حسين المتروك's Blog, page 20

March 15, 2012

رؤى – قريباً لأحمد فيصل

منذ زمن طويل وأنا أبحث عن كِتاب يتحدّث عن التجربة الشبابية في الكويت، ويحاول تقييمها وابتكار حلول لمشاكلها الكثيرة، ولم يكن لي ما أردت فأغلب من كتب مقالات أو كتب كتباً تحدّث عن العمل الرسالي بشكل عام جداً، ولم يخصص فيها التجربة الشبابية فقط، كما أنني مررت بتجربة كتابة مذكراتي حول هذا العمل، وأعتقد بأنني بعد تجربة صديقي (أحمد) أصبحت أكثر اصراراً لكتابة هذه المذكرات لنقلها لجيل آخر سيأتي لاحقاً.


قبل فترة ليست بالقصيرة، أتذكّر أنه طلب منّي بعض الكلمات حول العمل الشبابي، ولم أكن على يقين بأنّه سينجز كتابة الذي يتحدّث عن هذه التجربة، ولكن من حديثة معي اكتشفت أنّه قام بعمل عدّة مقابلات وقرأ العديد من الكُتب محاولاً استجماع الماضي لاستحضاره في كتابه الذي قرر كتابته لنقل تجربة غنية مرّ بها مجموعة من الشباب في الكويت، وقتها لم أكن أعرف أسلوب أحمد في الكتابة، وكان قراره بافتتاح مدوّنة خاصّة به قراراً جميلاً أعطاني شخصياً دفعة أمل كبيرة حول مشروع كتابه الذي يقوم بكتابته، واكتشفت في تلك الفترة أسلوباً جميلاً مليئاً بالنقاط الموجزة والقصص المعبرّة التي تملأ الفكرة وتعطيها قدرة على الرسوخ في العقل والقلب.


تجربتي الشخصية معه كانت غنيّة، فأحمد شخصية منظمّة جداً، يسمح ببعض التجاوزات إذا ما كانت تخدم الوضع، لكنّه يحب الانضباط ويشجّع عليه بقوّة، ويمشي وفق مُخطط ويحاول أن يطبّق ما خطّط له، واكتشفت أنّه قارئ نهم، يُحب الكُتب بطريقة جميلة -خصّص مكاناً للقراءة في منزله!، واجتمعت معه فيه ذات مرّة لتبادل الحوارات-، كما أنني قدّمت معه دورة (السوبر كادر) في فندق كوستا دل سول، وهذه الأيّام لا يمكن نسيانها أبداً، كما أنّه تمكن من قيادة (مخيّم الصادق -عليه السلام- الثاني) بشكل استثنائي فكميّة المعضلات كانت كبيرة وقدرته على تطويعها بسلالة وابتسامه كانت عظيمة.


صديقي العزيز وأخي، أحمد فيصل، في يوم الخميس الموافق ٢٢/٣/٢٠١٢ سيتواجد في معرض مواهب الثاني في أرض المعارض بمشرف، للقائكم والحوار معكم وكذلك للتوقيع على كتابه الأوّل (رؤى) الذي يقول عنه "تجربة قد خططتها على أوراق لتمثّل مرحلة من مراحل حياتي قد عشتها بين أناس قد حملوا في نفوسهم خموم العمل التطوعي فتشكلت تلك الرؤى التي تضع اصبع التشخيص على بعض الجراحات التي يعانيها أولئك الشباب أملاً في السعي نحو تكامل العمل التطوعي الرسالي .. ".


جرّبوا قراءة هذا الكتاب، فقد يكون سبباً في تغيير نظرتكم للعمل الشبابي الرسالي، وقد يكون نوعاً من النقد الذاتي لكم إن كُنتم فيه، وقد يشكّل نقطة محورة لنقاش جميل قد ندخل فيه جميعاً نحن أبناء هذا العمل الرسالي.



تذكّروه .. (رؤى .. أحم فيصل)

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 15, 2012 09:54

February 29, 2012

أنت سر ..

قبل فترة كُنت أبحث عن رؤية (النجاح) وتذوّق هذا الذي يصفه البعض باكسير السعادة، ولم أتمكن من إيجاده وحيداً، رغم وجود بعض ما يمكن أن يسميه الآخرونَ نجاحات وأسميها (تجارب شخصية إيجابية)، واكتشفت خلال رحلة حياتي أن العمل الفردي يقودك للتطوّر السريع، ولكنّك ستبقى وحيداً بعيداً عن روح المجموعة وبركة العمل ضمن هذا الإطار الجماعي الرائع.


عندما أشاهد الإنجازات الفردية أراها تزول مع الوقت، وتتوقّف في نقطة معيّنة ونقول وقتها أنّ الشخص نجح وحقق الكثير، شُكراً له، وأشاهد انجازات أخرى متمثّلة بأداء شركات كُبرى وتجمّعات عظيمة تأسست منذ زمن طويل وعلى الرغم من رحيل رجالاتها الأوائل إلا أنّها لا تزال تُهدينا روعة وجمال ودقّة في العمل وإخلاص غريب جداً من الأعضاء والعاملين فيها الآن.


عملت في شركة زين للاتصالات قبل سنتين تقريباً، وهناك عرفت مجموعة تعمل بشغف ولديها طموح كبير ورسمت أهداف عملاقة، وكانت رغبتها الكبيرة واضحة، ودوماً كان تساؤلي عن كيفية غرس هذه الرغبة الكبيرة لدى هذه المجموعة الكبيرة من الموظفين والعاملين، هل العنصر المادي هوَ الأساس؟ أم هُناك أموراً أخرى يقوم بها بعض القائمين على هذا الكيان؟ ويوماً بعد يوم كُنت أحاول معرفة السّر الكبير لمثل هذه الشركات الكُبرى، فبدأت بمتابعة ما هيَ الأمور التي يحاول المسؤولين غرسها في شخصية كل عامل، واكتشفت الكثير منها الولاء للعلامة التجارية لجودتها ولكنّني لم أصل للشيء الذي أبحث عنه في هذه النجاحات فإلى هذه اللحظة لم أجد دوافع بعيدة عن الأموال!، وبعدها انطلقت للعمل في القطاع الحكومي، وكان من حظّي أن أمتلك مديراً مباشراً مبدعاً في التعامل مع الموظفين، وامتلاكه قُدرة التوفيق بين كلّ العاملين أمراً أراه صعباً في ظل تسرّب الطاقات الحقيقية من هذا القطاع، وتعلّمت أنّ هذه هيَ (الخبرة) التي يُحكى عنها في طلبات التوظيف، لكنّها مُجرّدة هُنا وبلا شهادات رسمية، وهُنا عرفت أنّ الجانب الإنساني هوَ ما يجعل من الإنسان شخصية ناجحة، واشراك الجميع في عوامل النجاح هوَ سبب كبير في التوافق في العمل.


لا يمكنك كإنسان طبيعي أن تُحقق النجاح (وحيداً) بل عليك البحث عن مساعدة من الأهل أو الأصدقاء أو المعارف أو بعض المحترفين في مجالك، كما أنّه يجب عليك المحافظة على صحّتك، فلا يمكن لشخص عليل إنجاز شيء في عصرنا الحالي، وثقتك بنفسك يجب أن تكون مميّزة فلا يمكن للبشر أن يثقوا بك إن لم تكن أنت واثقاً من نفسك، ولعل أهم نقطة في تحقيق شيء هي (أكتب أهدافك) لتلتزم -بدأت بكتابة أهدافي عبر الهاتف! من جديد- وقسّم المشاريع الكُبرى إلى قطع صغيرة لتتمكن من انجازها، ولا تحاول أن تمزّق نفسك، فأنت في نهاية الأمر إنسان يحمل طاقة عُظمى (يجب عليك معرفة الاستفادة منها).


 ××


 أنت (سرٌّ) كبير، حاول فهمه.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 29, 2012 02:32

February 22, 2012

التعايش مَطلب

الكثير من الشباب يحاول خلق وحدة وطنية، وينادي بها في كلّ محفل، وبعض من هُم غارق في الطائفية أيضاً يُنادي بالوحدة الوطنية، يا تُرى هل هذه الوحدة هيَ مطلب جماهيري؟ كما يصوّرها البعض؟ أم هيَ أمر يمكن تحقيقه عبر الممارسة الحقيقية للأخلاق والإحسان؟.


للأسف كلّنا ننادي بهذه الوحدة -الوطنية- دون أنْ نعي بأنّها وطنية، وليست وحدة دينية أو عقدية أو فكرية!، الوطن يجمعنا ويوّحدنا، وبعض الذين يتغنون بلحظات (مقاومة الغزو الصدّامي) لم يكتشفوا أنّ الذي وحدّهم هوَ الخطر المُشترك والهدف المشترك، ولم يكونوا وقتها يقولون بأنّنا علينا أن نمارس الوحدة الوطنية كما يفعل البعض الآن!، شُهداء الكويت آمنوا بالهدف المُشترك وقدرتهم على التعايش وقاتلوا، ومارسوا شيئاً مغروس في باطنهم، ولم يتصنّعوا أو يكذبوا على بعضهم الآخر.


الأفكار المطروحة للتعايش الحقيقي كثيرة ولكن قبل أن نُطلقها للعلن يجب أن نؤمن بها نحن ونطبّقها، فلا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية -التعايش السلمي- إذا ما أرغمنا الأطراف على التنازل الفِكري والعَقَدي، هُنا نحن نلتمس خصوصيات الإنسان، وما إن نبدأ بالاستهزاء في العقائد فسنبدأ بحرب حقيقية لا يمكن اخمادها إلا بتضحيات كبيرة جداً، وهُنا نقطة محورية يجب أن يعيها الجميع، النقاش في الدين لا يعني الالغاء الوطني من الخارطة!، هوَ نقاش فكري عقلي روحي، لا نقاش مساومات وطنية وولاءات كما يصوّره البعض.


للخروج من هذا المأزق الذي يُدخلنا فيه البعض في كلّ مرّة هوَ فكرة (التعايش) فأنَت السُنّي وأنا الشيعي يجب أن نعيش بسلام دائم لا حرب دائمة، أنت تعتقد بشيء وأنا أعتقد بشيء، والمُسلم يعتقد بأمور والمسيحي يعتقد بأمور أخرى، هذا الأمر يجب أن لا يؤثّر على رغبتنا بتطوير هذا البلد المعطاء، احترامي لك يجب أن يتم تبادله باحترامك لي، وإلغاء الطرف الآخر يُسبب أزمة نفسية ورغبة في ردّ الفعل بالنسبة للطرف الملغي.


وفي الختام أقول كما يقول (بوعلي) الوحدة الوطنية ليست (ثوب) نفصّله على مقاساتنا، أو نقوم بارتدائه متى ما شئنا!، وإنما هيَ قدرتنا على التعامل مع بعضنا الآخر باحترام ودون ازدراء، ولا يعني هذا أن نسمح لأي طرف كان بأنْ يُعاملنا بطريقة بشعة تثير عواطفنا وعقولنا وتمس خصوصياتنا، وأن نسعى لتطبيق "اعمل لدنياك كأنك تعيشُ أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً" -الإمام علي (عليه السلام).


××


وكل عام والكويت وكلّ من يُحب هذه الأرض بخير ..


وشُكراً لعبّاس الشوّاف، الذي آمن بقدرته على التأثير، وحاول وصنع .. أدعوكم جميعاً للمشاركة في فعالية بيت القرين (يوم الجمعة) عصراً، ويمكنكم الإطلاع على المزيد عبر تويتر عبر الحساب @forkwt.


وللعلم الصورة المُستخدمة هيَ للرائع (MacaholiQ8)

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 22, 2012 21:00

February 20, 2012

عن الحُب أحدّثكم ..

لنحكي عن الحُب قليلاً، فالكثير منه مُضر ويذهب العقل، فالتصرفات حينها تكون مجنونة يهرب منها العقل ويتنصّل منها، القلب عضو من أعضاء السيادة في جسمك، لهذا كُن على حذر عندما تتعامل معه، وكُن مميّزاً معه، فهو من يقودك (لجنّة الخلود) أو (لنار السعير)، لا تعبث به فالقلب قد يقودك للجنون.


القلب ساحة مقدّسة أودعت في جسمك، والحُب أقدس عباداته، فلا تجعله ساحة للقتال، دع أمر الحَرب لعقلك الحكيم، واترك القلب بلا جراحات وقتلى في كل زاوية، هوَ حرمٌ عظيم، يحتاج للتنظيف والتنظيم باستمرار لتتمكن من استخدامه بالشكل السليم، فلا تدخل فيه من يبغض الله عزَ وجل، ويُكتنز الكراهية للنبي الأعظم مُحمّد وآله صلوات الله عليهم، فهذا قد يحرق قلبك ويصنع منه مستودعاً للكراهية والذُل والخضوع لرغبات النفس والهوى.


عن الحُب أحدّثكم أخواني، هوَ الذي لا تبحثون عنه، هوَ الذي يأتي إليكم راغباً إذا ما كانت قلوبكم مليئة به!، هو صاحبُ المُعادلة الأصعب والأقسى في هذه الحياة، فأرجوكم كونوا منصفين مع هذه النعمة الجليلة، فطاقته الجبّارة قد تنسفنا وتصنع منّا فُتات إنسان قابل للبيع بأثمان زهيدة، وأيضاً طاقته قد تجعلنا نكتشف الكون المودع فينا، وتحررنا من الخوف الذي يقتات على شيء من أعمارنا، وانفجاره فينا يضفي جمالاً غير مسبوق، ففي كلّ مرّة تكتشف أنّك لم تكتشفه، وفي كلّ لحظة تنتفّس فيها تشعر بروعة الأوكسجين الذي استنشقته، هكذا الحُب يغيّرنا إلى الأفضل في كل مرّة يغزو فيها خلايانا، لأنّه جميل، فيصنع فينا الجَمال.


لا تقف عاجزاً أمامه، هوَ ينتظر منك الكثير، فالحُب بلا أفعال كشجرة مغروسة في الصحراء لكنّها عاجزة عن اهداء ورقة خضراء من أغصانها الجافّة، هذه النعمة دون عطاء تكون هباءً منثوراً، فأن نُحب أن نُخلص وأن نُعطي وأن نُضحّي وأن .. وأن ..، إلى أن تنتهي حياتنا وتبدأ رحلة الحياة الكُبرى، هوَ الحُب من يُعطينا القُدرة على البقاء ونحتفظ بالأمل والرجاء، ولايزال هذا (الحُب) يدمّر النفوس المريضة ليستبدلها لنا بنفوس عظيمة تحمل رسالة عُظمى.


قبل النهاية،


إن الـ (البُغض في الله) مطلوب، والـ (حُب في الله) مطلوب، وازن حياتك بين من تُحب -ويقرّبك إلى الله- وبين من تُبغض لأنّه يُحاول ابعادك عن جادة الحق، فالنور في الحُب واكتشافك العظيم هو أن تعرف من تُحب لتعرف من تُبغض.


××


ويبقى الحُب .. ملاذ الروح من اليأس.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 20, 2012 00:00

February 18, 2012

مُخيم الصادق (عليه السلام) وبعضهم .. !

قبل أيّام كُنت في الصحراء، أعيش مع مجموعة بشرية مبدعة، أبحث عن ذاتي وسط هذه الجموع، والتساؤل الذي كان يراودني باستمرار، هل سأجد شيئاً من ذاتي وسط كلّ الكراكيب التي جمّعتها في عقلي، فعلاً كانت قاسية هيَ اللحظات التي كُنت أقضيها وحيداً أغوص في ثوانيها بحثاً عن شيء أجهله!، أبحث عن (أنا) ترسمني مُجدداً بعد الضياع!.


من تلك البُقعة الجميلة في أرض بلدي الحبيب الكويت اكتشفت وجود بعض الذين يعشقون الطائفية ويقتاتون الكراهية والبغض للإنسان عموماً، والكذب كان يسري في عروقهم للأسف، فما كان علينا نحن المتواجدين في مخيّم (الصادق – عليه السلام) إلا أن نضغط على كلمة البحث في برنامج تويتر لنجد كلمات الكراهية تتصاعد أمامنا بكل جنون!، فمنهم من يُصر على أنّ الراية – العلم – المرفوع هوَ بُغضاً في أهل السنّة! فقط لأنّ الراية خضراء اللون تُسرّ الناظرين، لم يضعوا في حسبانهم ما هوَ هذا المُخيّم المركون قرب الشارع؟ وأمام الناظرين وللوصول إليه هُناك علامات كثيرة، ولم يأخذوا خطوة ليصلوا إليه، وإنما اكتفوا بالتصوير من الشارع والتأويل والكذب علانية!، وللعلم هدد أحدهم باحراق المُخيّم -ظنّا منه أننا في دولة أبوه!- لكنّه لم يعتاد العيش على أرض الخير والسلام، الكويت الغالية، وبعض الكاذبين الآخرين ادّعوا وجود تدريبات عسكرية أو شبه عسكرية على أرض المُخيّم وكما ادّعى بالتفصيل في الساعة السابعة صباحاً.


الآن لنوضّح شيئاً من الألوان وغيرها، أولاً كذب البعض وقال أنّ المُخيم لا يوجد به علم الكويت! رغم وجود ستّة أعلام كبيرة تحاوط المُخيّم، وبالنسبة للراية الكبيرة فهي اكتست بلون قُبّة (رسول الله صلى الله عليه وآله) وبالمناسبة شعار المُخيم (الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله) وصادفت ليالي إقامته ليالي ذكرى المولد النبوي الشريف، وللأسف بخصوص التدريبات العسكرية لم يكن يعلم هذا الكاذب أنّ ساعة الاستيقاظ المقررة للمشاركين جميعاً هيَ ما بين الساعة الثامنة صباحاً والساعة التاسعة صباحاً بالإضافة إلى أيّ مُخيّم غبيّ يرغب بإقامة تدريبات عسكرية ويضع راية ضخمة ويضع علامة للوصول إلى المخيم، وينصب هذا المخيم بالقرب من الشارع!، ولعب كرة القدم ورياضة الركض صباحاً ليس بالتدريب العسكري أبداً ونتحدّى الكاذبين.


في النهاية أظن بأنّ البعض يُحب الإثارة ويعشقها، ويظن بأنّه المُحقق كونان فيقوم بإلقاء التُهم هُنا وهُناك، والبعض الآخر يُمارس هذا الأمر لشق الوحدة الوطنية والبعض الآخر يقوم بهذا الفعل لأنّه يخبّئ الكثير من المساوئ خلف عباءته.


××


كان مُخيّماً رائعاً هذا العام، وكانت الأخلاق سيّدة الموقف في كثير من المواقف الحرجة التي تعرّضنا لها، والتنمية البشرية في عدّة مجالات منها التصوير الفوتوغرافي ومنها القراءة ومنها الرياضة، وغيرها من موارد التنمية، شُكراً لمن ساهم في انجاح هذا العمل الرائع، وشُكراً لفريق (مخيّم الصادق) وشباب الرسول الأعظم (ص)، وهذه هيَ قصيدة المُخيّم.



http://www.youtube.com/watch?v=-zykON1woLg

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 18, 2012 23:25

January 22, 2012

وارتحل مُحمّد

وانقسَمت الأمّة، وانشطرت وتحوّلت الحياة من جديد، فبعد أن غيّرها (مُحمّد) صلى الله عليه وآله، ها هيَ تتغيّر وتضع الأمّة في منعطفٍ جديد، الامتحان الجديد كان قاسياً مليئاً بالشجن، ورُسِمَت لوحة البُكاء إلى الأبد، وتاهت خارطة ديار المسلمين، فلا وطن والكُل أصبح يعيش في منفى، الطيور مشنوقة تحت كبد السماء، والأطفال حيارى يأكلون من رغيف البُكاء، وفاكهة من أسى، فمُحمّد (صلى الله الله وآله) ارتحل إلى بارئه.


ويسرقنا الضياع، ونتدثّر بشيء من الجفاف، فلا حرفٌ يقوى على الاستقامة ولا سطرٌ يرغب بالمزيد، فنحن ننبش في أحزان مُحمّد وآله، وكلّ زاوية تقطر دماً، فالألم لا يمكنه البقاء حبيساً في الصدور، لا بُد وأن تبكي السماء وتفجّر ينابيعه لتظهر جلياً للجميع!، والشمس تنظر بدهشة، فلا شيء يُعادل دمعة (بنتُ محمّد)، دمعتها نغمة مُسافرة، شدّت رحالها منذ استشهاد النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) وإلى اليوم تبحث عن ثائر يُخلص الدُنيا من الظلم والطغيان، رحلت تلك الدمعة لتُطبب جُرح أمير الكونين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وتمسح على كبد الحسن (عليه السلام) وتُغسّل جثّة قطّعتها السيوف ولعبت عليها الخيول، وتفترش لتكون أرضاً لذلك الجسد الطعين المحزوز الرأس، وتغرس نفسها في كربلاء الحُسين (عليه السلام)، وأطلقت زفرة دوّت في السماوات والأرضين، وإلى اليوم يسمع صداها مع كلّ صيحة (الله أكبر).


ذكريات بيت الرسالة ليست مُجرّد قصّة، وليست حكاية نقرأها لنعيش بعدها بكل هدوء، وليست كلمات رثاء تدخل في القلب وتخرج خالية الوفاض، بل هيَ حكايا الطُهر والإصلاح الحقيقي، فإن كُنت تريد قيادة ذاتك وتثور على الظلام الساكن في روحك، فما عليك إلا الاقتران بحياة عظيم العُظماء مُحمّد بن عبدالله (صلوات الله عليه وعلى آله)، فسيرته هيَ سيرة (الحكمة) والرواية الأعظم (للأخلاق)، فعلى الرغم من تآمر الشياطين مع أشرار بني آدم لطمس اسمه، إلا أنّ (نور الله) أكبر من أن يقدر مخلوق على اخفاءه، بقراءتك لتاريخ النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) تكون قد رحلت في عالم الماضي، لتُشاهد تاريخاً نقياً مليئاً بالحقائق.


[وَمَا مُحَمّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرّسُلُ أَفإِنْ مّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىَ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ]


تأمّل وستجد الكثير ..


 ××


عظّم الله لكم الأجر في ذكرى استشهاد الرسول الأعظم محمد بن عبدالله (صلوات الله عليه وعلى آله الكرام).

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 22, 2012 05:27

January 12, 2012

معكم

الحُسين (عليه السلام) لغة لا يفهمها البعض، والبعض الآخر حائر في معانيها!، هو عالم لوحده، هوَ أكبر من نحتويه بأفكارنا وخيالاتنا، لنرحل مع المتجهين إلى أكبر مدن الحُب، تلك المدينة التي تفتح ذراعها للملايين في لحظة واحدة دون أن تشعر بالضجر، يتلقي فيها كلّ مشتاق لرائحة البطولة والشجاعة بقتيلٍ خضّب رأسه بالدم، مُلقى على جانب نهر العلقمي، ويُشاهد ملحمة البقاء الأبدية، تلك التي تتوارثها القلوب، وترويها البصائر، لا تتحدّث كثيراً فقط شاهد فأنت الآن في ساحة الخلود (كربلاء).


توقّف هُنا وانتحب واخلع قلبك، وانفجر بُكاءً، فالحياة هُنا أصبحت ذات معنى، هُنا علّمنا سيّد الشُهداء -روحي فداه- كيف يمكن الانتصار في ميدانها المؤلم، هُنا أهدى الحُسين (عليه السلام) قرابيناً من أرواح لحفظ دين الله القويم، ومن هُنا انطلق ركب السبايا وفيه عقيلة بني هاشم فخر المُخدّرات زينب بنت علي (عليها السلام)، لا تتجلّد واجزع فالحُسين (عليه السلام) وبنيه أحق بالدمع والهلع من أي شيء آخر، دمعُك الغالي هُنا ابذله بكل شغف ورغبة، فأنت الآن في حضرة أعظم شهيد في تاريخ البشرية، أمام من قطّعته السيوف وتهاتفت عليه الرماح، أنت الآن تقف حيث ارتقت الخيول صدر الإمام الحُسين (عليه السلام) فلا تقرأ حرفي وتصمت، أغمض عينك، وأنظر بعين القلب شاهد ذلك المُجرم الذي يهرول بحثاً عن شيء يقتنيه، فقطع خُنصر الحُسين -روحي فداه-!، شاهد الجريمة العلنية التي ارتُكِبت تحت صدر السماء المُمدّدة، وادخل في جوف المرقد الطاهر، لترى المزيد.


لا تهرب، ترقب، فموكبٌ حزين سيحضر من أطراف الشام إلى حيث أنت، محمل فيه من سمعت صوت تكسّر أضلاع الحُسين (عليه السلام)، وفيه من فقدت طفلاً وأهدت دمه للإله، وفيه حكايا الموت مُتجمّعة بلا هدوء، كُن في استقبالهم، فأقدامهم دامية، تقرّحت من المسير والضرب، وشفاهُهم ذابلة من العطَش، لكنّهم دون صغيرة الحُسين رُقيّة (عليها السلام) فهيَ قررت اللحاق بركب القتلى في ظهيرة عاشوراء، ليكُن قلبك طاهراً وبدنك طاهر، واستقبل فيضاً من نورهم جميعاً، وليسمع العالم تلك الصرخة التي هدّمت عروش الطُغاة .. (لبيك يا حُسين).


××


لجميع من هُم الآن يجلسون في المنازل، ولم يُكتب لهم شدّ الرحال إلى الحُسين (عليه السلام)، كُن مع المشّاية، بروحك العظيمة واخلع ثياب البدن، وارتق وكُن من الذين يتقلّبون على قبر الحُسين (عليه السلام).


وكلّ من يقرأ هذه الكلمات وهوَ هُناك في ساحة العَظمة (أسألك بالله أن توصل سلامي لمولاتي زينب عليها السلام) وإن تمكنت فاذرف دمعةً وسجلّها باسم خادمكم جميعاً.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 12, 2012 15:30

January 10, 2012

هيَ الأيام ..

مضى من العُمر ما مضى، وقطعنا ورقة جديدة من الرُزنامة المُعلقة على الحائط القريب من مكان جلوسي المُعتاد، إنها رحلة الحياة، فريدة من نوعها يمتلك كلّ منّا ذاتها، يمكنه كتابة رواية اسمها (أنا) فكلّ من يقرأ هذا الحرف يمتلك حروفاً مُختلفة جميلة، يمكنه روايتها لمن سيأتي لاحقاً في هذه الحياة بعد أن نرحل جميعاً، رغم اختناق عقارب الساعات بين أيدينا الراغبة بتجميد الثواني، إلا أنّها تأبى الخضوع لرغباتنا، وترحل مُخلفّة في طيّاتها إما ذكرى جميلة أو تعيسة، فعلاً نحن نتقلّب -كما أخبرني صديقي العزيز- ما بين أملٍ ورجاء، نأمل أن نكون مُنصفين مُحقين تائبين من موبقات الذنوب، ونرجو رحمة الرّب الجليل الغفور العفو، هذه الحياة تضحك وتتلاعب بنا منذ الصرخة الأولى وإلى الصمت النهائي.


عندما يرحل عامٌ من حياتي أشعر بأنني كئيب بعض الشيء!، لستُ أدري هل لأنني لم أنجز ما حاولت انجازه؟ أم لأنني كُنت قادراً على أداء المزيد إلا أنني تراجعت في الكثير من الأحيان ولم أكن أمتلك الشجاعة لأتخذ قراراً بالعمل الجاد، وحقاً ما أروع أن يُدوّن العمل الذي نقوم به بهذه العبارة (حدث في مثل هذا اليوم …)، لأنّنا نكون صنعنا حدثاً تتوارثه الأجيال وإن كان مفيداً وجميلاً سنراهم يتوارثون فعله في كلّ حين، على الرغم من أننا نركض في كل مكان، ونسعى لترك بصمة في هذه الحياة، إلا أنّ الفِعل الرائع هوَ ما يبقى للأبد، ويحتفظ بنا في خيالات البشر وأفكارهم.


مررت من هُنا وأنا مُثقلٌ بالجِراحات، عامٌ كامل أكتب وأنزف حبراً وأتسكّع في كل رواق من أروقة الكلمات، وأنصت لضوضاء وصخب المفردات، أقتبس منها ما أُحب، فأقتات من أحزاني الكثير لأبقى على قيد الحياة، ومررت من هُناك وأنا مليء بالسعادة -إنها التناقضات التي نعيش- فلم يكن عام 2011 عاماً بسيطاً بل هوَ استثنائيّ بكل شيء، حتّى في أفراحه، فلا يتكرر يوم وتوأمه الغد، وإنما يتميّز ويتفرّد، والآن أنا بانتظار الآتي، والجميل أنّ أيّامنا كلّها مأهولة بالسُكّان، لهذا علينا اختيار الأيّام المُناسبة بأناسٍ مبدعين، في العام الذي اختفى من بين يديّ وسُجلّ في دواوينه كل ما صنعت فيه، والأمر الذي أفرح قلبي هوَ أنني اكتسبت بعض الأصدقاء الرائعين، وخسرت بعض الرفاق الذين ترجلوا عن مركبة حياتي، وأحبوا الاستمرار دون وجودي في حياتهم، وتعرّفت على مجموعة جديدة قد تضيف لحياتي بُعداً آخر، أظن بأنني كُنت في السابق أضع جداراً جبّاراً أمامي لكي لا يتمكن مخلوق من معرفتي!، إلا أنّ الزواج -ولله الحمد- غيّر هذه الصفة فيّ، ولزوجتي أثر عظيم جداً في طباعي وتصرفاتي، وهيَ من أعطى لي بُعداً جديداً في هذه الحياة.


××


شُكراً لكل من سأل عنّي في الأيّام الماضية، شُكراً لله على عظيم منّه، وأسألكم الدعاء لديّ رسائل وأتمنّى أن تصل باليد قريباً.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 10, 2012 13:50

December 28, 2011

ولا تزال تطوف

وانتُزِعَت النساء من على الأجساد المُقطّعة، وارتدى الموكب رداء الحُزن والذل، ومارس الليل عنجهيته ليُرعب ما تبقّى من اطمئنانٍ في قلوب موكب السبايا، لأنّه كما تقرر، هذا الموكب يصل إلى قصر (يزيد) بكل وحشية ..! والجموع في الشام تهتف وترقص وتُعربد قائلةً أن الأمير يزيد انتصر على الخوارج!.


صفعةٌ تلوَ الأخرى، يتلقّاها وجه طفلة تبحث والدها .. وكلّ ما تبقّى فيها هوَ دمعٌ يتناثر هُنا وهُناك، والسياط تلعب في ميدان مليء بالأطفال، فقط لتُرعبهم وتحاول قتلهم، لم تكن الطرقات فارغة، بل كانت مليئة بموزعي الحلوى والابتسامات، إلا أنّ هيبة (مُحمّد بن عبدالله) كانت تُخرسهم تُرعبهم، تصنع منهم رماداً لا وجود له، إنّهم ممزّقين مذهولين والسحاب يغطي الجريمة بكل هدوء .. وها هيَ قافلة (زينب) تنقش الأسى في أضلاع الحياة، تعرّي الطُغيان وتُهشّم قناعه المُزيّف، والشمس هاربةٌ تتوارى خلف بُكائها، وتجتر معها جيش من أشعة الشمس الدافئة، لغة الشجن تتوالد في الأفواه، وصرخات الآه تنطلق من الصدور لا من الحناجر، والحكاية مؤلمةٌ جداً، فكلّ من كان في الطريق صاح .. عقيلة بني هاشم زينب مرّت من هُنا! .. آه.


خربة الشام أما تخجلين؟ طفلة طلبت شربة ماء فصُفِعَت، طلبت والدها .. فأهديت رأساً حُزّ من الوريد، مقروع الشفاه بالقضيب، يقطر دماً ويرتّل (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)، أما تخجلين أن طفلة ماتت في أحضانك فوق رأس أبيها!.


الجموع تتسوّل حرفاً واحداً من قافلة دخلت مجلس الباغي (يزيد)، حرفٌ واحد يدمّر الغموض الذي اكتساهم، حرفٌ واحد يطلق تنّيناً يفحُ نيراناً تحرق كل طُغيان عشعش في صدور البشر!، حرفٌ يُنطق ليبقى مُعلّقاً أبد الدهور، لأنّه يخرج ليعيد تشكيل الحياة التي صُبغَت بدماء (الحُسين) ليُفهم الكون أن المُعادلة صحيحة، لكنّ العقول لم تعد تعي فنشوة الانتصار على خوارج العصر -كما أشاع يزيد- لا تزال تُسكرهم، وكل ما احتاجته هذه الأبدان السقيمة هوَ دواء من حرف يُفرغُ عن "أهل بيتٍ زُقّوا العلمَ زقاً" يتكاثر في قلوبهم لأنّ ناطقه امتلك "العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين" وفجّر القلوب بصبره، ودمّر جدران الجهل، وانبرى لعصر الظلام بكلماتٍ نورانية ملأت الخافقين، كيف لا وهوَ (علي بن الحُسين).


وتحرّكت القافلة،

والأميرة (زينب) تجمع أيتام رسول الله (صلى الله عليه وآله)..

أهكذا يُصنع ببيت الرسالة؟

ولا تزال تطوف في مُختلف العقول والقلوب، إنها القافلة الأكثر تأثيراً في العالم ..

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 28, 2011 05:14

December 20, 2011

مُفجّر الثورة .. !

لم أقرأ في التاريخ الإسلامي عن شخصية غذّت الإسلام بطاقة هائلة من التوعية الروحية والأخلاقية كما شاهدت في حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فعلى الرغم من الضغوطات السياسية في عصرة والانحلال الفكري الذي حصل، تمكن سيّد الساجدين (عليه السلام) من إعادة ترميم الإنسان في ظلّ تلك الظروف، وأعاد الهيبة للعلم والأخلاق بعد أن تدمّرت في واقعة كربلاء هذه المعركة الخالدة في عالم الأحزان، وترك لنا أحد أعظم الأسفار في تاريخ البشرية [الصحيفة السجّادية] زبور آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، ولمن لم يقرأ هذه الصحيفة فإني أدعوه للقراءة من (هُنا) لأنّ هذا الكتاب يُعتبر منهج مُتكامل للحياة، ولمن يرغب بالشرح فمن (هُنا).


تمكن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (روحي فداه) من توعية الجماهير الإسلامية، ولم يثنيه مرضه، فهوَ أحد ركائز ثورة والده (الإمام الحسين عليه السلام) فكان امتداداً حقيقياً واعياً لأهداف الإمام الحسين (عليه السلام)، وعبر ثورته المُستمّرة التي أعلنها ضد الطُغيان ببُكائه ودُعائه الذي فجّر النفوس البشرية ضد العبودية للمخلوق، أخرج المُجتمع من المستنقع الآسن الذي غاص فيه، إلى شيء من الحريّة، أطلق خُطبته العُظمى قبالة طاغية عصره (يزيد) في مجلسه بلا خوف أو تردد، كيف لا وهوَ حفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، رمّم ما يُسمّى بالإنسان، وبدأت رحلته العظيمة في صنع جيل يحمل على أكتافه الثقافة الإسلامية الأصيلة، ودكّ عروش الشيطان عبر حروفه وأنينه الذي تحنّ إليه الأرض، فكانت كلماته تغوص في النفس البشرية لتعيد لها لمعانها "مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْمَوْلَى، وَأَنَا الْعَبْدُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ إلاَّ الْمَوْلى"، غرسها في عقل كلّ من قابله، فكان الرَفض المُطلق لاستعباد البشر، وخضوع الجميع لرحمة الله عزّ وجل، وأرسى قواعد الحُب في القلوب والعقول " إلهِي مَنْ ذَا الَّذِي ذَاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ، فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً؟"، هل نبحث عن المزيد؟ سنجد الكثير والكثير .. فقط علينا البحث.


وفي حضوره الحزين، أنسى اللغات، وتضيع من بين يدي القواميس، وتهرب أبجدية المشاعر، فلا حُزنٌ يتمكن من الصمود أمام حُزنه، كيف لا وهو خامس البكّائين، أساطين الأسى سجدت على أعتابه، ليلاً نهاراً باكياً مُنتحباً، لم يدخّر شيئاً من أشجانه، صرف أنفاسه في ذكر الله والبُكاء على مجزرة الحُزن، فدمعته المسكوبة، لا تزال منارةً لكلّ الثوّار، في شتّى المجالات، نعم هو من كان الجهاد غرامه، فكانت الجامعة -القيد الذي يجمع اليدين بالرأس- تحزّ نحره ببطء وبهدوء، وكانت الشام تحتفل!، وأطلق تلك الكلمة الخالدة (أنا ابن محمّد المصطفى)


وكلّ ما تبقّى لدي هوَ تساؤل، لماذا هُدّم قبر من أعطى للإسلام حياةً بعد مرحلة اغتياله الفاشلة؟.


××


عظّم الله لكم الأجر جميعاً في ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين عليه السلام

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 20, 2011 04:25