Ali Mohamed > Recent Status Updates

الواقع أنه لو قُدّر لأعيننا التي من لحم ودم أن تنفذ إلى ضمائر الناس، لكان في ميسورنا أن نحكم على المرء من خلال ما يحلم به بأوثق جدا مما نحكم عليه من خلال ما يفكر فيه.

فِيمَ اقتصاصُك من قلبي تُعذّبني
وما جنيتُ ولا قلبي عليك جَنَى

أما كفاني ما ألقاه من زمني
حتى أُغالب فيك الشوق والزمنا

إني وإياك كالمنفِيّ عن وطنٍ
أيّ البلاد رأى لم يُنسِهِ الوطنا

وفي الجوانح شيء لستُ أعرفهُ
لكنّ أهل الهوى يدعونه شجنا


مصطفى صادق الرافعي

وفي تلك المرحلة من الحياة, حين يحتاج المرء إلى الصلف لأنه في حاجة إلى الحب, استشعر أنه موضع الهزء لأنه كان رثّ الثياب, وموضع سخرية لأنه كان فقيرا. وفي ذلك العمر, حين يُفعم الصبا قلب المرء بخيلاء قيصرية, خفض بصره, غير مرة, إلى حذائه البالي, فعرف خجل الشقاء الجائر وما يشيعه في الوجه من حمرة ممضّة.

إن احتجاج الحقّ على الواقع يستمر إلى الأبد. والجريمة المتمثلة في نهب شعب من الشعوب لا تسقط بمرور الزمان.

فليس شيءٌ كالحلم خالقًا للمستقبل. اليوم مدينة فاضلة, وغدًا لحمٌ ودم.

إن عدم رؤية الناس يساعدنا على أن نتخيل فيهم مختلَف ضروب الكمال.

إن هناك رجالا يرغبون في أن يفرضوا نفوذهم, بأيّ ثمن, ويحرصون على لفت انتباه الناس إليهم. فحيث لا يستطيعون أن يكونوا جهابذة ناطقين بالحكمة, يجعلون من أنفسهم مهرجين.

ولكنَّ أيًّا من أالآمال لا يتحقق تحققا كاملا, هنا في هذه الدنيا على الأقل. إنَّ أيًّا مِن الجِنَان لا تغدو أرضية في الفترة التي نحياها.

أليستْ الثورات تَحَوُّلًا في الصورة إلى ما هو أسمى؟

قال ابن هشام : لما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة قال : "لن أُصاب بمثلك أبدا, ما وقفتُ موفقا أغيظ إليَّ من هذا". ثم قال : "جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة مكتوب في أهل السماوات السبع : حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله".

الجُرأة، هذا هو ثمن التقدم. إن جميع الفتوح الجليلة هي، كثيرا أو قليلا، ثواب الجرأة.

وإنها لنقمة أن تكون لنا ذاكرة, ولكنها أيضا النعمة الباقية.

نعوذ بالله أن نيأس من روحه أو نقنط من رحمته.

والواقع أن للبهجة التي نُدخِلها إلى قلوب الناس هذه الخاصَّة الساحرة, وهي أنها -وهي التي لا تعرف النقصان مثل أي انعكاس آخر- ترتجع إلينا أكثر اشراقا من ذي قبل.

ذلك بأنها جدّ مبهمَة، وجدّ عذبة، هذه العاطفة العظيمة الغريبة التي تعمر القلب في حبه الأول. يا له من قلب شقيّ عجوز لا يزال غضا طريا.

وفجأة صاحت : "ما أجمل هذا المكان!". كان كوخا مخيفا، ولكنها استنشقت نسيم الحرية.

إن الأطفال ليتقبّلون البهجة والسعادة في سرعة وفي أُلفة لأنهم هم أنفسهم، بالفطرة، عنوان السعادة والبهجة.

إنه إنما فُضِّلَ العلماء بالعمل, ولولا العمل به -أي العلم- ما كان له معنى. وإذا لم أعمل به كنت كمن لم يفهم المقصود به, و يصير مثلي كمثل رجل جمع الطعام وأطعم الجياع ولم يأكل, فلم ينفعه ذلك من جوعه.

قال الحسن البصري : أُنزِلَ القرآن ليُعمَلَ به, فاتّخذ الناس تلاوته عملا.

يعني أنهم اقتصروا على التلاوة وتركوا العمل به.

وكان أبو المعالي الجويني يقول : لقد جِلت أهل الأسلام جولة وعلومهم وركبت البحر الأعظم، وغصت في الذي نهوا عنه، كل ذلك في طلب الحق وهربا من التقليد، والآن، فقد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره فأموت على دين العجائز ويختم عاقبة أمري عند الرحيل بكلمة الإخلاص فالويل لابن الجويني. وكام يقول لأصحابه : يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به.

"مَن يزدد علما يزدد وجعا، ولو لم أزدد علما لكان أيسرَ لحزني".

-سفيان الثوري.

ولا توجد شبهة إلا وهي نابتة على الأرض شهوةً، حتى تتحول إلى كونها مذهبا متبوعا، أو ربما دينا أو عادة في الناس، وهذه قاعدة في كل الأمم والشعوب، تصنع شهواتهم مذاهبهم الباطلة.