أحمد عباس's Blog, page 15

طعنة

صرخة اللعنة مدوّية في أذنيّ

تأتي الطعنة…

من مسافة قريبة جداً

تخترق جسدي…

و تطال أجساداً أخرى

– بِدَوْري – أصرخ أنا أيضاً

و يصرخ الباقون

فتمتد صرخة اللعنة…

لفترة أطول من الزمن…

بامتداد مدى الطعنة…

إلى أجساد أخرى…

بريئة أيضاً

ظروف

تنقسم الظروف السعيدة إلى قسمين

قسم يحدث من آن لآخر

و قسم لست متأكدا أنه يحدث على الإطلاق

من باب الإنصاف أقول…

أنه حتما ستأتي ظروف سعيدة في المستقبل

غير أنني لا أعرف من أي القسمين ستكون

طائشة

في كل نقطة في السماء…

تقاطع طرق…

تخرج منه الطرق في كل إتجاه

رجفتي بسبب صوت الرعد…

دعتني للمراقبة بحذر

هنالك ما يجعلني أقول…

أن تلك السحابة طائشة

دفعني حب التملك…

أن أحبس تلك السحابة في إبريق…

و أصب منه قطرة قطرة

عندما تسألني عنها السماء…

سأبتسم

إصرار

من بين مشكلاتنا أنا و أنت… أنا

و ما يجعل الأمر أكثر صعوبة…

أنني لا أكمل من حيث انتهيت

في كل مرة…

أرتكب نفس الخطأ من نقطة البداية…

لأستمتع  بمعرفتي النتائج مسبقا

من حسن الحظ…

أننا سنموت جميعا…

- بما في ذلك أنا -

الأجمل من ذلك…

أننا لا نعرف متى سيحدث ذلك

لدي فرصة كافية…

لارتكاب نفس الخطأ مرات…

غير معلومة العدد

تبادل

مغرم أنا بالطريقة العشوائية التي تسير عليها الأمور

أرجم الألم…

و أستمتع برؤيته يتألم

ليست المتعة في تبادل الأدوار…

و إنما في تأكيد إدراكي الداخلي…

أن الأمور تسير بطريقة عشوائية

و أننا – في لحظة ما – …

سنتبادل الأدوار من جديد

حَدَث

لا أتذكر جيّدا ما حدث…
لكنه – بالطبع – حدث
إنقسمنا – أنا و أنت – إلى فريقين
يتناحر كلانا داخل الآخر
لا نتحدّث
الماء… في كأسيْن
الطعام… في صحنيْن
و القلب… شِطريْن
كل عين تذرف دموعها على حِدَه
إذا كنتَ على استعدادٍ أن تندم
فلنندم معاً
و سنحكي معاً
سنحكي معاً
دون أن نتذكر جيدا ما حدث
ربما هو أصلاً لم يحدث
و بالرغم من كل ما لم يحدث…
واثقٌ أنا من مقولتي التالية:
“لن تذهب إبتساماتي هباءاً”
و سأخبر الأيام بذلك

موهبة

تنحصر موهبتي في أمرين…

أن أبكي…

و أن أجعل الآخرين يبكون

ليس ذلك حبا في الدموع

و إنما إشارة إلى خلل ما…

في منظومة الفرح…

بهذه الحياة

قطيع

إنفضّ الحفل

فَقَدَ القطيع ما يجمعهم

توقّف الحادي عن الغناء…

إنصرفت عنه الإبل…

واحدة تِلوَ الأخرى

و الذئب…

الذئب ذهب إلى حفلٍ أكثر إمتاعاً

إحتضان

من أكثر اللحظات تميزا…

أن تحتضن – و في نفس الوقت -

من الجهات الأربعة

شعرت بذلك مرارا

و مهما كانت قوة الاحتضان…

كنت أخرج سليما في كل مرة

و من المؤلم…

أن الحضن الوحيد الذي ظل دون لحظة تميز…

هو نفس الحضن الذي استجمعت قواي…

ليكون متميزا

عندما أحتضنك…

يصطدم ذراعاي بقفصي الصدري…

و يحدث الألم

حجر

في الحديث راحة

كنا نشعر بها عندما…

نبث أثقال قلوبنا في اﻵذان

و نشاهد الحجر يسقط في الماء

اﻵن…

وقد فقدنا فعليا حاسة السمع…

لم يعد منا من يصلح طرفا في حديث

و ﻷننا أصبحنا محدودين…

توقف الناس عن محادثتنا

يمضون اﻵن دون أدنى كلمة

البعض يرمقنا بنظرة منكسرة…

و الحجر قابع في القلب

أتساءل …

أين تذهب الآن حكايات كل هؤلاء الناس؟