عبد الوهاب الملوح's Blog, page 5
May 14, 2013
في مهب الطيش
لم نكن بحاجةٍ إلى النور .
كنا نتقاسم شجون العتمة وكان لابدَّ منها لاختبار مدى قدرتنا على إدراك الواحد منا للآخر .
الظلام عربة مقذوفة في حمم الرغائب .
نأيت بالمكان إلى جهة في الصمت ؛ أعطيته ظهري رأيت نظراته لا تهدأ وهي تصعد من أعلى ربلة ساقي إلى قاع هزَّة روحي.
ما أوجع أن أتحسَّسه يمشي بي إلى حيث نسيت أن أصفّف شعري أمام مرآة شغفه ؛ ما أوجع أن ألقاني بيني وبينه .
يدخل اسمي ليلا ؛ يتطهَّر بي من آثامي ؛ وأنا أجلس إليه تفطَّنت إنه كان نصف عاريا ؛ كانت نظراته في الأوَّل مضطربة والآن هاهي خاشعة تطوّف ما شاء لها في حدقتي ؛ يبعثرها التوهان بين خُصلات شعري ؛ تبحث لها عن مرسى مفتوح بين الشفتين ؛ لن تتأخَّر عن ارتكاب حماقة الانتظار عند ثنية الركبتين ؛ سوف تهرول في المجرى الحليبي بين الربوتين ؛ ثم تحدّق في صمتي لأحدق في صمتي.
كنا في مهبِّ الطيش أو شيئا من هذا القبيل .
تنفتح الشبابيك أورغازم ؛ لابد من آهة تُطيح بالجدران تُعدُّ الدرفات أجنحة توقظ الجمر الناعس في حجر الروح ؛ يشتعل المكان يوقظ سلحفاة العزلة من حيادها الطائفي .
كان لا بد أن أهدِّئ أعصاب الفكرة وألاطف أعضاءها فلا يهيِّجها غباء التطرُّف البيولوجي .
لن أنقذ غرفتي من حريق الهواء بين نوتتين موسيقيتين تبعثرتا كجوربين غير متشابهين .
تلتهب أدراج الذاكرة وأخيلة المخدات ؛ تلتهب خزنة المهملات العاطفية والخشب البارد في زوايا الحجرات المغلقة ؛ يلتهب الانتظار و الأمل الذي تركناه يغلى على موقد المراهقة ؛ تلتهب السفن العائدة بكولومبوس لقيطا وماجلان لوطيا مريضا بالسيفيليس .
كتميمة معلقة بين السماء والماء ؛ أنشدها الغسق وصلَّى من أجلها الرعد.. ها هو الآن يتفحَّص جسد النهار بين خطى الضجيج الذي يطارد ملل الشارع .
يتركني أنا وجسدي بين رحى طاحونة الحريق نتبعثر كالقمر بين أصابع الريح .
حدَّثني عن أرملة حامل في شرهها الأول لن تجد أفضل من لسان النار تتوحَّمه .
حدَّثني عن طريق الحرير مطبَّات الوقوع بين مشابك دانتيلا تفتح على على قمم انتصبت مهاوي .
حدَّثي عن النار كيف لا يصبر على دخانها لينتفع بضيائها ويلتذَّ بصلائها ؛ حدَّثني ظلُّه عني وعنه ؛عن غابات بكر في أقاصي الجسد تحتاج لحريق يجدِّد عناصرها ؛ عن أنهار أخمدها الزمن وسوف يلزمها جمر النشاوي لتتدفق شآبيب ؛ حدَّثني عن أيائل تركض بالحلم إلى الأعالي .
قال:
’’ هذا تأويل ما لم تستطيعي عليه صبرا ’’ واختفى فجأة..
لن أنقذ غرفتي من حريق أشعلته أخيلتي .
سأترك لعربة الإسعاف أن تعدِّل نبض المكان وتعيد ضخَّ أوكسيجين الشهوة.
كنت قد خرجت لبحث عنه ..
May 11, 2013
أيها الماء ما اسمك ؟
أنت كائن استثنائي ؛ كائن خارج المقادير الكيمائية والفيزيائية المكونة للانسان ليس زائدا او ناقصا بل بشكل مختلف .
لا يتعلق الأمرهنا بسؤال هاملت بقدر كا هو حقية انك عرفت كيف تكونين خارج الكادر ؛ واذا بالصورة العائلية واذ تحتفي بك باسمة فانما شماتة من التأريخ الذي اراد ان يحصرك في إطار وانت اوسه من الصورة ستفيض الابتسامة خارج الكادر وتتدفق سيولا يغرق فيها المارة والواقفون عند شرفات لا تطل الا على الواقف المرئي وانت هذا العابر اللامرئي.
في البداية ، كنت اعتقد انها مجرد نكتة شأنها شأن الذباب الذي يأتي به الملل كل مساء ؛ شأنها شأن التشبه بقرد يتحول الى حصان وحشي وعلى ظهره هذه الخطوط الملونة فيفرح بها وفجأة يقع عليه نمر يخرج من فكرة خوفه ؛ شأنها شأن فوبيا الضحك عند من يعانون من عزلة قسرية ..
في البداية .. كانت هناك دائما نهايات يعمل الجميع على ان يجعلوها سعيدة وليئة بالهناء والفرح .
ماذا لو لم تكن هناك بداية اصلا وهو ما ربيت حدسي عليه ان لا انتظربداية شيء ما ؛ تعودت ان اتعامل مع كل شيء كما لو اني اعرفه من زمن بعيد.
لهذا السبب وأشياء اخرى وجدتني اتعلق بالنظر الى معصمك اول الامر ثم الى الضوء المشع من عينيك ثانيا ثم انظرإلى حالي قبل ان أغيب فيك .
الغياب فيك ابتعاث من انبغاث كاذب لأنك حالة طواريء دائمة ولست مجرد امرأة او حالة انثى قانت كائن استثنائي ، يرتقي السلالم فتنبعث موسيقي من جهةما
ويثمل الهواء
وتلقي الريح اجنحتها على كتفيك
ويطير نهر
وينشغل شجر بتغيير فستان الطقس
طبعا ؛ لا امتلك من قدرات الغزل ما به أروِّض طقسا متقاعسا عن الشمس والعشب والماء ؛ أه الماء هل سبق ان حدثتك عنه .
ما اسمك ايها الماء ؟
من اي حرف تسيل ريحا
وتسيل جسدا
وتسيل امرأةتخرج بفستان السهرة لتدل الغبار النازل على الطريق الاتي بعشاقها الى حتفه حيث طيِّرشالها الازرق بلون اسطورة امازيفية ، طير اسوار قلعة لمدينة محاصرة بالفياب وكعبك العالي ادق من ان تناله سموم عشاق افتراضيين
أيها الماء سنفكر سويا في اسمها
May 7, 2013
خيانات المثقفين
خيانات المثقفين
عبد الوهاب الملوح
..فرَّ الكلب وحلت الضباع تنهش من جسد الهواء
كل شيء جائز الآن
سال الدم غزيرا من ذلك الجسد الذي انتفض وقد تحررت أنفاسه تتمرَّد على أعضائه المحبوسة في قفص الغبن ..فنزف حتى الموت و بدل أن يرقص ذلك الجسد حرية فيصير لون الهواء أحمر وإيقاع النشيد أحمر وطعم تفاحة آدم أحمر.... تحول كأس الدم عند بعضهم كأس نبيذ لاستكمال سهرة على نخب ’’الثورة’’ ..
كل شيء جائز
بين ليلة وضحاها يصير الهواء الفاسد بدوره ثوريا ويطلع علينا باعة روبافيكيا الكلام القديم بموديلادت حديثة من الصيغ المطرزة باستعارات وبلاغات وفق مصطلحات ثورية مشدودة إلى ربطات عنق تجهِّز القصيدة لاعتلاء مقصلة الإعدام الجمالي..؛ تتعملق ظلال المرابين القدامى تحت الأضواء الكاشفة تُبرز مؤخراتهم اللغوية وقد نال السوس من قماشهم الأبجدي المتآكل ؛ وهم يعدون من قدِّيد الكلام وليمة لأعراس معدة سلفا بطبال وزكرة ومشتقات عبارات الشكر والحمد والتصفيق الجار بحذف المجرور و استبعاد من لا يُجيد الضرب على الدفوف وأقصاء من تيقَّن إن الهامش هو الأصل مهما بلغت الثورة قممها واقتلعت جذورها لتنقلب عليها ..
فكرة الاقصاء أصيلة عند الفرد وهو يعيش بين المجموعة على اعتبار إن البطولة شأن شخصي لابد ان تدفع فواتيره المجموعةالعامة اما الاحتفال ب’’ الثورة ’’ فهو لا يخصُّ إلا من اعتاد أن يخرج للعموم ببزة رسمية وقصيدة رسمية وموسيقى منضبطة لقواعد السلم الموسيقي ومتعهد حفلات معترف به حكوميا لإقامة الحفلات الثورية ..
هل هي ثقافة ما ’’بعد الثورة ’’؛أم ’’ثقافة ما بعد 14 جانفي’’ أم ’’سياسة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث النوفمبري والبورقيبي’’ أم هي ثقافة «التيك أواى»، واللهاث وراء الموضة الثورية وما تستدعيه من عمليت السطو بما في ذلك السطو على حمار سانشو بانشو .
يؤكد إدوارد سعيد إن المثقف يتحول إلى خائن حين يتخلى عن دوره كناقد لذاته وللمرحلة التي يعايشها ويهرع إلى تمجيد المرحلة دونما تفحص أومقاربة نقدية خالية من الذاتوية والانطباعية ؛ يسقط في فخ اللحظة وما قد تتسم من مظاهر التجاوز التي بدورها قد تنعكس على شخصية هذا المثقف ويعتقد انه وصل الى مرحلة الألوهة.. ليس الأمر معقدا إلى هذه الدرجة ؛ ثمّت من يجلس على كرسي في السماء الثامنة ويرى انه كان الهة منسية و جاء دوره يتخلى عن دوره لينفذ شريعته ويبعث رسله فالسفينة قد ’’ استوت على الجودي ’’ ..آلهة قديمة أنجبت وفقا لترتيب جيني مشوه آلهات لم تجد ما تفعله سوى استعادة دور الضحية باستمناء مستمر لكرامات أولياء خرجوا حفاة عراة بعد انتهاء صلوحية موتهم السريري ..
هو تبادل للأدوار إذا وجني محاصيل الفوائض السنوية من سنوات إيداع الكلام في مصارف المكر السياسي وكل حسب قيمة تداول اسمه في بورصة المعارضة.. ليتكرر المشهد مجددا لكن من جهة كانت غائبة عن الأضواء وإذا المحنة اكبر من هروب ديكتاتور ولكنها بنا نرجسية سيكوباثية و سكيزوفرانية ثقافية هو إذا تغيير المواقع ومن كان هناك أصبح هنا وحتى من كان هنا اصبح هنا يكفي ان يغير من اللوك الذي دأب الظهور به ليتحول وبعصا سحرية من حاكم إلى اكبر ثوري...
..فرَّ الكلب وحلت الضباع تنهش من جسد الهواء
كل شيء جاهز للتبدل والانقلاب على كل شيء هو زمن الكراسي الفارغة وزمن الغنائم التي تركها الفارون وهو وقت للصعود إلى الأعلى وزمن قبض المنح على سنوات الحبس وسنوات النفي وهو زمن التسابق لفتح خزانات الفار ..زمن للنهب ..النهب السياسي و العاطفي وزمن النهب الثقافي وهو أخطر أنواع النهب بما يعمل على ترسيخه من لغة الوصاية على كل ما هو إبداع واختزال الحلم وامتلاك الأحقية في كل شيء بما في ذلك كتابة رواية أو إعداد مسرحية أو .. ترتيب لقاء بين عاشقين في قصيدة واستكمال مشروع التصحر الثقافي وتجفيف منابع المعرفة وتأكيد مبدأ بطولة الشاعر الأوجد وزعامة الممثل الأقدر ورئاسة الفنان ألاوسع انتشارا على أ، يصادفوا على أن الغايات الكبرى من الثقافة هو في جانب منه التر فيه وفي جانب أخر توفير المنح للظواهر الاجتماعية التي تجيد لعب دور الضحية في كل وقت
سوف يتم تكليف بعضهم لإدارة الشؤون الثقافية المؤقتة للبلاد والسهر على تصديرها للخارج و يتمُّ تنصيب ناس على أنهم شعراء الثورة ويتم تعيين آخرين على أنهم فنانوا الثورة ؛ فما حدث في الحقيقة هو مجرد تبادل أدوار بشكل رسمي تبادل مواقع بين من كان قريبا من هنا وبين من كان هناك ليأخذ كل واحد حظه وينال من غنائم بن خيبر وبني قينقاع حتى ولو لم يؤمن ولكل واحد الحق في خراج ثروة الثورة لكأن الفن الثوري برز بعد 14 جانفي فقط وكأن كل الشعر الذي قال قبل هذا التاريخ لم يكن معنيا بشكل من الإشكال بكفاح الشعوب ومسيرة النضالات مهما كانت ؟ فجأة هكذا وبجرة قلم يصبح من كان مداحا ثوريا ويتحول من غنى للحاكم المخلوع تقدميا ويصبح من كان مقاولا لنشر الأعمال الممجدة للنظام الديكتاتوري ناشرا مناضلا ؛ يطبع كتبا أقل ما يقال عنها كلام مؤقت يؤبّد جكومة مؤقتة هي بدورها تؤبد نظاما لايريد له أهل السياسة ان ينحلَّ ..هكذا سوف يعمل أهل الثقافة على إجهاض مطالب الشعوب .. وهو أمر جائز طالما انه وأثناء سقوط الضحايا برصاص الطاغية كان هؤلاء أشبه المثقفين ؛ الوندال الجدد كانوا يراقبون سير الأمور من شرفاتهم او من خلال استعاراتهم التي لم تنطل على احد عدا طبعا من يسوؤهم انتصار الشهيد .. هؤلاء أين كانوا ؟ ربما يكتبون ويؤلفون قصائد وفق جميع القياسات
مرة قال ابو القاسم الشابي
يئست من المشاريع التونسية
وهو على حق دائما
عبد الوهاب الملوح
صيف قفصة 2011
سأحل محل الطاعون النسخةالسورية المشوهة لكاليغولا
سأحل محل الطاعون
النسخةالسورية المشوهة لكاليغولا
عبد الوهاب الملوح
’’ إن لم أقتل أشعر إني وحيد’’ هكذا كان يهذي كاليغولا وهو ما يهتف ب ه الا ن بشار الأسد ردا على طلبات أيقاف عمليات التقتيل التي تحولت إلى إبادة شاملة لشعب بأكمله بطريقة منظمة .. هذا ما يريده بشار الأسد الذي جاء إلى السياسة من باب ’’ أنا وبعدي الطوفان ’’
الآن وقد افْتُضِحَ أمره واتضح إن نظامه ليس إلا مجرد عصابة عائلية شأنه شأن الأنظمة العربية الأخرى التي تحكمها مافيات الكارتيلات التجارية ورجال أعمال نهب أموال المجموعة العامة وتحويلها إلى حساباتهم الخاصة في بنوك أجنبية فهذا النظام وإن روَّج لنفسه على انه خط الدفاع الأخير عن العروبة والعرب وانه النظام الوحيد الذي بقي في مواجهة ’’ العدو’’ وأنه وحده رمز المقاومة من اجل فلسطين بما تستدعيه من مواجهة ونضال وعدم انجرار وراء دعاوي السلام وانحيازه لقضايا الشعوب المناوئة للنظم الامبريالية وعلى رأسها أمريكا .. وهو فعلا كذلك مع فارق وحيد انه ينحاز إلى الأنظمة وليس الشعوب هذه الأنظمة الكليانية الشمولية التي تقود سياستها عقيدةُ القضاء على كل من يقف معارضا لبرامجها ويدعو إلى نقد توجهاتها ؛ أنظمة توتالتارية ؛ شوفينية لا تعمل وفق إرادة شعوبها و لا تخطط وفق حاجياتهم بقدر ما تنزع نحو تطبيق برامج لتوسيع دائرة نفوذها العائلي أو فرض سلطتها الايديولوجية التي تريدهاعقيدة كل الناس في جميع الأزمان ..
وفي الحالتين العائلية أو العقيدية ليس ثمة مجال للحرية ؛ ليس ثمة مجال لقول ’’لا ’’ ؛ والعلاقة بين الحاكم والمحكوم تنبني على الطاعة والخضوع وعدم رفع الرأس للنظر إلى الشمس والرضا بما تجود به يد الحاكم التي هي دائما كريمة في كل شي في البطش كما في إلقاء التحايا عن بعد ..
وفي الحالتين تكون الدولة جهازا في خدمة مصالح خاصة وليست أداة لخدمة الشعب وبالتالي فعدم الامتثال و العصيان هو بمثابة إعلان الحرب فلا حق لأحد على الحاكم الذي ليس له ما يقدمه إلا أن يُطاع وأن يُعبد كالاه معاق وهو ما لن يمنعه أن يرسل آلته وزبانيته إلى تنفيذ عمليات الإبادة والتطهير والقتل العشوائي وهذا تحديدا ما ينجزه الآن نظام عائلة الأسد بشار وأخوه ومتعهدي مجازر في الجيش ؛ يشرفون على عملية إبادة ممنهجة ومنظمة للشعب السوري انطلاقا من غرفة عمليات مدعومة بجهات من الخارج ليس من صالحها أن يقرر الشعب السوري مصيره بيده فاستقرار هذه الجهات رهين بقاء الأسد شأنها شأن بعض التنظيمات السياسية التي ترتبط مدة صلوحيتها بنفود حكم الاسد عائلة الملكية الجمهورية في الشام ..
ولأن من حق الحاكم أن يعاقب شعبه بالطرق التي ير اها سالمة سوف يحرم الناس أولا من ا لماء والكهرباء وكأنها مزيته عليهم وكأنه من وهبهم الحياة وسيعمد إلى الترهيب من خلال الاعتقالات والمداهمات الليلية والضرب ولأن الأولاد أشقياء ولا يتربون وسيغيرون من أساليب تمردهم سيرسل ميليشياته لتأديبهم أثناء أداء صلواتهم وأثناء أنجاز أعمالهم وأثناء فعل الحب أيضا ..
وبما إن الأمر ليس مجرد لعبة بالنسبة للشعب الذي سيواصل تمرده ويطالب بإسقاط النظام سيعمد الأسد إلى الإبادة الشاملة وقطع جذور من يتجرأ ويقول لا باستعمال جميع الطرق : إنزال بري وإنزال بحري وإنزال جوي..
ولو تعلق الأمر بتحرير الجولان ما خرجت كل هده القوى العسكرية
ولو تعلق الأمر يعني باستعادة لواء الاسكندرونة ما استدعى هذا العدد المهول من المدرعات والمجنزرات والدبابات والمليشيات..
لعله ارث جيني في عائلة الأسد هذا الذي يجعلهم دمويين بهذا الشكل المأساوي فعلا انها لمأساة ان يبيد رئيس حاكم شعبه الأعزل وهو ما فعلته إسرائيل في غزة ولإسرائيل وفق منطقها الخاص الحق في ذلك فما هو المنطق الخاص للأسد الذي يبيح له إجراء عمليا ت إبادة منظمة لقد استفرد بهم وتغوَّل واستقوى بطغمة من ضباطه الذين لا يعرفون إن الجيش مهمته الأولى والأخيرة الدفاع عن الشعب ولكن للأسف ها هو الجيش السوري بصدد انجاز اكبر مجزرة في التاريخ في حق شعبه .
أوائل الثمانينيات من القرن الماضي نفذ الأسد الأب مجزرة في حماة وفي أوائل هذا القرن كانت أحداث القامشلي و ما خلفته من ضحايا والآن هاهي كل الشام تنتفض والأسد الابن يريد أن يثبت لأبيه براعته وانه قادر على ما لم يكن سيقدر عليه لو كان حيا ؛ إرث عائلي وبارناويا جينية هذه التي تتناسل في عائلة ألأسد
’’ لا ارتاح الا بين الموتي" ! عبارة أخرى من عبارات كاليغولا الذي كان يعاني من داء عظمة الجنون ولا يرى غيره في الكون والبقية رعاع بهائم تحت حذائه شا،هم شأن حصانه هذا ما يتكرر الآن في شخص بشار الأسد وحاشيته التي ترى في سوريا ضيعة خاصة ليس من حق أحد أن يدخلها أو يتحرك فيها إ لا بإعلان الولاء التام لأفراد العائلة كبارا وصغارا ومن لم يولدوا بعد ومن هنا سوف يتم تشريع ما يحدث من تعتيم و تقتيل وتهجير غير أن ا الشعب الجبار الذي يغير من أساليبه كل مرة يغذي عزيمته حبه للحياة ويدفعه إلى الأمام إيمانه بعدل مطالبه وإيمانه بحقه في العيش الكريم وفي الحرية فهة الشعب الذي لم ينحن يوما وأنجب الأبطال على جميع الأصعدة وهو الشعب الذي يضرب كل مرة موعدا مع التاريخ ليبرهن أن التاريخ يصنعه الأحرار ومهما حدث في درعا أو حماة ؛ في دير الزور أو في اللاذقية حي الرملي ؛ في حمص أو حسر الشغور فإن الشعب لا يتربي ولن يتربي من اجل أن ينال حريته وحتى إذا أعاد بشار ما قاله كايغولا ’’سأحل محل الطاعون ’’ فهذا الشهب لن يندثر وسيخرج منتصرا معافى من طاعون الأسد
العربة التي تجر على ظهرها الريح
أفكار حول قصيدة النثر العربية
عبد الوهاب الملوح
استطاعت قصيدة النثر العربية خلال نصف قرن أن تراكم مجموعة من الأعمال الشعرية أثبتت من خلالها أحقيتها الأدبية فحسمت مسألة الجدل الدائر حول شرعيتها وقد لفتت الانتباه إليها بما تقترحه من مقاربات جمالية وتصورات فنية بعيدة عن السطحية والارتجالية والانفعالات العاطفية متنكِّبة عن السائد تقوم على النقيض تماما من المفهوم المتداول للشعر وهي وإن كسبت معركة إثبات شرعيتها من وقت ظهورها كمصطلح – العدد 14من مجلة شعر ربيع 1960- إلى أيامنا هذه . فأكَّدت نسبها – رغم أصوات الاحتجاجات العالية غير المعترفة بها في العائلة- فالجدل بشأنها لم ينته ومازلت تثير الكثير من الحراك؛ الساحة الشعرية العربية في أشد الحاجة إليه. هو جدل انتقل من الخارج إلى الداخل؛ بين خصوم الشعر بالنثر وأنصاره فأصبح دائرا في الداخل بين الذين تبنون المصطلح؛ دافعوا عنه سواء بالتنظير له أو الإبداع في صلبه.
كانت فترة السبعينيات والثمانينيات اختبارا حقيقيا لقصيدة النثر وقدرتها على الصمود والبقاء بعد الضربات الموجعة التي تلقَّتها على أول نشأتها كمصطلح جديد- دخيل- وكان جيل الرواد الثاني على قدر من إدراك أهمية هذا الاختبار فاندفع الشعراء إلى العمل وظهرت إلى الوجود جماعات, تلاها بروز مجلات تتخصَّص في قصيدة النثر تدعم ذلك سلسلة من الإصدارات الشعرية مما حقق مراكمة إبداعية طبعا دون إهمال الجانب التنظيري سوف يتأكد من خلال موجة من البيانات تتنزل في إطار السجالات الأدبية التي تدور رحاها حول شرعية شعرية هذه القصيدة ولقد كان هذا التنظير ضرورة وعي آمن به أصحاب قصيدة النثر خاصة في ظلِّ إهمال النقاد لأعمالهم وعدم اعتراف رواد قصيدة التفعيلة بهم كشعراء ؛ وكان هذا الوعي بمثابة إعلان حالة طواريء واستنفار بين صفوف المناصرين لهذا اللقيط كما يحلو للبعض تسميته مما أنتج شعراء على درجة عالية من الثقافة واطلاع المعرفي والهم الإبداعي والتحرر من جميع أشكال السلطة مهما كان نوعها وهو ما انعكس إيجابا على إبداعاتهم التي ازدادت عمقا في رؤاها فتطورت تقنياتها وأساليب أدائها وعانقت ذرى فنية عالية كل هذا دون أن تركن إلى يقين الجواب أو تهدأ من قلق البحث وبينما كان سؤال البدايات :
هل نُحرج من النثر قصيدة ؟/ هل هناك قصيدة نثر ؟/ ما معنى قصيدة نثر ؟
أصبح السؤال اليوم:
ما هي قصيدة النثر ؟/ كيف تتحق الشعرية بالنثر؟/ لماذا هذه لا تركيبة المتنافرة قصيدة/نثر؟
رغم ما تحقق من منجز إبداعي في هذه القصيدة وفاق في مراقيه الجمالية أحيانا بعض الأنواع الأدبية الأخرى فحظي باهتمام النقاد والدارسين من حيث التحليل والدراسة والنقد غير إنها لم تبرأ من عقدة تعريفها ؛ لذلك سيعمل كل شاعر مع شيء من الاحتراز على صياغة مفهومه أو ما يشبه ذلك للخروج من هذا المأزق ورسم خارطة طريق ستكون بمثابة علامات لهذه العربة لهذه العربة التي تجرُّ على ظهرها الريح و’’ تقفز في المجهول ’’ غير إن هاجس صياغة التعريف ليس مردُّه تبرئتها من تهمة اللقاطة رغم إن اللقيط لم يكن يوما في موضع اتهام ؟ وليس مردّه أيضا إخرجها من دائرة الغموض من اجل الوضوح وهو لم يكن أيضا بسب تشريع قانون يتم الاحتكام إليه ؛ فهذا الهاجس بكل بساطة نابع من أصل وطبيعة قصيدة النثر التي تستعصى على الاكتمال المفهومي طالما إن في هذا الاكتمال نهايتها وهي التي لم تكن يوما ثورة بل انقلابا يتجدد كل مرة وينقلب هكذا سيهيء للأمر واحد من أهم شعراء قصيدة النثر :
’’تبحث باستمرار عن تعريف لنفسها لا تجده لكنه يبقيها في دوامة البحث وفي قلق نظري وعملي وفي نوع من الحث المستمر الصعب’’ (1)
وكونها قصيدة البحث المستمر والسؤال الدائم الذي ليس له جواب فهذا لم يمنع شعرائها من التفكير بشأنها ومحاولة تحسس خاصياتها وما يميزها عن القصيدة الكلاسيكية يقول سركون بولص:
’’ إن قصيدة النثر العربية الحاضرة مغامرة انطلقت من عدم الاقتناع بإيقاعات القصيدة التقليدية وإيقاعاتها مستمدة من شكل القصيدة ومن التجربة الموجودة فيها لذلك فإن إيقاعات غير ثابتة وغير ممكن أن تكون مقننة’’
وفيما يخصُّ أدواتها الفنيَّة يقول صاحب ’’ حامل الفانوس في ليل الذئاب’’ :
’’ ولقصيدة النثر تقنيات وأساليب تعتمد كثيرا على المقابلة وعلى تقابل الأشياء وتصادمها’’
غير إن المفارقة عند سركون بولص هو اعترافه إنه لا يكتب قصيدة نثر:
’’ في الشعر العربي عندما نتحدث عن قصيدة نثر نتحدث عن قصيدة مقطعة وهي مجرد تسمية خاطئة وأنا أسمي هذا الشعر الذي اكتبه بالشعر الحر . واذا كنت سميتها قصيدة نثر فأنت تُبدي جهلك لأن قصيدة النثر هي التي كان يكتبها بودلير ورامبو ومالارمية poesie en prose أي قصيدة غير مقطعة ’’ (2)
يذهب سركون إلى العمق ؛ الى حيث لابد من قصيدة نثر عربية أصيلة ؛ قصيدة ليست لها مرجعية أوروبية ولكنها تأخذ أصولها من مكوناتها الذاتية على أن تكون ملمومة غير مقطعة ؛ وهو واع بالفروقات بين الأنواع الأدبية هذه الفروقات التي لها طابعها الجيوثقافي ومن هنا يتأتى وعيه بما يكتبه؛ هذا الوعي الذي نتج عنه فهمه الخاص لنصه من إنه نص يستمد جماليته من تنافر عناصره ولا قانون يتحكم في إيقاعه ؛ فلا قياسية للإيقاع في هذه القصيدة كما سيؤكد على ذلك الشاعر المصري حلمي سالم :
’’ إعادة اكتشاف لليومي ؛ التفصيلي ...باعتباره المادة الحيوية للحياة واستعادة الجسد الانساني ...من براثن التعنت والقمع الصامت ؛ شعرية أخرى بلا شاعرية ؛ شعرية التعرية والصدم والفجاجة لا تفتقر إلى إيقاعها الخاص ؛ إيقاع لا قياسي , لا معياري ’’ (3)
يصالح حلمي سالم الشعر مع الشارع اليومي ؛يرده إلى الرحم الأول الحياة؛ حيث دقائق التفاصيل ؛ حيث يتنفس الإنسان الوجود معجونا بكل ما في هذا الوجود من افكار وعواطف وأحاسيس وأشياء ؛ يعلّي الشعر من شأن اليومي العابر هذا البسيط الذي هو في الحقيقة جوهر الوجود ومن هنا يعلن الشعر تمرده حين لا يبالغ في التحليق بأجنحة الخيال وحين لا يتوسل لغة فخمة منجدة ببديع المحسنات وحين يأر للجمال العمومي المنسي وحين يترجم مشاعر الكائن المقموع ويفضح هذا القمع بأيسر الأساليب ولصاحب ’’ حياة معطلة ’’ رأي قريب من هذا إذ يقول عبده وازن :
’’ هي التي تستوحي الحياة الحديثة , كان لابد لها من أنتتمكن من احتواء الأصوات المتنافرة والانقطاعات والأنغام الناشزة ؛ إنها قصيدة الضوضاء وقصيدة الصمت وقصيدة الصراخ وقصيدة القلق ؛ قصيدة التمرد الدائم والاكتشاف الدائم’’ (4)
هي المرايا العاكسة لكل تفاعلات الحياة الحديثة ؛ صوتها المتكلم صمتا وسوف يتعزَّز هذا الانعكاس بما قد يتضمَّنه من بؤر سردية وإلى هذا يذهب أمجد ناصر القادم من تجربة طويلة مع قصيدة التفعيلة ؛ يتحدث عن كتابه ’’ حياة كسرد متقطع ’’ فيقول :
,’’ قصيدة النثر التي لها خاصية القص تارة , السرد تارة أخرى , الأمثولة حينا , الاستطراد حينا آخر ولها ما للنثر أيضا من إخبار وبرهنة وتحليل ’’ (5) طبعا مادامت تهجس باليومي والتفصيلي فهي ستحفل بالسردي لما من ترابط بين إيقاع الحياة اليومية والتشكيل والبناء السردي وهو ما سيحرص على التأكيد عليه عبد القادر الجنابي كخصيصة مميزة لقصيدة النثر رغم إنه سيؤكد على المقترحات الثلاثة التي استخلصتها سوزان برنار فيقول :
’’قصيدة النثر هي النثر قصيدة .كتلة يتأتّى قصرُها من نظامها الداخلي, كثافتها النوعية ومن حدتها , ليست لها أية غرضية بل خالية من أي تلميح إلى مرجع شخصي .كتلة قائمة بذاتها ’’ (6)
قصيدة الكتلة حيث القطيعة النهائية مع الوروث الشعري العربي وانتفاء السطر بل هو السطر النثري في شكل كتلة تتسم بالتركيز والاعتباطية والإيجاز هكذا رأي الجنابي في قصيدة النثر هذا الرأي الذي سينسفه بول شاوول جملة وتفصيلا هي كما في نهاية تحليله للمسألة :
’’ قصيدة النثر أولا وأخيرا هي مسألة ذاتية فردانية بهواجسها وتعابيرها وبقدر ما تنتمي إلى نفسها تتمرد عليها , بهذه الذاتية التي تأبى التعميم أو التقنين ؛ فقصيدة النثر العربية عبر تراكماتها لم تشكل نوعا ذا أسوار وقضبان ونواه وإنما هي أشكال كتابية تنتمي إلى فضاء من التحولات غير المتوقعة وغير المحسوبة ويكفي الشاعر ان يقصد ويعني إنه يكتب قصيدة متفتلة من الأوزان والبنى الجاهزة.(7)
هل هي استحالة الوصول الى تعريف جامع مانع كما سبق ونوَّه بذلك صاحب ’’ المريض هو الأمل ’’ وسيصر على ذلك أمجد ناصر :
’’ صعوبة ..إن لم تكن استحالة الوصول إلى تعريف جامع مانع ’’(8)
هي طبيعة هذه القصيدة منفلتة بحكم انتمائها إلى مجال أرحب وأوسع أفقا هو مجال الحرية التي هي الوقود الحقيقي للإبداع بحيث لن يطالها أي تعريف طالما إنها قيد البحث والتجريب وهو ما انتهى إليه اخيرا صاحب ’’ دفتر سيجارة ’’ :
لم يعد هناك شعر بالمفهوم الجاهز والقصيدة وحدها لم تعد كافية بالمفهوم التنظيمي القديم وحلَّت الورشة مكان النظرية القديمة والإيديولوجيا . المطلوب قصيدة جديدة قائمة على مفهوم الورشة ,’’(9)
لن ينتهي الجدل بشأن قصيدة النثر وتعريفها إنه’’ كمحاولة الإمساك بذبابة في غرفة معتمة ’’ وفق رأي شعري لشارلز سيميك ؛ غير أن مزية هذا الجدل إنه لفت الانتباه إلى قاسم مشترك بين أغلب الشعراء فكونها ذاتية منفلتة ؛ مفتوحة على جميع الأجناس الأدبية فهذا لن يُعدم ان لها خصائص تميزها عن بقية الأنواع الأدبية من ذلك ؛ الوعي بها كقصيدة مختلفة عن القصيدة القديمة الموزونة ؛ وحدتها العضوية ضمن بنية محكمة شديدة التماسك ؛ تصدِّيها لأشد مواضيع الحياة حساسية ومقدرتها على دمج اليومي البسيط العابر مع الكوني الفلسفي المجرد ؛ أهمية تنضيدها في شكل كتلة بما سيمنحه مثل هذا النوع من التنضيد من إمكانيات أخرى لاستثمار البياض ومن خصائصها أيضا اعتمادها على لغة تأخذ من النثر بساطته ومن الشعر كثافته وكل هذا طبعا سيؤدي إلى توفرها على إيقاع غير قابل للقياس على غرار الإيقاع التقليدي .
الإشارات:
-1- عباس بيضون . في قصيدة النثر جريدة السفير 28/06/08
-2- سركون بولص. حوار مع الشاعر مجلة نزوى ص 188العدد 6أفريل 96
- 3- حلمي سالم . قصيدة النثر ملاحظات اولى مجلة فصول المجلد 16 العدد1 صيف 97 ص309
-4- عبده وازن .جريدة الحياة اللندنية 22/05/06
-5- أمجد ناصر جريدة القدس 30/05/06
-6- عبد القادر الجنابي نص بمناسبة مؤتمر قصيدة النثر ببيروت جريدة إيلاف اللاكترونية
-7- بول شاوول مقدمة في قصيدة النثر مجلة فصول المجلد السادس العدد1 صيف 97 ص 126
-8- أمجد ناصر نفس المرجع السابق.
-9- بول شاوول حوار مع الشاعرمجلة نزوى العدد 58افريل 09ص159
أتسلق لفتتك لأصل منتصف الطريق
أترك أعقابك فى مطفأة حنينى
منامـــتك
أشياءك الدقيقه أحضرها
وكأنها ستعترف لى بأسرارك
عطرك ولمن همس ؟؟
فرشاة أسنانك ولمن ضحكت ؟؟
دخانك وكيف كان مساره وعلى
اى ثوب لعق نعومته وتسرطن بين أنسجته
و هذيانه كل شيىء يخبرنى عنك إلا أنتِ
تستمتعين بــ فضولى وتضحكين فى نفسك لـــ جنونى
نمنمة تصيبنى بالنشوة سألت دمى ماذا يجرى فيك بعد ؟؟
قال : زهرة الليونفر التى أهدتها لكِفى موعده الأخير
قلت :إذن هى رائحتها من تشعل فى أوردتى لوعة وحنين
وإحتواء لصمته وأنين
لك ان تختاري مكاني في كهف مهجور
أو داخل جدرانك
على عجل ارتقي سلالم اشتياقي
فاسقط
مرة أولى
وثالثة ورابعة
و
قبلة لم تكتمل
أصعد مجددا
أسقط مجددا
أتسلق لفتة منك لاصل منتصف الطريق
اففف قطعت أول الطريق الان
كم أريد ان استريح وارتشف ماء لونك
وتتصفح عيناي سهلا ترتع فيه وعول نبضك
لم يكن هناك الا ماعزا يتوسد ريح الخريف الباردة
ارتقي الضباب واتنفسك شيئا من صوتك
ليس الطقس باردا تماما
ليس البرد حزينا
ما لها لا تسندني الاشجار في رحلتي عبر الغياب اليك
ماله الليل لا يصعد السلم معي ويسندني كتفيه
الموسيقى وحدها تأخذني إلى جهة أٍرى فيها مرآة ضحكتك
قد اصل عما قريب وأعرف انه لا جهة لي غيرك
يكفي انك البوصلة
سوناتات شكسبير
شكسبير
من سونيتات شكسبير
(1564 - 1616)
السونيتة 18
هل أشبّهك بنهار صيفي؟
أنت تفوقه فتنة واعتدالا.
الرياح العاصفة تهز براعم أيار الحبيبة،
وعقد الصيف قصير الأجل.
تشرق عين السماء أحيانا بحرارةٍ شديدة،
وغالبا ما يعتم محياها الذهبي؛
وكل جميلٍ يبارح جماله ذات يوم،
سواءٌ بالعرض أو بتغير سير الطبيعة الدائم.
لكن صيفك الأبدي لن يذوي،
ولن يفقد هذا الجمال الذي تملكه،
ولن يزهو الموت لتطوافك في ظله
عندما، في أبياتي الأبدية، سيحفظك الزمن؛
ما دام الناس يحيون، والعيون ترى،
فإن قصائدي باقية لتجدد لك الحياة.
•••
السونيتة 30
عندما، في جلسات التأمل العذب الساكن،
أستدعي ذكريات الحوادث الماضية،
أتحسر على فقدان أشياء كثيرة نشدتها،
وبتجديد أشجاني القديمة، أنتحب لضياع عمري الثمين.
آنذاك، هل أدع عيني تغرورق بدمعٍ لم تألفه
على أصدقاء أعزاء هاجعين في ليل الموت اللانهائي،
وأبكي من جديد على أشجان الحب المندثرة منذ زمن،
وأتحسر على خسارة مشاهد عديدة متلاشية؛
آنذاك، هل أقدر أن آسى على الضيم الماضية،
وبثقلٍ أحصي، من بلاءٍ إلى بلاء،
حساب الأحزان السابقة المحزن
الذي أدفعه من جديد كأنه لم يدفع من قبل.
في أثناء ذلك، عندما أفكر فيك، يا صديقي العزيز،
كل الخسارات تعوّض، وكل الأحزان تزول.
•••
السونيتة 60
كما تنداح الأمواج صوب الشاطئ المرصوف بالحصى،
هكذا تهرول دقائقنا إلى نهايتها،
كلٌّ منها تحلّ محلّ سابقتها،
بعناءٍ مستمر تتنافس كلها إلى الأمام.
عندما يأتي الوليد إلى عالم النور،
يدبّ نحو البلوغ، حيث به يتوّج،
بينما تقاتل تألقه خسوفاتٌ مقوّضة.
والزمن الذي وهب، يتلف الآن هباته
طاعنا الازدهار المنصب فوق الشباب،
حافرا الأخاديد على جبين الجمال
متغذيا من ندرات كائنات الطبيعة الكاملة.
لا شيء يصمد أمام منجله الذي يحصد:
ومع ذلك آمل أن يستمر شعري في الزمن الآتي
مطريا قدرك رغم يده القاسية.
•••
السونيتة 98
كنت غائبا عنك في الربيع،
حين نشر نيسان المزدهي بشتى ألوانه، والمتشح بكل زينته،
نشاط الشباب في كل شيء
حتى راح زحل الثقيل يضحك معه ويثب.
ومع ذلك، لا أناشيد العصافير ولا نفح الزهور الفواحة
المتنوعة عطرا ولونا
تحثّني على البوح بأي حكاية صيف،
أو أن أقطف الزهور، وهي تنمو، من كنفها الفخور.
ولن يثيرني بياض الزنبق الناصع،
ولن أمدح لون الوردة القرمزي القاني؛
كانت هذه عذبة، لكنها مظاهر بهجةٍ فقط
منقولةٌ عنك، أنت مثالها كلها.
لكن يلوح لي، وأنت بعيد، أن الفصل ما برح شتاء
كأنني مع طيفك لهوت مع هذه الأشياء.
•••
السونيتة 116
لا تدعني أرضى بعائقٍ لاقتران العقول الراجحة.
ليس الحب حبا
إن يغيّر ما يستدعي التغيير،
أو يخضع للهاجر فيهجر.
آه، لا! الحب صورةٌ ثابتةٌ أبدا
تحدق إلى العواصف ولا تتزعزع بتاتا؛
الحب نجمٌ لكل سفينةٍ ضالة،
جوهره مجهول رغم ارتفاعه المعلوم.
ليس الحب خدعة الزمن رغم أن الشفاه والخدود الوردية
تحت حد ليّ منجله تلتوي؛
لا يغير الحب بساعاته وأسابيعه الوجيزة،
فهو صامدٌ أبدا حتى شفا الدينونة.
إن كان ذلك خطأ - وقد ثبت عليَّ -
فلا أكون قد كتبت قط، ولا يكون إنسانٌ قد أحب قطّ.
(ترجمة: مرسيل الشاويش شعشع)
عن النهار 15/04/09
نزوة
غَيْرَ أَنِّي صَبَاحَ رَأَيْتُكِ نَافِرَةً
تَسْتَحَمِّينَ سَاحِرَة ًفيِ بُحَيْرَة ِرَوْعِي
ذهلتُ ودختُ وزغتُ وضعتُ وتهتُ وغبتُ وعدتُ
توضَّأتُ صلَّيْتُ سبَّحتُ صُمْتُ انقطعتُ وكفتُ
وجدتُ فُحِمْتُ فَحَمْتُ فَحُمْتُ فَحِرْتُ فَرُحْتُ
فرِحتُ شطحتُ وشختُ وفِضْتُ وفِضْتُ
قعدتُ وقمتُ جريتُ فطحتُ وهيْــتُ
وكبَّرتُ حتى شهقتُ غَصَصْتُ
حفيتُ ندبتُ ونُحْتُ انسلختُ
لغوتُ وحشرجتُ وجـمتُ
سكنتُ لبدتُ ركحـتُ
غفوتُ انتهيتُ
ومتُّ
. .
ومتُّ تماماً بعينيكِ ثم كما ليس بي شغف.. استفقتُ.
May 6, 2013
يوم الأحد
يوم الأحد
في الأحد المتبقّي من الأصابع
على هيأة فكرة عند طاولة
قبالة ظهيرة
لم يُعدَّ لها سكان الصمت المجاور
حديقة تقلِّل من مزاج سيء السمعة .
الأحد المتدلّي من حبل غسيل يُجفِّفه
الضجر ا لعاطفي,
وحماقات الانتظار ,
يردد جزافا ’’عما يتساءلون’’ يمشي عشوائيا في اتجاه ؛كيف يتساءلون ؟
ما الداعي ليوم قيامة آخر يسيل من بين ركبتي طفلة تدشّن أنوثتها بالبكاء الأحمر فجأة؟
الأحد الجالس على كرسي هزَّاز عند شرفة تطل على المكر العائلي ؛
الجالس على رصيف شارع لم يزرِّرْ سترته يمشى عكس الدورة الدموية ؛
يمشى إلى آخر زقاق في العزلة ؛
الجالس كبوذي على حافة الإفلاس الروحي
يربت على كتف طقس منشغل بتسوية شؤون تقاعده المبكر ؛
الجالس على ركبة امرأة خرجت تتشمس في الذاكرة
كإله في المنفى
كوردة لم تتفتح في كورال عطرها
الأحد مبتور الساقين؛
يخرج للتنزه على هيأة فكرة تستحم في مسبح نظرية الفوضى
ليس شماتة في التوقيت الإداري
ليس نكاية بربطات عنق تورطت في عقدها
ليس تشجيعا لألوان لن تكتمل قوس قزح بعد صفارة الحكم الفيدرالي
لعله الهواء وحده يصلح لمغازلة النساء اللواتي
يطلع النهار من تعثُّر الماء في نظراتهن.
من المفترض
أن يعود الرعاة
بسلال مملوءة بالخلاء؛
والبحارة بحدائق ضوء تدافع عن عزلة الدلافين
من المفترض
أن يجلس الظل يرتق المسافة بين فردة حذاء مهملة
وأخرى مافتئت تتأنق في حبسها خلف فترينة .
من المفترض إنه يوم وطني لأداء الواجب الجغرافي وانتخاب الهواء بدل
توريث الكلام
والرقص بالمقلوب !
يأتي يوم الأحد بشق الأنفس ,
يأتي من ملل سترة
من بكاء أبكم
من جدار أعياه عرق العاطلين
من مفترق السؤال عن رغيف الفرن التقليدي
من بطانية يلوذ بها حلم المغترين
من زيت الزيتون تعده ربة البيت لصغيرها المستعجل دائما إلى مدرسة تغلق أبوابها برتاج بيداغوجيا فارقة.
يجلس الأحد حذو الجسر يلهو بأعضاء السراب
ليس لأنه الأحد
أو ربما كان يوما آخر يشبهه
يوم لا يعاني برد المفاصل
يوم أقصر من سلم بين قرطاج وروما
أقصر من ترتيبات لقاء أخير بين عاشقين بلا ركلات ترجيحية .
أقصر من تهريب ’’ ألف ليلة وليلة’’ إلى بورتبلات صبية القرن المراهق
أقصر من دخلة عروسين على غربتهما
من المفترض
إنه يوم خارج التاريخ
بلا نكد رسمي
بلا مهام حزبية
بلا أوهام ايروتيكية
فقط ..ثمة واحد وعشرون جراما زائدة
كل ما جاء في بالنا أن في الحياة يوم أحد متجدد !
قليل علي الموت من أجلكِ
-1أعرف الآن ظلا يؤاخي سكوتي ويمشي معي حيث لا يصل الحلم بي
يتحمل وِزْرَ فوضاي
يدفع عني ديون صباحي
و فاتورة الأزمات
كنتُ أحسبه
في هشيم المرايا عديم المهمَّةِ
يحذفني بالسراب
ويسبقني قبلي بالضحكْ ؛
ليُغرقني في النّدمْ ..
كنت أحسبه في كاتدرائية الوهم
أيقونة ليهوذا يُعِدُّ العشاء الأخير
يُهيئ في الانتظار كراسي للمعزِّين ..
كنتُ أحسبه يتشبَّه بي
أو يُعِدُّ القصيدة لي شركا
وفمي كفنا
وهتافي خلاءً
كعادة كل الظلال تدرِّ ب قاماتنا في الكلام
على مقاس توابيت ليست يحجم مراثي التراب لنا
فوق هذا الكلام صنعنا جغرافيا الأبدية
قليل عليَّ الموت من أجلكِ ..
-2-
في البيتِ على التلَّةِ
حديقةٌ مفتوحة الذراعين للأحلام ِ
بين ممراتها المرصوفة بالطوب الأحمر
ينهض الصباح مبكَّرا
والهواء وان تقدّم في السن لن يبلغ شيخوخته
كما التراب يُجدِّد أنوثته عند بداية كل فصل
والأشجار تٌربِّي الماءَ في قاماتها
وتصعد فكرة
وتصعد بهجة
في الجهة عند مطلع الشمس شجرة تين
توقظ امرأة ظلالها كل عشية
تهز جذعها المسنَ
تشاكس طرابينها الطريَّة
تعراك كائناتها على سرير أوراقها الممدودة
كغابة بكر
كانت الثمرة تُسيل حليبها الحار
لم أر البيت ولا الحديقة ولا المرأة
أحرقني الحليب؟؟
-3-
يدُك ِ الصغيرة وهي ترتق ما تمزَّق في العيابِ وهي تعتق زهرة محبوسة في الظلِّ
أوتتفقد المعنى المغذَب
وهي تقرأ فقرة ممنوعة في نشيد الإنشاد
يدكِ التي عبثا يغازلها الهواء
تنام مثل بحيرة عند الأعالي
كفُّها والمدى القزحي
أناملُها الملمَّة بالتفاصيل الشهية
والسلامياتُ
عائلة الأظافر تأخذ صورة ممزوجة الألوان
يدك الصغيرة لم تقل شيئا
كانت تنام قصيدة؟
عبد الوهاب الملوح's Blog
- عبد الوهاب الملوح's profile
- 8 followers

