أحمد القاضي's Blog, page 9
November 23, 2010
إنتخابات .. الفَصل
لا أذكر سوى ذلك المنظر المهيب لوكيل المدرسة وهو يدخل الفصل الدراسي فجأة مقاطعا شَرح المُدرِس الواقف أمامنا .. وكان في نفس الوقت يجر وراءَه إثنين من المُدرِسين الآخرين .. وبعد حوارٍ سريع خرج الوكيل ومعه أحد المُدرِسين الذين أتى بهما وترك الآخر معنا ليتم الإعلان عن توقُف الشرح نظراً لأننا سنشرع في انتخاب مجموعة منا تُمثل طلاب فصلنا .. كان الموضوع برمته مبهماً وعجيباً .. فنحن لم نطلب أن نُميز أحدنا بشيء .. ولا نفهم ما الفائدة التي ستعود علينا من جراء ذلك الأمر .. إلا أننا سَعدنا جدا بتوقف الشرح لنبدأ اللعبة .. لعبة انتخابات الفصلكان أول منصب سيتم انتخابه هو منصب الألفى .. وهو ما يعني قائداً للفصل أو كابتن الفريق .. نظر المدرسان في وجوهنا جميعاً ثم اختارا معا في وقتٍ واحد زميلنا مُحمد أبو زيد .. كان مُحمد أبو زيد أضخمنا حجماً وأكثرنا شراسةً .. وكان متوسطاً في تحصيله الدراسي .. وكان يستخدم قوته في مضايقة من هم أضعف منه وتحديدا المتفوقين منهم .. لا أدري لماذا وقع اختيارهما عليه ليكون قائداً للفصل؟ فقد كان أغلبُنا يكرهُه .. وكرهتُ حينها لذلك السبب لفظة الإنتخابات .. فقد فهمتُ حينها أن الانتخابات تعني الإختيار عن طريق التزكية
فَرِحَ مُحمد أبوزيد لذلك الإختيار فرحاً شديداً وأعدّه انتصاراً شخصياً لا أدري سببه .. ودَعَم ذلك الإحساس لديه أن كلا المُدرِسين قد أخرجاه ليقف أمامنا ليراقبنا ويكتب أسماء الطلاب المشاغبين أو اللذين يتحدثون مع بعضهم البعض ريثما يقومان بتحضير بعض الأوراق .. كان مُحمد أبوزيد هذا ظالماُ .. فقد بدأ في كتابة أسماء بعض الطلاب اللذين لم يفعلوا شيئاُ .. وهو ما جعلهم يستسمحونه ليشطب أسمائهم من تلك الورقة اللعينة .. فزاده ذلك زهواً واعتداداً بنفسه .. كم أكره مُحمد أبوزيد كلما تذكرتُه .. كلما أشاهد نشرات الأخبار أتذكره .. أعني مُحمد أبوزيد
بعد ذلك قال أحد المُدرسين أننا سنبدأ في اختيار الممثلين الأربعة الآخرين .. وهم المُقرِر الثقافي و المُقرِر الديني و المُقرِر الإجتماعي و المُقرِر الرياضي .. وطلبا أن يتقدم للترشيح اثنان من الطلاب على الأقل لكل منصب منهم .. كانت البداية هي انتخاب المُقرِر الثقافي .. من سيرشح نفسه يا شباب؟ نظرنا لبعضنا البعض فنحن لا نعرف ما هي مهمة ذلك المُقرِر الثقافي؟ وعندما لم يستجيب أحد .. فوجئت بأن مُدرس الفصل يختارني لأرشح نفسي .. كان يعلم أنني من قراء مجلة ماجد الإماراتية بينما يقرأ الأخرون مجلات ميكي أو لا يقرأون أصلاً .. ثم اختارا طالبا فاشلاً آخر ليترشح أمامي .. ثم بدأت عملية التصويت لأفوز بمنصبي باكتساح .. فقد كان زملائي يظنون أنني أكثرهم ثقافةً بالفعل
كل ما أذكره بعد فوزي بذلك المنصب أنهم طلبوا مني أن أقوم في خلال اسبوع بإعداد مجلة للحائط فأعددتها .. وكانت مليئة بالمعلومات القيّمة بالفعل .. قام بقرائتها البعض وتَهَكّم عليها الكثيرون .. والغريب أنني وجدتُها مُمَزقّة بعد أن عرضتها في الفصل باسبوع واحد .. أشم رائحة مُحمد أبوزيد فقد كان عدواً لدوداً للثقافة والتعليم .. كم أمقُت مُحمد أبوزيد كلما طالعتُ الصحف القومية .. أعني مُحمد أبوزيد
كما أنني أذكر أنه في إحدى الحصص الإحتياطية وهي التي يغيب فيها أحد المُدرسين فيأتي أحدهم مكانه .. أرادَ المُدرس أن يُسكتنا وأن يُشغلنا فقال: أين المُقرِر الثقافي للفصل؟ فرفعتُ يدي مُعلناً عن نفسي .. فطَلبَ مني أن أُلقي محاضرةً سريعةً لتوعية زملائي من خطر ما قد يُهدد الشباب .. فتحدثتُ عن السجائر وأضرارها .. لكن لسوء حظي كان هذا المُدرس شرهاُ في التدخين .. بل كان يُدخن السجائر بينما كنت أنا أُلقي محاضرتي .. فما كان منه إلا أنه نحاني جانبا ليحاضر هو بدلا مني فتحدث عن أضرار العادة السرية .. وهو ما لفت انتباه الزملاء بشدة وظلوا صامتين ومشدودين إلى تلك المحاضرة وأيديهم على .. قلوبِهم
أعود مرة أخرى إلى الإنتخابات .. انتخابات الفَصل .. كان انتخاب المُقرِر الديني مسخرة كوميدية بكل المقاييس .. فقد ترشح للإنتخابات اثنان من الزملاء .. كان أحدهما إبناً لإمام مسجد مجاور للمدرسة .. كانت تلك هي كل مؤهلاته الدينية .. وكان هو دائماً من يقوم بتلاوة القرآن الكريم في حصص الدين لأنه يقرأ القرآن قراءة صحيحة وبصوت جميل .. لكنه رغم ذلك كان طالباً فاسداً .. فقد أطلعني ذات مرة على صورة جنسية صارخة ثم خبأها في جيبه العلوي عندما بدأت الحصة .. وكانت الحصة بالصدفة هي حصة الدين وقام فيها بتلاوة القرآن وتلك الصورة الجنسية لا تزال في جيبه! أما الطالب الثاني الذي ترشح لذلك المنصب كان هادئاً وخجولاً لكنه من النوع الزومبجي الذي يوقع العداوة بين الناس عن طريق الوشاية والأسافين .. وكان مداوماً على الصلاة في أوقاتها ناصحا للجميع بالمواظبة على أداء الصلاة بانتظام .. أذكر أننا انتخبنا الأول ليس كراهيةً للثاني بقدر حُبنا الجارف للأول لأنه الذي يمدنا بالصور والمجلات الإباحية كلما احتجناها .. وقد كنا نحتاجها يومياً
كانت فقرة انتخاب المُقرِر الرياضي هي من أطرف الفقرات على الإطلاق .. فقد ترشح لها أربعة من الطلاب دفعةً واحدة .. فقد كان اللعب هو ما يشغل رؤس الغالبية .. وكان الأربعة هم من أمهر لاعبي كرة القدم في فصلنا .. كانت تلك الفقرة الإنتخابية مُمتعةً للغاية .. فقد طفق كل مُرشح يعدُنا بشيء جذّاب .. قال أحدُهم أنه سيقوم بتكثيف وتنظيم مُبارياتنا الكروية أثناء الفُسحة وبعد انتهاء الحصص الدراسية .. ومنهم من وعدّ بأن يشتري لنا كرة كَفَرْ مثل التي نشاهدها في مباريات الدوري .. ومنهم من وعدَ بأن يُشركنا في جميع تقسيمات اللعب .. إلى آخره من وعود .. وكان لكل مُرشح منهم محبوه الذين يُدعمونه .. وكانت الإنتخابات حامية الوطيس وكانت نسب الأصوات متقاربة إلى حد كبير لدرجة أن اثنين منهما تساويا في عدد الأصوات وفاز آخر بفارق صوت واحد .. كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أرى فيها انتخابات حقيقة فيها العديد من المُرشحين والوعود الإنتخابية الصادقة والمنافسة المتوازنة الحقيقية
ثم كان الأمر الأصعب وهو انتخاب المُقرِر الإجتماعي .. لم يكن أحد يعلم ما هو دور ذلك المُقرِر الإجتماعي .. حتى المُدرِسَيْن المُشرفين على الإنتخابات كانا قد وجدا صعوبة بالغة في ترشيح أحدنا .. فكلاهما أيضا لا يعرف ما هو دور المُقرِر الإجتماعي ولا كيفية اختياره أو اختيار مُرشحيه! أتدرون ماذا فعلا؟ سألانا إذا كنا نقبل الطالب الهادئ السوسة الذي كان مترشحاُ لمنصب المُقرِر الديني؟ إنه الأكثر هدوءاً والأقدر على حل المشكلات الإجتماعية من وجهة نظرهم .. لم يعترض أحد لأنه لم يهتم أحد .. أدرك الآن أن هذا المُقرِر كان سبباً في تأجيج المشكلات بين الزملاء .. لكن ليس ذلك هو المهم .. كان الأهم هو أننا جميعا نحتاج إلى أطباء نفسيين لمعالجة العديد من الأمور مبكراُ .. فقد أدركتُ عندما كبرتُ أن لكل منا أمراضه النفسية التي توطنت بداخله في الصِغَر فأصبحنا نتقيأها على بعضنا البعض في الكِبَر
لم تنتهى الإنتخابات بعد .. بل تفاجأنا بوجود منصب جديد وهو منصب أمين الصندوق .. وهو صندوق من المُفترض أنه سيحتوي أموالاُ .. يبدو ذلك من اسمه .. لكن من أين ستأتي تلك الأموال؟ ما هي مصادرنا للتمويل؟ لم يجب أحد .. لكن المنصب كان مُغريا للجميع فهو منصب سيتحكم فيه صاحبُه في أموال والسلام .. وما أن فتحوا باب الترشيح .. صرخ مُحمد أبوزيد بأنه الأحق في تولي هذا المنصب بالإضافة إلى مسؤلياته كقائد للفصل .. وافق المُدرسان على طلبه فوراُ لا أدري لماذا .. حينها أدركت أن الصندوق ستكون فيه أموالاً بالفعل .. وسيتم جبايتها منّا نحن قهراُ وبالقوة .. وهو ما حدث بالفعل .. كم أكره مُحمد أبوزيد .. لكنني لم أفعل شيئا سوى أنني كَرِهتُه فقط
Published on November 23, 2010 13:34
November 12, 2010
أُسطورة
تحكي الأُسطورة عن أنه قد خُلِقَ لكلِ رجلٍ في الكون امرأة تناسبه تماما في كل شيء .. تتفق معه وتتوافق معه في كل طباعه وتصرفاته وعاداته .. تتحمله وتتفهمه في لحظات جنونه ولحظات انتصاره ولحظات انكساره .. امرأة تُشعره بأنها أنثاه التي يشتهيها وأمه التي تحتويه وأخته التي تنصح له وابنته التي تعتمد عليهتحكي الأسطورة عن أنه قد خُلِقَ لكل رجلٍ امرأة يحلم بها ويفتش عنها في كل مكان وينتظر أن يجدها كل يوم .. هي الحلم والأمل والسحر والعشق .. هي أقصى الأماني وأغلى الناس .. لكنه غالبا لا يجدها سوى القليل
تحكي الأسطورة أن لكل رجلٍ امرأة يرسل إليها في كل يوم رسالة ويطويها ويضعها في زجاجة ويغلقها بإحكام ثم يرميها في البحر على أمل أن تتلقاها امرأته ذات يوم وتتعرف على مكانه
تحكي الأسطورة أن لكل رجلٍ امرأة ترسل إليه هي الأخرى كل يوم رسالة مطوية محفوظة في زجاجة محكمة الإغلاق .. لذلك ينتظر كل رجل أمام الشاطيء كل يوم لمدة ساعة عند الغروب على أمل أن تقذف إليه الأمواج ذات يوم رسالة من امرأته تخبره بمكانها .. أو تخبره بأنها قد استلمت رسالته وستأتي إليه
تحكي الأسطورة عن أن هناك رجالاً وجدوا المرأة التي خُلِقَتْ لهم لكن بعد فوات الأوان .. أو أنها كانت قريبةً جدا وليست على الشاطيء الآخر للبحر كما كان يظن .. لكن سوء الحظ هو الذي جعله يبحث عنها هناك بينما هي كانت دائماً هنا
تحكي الأسطورة أنه سيأتي يوم ما ستسكن فيه أمواج البحر إلى الأبد بسبب امتلائه بعدد لانهائي من الزجاجات .. حينها سيتمكن كل رجال الأرض من الإبحار في مياهه الساكنة فيعبرونه نحو الشاطئ الآخر ليلتقي كل رجل بامرأته التي خلقت له .. فلا يجدون أحداً هناك
Published on November 12, 2010 13:09
November 3, 2010
عندما فشلتُ في الإختبار
حدث ذلك في آخر يوم من أيام عطلتي السنوية التي أقضيها بالقاهرة .. كنت أقود سيارتي في شوارع القاهرة وقت صلاة الظهر عائداً من وسط القاهرة إلى منزلي بالجيزة حيث سأصطحب حقائبي بعد ذلك متوجهاً إلى المطار لأسافر بعدها إلى خارج البلاد حيث محل إقامتي وعملييكفي أن أقول شوارع القاهرة لكي تتخيلوا الحيز المكاني للأحداث .. إنه ظرف مكان لا يحتاج لتفسير أو وصف تفصيلي .. لا يوجد معنىً أو لفظ لُغوي يمكنه أن يصف قيادة السيارات في شوارع القاهرة .. إنه إحساس بالحالة والأجواء والمصير
أما وقت الظهر فهو ظرف زمان وهو أيضاً لا يحتاج لتفسير إذا عرفت أنني كنت في القاهرة حيث وقت الظهيرة هو وقت ذروة كل الأشياء .. هي حالة أخرى وأجواء أخرى لا مثيل لها في أي مكان في العالم
وفي هذه الساعة كنت أتحدث عبر هاتفي المحمول وكانت المكالمة تخص أمراً هاماً في العمل .. فإذا بي أتفاجأ أمامي تماماً بأحد أمناء الشرطة يستوقفني ثم يقترب من نافذة سيارتي قائلاً أنني أخالف الأنظمة بسبب تحدثي عبر الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة .. وطلب مني أن أقدم له رخصتيّ القيادة والسيارة .. كانت المكالمة مهمة جداً بحق وتساوي أن أخسر بسببها بعضاً من المال كمخالفة .. فقد كنت أتحدث عبر الهاتف عن مناقصة تقدر ببضعة ملايين من الجنيهات وبالتالي فالأمر يستحق أن أضحي بعشرات أو مئات الجنيهات
كان أمين الشرطة قد طلب مني أن أُنحي سيارتي جانباً حتى يعرض أمري على ضابط الشرطة الذي يرأسه والذي يقف على بعد عشرة أمتار منّا .. لا أدري كيف تذكرت فجأة هويتي المصرية الأصيلة .. ربما لأنني تذكرت أنني لا أستطيع التعطل كثيراً في ذلك المكان لأن لدي رحلة طيران دولية بعد ساعات قليلة ..
ربما هي الجينات التي طفا تأثيرها على السطح بمجرد التعرض لظرفيّ المكان والزمان اللّذان تحدثت عنهما قبل قليل .. المهم أنني وجدت نفسي أقول للباشمهندس أمين الشرطة: الله يخليك ياريت تخلّصني عشان أنا مستعجل .. وأنا هراعيك .. وكانت تلك هي كلمة السر التي حوّلت عُبوسه إلى ابتسامة جميلة ثم أردف قائلا: انتظرني خمس دقائق ثم عُد إليّ مرةً أخرى
عندما عُدتُ إليه بعد الخمس دقائق .. قال لي أنه أبلغ الضابط أنه كان فقط يتحقق من صحة وصلاحية رخص القيادة والسيارة .. وأنني يمكنني الحصول عليهما من الضابط الآن .. نفحته فوراًعشرين جنيهاً وقد كان يتمنع في أخذها .. أحلى من الشرف ما فيش كما تعلمون
ذهبتُ إلى الضابط لأحصل على الرخصتين فقال لي: أنا لا أعلم ما هو الإتفاق الذي تم بينك وبين أمين الشرطة كي يتركك هكذا دون أن يوضح لي نوع مخالفتك .. لكني أؤكد لك أنك أنت وأمثالك هم من يُشجعون أمثال هؤلاء على طلب الرشوة
كان كلام الضابط منطقياً جداً .. لكنني في نفس الوقت لم أكن أعرف هل هو صادقٌ فيما يقول لي؟
هل هو بالفعل لا يعلم ما الذي فعله أمين الشرطة معي؟
ربما كان نعم وربما كان لا .. أو ربما أني أدافع عن فعلتي باتهامه .. لقد شقّ الأمر على نفسي كثيراً وتمنيت لو لم أفعله
لقد كنت متعجلاً جداً للرحيل فلديّ رحلة دولية عمّا قليل .. لم يكن لدي الوقت الكاف لكي ألوم نفسي أو أزكيها .. دوماً أريد أن أكون طرفاً من أطراف الإصلاح في هذا البلد لا معاوناً على الهدم .. وبين شكي في كل الناس وبين سوء الظن وحسن الظن وبين صراعي الداخلي بين مصلحتي الخاصة والمصلحة العامة .. أجد نفسي أرحل مرة أخرى دون أن أجد الوقت الكاف للتقييم والمشاركة ومن ثَمّ التأثير .. وسافرتُ كالعادة على أمل أن يأتي اليوم الذي أتمكن فيه من عمل كل ذلك .. مازال هناك أمل .. أرجو ذلك
Published on November 03, 2010 14:03
October 25, 2010
خمسون وصفاً للحب
حدَثَ ذلك عندما حاولتُ يوماً أن أَنفردَ بنفسي .. لكنني لم أنجحْ في ذلك .. لم أكن يوماً بمفردي لأنك كنتِ دائما معي .. تسكنين كلَّ مُضغَة داخل جَسدي .. وليس جَسدي فقط .. بل وجدتُك داخل روحي أيضاً .. ربما كانت تلك الروحُ التي تبقيني على قيدِ الحياة .. هي روحكِ أنتِحدثَ ذلك عندما اكتشفتُ أن هناك خمسون وصفاً للحب .. أتعلمين كيف يصفون الحب؟ لم أسمع من قبل عن أي انسان قد نجح في توصيف الحب .. لكنه أنتِ من منحنتيني تلك القدرة على أن أكون أول من يتمكن من أن يصفَ الحب
ليس ذلك فحسب .. بل إنني تخطيتُ المألوف والمُمكن .. حتى وجدتُ خمسين وصفاً للحُب دفعةً واحدةً .. أتريدين سماعَهم؟
كان أول وصفٍ تعلمتُه هو أنني أُحبك ..
وكان ثاني وصفٍ عَرَفتُه هو أنني أُحبك ..
أما ثالث وصفٍ وجدتُه هو أنني أحبك ..
وكان الرابع والخامس والخمسين أنني أحبكِ .. أحبكِ أنتِ
ها قد انتهيت ..
لا .. لم أنتهِ بعد ..
فعيناكِ تلهماني الآن مجدداً .. اكتشفتُ فجأةً خمسين وصفاً آخرين للحب
Published on October 25, 2010 23:06
October 16, 2010
لماذا نحب فيروز؟
تداولَ الناس بشغفٍ شديد منذ أيام الألبوم الغنائي الجديد للمُطرِبة اللبنانية فيروز .. كان الأمر يبدو وكأنه حدثاً استثنائياً .. ظَهَرَ ذلك من خلال تلك اللَّهفَة الشديدة التي أبداها الجميع لسَماع ذلك الألبوم وكأن هناك حالة عطش جماعي تحتاج إلى الإرتواء .. كأنَّ الجميع يحاولون استدعاء لحظاتٍ من الماضي الجميل .. فالماضي دائما في كل الأزمان هو الأرقى والأحلى والأكثرُ براءةً لماذا نُحب أغاني فيروز ونعشقها؟
هل هي الكلمات؟
يعرفُ كل من يحترف أو يهوى الكتابة أن الكلمة ذات أهميةٍ كبيرة .. يبحثُ الكُتَّاب والشُعراء دائماً عن الكلمةِ الجديدة المعبرة التي تنقلُ المعاني في أحلى صورة له .. يعلمُ الجميع أن ثمةَ أزمة في الكلمات في كل المجالات .. صارت الكلمات الجديدة أمراً عزيز المنال
كلماتُ أغاني فيروز دائماً تمَسُ القلب .. تخرج من رحم المأساة والشوق واللهفة والمعاناة .. ولأن الحزن هو الغالب على طبع البشر .. ولأن الحياة السَهلة الناعِمة ليست متاحةً للجميع .. وحتى إن أُتِيحَتْ فهي غيرُ دائمة ... تجدُ أن كلمات أغاني فيروز تَهُز أعماقَ الجميع .. ومن منا لم يُجرب الحُب والشَوق والفُراق واللَّهفَة على حبيبٍ ننتظره ولا يأتي أبدا؟ أو حبيب وجدناه في الوقتِ الخطأ؟ أو حبيب عَشِقناه لكنَّ الظروف حالت بيننا وبين البقاء بجواره؟
هل هو اللحن؟ ومعه التوزيع الموسيقي؟
إن الألحان كالكلمات .. يتم إنتاجها من الفراغ .. هي شيء ما لم يكن موجوداً ثم يتم عَملُه فيعيش .. ألحان أغاني فيروز تمسُ الروُح بعد أن تخترق القلوب .. فهي حزينة دون نواح .. وسعيدة دون رقص .. لكنها في كل الأحوال تملؤنا بالشجن والحنين .. وتحلق بنا فوق سحابات الحياة الكئيبة
احترتُ بين الكلمات والألحان واحتار معي الكثيرون .. لكن في النهاية تَظلُ فيروز حالةً نشتاقُ إليها .. إنه حنين إلى شيء ما نفتقده ولا نحصل عليه أبدا .. لكنه حنين مغلفٌ بالأمل الدائم في أن نحصل عليه ذاتَ يوم
Published on October 16, 2010 14:54
October 10, 2010
فاصِلٌ من المَلل
لا تتعجب من العنوان أعلاه يا عزيزي القارئ ويا عزيزتي القارئة – ليدز فيرست كالعادة – فأنا أعني بالفعل أن هذا الموضوع ما هو إلا نُزهة قصيرة مُملة .. وأعتقد أنني بعون الله سأصيبكم بالسأم مع نهاية المقال .. قولوا ياربكيف جاءتني فكرة هذا المقال المُمِل إذاً؟ ملحوظة: لم أبدأ المَلل بَعْد .. صَبْرا .. جاءتني فكرة المقال من تلك التعليقات التي تأتيني بين الحين والآخرعلى كافة القصص القصيرة التي أكتبها .. كان الله في عون القراء .. كانت تلك التعليقات يدور جزء كبير منها حول سؤال واحد: لماذا دائما تحتوي تلك القصص على شخصيات غريبة ومثيرة للجدل؟ لماذا دائما تكون هناك حياة غير طبيعية لدى أبطال القصة؟ لماذا تكون هناك عُقَد وكلاكيع في تكوين الشخصيات؟ ولماذا ننتظر أن يُحطم البَطَل قيود المجتمع أو أن ينتظر الصُدَف والمُعجزات لكي يتم حَل تلك العُقَد؟ ولماذا غالبا ما تحدث أشياء تغيّر من مجريات الأحداث ومصير الأشخاص؟
حسنا .. فلنبدأ المَلَل الآن .. سأجيب عن تلك الأسئلة بطريقة غير مباشرة .. على وعْد مني بأن أسرد الإجابة الصريحة المباشرة في نهاية المقال ليقرؤها من سيكتُب الله له طولَ العُمر والنَفَس وسِعَة الصدر ويصبر ويحتسب حتى يقرأ المقال إلى آخرُه .. أكلتُ السمكة حتى رأسها
لنقرأ معا تلك القصة القصيرة: بعد أن تخرَج الفتى في الجامعة وبعد أن أنهى تأدية الخدمة العسكرية .. استطاع الفتى أن يجد عملا في إحدى شركات الأدوية الخاصة في وظيفة مندوبٍ للمبيعات .. وما لبث أن أثبت جدارةً وتفوقا في عمله واستطاع في سنوات قليلة أن يدخر مبلغا من المال يُمكّنُه من أن يشتري شقةً صغيرةً في احدى الضواحي البعيدة
وبعد أن تخطى تلك المرحلة .. بدأت والدته في البحث عن عروس مناسبة له .. وبعد مرور أربعة أشهر كان قد شاهد خلالها ثلاثةً من الفتيات المرشحات للزواج .. استراحت نفسُه إلى إحداهن وأحس أنها من تصلح لكي تكون شريكة عمره .. ثم تمت خطبتهما في هدوء
وبعد عامين ونصف .. إستطاعا أن يؤثثا منزلهما ويتما زفافهما .. وتزامن ذلك مع بدء فترة المصيّف الذي إعتادت عائلته أن تقضيه في مصيف رأس البر كل عام .. فحرص الفتى على أن ينضم إليهم ومعه زوجته مما أضفى على ذلك المصيّف سحرا خاصا هذه المرة .. وما أن مرت ثلاثة أشهر على ذلك الزواج إلا وكانت الزوجة حاملا في طفلتهما الأولى .. وبعد ثلاثة أعوام رزقهما الله بطفل آخر
وما أن أتمت الطفله الأولى عامها الرابع .. أخذ يبحث لها عن مَدْرَسة مناسبة في مستواها التعليمي والمادي إلى أن وجد ضالته .. لتلتحق الطفلة بتلك المدرسة .. ثم يتبعها أخوها بعد ذلك في نفس المَدْرَسة .. وكانت تلك المَدْرَسة ذات مستوى جيد لدرجة أن الإبن والإبنة لم يحتاجا إلى الدروس الخصوصية وكانا ينجحا بانتظام عاما بعد عام
مرت الأعوام سراعا واجتازت الإبنة إختبارات الثانوية العامة بنجاح .. لتلتحق بإحدى كليات القمة كما كان أبوها .. وبعد أعوام أخرى قليلة يعيشون جميعا يوما سعيدا آخر عندما إلتحق أخوها بنفس الكلية .. كان ذلك في نفس اليوم الذي زارَهُ فيه أحد الأقرباء ليبارك للإبن ويطلب خطبة الإبنة لإبنه المهندس في ذات الوقت
أصر أبوها على ألا يتم زفاف إبنته إلا بعد إتمام دراستها وحصولها على البكالوريوس .. وهو ما وافق عليه العريس .. إلى أن تخرجت الإبنة من الجامعة بالفعل ليتم الزفاف بعدها بشهور قليلة .. تمت
سأتوقف هنا لأنني أنا الآخر قد أصابني المَلَل والحنق .. كان الله في عون القراء فعلا .. لكن هل تفهتم ما أعنية بتلك القصة؟ هل استنبطم الإجابة الغير مباشرة على أسئلتكم؟ إنها قصة لشخص عادي عاش حياة منتظمة عادية مثلة مثل أغلب البشر .. إنها قصة لا تعني أي شخص ولن يهتم لسماعها أحد .. فهي قصة لا تَحمل قضية أو فكرا أو درسا نتعلمه ليفيدنا في حياتنا إذا ما واجهتنا المشاكل ذات يوم
خُلاصة القول يا أعزائي هو أن الحياة العادية الرتيبة المنتظمة لا تحتوي على أية أجواء من التشويق أو الرغبة في الحكي عنها .. أما الغريب والشاذ من الأحداث فهو اللي يستدعي الخيال ويحرك الفانتازيا في عقل الكاتب ويجعلني أنا وأمثالي نستمر في الكتابة .. ويجعلكم أيضا يا عيني تستمرون في القراءة .. ولكن في النهاية سيبقى لكم الأجر والثواب عند الله .. ونلتقي في فاصل آخر
Published on October 10, 2010 13:18
October 1, 2010
للأحلام صلاحية
نظرةٌ واحدة للمرآة يا عزيزي القاريء تفحص خلالها شعيرات رأسك الجانبية .. وأنتِ يا عزيزتي القارئة تأملي خصلاتك الأمامية بعناية .. هل هناك شعيرات بيضاء؟ لم تزل سوادا حالكا؟ الحمد لله
حاول إذاً التَطَلُعْ بتمَعُن إلى جوار العينين .. هل هناك خطوط دقيقة قد بدأت في الظهور عند الإبتسام أو الضحك؟ لا؟ هل مازلت مشدود الوجه أسود الشعر مستقيم الجسد؟ حسنا
ربما أنت على عتبات الحصول على تلك الشارات الخفية التي تحيلك إلى منعطف آخر من الحياة .. ذلك المنعطف الذي يجعلك تنبش في الماضي .. وتسأل نفسك آلاف الأسئلة التي تتغاضى عنها لتحيا هانئاً
ستسأل نفسك السؤال المُهلِك: ما الذي حققت؟ وستسأل نفسك: أين أنا من أحلامي الماضية التي عاشت في خيالي كل عمري الفائت؟
ربما أنك كنت من المحظوظين القلائل الذين يعرفون أنهم قد حققوا الكثير من أحلامهم .. أو من أولئك الأكثر حظاً الذين مازالوا يملكون القدرة على تحقيق أحلاماً أخرى
نعم .. فامتلاك القدرة على تحقيق الأحلام نعمة عظيمة .. وامتلاك الوقت لتحقيقها نعمة أعظم .. لكن الوقت عادةً ما يسرقنا فنلتفت لنجد أننا قد دخلنا المنعطف - الذي سُمي بالتاريخي لهذا السبب - ونجد أننا مقيّدِين بعجزنا وضيق الوقت
قد نجد أننا امتلكنا المال بعد فقدان الصحة .. أو عثرنا على ضالتنا في الحياة الكريمة بعد انقضاء الرغبة في الاستمتاع بها .. أو صادفنا شريكنا المناسب بعد فوات قطار العمر
إننا لا ندرك أننا تغيرنا لأننا نحيا مع أنفسنا وفي أنفسنا .. لا ندرك أننا ما عدنا كالسابق جسمانيا وروحيا وعقليا .. وأننا صِرنا في حالة مختلفة لا نستطيع عندها ان نعيش الحلم كواقع .. الحقيقة أن أسوا ما في انغماسنا في أنفسنا هو أننا ندع أحلامنا خارج ثلاجة الحفظ لتفسد وتصبح معدومة الصلاحية
هل للأحلام صلاحية؟
نعم.. للأحلام صلاحية قصيرة محدودة دوماً بإمكاناتنا .. علينا التأكد منها كل حين لننتقي ما يناسبنا لنسعى خلفه .. ولأنه من الغباء أيضاً أن نناطح الزمن .. فنحن نعرف سلفاً نتيجة هذه المناطحة .. فكل ما نملكه أن نطيل أمد صلاحية أحلامنا بكل الطرق .. ونتشبث بتحقيقها .. فقط .. مادمنا نملك القدرة على ذلك
والآن .. عزيزي القارئ .. هل ستقوم بتنقية أحلامك بين حين وآخر لتبقي منها ما هو صالح لك؟ أم أنك ستتشبث بكل الأحلام حتى لو انتهت صلاحيتها .. أو بمعنى أدق انتهت صلاحيتك أنت ازاء معايشة تلك الأحلام؟
حاول إذاً التَطَلُعْ بتمَعُن إلى جوار العينين .. هل هناك خطوط دقيقة قد بدأت في الظهور عند الإبتسام أو الضحك؟ لا؟ هل مازلت مشدود الوجه أسود الشعر مستقيم الجسد؟ حسنا
ربما أنت على عتبات الحصول على تلك الشارات الخفية التي تحيلك إلى منعطف آخر من الحياة .. ذلك المنعطف الذي يجعلك تنبش في الماضي .. وتسأل نفسك آلاف الأسئلة التي تتغاضى عنها لتحيا هانئاً
ستسأل نفسك السؤال المُهلِك: ما الذي حققت؟ وستسأل نفسك: أين أنا من أحلامي الماضية التي عاشت في خيالي كل عمري الفائت؟
ربما أنك كنت من المحظوظين القلائل الذين يعرفون أنهم قد حققوا الكثير من أحلامهم .. أو من أولئك الأكثر حظاً الذين مازالوا يملكون القدرة على تحقيق أحلاماً أخرى
نعم .. فامتلاك القدرة على تحقيق الأحلام نعمة عظيمة .. وامتلاك الوقت لتحقيقها نعمة أعظم .. لكن الوقت عادةً ما يسرقنا فنلتفت لنجد أننا قد دخلنا المنعطف - الذي سُمي بالتاريخي لهذا السبب - ونجد أننا مقيّدِين بعجزنا وضيق الوقت
قد نجد أننا امتلكنا المال بعد فقدان الصحة .. أو عثرنا على ضالتنا في الحياة الكريمة بعد انقضاء الرغبة في الاستمتاع بها .. أو صادفنا شريكنا المناسب بعد فوات قطار العمر
إننا لا ندرك أننا تغيرنا لأننا نحيا مع أنفسنا وفي أنفسنا .. لا ندرك أننا ما عدنا كالسابق جسمانيا وروحيا وعقليا .. وأننا صِرنا في حالة مختلفة لا نستطيع عندها ان نعيش الحلم كواقع .. الحقيقة أن أسوا ما في انغماسنا في أنفسنا هو أننا ندع أحلامنا خارج ثلاجة الحفظ لتفسد وتصبح معدومة الصلاحية
هل للأحلام صلاحية؟
نعم.. للأحلام صلاحية قصيرة محدودة دوماً بإمكاناتنا .. علينا التأكد منها كل حين لننتقي ما يناسبنا لنسعى خلفه .. ولأنه من الغباء أيضاً أن نناطح الزمن .. فنحن نعرف سلفاً نتيجة هذه المناطحة .. فكل ما نملكه أن نطيل أمد صلاحية أحلامنا بكل الطرق .. ونتشبث بتحقيقها .. فقط .. مادمنا نملك القدرة على ذلك
والآن .. عزيزي القارئ .. هل ستقوم بتنقية أحلامك بين حين وآخر لتبقي منها ما هو صالح لك؟ أم أنك ستتشبث بكل الأحلام حتى لو انتهت صلاحيتها .. أو بمعنى أدق انتهت صلاحيتك أنت ازاء معايشة تلك الأحلام؟
Published on October 01, 2010 04:29
September 22, 2010
يقظة
ربما يكون حديثي اليوم عن شيء يبدو غريبا للبعض .. لكنني متأكد من حدوثه للكثيرين .. هذا الشيء الغريب هو أنني أتذكر بين الحين والآخر عدة لقطات عبر ذاكرتي الشبحية التي مر على أحداثها أعواماً طويلة .. قد تتسائلون لماذا أسافر بذاكرتي بعيدا هكذا؟ لكنني في الحقيقة لا أجهٍد نفسي عبر تلك الرحلة الزمنية داخل تلافيف عقلي وذاكرتي كما تظنون .. بل إنه الحاضر وأحداثه اللذان يفرضان علينا استدعاء الماضي البعيد .. إما للمقارنة أو للسلوى .. حيث تظل الذكريات الجميلة دائما هي التي تؤنسنا .. وتظل دوماً أفضل من...
Published on September 22, 2010 15:42
September 14, 2010
نوستاليجا 2
تحدثنا في الموضوع السابق عن تعريف النوستاليجا وقلنا أنها الحنين إلى الماضي .. وتحدثنا أيضا عن الخطورة التي تحدق بتكوين شخصية الجيل الحالي من الأبناء وذلك لأنهم لم ينشأوا وهم يحملون الذكريات والمكونات التي كانت تميز جيلنا نحن من المصريين ومن سبقونا .. وهو ما سيؤدي إلى طمس الهوية المصرية المميزة بعد حين .. وقلت أن ذلك هو ما يجعلني أجمع أبنائي من حولي بين حين وآخر لأشرح لهم مكونات حياتنا عندما كنت صغيرا .. وهو ما سيرونه بعد ذلك بوضوح إذا ما تابعوا الأفلام والمسرحيات القديمة أيضا
أسرح بخيالي إلى...
أسرح بخيالي إلى...
Published on September 14, 2010 01:30
August 31, 2010
نوستاليجا 1
أسمعك عزيزي القارئ وأنت تتساءل: ما هذا العنوان الغريب؟ لا تقلق يا عزيزي فكلمة نوستاليجا ليست من أنواع الشتائم أوالسباب .. كما أنها ليست تعويذة سحرية قد تصيب قارئها بلعنة الوقوف في طابور الخبز وعندما يصل إلى البائع يكون الخبز قد نفد بسبب انقطاع المدد من القمح الروسي .. وإنما كلمة نوستاليجا هي تعني الحنين إلى الماضي .. وهو الشيء الوحيد الذي نفخر به ونعتز بأنه كان لدينا يوما ما .. أما الآن فنحن لا حاضر لنا ولا مستقبل .. وإيش ياخد الريح من البلاط .. وربنا يستر
وكنت قد بدأت التلميح عن تلك...
وكنت قد بدأت التلميح عن تلك...
Published on August 31, 2010 16:33


