حسين المتروك's Blog, page 25

March 2, 2011

كيف أكتب؟ – تطويع الأفكار


أحدّق طويلاً في هذا البياض، أبحث عن سؤال يثير زوبعة، تفرّ من شفتيّ -الزوبعة- لتعانق القلم، وتشنق بعض الحروف على جبين السطور الباهتة اللون، دوماً هذا القلم يُمزّقني نصفين في منتصف الطريق، نصف يعيش به، ونصفٌ آخر في جوفي!، فأكون أنا هوَ وهوَ أنا، نتحّد بشكلٍ من الأشكال، وتُسحق كلّ مفاهيم الاتصال بالعالم الخارجي، وأشعر بكل عزلة مُمكنة، تطوّق المكان كلّه لتحقق شيء من الجنون!.


:: تطوير الفكرة

نعم الأفكار كثيرة وتختلط في الكثير من الأحيان ولا نعرف كيف يمكننا أن نستعيد فكرة ما لنضعها في المقال الذي نكتبه حالياً، لهذا كان لا بُد أن أذكر لكم الدفتر الصغير لأنّك ما إن تضع الفكرة الرئيسة برأسك ستبدأ بالتفكير المُستمر حول هذه الفكرة، وستكون في حالة العصف الذهني المنشود، باستمرار وعقلك اللاواعي يرسل إشارات مُستمرّة عليك بالاستفادة منها، وتدوينها بسرعة للحصول على أكبر قدر من النتائج، فالأفكار تهرب باستمرار.



 أكتب ما تعرفه أو أكتب ما تريد أن تعرف!



عظيمة هذه الكلمة في الأعلى، ضعها أمامك وابدأ بالبحث، فأنت حقاً ستجد الكثير، على سبيل المثال: مجلس الأمّة الكويتي، الخطوط الجويّة الكويتية، العائلة، مباراة كرة قدم، لعبة بلايستيشن، وغيرها من الأشياء التي تكون في متناولنا، يمكننا تحويلها إلى مقال مُعيّن، يمكنكم رؤية مثال حقيقي هُنا - لابتوبي راح - واستفدت كثيراً من الحدث لتحويله لمقال حول الغضب.


:: تطويع الأفكار

الآن نحو الأمر الخطير الذي نبحث عنه في طيّات هذا المقال السرّي جداً وهي طريقة مُبتكرة لترتيب الأفكار وجعلها أكثر فائدة لنا في كتابة المقال هي أن نُرتّبها بشكل الأرقام، الأهم (1) الأقل أهميّة (3).


مثال حيّ، ..


لو أردنا كتابة مقال حول الثورات في العالم الآن، قد يكون لدينا العديد من النقاط منها:


       – الظلم السابق لسجين سياسي.

       – قتل شخص بريء خلال المظاهرة.

       – المُطالبة بتنحّي جميع المسؤولين.

       – الوجبات الغذائية من أين تأتي؟

       – من يدفع هذه الأموال؟

       – من يحرّك هؤلاء الشبّان.


هذه الأمور هيَ أفكار، يمكننا ترتيبها حسب مواضيع أكبر، مثلاً ( الماضي، الحاضر، المستقبل ) ونطوّع الأفكار داخل هذه الأفكار الكبيرة التي ستشكّل صلب المقال، ومن هُنا نُقرر الهدف من هذا المقال الذي سنتجاوز فيه بعض الحدود بتحليلات على حسب معطيات حيّة في الميادين العالمية، وبعد ترتيب النقاط داخل الإطار الكبير نبدأ بالتقييم ولكي يكون المقال قوياً، علينا باستبعاد النقاط ذات الأقل أهمية، ومحاولة التطوير والبحث بشكل تخصصي أكبر لربط مجموعة النقاط مع بعضها البعض لتشكيل موضوع حقيقي.


:: الخطوات

     1- كتابة الفكرة الكبيرة.

     2- كتابة النقاط الداخلية.

     3- تحديد الأهمية.

     4- التطوير.

     5-  الكتابة.


:: بعض الخطط

خُطط أضعها لكم فكّروا فيها، وشاهدوا ماذا يمكنكم أن تكتبوا، صدّقوني الكثير من الأمور، فهُنا توجد خُطوات غريبة تُساعد على تجميع أكبر قدر من الأفكار.


     * المناسبات السنوية.

     * مواضيع طازجة.

     * قراءة الأفكار بطريقة جديدة.


               - القراءة خارج الصندوق!، تعني أن تقرأ الموضوع بشكل مُغاير، فلو افترضنا أنك تريد أن تكتب عن الجمال، فبإمكانك الكتابة عن الورد أو حتّى عن جمال لغة أديب، فالموضوع يتحدّث عن الجمال، ابحث عن شيء تراه جميلاً، مثلاً أنا أحب رؤية النوارس تحلّق فوق صدر البحر.


     * شاهد صُورة واستخرج منها معاني!.

     * إذهب إلى البحر، إذهب إلى المقبرة، شاهد بعين أخرى.

     * إقرأ لمن كتب في ذات الموضوع.

     * هل ما ستكتبه ينتمي إليك؟ ويعبّر عنك؟

     * مقالك، هي يستحق النشر، أم إنها خربشات غير مُناسبة!.


وهناك قائمة طويلة جداً، بإمكانكم كتاباتها لأنفسكم لتشجيع أنفسكم على القراءة والكتابة في آن واحد، أنصحكم بإعداد قائمة من الأسئلة والأمثلة التي تبحثون في أمر كتابتها، ورؤية ما يستحق الكتابة.


:: ضع الأفكار في علبة

نعم ضع الأفكار في أوراق، وضعهم في علبة واحدة، أي صفحة واحدة، وحاول أن تجد عن ما ينقصك، فعلى سبيل المثال إذا كُنت تحب أن تضيف حديث شريف فعليك بالبحث في كتب الحديث عنه أو في مواقع الحديث، وستجد ما تريد صدّقني، وإذا كُنت تريد وضع آية شريفة فعليك بكتب فهارس مواضيع القرآن الكريم وهي مُتوفرة بكثرة وجميلة جداً، ومُفيدة أيضاً، وابحث عن تجربة شخصية إذا كُنت تريد تضمينها، والكثير من هذه الأمور التي أنت بحاجتها، فقد تكون بحاجة إلى إحصائية ما، فابحث عنها وقد تجدها في مكان ما.


هل تعلمون عن ماذا أتحدّث هُنا، أتحدّث عن Check-List لتكون لديكم مقالة مُتكاملة إن شاء الله، جرّبوا ولن تخسروا شيء، إن الحياة عبارة عن تجارب مُفيدة، وأخبروني بالنتائج.


××


شكراً لكم جميعاً على الدعم الكبير الذي تقدّمونه، وأنتظر منكم المزيد والمزيد، وفعلاً أحب أن أشاهد نتائج ما أكتب، وتجاربكم فهي ستكون مفيدة بالنسبة لي شخصياً لإثراء محتوى ما أكتبه لكم.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 02, 2011 23:00

February 28, 2011

إستضافة الثلاثاء – الخطاط / حسين مقيم


هذه المرّة هوَ ليس بضيفي، بل هوَ صديقي وأخي، وقف بجانبي في الكثير من الأيّام الصعبة، لديه إحساس مُرهف، فعلاً هوَ صديق وأخ قلّ نظيره، رغمَ كلّ شيء يبقى هوَ من القلّة الذين لهم من الفضل الكثير عليّ، خطاط شهد له جميع معارفه، لديه موهبة نادرة بين أقرانه، هوَ مُبدع بالإبتكار والتغيير، يمتلك خبرة جميلة في تطويع الحروف وتذليلها لرغباته، يطمع في المزيد، ويبحث عن الجديد، لا يُحب العُزلة، لديه من الكِبرياء الكثير، تابعوا معي أحداث هذا اللقاء، وإذا كُنتم تبحثون عن خطّاط شاب لديه موهبة فأنصحكم بهذا الشاب، ..


      1- من أنت يا صديقي؟


أنا إنسان عشتُ حياتي بين صمت الجدران ، عشتُ صمت السنين ، لأنفجر باكياً بإبتسامة .

( حسين مقيم ) يقيم داخل إطار يحوي في طيّاته على زوجة و وليّ عهدي ( علي ) ، أسعى لتطوير مستواي المعيشي و الدراسي .


       2- كيف بدأت رحلتك مع الخط العربي؟ حدّثنا شيئاً عن الماضي ..


بدأتها بإنجذابي لجمالية الخط و رونقه منذ الصغر ، و أخذتُ أبحث و أكتب و أتابع و أجتهد بنفسي ، و بدأتُ أتعرّف على هذا الفن الراقي ، و مازلتُ أتذكّر تلك اللحظة التي كنت فيها في الرابع الإبتدائي ، حينها كانت بداية مشواري .


       3- سمعتُ شخصياً بأنّك توَد أن تكتبت القرآن الكريم، فمتى سيكون هذا الأمر إن شاء الله؟


شرف لي و لكلّ خطّاط أن تخُط يداه حرف من حروف هذا الكتاب المهجور ، لكن ما يُعيقني هي أمور أخشى أن أقع فيها كبعض الشكوك و الإختلاف  في رسم الكلمة و طرق كتابة الكلمات خشية السقوط في كمين التحريف . 


       4- هل هناك طريقة مُحددة تعتمد عليها عندما تكتب مَخطوطة ما، وحدّثنا قليلاً عن أنواع الخطوط.


أعتمد على ظرف الكلمة و أحرفها و كيفيّة ملاءتها لنوع الخط و مدى إمكانيّة توظيفها ، و للخط العربي أنواع كثيرة و جميلة جداً تتراوح ما بين الرقعة و النسخ و الثلث و الفارسي و الديواني و غيرها …


       5- أيّ الخطوط تميل إليها يا صديقي؟


أميل يا صديقي إلى الخط الديواني لما يحويه هذا الخط من جمال فتّان و يأسرني بميول أحرفه و تراقصها على السطر .


       6- هل تكتُب شكل يومي، أم متى ما طلُب منك، أو متى ما سمح لك الوقت؟


تعتمد كتاباتي على حسب متى ما يُطلب مني ، و غالباً لا أكتب في نفس الوقت الذي يُطلب مني ، و لكني لا أكتب بشكل يومي .


      7- هل هناك طقوس مُعيّنة عندما تكتب؟


طقوسي هي نفسيّة أعيشها مع واقع المخطوطة نفسها و استشعر معانيها ، و لا أحبّذ العزلة  عن الناس للكتابة .


      8- هل هناك مشاعر تنتابك وأنت تكتب؟ على سبيل المثال هل بكيت وأنتَ تكتب شيئاً؟


مشاعري لا يعيها إلا من وقع قلمه على بياض الورقة ، لا أخفيكم سرّاً بأني أتمتّع و تغمرني الفرحة حين الكتابة ، و يقشعّر جسمي لها ، و هي المتنفّس لي حين تضيق بي دنياي ، فألجأ للكتابة ، و غالباً ما تكون أروع و أبدع ما أنتجه من نفسٍ حزين ، فكنت أختلق مسبّبات الحزن لكي أبدع .


      9- متى يعرف حسين مقيم أنّ المخطوطة جاهزة للتسليم؟


مخطوطتي لا تكون جاهزة إلا عندما أرى فيها الإقتناع الشخصي و مراعاة الجوانب الفنّية ، ثمّ أبرزها لذوي الذوق الرفيع لأستطلع الآراء ، حينها أعتمد المخطوطة .


      10-  أعمالك الحُسينية كثيرة حدّثنا عن عن هذا الأمر


كانت وما زالتْ و ستظل أعمالي حسينيّة ، الحمد لله فهذه نعمة أحسد نفسي عليها ، و تميّزت أعمالي بالتجديد و الإبتكار و التنويع ، لأن الناس يبحثون عن الخروج عن المألوف ، و هذا ما وجدوه فيني ، من خلال الإصدارات الحسينيّة .


      12-  هل أنتَ مؤهّل لإعطاء دروس حول الخط العربي؟


بل ما زلتُ في بداية رحلتي الطويلة في عالم الخط و الجمال اللامنتهي ، و مازلتُ استشرب من بدائع إحساسه ، و سبق لي أن أعطيت دروس خفيفة في خط الرقعة ، و لكن أنا أبحث عن دروس لي .


      13-  هل برامج الكمبيوتر التي تساعد على الخط باتت تنافس الخطّاطين؟


لا شيئ يظاهي سحر يد الخطاط ، مهما تطوّرت البرامج ، فهي تفوق الخط اليدوي بالسرعة ، و لكن خط اليد فيه روح و يقتحم القلب .


      14-  ما هيَ أهم صفات الإنسان الخطّاط؟


على الخطاط التحلّي بالخلُق الفاضل و الأدب ، لأن الخط العربي خط إسلامي أصيل اقترن بأمير بأمير الكون أمير المؤمنين عليه السلام ، و يُذكر إنه كان خطّاطاً و قد نُقلتْ عنه بعض الأحاديث التي حثّ بها إلى الإهتمام بالخط العربي .


      15-  يُقال بإنّك مُكرر في أعمالك، فما رأيك بهذا الرأي؟


 لا أستطيع أن أبتدع أحرفاً جديدة ، فأنا محكور بحدود الـ ٢٨ حرفاً ، و التكرار لا يعيبني مادمتُ في تغيير لشكل الكلمة ، و شخصيّاً أرى الكلمة و أحرفها و أختار الخط المناسب لها .


       16-  كيف يُفضّل حسين مقيم قضاء عُطلة ما؟


عادةً ما أقضيها مع الأقارب ، أو الخروج مع الإصدقاء .


      17-  أعرف أنّك قارئ جيّد للكُتب، فأخبرني عن بعض الكُتب التي أحببتها مُسبقاً.


تستهويني كتب السيد المرجع محمد الشيرازي قدّس سرّه و السيّد صادق الشيرازي حفظه الله ، و السيد هادي المدرّسي حفظه الله ، و لعلّ أبرز الكتب التي أحببتها هي " الرأي العام و الإعلام " للسيد الشيرازي قدس سره ، و " الصداقة و الأصدقاء " للسيد هادي المدرسي ، و كتاب " هكذا علمتني الحياة " للدكتور مصطفى السباعي ، و بعض الروايات المختلفة كـ " جئتك " و " مذكرات الجراح " و للكاتب عبد الوهاب السيد لتغيير نمط القراءة و التنويع في فكر القراءة .


      19-  العمل الشبابي في الكويت، هل هوَ بحاجة للكثير؟ وبعض اقتراحاتك إن كان فعلاً بحاجة للكثير.


العمل الشبابي يحتاج إلى تطوير للبرامج و التطلّع إلى المستقبل البعيد من وضع خطّة بعيدة الأمد و التنسيق المنظّم ، و التركيز على الإهتمام بالشباب و تطويرهم و تثقيفهم ، و لا شك إن إعلام مؤسساتنا الشبابيّة ضعيف و لا يُنافس على أي صعيد سوى الصعيد الشيعي الداخلي .


      20-  هل تُسامح من أخطأ بحقّك في يوم من الأيّام؟


شخصيّاً لا أحمل في قلبي حقداً على أي شخص كائناً من كان ، و أخجل من نفسي أن لا أفكّر بمسامحة من أخطأ بحقّي ، و فوقي ربٌّ غفورٌ رحيم .


      21-  هل تُشجّع الشباب على الزواج؟


أسفي لشبابٍ قد عزفوا عن أوتار الزواج الموسيقيّة ، لو أدرك الشباب ما في الزواج من فوائد ، لتمنّوا أن يقضوا شبابهم مع زوجاتهم ، و لأن الأوهام التي يختلقونها سرعان ما تنقشع . 


      22-  ما رأيك لو كتبت لنا شيئاً من قصّة الحادث الذي حصل لك سابقاً وكاد أن يودي بحياتك، وماذا كُنت تشعر في ذلك الوقت؟


لن أذكر التفاصيل لأني لا أذكرها ، و لكتي سأكتفي بالبوح عن أن من كان له الفضل في بقائي على قيد الحياة هو أبو الفضل العباس ، فأنا أدين له بحياتي . 


      23-  لاحظت أنّك من المُهتمين بقضية البحرين على وجه الخصوص، فما رأيك لو أخبرتنا بسر اهتمامك.


قد تكون القضية البحرينيّة من أكثر القضايا التي أهتممتُ بها ، لأن الظلم و التعتيم الإعلامي كان شديد جداً ، و هذا ما هزّني و جعلني أتحرّك و أبحث عن ما يمكن مساعدتهم فيه ، خاصةً إنها قضية سلمية و تُواجه بالقمع و تُسفر عن شهداء ، و ما يحز بالخاطر إن المستهدف هم الشيعة ، لذا توجّب عليي الدفاع بما يمكنني فعله ، أسأل الله أن ينصرهم على من ظلمهم . 


      24-  كُنتَ تمتلك مُدوّنة فما هوَ حالها في الوقت الحالي؟


مدونتي موجودة و ما زالتُ أكتب ، لكني من النوع الذي لا يكتب كثيراً و يتحرّز و يتحفّظ كثيراً بما أكتبه ، و لا أكتب إلا إذا بلغتْ المقالة مرحلة و مستوى عالي تلوق بي و تلوق بأن أطرحها ، لهذا ترى قليلاً ما أطرح مقابات جديدة .


      25-  كلمة أخيرة، ..


أشكرك أخي العزيز على استضافتك لي 

و أرنو منكم الدعاء لي بالتوفيق و خدمة مذهبي بموهبتي

و نشر فكر أهل البيت عليهم السلام من خلال الخط العربي

شكراً أمي و أبي

 شكراً لكل من آزرني


××


هل تبحث عن وسيلة للتواصل مع حسين مقيم؟

بإمكانك زيارة صفحته على الـ FaceBook أو Twitter

ومن هنا مخطوطات حسين مقيم


××


شكراً لك على هذه المقابلة الجميلة، وأتمنّى لك حياة سعيدة في ظل خدمة أهل البيت (عليهم السلام) 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 28, 2011 23:00

February 24, 2011

كيف أكتب؟


في كلّ مرّة يُطلب منّي أن أكتب أجدني أرسم بياضاً في خط الابتكار!، فلا أراني أضيف شيئاً جديداً سوى إعادة اكتشاف ذاتي، وألواني ترسم ذات اللوحة على كلّ جدار، وأحاول إعادة ترتيب أحلامي وشطب بعض الأمنيات، ولكنّي في كلّ مرّة يُطلب منّي أن أكتب أتمنّى الصعود إلى السماء!، أكتب هذه المرّة حديثاً مع النفس، سأحكي خوفاً وقلقاً وهاجساً وشيئاً من حُلم، أكتب لي أولاً ثم إليكم يا قرّاء حرفي، ورائحة الحريق تنبعث من عقلي!.


 


:: البداية

هل بإمكانك كتابة جملة؟، إذن أنت بإمكانك الكتابة بالشكل الذي تبحث عنه، ولكن مع قليل من الصبر، ففي بداية الأمر كما هي المهارات المُكتسبة تكون صعبة في البداية ومع الوقت تُصبح لذيذة وذات مذاق خاص في حياتك، ولأن الكثير من الكتّاب لم يولدوا ومعهم مهارة الكتابة فكان لزاماً عليهم تطويرها لأنّهم أحبوها، وصدّقوا بأنّها وسيلة للاتصال مع الأفكار، بل إنّ البعض طوّرها وشكّل المواقع الاجتماعية لتبادل الكتابات.


ليس الأمرُ مُجرّد حِبر وورقة، أو جهاز حاسب آلي ويحتوي على برنامج للكتابة، بل الأمر أكبر من ذلك، الأمر يتعدّى كونه حروف تُلصق ببعض لتخرج لنا كلمات غير مفهومة، الأمر المُهم في الكتابة هوَ الفكرة التي يتحدّث عنها الكاتب، فالأفكار هيَ السوق التي يبحث عنها القرّاء، الإبداع في المُفردات وتراكيبها يأتي لاحقاً صدّقوني، نقل المشاعر يأتي لاحقاً، في البداية هي الفكرة التي في بعض الأحيان تكونُ مُتعبة وغالباً ما تكون سهلة لخصوبة الأوضاع في محيطنا العربي، فتارة نجد مُصطلح إرهاب ويكون رائجاً ومُفيد الحديث عنه، وتارة أخرى تكون الكلمة الأكثر شُهرة هيَ ثورة وترى الكُتّاب والمُدونين يكونون على صلة بهذه الكلمة بشكل أو بآخر، وتارة تكون الأعياد وغيرها من المُصطلحات التي تُشكّل جزءاً من الأحداث التي تكون على مقربة منّا، ولا بُدّ أن تُلاحظوا هذا الأمر، ففي كلّ حقبة زمنية تُشاهدون الأقلام كُلّها تتجه إلى شيء ما للتعبير عن رأيها، وهنا بالطبع أتحدّث عن مقالات الرأي، وليست مقالات الخواطر وما يجول في النفس من صراعات، البداية هيَ مُجدداً الفكرة فبدون فكرة جيّدة لا يوجد موضوع جيّد بالطبع.


هناك مجموعة من الأفكار تكون عبارة عن سلسلة مُتصلة ويُمكن للكاتب أن يجعل منها سلسلة كتابية وأحياناً كثيرة هذا الأمر يلقى رواجاً لدى المُهتمين، ألم تُشاهدوا سلسلة (هاري بوتر)؟ وكيف حققت كاتبتها سلسلة ضخمة من النجاحات، -- المُشكلة الوحيدة في السلاسل هي الإستمرارية والأفكار التي ستُطرح فيها يجب أن تكون مُصلة، ولكن الفكرة يجب أن تكون قابلة لهذا المد الطويل.


 
:: كيف نحصل على الأفكار؟

الفكرة الأولى، الشرارة الأقوى التي تولّد لدينا رغبة بالكتابة عن شيء يكون له انتشار في هذا العالم عبر الحروف التي سنكتبها في البداية، ويتساءل البعض من أينَ تأتي هذه الفكرة؟ وكيف يُمكنني توليد الأفكار؟، سأخبركم ببعض أسراري التي احتفظت فيها لزمن طويل جداً منذ البداية وإلى الآن ..


          1-     الأحداث القريبة، غالباً ما تكون مادّة خصبة جداً للكتابة، الأحداث القريبة جداً، وهي أحياناً تكون مُبدعة فعلى سبيل المثال يُمكنكم قراءة -ضريحٌ في المدينة- وهي مقال بأسلوب الخاطرة حول البقيع الغرقد والحدث القريب كان ذكرى استشهاد الإمام الحسن عليه السلام، والربط مع بعض الأحداث التاريخية والتركيز على هدم القبور بطريقة عكسية. 


          2-      ما رأيك لو جرّبت الاستحمام؟ هناك الكثير من الأفكار تخرج بشكل غريب!، قمت بسؤال مجموعة من كتّاب المُدونات واكتشفت أنّهم أيضاً لديهم هذا الأمر، الأفكار تخرج هناك عندما نستحم! لا يُهمني ما هوَ الأمر وكيف يكون ولكنّه مكان جيّد بالنسبة لي، وخصوصاً هذا الوقت المَهدور أنصح باستخدامه بهذه الطريقة المُناسبة.


          3-     العقل اللاواعي، استخدمه وللعلم هوَ أيضاً يحمل اسم (العقل الباطن) فعلاً مفيد، هل تشعر أحياناً بأنّك فجأة وجدت فكرة إلا أنّك تشعر بأنّها فكرة قديمة لديك وأصبحت أكثر جمالاً، هنا اعرف بأنّك استخدمت عقلك اللاواعي بشكل جيّد، ولكن حاول أن تفعّله بطريقة ما، عبر أوامر دائمة ومُستمرة، حاول تغذيته باستمرار لتحصل على نتائج مُبهرة خلال فترات ليست بالبعيدة، وبإمكانك تغذيته بالعديد من الوسائل التي قد أسردها لكم في التدوينات القادمة، وهذه بعض الأسرار التي قرأتها في بعض المنتديات حول هذا العقل (من هنا).


          4-     إقرأ كلّ شيء!، نعم ما رأيك لو جرّبت هذا الأمر فترة من الزمن وأقصد هنا أسبوعاً أو شهراً على سبيل المثال، كل ما تقع عليه عيناك اقرأه، وخزّن المعلومات المفيدة في دفتر صغير خاص بأفكارك التي جمّعتها خلال اليوم، بإمكانك قراءة المجلات، الجرائد، الكُتب، البريد الإلكتروني، رسائل الـ Sms، المدونات Blogs، لكي تحصل على أكبر قدر من المعلومات خلال هذه الفترة التي تُحددها بنفسك، ومن هناك انطلق بعد أن جمّعت حاول أن تفرز وتخلط خلطتك السريّة لتصل إلى موضوع جميل.


          5-     استمع، الإستماع وسيلة مُفيدة للحصول على معلومات، استمع إلى حوار والديك أو إلى زوجتك أو صديقك أو زميلك أو أحد الأقارب كلّهم يمكنهم خلق فرصة اكتشاف معلومة جديدة، فعندما كُنت أحضر بعض الحصص استمعت إلى ذلك المُدرّس الذي قال بأنّ الله مُتواجد في السماء! فكتبت مقالاً حول هذه الحادثة يمكنكم مراجعته هُنا (عودة، مدرّس التربية الإسلامية).


          6-     أكتب بعض تجاربك، نعم إذا كُنت تمتلك تجارب جيدّة وأخطاء كثيرة فهي تجارب أكثر من مفيدة، اكتبها للناس وسترى الكثير يُعجبون بهذه الأمور، لأنها تجارب، وأن تكتب تعني أن تنقل حياتك إليهم وهذا يعني أنّ القرّاء سيتمكنون من تقمّص حياتك لفترة قراءة المقال، وبهذا ستتمكن من جعلهم إمّا يكررون نجاحك بطريقة جديدة، أو يبتعدون عن الأخطاء التي كُنت فيها، وفي مُدونتي ستجدون الكثير من التجارب التي مررت بها، والتجارب كثيرة منها في الصداقات ومنها في العلاقات العامّة ومنها في الوظيفة ومنها في العمل التطوعي، كلّ حياتك عبارة عن تجارب فقط انتقِ الجميل منها والصالح للنشر، تخيّل حتّى تجربة لعب مُباراة كرة قدم قد تكون مفيدة، وتجربة اللعب مع الأطفال مُفيدة، فقط شاهد بعين الكاتب لا بعين الغير مُبالي، وستشاهد المزيد.


          7-     هل تعرّف شخص مَشهور؟، انهم مُفيدين في نقطة الكتابة، فهُم لديهم قصص كثيرة وعلاقات مفيدة، هل تعلم بأن شخص لديه أكثر من 800 صديق في الفيسبوك لديه تجربه مميّزة في حياته بإمكانك سؤاله عن العديد من الأمور وقد يجد لك إجابات رائعة.


          8-     العصف الذهني، هي طريقة لإيجاد الحلول، وأستخدمها أيضاً للبحث عن أفكار جديدة في محيط صغير جداً، ولكنّ هذه الأفكار تستحق الانتشار فعلاً، وستحصل على الكثير من الأفكار، هل تعلمون بأنّه بإمكانكم الحصول على العديد من الأفكار في الـ Facebook.com وtwitter.com وYoutube.com، فهذه المواقع بها العديد من الأفكار التي ستساعدك على توليد أفكار جديدة من خلال ربطها ببعضها البعض.


          9-     خرائط الذهن، مُفيدة جداً هذه الخرائط وأشكر (توني بوزان) على هذه الفكرة الجميلة لتنسيق الأفكار وشخصياً أستخدمها أحياناً لابتكار الأفكار، من فكرة واحدة بإمكانك ابتكار الأفكار هُنا وهُناك وستصل إلى شيء جديد حتماً، تذكّر فقط بأنّ عقلك لا حدود له. شخصياً أستخدم برنامج iThoughtsHD على جهاز الـ Ipad لترتيب خرائطي الذهنية لمشاريعي وأفكاري.


          10-  دفتر صغير، إنه الأمر الأكثر فائدة، وشخصياً الآن أستخدم دفتر صغير وأحياناً الـ Iphone ويفي بالغرض، فأنا أكتب بعض المعلومات السريعة التي تكون مفيدة لي في وقت ما، وهي غالباً ذات فائدة في مقالاتي، وأحياناً بعض الجُمل التي تكون ذات معنى جميل أكتبها بسرعة كي لا تختفي من ذهني، وهذا شيء أعطاني قوّة لا بأس بها في العبارات.


 


لن أطيل عليكم أكثر، في هذه التدوينة، ولكنّي بحاجة لآرائكم ..


- ما رأيكم، كيف بإمكانكم استخراج الأفكار؟.

- هل أكمل السلسلة،
حول الكتابة؟

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 24, 2011 00:00

February 20, 2011

لمّا يَسقط – عن البحرين أكتب


نعم هاجرت كلّ العصافير الجميلة، وارتفعت راية الدماء، لم يعد هُناك ما يُمكن للبشرية أن تُقايض به لإحياء شيء من ضمائرها!، والعلوم كلّها ارتفعت إلى السماء، فالعروش بدأت بالتزعزع، والأرض بحاجة لزلزال ليُعاد تشكيلها، حتّى الصدى هاجَرَ الجُدران، والدفء غادر إلى مكان آخر، في البحرين هُناك من يُقتل بدم بارد فقط لأنّه يُطالب بحقوقه، ولم تُنَكّس الأعلام!، وبقيت تُرفرف بالدموع الجارية.


في عالمنا اليوم أصبحت الدبّابات مظهراً سياحياً ومَعلماً من معالمنا، ومنظر القوّات التابعة للدوَل وهي تسحل المواطنين أمام عدسات الكاميرات ما هوَ إلا ورود توزّع فوق الإسفلت!، وقد يكون الرصاص الحيّ هوَ شيء من رسائل المطر المُغيّبة في زمن الحريّات، والأجمل من هذا هوَ منظر المُسافرين إلى باطن الأرض المقبورين وهُم أحياء بحجّة أنّهم مسجونين!، منظر لابدّ أنّك ستشاهده بكثافة في عالمنا الذي لا يقبل القسمة على أرقام كثيرة، إنّ أوطاننا الإسلامية والعربية أصبحتْ مزاراً لكلّ راغب بالكتابة عن الاضطهاد الجماعي والقمع المُبطّن، والتبرير مُتواجد عند بعض المُهرّجين الذين يدّعون أنّهم عُلماء دين وفقه ولكنّهم يُدينون للبلاط الحاكم بالعبودية لا إلى الرّب المعبود، والنغمات تُعزف على إيقاع الجِراحات، نعم إنها سياحة من نوع نادر، لا تستغربوا، فما إن تُشاهدوا فوضى وتُدعى خلاّقة فاعلموا بأنكم في عالم يُتحكّم به وكأنّه لُعبة كُبرى فأحجار الدومينو لا تسقط تباعاً بشكل اعتباطي.


تلك الجزيرة كأنها قطعة من الجحيم كانت في فجر ذلك اليوم الذي هجم فيه حُماة الوطن على شعبٍ أعزل حقاً إنّه يوم كرامة هذا الشعب الذي سكن الخيام رغبة في مطالب شعبية وهيَ حقْ فالـحُريّة حقْ والـمُساواة حقْ، وغيرها من المطالب المشروعة، ولكنّ قلمي ارتجف بين يدَيّ وكتبت الكثير منذ أن شاهدت اللقطة المُرعبة التي تنطلق بِذكر الصلاة على محمّد وآل محمّد الصلاة الكاملة الغير مبتورة، وتنتهي بطلقات تنهمر على رؤوس الشعب المُخلص، ولا أستغرب عندما أشاهد شعبَ البحرين يقف وحيداً، يُصارع للبقاء منذ مئات السنين، ولا نسمع صوتاً لإنسان من خارج ديارهم ينادي بصوت عالي شعب البحرين يُغتصب في كلّ يوم مرّات ومرّات وعلى قارعة الطريق العربّي يُلقى جسد هذا الشعب المُنهك ليُسجّل لنا ملحمة جديدة في تاريخه الحديث، لا أستغرب أبداً لأنّ هذا الشعب يمتلك غالبية مذهبية شيعية وليست غالبية سُنية المذهب كما هيَ ليبيا التي يحكمها مَجنونٌ من المَجانين، لهذا لا نرى تصريحاً رسمياً من عُلماء البلاط بتأييد أو ما شابه ضد القمع الحاصل في البحرين.


الجريمة الكُبرى في قريتنا يا سادة هيَ أن تُدافع عن أبناء مذهبك فتُصبحُ طائفياً وهيَ وصمة عار في جبينك قد تُقتل بسببها عبر مجموعة غير طائفية تدعوا للتفسّخ ولعب القمار والدعارة العلنية وشيء من الإلحاد!، يعشقون الذنوب، فالرقص والغناء لهمُ عادة وكرامتهم من النقود شيء من التعاسة!، الاطمئنان الروحي في شرعتهم كبيرة من الكبائر، يحبّون الفوضى وحياة من الضياع، لكننّي أرفض هذا المُصطلح يا سادة، فأن تقف قناة الجزيرة مع المُتظاهرين في مصرَ وتونس شيء جميل، ولكنّه بشع إذا ما قامت بإلغاء ثورة شباب 14 فبراير لأسباب طائفية، ويخرج لنا كمُتابعين بعض المُنادين بالحريّات ويصفوا ثورة هذا الشعب المقبور في بلاده بأنها طائفية وتابعة لمُخطط إيران، تباً لكم حقاً، هل زُرتم البحرين أم انكم اكتفيتم بشيء من الكُحول المُتوفرّة؟ فالبحرين الحقيقية في قلب العاصمة تجدونها بين الأزقّة على الحيطان الطينية تجدون نقوش وصرخات من وجوه لا تعرفونها، فالأكفان في تلك الديار تنتظر الأجساد لتفترشها، وألسنة بانتظار آذان لتُسمعها طّربَ الشجن، أينَ أنتم من هؤلاء المساكين، القابعين بين إعلانات الموت، وصمت العالم بقربهم.


أنتم من صنعَ الطائفية فأنا أعيش في بلدي آمناً منذ سنين، أعيش قمّة الديموقراطية المسؤولة، إلى أن سجّلتم أسماؤكم كأحرار يُطالبون بحقوق الأحرار، أنتم من قالَ لي أنتَ شيعي لا تُصرّح في ثورة البحرين، لكنّني لا أمتلك إلا قلماً يَكتب من أجلكم يا أحرار البحرين، اعذروني، تأخرت كثيراً وسقطت الكثير من الأقنعة، شكراً لكم أيها الأحباب.


اصبروا يا أحرار العالم أجمع فالرّب معكم ضدّ كلّ أشكال الظُلم، والقرابين كثيرة، وأنا سأبقى بانتظار مُخلّص هذه الأرض من الجور والظلم، يا فارس الحجاز، البدار البدار.


××


وأنا أكتب هذه التدوينة وصلني خبر هروب طاغوت ليبيا إلى دولة غير مُحددة إلى الآن، بعد أن جزّر شعبه في الميادين، وبالأمس سقط فرعون مصر وسقط طاغية تونس، هل تُستَكمل السلسلة؟ وتَسقطُ حكومة إيران واليمن والمغرب؟

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 20, 2011 22:30

February 12, 2011

ثورة الـ (لا)


هناك في مكان ما، كانت البداية، عندما تخطّى آدم حدود الـ [ولا تقربا هذه الشجرة] وسكن الأرض، وهوَ مليء بالألم والحُزن، عندما اختلّ التوازن وكانت كميّة الـ (نَعَمْ) أكبر من الـ (لا) كانت الرسالة الأولى [لا يفتننّكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة]، واستمتع المُتوازن بقوى خارقة تؤيّده فيها المخلوقات فـ [يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم] لم تكن هديّة عابرة لنبي الله إبراهيم (ع) وإنما كانت أمراً عظيماً بعد أن قام سيّدنا إبراهيم بتعظيم الـ (لا) في وجه الكُفر الصريح الذي غرس أنيابه في باطن أرض الله الواسعة، ونبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله محمّد أطلق الكلمة [لا أعبد ما تعبدون] والتزم خلفها وصنع الحضارة الأكبر، وها أنت اليوم تُعلنها لا إله إلا الله رفضاً فتصديق، فقط لاحظ وستُشاهد الكثير من الشواهد.


القضيّة هي الالتزام وكثير من محاولات التوازن، فمن غير التوازن بين (الـ لا والنَعَم) سيكون هناك الكثير من الفوضى، فمن غير الاستنشاق لن يكون هناك زفير، ومن غير قوّة الإلكترون والبروتون لن يكون هناك ذرّة، ومن غير هذا التوازن ستهرب الكواكب بعيداً عن الشمس الجاذبة بقوّة الهرب، سبحانه الله، جعل الحياة في ميزان فلا إفراط ولا تفريط.


الإيجاب قوّة وطاقة، والسلب أيضاً قوّة وطاقة، عبرهما نصل إلى الأهداف المنشودة فعبر الإيجاب نتحصّن من الباطل، لا من السلب، لأنّ القوّة السلبية هي من تحتضن الإيجاب في أغلب الأوقات لاحظوا معي الصلاة تقوم بعمل النهي عن الفحشاء والمنكر، والنهي عملية سلبية تقوم بدفعنا لتحقيق هدف منشود وهو الابتعاد عن الرذائل المحيطة بنا.


الـ (لا) هي أمّ الثورات كلّها، لاحظوا معي في كلّ مكان، على مستوى السنوات الأخيرة وعلى مقربة منّا كانت ثورة شباب إيران التي قُمِعَت واتهم الشباب بأنّهم دخلاء وأنّ التحركات هي تحركات عالمية في الحرب على الجمهورية الإسلامية، وتمّ استخدام العنف المفرط في حق المتظاهرين والصور التي نُشرت في الـ Facebook وTwitter وغيرها من المدونات والمواقع العالمية شاهد صريح، والعجيب في الأمر أنّ سكّان مدينة قُم المقدّسة في إيران وإلى الآن ممنوع عنهم استخدام هذه المواقع الاجتماعية الضخمة!، حريّة الإنسان أعلى من كلّ شيء، يعتقد البعض بأنّه الحاكم المطلق للكرة الأرضية، والمُضحك المُبكي أنّ بعد أن قُمعت الثورة الأولى بسبب الـ (لا) الكبيرة للنظام، لم تكن هناك تحرّكات جديدة لشدّة التضييق والخنق لتنفّس الشعب الذي (أراد اسقاط النظام).


ثورة تونس واحراق البوعزيزي نفسه اشتعلت ولم تهدأ فما إن ذاق الشعب طعم القدرة على (إسقاط النظام) حتّى شعر كلّ من ظلم إنساناً بالخوف، فالعدل الإلهي أكبر وأوسع وأشمل من عدالة بني آدم، فسقوط طاغية العراق صدّام كان له أثراً مدوياً ولم يكن الكثير يشعر بهذا الشعور سابقاً، بالقدرة على اسقاط أنظمة جلست على صدر الشعوب سنيناً طويلة، لكنّ الميزان لابد وأن يكون له يوم ويعتدل ويتساوى، وكان يوم 14/يناير/2011 يوم سقوط أوّل حكومة بإرادة الشعب منذ عقود طويلة من الزمن في عالمنا العربي، وثورة الياسمين ألهمت كلّ الشعوب على القدرة على التغيير والبحث عن البدائل لإيجاد التوازن، فطاقة الرّفض كبيرة ولا يمكن صدّها، لستُ أدري لماذا لا يعتبر البشر من قصص الأولين، فهذا فرعون وقد كُتِب عنه في كلّ الحضارات بأنّه دمّر شعبه فدمّره الرّب الجليل بقدرته.


وليس أخيراً، مصر بشبابها، حطّمت كلّ القيود، فلا يمكنك أن تُشاهد شعباً جالساً في ميدان التحرير باحثاً عن (إسقاط النظام) كلّ هذه المُدّة إلا إذا كانت الـ (لا) كبيرة جداً والتزامهم خلفها قويّ جداً، يمكنكم أن تُشاهدوا الإصرار والبحث عن كلّ السبل المشروعة، فلم يقوموا بالتحطيم وغيرها من عبثيات البعض، هُم فقط قاموا بإعطاء الـ (لا) حجمها الطبيعي في حياتهم، شعبُ مِصر قرّر الإنتفاض على ذاته، بعد أن نُعت بالشعب البليد لسنوات وسنوات، ووُصِفَ بالشعب الكسول لعقود من الزمن، إلا أنّه غيّر ميزان القوى في ثورته الأخيرة، أصبحت الكفّة لا تُعادل إلا بـالشباب وهذه حقيقة، يمكنكم أن تُشاهدوها علانية في ساحات العالم.


الغريب هو بعض البشر الغير متزنين، فعلى سبيل المثال نُشاهد تصريحاً يخرج من إيران وتسمعُ رداً من البعض الذين يصفونه بالغوغائي والتدخل السافر بشؤون الدول العربية وغيرها من التصريحات الغريبة، ولكن عندما أفتح الـ BBC وأشاهد تصريح للولايات المتحدة الأمريكية وأغلب الدول الأوربية والكثير من المسؤولين لا يكون تدخلاً سافراً، بل يكون حكمة وغيرها من الكلمات والمديح!، أرفض هذا التعاطي الغبي مع التصريحات عموماً، وأرفض ما قامت به إيران عندما قمعت الشباب بالقوّة وإغلاق كافّة المنافذ منها وإليها عبر الإنترنت، والغريب هوَ فرحة القيادة السياسية الإيرانية بانتصار الشباب وقمعها الشباب في آن واحد!.


الآن ستكون مسؤولية الشعوب إيجاد الحلول لمشاكلها، وترجيح كفّة العدالة على الظلم، ونصر الحقائق والدفع بعجلة التطوّر والثقافة، كان الله في عوننا جميعاً.


××


التوازن بين الـ (نعم والـ لا) مطلب جماهيري.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 12, 2011 07:36

February 8, 2011

مخيّم الصادق (ع) الأوّل


قبل قرابة العام، كانت الشرارة التي أشعلت نيراناً على قمّة الجبل، لتُعلن حالة الولادة لعمل شبابي جديد على الساحة الشبابية في دولة الكويت، وفي لحظات المخاض كانت هناك العديد من الحالات المُستعصية التي صاحبت عملية الولادة لهذه المؤسسة، ولم يكن هناك معين في تلك اللحظات سوى رحمة الرّب الجليل، فالضربات القاسية كانت تأتي من كل زاوية وكل مكان، فتارة من ذلك الجبل يُلقي بصخوره على أرضٍ لا تزال قاحلة، وتارة من تلك الغيوم تُغرق بالمطر كلّ مكان لأجل إثبات الإرث التاريخي لها لهذه الأرض!.


إلا أنّ هناك رجال عاهدوا الله، وكانت لديهم رغبة كبيرة بتحويل طاقاتهم ونزاعاتهم السلبية في بعض الأحيان إلى طاقة إيجابية يَتمكنون فيها من صنع شيء يذكره التاريخ لهم، ويحاولون عبر إمكانياتهم من تحويل جيل مبدع إلى جيل أكثر إبداعاً، في مؤسسة شباب الرسول الأعظم (ص) تعلّمت بأنّ الحب أينما تواجد فالحياة تكون موجودة، فالحالة العظيمة التي أوجدها الشباب في فترة تنصيب المخيّم الربيعي الأوّل للمؤسسة على أرض المطلاع في دولة الكويت كانت حالة مُستمَدّة من أهل البيت (عليهم السلام)، فعلى الرغم من بعض المُشاحنات إلا أنّها كانت تصب في مصلحة العمل، لم يكن هناك قوّة يُمكنها تهديم هذا الترابط الربّاني الذي يعيش عبره الشباب الذين نذروا الأرواح لخدمة أبي عبدالله الحُسين عليه السلام بكافة الأشكال.


هنا لابد لي من وقفة – فقبل الانطلاق إلى أرض المطلاع تعرّض أخي والقريب من قلبي يوسف المهنا لحادث أليم في شارع الأقصى، والحمدلله كانت الإصابات كلّها في السيّارة لا في جسمه، والحمدلله على سلامته، كم هوَ مُخلص هذا الحبيب.


أعود إلى قبل البدء في فعاليات مخيّم الصادق (ع) أكون كاذباً إن لم أكتب لكم بأنّي استحضرت كافّة المُخيّمات التي حضرتها وشاركت في فعّالياتها، وحاولت تقديم يد المساعدة فيها، بطبيعة حال العاملين في هذا المجال، فالكل يسعى للخدمة، وأكون كاذباً إن لم أقل لكم بأنّي اشتقت لأصدقائي وأحبابي وخصوصاً من كُنت معهم خلال الخمس سنوات الأخيرة، ولكنّ للظروف طاقة أحياناً يجب أن نجاريها، ونصنع من هذه الطاقة قوّة مفيدة للمجتمعات، قبل البدء كانت دمعة أريق ماؤها في ساحات الرمال، لتشهد على شيء كان في قلبي، وبقيادة الإمام الحُسين عليه السلام كان برنامج الافتتاح يسير بطريقة أحبّ أن أسميها "بركات أهل البيت (عليهم السلام)" فقبل البرنامج بيوم واحد فقط بدأت التجارب المسرحية والمحاولات لإقامة افتتاح مميّز، فهذا المخيّم هوَ البرنامج الكبير الأوّل لمؤسسة شباب الرسول الأعظم (ص)، وكُنّا جميعاً ككوادر نستشعر الرغبة بأن يكون هوَ الأكثر نجاحاً بين برامجنا جميعها، لأنّه كما يقول والدي "الوتد الكبير" الذي بإمكاننا تشكيل البداية الحقيقية فيه، فمن كان متواجداً التمس هذه الرغبة والشعور بالتقصير من قبل الكوادر على الرغم من كامل عطائهم إلا أنّهم أحسّوا بغربة زينب (عليها السلام) وأنصتوا لصوت كسر ضلع الزهراء (عليها السلام).


بدأ الإبداع والجنون والرحلة الكُبرى، وبحضور سماحة السيّد هادي المدرسي وسماحة السيّد أحمد الشيرازي وسماحة السيّد مصطفى المدرسي ومجموعة من المؤمنين، وبأداء مسرحي من المُبدع عبدالعزيز مندني -بوزهراء- كان الافتتاح لوحة مُشجية، وبقصيدة للشاعر الميرزا عادل أشكناني وأداء للرادود السيّد محمد الكاظمي، وهندسة صوتية من حُسام يسري.


أمّا البرامج اليومية فكانت مُتنوعة تختلف ما بين البرامج الدينية والبرامج الروحية والثقافية والرياضية، في محاولة لصنع يوم مُتكامل، لشاب يعيش في عام 2011م، وهذا الأمر ترك انطباعاً جميلاً بين المُشتركين، فعلى الرغم من لحظات الهدوء والركود إلا أنّ البرامج كانت تملأ الأجواء بالكثير من الطاقة والحيوية.


ولمن يُحب الأسرار، أضع بين يديك سرّ قد لا يخبرك به أحد، في هذا المخيّم لم أكن حسين المتروك الذي اعتادت عليه الكوادر في مختلف المخيمات التي شاركت فيها، ولا المشتركين، ففي هذا المخيّم كان جميع الكوادر أفضل من حسين المتروك، فقاموا بعمل مُبهر جداً، فالمشتركين أحبوا الشباب وتعاونوا معهم بطريقة عظيمة، نعم في هذا المخيّم تجلّت قيمة جميع الكوادر والحق يقال لا يمكنني تفضيل أحدهم على أحد، وأيضاً لأوّل مرّة في عالم المخيمات أكون متزوّجاً والحمد لله زوجتي الحبيبة كانت خير مُعين لي فعلاً هي المرأة التي بحثت عنها طوال حياتي، وهي من ساندني في أوقات الشدّة التي تعرّضت لها، وأنصح جميع الشباب بالزواج، فالزوجة خير معين لك في حياتك الكُبرى.


في هذا المخيّم لم أكن أحاول التقرّب من الشباب، بسبب ما حصل معي في الماضي القريب، فقربي من الكثيرين سبب أزمة نفسية بعد أن سقطت الكثير من الأقنعة وأصبحتُ نسياً منسياً لديهم، ولكن هناك بعض المُشتركين ممن تُجبرك ابتسامتهم الكبيرة وقلبهم الكبير على محاولة مدّ جسور الصداقة فيما بينكم وبينهم، فعلاً هناك من أجبرني وهوَ صاحب موهبة وقلم ناقد وأدبي جميل جداً، ولديه مستقبل مبهر إذا ما استمر، وفعلاً أفتخر بأنّه كان أحد المُشتركين في مخيّم الصادق (ع) ومحاولاته لصنع أجواء جميلة في هذا المخيّم.


××


أخيراً أقول لكم جميعاً شكراً على هذه الحماسة وهذا الأداء الجميل، كادراً مُشتركين.


وهديتي لكم ( هنا بدأت كربلاء )


[ قصيدة المخيّم ]

للرادود / السيّد محمد الكاظمي

الشاعر / عادل أشكناني

الهندسة الصوتية / حسام يسري

للإشراف العام / حسين ملكي


××


وفي هذا المخيّم أيضاً تقرّبت أكثر وأكثر وأكثر من شاب فعلاً مميّز وقريب أيضاً من قلبي، ولديه شخصية مميّزة جداً، أصدقني الصداقة والأخوّة، وتجاوز معي كلّ العوائق، وأصبح شمساً في حياتي، شكراً لكَ وعلى حضورك البهي في حياتي سابقاً وحالياً ومُستقبلاً، فقط دعني أخبرك بكلمة قد يحسدنا عليها الحسّاد .. أحبّك.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 08, 2011 05:06

January 26, 2011

أبجديات + هدية


مهلاً فكلّ الأبجديات فقدت حلاوتها، وكل الحروف سقطت ذليلة وخاشعة أمام حضرته!، هي ثمانية وعشرون حرفاً ضاقت بها دفاتري وحناياي، أبحث عن حرفٍ جديد أصوغ به لوعة وحسرة وبكاء وشيء من وفاء، هذا الحرف سأكتب به كلمة من خلف التكوين له هوَ فقط، سأصنع لكلمتي هذه هيبة مَلِكْ وسطْوَة جيش، تكتحل بها العيون، وتلتحف السماء مُتألقةً بالنجوم، لا تتكرر كبصمة الإصبع، هل تكررّت بصمة إصبع مدى الدهور؟.


يا مولاي الوصول إلى قلبك مُكلف وأنا رجلٌ مُعدم، فهل تقبلني خادماً يبحثُ عن حرف جديد؟!، فالوصول إلى حضرتك أصدق من حقيقة وأجمل من حُلم وأكثر فتنة من سحرٍ مُبين!، سيّدي هل لي بسؤال؟؛ لماذا لا تزال خطواتي إليك تزّين متحف قلبي وعقلي؟ ولماذا دمعاتي صارت أكثر حُرقة تحت ستائر الصمت؟، سيّدي بعد السجود تحت قُبّتك رأيت في المنام احدى عشر زهرة خرّت لدمعاتي ساجدين، وفي الليلة الخامسة بعد الألف بكيت حتّى ابتلّت السماء بالمطر، تحت ذلك شعرت بأنّي سأنطلق نحو عالمٍ جديد، وهناك قد أمكث ألف ألف عام أو ما يزيد، ولن يكون لي ثمن، هل كل اللوحات الفنيّة تقدّر بثمن؟.


من يا تُرى يملتك الجُرأة ليرحل إليك؟، سيّدي أحببتَ الرّب وأهديت قربانك الأعظم لتحفظ الإسلام، فمنذ يومك شبعت الأرض، ولم تكن بحاجة لقرابين، إلى أن جئنا نحن وخطايانا نحملها بأيدينا المُلوّثة، وبعضنا يحمل في قلبه الخطيئة الكُبرى، ونبحث عن السلام والحُب والاستقرار، يا سيّدي نشعر بأننا تائهون نسقط بين الحين والآخر في حفرة لا نهاية لها، ولا نستيقظ إلا بعد أن نشاهد نورك البَهي يُشرق في سماء هذه الحفرة.


سيّدي يسخر من الجُروح من لا يعرف الألم، وتتكسّر خزعبلات كلماتهم عندما يتجلّى العشق في المسير إلى نحرك!، فلا سياط الشمس تثنينا ولا جبروت البرد يوقفنا، وقرابيننا نحنُ وأنا وكل ما فينا!، وجُثث الولاء تتساقط كما أوراق الخريف مُختزلة عطاء الأرض، إنّ الحضور إليك ليس مقبرة جماعية، ولا صخرة تتحطّم عليها مشاعر الجماهير، بل أنتَ كلّ شيء مُمكن، وكل مبدأ وقيمة فأنتَ أضفت القيمة الكُبرى التي اسمها (الحُسين).


سيّدي عشّاقك يتسوّلون من عينيك نظرة، ويبحثون عن يدك الحانية لتمسح بها على رؤوسهم، وبعدها تلهج القلوب بأسمى آيات العشق، ولن يُبدد الظلام فضياء الشمس باقٍ، حينها ستجمع كافّة الأوراق وسنشاهد في جميعها أنتَ، ولن تُسدل الستائر فالقلوب ستبقى تنبض بـ (يا حُسين)، والسؤال متى تُداوى شفتيك سيدي؟ لتُشرق من ثغرك ابتسامة وتداوي أرواحنا، وكربلاء تصلح لتكون وطناً لكلّ عاشق ومُغترب، فهي مليئة بكَ، وظمأ الأيّام يُطفأ عبر استنشاق ترابها، والبكاء ما بين أطرافها يأخذنا إلى عالم الأطياف ونُشاهد ما جرى.


بدائيّ الهوى أنا (يا أبا عبدالله)، أحبو ببطء وأتمرّغ بخيوط الشمس، وأتعلّم فنّ تدمير الأغلال وأنسكب على جبين التُراب، باحثاً عن ما تبقّى من دم نحرٍ منحور، لألوّن جدران الكون بذلك اللون الأحمر، وأنثر عطراً مقدّساً يطفو فوق صدر السماء، وأعلم بأنّك ستملأ الأرضَ حباً بهذا العطر، وستختنق حكايات الغرام، وستنزوي كلّ وردة لم تصبغ بدم الوريد، وسأُبْقي لنفسي زاوية الهدوء والبكاء والنحيب أنطق أوّل حروف الأبجدية وأنحت حروف اسمك وأطوف حولها سبعَ أشواط بهيّة، لم ولن أعشق مملكة لا تكتب اسمك، وسأرجمها سبعاً وأنادي (الله أكبر).


كم أشتاقكَ أيها الشهيد، كم أشتاقك، …


××


والهديّة هي ..


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 26, 2011 03:30

January 22, 2011

جالسوا .. (3)

جالسوا .. (3)


"سائلوا العلماء، وخاطبوا الحُكماء، وجالسوا الفقراء" عن الرسول الأعظم محمّد صلى الله عليه وآله، الكثير من الشباب/الشابات يقومون باختيار الأصدقاء بطريقة عشوائية، فأي شخص يكون في ذات المُحيط الذي نعيش فيه لا يمكن أن يكون فعلاً صديقاً، قد يكون زميلاً، أو شخصية من معارفنا، إلا أن يكون صديقاً فهذا أمرٌ خطر، هل تعتقدون كما أعتقد بأنّ اختيار الأصدقاء كما اختيار زوجة صالحة عظيمة، لأنّ الصداقات لها أثر كبير جداً، على هذا المنطلق يجب أن لا نبحث فقط عن صديق/زميل، بل علينا البحث عن صفات يتمتّع بها هذا الصديق.


      1-     العلم


لم أجد أفضل من الأصدقاء حتّى في التاريخ، فلكم أن تنظروا إلى (أصدقاء الرسول الأعظم صلّى الله عليه) ويمكنكم أن تُشاهدوا (أصدقاء الإمام الحُسين عليه السلام) أيضاً وها هُم خُلّدوا في التاريخ، كم شخصية يمكننا أن نطلق عليها (أصحاب) لنبينا الأعظم صلى الله عليه وآله أو أصحاب الأئمة عليهم السلام، لقمان الحكيم " من يُجالس العُلماء يَغنم"، فالعلم شيء ضروري في اختياراتك، فانتبه، وهناك العديد من الأشخاص غير الجديرين بالصداقة لقلّة علمهم حتّى بحقوق الأصدقاء.


      2-     الحكمة


هذه الفئة من البشر لديهم خبرة جميلة في هذه الحياة، ويعرفون أسرار الحياة، هنا لا نتحدّث عن العلماء، بل عن الذين صقلتهم التجارب، فالحكيم هوَ الذي بإمكانه اعطائك مشورة حسنة، ولا تقلق "خذوا الحكمة من أفواه المجانين" هذه الكلمة يجب أن نعي أسرارها لكي نكتشف بعض الخبرات.


      3-     العقل


فـ "عدوٌ عاقل خيرٌ من صديقٍ جاهل" لأنّ الجهل مُشكلة فعلية وعلى وجه الخصوص بين مجتمعات الشباب، فتجد البعض يُحاول المُساعدة فيأخذ بيد من يريد مساعدته ويُسقطه في حفرة عميقة!، يقول الإمام علي عليه السلام "معاشرة العقلاء تزيد في الشرف".


      4-     الزهد


الزهّاد هُم فئة جديرة بأن نصحبهم، فهُم يقودونا إلى الجنّة، ويدفعونا إلى الالتزام بالتقوى، وانتبه فالزاهد ليس ذلك الذي يتملّص من المسؤوليات الاجتماعية والسياسية ويعتزل الناس، وليسَ هوَ الفقير المُعدم الذي لا يجد قوت يومه، الزهد هوَ أن لا يمتلكك شيء.


      5-     الخير والفضيلة


حقيقة هذه النقطة أحبّها كثيراً، فعندما تعرّفت على أناس كُنت أعتقد أنّهم أصدقائي، شاهدت منهم بعد فترة من الزمن وسقوط الأقنعة الويلات!، لدرجة أنّهم جرّدوني من كلّ شيء!، فمن الرائع أن نـ "عاشر أهل الفضائل، تنبل".


     6-     الوفاء


قد يكون البعض يتقرّب منك لأجل مال أو شهرة أو طمعاً في قدراتك، يقول الإمام الكاظم عليه السلام "إيّاك ومخالطة الناس والأنس بهم، إلا أن تجد منهم عاقلاً ومأموناً فأنس، واهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية" إذا ما ظهر الوفاء بعد اختبار أو مشكلة حقيقية تسقط فيها، فأصبح من الواجب عليك أن تصادق هذا الإنسان.


      7-     الخلق الكريم


يكفينا أحياناً أن نكوّن صداقة مع إنسان يمتلك خلقاً واحداً كريماً، فأن يكون متواضعاً سيكون هذا رائعاً صدّقوني، للأسف هناك بعض الأصدقاء يعشقون أن يبحثوا عن عثرات البشر ولا يعلمون بأنّهم عبر تقصّي العثرات يكونون نشروا الفاحشة وعقابهم {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، بل على العكس تماماً يجب علينا جميعاً أن نكون كالفراشات، ننقل الأمور الإيجابية قدرَ الإمكان.


[ قصّة ]


لدي أصدقاء يعيشون قصّة صداقة جماعية، فتجدهم يعرفون نفس الأصدقاء ولديهم بعض الميول المُتشابهة، وهُم يعيشون فترات جيّدة وفترات سلبية، ولكنّهم يُعانون من مُشكلة ظاهرة للعيّان، وهيَ أن هذه الصداقة الجماعية تدمّرهم، فأحدهم إذا ما أحس بأنّ صديقه المقرّب -فيما مضى- قد بدأ بمعرفة صديق جديد أفضل منه يبدأ بمحاولة تخريب سمعة هذا الصديق وتدميره بأيّ شكل من الأشكال!، حتّى إنّ بعض الأمور تدخل في منزل أحد الأطراف فتراه يُقسم على أمور خاصّة بالطرف الآخر على سبيل المثال: (سأدمّر حياتك الزوجية!) وهذا أمر لا دخل له في الصداقة أبداً، والأدهى من هذا الأمر هوَ رغبة طرف منهم باحتكار الصديق له فقط!.


[ تعليق ]



الذي يعتقد بأنّه سيطر على صديقه، ويعتقد بأنّ حقوقه وواجباته هي كحقوق وواجبات الزوجة، فليعلم بأنّه متوهِم!، وسيأتي اليوم الذي سيدمّر هذا الإنسان الغير عاقل!، والعجيب هو أن يكون هذا الصديق يعتقد بأنّه بهذه الطريقة يُنقذ صديقه من المهلكة!، وهوَ بغير علم يكون في تلك اللحظة يُدمّر حياة الطرف الآخر.



 


[ من لا صديق له لا ذُخرَ له ]

الإمام علي عليه السلام


          تساؤلات


- هَل لَدَيْك مَجْمُوْعَة أَصْدِقَاء تَفْتَخِر بِهِم؟

- هَل بِإِمْكَانِك مَعْرِفَة الْإِنْسَان قَبْل أَن تَتَعَرَّف عَلَى صِفَاتِه؟

- هَل تَدْعُو لأَصْدِقَائِك فِي جَوْف الْلَّيْل؟

- هَل يَحْتَرِم أَصِدِقَائِك خُصُوْصِيَّاتِك؟

- هَل يَقُوْم صَدِيْقَك (بِالِاتِّصَال) عَلَيْك إِذَا مَا اتَّصَلَت عَلَيْه وَلَم يُجِيْب؟

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 22, 2011 22:00

January 20, 2011

تغيرات كثيرة .. !






 



تغييرات كثيرة جداً، أحببت أن تكون في هذه الفترة على وجه الخصوص، فالانتقال هوَ نوع من أنواع التطوّر من وجهة نظري، إذا ما كان للأفضل طبعاً، والمحاولات كثيرة كانت للحصول على قالب جديد متطوّر فيه الكثير من المزايا والمُساعدات، التي تفيد القارئ، وتفيد الكاتب الذي يرغب بأكبر عدد من القرّاء لأفكاره وينتظر منهم نقدها وتوجيهه إلى الصواب.


في البداية كانت الانطلاقة مع التدوين الورقي، ومن ثُمّ إلى مدونتي في Blogspot.com وبعد سنوات في تلك المدونة أحببت تجربة الإستضافة الذاتية للمدونة والتحكّم عبر مدونات WordPress التي رجّحها الكثير من الشباب، وعلى رأس من طالبني بالتحوّل إلى مستضيف خاص كان صديقي (حسن بن نخي)، وحقيقة تجربَة مدونات wordpress غنيّة جداً، فعلى سبيل المثال تمكنت من معرفة طريقة التعامل مع ملفات CSS وبعض ملفات الـ Php وطبعاً للأسف إلى الآن لا أفهم الكثير منها، ولكن بقدر الحاجة عرفت ما أحتاجه، وهذه بحد ذاتها كانت نجاحاً جميلاً بالنسبة لي، وتعلّمت بعض الأمور عن القوالب، وهذا أعطاني معرفة إضافية في الكثير من الحالات التي تستدعي المساعدة، وأعتقد أنّي قريباً سأساعد صديقي الذي يحتاج إلى بعض المساعدة في مدونته لتكون أجمل وأكثر تفاعلية.


لم أكن أعلم بأنّي سأكون مُتابعاً بكثرة في المدونة، فمدونتي لا تحكي كما بعض المدونات التي تكون بها وبكثرة التدوينات لبعض السلع والخدمات التجارية وغيرها، وأخبار منقولة من بعض البرامج كالواتسآب أو التويتر أو حتّى عبر البريد الإلكتروني، لا أنتقد هذه المدونات أبداً فوجودها ضروري وأنا من متابعين الكثير من هذه المدونات لمعرفة آخر الأخبار، وهي مدونات لها جمهورها الكثير، أمّا مدونتي التي أحكي فيها وأكتب وأكتب، فجمهورها أعتبره جداً خاص، وله ذائقة مُختلفة، فهنا في مدونتي شاهدت الكثير من القرّاء الناقدين والذين وجّهوا لي بعض الملاحظات وبعضهم الذين يكتبون في المدونة وكأنها مدونتهم، وحقيقةً بدأت بالتفكير فعلياً بفتح باب المُشاركة في مدونتي الخاصّة لبعض الكتّاب الرائعين، وفتح قسم خاص بهم في هذه المدونة، وأخص هنا بعض الكتّاب الصغار أي ما تحت العشرين، فعلاً هُناك كتّاب رائعين، وأحب أن أوجّه تحيّة كبيرة لهم.


الخدمات الجديدة في المدونة كثيرة ولعل جديدها هوَ خدمة (WhatsApp) هي خدمة شاهدت بعض المدونين يَستخدمونها، ولستُ أدري إذا ما كانت فعّالة بقوّة أم لا، ولكنّها جيّدة للوصول بسرعة للقرّاء إلى هذه المدونة فورَ وصول تدوينة جديدة، أمّا عن سبل الإشتراك فهي مبيّنة فإما عبر الـ Twitter أو خدمة قراءة الخلاصات RSS أو عبر البريد الإلكتروني، وبعضها مبيّن في الرّف الأعلى في الـ Header، وبعض الإعلانات الخفيفة ستشاهدونها إن شاء الله على الأطراف، والجميل هوَ أن خاصيّة التعليق عبر حساباتكم في الـ Facebook.com وهذا الأمر الجميل هوَ قدرتي على التواصل معكم عبر الموقع العالمي.


تدوينات جديدة وهدايا جديدة ستكون في الأيّام القادمة.

وأتمنّى أن تكتبوا لي شيئاً بسيطاً في ( كلمة ) حقيقةً هيَ كلمة تُفرحني ..

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 20, 2011 07:02

January 15, 2011

هل أنت مُخلّد؟


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمّد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.


"والفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير" -الإمام علي عليه السلام-


"هل ستكون أنتَ مُخلداً؟ وماذا ستكون بعد الموت يا صديقي؟ وإلى أين أنتَ الآن تتوجّه في حياتك الخاصّة والعامّة؟ هل بإمكانك اكتشاف طاقاتك الشخصية؟ هل أنتَ في سن يؤهلك للإنجاز؟ والسؤال الآخر، هل لديك ما يكفي من العلاقات التي بإمكانها زيادة فاعليّتك؟ أم إن إنجازك يحتاج إليك لوحدك؟."


كلّ التساؤلات وأكثر، مثل التي  تقبع في الفقرة السابقة هي موجهة لكل إنسان، لا فرق بين صغير أو كبير، فالسؤال الأوّل هوَ السؤال الذي أثار هذا الموضوع بالنسبة لي، ففي البداية لا نفكّر إلا باللحظات التي نعيشها في الوقت الحالي وإثارة الضحك من الأصدقاء وبعضاً من الجلسات المُطولّة معهم وقليلا من المعارك التي لا تقود للموت وشيء من المحبّة المُزدوجة المُحللة، ولكن في نهاية الأمر يكون الإنجاز نفسياً جميلاً ولكنّه يفتقد للتركيز والاتزان وأن يكون الأمر أكثر تأثيراً وأوسع من ناحية الإنجاز.


للأسف نرى العديد من الأصدقاء والزملاء الذين يتخبّطون في المراحل الأولى من المراهقة فلا تجدهم يأخذون مشروع الدراسة بشكل جاد، ونشعر فعلياً بضياعهم في هذه النقطة على وجه الخصوص، فعلى سبيل المثال، بعضهم يجد في نفسه ضعفاً في بعض المواد الدراسية ولكنّه يستمر بطريقة المذاكرة التي اعتاد، على الرغم من أنّ الجميع يرى بأنّ التغيير ضرورة في حال الفشل، ولكنّ صديقنا الطالب لا يرغب بتغيير طريقة دراسته للوصول إلى أعلى الدرجات المُمكنة، فهوَ يفكّر فقط في كيفية النجاح ولا يفكّر بالتفوّق الدائم، والنجاح بدرجات مُتدنيّة شخصياً لا أعتبره نجاح، إنما هوَ فشل، ولكن لا يوجد النجاح الحقيقي هوَ أن أتكون أحد العشرة الأوائل في مجالك الذي تخوض فيه.


ماذا ستكون بعد الموت؟ هل فعلاً أنتَ مُجرّد إنسان وانتهى.! لا يا صديقي أنتَ فعلاً يمكنك الإنجاز، ولا يوجد توفيق ربّاني من غير سعي، فليكن السعي للإنجاز صديقك وحليفك، لكَ أن تُشاهد أو تَسمع ما تريد، ولكن انظر مَن هُم الذين خُلّدوا في هذا التاريخ؟! دعني أخبرك بشيء هُم المبدعون الذين قدّموا شيء للمُجتمع لا فقط إلى أصدقائهم، بل هُم من طوّروا هذا المُجتمع بمساعدة أصدقائهم، يؤسفني رؤية بعض الطاقات تذوب في محيط "مَقهى" أو برفقة "شيشة" أو بمعيّة "ربع الديوانية"، فهُم في نهاية المطاف طاقات لها وقت لتكبر وتُصبح طاقة لها وزنها في المُجتمع ولا يمكنها إعادة جدولة التاريخ كما الديون التي يتأخر بسدادها الإنسان، فالتاريخ يمشي وكل 60 ثانية تشكّل دقيقة وكل 60 دقيقة تشكّل ساعة وكل 24 ساعة تشكّل يوم وكلّ 30 يوم تقريباً تشكّل شهر وكل 12 شهر تُشكّل سنة، لذا كل ثانية هي رحلتك الشخصية في هذه الحياة، فما أنت صانع بهذه الثانية؟


شاهدت خلال رحلتي في هذه الحياة العديد من الأصدقاء الذين دفنوا مواهبهم بعدّة طرق ومنها، رغبتهم بتنويع مواهبهم بطريقة غير مدروسة وكثيراً ما تكون هدّامة، فتراه يتأثّر بمن حولة ولا يجد ذاته، فعلى سبيل المثال يَرغب بأن يكون كاتباً ولكنّه لم يقرأ كتاباً في السابق، ويرغب بأن يكون شيئاً آخر وهوَ في الأساس لديه موهبة التمثيل وتمكن من تطوير نفسه لفترة تزيد عن الـ خمس سنوات ولكنّه شعر بالملل فمن حوله جلّهم لديهم موهبة لعب كرة القدم، فإما أن يضيّع التمثيل ولا يتقن اللعب وإذا رحم ربّي فسيتمكن من إتقان كرة القدم بعد خمس سنوات أخرى وسينتقل مع أصدقائه إلى هواية أخرى!، فلا تتحوّل الهواية إلى حرفة أبداً!.


وهناك من يكون موهوباً ولديه طاقة كبيرة جداً، إلا أنه يفتقد إلى التوجيه السليم، فتراه يصرف طاقته بشكل غريب في العديد من الإنجازات السطحية أو الإنجازات المُتشابهة التي بإمكان إنسان واحد إنجازها، ويشارك في هذا الأمر، أحب أن أطلق على مثل هذه المجموعة "قاتلي مواهب بطريقة البطالة المقنّعة".


هل تعلم بأنّك تتقدّم في العمر؟ ولديك فرص أقل كلّما أكلت الساعات من جسدك ثواني؟ ما رأيك لو أخبرتك بأنّك في مرحلة المراهقة كنت في مرحلة تجميع المعلومات للإبداع وتقديم شيء مميّز وبناء مُجتمع جديد لديه ثقافة التطوير والتعديل، وأنت في مرحلة ما بعد المراهقة تتكوّن لديك فترة خمول يمكننا تسميتها بـ الخمول المبطّن لكّنها مرحلة نكون الأفكار والمعلومات في حالة موازنة للخروج من عنق الزجاجة، وهي المرحلة النهائية التي يسميها علماء النفس الاكتشاف أو الإشراق وهي في مرحلة ما بعد التوازن، وبعدها يبدأ العمل الفعلي.


مجالات الإبداع والخلود كثيرة، والأمثلة كثيرة جداً لا يمكنني حصرها في هذه التدوينة، ولكن انظروا من حولكم، أقل شيء ما هي الأسماء التي بإمكانكم ذكرها بسرعة، بعد النبي وآله صلوات الله عليهم، والأنبياء والصديقين عليهم السلام، هُم المبدعين العلماء والمفكرين والمُستكشفين والمُكتشفين، ومجالاتهم مُتعددة، ولا حصر لها.


وكما كان الاستهلال، الفرصة تمرّ والرّب الجليل يهبنا الكثير من فرص الخير ولكن العيب فينا إن لم نكن نستفيد من هذه الفرص، فعندما تكون هناك فرصة فاعلم بأنّك غالباً في المكان الصحيح والبيئة المناسبة وتركيزك عالي وتخطيطك مميّز، فقط الأمر يحتاج إلى همّة وهَم ورغبة منك بالتطوّر.


××


- ما هي أهم أهدافك لعام 2011؟

- ما هي أهم أهدافك خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2011؟

- هل تمتلك صديق تعتد أنّه بحاجة إلى مساعدتك؟

- هل تبحث عن مُساعدة في أمر ما ولا تجد المساعدة المطلوبة؟

- ما رأيك لو فكّرنا بإيجابية أكثر مما نحن نفكّر فعلياً ..


إجاباتكم تُهمنّي كثيراً، فقد أساعد أو نتساعد لإيجاد حلول لأهدافنا في 2011، فهي في نهاية الأمر أهداف تفيد الإنسانية إن شاء الله.


Related content:


أربع سنوات وأنتم بخير .. !
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 15, 2011 23:00