي لا تَتَكَيَّفُ أمْ كَيْفَ لا نَعْرِفُكَ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فِي كُلِّ شَئٍ تَتَعَرَّفُ أمْ كَيْفَ نَجِدُكَ وَالوِجْدَانُ مِنْكَ بَعِيدٌ أمْ كَيْفَ لا نَجِدُكَ وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَيْنَا مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ. إلَهِي كَيْفَ تَخْفَى وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ أمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَأَنْتَ الحَاضِرُ أمْ كَيْفَ تُعْصَى وَ أَنْتَ القَاهِرُ. سُبْحَانَكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ مِنْ ثَنَائِي عَلَيْكَ أَنْ حَيَّرْتَنِي فِيكَ.
اللَّهُمَّ زِدْنِي فِيكَ تَحَيُّرًا وَاجْعَلْ حَظَّنَا مِنْكَ حَظًّا مَوْفُورًا وَاغْنِنَا بِكَ عَنِ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ إنْ كَانَ فِي أَحْبَابِكَ مَنْ أَغْنَيْتَهُ عَنِ السُّؤَالِ مِنْكَ فَإِنِّي لا أَسْأَلُكَ الغِنَى بِكَ عِنْكَ إنَّمَا أسْألُكَ الغِنَى بِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ. اللَّهُمَّ إنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ أنِّي لا أحِبُّ السُّؤَالَ مِنَ الخَلْقِ وَ لا أُحِبُّ مَنْ يَسْألُهُمْ وَلَكِنَّ الحَوَائِجَ أمْلَتْنَا إلَيْهِمْ فَاجْعَلْ اللَّهُمَّ حَوَائِجَنَا كُلَّهَا إلَيْكَ وَاجْمَعْ هَمَّنَا عَلَيْكَ حَتَّى لا يَكُونَ رَجَاؤُنَا إلا إليْكَ وَلا يَقَعُ نَظَرُنَا إلا عَلَيْكَ. اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَعَلَيْكَ اعْتَمَدْتُ. اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبَدْكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ إِنِّى عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ. اللَّهُمَّ افْعَلْ بِنَا مَا أنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِنَا مَا نَحْنُ أهْلُهُ. اللَّهُمَّ اعْصِمْ مِنَّا البَصَرَ وَالبَصِيرَةَ وَطَهِّرْ مِنَّا الفُؤَادَ وَالسَّرِيرَةَ وَقِنَا اللَّهُمَّ شَرَّ أنْفُسِنَا وَلا تُؤَاخِذْنَا بِذُنُوبِنَا.
"وَلَوْ يُؤَاخـِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمـِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ.".
"وَإنَّ رَبَّكَ لـَذُو مَغْفــِرَةٍ للنَّاسِ عَلَى ظُلْمـــِهِمْ.".
"رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَّنَ مِنَ الخَاسِرِينَ"..
اللَّهُمَّ إنْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مِحْنَةً فَلا تَجْعَلْهَا فِي دِينِنَا وَإنْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مُصِيبَةً فَلا تَجْعَلْهَا فِي قُلُوبِنَا وَ إنْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا فِتْنَةً فَلا تَجْعَلْهَا فِي آخِرَتَنَا وَإنْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مَعْصِيَةً فَلا تَجْعَلْهَا عَاقِبَةَ أمْرِنَا.
اللَّهُمَّ إنِّى لا أَسْأَلُكَ دَفْعَ مَا تُرِيدُ وَ لَكِنِّى أسْأَلُكَ التَّأْيِيدَ فِيمَا تُرِيدُ. اللَّهُمَّ إنِّى أَسْأَلُكَ أنْ تُسْلِمَنَا لِلقَدَرِ وَأنْ تُسْلِمَ القَدَرَ إِلَيْنَا حَتَّى لا نَتَعَجَّلَ مَا أَجَّلْتَ وَلا نَتَأَجَّلَ مَا عَجَّلْتَ.
"إنَّ اللهَ يَفْعــــَلُ مَا يُرِيــــدُ".
اللَّهُمَّ لا تُلْهِمْنَا مَالا يَنْفَعُنَا وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لا يَرْحَمُنَا وَلا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا
"وَمَا أُبــَرِّئُ نَفْســـِي إِنَّ النَّفـْسَ لأمــــَّارَةٌ بِالســـُّوءِ إِلا مَا رَحــــِمَ رَبِّي."
اللَّهُمَّ كُنْ لِي نَاصِرًا وَمُجِيرًا وَاجْعَلِ العَقْلَ مِنِّى وَزِيرًا." كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا."
اللَّهُمَّ قَلَّتْ حِيلَتِى وَضَعُفَتْ قُوَّتِى وَكَلَّتْ عَزِيمَتِى
"إِنِّي وَهـــَنَ العَظْــمُ مِنِّي وَاشْتــَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكـــُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقــِيًّا."
وَهاَأنَا أَسْتَمِدُّ الإعَانَةَ مِنْكَ عَلَى دَوَامِ اليَقِينِ فَإِنِّى خَشِيتُ أَنْ يَطْرُقَهُ مَا يُضْعِفُهُ فِيمَا بَقِيَ مِنَ السِّنِينَ.
"رَبِّ إِنـــِّي مسّـني الضــــُّرُّ وَأنْتَ أَرْحـــَمُ الرَّاحِمِيــــنَ."
رَبَّنَا لا تَفْتِنَا وَلا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلقَوْمِ الظَّالِمِينَ اللَّهُمَّ إني اسْتَوْدَعْتُكَ ديني وإيماني وأدخلني بِهِمَا في الصَّالِحِينَ.
"رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَئٍ قَدِيرٌ."
"رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وعلمتني مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أنْتَ وليي في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ توفني مُسْلِمًا وَ ألْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ."
اللَّهُمَّ اجْعل سيِئاتنا سيِئات مَنْ أَحْبَبْتَ وَلا تَجْعَلْ حَسَنَاتِنَا حَسَنَاتِ مَنْ أَبْغَضْتَ اللَّهُمَّ أكْرِمْنَا وَلا تُهِنَّا وَاعْطِنَا وَلا تَحْرِمْنَا وَزِدْنَا وَلا تُنْقِصْنَا وَآثِرْنَا وَلا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا وَاهْدِنَا وَاهْدِ بِنَا وَأرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا.
"وَرِضـــــْوَانٌ مــــِنَ اللهِ أَكْبــــَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيـــــــــــمُ."
اللَّهُمَّ لاتَفْتِنَّا فِى دِينِنَا وَلا فِى دُنْيَانَا وَلا فِى مَمَاتِنَا وَلا في مَحْيَانَا وَلا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ. اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِنِعَمِكَ وَجَنِّبْنَا مِنْ نِقَمِكَ.
"مَنْ يَهـْدِ اللهُ فَهــُوَ المهتـدي وَمَنْ يُضْــلِلْ فَلــَنْ تَجـِدَ لـَهُ وَلِيـًّا مُرْشــِدًا"
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مِنَ العِلْمِ مَافِيهِ كَفَايَةٌ وَمِنَ الفَهْمِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ العَقْلِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الصَّبْرِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الحَزْمِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الحِفْظِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الشَّوْقِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ الذَّوْقِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ وَمِنَ التَّوْفِيقِ مَافِيهِ كِفَايَةٌ.
"وَمَا تَوْفِيقِىَ إلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ."
اللَّهُمَّ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا فِى المَحْيَا وَفِى المَمَاتِ. اللَّهُمَّ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا فِى جَمِيعِ الحَالاتِ. اللَّهُمَّ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ شَرِّ المَخْلُوقَاتِ
"فَسَيَكْفِيـكَهُم اللهُ وَهُوَ السَّمِيــعُ العَلِيـــمُ."
"فَاللهُ خَيــْرٌ حِفْظًا وَهُوَ أَرْحــَمُ الرَّاحِمِــينَ".
اللَّهُمَّ أحيينا مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لَنَا وَ أَمِتْنَا مَا كَانَ المَمَاتُ خَيْرًا لَنَا وَجَنِّبْنَا شَرَّ أَنْفُسِنَا
إنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلا مَا رَحِمَ رَبِّى.
اعْتَصَمْتُ بِاللهِ مِنْ مَكَائِدِ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ اعْتَصَمْتُ بِاللهِ مِنْ شَيَاطِينِ الإنْسِ وَالجِنِّ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ سَخَطِ اللهِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ مَكْرِ اللهِ.
اللَّهُمَّ إنِّى أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ. أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ شَرِّ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرونِ.
اللَّهُمَّ إنِّى الْتَجَأتُ إلَى بَابِكَ وَتَوَكَّلْتُ عَلَى كَرَمِكَ وَتحَصَّنْتُ بِأَسْمَائِكَ. بِسْمِ اللهِ قَبْلَ كُلِّ شَئٍ بِسْمِ اللهِ بَعْدَ كُلِّ شَئٍ بِسْمِ اللهِ مَعَ كُلِّ شَئٍ بِسْمِ اللهِ فِى كُلِّ شَئ ٍبِسْمِ اللهِ الذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَئٌ فِى الأرْضِ وَلا فِى السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ.
اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأعْظَمُ وَهُوَ بِســـْمِ اللهِ الرَّحْمــَنِ الرَّحِيـــمِ الذي عَنَتْ لَهُ الوُجُوهُ وَخَشَعَت إلَيْهِ الأصْوَاتُ وَوَجِلَتْ مِن خَشْيَتِهِ القُلُوبُ أنْ تُصَلِّى وَتُسَلِّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأنْ تَقْضِى حَاجَاتِنَا وَتُفَرِّجَ كُرُبَاتِنَا وَتُقِيلَ عَثَرَاتِنَا وَتَغْفِرَ زَلاَّتِنَا وَتُثَبِّتَ أَقْدَامَنَا وَتُبْلِجَ حُجَّتَنَا وَتُؤَيِّدَ أَتْبَاعَنَا وَتُنْزِلَنَا وَإيَّاهُمْ مَنْزِلاً مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ المُنْزِلِينَ.
اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِالْعَيْنِ التَّى لاَ تَنَامُ وَاكْنُفْنَا بِالكَنَفِ الذِّي لاَ يُضَامُ وَأَدْخِلْنَا فِى الحِصْنِ الذِى لاَ يُرَامُ وَاجْعَلْ عَاقِبَةَ أَمْرِنَا دَارَ السَّلاَمِ. اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ لِعُمُومِ المُؤمِنِينَ فَقَدْ ضَاقَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ وَسُدَّتْ دُونَهُمُ الأبْوَابُ وَإلَيْكَ المَرْجِعُ وَالمَآبُ يَا مَنْ يُرْتَجَى لِكَشْفِ الكُرُبَاتِ وَ يَا مَنْ يُقْصَدُ عِنْدَ المُهِمَّاتُ.
"أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ"
"لَقَدْ جَاءَكــُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكـــُمْ عَزِيــزٌ عَلَيْـــهِ مَا عَنِتــُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكــُمْ بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيــمٌ. فَإنْ تَوَلَّــوْا فَقــُلْ حَســْبِيَ اللهُ لاَ إلــَهَ إلاَّ هــُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيـــمِ"
اللَّهُمَّ إنِّى أَسْأَلُكَ بِكُلِّ قَلْبٍ وَلِسَانٍ أنْ تُصَلِّى وَتُسَلِّمَ عَلَى رَسُولِ الرَّحْمَةِ سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَانٍ سَيِّدُنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمِّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ فِى كُلِّ شَأْنٍ وَأَنْتَ كُلَّ يَوْمٍ فِى شَأْنٍ فَالشُّئُونُ مِنْكَ لاَ تُعَدُّ وَالْمَدَدُ مِنْكَ لاَ يَنْفَدْ.
"قُلْ لَوْ كَانَ البحــْرُ مــِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّـي لَنَفــِدَ البَحْرُ قَبْــلَ أَنْ تَنْفَــدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئــْنَا بِمِثْلِـهِ مــِدَدًا"
اللَّهُمَّ اجْعَلْ كَلِمَاتِكَ هَاتِهِ لِلصَّلاةِ عَدَدًا وَرَحْمَتَكَ الوَاسِعَةَ لِلسَّلاَمِ مَدَدًا.
اللَّهُمَّ إِنِّى صَلّيْتُ عَلَى النَّبِيِّ فَاسْتَغْرَقْتُ أَنْوَاعَ العَدَدِ وَاسْتَوْفَيْتُ أَصْنَافَ المَدَدِ فَانْتَبَهْتُ فَوَجَدْتُ عَدَدَكَ لاَ يُعَدُّ وَمَدَدَكَ لاَ يَنْفَدُ. اللَّهُمَّ إنِّى أسْأَلُكَ أنْ تُنْهِيَ العَدَدَ فِى الصَّلاَةِ عَلَيْهِ فِيمَا لاَ يُعَدُّ وَالمَدَدَ فِيمَا لاَ يَنْفَدُ.
اللَّهُمَّ صَلِّى عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ أعطه الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وَعَدْتَّهُ إنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ.
اللَّهُمَّ عَظِّمْ شَأْنَ مُحَمَّدٍ وَبَيِّنْ بُرْهَانَ مُحَمَّدٍ وَبَلِّجْ حُجَّةَ مُحَمَّدٍ وَوَضِّحْ فَضِيلَةَ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ وَأَيِّدْ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ وَسَدِّدْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَانْصُرْ أَتْبَاعَ مُحَمَّدٍ وَقَوِّ أَشْيَاعَ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنَا مَحَبَّةَ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَزْوِاجِهِ وَأًصْهَارِهِ وَذُرَّيَّاتِهِ وَمُحِبِّيهِ وَأُمَّتِهِ إلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ أَجْمَعِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ يَا مَنْ جَعَلْتَ الصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ مَنَ القُرُبَاتِ أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِكُلِّ صَلاَةٍ صُلِّيَتْ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ النَّشْأَةِ إلَى مَا لاَنِهَايَةَ لِلْكَمَالاَتِ.
"سُبْحــَانَ رَبِّكَ رَبِّ العــِزَّةِ عَمــَّا يَصِفــُونَ وَسَــلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمــْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيــنَ"
وَهَاكَ نَصُّ مَا أَمَرَ بِهِ أُسْتَاذُنَا صَاحِبُ المُنَاجَاةِ سَيُّدُنَا الشَّيْخْ العَلاَوِي. قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَسُرُّنِي أَنْ يَقْرَأَهَا المُرِيدُ فِى كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً بِاخْتِلاَءٍ وَإحْضَارِ قَلْبٍ وَصِدْقِ لَهْجَةٍ مَعَ التَّمَعُّنِ فِى مَعَانِيهَا وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَمَرَّةً فِى الأُسْبُوعِ وَالأَفْضَلُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ.
وَفَّقَنَا اللهُ لِلْعَمَلِ بِهَا حَتَّى لاَ يَضِيعَ حَظَّنَا مِمَّا هَدَتْهُ لَنَا يَدُ العِنَايَةِ.
المصدر:
النُّورُ الضَّاوِي، في الحِكَم وَمُنَاجَاة الشيخ العَلاَوِي
للإمَام الأعظمْ المَشهُور بتلقين الإسْم الأعظم
مَولانا أبي العَباس سَيدي احمد بن مُصْطَفى بن عليوَة المسْتغانِمي - متَّعنَا اللهُ بِسرِّه وبَرَكاته آمين
اعتنى بجمعه: عَبد العَزيزْ أعرابْ رَعَاه الله آمِين
Published on June 10, 2013 01:53
May 31, 2013
خبر عن ندوة بجامعة أمريكية عن الاعتقاد الديني والعلوم الاجتماعية والتطبيقية.
آخر أجل لإرسال الملخصات: 15 يوليوزUtah Valley University Religious Faith and Social and Applied Sciences Conference Oct. 10-12, 2013, in Orem, Utah, USA Please note that due to some demand the abstract submission deadline was extended to July 15. The Woodbury School of Business at Utah Valley University is pleased to host a conference on Religious Faith and Social and Applied Sciences, Oct. 10-12, 2013.
The conference will bring together scholars and researchers who have done work on the impact of religious faith on all areas of social and applied sciences, including economic behavior, health, education, welfare, criminal justice, business policy, environmental behavior, foreign policy, regulation and decision making (including collective decision making), and global policy. The conference also welcomes papers on the impact of any of these fields on religious faith.
Researchers are invited to submit a 300-word abstract by July 15, 2013. The abstract should include the title of your paper, your full name, current position, institutional affiliation, email address and at least three keywords that best describe the subject of your submission.
All abstracts submitted to the conference will be blind reviewed. Papers accepted to the conference will be considered for publication in a special issue of The Journal of Business Inquiry, subject to the reviewers' report, editorial comments and conference feedback. The journal is JEL classified and is an open access, double-blind peer-reviewed journal that provides a forum for scholarly research in economics and finance that is clearly applicable to business and related public policy issues. The journal is published by the Woodbury School of Business at UVU.
Important deadlinesAbstract: July 15, 2013 (Decisions about acceptance will be made as soon as possible but at the latest by July 31, 2013)
Full paper submission: Oct. 1, 2013
Registration (with or without a paper presentation): Oct. 1, 2013
Registration fee before Sept. 10, 2013: US$150 (US$70 for full-time students)
Registration fee after Sept. 10, 2013: US$200 (US$120 for full-time students)
The registration fee covers access to all sessions of the conference, conference materials, two lunches, a reception dinner and refreshments during breaks. Special arrangements will be made with a local hotel for a limited number of rooms at a reduced rate.
Cancellation policyCancellations made 15 days before the event will receive a 75 percent refund of the registration fees. Cancellations made less than 15 days before the event are not eligible for a refund.
For more information, please contact the conference office at relsciconf@uvu.edu. http://www.uvu.edu/religiousstudies/religionandappliedscience/
The conference will bring together scholars and researchers who have done work on the impact of religious faith on all areas of social and applied sciences, including economic behavior, health, education, welfare, criminal justice, business policy, environmental behavior, foreign policy, regulation and decision making (including collective decision making), and global policy. The conference also welcomes papers on the impact of any of these fields on religious faith.
Researchers are invited to submit a 300-word abstract by July 15, 2013. The abstract should include the title of your paper, your full name, current position, institutional affiliation, email address and at least three keywords that best describe the subject of your submission.
All abstracts submitted to the conference will be blind reviewed. Papers accepted to the conference will be considered for publication in a special issue of The Journal of Business Inquiry, subject to the reviewers' report, editorial comments and conference feedback. The journal is JEL classified and is an open access, double-blind peer-reviewed journal that provides a forum for scholarly research in economics and finance that is clearly applicable to business and related public policy issues. The journal is published by the Woodbury School of Business at UVU.
Important deadlinesAbstract: July 15, 2013 (Decisions about acceptance will be made as soon as possible but at the latest by July 31, 2013)
Full paper submission: Oct. 1, 2013
Registration (with or without a paper presentation): Oct. 1, 2013
Registration fee before Sept. 10, 2013: US$150 (US$70 for full-time students)
Registration fee after Sept. 10, 2013: US$200 (US$120 for full-time students)
The registration fee covers access to all sessions of the conference, conference materials, two lunches, a reception dinner and refreshments during breaks. Special arrangements will be made with a local hotel for a limited number of rooms at a reduced rate.
Cancellation policyCancellations made 15 days before the event will receive a 75 percent refund of the registration fees. Cancellations made less than 15 days before the event are not eligible for a refund.
For more information, please contact the conference office at relsciconf@uvu.edu. http://www.uvu.edu/religiousstudies/religionandappliedscience/
Published on May 31, 2013 14:15
May 27, 2013
الباطنيـة في القرن الحادي والعشريـن: سلسة: آفاق جديدة في البحوث الإسلامية (3).
سلسة: آفاق جديدة في البحوث الإسلامية (3).
الباطنيـة في القرن الحادي والعشريـن (2): إلياس بلكا
الباطنية مذهبية قائمة. ويخطئ من يظن أنها من الماضي الذي لا يعود… بل هي من الماضي الذي لم يعد، لأنه ما انقطع يوما حتى يعود، فقد كان ولايزال، وسيستمر في المستقبل المتوسط على الأقل. وقد تعرفنا على بعض هذه الظاهرة في الماضي، وكان ذلك تمهيدا للتعرف على بعض ملامحها اليوم. في العالم الإسـلامي:
ما زالت الباطنية وتعاليمها حية في بعض ديار المسلمين، وذلك بطريقين :
الأول : التشيع، تقريبا بكل فروعه، لكن الفرقة الشيعية الباطنية بامتياز، والتي عرفت بتاريخنا الإسلامي باسم الباطنية، هي الإسماعيلية ، أتباع إسماعيل بن جعفر الصادق. وذلك أن جعفرا- رحمه الله تعالى –ترك أولادا، كان إسماعيل أكبرهم، وكان الشيعة يحسبون أنه هو الإمام بعد وفاة أبيه، لكن الذي حدث أن إسماعيل توفي في حياة جعفر، ولذلك انقسم الشيعة إلى طائفتين رئيسيتين: الإسماعيلية ، وقالوا لا أثر لموت إسماعيل باكرا ما دام قد خلف ذرية؛ والإمامية، وهم الذين أبوا ذلك وساقوا الإمامة بعد جعفر إلى ابنه موسى الكاظـم.
وقد كانت الإسماعيلية فرقة شديدة الميل إلى الأفكار الباطنية، وعلى المستوى السياسي كان أبرز إنجازاتها هو تأسيسها لما عرف بالدولة العبيدية بمصر.
أما اليوم فيعدون أكثر قليلا من عشرة ملايين نسمة، يتوزعون على الهند- خصوصا بنيودلهي-، والباكستان، وأفغانستان… وبريطانيا وأمريكا. وإمامهم هو كريم آغاخـان.
الثـاني : التصوف: أو بكلمة أدق بعض اتجاهات التصوف، خصوصا ذلك الذي اتخذ لنفسه منحى فلسفيا وإشراقيـا.
وقد عقد عبد القاهر البغدادي فصلا طويلا في طوائف الباطنية في التاريخ الإسلامي، وذلك في كـتابه : الفرق بين الفرق.
في أوربا:
باراسيلس وإيمانويل سويدنبرغ ودي غويتا… أهم الأسماء الأوربية في باطنية العصر الحديث. الأول طبيب سويسري، اشتغل بالكيمياء الخفية، ووضع نظريته في الطب على أساس الفكرة الباطنية التي تقابل بين الكون والإنسان. توفي سنة 1541. والثاني عالم ومتصوف سويدي. اشتغل في البداية بالعلوم والرياضيات ، ثم قال إن المسيح قد "ظهر" له وأمره بتأسيس كنيسة جديدة، فبدأ الدعوة إلى أفكاره، خصوصا عن طريق الكتابة. توفي بلندن سنة 1772..
ثم نشأت بأوربا الإخفائية- وهي شكل عملي من الباطنية- في نهاية القرن التاسع عشر، باعتبارها رد فعل للدوغمائية الوضعية والمادية العلموية اللتان سيطرتا على أوربا في تلك الفتـرة.
وكان من أهم رجالها ورموزها: بابوس، وبلافاتسكي صاحب كتاب "العقيدة السرية"، وإليفاس ليفي، وهو راهب وكاتب فرنسي، استقال من وظائفه الكنسية، وتفرغ لأعمال الإخفائية والروحية الحديثة. من كتبه: كتاب الحب. إنجيل الحرية. أعمال الفلسفة الإخفائية. توفي سنة 1875.. ويعتبر كتاب فالنتان طومبير المتوفى سنة 1973: "تأملات في الاثنين والعشرين لغزا كبيرا للتاروت"، من أهم وأفضل كتب الباطنية المعاصرة.
بعد الإخفائية ظهرت مدرسة باطنية هامة، وذلك في الثلاثينيات والأربعينيات، وهي مستمرة إلى اليوم. ومؤسسها هو روني كينو: فيلسوف فرنسي درس بعمق الباطنيات الهندية والمسيحية والإسلامية، وأسس مجلة "الغنوص". وهو الذي ميز الباطنية عن الميتافيزيقيا التقليدية، وبسط قواعدها وخصائصها، وكتب فيها مستفيدا من البوذية والهندوسية والطاوية والإسـلام.
وقد انتهت رحلة التأمل والبحث بهذا الفيلسوف الفرنسي المميز إلى اعتناقه الإسلام سنة 1912، على يد الشيخ عبد الرحمن عليش، المعروف بعليش الكبير، من علماء مصـر. وتسمى بـ : عبد الواحد. توفي رحمه الله تعالى بالقاهرة سنة 1951.
ويمكن أن نعتبر يحيى عبد الواحد- وهذا اسم روني كينو بعد إسلامه- شيخ الباطنية الأوربية المعاصرة، وذلك ليس فقط بسبب قيمة كتبه في هذا المجال، ومنها : أزمة العالم المعاصر. الميتافيزيقيا الشرقية. المدخل... بل أيضا لكثرة تلامذته وأهمية بعضهم في المجال الفكري والفلسفي.
جماعات شبه باطنية:
هذا عن الباطنية الصرفة. وتوجد بالغرب تيارات وجمعيات وكنائس كثيرة، ليست حركات باطنية خالصة، ولكنها تستلهم الفكر الباطني، وتتأثر به، فهو من مصادرها الاعتقادية والسلوكية. ومنهـا :
1- الماسونية : وتعد بفرنسا مائة ألف عضو، وبأمريكا أربعة ملايين (وفق تقديرات 2002). ثم أخذت تركز بعض جهودها لاسترجاع نفوذها بأوربا الشرقية، بعد انهيار الشيوعية بها، حيث وصلوا إلى اكتساب آلاف الأعضاء.
2 –جماعة "أوبوس داي"، أي "عمل الإله". وقد تأسست بإسبانيا في بداية الستينيات. لكنها اليوم تعرف بعض التراجع، فبعد أن كانت توجد بعشرات البلدان الغربية واللاتينية، أصبح لها وجود وانتشار فعليان في نحو اثني عشر بلدا. ومركزها الأهم هو إسبانيا، حيث كانت تسيطر- بصفة مباشرة وغير مباشرة- على نحو "خمس السلطة"، في الحكومة الثانية لرئيسها خوسي ماريا أثنار.. ولذلك فهذه الجماعة حاضرة وفاعلة في الحزب الشعبي الإسباني الحاكم.
3 –كنيسة التوحيد، أو طائفة مون، نسبة إلى المؤسس مون سان ميانغ. وقد ولد هذا الرجل بكوريا الشمالية سنة 1920، حيث "ظهر له" أثناء صلاته المسيح عليه السلام سنة 1936، وأخبره أن "المخلص الثاني" سيحل به، فمون يعتبر نفسه مثيلا للمسيح، واكتسب أنصارا كثيرين، باليابان والكوريتين، وروسيا، وأمريكا… وأصبح لهذه الطائفة تأثير سياسي حقيقي في تلك المنطقة. وقد توفي مون في السنة الفارطة.
والمقصود أن الباطنية حاضرة اليوم، وبقوة. ولذلك تأسست بالولايات المتحدة سنة 1980 "الأكاديمية الهرمسية"، المتخصصة في البحوث الباطنية.. وكانت تضم مائة وخمسين باحثا مختصا.
الباطنيـة والتنبؤ:
لاتقنع الباطنية بالعالم الظاهر الذي نعرفه، ولذلك ترنو إلى عالم آخر، غائب عن أنظارنا، تريد أن تعرفه وتتصل أو تتحد بـه.
ولهذا كان للغيبيات، على اختلاف أنواعها، وسواء كانت موهومة أو حقيقية… وجود هام في الباطنيـة.
لذلك تختلط في الباطنية أمور الغيب وقضايا التنبؤ به، وبالمستقبل خاصة، بالأفكار والمفاهيم الباطنية المحضـة.
ولعل من أفضل الأمثلة لهذا الاختلاط بين الباطنية وأساليب التنبؤ بالمستقبل، وبالغيب عموما، كتاب "التاروت"، والذي يمثل كذلك أساسا لفرع باطني خاص. فهذا الكتاب هو في الوقت ذاته أداة للتنبؤ والتكهن، وفلسفة باطنية خاصـة.
والباطنية- تاريخيا- هي إحدى أهم المجالات المعرفية والروحية التي احتضنت كثيرا من فنون التنبؤ بالمستقبل ورعتها واستعملتها، ودورها- من هذه الناحية- يشبه دور الكهانة في التاريخ قبل الميـلاد.
ختـامـا :
تدل الباطنية –واستمرارها إلى اليوم- على هذا النزوع البشري العميق نحو كل ما هو غيبي وخفي في الوجود، فالإنسان لايقنع بما هو ظاهر ورتيب، قد أنس به وتعود على قربه، ولذلك هو يحاول البحث عما وراء الظواهر، وعن المثال والمطلق. ولا شيء في الأفق المنظور يدل على انتهاء هذا النزوع الذي يشبه أن يكون فطرة في الإنسان.
الخلاصة أنه لابد أن يوجد من بيننا من يتخصص في هذا الحقل. ولعلّ الكثيرين لم يكونوا يعرفون مثلا أن جماعة الأبوس داي جماعة موجودة ولها تأثيرها، وأن كثيرا من وزراء حكومة أثنار الإسبانية التي كادت تشعل حربا في المنطقة كانوا أعضاء فيها. أما الماسونية فجماعة باطنية دولية مثيرة للاهتمام.. والحديث عنها وعن أمثالها ذو شجون.
Published on May 27, 2013 08:39
May 19, 2013
إخبار عن ندوة دولية قادمة ببروكسيل: الإسلام في الأدب البلجيكي.
مختبر البحث في الأصول الشرعية للكونيات والمعاملاتالتابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله وكلية الآداب سايس- فاسوجمعية أوروإسلامينظمانمؤتمرا دوليا في موضوع: الإسلام في الأدب البلجيكي 8 دجنبر 2013 -7 - أيام 6 بمدينة بروكسيل 2 عملا بما ورد في البيان الختامي وتوصيات ندوة السيرة النبوية في الكتابات 22 دجنبر 2012 ، فقد اعتزم مختبر البحث في - البلجيكية التي تم تنظيمها يومي 21 الأصول الشرعية للكونيات والمعاملات التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وكليةالآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس بالشراكة مع جمعية أوروإسلام المتواجدة علىالتراب الأوربي، تنظيم سلسلة من المؤتمرات حول (الإسلام في الأدب الأوربي)، على أنيشرعفيتنظيمحلقتهاالأولىبالعاصمةالبلجيكيةبروكسيل،تحتعنوان "الإسلامفيالأدبالبلجيكي. ومن أهداف هذه السلسلة من المؤتمرات: 1)العمل على بلورة تفكير علمي بمناهج معتمدة، تفضي إلى تحليل دقيق لمعاني الكتابات الإسلامية القابلة للتطبيق في المجتمع البلجيكي، مرجعيتها الأساسية الباحثون الأكاديميونفي هذا المجال 2)تصحيح الصور النمطية الخاطئة لدى المسلمين وغير المسلمين حول الإسلام ومعتقداته3)الدعوة إلى إنتاج خطاب علمي أكاديمي يراعي السياق الأوروبي، وعدم الاعتماد فقطعلى ما ينتجبدولالعالمالإسلامي4)المساهمة في خلق حوار بناء بين الباحثين الأوروبيين ونظرائهم في الدول الإسلامية حول الإسلام في أوروبا 5)تقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب، تجنبا للتعميم وسوء الفهم. أما محاور هذا المؤتمر الدولي الأول حول "الإسلام في الأدبالبلجيكي"، فمن المنتظر أن يتناول فيه الباحثون بالدراسة والتحليلمكانة الإسلام في الأدب البلجيكي من خلال المجالات التالية: -علم الاجتماع والأنثروبولوجيا 3 -السياسة والمجتمع-الفنون والآثار-الإعلام المكتوب والرقمي والسمعي البصري-التاريخ-العلوم-الهجرة-الاقتصاد-التشريع والقانون-التربية والتكوين-الفلسفة والمنطق-الثقافة والحضارة-التجارب المخبرية-مناهج البحث-الاستشراق-ترجمة النصوص. شروط المشاركة في هذه الندوة:أن يكون الموضوع المقترح متعلقا بمحاور الندوة أن يتقيدالباحثبالمنهجيةالعلميةالمتبعةفيكتابةالبحوثالعلمية 4 أن يكون ملخص الموضوع الذي يقترح المشاركة به في الندوة في حدود صفحة واحدة أو صفحتين أن تتراوح عدد صفحات البحث ما بين 15 و 20 صفحة. أن يرسل الباحث مع استمارة المشاركة نبذة من سيرته العلمية. أن لا يكون البحث قد سبق نشره، أو قُدم في مؤتمرات أو ندوات أو فعاليات سابقة. تواريخ يجب التقيد بها:-آخر أجل لإرسال الملخصات: 30 غشت 2013 ، ولا تقبل الملخصات المرسلة بعد هذا التاريخ. -آخر أجل لإرسال النص الكامل للبحث: 30 أكتوبر 2013 المراسلات مع مدير الندوة:الدكتور سعيد المغناوي maghnaoui19@yahoo.fr : العنوان الإلكترونيص.ب. 6150 ، حي الأدارسة، مدينة فاس، المملكة المغربية(667612318)(212)( الهاتف: ( 00(535618253)(212)( الفاكس: ( 00أعضاء اللجنة العلمية والمنظمة: -ذ. سعيد المغناوي (كلية الآداب سايس- فاس)-ذ. دونيس طوازول (أوروإسلام- بروكسيل)-ذ. أحمد بشنو (كلية الآداب سايس- فاس)- ذ. ميشيل داردين (أوروإسلام- بروكسيل) 5 -ذ. عبد الرزاق المسلك (كلية الآداب ظهر المهراز- فاس)-ذ. نيك ديكنوط (أوروإسلام- بروكسيل)-ذ. محمد آيت الفران (كلية الآداب- مراكش)-ذة. دومينيك طافيسين (أوروإسلام- بروكسيل)-ذ. محمد العسري (كلية الآداب- تطوان)-ذ. محمد ححاوي (أوروإسلام- بروكسيل)-ذ. حسن العمدوني (كاتب وباحث وأستاذ سابق بعدة مؤسسات علمية بلجيكية وفرنسية) 6 المؤتمر الدولي في موضوع: الإسلام في الأدب البلجيكي 8 دجنبر 2013 -7 - أيام 6الاسم الكامل:.......................................................................الهاتف:...........................................................................العنوان الإلكتروني والفاكس:...........................................................الدرجة العلمية:......................................................................المؤسسة:..........................................................................عنوان البحث:...................................................................... ملخص البحث: .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
Published on May 19, 2013 13:30
May 18, 2013
إصدار جديد للدكتور محمد حبيدة: كتابة التاريخ: قراءات وتأويلات.
محمد حبيدة، كتابة التاريخ: قراءات وتأويلات، الرباط، دار أبي رقراق، 2013.
يتفاعل صاحب الكتاب مع مجموعة من الكتابات التاريخية والفلسفية والأنثروبولوجية، بقلم مغاربة وتونسيين وفرنسيين. وتتوزع هذه الكتابات، من حيث مراكز الاهتمام، بين المنهج والإسطوغرافيا وتاريخ الحياة اليومية. هي قراءات في كتب مؤسِّسة في مجال التاريخ والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وكتب مجدِّدة في فهم التاريخ والمجتمع والثقافة.
يتكون الكتاب من ثلاثة أقسام. يهم القسم الأول التداخل الحاصل بين التاريخ والعلوم الإنسانية. ويضم: إبستيمولوجيا المعرفة التاريخية، والتاريخ الجديد، وما بعد التاريخ الجديد، والتاريخ الشفهي، وتاريخ العقليات. ويشمل القسم الثاني موضوعات ذات صلة بالاشتغال الإسطوغرافي، انطلاقا من نماذج من المغرب وتونس وفرنسا. أما القسم الثالث فيتناول قراءات في دراسات تهم تاريخ الكفاف، وتاريخ الأغذية، وتاريخ الجوع، وتاريخ البؤس، وتاريخ الشاي.
Published on May 18, 2013 04:26
May 16, 2013
الباطنية في الماضي: سلسلة: آفاق جديدة في البحوث الإسلامية (2).
أكتب هنا عن بعض القضايا المهمة التي تحتاج إلى جهود الباحثين والمؤلفين، خاصة من جيل الشباب.. فهي قضايا مهمة بالنسبة لحاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها، بل إن نهضتنا المنشودة تقوم جزئيا على الدراسة العميقة والجادة لهذه المشكلات وأمثالها، وتقديم الحلول المناسبة لها: حلول تراعي الدين وقواعده، دون أن تغفل عن العصر وطبيعته. واليوم مع الحلقة الثانية للسلسلة، وهي عن الباطنية.
سلسلة: آفاق جديدة في البحوث الإسلامية (2).
الباطنية في الماضي (1).
تأليف : إلياس بلكـا
اليوم نتعرّف على حقل معرفي جديد لا يجدر بالفكر الإسلامي المعاصر أن يتجاهله، ولا بالباحثين الشباب أن يهملوه تمام الإهمال. بل المفروض أن ندرسه ونخصه ببعض البحوث ونُقدم النتائج العلمية والعملية لجماعات العلماء والدارسين، وأصحاب القرار بأنواعه.. ولسائر الأمة.. ذاكم هو حقل الباطنية. لكن قبل ذلك لابد أن نتعرف على الباطنية: ما هي؟
الباطنية مجال واسع من مجالات النشاط الإنساني، الفكري والروحي، ولا يمكن بحال أن نحيط هنا بقضايا هذا المجال وما فيه من إشكالات وما يحيل عليه من التاريخ الفكري والديني لشعوب مختلفة، في قرون متطاولة. فالباطنية اليوم تخصص مستقل. ولذلك فإنني سأحاول فقط أن أقدم للقارئ فكرة عامة عن هذا الميدان، حتى يكون على بينة منه ومن أثره الممتد إلى يومنا هذا.
و"الباطنية" لفظ عام يشمل اتجاهات وأفكارا وتصورات متنوعة، وتلتقي فيه ظواهر متعددة هي بمثابة الجداول التي تكون نهرا كبيرا. ولذلك فإن أهم ما ينبغي أن يستصحبه القارئ طوال قراءته لهذا المقال وللذي بعده هو أن الباطنية ليست مجالا دراسيا واضح المعالم، أو حقلا معرفيا محدد القسمات، بل هو –بالأساس- أسلوب في التفكير، وشكل من أشكال النظر في الوجود.
بعض أهم فروع الباطنية وروافدهـا:
وهي كثيرة، أذكر منها باختصار، قاصدا إلى مجرد التنبيـه :
1-الفيثاغورية: وأساسها الفلسفي هو أن الأرقام تمثل روح الأشياء، وهي لغة الكون، وجميع ما هو كائن أو يكون أمر مرتبط بالأرقام على اختلافها… فالرقم 3 مثلا يمثل الزواج، والرقم 4 هو العدالة… وتوجد أرقام متحابة، وأخرى متباغضة… إلى غير ذلك من "باطنية رياضية". وللمسيحيين الذين درسوا الفيثاغورية أعاجيب في رد كل شيء إلى رقم 3، الذي "يقدسونه" لدلالته على التثليت.
2- التصوف العام : وأعني به النشاط الروحي الداخلي والمتنوع الذي نجده عند شعوب وأديان شتى. وقد سميتُ هذا النشاط بالتصوف العام، في غياب اصطلاح أدق، ولا حاجة إلى التنبيه على الفروق الجوهرية بين أنواع التصوف هذه، فالتصوف البوذي يختلف عن التصوف المسيحي، وهو بدوره يختلف عن التصوف الإسلامي، خصوصا الذي تواطأ الباحثون على تسميته بالسني. والقاعدة تقتضي دائما أن يتعامل القارئ مع المصطلحات العامة بشيء من الحذر، لأنها مظنة للغلط والوهم.
المقصود أن هذا من مصادر الباطنية، بل هما مجالان متداخلان جدا، ولذلك يجهد المختصون في التمييز بينهما.
وأكثر ما يوجد هذا التداخل في نوع خاص من التصوف – عرف بالغرب خاصة –، يمكن أن نسميه بـ: التصوف التأملي أو الإشراقي، و الذي يعتمد على التخيل والرمز، و يحاول أن يغوص في أسرار الغيب و الكون … أعنى ذاك الذي يسمونه بـ: Théosophie.
3- الهرمسية: يقصد بهرمس شيئان : هرمس الإله، الذي تعرفه الأسطورة اليونانية. وهرمس الحكيم –الإنسان – الذي تنسب إليه مجموعة شتى من العلوم والمعارف تشكل ما يسمى بـ: المدونة الهرمسية. وهي كتابات ونصوص يونانية وضعت في بداية الألفية الأولى للميلاد.
4 –الغنوص والغنوصية : الغنوص معرفة متعالية على سائر المعارف الأخرى، فهي قد تستخدمها، لكنها تتعالى عنها. وموضوع هذه المعرفة هو أسرار "العالم الغيبي"، والكائنات السماوية، وإدراك العلاقات غير الظاهرة بين مختلف مستويات الوجود ( مثلا بين الخالق والإنسان والعالم )، فالغنوص هي هذه المعرفة بالذات، والتي تضمن لصاحبها سبيل الخلاص، حيث لا فرق بين الإيمان والمعرفة، فأن تعرف معناه أن تؤمن، وهنا يحتل الجهد الأخلاقي والعملي مكانة ثانوية.
فكأن الغنوص نوع من الإرجاء الذي نعرفه في علم الكلام الإسلامي، أو لنقل كأن الإرجاء نفسه شكل من الغنوص القديم.
ثم ظهر ضمن عالم الغنوص تيار متميز، هو الغنوصية. وقد نشأ في القرون الأولى للمسيحية، وكانت له فكرة خاصة عن الغنوص.. هذه المعرفة التي تكفل لصاحبها الخلاص، وهي فكرة قائمة على رفض العالم الحالي باعتباره سيئاتماما، ومحكوما بقوى الشر .
5 –القبلانيـة : هذه الكلمة أصلها عبري، وتعني اليوم مجموع المعتقدات والأفكار الباطنية والصوفية والرمزية لليهود. فهو خليط من الاتجاهات والتيارات التي يجمع بينها طابع من الخفاء والغنـوص..
والباطنية الحديثة تستفيد من كل هذه الروافد وترجع إليها، وإلى غيرها أيضا، مثل: الرواقية، والفكر المسيحي لبعض الرواد، خصوصا كليمون الإسكندري وأورجينوس، وكذا بعض مدارس الفكر الإسلامي ورجاله.
من خصائص الفكر الباطنـي:
الباطنية طريقة خاصة في النظر إلى الأشياء، ولذلك تنفرد ببعض الأساليب التي تميزها عن المعرفة العادية، منهـا :
1-التناسب والتقابل، الرمزي والحقيقي، بين جميع أجزاء الكون- المنظور وغير المنظور-، فهي ترتبط فيما بينها بروابط خفية لكنها قابلة للاكتشاف. كما ترتبط المعادن السبعة بالكواكب السبعة، وأطراف جسد الإنسان بالنجوم… وهذه الفكرة لخصها الشاعر بقوله يخاطب الإنسان:
وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبـر
2- الطبيعة من حولنا أشياء وروابط.. تحمل كلها معاني خاصة يمكن لنا قراءتها.. ولمكوناتها المتنوعة تراتبية وحيـاة.
3 –وللخيال في الفكر الباطني نشاط مركزي، فهو الذي يكشف عن أنواع التناسبات في الموجودات، وبه نتعرف على الوساطات بين العالم الغيبي والطبيعة.. فالخيال أداة معرفة الذات والعالم، بطريق الإشراق. وتدين الباطنية الغربية بهذا الأسلوب الفعال- أي الخيال- إلى المسلميـن.
4 –التحول والانقلاب. هذه اللفظة المستفادة من الكيمياء الخفية تعني عدم الفصل بين المعرفة الغنوصية وبين التجربة الداخلية القائمة على المخيلة بالأساس. وهذا شرط لإحداث التحول المطلوب في الذات والعالـم.
5- إن لجميع الأديان والمذاهب الاعتقادية جذعا مشتركا تتوافق عليه وتتواطأ، وهذا يفرض أن نتسامح مع كل الاتجاهات المذهبية، بما أن روحها واحـد.
6 –يتم نقل المعرفة الباطنية من جيل إلى جيل بطرق معينة ومحددة من قديم، قائمة على علاقة تربط بين الأستاذ وتلميذه.
هذه الخصائص لاتقدم لنا الباطنية كما هي في الواقع، بل هي تقرب إلينا صورة عالم هلامي الشكل، حدوده ومضامينه متنوعة ومضطربة.
وليس ضروريا أن تتحقق هذه الخصائص كلها في نسق من الأفكار والرؤى حتى نعتبره باطنيا، بل يكفي بعضها.
أمثلـة :
* كان المذهب الإسماعيلي في التاريخ الإسلامي أهم من احتضن الفكر الباطني واعتنى به، ولذلك كانت كلمة "الباطنية" تكاد تعني هذا المذهب، خصوصا في العصر العباسي الأول، وهو الذي يقصده الغزالي بكتابه "فضائح الباطنية"، المعروف أيضا بالمستظهري.
وقد عقد الغزالي فصلا لتأويلات الباطنية للظواهر، وذكر استدلالهم بالأعداد والحروف ونسبتهم إليها دلالات خاصة… ومما قال : " هذا فن من الجهالة اختصت به هذه الفرقة من بين الفرق. فإن طوائف الضلال مع انشعاب كلامهم وانتشار طرقهم في نظم الشبهات لم تتلطخ منهم بهذا الجنس واستركوها(أي وجدوها ركيكة)… فقد قالوا إن الثقب على رأس الآدمي سبعة، والسماوات سبعة، والأرضون سبع، والنجوم سبعة، أعني السيارة، وأيام الأسبوع سبعة. فهذا يدل على أن دور الأئمة يتم بسبعة… وأن فصول السنة أربعة، فهذا يدل على الأصول الأربعة… وزعموا أن البروج اثنا عشر، فتدل على الحجج الاثني عشر… (وقالوا) الآدمي على شكل حروف محمد، فإن رأسه كالميم ورجلاه ويداه مبسوطتان كالحاء…والفصول السبعة تدل من الروحانيات على الأنبياء السبعة، ومن الجسمانيات على الكواكب السبعة… وهكذا تصرفوا في قول محمد رسول الله، وفي الحروف، وفي أوائل السور… وأبرزوا ضروبا من الحماقات تضحك المجانين فضلا عن العقلاء".
* يتكون الإنسان من ثلاثة أشياء رئيسيـة :
1- الجسم المادي، وأصله الأرض.
2- الجسم النجيمي (أو الأثير)، وأصله الطبيعة.
3- الـروح.
الجسم النجيمي هو "جسم" وسيط يربط بين الجسد المادي والروح، وتأثيرات النجوم في الإنسان تتم عبره. وهذا الشيء الوسيط يبعث أيضا إشعاعا، بسببه نتحرك في العالم بكل حرية، ونتجاوز حدود الزمان والمكان.
وكل هذا يفسر أشياء مما يحدث في الواقع، ولا نعرف علتـه :
أ –توجد ظاهرة يعرفها كل أحد، فنحن أحيانا نذكر أحدا غائبا عنا، ثم فجأة يظهر ويقف أمامنا.. ذلك، لأننا أبصرناه في عالم الأثير أو الأجسام النجيمية.
ب –كثيرا ما تقع بعض الاختراعات أو الاكتشافات في زمن واحد، ومن أشخاص لايعرف بعضهم بعضا، وربما تفصل بينهم مسافات طويلة. إننا حين نفكر ونصل إلى بعض الأفكار والآراء، فإنها لا تبقى أسيرة لرؤوسنا فقط، بل تخرج إلى عالم الأجسام النجيمية أو الكوكبية، تسبح في فضائه الواسع، وتزور ناسا كثرا، أي أن أفكارنا تنتقل في الفضاء الذي يزدحم بهـا.
* ويقرر الباطنيون جملة هائلة من أنواع التشابه بين الإنسان- في روحه وجسده-، وبين العالم: النبات والمعادن، والشموس والكواكب … بحيث كأن الخلق كله تم على صورة واحدة. ويذكر المحدَثون منهم – كالفرنسي بابوس –أشياء جديدة، كالتشابه بين الكريات الحمراء –في دم الإنسان- مع المجموعة الشمسية .. وكالتقابل الواضح بين عالم الذرة- بنواتها والإلكترونات الدائرة حولها-، وبين الشمس وكواكبها.. يتبع..
سلسلة: آفاق جديدة في البحوث الإسلامية (2).
الباطنية في الماضي (1).
تأليف : إلياس بلكـا
اليوم نتعرّف على حقل معرفي جديد لا يجدر بالفكر الإسلامي المعاصر أن يتجاهله، ولا بالباحثين الشباب أن يهملوه تمام الإهمال. بل المفروض أن ندرسه ونخصه ببعض البحوث ونُقدم النتائج العلمية والعملية لجماعات العلماء والدارسين، وأصحاب القرار بأنواعه.. ولسائر الأمة.. ذاكم هو حقل الباطنية. لكن قبل ذلك لابد أن نتعرف على الباطنية: ما هي؟
الباطنية مجال واسع من مجالات النشاط الإنساني، الفكري والروحي، ولا يمكن بحال أن نحيط هنا بقضايا هذا المجال وما فيه من إشكالات وما يحيل عليه من التاريخ الفكري والديني لشعوب مختلفة، في قرون متطاولة. فالباطنية اليوم تخصص مستقل. ولذلك فإنني سأحاول فقط أن أقدم للقارئ فكرة عامة عن هذا الميدان، حتى يكون على بينة منه ومن أثره الممتد إلى يومنا هذا.
و"الباطنية" لفظ عام يشمل اتجاهات وأفكارا وتصورات متنوعة، وتلتقي فيه ظواهر متعددة هي بمثابة الجداول التي تكون نهرا كبيرا. ولذلك فإن أهم ما ينبغي أن يستصحبه القارئ طوال قراءته لهذا المقال وللذي بعده هو أن الباطنية ليست مجالا دراسيا واضح المعالم، أو حقلا معرفيا محدد القسمات، بل هو –بالأساس- أسلوب في التفكير، وشكل من أشكال النظر في الوجود.
بعض أهم فروع الباطنية وروافدهـا:
وهي كثيرة، أذكر منها باختصار، قاصدا إلى مجرد التنبيـه :
1-الفيثاغورية: وأساسها الفلسفي هو أن الأرقام تمثل روح الأشياء، وهي لغة الكون، وجميع ما هو كائن أو يكون أمر مرتبط بالأرقام على اختلافها… فالرقم 3 مثلا يمثل الزواج، والرقم 4 هو العدالة… وتوجد أرقام متحابة، وأخرى متباغضة… إلى غير ذلك من "باطنية رياضية". وللمسيحيين الذين درسوا الفيثاغورية أعاجيب في رد كل شيء إلى رقم 3، الذي "يقدسونه" لدلالته على التثليت.
2- التصوف العام : وأعني به النشاط الروحي الداخلي والمتنوع الذي نجده عند شعوب وأديان شتى. وقد سميتُ هذا النشاط بالتصوف العام، في غياب اصطلاح أدق، ولا حاجة إلى التنبيه على الفروق الجوهرية بين أنواع التصوف هذه، فالتصوف البوذي يختلف عن التصوف المسيحي، وهو بدوره يختلف عن التصوف الإسلامي، خصوصا الذي تواطأ الباحثون على تسميته بالسني. والقاعدة تقتضي دائما أن يتعامل القارئ مع المصطلحات العامة بشيء من الحذر، لأنها مظنة للغلط والوهم.
المقصود أن هذا من مصادر الباطنية، بل هما مجالان متداخلان جدا، ولذلك يجهد المختصون في التمييز بينهما.
وأكثر ما يوجد هذا التداخل في نوع خاص من التصوف – عرف بالغرب خاصة –، يمكن أن نسميه بـ: التصوف التأملي أو الإشراقي، و الذي يعتمد على التخيل والرمز، و يحاول أن يغوص في أسرار الغيب و الكون … أعنى ذاك الذي يسمونه بـ: Théosophie.
3- الهرمسية: يقصد بهرمس شيئان : هرمس الإله، الذي تعرفه الأسطورة اليونانية. وهرمس الحكيم –الإنسان – الذي تنسب إليه مجموعة شتى من العلوم والمعارف تشكل ما يسمى بـ: المدونة الهرمسية. وهي كتابات ونصوص يونانية وضعت في بداية الألفية الأولى للميلاد.
4 –الغنوص والغنوصية : الغنوص معرفة متعالية على سائر المعارف الأخرى، فهي قد تستخدمها، لكنها تتعالى عنها. وموضوع هذه المعرفة هو أسرار "العالم الغيبي"، والكائنات السماوية، وإدراك العلاقات غير الظاهرة بين مختلف مستويات الوجود ( مثلا بين الخالق والإنسان والعالم )، فالغنوص هي هذه المعرفة بالذات، والتي تضمن لصاحبها سبيل الخلاص، حيث لا فرق بين الإيمان والمعرفة، فأن تعرف معناه أن تؤمن، وهنا يحتل الجهد الأخلاقي والعملي مكانة ثانوية.
فكأن الغنوص نوع من الإرجاء الذي نعرفه في علم الكلام الإسلامي، أو لنقل كأن الإرجاء نفسه شكل من الغنوص القديم.
ثم ظهر ضمن عالم الغنوص تيار متميز، هو الغنوصية. وقد نشأ في القرون الأولى للمسيحية، وكانت له فكرة خاصة عن الغنوص.. هذه المعرفة التي تكفل لصاحبها الخلاص، وهي فكرة قائمة على رفض العالم الحالي باعتباره سيئاتماما، ومحكوما بقوى الشر .
5 –القبلانيـة : هذه الكلمة أصلها عبري، وتعني اليوم مجموع المعتقدات والأفكار الباطنية والصوفية والرمزية لليهود. فهو خليط من الاتجاهات والتيارات التي يجمع بينها طابع من الخفاء والغنـوص..
والباطنية الحديثة تستفيد من كل هذه الروافد وترجع إليها، وإلى غيرها أيضا، مثل: الرواقية، والفكر المسيحي لبعض الرواد، خصوصا كليمون الإسكندري وأورجينوس، وكذا بعض مدارس الفكر الإسلامي ورجاله.
من خصائص الفكر الباطنـي:
الباطنية طريقة خاصة في النظر إلى الأشياء، ولذلك تنفرد ببعض الأساليب التي تميزها عن المعرفة العادية، منهـا :
1-التناسب والتقابل، الرمزي والحقيقي، بين جميع أجزاء الكون- المنظور وغير المنظور-، فهي ترتبط فيما بينها بروابط خفية لكنها قابلة للاكتشاف. كما ترتبط المعادن السبعة بالكواكب السبعة، وأطراف جسد الإنسان بالنجوم… وهذه الفكرة لخصها الشاعر بقوله يخاطب الإنسان:
وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبـر
2- الطبيعة من حولنا أشياء وروابط.. تحمل كلها معاني خاصة يمكن لنا قراءتها.. ولمكوناتها المتنوعة تراتبية وحيـاة.
3 –وللخيال في الفكر الباطني نشاط مركزي، فهو الذي يكشف عن أنواع التناسبات في الموجودات، وبه نتعرف على الوساطات بين العالم الغيبي والطبيعة.. فالخيال أداة معرفة الذات والعالم، بطريق الإشراق. وتدين الباطنية الغربية بهذا الأسلوب الفعال- أي الخيال- إلى المسلميـن.
4 –التحول والانقلاب. هذه اللفظة المستفادة من الكيمياء الخفية تعني عدم الفصل بين المعرفة الغنوصية وبين التجربة الداخلية القائمة على المخيلة بالأساس. وهذا شرط لإحداث التحول المطلوب في الذات والعالـم.
5- إن لجميع الأديان والمذاهب الاعتقادية جذعا مشتركا تتوافق عليه وتتواطأ، وهذا يفرض أن نتسامح مع كل الاتجاهات المذهبية، بما أن روحها واحـد.
6 –يتم نقل المعرفة الباطنية من جيل إلى جيل بطرق معينة ومحددة من قديم، قائمة على علاقة تربط بين الأستاذ وتلميذه.
هذه الخصائص لاتقدم لنا الباطنية كما هي في الواقع، بل هي تقرب إلينا صورة عالم هلامي الشكل، حدوده ومضامينه متنوعة ومضطربة.
وليس ضروريا أن تتحقق هذه الخصائص كلها في نسق من الأفكار والرؤى حتى نعتبره باطنيا، بل يكفي بعضها.
أمثلـة :
* كان المذهب الإسماعيلي في التاريخ الإسلامي أهم من احتضن الفكر الباطني واعتنى به، ولذلك كانت كلمة "الباطنية" تكاد تعني هذا المذهب، خصوصا في العصر العباسي الأول، وهو الذي يقصده الغزالي بكتابه "فضائح الباطنية"، المعروف أيضا بالمستظهري.
وقد عقد الغزالي فصلا لتأويلات الباطنية للظواهر، وذكر استدلالهم بالأعداد والحروف ونسبتهم إليها دلالات خاصة… ومما قال : " هذا فن من الجهالة اختصت به هذه الفرقة من بين الفرق. فإن طوائف الضلال مع انشعاب كلامهم وانتشار طرقهم في نظم الشبهات لم تتلطخ منهم بهذا الجنس واستركوها(أي وجدوها ركيكة)… فقد قالوا إن الثقب على رأس الآدمي سبعة، والسماوات سبعة، والأرضون سبع، والنجوم سبعة، أعني السيارة، وأيام الأسبوع سبعة. فهذا يدل على أن دور الأئمة يتم بسبعة… وأن فصول السنة أربعة، فهذا يدل على الأصول الأربعة… وزعموا أن البروج اثنا عشر، فتدل على الحجج الاثني عشر… (وقالوا) الآدمي على شكل حروف محمد، فإن رأسه كالميم ورجلاه ويداه مبسوطتان كالحاء…والفصول السبعة تدل من الروحانيات على الأنبياء السبعة، ومن الجسمانيات على الكواكب السبعة… وهكذا تصرفوا في قول محمد رسول الله، وفي الحروف، وفي أوائل السور… وأبرزوا ضروبا من الحماقات تضحك المجانين فضلا عن العقلاء".
* يتكون الإنسان من ثلاثة أشياء رئيسيـة :
1- الجسم المادي، وأصله الأرض.
2- الجسم النجيمي (أو الأثير)، وأصله الطبيعة.
3- الـروح.
الجسم النجيمي هو "جسم" وسيط يربط بين الجسد المادي والروح، وتأثيرات النجوم في الإنسان تتم عبره. وهذا الشيء الوسيط يبعث أيضا إشعاعا، بسببه نتحرك في العالم بكل حرية، ونتجاوز حدود الزمان والمكان.
وكل هذا يفسر أشياء مما يحدث في الواقع، ولا نعرف علتـه :
أ –توجد ظاهرة يعرفها كل أحد، فنحن أحيانا نذكر أحدا غائبا عنا، ثم فجأة يظهر ويقف أمامنا.. ذلك، لأننا أبصرناه في عالم الأثير أو الأجسام النجيمية.
ب –كثيرا ما تقع بعض الاختراعات أو الاكتشافات في زمن واحد، ومن أشخاص لايعرف بعضهم بعضا، وربما تفصل بينهم مسافات طويلة. إننا حين نفكر ونصل إلى بعض الأفكار والآراء، فإنها لا تبقى أسيرة لرؤوسنا فقط، بل تخرج إلى عالم الأجسام النجيمية أو الكوكبية، تسبح في فضائه الواسع، وتزور ناسا كثرا، أي أن أفكارنا تنتقل في الفضاء الذي يزدحم بهـا.
* ويقرر الباطنيون جملة هائلة من أنواع التشابه بين الإنسان- في روحه وجسده-، وبين العالم: النبات والمعادن، والشموس والكواكب … بحيث كأن الخلق كله تم على صورة واحدة. ويذكر المحدَثون منهم – كالفرنسي بابوس –أشياء جديدة، كالتشابه بين الكريات الحمراء –في دم الإنسان- مع المجموعة الشمسية .. وكالتقابل الواضح بين عالم الذرة- بنواتها والإلكترونات الدائرة حولها-، وبين الشمس وكواكبها.. يتبع..
Published on May 16, 2013 13:03
منى المالكي: انطباعات سيدة جزائرية تزور المغرب لأول مرة .
تقريبا التركيبة البشرية لسكان منطقة المغرب الكبير -أو شمال إفريقيا- واحدة، فهم أساسا: أمازيغ وعرب، مع أقليات من أصول أوربية -خاصة أندلسية- وإفريقية.. ومع الزمن انصهر الجميع في بوتقة واحدة. فتجد العادات والتقاليد متشابهة والطبائع متقاربة.. دون الحديث عن وحدة الدين واللغة.. لكن هذه الوحدة الفريدة من نوعها تشوهت بفعل عوامل كثيرة.. علينا إذن أن نتجاوز ذلك، وأن نعيَ أن المغاربيين شعب واحد، رغم اختلاف الحدود والسياسات.وهذه تجربة سيدة جزائرية في أول زيارة لها إلى المغرب. ولعلّ أحدا يرسل لي تجربة مغربي أو مغربية زار الجزائر أيضا، واكتشف أيضا أنه كان يحمل عن البلد صورة مغلوطة.. فننشر كلا التجربتين هنا.. بهذه المدونة:
انطباعات سيدة جزائرية تزور المغرب لأول مرة
. لم أكن أعتقد يوما بأن زيارة أقوم بها للمغرب ستزلزلني وتحدث في نفسي كل هذا التأثير. وبأنها ستكون بداية لرحلة شاقة مع ذاتي أراجع فيها بجدّ ما غرسته فينا الخطابات السياسية المكثفة – على مرّ عقود- من أفكار جاهزة وأحكام مقّننة ومفاهيم مغلوطة، وما أنتجته فينا من ردود أفعال ومن انعكاسات شرطية. وعندما وجدتني، أسجل،على غير عادتي، وبتلقائية، هذه الانطباعات، كنت أنوي أن أرجع إليها كما ٌيرجع إلي ألبُوم صور حوى ذكريات جميلة نريد أن نحميها وأن نجنبّها الترهّل بعوامل الزمن. ولم أفكر يوما أن تتعدى كتابتي – بحكم تخصصي – مجال العلوم الفيزيائية أو مجال البحث العلمي… وبعد عودتي إلي الجزائر حاولت أن أنقل لبعض ا لزملاء في الجامعة عيّنة من هذه الانطباعات فاصطدمت بجدار متين من الرفض و التحجّر هو نتاج من الرواسب ذاتها …عندها رأيت من واجبي، وإن لم يكن من اختصاصي، البحث عن وسيلة أخرى لإيصال بعضا من هذه الخواطر….، وأنا أعي بأنني لا املك ناصية الأدب ، و أدرك بان ما كتبته لا يتعدى ذاتيتي الضيقة، وبأن به الكثير من الانبهار قد يصل حدّ المغالاة ، وأنّه لا يرقى إلى ا لدراسة الجادّة والتحليل الموضوعي … وأنا لا أدّعي ذلك ولا أرمي إليه، كل ما أرومه هو أن يشاركني إخواني من الجزائريين والمغاربة جوانب من رحلة حررت نفسي من الكثير من الأغلال التي كانت تكبّل رؤاي و تحجُر على أفكاري و تشدّ إلى الأرض نفسا تتوق إلى التحليق في ملكوت الله و رحابه الواسعة … كنت آنذاك ( صيف 1999) أستاذة تعليم ثانوي و طالبة علم أبحث في ميدان جديد في بلادي هو طرق تدريس المواد العلمية (يدعوه البعض تعليمية العلوم) في وقت كان فيه البحث العلمي عندنا – نظرا للظروف المأساوية التي كنا نمر بها – لغوا و ترفا. .بينما أصبح تطوير المناهج التعليمية ضرورة و أولويّة …وعزمت على الذهاب إلي المغرب، بإيعاز و تشجيع من إخوان مغاربة، للإطلاع على الأشواط الطيبة التي قُُطعت هناك في هذا المجال والاستفادة منها …. وصلت مطار هواري بومدين محمّلة بأفكار جاهزة ….فالمغرب في ذاكرة جيلي هو معقل لقوى الإمبريالية و رمز للرجعية و الاستبداد و قهر الشعوب ، وهو بلد السحر والشعوذة والجوع والفقر المدقع والدروشة والتضليل بالدين، وهو بلد المذلة` وسيدي ولا للا ` والانحناء و الركوع للأشخاص و تقبيل الأيادي. المغرب في ذاكرتنا هو بلد الظلم و الأطماع التوسعية التي غدرت بنا قبل أن تلتئم جراحنا، وقبل أن تجف دماء شهدائنا ، هو بلد الاعتداء الجبان لعام 1963 الذي طعننا في ظهورنا ليئد فرحتنا بالاستقلال و ليحني رؤوسنا التي كانت ترنو إلى التمتع بشمس الانعتاق و الحرية ، و هو قبل ذلك قد خان العهد و خذلنا إذ قبل استقلاله … استقلالا مبتورا.. في حين كان مجاهدونا يعملون على تحرير كلّ منطقة المغرب العربي … المغرب هو التهديد لأخلاق شبابنا بأنواع المناكر والمخدرات و فنون العهر و الموبقات … أردت أن أعيش الرحلة منذ الانطلاق، فكانت على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية المغربية.فاجأتني اللباقة الفائقة للطاقم ورقة المضيفات و خفتهن والنوعية الراقية للخدمات .. كان مقعدي مقابلا لمقعد سيّدة مصحوبة بابنها الصبي و ابنتها الرضيعة ، ابتسمنا لبعضنا عندما بدأت الطفلة تتواصل معي بصوتها و بالتلويح بيديها ،وعندما عرفت من لهجتها أنها من المغرب. بدأت أتفرس في وجهها خلسة و أحدّق في ملامحها و أراقب تصرفاتها…و كأنني ، بدون وعي مني،أحاول أن أطابق في نفسي بين صورتين مختلفتين. راقني كثيرا جمالها الطبيعي ورقتها و عنايتها الفائقة بطفليها . ولم نلبث أن بدأنا نتجاذب أطراف الحديث بتلقائية كبيرة وكأننا نتعارف منذ مدة. هي سيدة من مكناس زوجة جزائري ، كانت تسكن في حي الكاليتوس بضواحي العاصمة- و هو من المناطق التي كانت تعاني الويل في تلك الفترة- هي لم تتحدّث عن هذه المعاناة ، ولا اشتكت من الأيام و الليالي الحالكة التي قهرت سكان هذا الحي ، و كأنّها تعتبر ذلك من السنن الكونية أو لعلها تدخله في باب الابتلاء… .. لكنها تحدّثت عن جارات لها و قريبات لزوجها يلححن عليها بالسؤال ` زوجك كان عصبيا جدا و متمرّدا و قاسيا … ماذا فعلت لتجعليه طيبا هكذا؟ ` ، وكانت تجيب ما استطاعت مطعّمة إجابتها ببعض النصائح…لكن فطنت أنّ سائلتها تبقى تبحث عن السّر و تلحّ لتكشف عنه ….سر آخر يتعدى الصبر والقناعة و حسن المعاشرة و الطاعة و.. سرّ تملكه هي بدون ريب..لكونها مغربيّة ` مروكية` لكنها تتكتّم عليه … ضحكتُ قبل أن تُكمل.. فضحكت و بدأت اسألها عن المغرب و أنا أداعب ابنتها التي انسجمت معي كثيرا .. لمست في هذه السيدة صبر المرآة العربية وشجاعتها وكفاحها وقناعتها وطاعتها لزوجها وإخلاصها له.. وطئت رجلي لأوّل مرّة أرض المملكة المغربية..وقفتُ في محطّة القطار مشدوهة أتأمل من حولي و ما حولي ،وقف قبالتي في الرصيف الآخر رجل ذو أنف كبير و بشرة صفراء و لحية كثيفة و قبّعة…حدّق في طويلا ..تلاقت نظراتنا لثوان .. ساءلت نفسي : فيما يفكّر هذا الرجل و هو ينظر إليّ هكذا ، و كأنه يدعوني أن أدنو منه أكثر لأتحقّق من آدميته. تراه هل تفطّن إلى أنني جزائرية ترى يهوديا لأوّل مرّة ؟ انتابني إحساس غريب. و قوي …مزيج من الأحاسيس المتضاربة… لم املك تحليلها..لكنها هزّت معالما بداخلي و حرّكت أوتارا في أعماقي..و قرعت طبولا في رأسي..و أيقنتُ يومها أنني سأرجع من ّ رحلتي هذه و قد تغيّر فيّ الكثير ..وأحسستُ بالخوف الشديد على نفسي… خوف من أن أفقد اتزانا فكريّا و وجدانيّا .. وإن كان هشّا .. إلّا أنني عانيت الكثير من أجل إرسائه. و أعاني أكثر للمحافظة عليه، وان استدعى ذلك أحيانا كثيرة إخماد صوت نفسي كلّما همست لي أن افتحي أبواب و منافذ قلبك المغلقة بإحكام و أفسحي الطريق لنور الله….و أنّى لي أن أبني توازنا جديدا أكثر استقرارا وأقدر على الصمود و قد نال منّي التعب و كادت الأحداث التي دامت أمدا أن تُصيّرني شبحا يتحرّك آليا و لا يلوي على شيء …. أسكتّ صوت هواجسي و أجلت الإصغاء إليها وقرّرت أن أخوض غمار التجربة بكل عمق . نزلت بفندق `شيلا` و هو فندق راق في مدينة الرباط .. فنفسي الجريحة تاقت إلى شيء من الترف المحظور عليها منذ سنين … وهناك..لم ألبث أن أيقنت أنّ لفظي` سيدي`و `لالاّ ` ليسا من مظاهر الذل التي تكرّس التفاوت الاجتماعي كما لقّنونا ، بل هما من ألفاظ الأدب التي تكثر هنا، فرجل الأعمال النازل بالفندق ينادي لعامل بسيط بلفظ `سيدي ` ، وجميع سائقي التاكسي ، وعمال الفندق والمطاعم يخاطبونني بلفظ ` لاللا` ولا أنكر أن ذلك يداعب وترا حسّاسا في نفسي … أنا التي كنت أستنكر ذلك يشدة… كان يقيم في الفندق مجموعة من الأئمة جاؤوا من فاس لإحياء المولد النبوي الشريف ( العيد علي حد تعبيريهم) في الرباط ، راقبتهم عن بعد كأوّل عينة من المغاربة تصادفني.. أعجبتني أناقة مظهرهم (بجلابيبهم الجميلة مختلفة الألوان ) ونظافتهم ، و شدتني رقتهم و لباقتهم في الكلام، وهزّني إنشادهم و تراتيلهم . صليت العصر في مسجد السنة . داخل المساجد التقيت بفتيات جامعيات تبدو عليهن آيات العفة والذكاء المتوقد، رحبن بي بحرارة و تحدثن معي بالكثير من الحرية، وعبرن بالكثير من التذمر والأسى عن الأوضاع الاجتماعية المتردية في المغرب، وعن طموحاتهن ومشاريعهن وعن الأمل الذي كان يعقده الإخوان المغاربة على بوادر التغييرات الايجابية في الجزائر، قبل النكسة…. في اليوم التالي سألت عمالا من الفندق عن الأماكن السياحية و المعالم الأثرية في الرباط . تمشيت في المدينة العريقة ..يصاحبني احساس بالأمن و الأمان لم أذق طعمه منذ أمد … قطعت مسافات كبيرة مشيا على الأقدام . جلست في أماكن عامة و ساومت بعض السلع. . .تفرست في الوجوه.. ..النظرات صافية والوجوه مبتسمة و الألفاظ مهذبة.. صبر في المعاملة و ` طول بال ` غريبة. تلفت انتباهك سرعة البديهة وروح الدعابة…… أناس يحترمون مواقعهم وحدودهم…. لا تتداخل أطوال الأمواج.. تحس بذاتك و تحس بغيرك… يتحدثون بصوت منخفض و بأدب… هنا لا تطرق أسماعك أصواتا لا تستسيغها ولا تُجبر على تتبع أحاديث لا تحبها… ولا تحدق فيك الأعين بشراهة أو عدوانية…. ودون أن تطلب المساعدة تجد دائما متطوعين لخدمتك و توجيهك بمجرد ما يُلاحظ عليك التردد ( أشنو تبغي أ الشريفة ؟)، يبادرون بعرض و مساعدتهم وان كان طريقك يخالف طريقهم، وان كان هذا يعطّلهم .. وهم ينصحون بالحذر إذا رأوا في الطريق بعض الخطورة عليّ كامرأة (احظي راسك ) و بالاحتراس (سوّلي العيالات) ويرشدون الى الأماكن الجميلة، دون أن ينتظروا جزاء ولا شكورا، فهم يولّون راجعين قبل أن تلتفت إليهم شاكرا ( بلا جميل ) زرت في اليوم التاالي ضريح محمد الخامس رحمه الله بمقاطعة حسان.. و هو معلم رائع…كما زرت شارع التقدم و سوقه الشعبي ، اشتريت ذرى مشوية و زيتونا ( ما أكثر أنواعه هنا و ما أشهاها)، ووقفت لمدة طويلة أمام عشاب أو طبيب شعبي و هو يرغّّب في بضاعته ..انبهرت بمستوى لغته و سعة اطلاعه وسرعته الفائقة في الحديث و براعته في الدعاية لسلعته. انه فعلا تحفة أثرية تجعلك تحس بأنّك تسافر عبر الزمن إلى أسواق في بغداد في قرون ولت . و في السويقة ، استغربت لإقبالي على أكل (الببوش) أي الحلزون و ما كنت أعتقد أنني سأقوم بذلك يوما .. فنظافة الباعة توحي بالثقة ، و حسن معاملتهم تشجّع فضولك و تقضي على ترددك.. سرت بمحاذاة البحر أن وصلت إلى مكان وجدت فيه الناس يستقلون مركبا صغيرا بدرهم واحد , و كل مركب بتسع لستة راكبين، يقطعون عبره نهر` بورقراق` قاصدين الضفة الأخرى حيث مدينة `السلا`.. انتظرت مركبا فارغا ، صعدت فيه ، حييت صاحبه و اتفقت معه أن يقّلني بمفردي.. طلبت من عمي العربي ، و هو شيخ مسنّ من سكان السلا أن بمكنني من التجول عبر طول الوادي و أن يحكي لي عن المنطقة و تاريخها .. استمتعت برفقته و دهشت لسعة إطلاعه وحكمته و قناعته و شكرته على دعوته لي لزيارة أهله و أكل الحوت .. كان ذلك عصر يوم جميل مشمس من ايام شهر جوان .. وقفت في المركب أتأمل روعة المكان.. و حين وصلنا إلى شاطئ الرباط ، لم أقدر على مقاومة نداء البحر.. فقفزت من المركب .. طمأنت عمي العربي .. و لوّحت بيدي مطمئنة جماعة من الشباب سبحوا من الشاطئ ليهموا بإنقاذي..إذ رأوني في الماء بكامل ملابسي … عند رجوعي إلى الفندق فوجئت بوجود فرقة موسيقية أتحفتنا بأغاني شجية من الملحون أدتها بوقار و خلقت جوا من الطرب الراقي . مررت بمحلات راقية مثل `المرجان` و` السلام`، و بقصور رائعة مثل قصر السلطان زايد آل نهيان، وبشواطئ جميلة، ومناظر خلابة و انا أتوجّه إلى (التمارة )، أزور سيدة مغربية كانت دعتني للعشاء عندها ، وهي كاتبة في إدارة متحصلة على ليسانس أدب عربي ،.كان الاستقبال رائعا والمعاملة تلقائية والجو الأسري ممتازا، و كانت الشقة ` من أربعة غرف` جميلة و منظمة بذوق رفيع في حي نظيف و هادئ … لم أكن أتوقع أن مغاربة من طبقة الموظفين البسطاء، يعيشون في هذا المستوى.. واستغربت كثيرا عندما ذكرت لي السيدة ، أنها، بمرتبها، تدفع إيجار البيت وحقوق تمدرس طفليها في مدرسة خاصة..وأحسست – و أنا أقارن بإمكانياتي المادية و بمستوى المعيشة الذي يمكن أن توفره لي- بالكثير من الغبن مطعما بالأسى… في اليوم الثالث حضرت مناقشة أطروحة تخرج في الطب في مستشفي ابن سينا حول مرض الربو للدكتورة ` بشرى المخلوف ` من الراشدية،. ، تعرفت عليها في قطار الدار البيضاء – الرباط الذي اقلني من المطار،دارت بيننا مناقشة ودية و كأننا نتعارف منذ مدة، داخل قاعة المناقشة وجدت جوا إسلاميا ساميا ، وروح الأخوة والتعاون، وكرما فائقا. -كما زرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم ، وحصلت على مراجع هامة لها علاقة ببحثي وأوصاني أحد المسؤولين هناك بالاتصال بالجنة الوطنية بالجزائر لأبقى على إطلاع على مشاريع المنظمة ونشاطاتها ..و أحسست مرّة أخرى بالغبن الشديد.إذ اكتشفت أننا بالجزائر آخر من يعلم ومن يستفيد من مشاريع المنظمات العربية و الإسلامية والدولية في هذا الميدان ، ، وسبق وان لمست ذلك عند زيارتي لمقرات اليونسكو ولمقر الالكسو بتونس.. -في أغدال ، ذهبت إلى الجامعة أسأل عن الأستاذ ` صالح بن يامنة ` و هوأستاذ مختص في تعليم العلوم الفيزيائية و باحث تشيط و مشرف معروف في هذا الميدان ، لعله يساعدني على فك بعض الألغاز في بحثي و على إيضاح الرؤية .. فقيل لي بأنه أصبح مسؤولا على مديرية الدعم بوزارة التربية. زرته هناك ..على غير موعد .. كان استقباله أكثر من لائق.. وجّهني إلى ذوي الاختصاص في كلية العلوم بالسملالية و المدرسة العليا للأساتذة بمراكش, مساءا حضرت مسرحية ` جار ومجرور`.. شدني جمال السيناريو و حسن الأداء،و الشجاعة في الطرح ، وأعجبني جو المسرح. اذ كان الجمهور متفرجا ممتازا. توجهت الى مدينة فاس عبر القطار.. الطبيعة رائعة.. كل شبر من الأراضي مستغل خير استغلال.. جنات غناء، والخير وفير. .وتحسرت وأنا أعيش ثانية مرارة الإحساس الذي انتابني وأنا أ سافر إلى تونس برا انطلاقا من الجزائر، مرورا بالأراضي الجرداء، التي التهمتها الأشواك، وتلك التي التهمها الاسمنت، وتلك التي تحولت إلي مستنقعات وإلى أماكن لرمي القاذورات…. دخل إلى العربة التي كنت فيها رجل تبدو عليه علامات الوجاهة رفقة زوجته وابنته.. حيّوني بوقار.. بعد مدة خرج الرجل من العربة، وعاد يستدعى زوجته وابنته و يأخذ متاعه … ثمّ رجع بعد قليل .. نظر إليّ بأدب و احترام وقال معتذرا ` اسّمحي ليَ منين بدّلتا المكان ، بحيث أنا كنكمي `.أي أدخّن ..تأثرت كثيرا بهذا الموقف الراقي … أحسست بنوع من الخشوع و أنا أدخل مدينة فاس ..و كأني ألج إليها من باب التاريخ .. كلّ منظر هنا .. كل ركن.. يفوح بعبير الماضي و بعطر الأمجاد.. أمجادنا التي هي أمجادهم .. …واغرورقت عيناي بالدموع و أنا كأنما أدرك للمرة الأولى بانّ لنا نفس الذاكرة .. و أننا نشترك في نفس الأصول .. نفس الأمجاد.. و نتلاقى في بوتقة واحدة في أمس قريب غير بعيد عن يومنا المشؤوم هذا .. أردت أن يكون جامع القرويين أول معلم أزوره….دخلت ا لقصبة .. الأزقة ضيقة غاصة بالمارة..لكن لا تدافع و لا سباب .. لا مشادات ولا اختلاسات .. الرجال يحترمون النساء و يفسحون أمامهن الطريق.. و الباعة يعرضون سلعهم أو خدماتهم بهدوء و براعة … التجار منتشرون في مناطق حسب الحرف : الجزارين ، العطارين ، الدباغين ، النحاسين… دخلت بعض الدكاكين أمتّع عيني بروعة جمال القفاطين المغربية .. وقفت أمام لبّان أستمتع بشرب كأس من ` الرائب` وأنا أصغي بطرب إلى الأصوات المنبعثة من دكاكين الحرفيين.. و صلت إلى جامع القرويين و بداخلي عرس..فهذا المكان المبارك كان و لا يزال منارة للعلم و الدين .. و أعرف في بلادي من يتشرف بأنه نهل العلم من هذا المنبع الأصيل الصافي .. و يذكّر بذلك كلما أراد أن ينبه إلى رفعة مستواه العلمي.. عند عتبة المسجد توقفت للحظة للتأكد .. إذ رأيت الرجال و النساء يدخلون و يخرجون من باب واحدة…وهم يتلاقون في باحة المسجد ، عكس ما هو معمول به عندنا . تنقلت في مختلف أرجاء المكان المقدس ، و صليت المغرب هناك .. أُعجبت بسيدات متقدمات في السن يقرأن القرآن الكريم و يرتلنه بأحكامه . و بفتيات في مقتبل العمر في منتهى الرقة و الجمال يصلين بخشوع ويسألن باهتمام عن أمور الدنيا و الدين .. و دون أدنى مجهود مني قُدّمت لي عدة دعوات لزيارة أخوات في بيوتهن و حتى للإقامة عندهن…خرجت رفقة فتاتين جامعيتين متشوقتين لمعرفة أخبار الجزائر و الجزائريين .. قمنا بالتجوال في أرجاء المدينة القديمة (فاس البالي) و كانت ترن في أذني كلمات من القصيدة الشعبية ( خلخال عويشة ) .. في اليوم التالي خرجت بمفردي عازمة على أن أسيح في المدينة … فلورانس ، مسجد تاجموعت ، مسجد يوسف بن تاشفين ، سيدي حرازم ، مولاي إدريس , منتزه المرينيين ، دار السلاح …. مناظر رائعة.. والمباني فيها الكثير من الانسجام و التناسق، والتواصل مع الماضي . و تعكس الكثير من الذوق و الإحساس بالجمال، و الحس المدني…المغاربة بارعون في البستنة …مرة أخرى أحسست بغصة….و أنا أسترجع في عمراننا مظاهرا للفوضى و التسيب و ا لعنف والتخلف.. ذهبت إلى جامعة` ظهر المهراس` طلبا للاستفادة من أساتذتها و باحثيها في ميدان تخصصي .. فلم يبخلوا عليّ بذلك… ` ما سخيناش بك آختي ` عبارة رقيقة رددها علي الكثيرون من أهل فاس …و يعلم الله مقدار ما أحسست به من ألم و أنا أغادر هذه لبلدة الطيبة. ركبت في حافلة قاصدة الدار البيضاء … جميع الأغاني التي عُرضت علينا طوال الرحلة كانت لمطربين جزائريين، فإضافة إلى أغنية ` يا الرايح وين مسافر تروح تعيا وتولّي` التي تسمعها في كل مكان هنا في المغرب ، وبعض أغاني الراي ،استمعنا إلى أشرطة كاملة لدحمان الحراشي، و إالى أشرطة لرابح درياسة لم أستمع إليها قيل ذلك .. و أدهشني مدى تجاوب الركاب مع هذه الأغاني… زرت `درب غلّف` و السوق المركزي و مشيت في` المعارف` و أكلت الحوت عند ` أمين` .. اطّلعت على الاختلاف الكبير في مستويات المعيشة بين مختلف الأحياء … و مشيت في الأزقة الضيقة .. – ماسحو الأحذية منتشرون في كل مكان ( و كذا الحمالون ) لكن لا ترى عليهم بوادر الذل وهم لا يلحون عليك .. تجولت في أحياء كثيرة تسكنها طبقات اجتماعية متابنية …لم اسمع كلمة فاحشة واحدة …. يتخاطب الناس بينهم بكلام مهذب (أنعام آختي، أنعام آخوي، أ الشريفة، عافاك آختي، نجاك آخوي، بصحة وراحة، الله يسامح، الله يعطيك الستر…). ركبت سيارة أجرة قاصدة ` باب مراكش` .. `أنعام أ الشمالية؟` … أراد السائق أن يعرف الاتجاه الذي أقصده.. و هو يحسبني – كغيره ممن رآني لأول مرة- من الشمال المغربي. وعندما تكلمت حسبني من الشام .. فالجزائريين في اعتقاده (دوزيام فرنسيس) يتحدثون بالفرنسية . و عندما أجبت بالنفي سألني مُستبعدا (ربما لهندامي) : تونسية؟ .. قلت `لا` ..سكت .. و انتظر أن أواصل .. ولمّا طال صمتي .. خمّن ، و كأنّه تذكّر وجود جزيرة نائيّة… `دزيريّة` .. ثمّ أضاف و قد تغيرت نبرات صوته ` فحاال فحال أحنا خوت..`. سائق آخر ، و هو شاب نشيط قال لي `الجزائري مزيان …..لكن غيرأمشي امعاه نيشان…` قصدت باب مراكش..و رأيت أن أقضي ليلة في دار للشّباب .. مكان محترم… هادئ و نظيف و جميل الموقع يرتاده السياح من مختلف الأعمار و الجنسيات.. سمحت لي ليلتي تلك بالاحتكاك بأناس جاؤوا من مختلف بقاع الأرض.. و فُتحت أمامي نافذة على العالم.. و قد جئت من بلد حُرّم على الأجانب منذ سنين طوال… في اليوم التالي ذهبت لزيارة السيد `عبد الجبار معطي` في المدرسة العليا للأساتذة … و هو أستاذ قدير زارنا في الجزائر و كنت أنصت لمحاضراته بكل شغف.. أّعجبت ببراعته في الإلقاء و بسعة أفقه و غزارة معلوماته و إتقانه للغتين العربية و الفرنسية .. ذهبت إليه دون سابق إشعار .. و كان منتهى أملي أن ينفق عليّ بعضا من وقته الثمين ناصحا و موجّها .. فوجدت فيه الأخ الكريم …دعاني للذهاب إلى منزله .. بيت جميل حديث البناء في `سيدي برنوسي` .. الجو الأسري راق .. أحسست منذ الوهلة الأولى أنني بين أهلي و ذويّ..و لن أنسى ما حييت كرم الضيافة الذي حظيت به من قبل زوجته وهي امرأة فاضلة و أم من الطراز الرفيع.. كما لن أنسى عفويتها و نشاطها الفائق و تربيتها الراقية لأبنائها و بناتها ووعيها الكبير بمسؤولياتها… وأثّر في نفسي كثيرا أن لا أحد يلحّ عليك بالسؤال إشباعا لفضول.. بل إنهم لا يسألونك حتى كم تنوي البقاء عندهم.. سؤال لم أجرأ على طرحه على أهل هذا البيت الطيب..بقي معلقا في نفسي لمدّة :` كيف أحظى بهذه المعاملة الأخوية وأنا أعلم بأن هذه الأسرة الكريمة عانت من سلوك بعض الجزائريين- و هم مع الأسف من طبقة مثقفة – ومن جحودهم واستغلالهم ؟`.. لكن هذا السؤال ما لبث أن تلاشى عندما اقتربت منهم أكثر.. .. فهذا الأستاذ مغربي أصيل.. والكرم طبع فيه.. و هولا يحمل ضغينة و لا يعمّم أحكاما .. خاصة عندما يتعلق الأمر بجزائريين.. و لقد لمست هذا في عدّة مناسبات.. المغاربة يحسون بتعاطف كبير و بحنين للجزائر و للجزائريين… حنين الأخ الذي فُصل عنوة عن أخيه…وهم يلتمسون لهم الأعذار ` معليهش مساكين…أحنا فحال فحال` .. واستغربت كثيرا أن أجد هذا التفهم من طرف مغاربة التقيت بهم.. تضرروا كثيرا من معاملات جزائرية… فمنهم من طرد في منتصف السبعينات فاقدا مصدر رزقه و كل ممتلكاته ومُبعدا عن أقرب الناس إليه… و منهم من لديه والد أو قريب قتل أو سجن لعشرات السنين في غياهب الصحراء… تجولت في شوارع ` كازا`.. المدينة التي تجمع متناقضات عجيبة ككبريات المدن .. راقني الجو في ` ماك دونالد`. أكلت و أنا أتأمّل ما حولي و من حولي في المكان الذي يمتد على مرمى البصر.. تبادلت ابتسامات مع أطفال تفيض السعادة من عيونهم و هم يلتهمون بنهم كبير أكلتهم المفضلة في علب رائعة.. ووجدت أفكاري تحلّق في جوّ آخر: أسماء المدارس والشوارع التي مررت بها في المغرب ، باستثناء أسماء الملوك، هي في الغالب أسماء بلدان أو مدن،أو زهور، أو معاني جميلة ( مثل التقدم و المعارف..) ،أو معالم و أحداث.. أو شخصيات تاريخية عريقة تملؤك إحساسا بالاعتزاز و بالامتداد طولا و عرضا…أسماء الشوارع، والمدارس و الجامعات و المطارات في الجزائر.. هي أسماء `ثورية`، تذكرك على الدوام بالمحن و البؤس و الموت و المذابح… تسد الآفاق أمامك… تجعلك تحسّ بالإحباط .. أو بالاعتزاز المبالغ فيه المفرغ من معناه، و الذي يغرس فيك العدوانية و الغرور و الإحساس الكاذب بالتفوق على بقية الشعوب.. و كثيرا ما تذمرت منذ طفولتي من هذه الأسماء و الشعارات التي تغرس فيك توجها (ثوريا) وتشدك إلي الوراء بأغلال من حديد… …ألم يستشهد آباؤنا لنحيا نحن؟ ألا توجد طرق أخرى للاعتراف بتضحياتهم و لتخليد أسمائهم، دون أن تتوجه أذهاننا باستمرار إلى المعارك ودون أن ترتسم لدينا ديكورات الحرب؟ و أذكر أنني في الصف السادس الابتدائي عندما طُلب منّا كتابة موضوع إنشائي يدور حول حب المدرسة كان من بين ما كتبت` … أحلم أن يستبدل اسم مدرستي باسم عالم فذ من الأسلاف مثل ابن سينا أو جابر بن حيان أوبن الهيثم أو ابن باديس لنحتذي حذوهم. .. نحن نحترم الشهداء و ندين لهم بالاستقلال لكننا نريد أن نتجاوز فترة الحرب لنبني و طننا بالعلم و العمل و كان هذا أمل الشهداء .` .. و كانت مدرستي تحمل اسم شهيد لم يحكوا لنا عنه شيئا يوما.. طبعا لم يعجب هذا الاستطراد المعلمة، و عزته إلى وقاحتي المعهودة … فالشهداء هم سرّ وجودنا وعلة حياتنا و منتهى انتمائنا… و الحديث عنهم وعن أمجادهم و بطولاتهم وعن الثورة المظفرة و الحلف الأطلسي و الاستقلال المعجزة.. هو خبزنا اليومي : المكتسبات الثورية..المعارك.. مجاهدون.. شهداء… خَوَنة….تُصاب بدوار و يملؤك إحساس مُحبط يخنقك : إحساس بأن جذورنا تمتد إلي عام 1954, وفي أحسن الأحوال إلي عام 1830 .. واليوم أتساءل إلى أيّ حدّ أثمرت فينا هذه المجهودات التربوية ؟ .. .وإلى أي مدى ساهم هذا التوجيه الثوري للأذهان بجميع إفرازاته في تبني أبناء جيلي لمواقف` ثورية` و في نسج خيوط المأساة التي سحقتنا لأمد طويل ؟ اشتريت تذكرة قطار الدار البيضاء – مراكش .. تذكرة درجة ثانية هذه المرة طلبا لاحتكاك أكبر مع عامة الناس.. داخل القطار شدّني صوت مهذّب واضح منبعث من مكبّر ، يرحب بالمسافرين بلباقة، يعلن عن دخول كل محطة، ويعتذر باستمرار عن كل تأخير و يبرّره. و كالعادة لم أبذل أيّ مجهود للانسجام مع من حولي .. سألتني سيدة جالسة قبالتي عن انطباعاتي حول زيارتي و في مجرى الحديث عبّرت لها عن إعجابي بظاهرة أصادفها لأوّل مرة وهي ارتياد تلاميذ المدارس و طلبة الجامعات ، إناثا و ذكورا، فرادى و جماعات للأماكن العامة والحدائق يراجعون فيها دروسهم بكل جدية – قلت ذلك و أنا أسترجع مناظرا مقزّزة لحدائق عامة في بلادي أكلها الإهمال وتحولت إلى أوكار للفساد بجميع مظاهره- حركت السيدة رأسها مبتسمة و لم تعلّق . وعندما نزلت من القطار استدرك أحد الشباب وهو طالب في السنة الخامسة طب قائلا ` سأشرح لك أسباب هذه الظاهرة .. الصهد (شدة الحر)، وضيق البيوت وانعدام المكتبات` استغربت لتوضيحاته فهو يعلم أنني جزائرية، ويعلم الحساسيات التي بين بلدينا ، ولم يمنعه ذلك من تقديم هذا التفسير حتى لا أنبهر بظاهر الأشياء.. انتزعني من شرودي صوت سيدة جالسة بجانبي و هي تسألني ` هل زرت مسجد الحسن الثاني؟` ..عبّرت لها عن إعجابي بشساعة المكان وجمال التصميم وروعة الموقع ودقة التنفيذ .. لكنني أضفت أن ما لم يعجبني هو اختلاط (أو اقتراب ) مكان العبادة بأماكن اللهو و اللعب … قالت بدون تحمس `ذلك المكان كان سيتسع لإيواء كل المغاربة المحتاجين إلي سكن`، وعندما بقينا لوحدنا في العربة قالت ` لا أقصد من حيث المساحة فقط بل أعني من حيث تكاليف البناء التي دفعت من جيوبنا `.. و استغربت بشدة أن أسمع منها مثل هذا التعليق… من قال بان المغاربة يخافون من ظلهم ولا يقربون السياسة ؟… أم هي رياح الديموقراطية لم تخطئ طريقها إلى المغرب… كان ذلك يوم جمعة.. اكتشفت من حركة الشارع أنّ الموظفين المغاربة لا يعملون وقت الصلاة ( 11سا – 15سا) و أنّ لهم الوقت الكافي للاستعداد للعبادة…. و هم بعد ذلك ينتشرون في الأرض يبتغون فضلا من الله .. كما أن الكثير من الخواص ` تجارا و غيرهم ` يجعلون من يوم الجمعة يوم راحة لهم… نزلت في فندق بسيط لكنه نظيف في ` غليز` و هو ملك للسيد ` بناني` ، رجل محترم كنت قد التقيته و زوجته الطبيبة في فندق `عمور` بفاس .. خرجت لزيارة ` البهجة` المدينة الجميلة الحمراء داخل عربة جميلة يجرّها حصان….الحرارة تلفح الوجوه.. لكن انخفاض الرطوبة يجعلها محتملة .. وصلت إلى جامع الفناء `لفنا` .. ساحة الغرائب ..نزلت… ووقفت لمدّة أتأمّل ما يحدث فيها من عجائب الأمور… كالتفاف جمهور كبير من الرجال و النساء من جميع المستويات مكونين حلقة.. تتربع في الوسط امرأة متوسطة السن تهمس في أذن رجل ببدلة أنيقة و ربطة عنق و هو جالس القرفصاء و يستمع إليها بخشوع…ثم جاء دور رجل آخر.. ثم امرأة … كان الصمت يخيم على المكان … ما لبثت أن غادرت هذا المشهد و اتجهت نحو `بائع لحريرة`.. اعترض طريقي شخص كأنه خرج لتوّه من كتاب أصفر للتاريخ .. فزعت و صرخت عندما وضع أفعى حول عنقي … أسرعت في مشيتي تفاديا لموقف مشابه.. احتسيت صحن `الحريرة` واقفة و أنا مبهوتة لما يحدث أمامي.. مشيت بعدها نحو القلعة..الطريق جميل و شاعري.. تتبعني شاب على دراجة … هرولت في مشيتي.. ثم غيرت منحى طريقي .. لكنه بقي يسير ورائي – لا أنكر أنّ معاكساته كانت مهذّبة و رقيقة و أنه لم ينبس بكلمة مؤِذية – استجمعت كل شجاعتي و وقفت … استدرت نحوه قائلة ` سر في حالك`.. أحنى رأسه و عاد أدراجه دون أدنى تعليق. قصدتُ في اليوم التالي جامعة السملالية حيث لا أعرف أحدا و لا يعرفني احد…سألت عن مخبر التعليمية `ديداكتيك` فوُجّهت إلى السيد ` بوّاب` و كان حينها مديرا.. تأثرت لحسن استقباله.. قادني إلى المخبر.. فرحت لجوُ العمل السائد هناك .. لمست عند هؤلاء الإخوة (أذكر من بينهم السيد فؤاد شفيقي) إقبالا طيبا على البحث في هذا التخصص الجديد. واستغلالا جيدا للإمكانيات المتوفرة لديهم- على قلتها – ومقدرة على توظيف تقنيات البحث و إطلاعا على مختلف الاتجاهات و استفادة من مختلف المناهج… كما وجدت لديهم قناعة بإمكانية التكامل مع الجزائريين و رغبة في تكوين علاقات تعاون معهم ووعيا بضرورة توحيد الرؤى.. وتذكرتُ أنني – وأنا أخطو الخطوات الأولى في هذا الميدان – قد نهلت من مراجع مغربية في علوم التربية و الابستمولوجيا و تعليمية العلوم .. جاد بها عليّ أستاذ فاضل كان آنذاك مستشارا ثقافيا في سفارة المغرب بالجزائر . و أنّ أول من لجأت إليه طالبة يد المساعدة هو الأستاذ محمد كوحيلة من المدرسة العليا للأساتذة بمراكش .. راسلته..فلم يبخل عليّ بآرائه القيمة و توجيهاته و نصائحه التي أنارت طريقي في رسالة الماجستير و أجلت الكثير من الطلاسم… و سأطل ممتنة للأستاذين الجليلين .. حافظة للجميل .. رجعت إلى الفندق..جاء السيد بناني و زوجته و اصطحباني إلى بيتهما الجميل..وهناك تعرفت على أطفالها الأربعة المتقاربين في السن.. كلهم في المرحلة الابتدائية من التعليم.. : فاروق و علي و عمر و هند ( و ليغفروا لي إذا خانتني الذاكرة إنّما لاختيار الأسماء دلالة كبيرة).. أربعة من الملائكة فيهم الكثير من براءة الطفولة و رقتها و تلقائيتها..و روح الدعابة و اتقاد الذكاء و الأدب الجم و التربية الدينية الراقية .. و من سياق الحديث عرفت أنهم يدرسون في مدارس أجنبية (فرنسية و أنجليزية)…لا أنكر استغرابي حينها…إذ أنهم يتخاطبون بلسان عربي مبين.. التعليم الأجنبي هنا.. التكوين الراقي و إتقان اللغات.. لا يطمس الشخصية إذن ..ولا يخلخل بُنى الهوية.. ولا يمنع من التحكم في اللغة الأم و لا يعني التغريب.. – ` المغرب غابة ما تبحثين عنه تجدينه`، عبارة قالها لي احد الأخوة المغاربة المقيمين بالجزائر، أدركت معناها عند نهاية زيارتي هذه… غابة بتنوعها و وفرتها.. لكنّنا لم نسمع إلا عن وجهها المقفر و مناطقها الجرداء…. لم تبلغ بي السذاجة درجة أنني لم أقف على مظاهر لم ترقني ولم يمنعي انبهاري من الإطلاع على وجه آخر للمغرب، لكنه وجه لم يفاجئني هذه المرة لأنه لا يمكن أن يبلغ درجة الفضاعة التي يتوقعها من جاء من الجزائر… و هذه بعض ملامح هذا الوجه : – عايشت الفقر المدقع الذي يهوي بصاحبه إلي الحضيض.. – شباب تعج بهم شوراع الرباط يشمون خرقة داكنة ويترنحون في مشيتهم وهم خطرون لا أحد يلاحقهم ولا يحسون بأنهم مهددون… – يتحدث الكثير من الشباب عن تفشي الرشوة وأنها القاعدة وليست الاستثناء فلا توظيف بدون رشاوى كما أنّ الامتحانات و المسابقات شكلية وهذا يجعلهم– خاصة أصحاب الشهادات منهم- يحسون بإحباط شديد… ولقد عاينت بنفسي بعض مظاهر ذلك في إحدى المصالح الإدارية، إذ لمست تأثير ورقة من 10 دراهم على سرعة الخدمات المقدمة و نوعيتها .. – ` كل واحد داخل سوق رأسه ` و` اشكون أداها فيك `….هذا ما تلتمسه جليا هنا و يجيبك علي الكثير من التساؤلات.. مثل قلة التكافل الاجتماعي في المدن الكبرى و الحرية الكبيرة التي تتمتع بها بعض البنات و المستغلة أحيانا في الفساد ..والظاهرة الجديدة التي انتشرت نسبيا و المتمثلة في زواج المغربيات من أجانب غير مسلمين – وقد يمثل بعضهم دور من أسلم داخل مسجد يدخله للمرة الأولى و الأخيرة- و من هؤلاء أفارقة قادمين من مناطق نائية و مجتمعات بدائية… – استغربت من أشخاص من مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية يبدون تفهما بل أحيانا نوعا من التعاطف مع نساء فاسدات – رغم تقدم بعضهن في السن – بحجة أنهن في حاجة مادية…أو هم ينظرون للأمر على أنه ظاهرة طبيعية لم يخلُ منها مجتمع على مرّ العصور… و لهم في ذلك أكثر من طرح.. ذلك رغم نواقيس الخطر التي تدق بقوة .. – استمعت إلي شخصيات في مراكز علمية و إدارية مرموقة تتحدث بعدم استنكار ( حتى لا أقول بقناعة) أدهشني عن خورا ق المنجمين مثل الحاجة` بريكة` في شويطر بمراكش وزبائنها من الطبقة الراقية والمثقفة … و عن صعوبة الحصول على موعد عندها…. وعن صدق تنبؤاتها… – سألت أستاذا متمكّنا وذا كفاءة عالية ` و هو من ا لشاوية` عن نتيجة ترشحه لأحد المناصب الإدارية ، فأجاب بأن أستاذا آخر فاز بالمنصب لانه قريب منه في المؤهلات لكنّه من` الشرفاء `… هممت بإبداء استنكاري الشديد و لكنني أحجمت إذ أنّ النتيجة لم تفاجئه إطلاقا و ` المقياس` لا يضايقه و لا اعتراض له عليه.. بل هو مقرّ به ، مدافع عنه.. قلت فقط ` لكن لا شريف و لا وضيع بالنّسب في الإسلام.. و الشريفُ شريف العمل.. و كلنا عباد الله و إنّ أكرمنا عنده أتقانا.. و هو سبحانه ما جعل محمّدا أبا أحد من رجالنا…و كلّنا من آدم و آدم من تراب..و..` كنت أنظر إليه.. لم يلق كلامي أيّ صدى في نفسه – اللهم إلّا التذمّر- ففهمت أنّ هذه القناعة متجذّرة في نفسه .. ولا يمكن لرأيي أن يغبّر من الأمر شيئا.. دامت زيارتي للمغرب أسبوعين.. اكتشفت أنّ الأسفار هي من أهم مصادر للعلم.. هذا ما تفطن إليه أسلافنا و عملوا به… و أنّ قراءة عشرات الكتب حول المغرب ما كان ليعوّضني عن الاحتكاك و المعاينة و ما كان ليترك في نفسي مثل هذا الأثر . رافقني إلي المطار سيدة مغربية وزوجها، كانا في منتهى الكرم و الرقة…أحسست وأنا أصافحهما ممتنّة مودّعة بأنني أتقيأ مزيجا أسودا مرا.. مزيجا كان رغيفي اليومي خلال سنين طوال. دخل جوفي .. واستقرّ في أعماقي وأصابني بمغص دائم كثيرا ما تحكم في نفسيتي..و شكل رصيدي الكبير من الكبرياء و الغرور والذاتية و الحقد و العدوانية… عندما وطئت قدماي أرض الطائرة انتابني إحساس قوي بالحنين إلي المغرب. منى المالكي الجزائرمنقول عن مدونة: اقرأ
http://femmedumaroc2010.wordpress.com/2010/10/09/%D8%A7%D9%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B2%D9%D8%B1-%D8%A7%D9%D9%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%D8%A3%D9/
http://femmedumaroc2010.wordpress.com/2010/10/09/%D8%A7%D9%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B2%D9%D8%B1-%D8%A7%D9%D9%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%D8%A3%D9/
Published on May 16, 2013 08:57
May 13, 2013
الإسلام والمستقبل. سلسلة: آفاق جديدة في البحوث الإسلامية.
سلسلة: آفاق جديدة في البحوث الإسلامية.
الإسلام والمستقبل.
إلياس بلكاأكتب هنا عن بعض القضايا المهمة التي تحتاج إلى جهود الباحثين والمؤلفين، خاصة من جيل الشباب.. فهي قضايا مهمة بالنسبة لحاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها، بل إن نهضتنا المنشودة تقوم جزئيا على الدراسة العميقة والجادة لهذه المشكلات وأمثالها، وتقديم الحلول المناسبة لها: حلول تراعي الدين وقواعده، دون أن تغفل عن العصر وطبيعته. وهذا أول مقال، وهو في الأصل عبارة عن جواب لسؤال جاءني من أحد الباحثين الذي كان يرغب في تسجيل موضوع أطروحته للدكتوراه في قضية تتعلق بالمستقبل. فكتبتُ إليه:
الأخ الكريم، الأستاذ ....
السلام عليكم ورحمة الله،
الموضوع واسع ومعقد، لست أدري من أين أبدأه. لكنني أقول لك: إن خبرتي بموضوع المستقبل واستشرافه وضعتها كلها في رسالتي للدكتوراه، والتي غيرتُ عنوانها، وفي أعمال أخرى تالية. والحمد لله أن جميع هذه الأعمال مطبوعة. لذا يمكنك أن تطلع عليها، وستجد فيها بغيتك إن شاء الله تعالى. وهذه هي العناوين:
1- النظرية الإسلامية في الكهانة. صدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت، سنة 2003.
2- مقدمة في التنجيم، وحكمه في الإسلام. صدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت، سنة 2003.
3- الغيب والمستقبل. صدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت.
4- الغيب والعقل. دراسة في حدود المعرفة البشرية. صدر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سنة 2008. لكن الكتاب ليس شديد العلاقة بموضوع المستقبل.
5- الوجود بين مبدئي السببية والنظام. ( بحث في الأساس الشرعي والفلسفي لاستشراف المستقبل). صدر عن المعهد العالمي في 2009.
6- استشراف المستقبل في الحديث النبوي. سلسلة كتاب الأمة، رقم 126، 2008.
7- مجموعة مقالات، منها:
* تجديد علوم الفقه والمقاصد في ضوء المستقبل. مقال مطول بمجلة التسامح العمانية، العدد الأخير 20. انظر موقع المجلة بالانترنت.
* المهدوية عقيدة مستقبلية خطرة. مجلة الرشاد.
* مقالات كثيرة ببعض المجلات، يمكنك الاطلاع على بعضها بمدونتي على الأنترنت..
أما عن موضوع البحث، فأظن أن اطلاعك على هذه الكتب يمكن أن يفيدك في اختيار موضوع مناسب. لكن من المواضيع ما يلي:
أ- التأطير الإيديولوجي للمستقبل.( أي محاولة التحكم بالمستقبل سلفا بادعاء أنه سيكون على شكل ما).
ب- المستقبل في ضوء " علم" تفسير التاريخ، عند المسلمين والغربيين: ابن خلدون، عماد الدين خليل، ماركس، دوفلور...
ت- فكرة التقدم والانحطاط: مقارنة في التراثين الإسلامي والأوربي.
( صدر لي مقال عن هذا بمجلة التنوير).
ث- فكرة النهاية وأثرها في الغرب. ( انظر مقالا لي بمجلة التسامح) .
ج- الباراسيكولوجيا من منظور شرعي . ( انظر مقالا لي بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة).
ح- بخاتمة كتابي في الكهانة اقتراحات البحث.
خ- أحاديث الفتن والبشارات: فقهها وأصولها. ( انظر الفصل الأخير من كتابي في سلسلة كتاب الأمة).
د- أخبار المهدي المنتظر: مدى صحتها، وخطورتها إذا فهمت خطأ..
ذ- دراسة مفكر عربي أو مسلم متخصص في المستقبليات. مثلا أبرز واحد بالمغرب هو: المهدي المنجرة. انظر موقعه بالانترنت. له كتب وعشرات المقالات.
ر- تعميق البحث في التعامل النبوي الشريف مع المستقبل: استشرافا وتخطيطا وإعدادا... أي تعميق فكرتي التي بينتها في كتابي ضمن سلسلة الأمة. أي التوسع في بحث موضوع: رسول الإسلام والمستقبل.
ز- إذا كنتَ تتقن الإنجليزية: دراسة ما صدر في الغرب عن مستقبل الإسلام، أو مستقبل العالم العربي، أو مستقبل دولة محددة كمصر أو السعودية...
هذا ما حضرني الآن. أتمنى لك التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله.
الإسلام والمستقبل.
إلياس بلكاأكتب هنا عن بعض القضايا المهمة التي تحتاج إلى جهود الباحثين والمؤلفين، خاصة من جيل الشباب.. فهي قضايا مهمة بالنسبة لحاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها، بل إن نهضتنا المنشودة تقوم جزئيا على الدراسة العميقة والجادة لهذه المشكلات وأمثالها، وتقديم الحلول المناسبة لها: حلول تراعي الدين وقواعده، دون أن تغفل عن العصر وطبيعته. وهذا أول مقال، وهو في الأصل عبارة عن جواب لسؤال جاءني من أحد الباحثين الذي كان يرغب في تسجيل موضوع أطروحته للدكتوراه في قضية تتعلق بالمستقبل. فكتبتُ إليه:
الأخ الكريم، الأستاذ ....
السلام عليكم ورحمة الله،
الموضوع واسع ومعقد، لست أدري من أين أبدأه. لكنني أقول لك: إن خبرتي بموضوع المستقبل واستشرافه وضعتها كلها في رسالتي للدكتوراه، والتي غيرتُ عنوانها، وفي أعمال أخرى تالية. والحمد لله أن جميع هذه الأعمال مطبوعة. لذا يمكنك أن تطلع عليها، وستجد فيها بغيتك إن شاء الله تعالى. وهذه هي العناوين:
1- النظرية الإسلامية في الكهانة. صدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت، سنة 2003.
2- مقدمة في التنجيم، وحكمه في الإسلام. صدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت، سنة 2003.
3- الغيب والمستقبل. صدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت.
4- الغيب والعقل. دراسة في حدود المعرفة البشرية. صدر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سنة 2008. لكن الكتاب ليس شديد العلاقة بموضوع المستقبل.
5- الوجود بين مبدئي السببية والنظام. ( بحث في الأساس الشرعي والفلسفي لاستشراف المستقبل). صدر عن المعهد العالمي في 2009.
6- استشراف المستقبل في الحديث النبوي. سلسلة كتاب الأمة، رقم 126، 2008.
7- مجموعة مقالات، منها:
* تجديد علوم الفقه والمقاصد في ضوء المستقبل. مقال مطول بمجلة التسامح العمانية، العدد الأخير 20. انظر موقع المجلة بالانترنت.
* المهدوية عقيدة مستقبلية خطرة. مجلة الرشاد.
* مقالات كثيرة ببعض المجلات، يمكنك الاطلاع على بعضها بمدونتي على الأنترنت..
أما عن موضوع البحث، فأظن أن اطلاعك على هذه الكتب يمكن أن يفيدك في اختيار موضوع مناسب. لكن من المواضيع ما يلي:
أ- التأطير الإيديولوجي للمستقبل.( أي محاولة التحكم بالمستقبل سلفا بادعاء أنه سيكون على شكل ما).
ب- المستقبل في ضوء " علم" تفسير التاريخ، عند المسلمين والغربيين: ابن خلدون، عماد الدين خليل، ماركس، دوفلور...
ت- فكرة التقدم والانحطاط: مقارنة في التراثين الإسلامي والأوربي.
( صدر لي مقال عن هذا بمجلة التنوير).
ث- فكرة النهاية وأثرها في الغرب. ( انظر مقالا لي بمجلة التسامح) .
ج- الباراسيكولوجيا من منظور شرعي . ( انظر مقالا لي بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة).
ح- بخاتمة كتابي في الكهانة اقتراحات البحث.
خ- أحاديث الفتن والبشارات: فقهها وأصولها. ( انظر الفصل الأخير من كتابي في سلسلة كتاب الأمة).
د- أخبار المهدي المنتظر: مدى صحتها، وخطورتها إذا فهمت خطأ..
ذ- دراسة مفكر عربي أو مسلم متخصص في المستقبليات. مثلا أبرز واحد بالمغرب هو: المهدي المنجرة. انظر موقعه بالانترنت. له كتب وعشرات المقالات.
ر- تعميق البحث في التعامل النبوي الشريف مع المستقبل: استشرافا وتخطيطا وإعدادا... أي تعميق فكرتي التي بينتها في كتابي ضمن سلسلة الأمة. أي التوسع في بحث موضوع: رسول الإسلام والمستقبل.
ز- إذا كنتَ تتقن الإنجليزية: دراسة ما صدر في الغرب عن مستقبل الإسلام، أو مستقبل العالم العربي، أو مستقبل دولة محددة كمصر أو السعودية...
هذا ما حضرني الآن. أتمنى لك التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله.
Published on May 13, 2013 13:54
May 11, 2013
صورة تلخص مأساة مسلمي بورما.
منقول عن وكالات الأنباء:
في ظل صمت دولي مطبق، لايزال المسلمون في بورما يواجهون اضطهاداً وتنكيلاً وقتلاً وتهجيراً منظما من الطائفة البوذية البورمية، في أشرس حملة للتطهير العرقي فاقت في فداحتها وجسامتها مشاهد المذابح الجماعية في يوغسلافيا السابقة.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صورة يندى لها جبين الانسانية, تظهر طفلا بورماويا لا يتجاوز عمره الخمس سنوات وهو يحتضن شقيقته التي تصغره بقليل بعد قتل الأب والأم وبقية أشقائهما.
Published on May 11, 2013 15:16
إلياس بلكا's Blog
- إلياس بلكا's profile
- 50 followers
إلياس بلكا isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.

