“اكذب و قل لي إنني أحلى النساءْ
و بأنّ قبلي ما عشقتَ ..
و ما عرفت سواي حلمًا في المساء
اكذب عليّ و لا عليك مهالكه
فالكذب فيّ على يديك أُباركه
سأرده شوقًا إليْك
سأذيب عشقًا أصغريْك
اكذب عليَّ..
فلستُ أبغي في الهوى رجلًا بخلق الأنبياء
اكذب و صِفْ لي حين أقبل دعوةً لك بالعشاء
كم كنتَ تخشى أن تُرَدّ عن اللقاء
و الآن كم أحسست أنّك في وجودي ساعةً أو ساعتيْن
و يداك تلتهفان في حذر إلى ضمّ اليدينْ
و كأنّ لقيانا له القمر استضاء
فإذا تجمّعتِ السُحُبْ
و القمر عنّا قد حُجِب
اختر جديدًا في الكذب
اكذب و صف لي ..
كيف غضّ القمرُ طرفًا عن جمالي في حياء
اكذب فإنّ العشق من غير الأكاذيب انتهاء
******
اكذب و قل لي حين أهمس نشوةً
خلف المغنّي في خفاءْ
يالله .. ياللصوتِ من شفتيْكِ..
عيدي لي الغناء
اكذب و قل لي حين يغمرنا المطرْ
و يذوبُ في وجهي قناع ما استقرّ
و ترى بعينكَ كلّ هالات السّهر
كم أنتَ أجملُ حين يُفتَقدُ الطّلاءْ
كم خبّأَ اللونُ المعارُ إلى الخدود من الضياء
كم زاد فيكِ الحسنُ و ازددتُ الشقاء
اكذب فإنّ العشقَ..
كلَّ العشق في الأرض افتراءْ
*******
اكذب و قلْ لي كم جميلٌ نطقُكِ الكلماتِ لَثْغَاءً براءْ
اكذب و لا تعبأْ..
إذا ما ضجّ بالكذب الفؤادُ أو الوريد أو الدّماء
اكذب فإنّ الأرض تكذبُ في الرّبيع..
و يفضحُ الكذبَ الشتاءْ
تُخفي الغُصونَ العاريات...
و وجهها المُقْفَرَّ من تحت النّماء
اكذب فإنّ الكون يكذبُ اتّشاح نجومه ..
يخفي قبيح وجومه ..
ليشيع في الظلم البهاءْ
اكذب فإنّ الأرضَ تكذبُ و السماء
اكذب فحتّى المقعدان لكاذبان ..
و هاك طاولةُ اللقاء ادّارءتْ
في المفرشِ المنقوش..
و الزّهرِ المصفّف في الإناءْ
******
اكذب فإنّ الكذبَ في عرف النساءْ
مثل العيون تجفّ من غيرِ البكاء
مثل ارتشاف الماء و شهيق الهواءْ
فاكذب عليَّ و إن تصنّعتُ الجهالهْ
و اسقِ الشفاه من الكِذَاب إلى الثُماله
فلئن أنِفتَ الكذبَ فاصدُق بُرهَةً..
فأنا أُحبُّك حين تصدُقٌ لا محاله
لكنْ دوامَ الصّدق ...
في كلّ الحديثِ من الرّجال إلى النساءْ
سيميتُ فيهنّ الهوى من بعدِ موتِ الكبرياءْ”
―
أحمد صلاح حماد,
أريد امرأة