حسين المتروك's Blog, page 19
May 15, 2012
الخُلاصة
قبل أيّام أطلقت خدمة جديدة في المُدوّنة، وهيَ خدمة (خُلاصة)، لكنّ البعض استفسر عنها وسألني حول ما هيّة هذه الخدمة؟ ولماذا عبر الإيميل وأنا أمتلك مُدوّنة وفيسبوك وتويتر وانستاغرام وبودكاست؟ فهذه الخدمات قد تغني المستخدم عن البريد الإلكتروني؟!.
لكن عن تجربة شخصية اكتشفت أنّ قوائم البريد الإلكتروني هيَ الأكثر أهميّة، تخيّل نفسك دون (بريد إلكتروني)! لا يمكنك التسجيل في أيّ موقع، إن هذا المُسمّى (إيميل) هوَ بطاقة مرورك في عالم الإنترنت، ويُعد هوَ الوسيلة الأقوى، لدرجة أنّ الكثير من الشركات تعتمد على المراسلات الرسمية الخاصّة بها المرسلة والمستلمة عبر البريد الإلكتروني.
[ لماذا الخُلاصة؟ ]
لأننا نعيش في زمن الاستفادة من المعلومة، لا الوصول إلى المعلومة، فأغلب المعلومات الآن مُتاحة للجميع، لكن الجميل منها قد يضيع في بحر المعلومات الكبير، هل تعلم بأنّ المعلومات التي يتم تناقلها في الانترنت تكفي لملئ ١٦٨ مليون قرص DVD! ويكتب في اليوم الواحد ٢ مليون تدوينة! -مع العلم أنّ هذا العدد كافي لملئ مجلة التايم الأمريكية لمدة ٧٧٠ سنة!- أرقام رهيبة عرضها موقع MBAonline قبل فترة حول ما يحدث في الإنترنت في اليوم الواحد وكانت الاحصائية في شهر مارس ٢٠١٢.
[ هل أنت جاد؟ ]
شخصياً لا أتابع كلّ شيء باستمرار، فأجدني أمر مرور الكرام على بعض المواقع والمدونات وبعضها الآخر أتوقّف عنه، أبحث عن المميز في عالم الإنترنت لأضعه في مفضّلتي، وبعد عرضها على بعض الأصدقاء اكتشفت أنهم أحبّوا ما صنعته لدرجة أنّ بعضهم طالبني بفتح مفضلتي للعامّة عبر بعض المواقع!، إلا أنني قررت صنع قائمة بريدية مُتخصّصة لارسال الروابط الخاصّة بالمواضيع المميّزة التي أشاهدها في الانترنت.
كما أنني لا أحبب القروبات الخاصّة التي ترسل رسائل يومية وبشكل مستمر لاغراق البريد الإلكتروني برسائلهم!، لهذا كانت الوسيلة الأفضل هيَ انشاء القوائم البريدية باحصائياتها وفنونها.
وكلّي ثقة بأنّك لن تُسجّل في هذه القائمة إن لم تكن مُهتماً بالعُروض التي ستتوفّر فيها، أو المواقع والمواضيع التي ستُطرح فيها، كما أنّك لن تُسجّل إذا ما كُنت غير مُهتم ببريدك الإلكتروني، لأنّها ستصلك هُناك في بريدك الإلكتروني.
[ على ماذا سأتحصّل في النشرة؟ ]
بالتأكيد هوَ الكثير، وبعض -الحصريات التي لن أفصح عنها!- ستتحصّل على نشرة بريدية مُنتقاة بشكل مميّز عبر مجموعة شباب أحبوا تشارك العلم والثقافة التي تُنشر عبر الانترنت، أبوابها ليست عديدة ولكنّها واسعة.
١- أخبار (مُهمّة)، إيجابية.
٢- مقالات، في شتّى المجالات.
٣- مشاريع، حول الشباب.
٤- مقطع صوتي / فيديو، مُحفّز.
٥- استعراض كتاب، مع وصلات للتحميل والشراء إن توفّرت.
هذه الأبواب وقد لا تتواجد بشكل كامل إلا في بعض الأعداد.
[ هل العدد محدود؟ ]
نعم إنّ العدد محدود جداً، فسارع، لأنّه بعد اكتمال العدد سنغلق باب التسجيل والاشتراك.
[ هل بإمكاننا المشاركة؟ ]
نعم بالتأكيد، يمكنك المشاركة بمحتوى مميّز وإرساله لنا عبر بريدي الإلكتروني Hussain@H-Makki.com وسنقيّم المحتوى ونضمّنه في النشرة البريدية.
[ متى سننطلق؟ ]
من هذا الخميس، صباحاً ستصلكم الرسائل في صناديقكم، وفي كل خميس ستصلكم الرسائل، بإذن الله تعالى.
لا تتأخّروا،
فالنشرة الأولى أقرب من ما تتصوّر ..
May 9, 2012
تجارب تدوينية
هذه الحكاية انطلقت منذ ستة أعوام ولاتزال مُستمرة، ولا أزال أبحث عن شيء جديد، وهذه المرّة سؤال أحد الأصدقاء استفزّ هذه الكلمات لتظهر كما هيَ الآن، وكان سؤاله حول تجربتي في عالم التدوين، وبعد لقائه انطلقت نحو مُدونتي، وانهمرت التساؤلات: هل كتبت بهذه الطريقة؟ بهذه الغزارة؟ بهذا الجنون؟ ولماذا؟ ما السبب؟ وفي كلّ مقالة كانت تقفز أمامي أسبابيَ المخزونة في باطن الحروف، في هذه الـ ٦ أعوام، كانت تجربة جميلة، وأكتب لكم هذا المقال كشخص جرّب هذا الأمر، أكتب لكم كصديق أو زميل أو شبح مجهول في عالم الإنترنت، لا كأستاذ أو خبير!.
تعلمّت خلال هذه الأعوام أنّ القراءة هيَ رُكن أساسي من أركان الكتابة، فلا يمكنك البحث عن معلومات جديدة دون القراءة، ولا يمكنك الوصول لقلب القرّاء دون امتلاك خزينة كلمات جديدة بين الحين والآخر، تُعبِّأ خزينة (عقلك اللاواعي) عبر القراءة المُستمرة، وإن لم تكن تمتلك وقتاً للقراءة فأنت لا تمتلك أهم أدوات الكتابة!، جرّب واقرأ لشخص تُحب حروفه، اقرأ في كل مكان وفي كل حين، القراءة هيَ الكنز المُلهم.
ولعل أحد أهم أسباب الانتشار هو أن تعرف جمهورك، وأعتقد شخصياً أنني انتقلت من (Blogspot) إلى (WordPress)، لكي أتعرّف بشكل أدق على الجماهير وكلمات البحث وطُرق وصولهم إليّ، فالجمهور هُم من ينقلك من مكانٍ محدود إلى كلّ مكان، عبر التعليقات وعبر أزرار الإعجاب التي انتشرت مؤخراً وعبر التواصل معك ومع أصدقائهم ونشر حروفك في كل مكان، قد يكون الجمهور هوَ من يدفعك للاستمرار في بعض الأحيان!.
كما أنّ مرحلة البحث عن المعلومات قد تكون هي أجمل مراحل التدوين، ففيها تكتشف بعض الأمور الجديدة التي تُحفّزك للمزيد، لم أكن في بداية الأمر أبحث عن بعض المصادر أو أقرأ مُدونات الأصدقاء الآخرين إلا المُقرّبين منهم، إلا أنني الآن استخدم Google Reader للوصول لجميع التدوينات التي يقوم بها الأصدقاء وبالنسبة لي MobileRss هو أحد أهم البرامج في جهازي الـ IPhone -لأنه يُزامن Google Reader عبره-، قد توّدون استخدامه في أجهزتكم للوصول لمُدوّنات من تودون متابعتهم باستمرار.
وتعلّمت في هذه الفترة أيضاً أن الاستمرار هوَ من يُساعدك على التطوّر، هُناك ما يُسمّى بالكتابة الحُرّة، وأظنّ أن أفضل طريقة لها هيَ كتابة اليوميات -اجعلها سريّة- واحتفظ بأفكارك وجنونك وطموحاتك باستمرار وذكّر نفسك، وحاسب نفسك، كُن صريحاً مع القلم والورقة، وستجد نفسك تتطوّر، دون شعور، أذكر أنّ أحدهم قال لي: “وإن كُنت لا أمتلك شيئاً في يومي؟” وكان جوابي لي: “جرّب شاهد صورة وفرّغ شعورك، ذكرياتك، شيء من هذا القبيل في دفتر يوميّاتك” كما أنّ تطوّرك يعني أنّك لم ولن تكون كاملاً من ناحية الكتابة، فلا يوجد شخص يمكنه أن يَكتب ويتحصّل على نسبة الكمال، فالقرّاء لديهم ثقافتهم الخاصّة بالنسبة للقراءة، ولديهم أفكارهم التي يُضادون فيها فكرتك الخاصّة.
دعني أخبرك سراً بسيطاً لا يحتفظ به البعض، وهو أنّه “لكي تتحصّل على شيء مميّز عليكَ أن تُخاطر“، قالها لي ذات مرّة أحد المُدربين وأكمل شرحه حول أن المبدعين هُم من يتمكنوا من تصحيح الأخطاء والمُضي قدماً بابتكار حلول للمصاعب التي تواجههم، ولكي تتحصّل على مخاطر ومصاعب عليك بعمل شيء، أن تُنجز شيء، أن تمتلك قصّة جديدة في حياتك، فمُجرّد الجلوس خلف شاشة الكمبيوتر للحصول على قصّة مُبتكرة لا تحصل إلا في بعض الأحيان، أمّا التجارب فبإمكاننا كتابتها كما هيَ وتكون ذات تأثير لواقعيتها وجمال أحداثها، كلّ شخص فينا يمتلك قصّة واحدة على الأقل وبإمكانه كتابتها ونشرها للقرّاء.
وفي نهاية هذه التدوينة، لا يمكنني إلا أن أشكركم لقراءة هذه التجربة، وبإمكانكم طَرح التساؤلات، وسأجيب عن كلّ التساؤلات بأقصى سُرعة ممكنة، وأتمنّى أن تكون هذه اللحظات التي قضيتموها معي جميلة ومفيدة، وعُذراً لإطالتي، وأعتذر لقلمي لعدم قدرتي على كتابة ما أريد، فتجربتي التدوينية لا يمكنني اختزالها في مقال واحد!.
April 27, 2012
مُدرّب خاص، ومسابقة!
بالأمس كُنت في حوار سريع مع أحد الذين (أُجرّب معهم تطبيق دورة كتابة رواية – عبر الإنترنت) وكان يعاني من مُعضلات كثيرة، وأحدها عدم قدرته على استكمال ما بدأه، وعدم قدرته على تطوير فكرته وتطويعها لتكون قصّة جميلة يمكننا جميعاً قراءتها وحكايتها في زمنٍ ما.
غالباً تكون هذه الأمور بسبب قلّة القراءة بشكل عام، وعدم القدرة على استحضار الكلمات المُعبّرة عن الموقف المُراد شرحه للقرّاء، وهذه هيَ المُعضلة الأكبر لجميع من يرغبون بالكتابة، في أيّ مجال من المجالات ولا أعني فقط الروايات أو القصص أو الأدب بشكل عام، لكنّك لتكتبت شيئاً كمقال على سبيل المثال فأنت بحاجة للقراءة لتتمكن من السرد.
سابقاً أخبرتكم في (كيف أكتب) عن بعض التلميحات التي أستخدمها في حياتي عموماً ولن أعيد ذكرها هُنا، ولكنّي سأسرّب لكم بعض التلميحات التي ذكرتها للمُشاركين في دورة (مُدرّب خاص) الخاصّة -إلى الآن- والتي تدور حول الكتابة الروائية والقصصية وبعض ما أعرفه عنها، وهذا التسريب سأضعه هُنا لكي يتمكن الجميع من الاستفادة ومحاولة حلّ مشاكله، بالإضافة إلى أنني سأطرح فكرة (أحتاج فيها لرأيكم) في نهاية هذه التدوينة.
Tips
- بدايةً إسأل نفسك، لماذا؟ لماذا سترمي بنفسك بهذا المُحيط، إنّها عملية شاقّة أحياناً ومُمتعة أحياناً أخرى، قد تُسافر إلى كواكب أخرى وقد يختطفك فضائيون وقد تأكل الورود وشيء من الخشب!.
- هل تعلمون بأنّ الكتابة عبارة عن عادة وليست مُجرّد فكرة؟
- أجبر نفسك ولا تبتكر الأعذار عبر القيام بمَهام أخرى!.
هل ترغب الآن بكتابة شيء؟ تدوينة؟ مقال؟ أو حتّى رواية؟ أنصحك بداية بالقراءة في المجال الذي توَد الدخول فيه، والبحث عن معلومات وتفاصيل يمكنها أن تكون ذات فائدة لك، بدايَة ..
……١- رتّب الفكرة
من غير فكرة حقيقية لا يمكنك الانطلاق نحو مقال أو تدوينة جيّدة، فقط رتّب الفكرة في ورقة واحدة، وستتمكن لاحقاً من الانطلاق براحة أكبر.
……٢- ضع تاريخ انتهاء
فتاريخ الانتهاء يحفّزك كثيراً، ويجعل منك شخصاً مُتحفّزاً باستمرار.
……٣- ضع أهداف صغيرة
على سبيل المثال، كلّ يومٍ قصّة واحدة!.
……٤- لا تقلق من عدم دقّة ما تكتب!.
نعم فأنت ستُراجع كلّ ما كتبت لاحقاً، فقط أكتب دون ضوابط ..!
—
ما رأيكم لو نظّمت مسابقة (٣٠ يوم) وهيَ عبارة عن مقالات تنزل يومياً في المُدوّنة، بأقلامكم، بأسمائكم، ومن يتحصّل منكم على أكبر قدر من التعليقات والنقاشات سيتحصّل على جائزة، ومن يتحصّل على أعلى عدد من القرّاء سيتحصّل على جائزة أيضا؟
المُسابقة منكم إليكم، أكتبوا ما تريدون اقتراحاتكم واستفساراتكم ..
يمكنكم الكتابة من الآن، فالمَقالات ستُعرض بعد نهاية الامتحانات النهائية لطلبة الثانوية في دولة الكويت.
يمكنكم الاقتراح عبر التعليق على التدوينة، والمشاركة عبر (تواصل معي).
April 24, 2012
للمُدن أسرار
في منتصف الليل، زارني دون استئذان، دخل وأخبرني أنّ الغُربة التي أعيشها مصدرها نوم بقيّة العُشّاق، في سبات عميق، دخلوه قبل أعوام ولا يزال النوم مُسيطراً على عقولهم!.
وكشف لي عن ثِيابُ الأسى التي تُغزل من دماء سالت قبل ألف عامٍ وأكثر، وأسمعَني ألحاناً عُزفت لتُثير الدموع وتصنع منها بركاناً ثائراً ينبع من عينٍ حمراء دامية، يتفجّر باستمرار دونَ مللٍ أو كلل، لتُغرَس الدمعة عبر مخالب الحُزن في القلوب دون رحمة أو استجداء عطف، وأخبرني أنّ النيران تحبو ببطء إلى بابِ الرّحمة لتُشعِلَ نيراناً لا تنطفئ، وتعيد كسرى والطُغاة.
قبل أن يخرج أهدانيَ ثوباً مُمّزقاً وتلعق الأرض قطرات دمه الطهور!، ونظر إليّ بنظرة المودّع الراحل إلى تلك المدينة النائمة فوق النهر التي انغمست في لوعة الغياب منذ تلك اللحظة التي تهاوت فيه “الطُهر” فوق التراب، ولا شيء يمكنه إيقاف عجلة التاريخ، رغَم أنّ المُدن تحتمل الأسرار في جوفها، إلا أنّها في بعض الأحيان تتقيّء غضباً كلّ الذكريات!، وما إن توارى عن عيني، حتّى بدأ الهَم يقضمُ خُبزاً يابساً من عقلي! -يا تُرى هل يأكل الخُبز اليابس إلا الفقير أو ذلك المُشرّد البائس في زماننا هذا؟!- يا تُرى هل نمتلك تلك القوّة التي تحتوي كلّ حَرف؟ أم الكلمات هيَ مُجرّدة لا تحتوي على شيء إلا رسمٌ أفعواني يتلوّى فوق السطور لنتمكن من التواصل؟ لا يُهم .. المُهم هوَ أنّ المُدن هتكت أسرارها وأخبرتنا أنّ الحياة لم تَكُن أجمل، بل كانت أقسى، ولم تكن أطهر بل كانت مليئة بالعفونات!، باستثناء بعض الطُرقات، والنور لم يسكن المنازل كما أخبرونا!، بل سالت الدماء في كلّ زاوية من زواياها، والبيت الكبير الذي يحتوي هذه المُدن مُجرّحٌ بفعل أشباه البنين الذين سكنوه طمعاً في الطعام والنقود!.
ليلي المُظلم لا ينتهي، يمتد ويمتد ويخنق أنفاسي بحثاً عن حرف تَنزفه يدي، وما إن أتوقّف حتّى يطأ صدري بقدمه المُثقلة بالهموم، ويضغط على أضلعي بحثاً عن نقطة أخرى أكتبها!، يمارس الإرهاب بطريقة مجنونة تضعني في مأزق الكتابة.
××
عظّم الله لنا ولكم الأجر في ذكرى استشهاد الصدّيقة الكُبرى أم أبيها فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.
April 16, 2012
سمير سعيد، رحل
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):”ما شبّهت خروجَ المؤمن من الدُّنيا إلا مِثلَ خُروج الصَّبيِّ من بَطنِ أمّه، من ذلكّ الغَم والظُلمة إلى رَوحِ الدُّنيا”.
في هذا اليوم توارى جثمان الإنسان الرائع سمير سعيد في لحده، هذا الرجل الذي غيّر ملامح الكويت في لحظات رحيله إلى العالم الآخر، شخصياً لم تكن لي علاقة مميّزة به، أو حتّى لقاءات، لكنّه كان شخصاً مُلهماً، يمتلك الكثير من التأثير في محيطه، وفي غير محيطه، تعلّمنا الكثير منه دون أن يعطينا دروساً أو يقف ليقول بأنّه يجب عليك أن تفعل هكذا وهكذا.
سمير سعيد، كان إنساناً مِعطاءً لا يهاب شيء، شُجاعاً في قراراته، دقيقاً في تفاصيله، قدّم للإسلام الكثير، وقدّم للكويت الكثير، لم يكن من الذي يحبّون التبجّح بالعطاء ولم يكن يعشق المِنّة بل كان متواضعاً يُحب الصمت عند عمل الخير، كان يُعطي بيده التي لا يراها، لستُ أقول هذه الحروف اعتباطاً، بل يمكنكم الدخول إلى عالم تويتر أو الفيسبوك أو حتّى في المدونات وقراءة ما يكتبه محبّين هذا الإنسان، وقصصهم معه وتاريخهم مع رجلٌ عرف معنى (الأخلاق)، وعندَ البحث في حياته، سنجد الكثير من الدروس التي تُقدّم مجاناً للوصول إلى رضا الرّب، فقبل لحظات من كتابتي لهذه الحروف وجدت صورة عبر الإنترنت لهذا الرَجل وهوَ يقبّل قدم أمّه، نعم هكذا هُم الرائعون، يعطون دروساً مجانية في الحياة دون مقابل، وبأفعال يقومون بها لا بثرثرة أو إعلاميات كما يُمارسها البعض للوصول إلى الشُهرة، شُكراً من القلب يا سمير سعيد.
رحل اليوم سمير سعيد، وفي أي لحظة سأرحل إلى حُفرتي أنا أو أنت أو من نُحب، فلا تتأخّر يا قارئ حرفي عن فعل الخير ونشره في محيطك، ولا تقف هكذا دون صُنع ما يُدّخر لك في قبرك، وانتبه فليكُن زاد خير لا شر، ولا تنسَ أن مثقال الذرّة عامل فارق في حياتك.
أتقدّم بأحر التعازي لأسرة المرحوم بإذن الله سمير سعيد، ولجميع مُحبين هذا العملاق، وأسأل من الله لذويه الصبر والسلوان، ونسأل الله له الجنّة والرضوان.
وليشهد الله أني ما رأيت منه إلا خيراً
April 8, 2012
أنتَ فريدٌ من نوعك
تساءلتُ دوماً عن طُرق تطوير الإنسان، وكيف يمكن له أن يكون إنساناً أفضل مما كان عليه، وكيف يمكنه إلهام من هُم حوله وطُرق قيادة الذات نحو الأفضل، وهل بالإمكان نقل هذه التجربة لمجموعة من البشر؟ فكانت الإجابات عديدة ومُتنوّعة جداً، فالإنسان عبارة عن خليط مميّز جداً لا يمكن تقليده فكلّ شخص منّا عبارة عن شخصية فريدة من نوعها.
وفي هذا العصر لم نختلف كثيراً عن العصور الماضيّة، فبقيت الأخلاق والتعامل الراقي مع الآخرين على رأس القائمة في طُرق تطوير الذات، ولم تتزحزح أبداً، فلا يمكن تحقيق تطوّر حقيقي دون قدرتك على التواصل الاجتماعي الرائع مع محيط حياتك، فلا يُمكنني تصوّر إنسان يبحث عن السعادة الداخلية في حياته ويشتم عامل نظافة لعدم قدرته على الوصول إلى بعض ذرّات الغبار العالقة على مكتبه!، ولا يمكنني تصوّر قدرة الإنسان على تطوّره على الصعيد الإنساني وهوَ يمتلك معارك شخصية مع نصف من هُم بجواره!، فقط عليكَ أن تتذكّر قوله تعالى (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
وقد تكون النقاط الباقية مبعثرة لكنّي أراها مُهمّة جداً، في عصرنا هذا نقرأ بشكل جنوني الكثير من التغريدات والأوضاع في برامج (التواصل الاجتماعي الافتراضي) ولكن القراءة الجادّة ليس لها نصيب، ولا أقصد هُنا قراءة الكُتب العلمية فقط، القراءة الجادّة هي القراءة التي تضيف لنا معلومة أو تجعل من الثواني التي قضيناها برفقة الحروف مفيدة بشكل أو بآخر، أمّا قراءة الأخبار دون استخلاص المعاني منها فهي قراءة لا فائدة منها، وإن كُنتَ تريد السيطرة على أعصابك وامتلاك قدرات استثنائية فإني أنصحك بشدّة بالقراءة، وتذكّر قوله تعالى (إِقْرَأْ).
وإن كُنت تريد أن تحقق هذين الأمرين السابقين بشكل مميّز عليك تحديد (الهدف) بشكل جيّد، هدفك من أفعالك بشكل عام، هل تمتلك خريطة طريق لهدفك الكبير في هذه الحياة؟ وإن كُنت تشعر بكثرة نقاط الضعف لديك فأقترح عليك أن تبحث عن نقاط القوّة وإن كُنت تعتقد أنها تافهة ولا تمثّل شيئاً، أكتب هذه الأمور، فعلى سبيل المثال البعض مميّز في علاقاته، ويرى في نفسه الشخصية المرحة، فليكتب هذه النقطة فقد يكتشف أنّه مقدّم برامج ساخرة ناجحة في القريب العاجل، وقد يكون شخص يقوم بإبهاج الآخرين عبر حواراته المبدعة، لهذا لا تستهين بشيء قد يساعدك على التطوّر.
إن كُنت تريد أن تعرف ما هيَ قوّة تأثيراتك، انظر إلى قراراتك في اللحظات الحاسمة وفي الكثير من المعضلات، هل قراراتك نتج عنها أمور مميّزة، أم العكس؟ وانظر إلى أفعالك وأسباب اتخاذك لهذه القرارات، وستكتشف شيء جديد في حياتك.
سأضع لكم عشرة نقاط، للتذكير لا أكثر تُهم كلّ إنسان،
1- الاطلاع ضروري.
2- التركيز مُهم جداً.
3- العائلة تأتي أولاً.
4- لا تُنصت للأصوات المحبّطة.
5- وعودك لتَكن مساميراً في الألواح.
6- كُن مثالاً يُحتذى به.
7- كُن غنياً بالله تعالى والقناعة.
8- شاهد الأطفال وتعلّم الحياة منهم.
9- التنظيم يكون رائعاً لو كُنت تحبّه.
10- آمن بآرائك.
April 4, 2012
آهةُ زينب
قوافل من حُزن، ولباسٌ أسود يغري الدمُوع فيّ لتنفجر، وعينان مسلوبتان منذ ألف عامٍ وأكثر، والآلام تعصف بالعقل والقلب، ففي عُمق التاريخ، أُنبتَ المسمار -ذلك المسمار الدامي-، ليُغرَس في ضلع الروح الأغلى في العالم، وأسأل من الله أن يهبني حرفاً يُبكيني ويُلهمني، فحياتي دونَ الحرف ملعونة مسلوبة كلّ القوى، ما أنا دون الحَرف؟.
باستمرار أطرق نوافذ الأمل بحثاً عن نور أو نار تجتث غُصّة زُرعت فوق عرش القلب، غُصّة طفل يبحث عن النبض الأوّل سقط خلف باب الرسالة وهو يجتّر ظُلامةٌ ستقتات على الدَم في كلّ مرّة تعاود الظهور فيها، وفي كل ظهور لها سيقتل أبناء النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وراية الشرّ ستعتلي وتُرفع فوق الرؤوس، ومقاعد الحياة سيتم احتلال نصفها بل وأكثر من طينةٍ أبغضَت النبيّ وآله، وسُتسرق الكلمات من ثغر الحكمة لتُلصق بشيء مشوّه!، ليظُنّ العالم بأنّ الحكمة والسماحة والفصاحة لازالت في الصدارة.
يا إلهي مُثقلٌ بالأشجان أنا، وتورق أنفاسي وروداً من بُكاء، ولا شيء يُشبعني فالدَم سال فوق الباب، والضلع انكسر والطفل قُتل، وهُناك فوق قارعة الطريقة ارتمى العبد الآبق فوق وجه الطُهر ليرفع سوطاً من حقد غذّاه بكلّ الذكريات الكافرة التي عشعشت في عقله، وفجّر قطرة الدَم الحارقة من جسدها الأطهر، لتُعلَن انتصار الشياطين في الجولة الأولى ضد الإنسان!، وشطر السوط جسد الأمّة كلّها، واختبأ خلف الستار، مُعتقداً بأن العدالة الإلهية غائبة لن تقتص منه.
ولا أجد إلا أن أرتدي ثوباً من غيم، فروحي تشهق وجعاً ولا يُخفي جروحي إلا مطرٌ يُخالطه دم، فبنت النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) ارتحلت ويأبى التاريخ تسجيل شيء إلا إن حُفر بالدم، وهذه الفواجع والرزايا تطبع أحداثها على صدر التاريخ لتسجّل لنا جُرحُ صدرٍ وحرق دار ولطمُ خدٍ وطعنةُ مسمار، وآهةُ (زينب) تلك التي دوّت ليرتّد صداها في كل زمان، لتُبكينا وتُشجينا وتُهدينا روحاً من بُكاء.
–
http://www.youtube.com/watch?v=v_Vop-5zV5E
عظّم الله لكم الأجر في ذكرى استشهاد مولاتي الزهراء (عليها السلام)
April 3, 2012
هل هُناك وقت للكتابة؟
نحن لا نمتلك الوقت، لكنّنا ننظمه بشكل من الأشكال لنتحصّل على أفضل النتائج، إلى هُنا يكون الأمر سهلاً، لكن هُناك فئة لا تجد الوقت الكافي لتُنظّمه ولكنها تصارع الثواني لتتمكن من الانجاز، هكذا هيَ الحياة، وهكذا هُم الكُتّاب، لا يمتلكون الوقت، فهُم ليسوا بأناس متفرّغين كما يمكن للبعض أن يتصوّر، ولو طالعنا في التاريخ لشاهدنا الكثير من الأمثلة، وسأسرد لكم بعضاً منها، لتتحفّزوا بعض الشيء.
المرجع الديني الراحل السيّد مُحمّد الشيرازي -قدّس سره- كان يبتكر أوقاتاً للكتابة فكما يُنقل عنه أنّه كان يؤلف كتاباً في الطرقات ويؤلف كتاباً قبل بزوغ الشمس، -لمن لا يعرف فإن المرجعية في الوسط الشيعي عليها ضغوطات كبيرة وأعمال ضخمة جداً كالتدريس والدراسة والنقاش والبحث والاستنباط وغيرها من المَهام-، لم يكن ينتظر الوقت الفارغ ليكتب فيه، بل كان الوقت بالنسبة له مناسباً لشيء وإن كانت الكتابة فإنه يشرع بالكتابة، ولا تستغرب إن قلت لك أن الرائع (فرانز كافكا) كانت يقضي صباحاته خلف مكتب مليء بالأوراق، كان يعمل في شركة للتأمين ضد الحوادث في براغ، لم يكن يتذمّر من عدم وجود وقت للكتابة أبداً، بل كان يرجع إلى المنزل ويختطف الثواني الأخيرة قبل النوم للغرق في عالم الكتابة، وكتب العديد من الروايات والقصص الرائعة، إنهم يسرقون الوقت للكتابة، يبحثون عنه بين يومهم المليء بالعمل، فعلى سبيل المثال الكاتب (ستيفن كينج) يعمل مُدرساً في أحد الجامعات، ولم يكن يمتلك الكثير من الوقت في بداياته إلا أنّه حقق نجاحات مُدويّة في مجاله، وكذلك (وليم فوكنر) كان يعمل كساعي بريد في صباحاته وحاز على جائزة نوبل!، ابحثوا عن (أجاثا كريستي) وعملها الصباحي وكذلك (تشارلز ديكينز) وستكتشفون الكثير.
لهذا في المرحلة الأولى ابحث عن الوقت ولا تضيّعه كثيراً في البحث عنه، فهو بين يديك، ضع خريطة طريق لتتمكن من الكتابة بشكل عام، فهذه المقالة لم تكن تراها لو أنني كُنت أبحث عن وقت لكتابتها، بل إنني دوّنت أفكارها منذ فترة وكتبتها لحظة ما اكتشفت أنني أمتلك الوقت.
أعلم بأن بداية كتابة رواية ما أو قصّة أو مقال هيَ من أصعب اللحظات فعندما تستحضر الرغبة بتدوين شيء من أفكارك لتكون على شكل نص مكتوب ستجد نفسك في غرفة مظلمة مُغلقة تلوّح بيدك باحثاً عن الضوء، ولكن ما إن تجد جملة واحدة تعبّر فيها عن ما في داخلك ستجد أنّك تمكنت من كتابة الكثير واكتشاف الضوء الداخلي الذي يسكنك، رغم فوضوية الحروف في البداية إلا أنّه أمرٌ طبيعي ويمكنك تجاوزه لاحقاً إذا ما كُنت تمتلك الثقة والرغبة والإرادة، لأنّك قبل البداية لا تمتلك شيء لتحسينه، وبعد الانطلاق سيكون عملك تحت التطوير والتطوّر المستمر فأنت بعد كلّ حرف جديد تكتسب خبرة جديدة.
نعم تستهويني فكرة نقل التجارب من جيل إلى جيل، وفكرة الكتابة بشكل عام لحفظ الأحداث والأفكار، لهذا أدعوكم جميعاً لافتتاح مُدوّنات والكتابة فيها ونقل تجاربكم للعالم لأنها قد تكون مُلهمة لأحد القرّاء وتغيّر حياته للأبد، وتكتسبون أنتم شرف التغيير للأفضل.
–
هل تمتلك مُدوّنة؟ ضعها في الردود .. أرغب بقراءة انتاجاتكم جميعاً، وتذكّر جيّداً .. (لستَ جُرماً صغيراً، بل انطوى فيك العالم الأكبر).
April 1, 2012
الدورات وأنت
قبل فترة نظّمت مع الصديق (أحمد فيصل) دورة بسيطة حول أهمية العمل التطوعي للفرد وكيف يمكن لهذا الفرد تطوير ذاته عبر عدّة تقنيات ومنها القراءة والحوار والبحث عن الأفضل وغيرها من الأمور التي يمكنك بمجرّد البحث عنها في ذاتك ستجدها، ومنذ تلك اللحظة وأنا أفكّر هل هذه الدورات مفيدة؟ أم إنها فقط خبرات تُنقل وقد تكون صالحة أم لا؟.
قبلها كُنت دخلت العديد من الدورات منها ما نظّمه الرائع (خالد الزنكي) وبعض الدرورات الخاصّة في مجال تطوير مهاراتي في استخدام برامج متخصّصة كحزمة Adobe الإبداعية، قد تكون الدورات المُتخصصة في مهارات وطُرق استخدام البرامج هيَ دورات مباشرة لا تحتاج فيها للتفكير إلا بعدما تنتهي منها وتنطلق في مجال الإبداع، لهذا يعتقد البعض أن دورات -التنمية البشرية- هيَ دورات لا فائدة منها وقد تكون عبارة عن بيع الوهم للناس! وللأسف ساعد بعض المُدربين على انتشار مثل هذه الثقافة، فلا شيء سوى بعض التقنيات المُكررة والكلمات التشجيعية التي لا تغيّر الكثير.
هل يمكن لكمات المُدربين تحفيزنا للقيام بمُهمّة ما؟ أو التحوّل اللحظي من حالٍ إلى حال؟ هذا الأمر نادر جداً ولكنّه ليس بمستحيل، أعرف بعض الأشخاص تغيّرت حياتهم لمُجرّد أنهم وجدوا شخصاً آمن بقدراتهم، وللأسف هُناك بعض البيئات المنزلية لا تُساعد الأبناء على الانطلاق والإيمان بقدراتهم، فتُحطّم كلّ أحلامهم وقدراتهم بإنجاز شيء يُذكر، فالبعض دُمرّت علاقته بالرسم لأنّ ذويه أو أصدقائه كانوا ينظرون لها بأنّها سخافات!، وهكذا، قد يُخالفني الكثير منكم في هذا الجانب -أن الدورات مُهمّة في بعض الأحيان- فهي تُذكّرنا بشيء قد نكون نسيناه، أو قد تعطينا فكرة جديدة نطبّقها بشكل مميّز في حياتنا، وهُنا الأمر مُرتبط بتطبقنا نحن للبرنامج التدريبي أو المحاضرة، لهذا على الكثير من المُدربين تحفيز المُشتركين بتطبيق الدورة ومتابعتهم بشكل دوري.
بالأمس كُنت في ندوة حول العلاقات الزوجية في مكتبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من تنظيم مبرّة سيّد الشهداء (عليه السلام) وحاضر فيها كلّ من الدكتور السيّد حسين الطاهر، والشيخ محمد المعاتيق وكان الحديث عن الزواج وسُبل انجاح الزواج وكيف يمكن تطوير العلاقات الزوجية لتكون رائعة، وما ان انتهت الندوة حاولت تطبيق بعض ما جاء فيها شخصياً فكانت النتائج مُذهلة، فتذكرّت أن ما ذُكر في الندوة كان طبيعياً بسيطاً لكنّني قد أكون نسيته بسبب كثرة المشاغل!، مثل هذه الندوات والدورات التي تعيد تقييم حياتنا الشخصية تعطينا قدرة على محاسبة النفس، وإيجاد حلول لمشاكل نحن نحاول التغاضي عنها.
واعلم أيها القارئ بأن الدورات التي حضرتها أنت في حياتك كلّها أو الندوات أو المحاضرات إن كُنت استفدت منها فقط للحظة واحدة فاعرف واعلم بأنّك لم تستفد من المشاركة والحضور إلا القليل، فمثل دورات التغيير والتحوّل من حال إلى حال تحتاج إلى وقت طويل في التطبيق، فلا يوجد طريقة سحرية تقودك للتفوّق المالي على سبيل المثال، ولكن توجد تقنيات قد توصلك إلى طريق الاستقرار المالي في حياتك، لهذا أنت بحاجة لتطبيق ما تسمعه أو تراه، لا تكن الدورات بالنسبة لك مظهراً أو وسيلة لإرضاء الذات فقط، بل لتكن طريقة للحصول على تقنيات تمكن من تطبيقها البعض ونجحوا في مجالاتهم.
××
موقع (دورات.كوم) – موقع كويتي رائع فيه الكثير من الدورات التخصصية في العديد من المجالات، ابحث فيه وقرر.
March 28, 2012
القراءة أيضاً سِر
قبل أيّام هاجمني أحد الأصدقاء بسبب كثرة شرائي للكُتب، وكان يتساءل بطريقة الشخص الساخر حول قدرتي على قراءة كلّ هذه الكُتب التي أشتريها، وهل هيَ حقاً مفيدة بالنسبة لي أم أنّها مجرّد هواية أتسلّى فيها وأصنع شيئاً من النشاط في أوقات الفراغ عبرها، صديقي هذا وعلى الرغم من رغبته بإيقافي عن عملية الشراء -وأنا لم أتوقّف ولن أتوقّف إن شاء الله-، لكنه تمكن من غرس تساؤل في زاوية ما من عقلي حول طريقتي في شراء الكُتب، فهل أنا شخصية مُدمنة تشتري الكُتب لأجل رائحة الكُتب؟! أم لأجل التكديس ولا شيء سواه!، فعلاً تساؤلات دفعتني للعودة إلى عالم التدوين -الذي أعتذر عن هجرانه- وطرح المواضيع التي تُثار أمامي أو أثيرها لنفسي.
لا أظن بأنني مُدمن شراء كُتب لأجل التكديس، فالقراءة أصبحت شيء مُهم جداً بالنسبة لي بعد أن اكتشفت أنّها تضيف لي الكثير، ففي أغلب الأحيان أجدني أناقش الكاتب حول أفكاره عبر أفكاري، وفي بعض الحوادث تكون هُناك معارك وسيوف وقتال، أذكر أنني قدّمت درساً لبعض الشباب حول القراءة وفنونها، فكان الطلب الأوّل هو: "لا تؤمن بكل ما تقرأ، فأنت شخص تحاور شخصاً آخراً عبر كلماته، فلا تكن عبد كلماته" وكانت هذه الكلمة لأنني أعلم وأؤمن بأن الكتاب الصحيح الوحيد هو (القرآن الكريم) والذي أدعو الجميع للتفكّر به لا التزيّن به، ولهذا فإن كلّ كِتاب يمكنك مناقشته مع ذاتك، فالكاتب عندما يطرح شيئاً لا يعني أن نُسلّم بأنّه تمكن من اصطياد المعلومات الصحيحة، بل هوَ شخص حاول واجتهد وقدّم لنا عملاً يمكننا مناقشته باحترام إن كان حياً وليس بالضرورة يقتنع أو نقتنع برأيه، وإن كان ميّتاً فدع أفكارك وأفكاره في حلبه النقاش.
قد يتساءل أحدهم لماذا أقرأ وكيف أنطلق في هذا العالم؟ وللإجابة على هذا التساؤل يجب أن يكون لدينا هدف من القراءة، وسأضع بعض الأمثلة التي شاهدتها لدى بعض القرّاء..
فالبعض يقرأ للهروب من واقع مُزري فعالم القراءة يتيح له قدرة على السفر إلى عوالم أخرى بعيدة عنه، فالبعض وللأسف يعيش لحظات قاسية جداً مع هذه الحياة وهوَ في صراع دائم للبقاء، والقراءة هيَ العالم الوحيد الذي يضيف له هدوء نسبي في حياته!، وهُناك من يقرأ للتسلية لا أكثر، فيجد نفسه يتسلّى بقراءة كُتب ويبتعد عن صخب الحياة التي يعيشها، كما أن مجموعة كبيرة في العالم تقرأ لتتعلّم فعبر القراءة يمكنك تعلّم أمر جديد يومياً، ويمكنك التبحّر في معلومة سمعتها في مكان ما عبر البحث عن مصادر لها بين أوساط الكُتب -أعلم عن الإنترنت وسرعة الوصول إلى المعلومات ولكن جرّبوا القراءة التخصصية للحصول على المعلومات الجيّدة-، كما أن القراءة تعطيك تجربة جديدة لم تعشها وأحياناً لا يمكنك عيشها (على سبيل المثال لأنّك لا تمتلك أموال لتذهب إلى القُطب الشمالي فتقرأ عن القطب الشمالي) كما أنّها تضيف لك أفكاراً جديدة.
لا يمكن تلخيص أهميّة القراءة في مقال أبداً، ولكن لأنّك تقرأ مقالاتي فإني أدعوك أيّها القارئ لاختيار كتاب ما تُحب موضوعه أو تستسيغ كاتبه وقراءته ومحاولة الاستفادة منه لتطوير حياتك الشخصية نحو الأفضل.
فلنجرّب النقاش في هذا المكان،
- هل تقرأ كُتباً؟
- ما الذي يحفّزك للقراءة؟ / ما الذي يدفعك لعدم القراءة؟
- هل تمتلك (Tips) أو (نصائح) تقدّمها لنا معشر القُرّاء؟
- قائمة بسيطة من الكُتب تنصحنا جميعاً بقراءتها.