عبد الوهاب الملوح's Blog, page 3
June 13, 2013
أنا رجل لاأصلح للحب
أنا رجل غير صالح للحبِّ
عبد الوهاب الملوح
مرحبا أيها الموت أحيانا ؛
ننتظر ك دائما تأتي من بأمر وطني
أنت أجمل من الذين تسيل ضحكاتهم من دمائنا
أجمل من أن نكون أحجار دومينو تسّاقط بين يدي كلاب تتآمر على طاولة نهار متعب وتتآمر على تلاميذ لم يصدقوا بداغوجيا سبورة الاملاء ؛
مرحبا يا شتاء 2010
كنت قاسيا
كنت جادورا
كنت باكونينيا
أول مرة يكون فيها الشتاء تونسيا بامتياز؟
جفت الروح من صباحات مائها
الصمت مشجب في الغياب
العبوا أيها الصبيان وشاكسوا النكد اليومي المنظم
العبوا بأعصاب من يشدون أوتار الشارع ؛
على مشارف قهوة الصباح كنت أعد حقيبة للهجرة من دمي
وأخري للعودة بصرخة تروتسكي للدفاتر الأولى ؟
لمراسلات العرجاء مع لينين
المحطة عاطفة تفشل في النسيان كل مر ة
مازلت أتفرغ لحزن غبي
دونما حاجة لنظارات سوداء
دونما حاجة لحيرة هاملت
دونما حاجة لأداء دور الضحية
دونما حاجة لمساندة تظاهرة للبوليس السري يطالبون بنقابة داخلية ؛
لست في حاجة لمن يستعمل منديله من أجل هيبة مفقودة
هل قلت لكم ان اللابتوب يتوقف عن الكتابة حين لا وعي
الوعي في لسان العرب نباح الكلاب وهو أيضا انتفاخ الجرح وازرقاقه
وعَّى الجرح بلغ أشده ؟
أنا رجل لا أصلح للحب
اللقيط من أزمنة الصمت البربري
من أزمنة العهر البري ولا علاقة للأمر بليفي شتراوس
وأنت امرأة تتجدد آمالا
كما تكبر مستحيلا
آخر الليل أنت
هدف الانتصار في الوقت البدل الضائع
دانتيلا شرفات المساء
سؤال العزيز عن يوسف في السجن ؛
كيف أقولك
الممر إليك معابر مفخخة
نقاط تفتيش فيما بين الترقوة و الحواس
في النوايا وافتضاح النخاع الشوكي
تشقين الطريق العام
بسؤالك عني
عن موعد منسي في الصندوق الأسود
عن جمهورية للذكاء كما نؤسسها في حصة الجغرافيا
عن علم تتوسطه عيناك بلون شفتيك
تشقين قلبي إلى أكثر من امرأة
أنت وحدك الأنثى فيهن .
تُسقطين نظاما وتُقيمين فوضى عاطفة لا تنسى ؟
كم يلزم من الحزن المبلل بقبلات لم تكتمل
لينبت عشب الشهوة بين المفاصل في الممر المؤدي إلى حديقة العمر
هل كان يلزم
حكمة سيكزوفرينية
ووطن سريري
لأراك
ذاكرة تعلن العصيان
وتعلن أني رجل لا أصلح للحب
لست دراماتبكبا لهذا الحد
أنسى أحيانا أن أقفل الممر المؤدي إلى ما يشبه رجولتي
لن أستثني يدي من خيانة التراب
هذي أصابعي مورطة
وخطاي مورطة
وصمتي مورط
باستثناء صمتي
كم كنتِ صمتي ؟
بعد الآن سوف أكتفي بك ِ
واكتفي بك حريتي في الغياب
كأن شيئا لم يقع أو كأن ما يقع لا يهُمُّ أحدا إلا فيما ليس يهُمُّ الكل
أو كأنه يجب أن يَهُمَّ ليكتمل فكرة خارج السياق
أو يخترق منظومة دفاع أمني تقوم على تأمين فكرة إن القانون في وجهه السليم هو الحاكم في وجهه الحزبي الواحد الأحد الفرد المستبد العمود
وهو البلاد
وهو الرب
وهو القيامة
وهو الشيوعي الاممي
كان لابد من شارع يدخل الليل من جهة البحر ؛ يترك مفترق الطرقات كأغنية أفلتت من تعاليم إيقاعها ؛
كان لابد من جمرة واحدة توقظ النهر من غرق الماء فيه ؛
تأخذه لقهقهة على ضفتيه وعشب يُعاني الجوع بين المفاصل
هل كان يلزم مجازا باراناوي وسماء تصبُّ جهنم ليلا يُروّج للموت ؟
هل كان لا بدَّ من الموت قدَّام العمر؟
قلنا لهم ليس ثمة ما يدعو أن نُصدّق النوايا؛
سيمشي الحصى معنا لتخرج منها ا لشوارع تدخل البحر من جهة الليل
كان لابد من فوبيا الشعب كي يقع الجنرال أسير ما يراه ؟
كان لابد منك لأدرك إني لا أصلح للحب
وان السعادة غالبا ما تنام وحدها على رصيف ميناء مهجور
هكذا تطير ذراعاك نشيدا أمميا
فيم تفكرين الآن ؟
سنأتي بالبن من مزارع غربتنا
الشارع / الشاعر
الشارع / الشاعر
عبد الوهاب الملوح
قال ناظم حكمت ذا ت مرة :
’’ إن لم تحترق أنت / إن لم أحترق أنا/ إن لم يحترق هو / إن لم تحترق هي / من سيضيء هذه العتمة’’
تحتفظ قصيدة النثر دائما بحق الرد في جميع الحالات ؛ لا تنتظر تأشيرة عبور إلى جهات ممنوعة هي خط الدفاع الأول عن أسباب الإبداع الأدبي بما تتسم به من طابع إشكالي وما تمتلكه من قدرات أختراقية تنهض أساسا على رفض ما هو ثابت ومقاومة قوى الجذب إلى الخلف ونسف ما تهرأ مما تقادم وتآكل ولأنها وجه من وجوه الإبداع بالكلمة وهو ما لن يعني إنها تعبير جمالي فقط على قدر ما لهذه الجمالية من أهمية وفاعلية في الارتقاء بفنية الأثر وتحويله إلى حالة إبداعية استثنائية تهجس بجمالية مبتكرة خلاقة فهي أيضا تعمل على التصدي لعمليات نهب القيم الإنسانية العليا وما ترسخ من مبادئ تكرس جوهر الحياة في أقدس معانيها . لقد دأب الشعر منذ الأزل باعتباره عملا فنيا على حراسة هذه المبادئ من خلال التغني بهذه القيم على اعتبار إنها جوهر كينونة الإنسان ؛ مجّد الحرية دائما ؛ عدّد مزايا احترام وتقديس كرامة الفرد على اعتبار ان الموجود الذي به يكتمل هذا الوجود وأعلى منزلته فتنبأَ بمصير الظالم وحارب نزعات الاستبداد وكان دائما الضدُّ الأول بل إن جودة الشعر كانت تُقاس بمقدار تغنيه بالعزة والكرامة والحرية والمساواة مقابل تصديه لكل من يحاول إهدار هذه القيم والنيل منها حاكما أو محكوما مهما كان وهو شأن أشعار كل الأمم وعلى مر التاريخ منذ نشيد الأنشاد إلى أخرر قصائد القرن الواحد والعشرين مرورا بإلياذة هوميروس وانياذة فرجيل و معلقات الشعر الجاهلي تلك مهمة الشعر الحقيقية :الالتحاق بصفوف الناس البسطاء والوعي بهموم المقهورين والمعذبين بما يؤدي إلى التمترس جنبا إلى جنب مع المناضلين والمقاومين والأمر لايتعلق بالتقدمية والأدب الملتزم بقدر ما إنه الوفاء للأصل والأصل في الشعر هو تمجيد القيم الإنسانية العليا النبيلة شراسة الدفاع عنها لذلك عانى الشعراء الحقيقون من انتمائهم إلى هذا الأصل عانوا السجون والتعذيب والتغييب والإقصاء والنفي والقتل و كما لا يكاد يخلو زمن من طاغية فلا يخلو زمن من شاعر قتيل أو مسجون أو منفي بل انهم هؤلاء من يصنعون التاريخ الحقيقي للأمم.
ذلك الشعر في جوهره مقاومة وثورة مستمرة وهو ما لا يعني عدم وجود شعر السلطان وشعر الدولة هذه الدولة التي سوف تعمل على تبيض وجهها وتجميل صورتها بتعبئة جماهير الشعراء الذين وان استطاعوا إن يمتلكوا قدرات فنية وطاقات جمالية هائلة استطاعوا من خلالها تجميل وجه الحاكم وإظهاره في صورة العادل المتفرد الذي لم يأت التاريخ له بمثيل في محاولة فاشلة لتخليده فإنهم خسروا مرتين خسروا أن يكونوا أوفياء للشعر وخسروا حب الناس لهم بل إن الشعر عانى منهم بما إنهم اعتدوا عليه بتحويل وجهته من لحظة إبداعية متحررة إلى مؤسسة تابعة للحاكم الذي يُملي عليها ما يجب أن تقوله بل وما يجب أن تكونه.
والشعر طائر متحرر متمرد لا يصغي إلا لخفق أجنحته هذه الأجنحة التي إنما يدفعها هواء نظيف متجدد لا يمكن لها إلا أن تطير خفاقة عابرة لكل الحدود أعلى من كل السماوات.
غير إن القصيدة لا تقول فقط إنها تكون وكينونتها تكمن في اكتشاف أسباب ابتكارها وسبل تشكل مداراتها
الشعر غير مدعو للاكتفاء بصياغة المعنى ولو إن من مهامه الأولى ابتكار ه والإتيان بما لم يأت به السابقون كما ينبه ابن رشيق في عمدته وتحقيق ابستيمية على مستوى الفكرة ولن يتحقق هذا الابتكار وهذه الابستيمية إلا حينما يتعهد الشاعر أدواته الفنية بالتجديد والتحديث و بالحفر في الوسائل التي من شأنها تحقيق مراقي جمالية ذلك إن القصيدة لا تقول فقط ولكنها تكون بوصفها كائنا جماليا وكلما كانت أقوى وأجرأ في اختبار أدواتها الجمالية كانت أكثر ثورية تقطع مع السائد المتكرر وتأتي بما هو مختلف ومغاير . المعاني مطروحة في الطريق هذا ما قاله الجاحظ بقى كيف يمكن ان يتم تجديد هذه المعاني ومداهمتها بوسائل تقنية مختلفة .
ثورية الشعر في انقلابه على اشتراطات تشكله ليجيء في كل مرة مدهشا متوهجا وجديدا ؛من هنا سوف تظهر الحاجة إلى قوانين مختلفة وأساليب مغايرة في القول الشعري ومن هنا أيضا سوف تشتد الحاجة إلى المغامرة والتجريب في الكتابة وذلك بعدم تكرار نفس الأصوات ونفس الإيقاعات وهو ما سيظهر فشل من يعملون على التعبير عن الثورات العربية اليوم بأساليب متقادمة ومتآكلة ففي الوقت الذي يحقق فيه الشباب والشعب العربي ثورته عبر وسائل تعبر عن فهم ذكي لثورات وتمردات الأمم السابقة بدءا من سبارتاكوس الى الزنج الى غاندي إلى شارع بورقيبة متطورة على مستوى الأرض بالاحتجاجات السلمية والعصيان المدني والاعتصامات والمناورت السياسية أو في قاعات العمليات الإعلامية بتوظيف آخر التقنيات التكنولوجية من الفايسبوك و طلعاته التقنية الأخيرة وتويتر واليوتيب و الرسائل النصية لقصيرة عبر الهاتف بلغات بسيطو مشفرة أكدت مدى قراء لغة الشارع وقدرتها على المناورة والمدونات واختراق مواقع الحاكم الرسمية ف الوقت الذي يناضل فيه الشباب والشعب بهذه الوسائل الحديثة مازال ثمة من الشعراء من يكتب قصيدته مستعملا قاموسا بلاغيا كلاسيكيا بلغة فجة جافة تفتقد لماء الحياة اليومي وباعتماد أساليب تركيبية صارمة هي أشد صرامة وانضباطا من حاكم لا يعرف ألا لغة التهديد والانضباط ويطالب بالشرعية الدكتاتورية وهو ما يعبر عن الفهم الخطأ لحقيقة الشعر الذي يجب أن يكون في صف الجماهير قبل أن يمتثل لسيادة العرف الشعري وبوليس الفقه اللغوي هذا الفهم الذي تأسس على إن الشعر تعبئة وتجييش للناس بما انه صادر عن لحظة انفعالية لم يستطع الشاعر أن يحولها إلى لحظة إبداعية بل غلب عليها الطابع المناسباتي الاحتفالي أو الجنائزي سيان والمهم جلب التصفيق وإسالة لعاب المتلقي بعيدا عن فكرة تشريكه بدوره في كتابة النص الشعري فالمسألة ليست ماذا يمكن أن يقول الشاعر ولكن كيف يقوله وهذه الكيف ليس الشاعر فقط مسؤول عنها بل للمتلقي دور فيها.
فالقصيدة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمراجعة أدواتها إن لم يكن نسفها وإعادة ابتكارها من انسجاما مع التطورات المتسارعة على جميع الأصعدة فالشاعر مدعو لاعتماد قاموس لغوي جديد يأتي به من الشارع واليومي ومما يتخاطب به الناس من هذا القاموس الذي اسقط نظاما وأطاح بديكتاتوريات عظمى ويعمل على عدم عودتها والشاعر مطالب من حيث موقعه الطلائعي إن يكون من السباقين ليهتف بالجميل والأجدر وأن يُنوع على هدا القاموس ويحوله بدوره إلى مرقى جمالي إن عبارة ديغاج السحرية التي أذهلت العالم وأدهشته وأطاحت بإمبراطورية البوليس هي عبارة مركبة من حروف لاتينية وهي إشارة مهمة لحاجة اللغة للتجديد من الداخل وأول من يعنيه الأمر هو الشاعر باعتباره كائنا لغويا وليس في الأمر دعوة للتخلي عن مقومات اللغة العربية ولكن المحافظة على هذه اللغة تستدعي تطعيمها وتغذيتها وضخها من الداخل بإمكانية حديثة تجعلها مواكبة للعصر ومنسجمة مع إيقاعه؛ ولذلك سوف يتوجب على القصيدة أن تنتظم ضمن ا ولذلك سوف يتوجب على القصيدة أن تنتظم ضمن إيقاع يهجس بهذا الواقع المتغير ولا يكتفي بمجرد الانسجام معه بل وسوف يستبقه ويستجيب لنداءاته الخفية.
هل مازال ثمة ضفتان في القصيدة واحدة للرأس وأخرى للساق أم أن الشعر ليس ثوريا .
كيف يمكن للقصيدة العمودية بقوانينها الصارمة أن تهتف بتحولات شارع متقلب ُطالب بالتحرر فقط ويطالب بذلك بشكل جمالي راق من خلال فوضى خلاقة تكسر ريتم الحياة اليومية الرتيب وتوجد إيقاعا من فراغ في شارع بورقيبة ؛ في القصبة ؛ في ميدان التحرير ؛ في ساحة التغيير في دوار اللؤلؤة هذه الفضاءات التي كان لإيقاعها المعماري دور في تحقيق مطالب المعتصمين فيها .إن إيقاعا تؤلفه وحدات متقايسة العدد ضمن خلايا موسيقية متجانسة لن يكون بمقدوره تلبية حاجيات المضربين عن الطعام والنوم والصمت الذاهبين للموت عراة يتهددون حياتهم بأنفسهم حرقا أو اغتيالا برصاص القناصة والشاعر مدعو ان يُكسب نصه هذه اللهفة ؛ أن يودعه هذا النبض لينهض مشغولا بمصائر الصاعدين عتمة المجهول بحثا عن ضوء في جهة ما ؛ قصيدة النثر تتوفر على هذه الإمكانيات وهي قادرة على رفع هذا التحدي من حيث انها نص قام منذ بداياته على استلهام حركة الشارع يقرأ مفرداته ويهجس بظلاله ويقتفي منعطفاته ويستنطق أرصفته ولأنها نص متردد غير ثابت قلق ومرد قلقه مداهمته للمجهول لذلك من المؤكد أن يجيء متناغما مع ما يحدث دونما يقينية جاهزة وعقيدة مسبقة سواء من حيث الايقاع ان من حيث الحقل اللغوي الذي عملت قصيدة النثر منذ بدايتها على تطويره وتغذيته دونما الركون إلى عصبية لغوية لا ترى من نبوءة للغة خارج الفصحى القاموسية وتكفّّر كل من يشق عصا طاعة البلاغة القديمة ويعمل على تثوير اللغة بضخها بمفردات مستحدثة وعبارات معربة من لغات أخرى .
لقد برهنت الثورات العربية على انه لا شيء ثابت في زمن ذهب في ظن الكل إن النظام مستتب في كل مكان وان التغيير حتى وان حدث لن يأتي بجديد ولكن تأكد ان تسونامي الشعوب أعظم من تسونامي الطبيعة والشعر العربي قادر ايضا على ان يثبت انه ليس مجرد أداة للترفيه او التعبئة وانه ليس نجرد مؤسسة عند الحاكم ولكنه أيضا ثورة متجددة وكذلك كان جبران والشابي وكان السياب وخليل حاوي وكان نزارر قباني ومحمود درويش وكان الماغوط وأنسي الحاج وكان عباس بيضون وأمجد ناصر وكل هؤلاء كانوا ثوريين في كتاباتهم الشعرية طلائعين في شعوبهم بما امتلكوه من حدس إبداعي سباق هدم المؤسسة وقطع مع فكرة الشاعر المهيِّج وانتهج سبيل الإضافة بما يفيد إن الشاعر هو سارق النار يضيء يها الطريق للآخرين
هذه النار التي وان كان الشاعر فقط يمتلك موهبة سرقتها فهو في حاجة لموهبة اخرى تستدعي ذكاء إبداعيا يجعله يُشرك الاخرين في ديمومة هدا اللهب واستمراره وضمان عدم انطفائه وذلك حين لا يقدم نصه جاهزا للقارئ وانما يدفع بهذا القارئ ليكون شريكا في كتابة هذا النص ولعل هذا من اهم علامات ثورية قصيدة النثر فزمن الشاعر البطل والشاعر الفحل انتهى طالما انه لم يعد ثمة من بطل سوى الشارع .
عبد الوهاب الملوح
ربيع قفصة 2011
ما لايُعوّل عليه للشيخ الأكبر ابن عربي
1. الوجد الحاصل عن التواجد لا يعوَّل عليه.
2. والوجود الذي يكون عن مثل هذا الوجد لا يعوَّل عليه.
3. الخاطر الثاني فما زاد لا يعوَّل عليه.
4. التجلي في صورة ذات روح مدبر لا يعوَّل عليه.
5. الوارد المنتطر لا يعوَّل عليه.
6. الاطلاع على مساوئ العالم لا يعوَّل عليه.
7. الحال الذي ينتج عندك شفوفك على غيرك عند نفسك لا يعوَّل عليه.
8. التجلي المعنوي في الصورة المقيدة لا يعوِّل عليه الأكابر من الرجال.
9. صحبة المكاشف بالروحانيات من غير إفادة كذب لا يعوَّل عليه.
10. كشف الأشياء ذاكرة لله تعالى بما أنت عليه من الذكر لا يعوَّل عليه.
11. الوارد الذي يرد من تغير المزاج لا يعوَّل عليه.
12. كل علم من طريق الكشف والإلقاء أو اللقاء والكناية بحقيقة تخالف شريعة متواترة لا يعوَّل عليه، ويكون ذلك الإلقاء أو اللقاء أو الكناية معلولا غير صحيح، إلا الكشف الصوري فإنه صحيح، ووقع الخطأ في تأويل المكاشف مما أريدت له تلك الصورة التي ظهر له فيها هذا العلم على زعمه.
13. كل علم حقيقة لا حكم للشريعة فيها بالرد فهو صحيح وإلا فلا يعوَّل عليه.
14. السماع من الحق في المخالفات أن يعلم السامع أنه خطاب ابتلاء فإنه لا يعوَّل عليه.
15. نظر الخلق بعين الحق مع التسليم لا يعوَّل عليه.
16. خرق العوائد والمزيد من الفوائد مع استصحاب المخالفات لا يعوَّل عليه.
17. الحركة عند سماع الألحان المستعذبة وعدمها عند عدم هذا السماع لا يعوَّل عليه.
18. السماع من الحق في الأشياء لا يعوِّل عليها العارف.
19. الإقامة على حال واحد نفسين فأكثر لا يعوِّل عليه أكابر الرجال.
20. كل فن لا يفيد علما لا يعوَّل عليه.
21. الأنس بالله في الخلوة والاستيحاش في الجلوة لا يعوَّل عليه.
22. شغل النفس بالجمال المقيد مع الدعوى برؤية جمال الحق لا يعوَّل عليه.
23. تعظيم الحق في بعض الأشياء لا يعوَّل عليه.
24. رؤية الخلق وكل ما سوى الله بعين النقص في جناب الله لا يعوَّل عليه.
25. الكشف الذي يؤدي إلى فضل الإنسان على الملائكة أو فضل الملائكة على الإنسان مطلقا من الجهتين لا يعوَّل عليه.
26. احتقار العوام في جناب الخواص بتعيين فلان وفلان كفضل الحسن البصري على الحسن بن هانئ (أبو نواس) لا يعوَّل عليه.
27. المشاهدة والكلام معا لا يكون إلا في حضرة التمثل فلا يعوِّل عليه أكابر الرجال.
28. التجلي المتكرر في الصورة الواحدة لا يعوَّل عليه.
29. المظهر الإلهي إذا تقيد في نفسه لا يعوَّل عليه، فإن المظهر الإلهي لا يتقيد إلا في نظر الناظر لا في نفسه وإدراك الفرق بينهما عسر جدا.
30. الاعتماد على الله وهو التوكل في غير وقت الحاجة لا يعوَّل عليه.
31. السكون عند الحاجة لقوة العلم مع البشرية لا يعوَّل عليه، لأنه حال عارض سريع الزوال.
32. دعوى رؤية الحق في الأشياء مع الزهد فيها لا يعوَّل عليه، لأنه حال عارض سريع الزوال فإن الزهد ليس من شأن صاحب هذا المقام.
33. المعرفة التي تسقط التمييز بين ما يجوز للمكلف التصرف فيه وبين ما لا يجوز لا يعوَّل عليها.
34. اتخاذ الحق دليلا على وجود الخلق لا يصلح فلا يعوَّل عليه، لأن الخلق لا يكون غاية فليس وراء الله مرمى.
35. المعرفة بالله معراة من الأسماء الإلهية لا يعوَّل عليها، فإنها ليست بمعرفة.
36. المزيد من الحال الذي لا ينتج علما لا يعوَّل عليه.
37. الحال عند الأكابر لا يعوَّل عليه.
38. وجود الحق في القلب لا يعوَّل عليه (قال الله تعالى: ما عندكم ينفد).
39. وجود الحق عند الاضطرار لا يعوَّل عليه لأنه حال والحال لا يعوَّل عليه، فإذا وجد في غير حال الاضطرار فذلك الذي يعوَّل عليه، وتعريه عن الاضطرار حال غير مرضي ووجود الحق فيه مرضي.
40. رفع الأسباب عند الأكابر لا يعوَّل عليه، بل من شأنهم الوقوف عند الأسباب.
41. الوقوف مع الأسباب للمريد لا يعوَّل عليه، وإن عضده العلم من أجل الركون إليها.
42. الجوع لا يعوَّل عليه.
43. الوارد عند انحرف المزاج لا يعوَّل عليه، وإن كان صحيحا فإن الصحة فيه أمر عارضي نادر.
44. شهود الفراغ الإلهي من الأكوان لا يعوَّل عليه، إذ يستحيل عقلا ونسبة إلهية، واستحالته عقلا رفع الإلهية فإنه السر الذي لو ظهر لبطلت الألوهية، وأما استحالته نسبة إلهية فقوله تعالى: سنفرغ لكم أيها الثقلان، فهو عين ابتداء شغل مستأنف منه لا يكون إلا هكذا.
45. وجود تنويه الحق مطلقا عن صفات الخلق لا يعوَّل عليه، فإنه يؤدي إلى نفي ما أثبته ورفعه، قال عليه السلام: كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم، فأتى بكاف الصفة صحبة.
46. أهل الله مع عدم احترامهم لا يعوَّل عليه.
47. علم غاية العمل من غير عمل به لا يعوَّل عليه.
48. عمل من غير إخلاص فيه لا يعوَّل عليه.
49. ما أنتجه الفكر من معرفة الله لا يعوَّل عليه.
50. التجليات المطابقة لأمثلتها القائمة بالنفس قبل ذلك لا يعوَّل عليها، وكذلك ما يظهر في الخلوة لأصحاب الخلوات.
51. كل ما يقع لك فيه الإشتراك مع غير الجنس لا يعوَّل عليه، وإن كان حقا في نفس الأمر ولكن لا يدل على الإختصاص الإلهي الذي يثمر السعادة المطلقة.
52. الصبر الثاني لا يعوَّل عليه، فإن الصبر الذي يعوَّل عليه هو الذي يكون عند الصدمة الأولى فإنه دليل الحضور مع الله تعالى.
53. القناعة في العلم الإلهي لا يعوَّل عليها.
54. الإيثار لا يعوِّل عليه الأكابر فإنه أداء أمانة.
55. جميع ما تلقيه إليك الأرواح النارية سلمه ولا تقبله ولا ترده وقل آمنا بالله وما كان من الله ولا تعوَّل عليه.
56. جميع ما يرد عليك وأنت تجهل أصله لا تعوَّل عليه.
57. القبض بالحق عن الحق لا تعوَّل عليه.
58. البسط بالحق على الحق بسوء الأدب عليه وبالأدب ليس من شأن الأكابر لكنه حال الأصاغر الذين قلت معرفتهم لا يعوَّل عليه.
59. الظن لا يعوَّل عليه.
60. التوبة من بعض الذنوب لا يعوَّل عليها.
61. التوكل في بعض الأمور لا يعوَّل عليه.
62. كل حال أو كشف أو علم يعطيك الأمن من مكر الله لا يعوَّل عليه.
63. كل بارقة تظهر للعبد من نور أو كوكب أو ضياء أو حركة غير معتادة ولا تفيده علما في نفس ظهورها من أي العلوم كان من غير أن لا يعوَّل عليه، فإنه ليس من الحق بل مثل البارقة الأولى التي ظهرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر الذي تعرض لهم في الخندق فذكر فتح الشام وفي البارقة الأخرى فتح اليمن، وكذلك في وجوده برد الأنامل في الضربة بين كتفيه فعلم علم الأولين والآخرين.
64. كل عمل مشروع من أعمال وترك ولا تحضر للمكلف ما يقتضيه ذلك الأمر من الحقوق الثلاثة التي يطلبها وهو الحق الذي لله فيه والحق الذي للمكلف فيه وحقه في نفسه فلا يعوَّل عليه، فإنه ما حصل على الوجه المشروع.
65. كل عمل وترك لا يكون الشخص فيه تابعا فلا يعوَّل عليه، وإن كان أشق من عمل التبعية، قال الشبلي في هذا المقام: كل عمل لا يكون عن أثر فهو هوى النفس.
66. كل محبة لا يؤثر صاحبها إرادة محبوبه على إرادته فلا يعوَّل عليها.
67. كل محبة لا يلتذ صاحبها بموافقة محبوبه فيما يكرهه نفسه طبعا لا يعوَّل عليه.
68. كل حب لا ينتج إحسان المحبوب في قلب المحب لا يعوَّل عليه.
69. كل حب يعرف سببه فيكون من الأسباب التي تنقطع لا يعوَّل عليه.
70. كل حال إلهي يعطي حركة حسية لا يعوَّل عليه.
71. كل وارد يطلبك الترقي لا يعوَّل عليه.
72. كل تلق إلهي مناسب لا يعوَّل عليه.
73. كل حب يكون معه طلب لا يعوَّل عليه.
74. كل حب لا يتعلق بنفسه وهو المسمى حب الحب لا يعوَّل عليه.
75. كل حب لا يفنيك عنك ولا يتغير بتغير التجلي لا يعوَّل عليه.
76. كل حب تبقي في صاحبه فضلة طبيعية لا يعوَّل عليه.
77. كل حال يدوم زمانين لا يعوَّل عليه.
78. كل حال لا يكون دوامه إذا دام بالتوالي ويشهد ذلك صاحب الحال فلا يعوَّل عليه.
79. كل تمكين لا يكون في تلوين لا يعوَّل عليه.
80. كل تلوين لا يعطي صاحبه زيادة علم بالله فلا يعوَّل عليه.
81. كل حضور لا ينتج حبا من الله ولا يكون معه هيبة في قلب الحاضر لا يعوَّل عليه.
82. كل حضور لا يتعين لك في كل شيء لا يعوَّل عليه.
83. كل غيبة لا يرجع صاحبها بشيء كان ذلك محمودا أو مذموما فهي نومة لا غيبة فلا يعوَّل عليه.
84. كل مقام مشروط بشرط لا يوجدالشرط عند وجوده لا يعوَّل عليه، فإنه تلبيس وجهل.
85. كل مقام شأنه الاستصحاب فلا يصحبك لا يعوَّل عليه.
86. كل توبة لا تكون عامة فهي ترك لا توبة فلا يعوَّل عليها ولا يقبلها الله توبة.
87. كل ورع مقصور على أمر دون أمر لا يعوَّل عليه.
88. كل خلوة بالله تعطي أنسا تزيله الجلوة لا يعوَّل عليه، أعني ذلك الأنس.
89. كل كلام لا يؤثر في قلب السامع مراد المسمع فهو قول لا كلام، وما سمع السامع إلا قولا فلا يعوَّل على سمعه والقول صحيح.
90. كل إرادة لا تؤثر لا يعوَّل عليها.
91. كل جذب يكون معه لذة ولا يشاركها تنغيص في حال وجودها لا يعوَّل عليه.
92. كل سكر لا يكون عن شرب لا يعوَّل عليه.
93. كل ذوق لا يكون عن تجل لا يعوَّل عليه.
94. كل رمي لا يعوَّل عليه.
95. كل بقاء يكون بعده فناء لا يعوَّل عليه.
96. كل فناء لا يعطي بقاء لا يعوَّل عليه.
97. كل جمع لا يعقل معه فرق في حال وجوده لا يعوَّل عليه، وهو جهل.
98. كل فرق لا يميزك عنه ولا يميزه عنك بما لا تعلم بل تجد التمييز ولا تدري بماذا لا يعوَّل عليه.
99. كل صحو يكون عن سكر لا يعوَّل عليه، فإن سكران الحق لا يصحو.
100. كل صحو يكون بعد غيم لا يعوَّل عليه.
101. كل وقت يكون عليك أو لا لك ولا عليك لا يعوَّل عليه.
102. كل نفس لا تنشأ منه صورة تشاهدها لا يعوَّل عليه.
103. كل نفس لا يخرج من إل لا يعوَّل عليه.
104. كل تنهد يكون عن فقد في عين وجد لا يعوَّل عليه.
105. كل حال يشهدك الماضي والمستأنف لا يعوَّل عليه.
106. كل صبر على بلاء يمنعك من الدعاء في رفعه لا يعوَّل عليه.
107. كل إيمان بحكم مشروع تجد في نفسك ترجيح خلافه لا يعوَّل عليه.
108. كل إسلام لا يصحبه الإيمان لا يعوَّل عليه.
109. كل إحسان ترى نفسك فيه محسنا ولو كنت بربك لا تعوَّل عليه.
110. كل توكل لا تحكم على غيرك مثل ما تحكم على نفسك لا يعوَّل عليه.
111. كل تسليم يدخل منك فيه خوف ولو في وقت ما لا يعوَّل عليه.
112. كل تفويض يدخل فيه خوف العلة لا يعوَّل عليه.
113. كل مجاهدة لا تكون على يد شيخ لا يعوَّل عليها، وكذلك كل رياضة، والرياضة تحمل الأذى النفسي والمجاهدة تحمل الأذى البدني.
114. كل رضا بقضاء ينجر معه الرضا بالمقضي لا يعوَّل عليه.
115. كل أدب يخرج عمه مكرمة خلق لا يعوَّل عليه.
116. كل خرق عادة يكون عن استقامة أو تنتج استقامة فهي كرامة وإلا فلا يعوَّل عليه.
117. كل خرق عادة ترجح ميزانها فإن أنتجت استقامة فذلك الذي يعوَّل عليه.
118. كل شكر لا يوجد معه المزيد لا يعوَّل عليه.
119. كل يقين يكون معه حركة لا يعوَّل عليه.
120. كل توفيق لا يكون معه تأدب موافقة لا يعوَّل عليه.
121. كل مراعاة لا يكون معها تمييز لا يعوَّل عليها.
122. كل مراقبة لا يحفظ معها السر لا يعوَّل عليها.
123. كل عبودية لا يتعين سيدها لا يعوَّل عليها.
124. كل حرية تغنيك عن الاسترقاق الإلهي لا يعوَّل عليها.
125. كل إرادة لا يعوَّل عليها، فإن متعلقها العدم وتكوين المعدوم لله لا لك فعدمها ووجودها سواء.
126. كل خلق لا يكون عن تحقق بصحبة الأدب الإلهي لا يعوَّل عليه.
127. كل طمأنينة يسكن القلب بها لا يعوَّل عليها.
128. كل استقامة لا ترى في الإعوجاج لا يعوَّل عليه، كتعويج القسي وجميع الأجسام كلها معوجة وهي استقامتها.
129. كل بداية لا يجري إليها صاحب النهاية لا يعوَّل عليه.
130. كل نهاية لا يصحبها حال البداية لا يعوَّل عليه.
131. كل تفكر لا يعوَّل عليه.
132. كل إخلاص لا يعوَّل عليه، فإنه ما ثم ممن.
133. كل حمد لا يكون صفة لا يعوَّل عليه.
134. كل بلاء لا يكون ابتلاء لا يعوَّل عليه.
135. كل ثقة لا تكون عن مقة لا يعوَّل عليها.
136. كل ولاية لا تكون نبوة لا يعوَّل عليها.
137. كل معرفة لا تتنوع لا يعوَّل عليها.
138. كل صدق يسأل عنه لا يعوَّل عليه.
139. كل شوق يسكن باللقاء لا يعوَّل عليه.
140. كل أنس لا يشهد في الحس وغير الحس لا يعوَّل عليه.
141. كل حياء لا يعم التروك لا يعوَّل عليه.
142. كل غيرة لا تعم ويكون حكمك فيها عليك كحكمك على غيرك لا يعوَّل عليها.
143. كل غيرة على الله لا يعوَّل عليه، فإنها جهل وعدم معرفة وليست من أوصاف الرجال وهي نقيض الدعاء إلى الله وفيها سوء أدب مع الله من حيث لا يشعر.
144. كل مواصلة لا تشهد في عين البعد لا يعوَّل عليها.
145. كل مشاهدة لا يشهد شاهدها لا يعوَّل عليها.
146. كل انبساط لا يعوَّل عليه.
147. كل محادثة لا يكون العبد فيها لا يعوَّل عليها.
148. كل مسامرة لا يشهد فيها نزول الحق لا يعوَّل عليها.
149. كل تفريد لا يكون عن شفع لا يعوَّل عليه.
150. كل تجريد لا يعوَّل عليه.
151. كل قبض مجهول السبب لا يعوَّل عليه، وكذلك كل بسط.
152. كل توحيد سرك فلا يعوَّل عليه.
153. كل جمع فرق فلا يعوَّل عليه.
154. كل فرق لا يثبتك ويثبته لا يعوَّل عليه.
155. كل فراسة تكون عن نور الإيمان لا يعوَّل عليه.
156. كل غيب لا يشهد حيث هو لا يعوَّل عليه.
157. كل نظر يدلك على قلب عين لا يعوَّل عليه.
158. كل روح لا يذهب بروح لا يعوَّل عليه.
159. القرار إذا لم يعط حكما من صفة الوهب لا يعوَّل عليه.
160. التقوى إذا لم تكن بالله منه لا يعوَّل عليها الأكابر.
161. الورع الذي لا يعم الأحوال لا يعوَّل عليه.
162. العطاء بعد السؤال لا يعوَّل عليه.
163. الإيثار لا يعوَّل عليه، لا من جانب الحق فإنه لا يليق، ولا من جانب الخلق فإنه مود أمانة.
164. السفر إذا لم يكن ظفر لا يعوَّل عليه.
165. السهر إذا لم يكن عن حياة أزلية لا يعوَّل عليه.
166. النوم إذا لم يعط بشرى لا يعوَّل عليه.
167. الجوع لا يعوَّل عليه، جملة وادة.
168. كل شهوة غير شهوة الحب لا يعوَّل عليها.
169. كل مساعدة لا تكون عن مشاهدة الحق فيها لا يعوَّل عليها.
170. الحسد في الخير لا يعوَّل عليه، لئلا يعتاده الطبع.
171. الغيظ في الراحة لا يعوَّل عليه.
172. الغيبة في الله لا يعوَّل عليها.
173. الحرص لا يعوَّل عليه، فإنها استعجال القدر بالمقدور ولو كان بالخير إلا للعباد فإنه نافع.
174. الفتوة من غير وزن لا يعوَّل عليها، كصاحب السفرة تفتّى فأصاب من وجه حيث آثر من أطاع وأخطأ من وجه بانتظار الجماعة فلهذا قلنا تحتاج إلى ميزان الرسالة لا يعوَّل عليها.
175. التصوف بغير خلق لا يعوَّل عليه.
176. التحقيق إذا لم يعط أحدية الكثرة لا يعوَّل عليه.
177. الحكمة إذا لم تعط الترتيب لا يعوَّل عليها.
178. صحبة غير الله ولو كانت في الله لا يعوَّل عليها.
179. المعرفة إذا لم تتنوع مع الأنفاس لا يعوَّل عليها.
180. الخلة إذا لم تكن إبراهيمية لا يعوَّل عليها.
181. المحبة إذا لم تكن جامعة لا يعوَّل عليها.
182. الاحترام بغير خدمة لا يعوَّل عليه.
183. والخدمة بغير الاحترام لا يعوَّل عليها.
184. السماع إذا لم يتقيد لا يعوَّل عليه.
185. السلوك إذا كان به أو فيه أو منه أو إليه لا يعوَّل عليه، فإذا جمع الكل عول عليه.
186. المسافر بغير زاد لا يقتدى به.
187. السالك إلى النور من الوجه الظاهر لا يعوَّل عليه، ولا يقتدى به.
188. المكان إذا لم يؤنث لا يعوَّل عليه، يعني المكانة.
189. الشطح لا يعوَّل عليه.
190. علامات التقريب مع المخالفات لا يعوَّل عليها ولو ستر.
191. وجود القرب في عين البعد وجود البعد في عين القرب تلبيس فلا يعوَّل عليه.
192. البشرى بالأمن من مكر الله بطريق الكشف لا يعوَّل عليها، فإنها من علوم السر الذي اختص الله بها.
193. الإحاطة بعلم الأسماء إن جاءت في الكشف لأحد فلا يعوَّل عليها.
194. زيادات التوحيد لا يعوَّل عليه، وهي زيادات الأدلة لا زيادات التوحيد.
195. التوحيد المدرك بالدليل العقلي لا يعوَّل عليه.
196. العلم بالإله من غير المألوه لا يصح فلا يعوَّل عليه، ولهذا قال الشارع من عرف نفسه فقد عرف ربه.
197. العلة تنافي التوحيد فلا يعوَّل عليها.
198. وجود الخلق في الحق وجود الحق في الخلق مع بقاء الأعيان لا يعوَّل عليه.
199. المناسبة لا يعوَّل عليها إلا إن كانت نسبة عبد لرب أو رب لعبد فتلك التي يعوَّل عليه.
200. قولهم أقعد على البساط وإياك والانبساط لا يعوَّل عليه.
201. من صمت بلسانه وتكلم بالإشارة فصمته لا يعوَّل عليه.
202. إذا صحب الشخص من جرت العادة أن لا يصحب إلا عن شهوة ثم إنه في ثاني حال أو زمان نظره بغير تلك العين ورد نظره إليه بالله لا يعوَّل على ذلك الرجوع جملة واحدة، ويترك صحبته ولا بد وبالعكس إذا نظره أولا بعين حق ثم حدث له نظرة طبيعية فالحكم للنظرة الأولى ولا يعوَّل على ما حدث له في النظرة الثانية، ولكن يحتاج صاحب هذا الوصف إلى معرفة الأوائل من كل شيء.
203. كل صحبة مريد لشيخ يحدث المريد فيها نفسه بالنهاية إلى أجل لا يعوَّل عليه.
204. التجلي في الأحدية لا يعوَّل عليه، فإنه يطلب الأنسية.
205. المقام الذي منه يتكلم الشخص على الخواطر وما يكون في قلوب الحاضرين على علم منه بذلك لا يعوَّل عليه، لأنه خلقه سبحانه وتعالى ليكون معه لا مع الكون فإن أجرى الحق ذلك على لسانه من غير علم منه أن ذلك صاحبه فذلك الرجل الذي وفى ما خلق له. وهنا حكاية: قال بعض الكاشفين لمصل أنه خطر له في صلاته أنه سافر إلى سيواس وباع واشترى واكترى إلى بلاد العجم فذكر له جميع ما تصرف فيه بخاطره في الصلاة فقال له ناصح من إخوانه: كلاكما نحس هو في صلاته وأنت في خاطركمرتسم عليه حيث ما مشى أنت معه فأي فرق وأين الله هو ما خلقك إلا له لا للناس.
206. كل ما يخرجك عن حكم الأسماء الإلهية لا تعول عليه.
207. كل مشهد لا يريك الكثرة في العين الواحدة لا تعول عليه.
208. كل تجل لا يعطيك العلم بحقية لا تعول عليه.
209. كل حق يقول إنا عين حقيقي ولا تجد له أثرا فيك سوى شهوده لا تعول عليه.
210. كل باطن لا يشهدك ظاهره لا تعول عليه.
211. كل صاحب نفس لا يكون معه تنفيس لا يعوَّل عليه.
212. كل نور لا يزيل ظلمة لا يعوَّل عليه.
213. كل كشف يريك ذهاب الأشياء بعد وجودها لا يعوَّل عليه.
214. كل مقام لا يريك الحق خالقا على الدوام لا يعوَّل عليه.
215. كل حب إلهي لا يكون معه حصر لا يعوَّل عليه.
216. المطلع إذا ميز لك بين الأعلى والأسفل لا تعول عليه.
217. المنزل إذا حال بينك وبين سيرك لا تعول عليه، فإنه ما ثم قرار في الجانبين.
218. كل تعبير تشاهده في عالم الأجسام الطبيعية لا يعرفك بأن ذلك من جهة القائل لا من جهة الفاعل لا يعوَّل عليه.
219. كل امتزاج لا يعطيك أمرا لم يكن عندك قبل وجوده لا يعوَّل عليه وليس بامتزاج.
220. الصبر إذا لم تشك فيه إلى الله فلا تعول عليه.
221. الصبر إذا لم تسمع فيه شكوى الحق بعباده إليه بما أوذي به لا يعوَّل عليه.
222. المراقبة إذا لم يصحبها الدوام لا يعوَّل عليها.
223. الرضا بكل ما قضى الله به لا يعوَّل عليه.
224. عبودية عن غير شهود عزة الإلهية لا يعوَّل عليها.
225. الإخلاص الذي لا يعطي الحكمة لا يعوَّل عليه.
226. الصدق إذا لم يكن معه إقدام لا يعوَّل عليه.
227. الحياء إذا لم يقبل صاحبه معذرة الكاذب لا يعوَّل عليه.
228. الحرية إذا لم تعط الكرم لا يعوَّل عليها.
229. الذكر إذا لم يرفع الحجاب فليس بذكر فلا يعوَّل عليه.
230. الفكر الذي يعطيك العلم بذات الله تعالى لا يعوَّل عليه.
231. الفتوة إذا لم يقم فيها مقام الحق فلا يعوَّل عليها.
232. التسليم الذي يخرج عن مراعاة الحدود لا يعوَّل عليه.
233. الولاية التي تقبل العزل لا يعوَّل عليها.
234. القرب الذي لا يشهدك عدم المظهر لا يعوَّل عليه.
235. الفقر الذي لا ترى الله فيه عين كل شيء لا يعوَّل عليه.
236. الفناء الذي لا تشاهد فيه فقرك لا تعول عليه.
237. التصوف إذا لم يعم مكارم الأخلاق لا يعوَّل عليه.
238. التحقيق إذا فاتك في أول الطريق فسلك بك على غير الطريق المشروعة وأنت لا تعرف وجه الحق الذي له في كل شيء فلا تعول على غايته.
239. الحكمة إذا لم تكن حاكمة لا يعوَّل عليها.
240. الأدب إذا لم يجمع بين العلم والعمل لا يعوَّل عليه.
241. الصحبة مع غير الحق لا يعوَّل عليها.
242. الفقر إذا تحليت به لا يعوَّل عليه، فإنه عارية فإن أشهدت فقرك الذاتي فهو المعول عليه.
243. التوحيد إذا عريته من النسب لا يعوَّل عليه.
244. السفر إذا لم يسفر لا يعوَّل عليه.
245. المعرفة إذا تعدت إلى مفعولين فليست معرفة فلا يعوَّل عليها.
246. الحب الذي يعطيك التعلق بوجود المحبوب وهو غير موجود فهو صحيح وإن لم فلا تعول عليه.
247. خلة لا تنتج نبوة لا تعول عليه.
248. الحرمة إذا لم يصحبها الاحتشام لا يعوَّل عليها.
249. السماع إذا لم يوجد في الإيقاع وفي غير الإيقاع لا يعوَّل عليه.
250. خرق العادة إذا لم يرجع عادة لا يعوَّل عليه.
251. كل علم لا يكون بين تحليل وتحريم لا يعوَّل عليه.
252. كل شهود إلهي لا يعطيك تعظيم المخلوق بما يظهر فيه من العظمة لا يعوَّل عليه.
253. العزم مع الشهود لا يعوَّل عليه.
254. العزم بغير توكل لا يعوَّل عليه.
255. كل مجاهدة لا توضح سبيلا إلهيا لا يعوَّل عليها.
256. الخلوة لا تصح عند العارف فلا يعوَّل عليها.
257. العزلة عن الناس طلبا للسلامة منهم لا يعوَّل عليها، فإن اعتزل طلبا لسلامتهم منه فذلك المطلوب.
258. كل هيبة تزول بمباسطة الحق لا يعوَّل عليها.
259. التقوى إذا لم يكن اسم إلهي فيه وقاية من اسم إلهي ليشهده المتقي لا يعوَّل عليه.
260. الورع في الحلال لا يعوَّل عليه.
261. الصمت العام لا يعوَّل عليه.
262. الكلام إذا لم يؤثر في نفس السامع مراد الكتكلم أن نقيضه بالرد عليه لا يعوَّل عليه، لأن المتكلم بالحق لا بد من أحد النقيضين في السامع.
263. السهر من غير سمر لا يعوَّل عليه.
264. النوم إذا لم يصحبه الوحي لا يعوَّل عليه.
265. الخوف إذا لم يكن سببه الذات لا يعوَّل عليه.
266. الرجاء عن غير بصيرة لا يعوَّل عليه.
267. الفتنة إذا لم تظهر الخبث لا يعوَّل عليها، وليست بفتنة.
268. الحزن إذا لم يصحب الإنسان دائما لا يعوَّل عليه.
269. المخالفة إذا لم تكن عن مقابلة لا يعوَّل عليها.
270. المساعدة إذا لم تكن تارة لك وتارة له لا يعوَّل عليها.
271. كل جسد لا ينتج همة فعالة لا يعوَّل عليه.
272. التوكل الذي لا يكون الحق فيه وكيلا لا يعوَّل عليه.
273. اليقين إذا أثر فيه الهوى لا يعوَّل عليه.
274. السلوك إذا لم يكن بالحال لا يعوَّل عليه.
275. الحال إذا كان مطلوبا للعبد لا يعوَّل عليه.
276. المقام إذا أبقى له حكما عليك لا يعوَّل عليه، فإنه لمن استوفى حقوقه.
277. المكان إذا لم يكن مكانة لا يعوَّل عليه.
278. كل طالع لا بغلب نوره على كل نور في القلب لا يعوَّل عليه.
279. كل ذهاب لا يفنيك عنك لا يعوَّل عليه.
280. كل نفس لا تتكون عنه صورة لصاحبه تخاطبه ويخاطبها على الشهود لا يعوَّل عليه.
281. كل سر لا يولد وينتج لا يعوَّل عليه.
282. كل وصل لا يظفرك بالفائت لا يعوَّل عليه.
283. الفصل إذا لم يكن مشهودا في عين الوصل لا يعوَّل عليه.
284. كل رياضة لا تذلل صعبا لا يعوَّل عليها، فإنها مهانة نفس.
285. التحلي بالحاء المهملة لا يصح فلا يعوَّل عليه.
286. التجلي بالجيم إذا أبقاك لا يعوَّل عليه.
287. كل علة يكون معلولها غير الحق لا يعوَّل عليها فإنك معلوك وجوده وهو معلول علمك به.
288. كل انزعاج أفقدك ما انزعجت منه لا يعوَّل عليه.
289. كل شهود تفقده في المستقبل لا يعوَّل عليه.
290. كل كشف لا يكون صرفا لا يخالطه شيء من المزاج لا يعوَّل عليه، إلا أن يكون صاحب علم بالمصور.
291. كل لا ئحة لا ترقيك درجة وتفيدك علما بالله لا يعوَّل عليها.
292. التلوين إذا لم يشاهد في الأنفاس لا يعوَّل عليه.
293. الغيرة في الأحوال لا يعوَّل عليها، وأما في المقامات فيعوَّل عليها.
294. من صحبك برؤيا لا تعول على صحبته فإنه بها يهجرك.
295. من صحبك بخاطره لا تعول عليه فإنه يغدر بك أوثق ما تكون به ويقطع بك أحوج ما تكون إليه.
296. من صحبك بوارد وقته من أهل الله فلا تعول عليه.
297. من صحبك بعقله أو لذاتك فذاك الذي يعوَّل عليه.
298. من صحبك لما يستفيده منك فلا تعول عليه، فإنه ينقضي بتحصيل ما يرجوه منك وربما كفر تلك النعمة إذا أراد الفراق فكن منه على حذر.
299. من صحبك في الله فعول عليه، وعلامته النصيحة إياك واعترافه بالحق عند البيان إن غلط فلا بد من الفائدة له أو لك.
300. الصحبة عن غير خبرة لا يعوَّل عليها، فإنك لا تدري ما تسفر لك العاقبة، ويحتاج هذا إلى عقل وافر.
301. الإعتماد على الحال من حيث اسم ما من الأسماء الإلهية لا يعوَّل عليه، لأنه ما ثم حال في الوجود إلا ولكل اسم إلهي فيه حكم وله إليه نظر كما جعل الله لكل كوكب فيه أثرا ترتيبا إلهيا وجعلا ربانيا.
302. رؤية ما ضبطه المعتقد في الحق عند كشف الغطاء لا يعوَّل عليه.
303. العيان البصري في المشاهدة لا يعوَّل عليه، فإن كان عيان البصيرة فذلك الذي يعوَّل عليه، وهو المسمى برهانا، ومن قال أن العيان يغني عن البرهان فلا يعوَّل عليه.
304. كل تقوى لا ينتج فرقانا لا يعوَّل عليه.
305. كل توكل لا يعطيك الكفاية الإلهية لا يعوَّل عليه.
306. كل تقوى لا يعطيك مخرجا من الشدائد لا يعوَّل عليه.
307. كل تقوى لا يمنحك من جهة لا تخطر ببالك فأنت فيه مخدوع فلا يعوَّل عليه.
308. المتقي إذا لم يكن للحق وقاية ولا يكون له الحق في تقواه وقاية فلا يعوَّل عليه.
309. الذكر منك إذا لم ينتج لك سماع ذكر الحق إياك لا تعول عليه.
310. إذا قمت للحق ولم ينتج لك قيام الحق لك فيما دهمك من الأمور لا يعوَّل عليه.
311. النيابة عن الحق إذا بشرت بها في الكون ولم توهب علم تأثير الأسماء الإلهية في الأكوان لا يعوَّل عليها.
312. من ظن أنه أعطي علم الأسماء ولم يجد في نفسه قوة التأثير فلا يعوَّل على ذلك العطاء.
313. من لم ير تكوينه وتكوين كل كائن من نفس الكوائن عند التوجه الإلهي لقول كن فلا يعوَّل عليه، فإن رآها منبعثة عن الحق عن قوله كن فلا يعوَّل عليه.
314. من شهد تعلق القدرة بالمقدور فشهوده خيالي وهمي وليس بصحيح ولا يعوَّل على ذلك الشهود، وسواء كان من أهل الاعتزال أو من الأشاعرة فإن حار في ذلك المشهد ولا يدري عن أي قدرة صدر ذلك الكائن فلا يعوَّل عليه، فإن رأى أن الأمر مشترك بين الرب والعبد المكلف فليعوَّل عليه، وليتحفظ في هذا المشهد فإنه مشهد صعب ليس أحد يقول بالاشتراك فيه إلا من شهد الأمر على ما هو عليه فبعض الأولياء المقتدين بعقد خاص يخلصون الفعل فيه لله، وبعض العلماء المقتدين بعقد خاص إنما يخلصون الفعل فيه للمكلف والخاصة هم القائلون بالاشتراك وهي مسألة عظيمة الخطب.
315. النصيحة في الملأ فضيحة فلا يعوَّل عليها.
316. تغيير المنكر على بعض الناس دون بعض وتغيير بعض المنكرون بعض لا يعوَّل عليه.
317. التوبة من بعض الذنوب دون بعض لا يعوَّل عليها.
318. التجلي الإلهي في الأجسام الطبيعية كانت ما كانت لا يعوَّل عليه إلا المحققون من رجال الله.
319. التأثير بالهمة لا يعوَّل عليه، إلا إن صحبه بسم الله الذي هو بمنزلة كن منه.
تربية الألم
تربية الألم
الجرح
لم يكن عميقا ؛لا لون له ؛ لم يكن مفتوحا ؛لا شكل له ؛ ليس ثمت من شيء يدل عليه . كان ينظر بعينين متألمتين ذلك الجرح في عمق الروح.
جمرة اللوعة
لسنوات طويلة ظلَّ يبذر أكفَّ الأطفال بسمات
يُسرج أحصنة الريح للمراكب
يقشِّر الغيم لنساء اليأس
لسنوات اخرى ظلَّ يعزف الليل مقطوعات رعوية لسكان المدن
يخلع على العشاق سترته
يحجز للبلاد سماء في دمه
كبُر الأطفال
عادت المراكب محملة
تفتحت نساء اليأس مزاهر
خرجت البلاد تتفسح مع الخونة
ومازال هو كعادته يوقد النار بجمرة لوعته
فخاخ
لايكفُّ عن تدبير مكائد بالفرح
يُهرِّب الأشجار للموتى
يهب الشعراء طين صرخته
يغسل المساءات بأهات خطواته
وما ينزف من صمته
لا يكفَّ عن تدبير مكائد للفرح
غير إنه يقع في فخاخ الألم
كلام لايهم أحدا
هَذَا وَقْتُ لِلْحُزْنِ فَقَطْ؛والْمَقْبَرَةُ مَكَانٌ جَيِّدٌ لِتَاَمُّلِ الْقَمَرْ.
الْمَدِينَةُ مُقْفَرَةٌ إِلاَّ مِنْ حُزْنِي الشَّوَارِعُ عَوِيلِي وَالأَرْصِفَةُ مَاعَادَت تتسع لِضَرُورَةِ الْبَغَاءِ الْأَكِيدَةِ لاَ أَحَدَ هُنَا غَيْرَ خُطَا ي تُلَمْلِمُ سَلاَمِياتِ الرُّوحِ.
مُنْذُ قَلِيلٍ رَاَيْتُ رُوحِي مَشْنُوقَة ًفِي سُوقِ الْخُرْدَةِ والشَّمْسُ تُطْعِمُهَا مَرَارَةَ الْوَقْتِ ؛أَلْقَتْ عَلَيَّ الأَشْجَارُ تَحَايَاهَا؛ أَوْدَعَتْنِي لَحَاءهَا وَمَضَتْ هِي بِدَوْرِهَا تَبْحَثُ عَنْ زَمَنٍ آَخَرَ؛ لا َبَرْدَ فِي الْمَفاَصِلِ غَيْرَ أَنَّ بُكَاءَ عَاطِفَتِي أَتْلَفَ الْكَبِدْ؛أَنَا الْمَسْكُونُ بِفَوَاجِعِ الْعُصُورِ لاَ رِيحَ تُسْنِدُنِي الآَن مَازِلْتُ وَاقِفًا لَمْ أَسْقُطْ مَازِلْتُ أَمْشِي لَمْ أَسْقُطْ وَمُنْعَرَجَاتُ الأَزْقَّةِ تَخْتَلِسُ نَظَرَاتِي الْعَميَاءَ المطمئنة أذْكُرُ ما قَرَأتُه مُنْذُ حِينٍ ’’ ما ثمَّ إِلاَّ حَيْرَةٌ لِتَفَرُّقِ النَّظَرْ’’ غَيْرَ أَنَّ شَمْسُ الليْلِ حَارِقَة وَقَلَقِي قَدِيمٌ لاَ يَفِي بالْحَاجَة.
؛حِذَائِي أَوْسَعُ مِنْ رَأْسِي الْتِي كَبُرَتْ بِفِعْلِ الغَبَاوةِ سأحلق شعر ي الآنَ وَذقْنِي أَيْضًا بِمِقَصِّ النسْيَانِ ؛ السَجَائِرُ أَيْضًا لا َتَفِي بالحَاجَة والْحَانَاتُ مُغْلَقَةٌ أيُّ بَلَدٍ هَذِهِ لاَ خَمْرَ فِيهَا غَيْرُ رِيقِ الدَّعَوات بِحَيَاةِ السُّلْطَانِ؛ أَحْتَاجُ أَنْ أَسْكُرَ وَلاَ حَبِيبَةَ تَمْنَحُنِي منْ نُعَاسِ نِظْرَتِهَا قَطْرَةً وَاحِدَةً.
الْوَقْتُ فَاجِعَةٌ والْجُدُرًانُ ظِلاَل تَشَرُّدِي ؛ هَلْ يَلِيقُ أَن أَسْكُبَهَا فِي فِنْجَانِي قَهْوَتي الفَاسِدَةِ ؛سَيَكُونُ جيد أَنْ اَنام الليلة في ا لمقْبَرَة وَاُضَاجِعَ الْقَمَر
البلاد
اليد وهي تشرع في ترتيب الثوب مجددا
افتقدت أصابعها
تكاثرت الدبابيس في الكبة وتشابكت
لم يعدهناك خيط واحد يصلح
لرتق البلاد.
June 10, 2013
ثمة شيء يعنيني
كمثل المحكوم الإعدام
:أطيل سيجارتي الأخيرة
: نظرتي عبر نافذة الصمت الحر ؛
: خطوتي القصيرة في شطرنج خاسر؛
بمشنقة الأمل أرمّم حنجرة التنهيدة ؛ أطلقها غيوما سوف تمطر عشاقا غرقى.
على كل حال ثَمة ما يعنيني
شكوك الكرسي
من حيادي
من مزاج البن بينما فنجان القهوة يُبرِّر مذاق العزلة
كنت قريبا من الحزن..
الظهيرة فكرةتحلم بالبكاء
تأخذها السلحفاة حيث تُعيد الر يح تشكيل عناصرها
حيث تنشغلين عني :
بالفرح يترجّله النهار ليلهوَ الَرصيف
يشرب السلم قهوته حربا باردة
يحدث أيضا أن تحدقي في الفراغ
ما اوسع حدقة النسيان ؟
ثمَّة ما هو أبلغ من البياض
أعرف اين تأخذني خطاي بعد سكرة أخطأت ثمالتها ..
أنا الباراناوي بامتياز
جرَّبت الذهاب في غير اتجاه
واختبرت قدرة المسافة على احتمال حماقة البوصلة وهي تُضيِّع بقعة تركها ظلُّك
فافتحي إذا باب انشغالك
ناوليني نظرتك الزائغة طراوة معدن يهبني
امتداد يدي إليك
والعرق الذي يهدأ في الجبين معطفا
من عادة ا لثلج أن يكسو أروقة الروح
قبل الاعدام بقليل ....
الحفل التدشيني للشابي ..هل هي خيبة أخرى ؟؟؟
الحفل التدشيني لمائوية الشابي
هل هي خيبة أخرى؟؟؟....
عبد الوهاب الملوح
انطلقت الاربعاء 42/02/2009بتوزر فعاليات الاحتفال بمائوية أبو القاسم الشابي تحت إشراف السيد وزير الثقافة التونسية الذي كشف في ندوة صحفية عن برنامج الاحتفاليات التي آذن بها السيد رئيس الجمهورية خلال اليوم الوطني للثقافة سنة 2008وقد تميز الحفل التدشيني بمعرض وثائقي لكل ما يتعلق بالشاعر خالد الذكر وأمسية شعرية أثثها شعراء من تونس وخارجها.
ولئن استبشر الشعراء وجموع المثقفين التونسيين بهذه المبادرة الرئاسية التي أثبتت مدى الاهتمام الذي توليه السلطة في أعلى هرمها للفعل الإبداعي كواحد من المحركات الأساسية لنهضة البلاد وتنميتها ويعكس ما يتوفر عليه من طاقات خلاقة مبتكرة ولئن ثمَّن الشعراء هذه العناية بالشعر في شخص صاحب إرادة الحياة فإن الحفل التدشيني جاء مخيبا للآمال ودون انتظارات الكثيرين ؟؟
حين ألقى الشابي محاضرته اللافتة في النادي الأدبي التونسي سنة 1929كان متأكدا إنه سيواجه رد فعل عنيف – وهو ما تم فعلا حيث تم رشقه بالطماطم ؟؟؟-غير انه كان على يقين إنه بهذه الحركة يؤسس لوعي مختلف وعقلية متجاوزة وهوورغم تعرضه للأذى إنما يؤكد وفاءه للمنهج الذي رسمه واتبعه ألا وهو البحث عن الجديد والابتكار والإبداع الذي انعكس في ما كتبه من قصائد كانت متجاوزة لعصره مضمونا وشكلا و عكسته نظرته للكتابة وتصوراته للإبداع الأدبي عموما وهو ما أورده في محاضرته المثيرة للجدل وقتها .لقد آمن الشابي بالحرف واعتنق التجديد وتمسك بروح الخلق والابتكار فتجاوز عصره وبقيت نصوصه نجوما لن تأفل ولن تتآكل مع الزمن غير إنه وللأسف لم يكن يعرف إنه وبعد مائة سنة من ولادته سيتكرر نفس المشهد وتتكرر نفس الخيبات فاقتصار الأمسية الشعرية للحفل التدشيني على شعراء ثمانينيات القرن المنقضي بتونس لا يعكس إطلاقا المشهد الشعري التونسي والمستوى الحقيقي الذي وصله منذ التسعينيات الي اليوم ولم يقتصر الأمر على تغييب الشباب والأصوات الجديدة –في الحقيقة لم تعد جديدة - بل لم يستجب لتطلعات هذه الشريحة من المثقفين التي هي في أوكد الحاجة لمثل هذه التظاهرات لإبراز ما حققته من منجزات على مستوى البحث الفعلي في النص الشعري التونسي؛ ولم يقتصر الأمر على تغييب الشباب؛... فقراءة سريعة لشعراء هذه الامسية تؤكد عدم الاعتراف بما حققه الشعر التونسي من منجزات على مستوى الفنيةاو الرؤيا وسبل التجديد والتوجهات الحداثية التي انخرط فيها فلا وجود لشعراء قصيدة النثر إذا استثنينا فضيلة الشابي وآمال موسى وهنابالتحديد يجيء السؤال أين الشعراء : خالدالنجار ؛ محمد علي اليوسفي ؛ باسطبن حسين وغيرهم ؟؟
أليس من الإجحاف فعلا تغيبب أسماء مهمة في الشعر التونسي في احتفالية ضخمة من هذا النوع ؟؟
لقد حقق الشعر التونسي منذ تسعينيات القرن المنقضي قفزات نوعية علىمستوى الكم كما على مستوى النوع وهناك دراسات عديدة أمجزت حولها في تونس وخارجها وبقدر ما شهدت الساحة الشعرية حراكا في عمقها بحثا وتنظيرا وإبداعا فقد عكست روحا تتوق للابداع والتحرر همها الابداع ليس إلا ؟؟...
وكان من المنتظر أن يعكس الحفل التدشيني هذا التوق ويحتفي به وفاء للشابي وللشعر عامة أم إننا سنقول كما قال هو ذات يوم :
’’ يئست من المشاريع التونسية ’’.
عبد الوهاب الملوح
هذا اسمك الحركي ..أيها الشاعر
هذا اسمك الحركي ..أيها الشاعر
عبد الوهاب الملوح
مِنْ عَادَة ِ الُّلغَةِ الشَّفِيفَة أَنْ تُخَفِّف مِن جِرَاحَاتِ الحَصى؛
مِنْ عَادَةِ العُشَّاقِ أَنْ يسْطُوا عَلَى الآَتِي}
وَ
مِنْ عَادَاتِكَ التِّرْحَالُ منْ لُغَة إِلى
وطَنٍ إلى
جُرْحٍ إِلى
حَبقٍ إلى
موتٍ إلى
مَنْفى..
مسَاء الخيْر يَا مَحْمُودُ:
هَلْ هَذَا اسْمُكَ الْحَرَكِي؛
لِتُنْقِذَ زَهْرَةً مِن عِطْرِهَا ؛
لِتَذَكِرَ امْرَاَةً بِأُنْثى في خُطَاهَا ولَفْتَتِهَا؛؛
خَذَلَتْكَ رَائِحَةُ الحَبِيبَة فاعْتَلَيْتَ مِنَصَّةً في الغَيْمِ
تَكْتُبُ مَوْتَكَ العَلَنِي بِقَتْلِ الانتِظَارِ
بِحِبْرِكَ السرِّي
وَتَصْفِيَةِ الحِسَابِ م‘ النِّهَايات المُمِلَّةِ
هَكَذا؛ رَتَّبْتَ كُلَّ لَوازِمَ السَّفَر الجَديدِ
وَ قُلْتَ كَفَى أنا
حَيٌّ هُنا...
حَيٌّ هُنَاك ...
أَنا هُنا ..وَهُنَاكَ
دَرَّبْتَ الكَلاَمَ عَلى التَنَفُّسِ في المَضَائِقِ والأَعَالي؛
أَيُّها المُتَمَرِّدُ... المُتَأَنّقُ... المَلِكُ... الُمَشَرَّدُ.. يا نُبوءة جُمَلةِ الشُّهَدَاءِ .
مَنِ سَيُصَدِّقُ الكَلِمَاتِ بَعْدَ الآن؟
مَنْ سَيزْرَعُ في القَصِيدَة قَلْبَهُ ؟
كَمْ مَرَّة كَذَّبْت جُرْحَك وانْشَغَلْتَ تُعَتِّقُ المَعنى تُرَبّي في تَشَرُّدِنَا الأَمَلْ.
كَمْ مَرَّةً جَهَّزْتَ مَمْشَى في الْمَجَازِ يُؤَدِّي إلى ضوء يُدَشِّنُ كَرْنفالات المَطرْ.
كَمْ مَرَّة
وَلَك البِلاَدُ فَراشَةٌ والأرض بوصَلَةٌ
بِوِدِّكَ الآن أَن تُرَمِّمَ فَتْحَةً في قَلْب هَذِي السنديانة فهْي
ظِلُّكَ للأبدْ
شؤون حارس الليل
لاَ شَيْءَ في مَدْخَلِ الَّليْلِ
نَجْمٌ آَخَرُ يَسْقُطُ في زَاوية الكَونِ؛
تُطِلُّ زَهْرَتُنَا الوحيدَةث من مَسْلَخِهَا ؛ نَرْكُضُ نَحْوَهَا قَبْلَ سُبَاتِ السَّحَالِي و
قَبْلَ ارتِحَالِ الدِّيَكَة إلى صِيَاحِهَا المُرَتَجَلِ.
أَلَيْس لله شَاْنٌ آَخر غَيْرَ مَا نَفْعَلُه؟
لَمْ يَكُنْ اسْمُكَ أبْيَض
بَلء تُدَرّبُ صَوْتَك كَيْف يَغْطِسُ في اللاَّمُبَالاَةِ؛
بَلْ تَتَيَقَّنُ إِنَّكَ قَادر على الغَرقِ في الرَّمادِ وتَتَنَفَّسُ كلوروفيل الصَّبَاحَات
بَل تَرُشُّنس يِقَهْقَهَة الهواء
....في أفكاَرِكض شَيْءٌ من حِكْمَة شَجَرَة ا لطَّلْحِ تَغْفُو وتَسْتَفِيق على جُدْب السَّنوات وَتَدُلُّنا على الطَّريق إلى الوَطَن المُبْعَدِ
لاَشَيء فِي مَدْخَل الرُّوح
المَتَارِيسُ تُغْلِقُ المَعَابِرَ في اتِّجَاه الفِكْرَة
المَتاريسُ فِكْرَةٌ ؛
حِن لاَ بِلاَد .
حِنَ أَلْبَسُوا الأٍْض بْنطَلون مُهَرِّجٍ وَقُبَعَة من قَشِّ حَصَادِ الوَهْمِ .
حسن ضَاقَتِ الفَتاةُ بالحُلْمِ وَخَرَجَتْ تَلْهُو بالنَّهْرِ تخَالُه مِرْآتَهَا الحَجَريَّةَ.
حِنَ لاَبُدَّ مِن مُبَرِّرٍ للشَّهْوة .
حِن لَن يَتَصَدَّقَ عَلَيْكَ الآخَرُون إلاَّ بالدُّمُوع وسورة الفاتحةِ.
هُنَا عَلَى الأَقَلِّ
لَن تَكْسِرَ الظِلاَلُ قَامَتَكَ الرَّفِيعَةَ؛ سَتُجَهِّزُ لِنَفْسِكَ الشَّاي ثَقيلاً ؛
وكَمَا تُوشِكُ الموُسِيقى أَن تُعيد تَرْتِيب شوؤن الكَونِ
وَكَمَا يَحْتَالُ بازوليني على مشهد جنازة يُحَوِّله الى كوميديا سريالية
تُفَكِرُ اَن تُتَرْجِمَ بالرَّقْصِ لُغَةَ الأمْواتِ
تُفَكِرُ أَن تُشَيِّد عاصمة أُخرى للخَلِيقة وتَنْحَتُ أبْرَاج حلوى من الضبَاب بِمِعْولك .
ترثشُّني بماء الأزْهار البرية وتُمَجِّد القفز في المجهول
وأَنت تُرَدّدُك
ليس من الصَّعب أن تحيَا مرَّتين أَواَكْثر .
نَجْمٌ آَخر يُضيءُ في كَفِّكَ.
ما أجمل أن نكون أصدفاء
قلت لي :
-من الممكن أن نكون أصدقاء؟؟
-نعم ...ذلك ممكن ..ممكن جدا ..
بشيء من الغبطة تنفس الآخر :
- ما أجمل أن نكون أصدقاء
تمتم الآخر وهو يبرم سيجارة بين أصابعه النحيلة :
- نعم ...ما أجمل ...أن ...نكون ..
و توقف عن كلام غيبته نفاثة نفسه الأول من سيجارة ظل يعالجها بين أصابعه ويعتصرها لتبوح بأسرارها قبل أن يسحب حشرجة فنائها بحسرته الغامضة .
صفق الآخر بصوت لا يكاد يبين:
- أن ...نكون أصدقاء ؟؟
كان الهواء القليل مجرما يستهتر بالمشاعر المتدفقة أحاسيس ثملة غنية بكل اللامبالاة .كيف يمكن استنطاق فانتازيا الصمت المخيم عليهما.الضباب يسطو على المسافة الصغيرة بين الجالسيْن فلا يكاد يبين وجه أحدهما ...كل واحد منهما يعول على ما تجود به سيجارته من دخان لتتضح الملامح .
سوف يلف الصمت المكان .تتحرك الكؤوس وتتململ الأجساد سوف يغزو المكان تبذير ايقاع مبتذل لأغنية لا تصلح إلا لتأبين مغنيها .سوف يأتي النادل يخلص المائدة من الطلبية الأولى وسوف يمر بائع الصحف ويقتني كل واحد جريدته غير أن الصمت كان يلف المكان والمنفضة تحبل بدخان الكلام .
غمغم الأول وهو يطفيء توهج بؤس سيجارة ببعث الحياة في سيجارة أخرى ؛ يسترخي على أريكة وثيرة غاص فيها كمن يغوص في غيبوبة الكوما:
أي منحدر غامض من السماء جمع هذين اللقيطين في مساءصيفي فيحاولان الصعود باستدراج الكلام إلى استعارة كاذبة
سكب الآول ضحكته يغسل كدرا كاد يلم بالمكان
-إذا؟؟
-نحن أصدقاء
وإذ ألقى كلمته الأخيرة لم ينتبه ليديه تبعثر ما تراكم مجددا على الطاولة وإذا بالفراغ يثرثر بينهما وكل واحد منهما يخرج من باب .
محنة الكتابة الوجود
لَمَّا كَانَتِ الكِتَابَةُ تَجَاوُزًا وَاسْتِعَادَةً لِلْمُعْتَادِ عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ عَادِيٍّ: الْخُرُوجُ إِلَى الْخَلاَءِ والذَّهَابُ نَحْوَ الأَقْصَى؛ الرَّقُصُ عَلَى فِضَّةِ الْمَاءِ؛ التِّيهُ فِي أَقَالِيمِ الذُّهُولِ ؛اخْتِبَارُ الْواقِعِ بالْحلْمِ وتَحْويل هَذا الْحلْمِ إلى دُستورأَوَّل بَنْدٍ فِيه الْحُرِّية والفَوضى
لَحْظَةُ الْحُلْمِ تَنْفَلِتُ مِنَ الزَّمَنِ لِتَنْكَتِبَ خَارِجَ التَّأرِيخِ مُتَمَرِّدَةً عَلَى أَيِّ سُلْطَةٍ
لاَ سُلْطَةَ عَلَى الْكِتَابَةِ؛إِنَّهَا هِي السُّلْطَةُ.
تَبْدَأُ الْكِتابَةُ مِنْ لحْظَةٍ مُلْتَبِسَةٌ وَلَكِنَّهَا طَارِئَةٌ قُشَعْرِيرَةٌ تَدْهَمُ الْكِيَانَ وَتَعْصِفُ بِجَمِيعِ ُمقَوِّمَاتِهِ وَتتحَوَّلُ اللحْظَةُ إِلَى حَالَةٍ ؛ حَالةٌ بَيْن الصَّحْو والسُّكر هَكَذا تَمَاهَى مَعَهَا أَبُو نواس ؛ حالةُ الانْعِتَاقِ مِنْ جَاذِبية الإِقَامَةِ الأَرْضيةِ إلى إقَامَةٍ في مَجَازِ الكَلِمةِ .
حالة من الغِبْطةِ والاكتئاب يَلْتَبِسُ فِيها الحضور بالغِيابِ : صَمْتٌ ضَاجٌّ هُدوء قَلِقٌ واحتفال بسفح الروح ’’ جلسات لتعذيب الروح’’ كما وصفها الذي ينتظر جودو
حالة جنون ؛ الحالة القصوى تتلبَّس الكاتب /صاحب الرؤْيَا فَيَنْهَضُ فِي خِضَمِّ أَتُّونهَا رَاعِيًا للنُّجُومِ ؛ حَارِسًا لأَنْهَار النَّوْءِ البَاردَةِ ؛ منْدَفِعا نَحْو اخْتِرَاقِ المَجْهُولِ لَيْسَ يُوقِفُهُ مُقَدَّسٌ أَوْ مُحَرَّمٌ مَلْعْون أَو مَحْظُورٌ ذَاهِبًا بَيْنَ عَواصِفِ التَرَدُّدِ وَمَتَاهَات الحِيرَةِ و..سَكِينَة التَجَلِّي الْكُبْرَى .
لا شيء يَطَالُ حَالة الكِتابة غير القُدْرَة على الثَّبَاتِ و..الصمت واقتناص الرؤيا لذلك تتأَكَّدُ فِعْلا كونيا خَارج القانون ؛ خارج النصِّ .
يقول لطفي اليوسفي في ’’ نداء الهوامش’’:
( لَكَأن الشعر هو نداء المتوحش في الذات أينداء من الذات لا يقبل الترويض والتدجين والاحتواء ؛ إنه نداء الحرية)
ليس الشعر متنا إنما هو هامش؛ الهامش ما لم يتم تأطيره ؛ هو المختلف ؛ المغاير والمحدث ؛ الهامش هو ما لم يمتثل لأي سلطة طلبا للحرية
الشعر حرية
( أَنا أكبر من العروض)قالها واحد من اكبر شعراء العرب في زمنالامتثال لسلطة العروض ..العروض مؤسسة وسلطة أدبية دستور في الكتابة اتفق عليه العرب قديما و..حديثا ؛ المارق عن هذا الدستور فاسد وفاشل و لاخيرفيه غير انه لا خير في الشعر إذا دخل الخير أيضا
قال الأصمعي وهو من هو :
(الشعر نكد بابه الشر ؛ فإذا دخل في الخير فسُد)
أما لطفي اليوسفي فيؤكِّد مرة أخرى:
(عالم متناقض مع متطلبات المدينة والاجتماع لأنَّه يقوم على الخروج الدائم من الأليف إلى المتوحش ؛ من النظام إلى الفوضى )
أقوى الشعر ما تمرد على الانضباط و خرج عن المؤسسة وأضمر الخيانة خيانة افق انتظار القاريء يربكه ويزعجه لأن الشعر هو شكل إقامة في الوجود لا تلتزم بالقانون ؛ لذة المغامرة وإطالة أمد الحلم وسطو الرؤيا على الواقع
الشعر أكبر من النص والكتابة أكبر من الشعر والإقامة على الأرض رؤويا أكبر من الكتابة وهذا شأن آخر
عبد الوهاب الملوح's Blog
- عبد الوهاب الملوح's profile
- 8 followers

