Ali Mohamed > Recent Status Updates

بعض الناس يستلذون الاعتقاد بأنهم أقوى ممن "سَهُلَ اغواؤهم"، وأصفى خُلُقًا، وأكثر طهارة ونقاءًا.

روى مالك أنه بلغه عن يحيى بن سعيد أن عيسى عليه السلام مرّ بخنزير على الطريق فقال له : أنفذ بسلام. فقيل له : أتقول هذا لخنزير؟ فقال : إني أخاف أن أعود لساني النطق بالسوء.

إن حقيقة غياب الفنان وعدم مكوثه في الطريق الواصلة بين الجمهور والأثر تعني أن الناس أكثر حرية في الإعجاب به.

ولقد فوجئت مفاجأة كبيرة عندما قمت بإحصاء عدد المرات التي جاءت فيها كلمة (العلم) بمشتقاتها في كتاب الله عز وجل؛ إذ وجدتها -بلا مبالغة- قد بلغت ٧٧٩ مرة، أي بمعدل سيع مرات -تقريبا- في كل سورة!

عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ : إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانَ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانَ خَيرًا لهُ "

وكان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أصابه ما يُسرُّ به قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" وإذا أصابه سوى ذلك قال: "الحمد لله على كل حال". ثم إن هاهنا كلمة شاعت أخيرا عند كثير من الناس وهي قولهم (الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه) هذا حمد ناقص، لأن قولك على مكروه سواه يدل على قلة الصبر أو على الأقل على عدم كمال الصبر، وأنك كاره لهذا الشيء ولا ينبغي للإنسان أن يعبر هذا التعبير.

أما الذين تقودهم ألسنتهم فإنما تقودهم إلى مصارعهم.

ولهذا يُذكر عن بعض العابدات أنها أُصيبتْ في أصبعها فحمدت الله على ذلك، فقالوا لها: كيف تحمدين الله والأصبع قد أصابه ما أصابه؟! قالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها. والله الموفِق.

والحق أن الرياء من أفتك العلل بالأعمال، وهو إذا استكمل أطواره وأتمَّ دورته في النفس، كما تستكمل حراثيم الأوبئة أطوارها ودوراتها، أصبح ضربا من الوثنية التي تقذف بصاحبها في سواء الجحيم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، فارقها والله عنه راض".
وهذا مصداق قوله تعالي "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ"

ويظهر أن تفاوت الأجور التي رُصدت للحسنات، من عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف، يعود إلى سر الإخلاص الكامن في أطواء الصدور، وهو ما لا يطّلع عليه إلا عالمُ الغيب والشهادة.

إن خُبث الطويَّة يهبط بالطاعات المحضة فيقلبها معاصي شائنة، فلا ينال المرء منها بعد التعب في أدائها إلا الفشل والخسار.

عَنْ أَبِي مُوسَى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا".

عن الأَغَرَّ بن يسار المزني رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ واسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ".

عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأَعْمَالِكُم".

ولما كانت السعادة القصوى أن يوقى الإنسان شقاء العيش في الدنيا وسوء المنقلب في الأخرى؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في استعاذته بين الحالين معا إذ قال : "اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئس البطانة". فالجوع ضياع الدنيا والخيانة ضياع الدين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كَبُرَت خيانةً أن تُحدِّثَ أخاك حديثًا، هو لك مُصَدِّق، وأنت له كاذب".

لقد سأل النبي أصحابه يوما : "أتدرون من المُفلِس؟" قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال : "المفلس من أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار".

قال أبو زرعة : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق.

وقال الإمام أحمد : إذا رأيت رجلا يذكر أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي : بسوء) فاتَّهمه على الإسلام.

قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالي : "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ "، أخلصه وأصوبه، قيل يا أبا علي وما أخلصه وأصوبه؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يُقبل، حتى يكون خالصا صوابا، والخالص : ما كان لله، والصواب : ما كان على السنة.

ومن شواهد الأخبار، ما رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّم رجلا دعاء، وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم، فذكر فيه : "أسألك اللهم الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقًا إلى لقائك".

وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر، حدّثنا جعفر بن برقان : أن عيسى عليه السلام كان يقول : اللهم إني أصبحتُ لا أستطيع دفع ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو، وأصبحَ الأمر بيد غيري، وأصبحتُ مرتهنا بعملي، فلا فقير أفقر مني، اللهم لا تشمت بي عدوي، ولا تسُؤ بي صديقي، ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تسلط عليَّ من لا يرحمني.

قال معروف الكرخي رحمه الله : رجاؤك لرحمة من لا تطيعه خذلان وحُمق.

وقوله : (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) ، يخبر تعالى عن وجود الولد وفق البشارة الإلهية لأبيه زكريا عليه السلام، وأن الله علمه الكتاب والحكمة وهو صغير في حال صباه. قال عبد الله بن المبارك : قال معمر : (قال الصبيان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب. فقال : ما للعب خُلِقْنا). قال: وذلك قوله : (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) سورة مريم

قد يكون في ذلك هلاكي، ولكن الحياة تقضي علينا في أحايين كثيرة بأن نجري وراء هلاكنا كأنه ألذّ المُنى!

فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ

وما أحسن ما قال بعض السلف : إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، والعقل الكامل عند حلول الشهوات.