أسامة الشاذلى's Blog, page 4

January 18, 2014

أرشيفي السينمائي : «أحمد زكي» للتشخيص رب يحميه..المشخصاتي يصنع دولته

دولة القانون :

ضابط شريف يعمل في مباحث الأداب، فشل في حياته لانه أحب عمله، وفشل في عمله لأنه لا يحب القانون، يعتبره عقيما يحمي الفاسدين، "باشا" لا تحميه "باشويته" أمام "باشوية" الفاسدين، وضابط أخر تحول إلى تاجر مخدرات بأوامر قادته الذين خرجوا للمعاش وتركوا الخدمة، بعد فترة يتوه الضابط بين مهنته الأصلية والمنتحلة، ويخرج الضابط من "أرض الخوف" حالما بالعودة إليها، ومجند "بريء" يلبي نداء العلم، يخدعه قادته حتى يكتشف الحقيقة بنفسه، ينتقم لنفسه وصديقه، بعدما خدش التجنيد براءته، ومحام فاسد يعمل في قضايا التعويضات "ضد الحكومة" يتحول بسبب ابنه المكتشف إلى كاشف للحقيقة، ومحارب للفساد الذي صاحبه طيلة عمره، ومجرم هارب بحثا عن جريمة شرف بحكم "صعيديته"، أدمن "الهروب" والانتقام من كل من تسبب في خيانته، تستغله الشرطة ذاتها للتغطية على بعض جرائمها.

وما بين ضابط ومحام ومجند وضابط ومجرم هارب تبدو دولة القانون التي شخصها أحمد زكي في أفلامه الخاصة فاسدة ملوثة خاضعة للفساد، تحمل داخلها تلك الروح الإنسانية التي لا ينبغي لها أن تكون ملاكا، ولم يكتب لها أن تكون شيطانا، فقط انسانا ضمن منظومة دولة القانون التائه، قدمه أحمد زكي  كما كان في الواقع تماما

*****

دولة الغلابة:

"إحنا صغيرين قوي يا سيد"..هو كذلك سيد المصور الجوال في "اضحك الصورة تطلع حلوة"، الذي لا يملك سوى ابنته وامه والحلم الذي يسع المستقبل، الذي يخوض حربا طبقية لا ناقة له فيها ولا جمل، مساندا لحب ابنته لشاب ينتمى لطبقة اعلى، بينما يعيش "زين" في "هيستريا" متجاوزا حلمه، يغني في المترو صباحا وفي الأفراح ليلا، يعاني شظف العيش لكنه يعشق الحياة، وفي "كابوريا" كان حسن الهدهد  يبحث عن حلم يصنع مستقبلا، وأجبرته الصدمة الطبقية على  نسيان الحلم والاستمتاع بالضياع قبل أن يفيق.

وفي دولة الغلابة ما بين قانع محارب لتحقيق حلمه محترما ظروفه، ومابين متجاوزا قرر التعايش والتكيف مع الواقع، وأخر أضاع حلمه امام الصراع الطبقي حتى افاق، "غلابة" أحمد زكي يشبهون هؤلاء الملايين الذين يسكنون قرى مصر ومدنها، يركبون المترو صباحا ومساء وبين جنباتهم حلم يبحث عن الطريق.

****

دولة السيادة:

"ناصر 56" يتقمص أحمد زكي شخصية جمال عبدالناصر في أوج قوته، عند اتخاذ قرار تأميم القنال، ينقل التاريخ من وجهة نظرا "ناصرية" بحتة، ينتمي المشخصاتي الحقيقي للشخصية بغض النظر عن التاريخ، وفي "أيام السادات" يعاود زكي الانتماء للشخصية بعرض تاريخ الرئيس الراحل من وجهة نظر "ساداتية" بحتة، ينتصر المشخصاتي للمرة الثانية على التاريخ، وفي المرة الأخيرة، خلال فيلم النهاية يؤدي زكي دور عبدالحليم حافظ زعيم دولة الغناء، ينتصر المرض تلك المرة على المشخصاتي ولا يستطيع المشخصاتي الانتصار على التاريخ، ويرحل زكي في أحضان حليم.

في الواقع احب من كرهوا جمال عبدالناصر، "ناصر" زكي، وكذلك فعل من يكرهون السادات أمام "سادات" زكي، وتعاطف الكل مع "حليم"، انتصر زكي لموهبته ومهنته، ورحل تاركا أيقونات سينمائية تستعرضها المناسبات في غياب التاريخ.

****

ومابين دولة قانون فاسدة وعدالة تائهة ومستضعفون حالمون يحارب المجتمع أحلامهم بكل الوسائل الممكنة، وقيادة سياسية وفنية (نخبة) معزولة ومشغولة بنفسها كانت مصر لمدة 60 عاما كما قدمها فنان حقيقي ترك بصمته.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 18, 2014 05:01

January 15, 2014

معشوقاتي..الخامسة والسادسة

أشار إلى يوم ولدت، وقال هذا رجلاً تحبه النساء....ثم رحل، اصطحبتني أمي صغيراً إلى دجال يدعي الورع، يؤم المصلين في زاوية صغيرة بلا وضوء على الأرجح، فأشار إلى هو الآخر وقال : في حياته 10 نساء، يشكلون يوماً ماضيه وحاضره ومستقبله.. لن يعيش طويلاً ، شهاب يسطع قبل أن يرحل.
تكتم أمي شهقتها، لتخفي حلما راودها قبل ميلادي بأيام، عن شهاب يخرج من بطنها، فينير الدنيا، وما يلبث أن ينطفأ.
حدثتكم من قبل عن 3 منهن، 3 نساء تركن آثراً لا ينمحي في حياتي، لم يذهبن ولن يذهبن، لأنهن بالمناسبة أخواتي على الرابط التالي:
http://monnam.blogspot.com/2012/03/3.html 

وحدثتكم عن الرابعة رفيقة الطريق على الرابط التالي:
http://monnam.blogspot.com/2013/04/blog-post.html 

واليوم أحدثكم عن الخامسة والسادسة:
ريم وفرح، ابنتاي، تلك القطع الرقيقة الصغيرة من روحي التي صارت أنسات تمشي على الأرض، من الطبيعي أن يعشق الاب بناته، لكنهن تبقيان المعشوقة الخامسة والسادسة:

المعشوقة الخامسة:
"لو لم تملك من الحسن سوى وجه أمي لكفاها"
رمرومة الجميلة ابنتي الكبرى، أول عتبة من عتبات الابوة المقدسة، تلك الصغيرة التي اخترت اسمها منذ كان عمري 9 سنوات، تلك التي شهدت معي أول محاولاتي في الحب كأب، تلك الطفلة المبهرة الجميلة التي عشقتها أكثر من أي انسان على سطح هذه الأرض لمدة عامين لم يكن لدي فيهما سواها.
تلك التي تشبه أمي وعمتها الصغرى إيناس، تشبه أمي خلقا بتلك الملامح الجميلة والأنف المميزة للغاية التي يصعب اكتشافها من النظرة الأولى، وتشبه إيناس خلقا وخلقا بكل عاداتها حتى ذلك التمرد الدائم وحب الحياة، وتلك الإبتسامة الساحرة - في الواقع أحب إيناس كثيرا وغالبا انتقل هذا الحب لابنتي -.
تعشق الموسيقى واعشق عشقها للموسيقى وتحب القراءة وأكتب حتى تقرأ يوما ما كتبت، تغضب بسرعة اعصار أمريكي يحمل اسما نسائيا مميزا، ودموعها اقرب إليها من حبل الوريد، ربما لم تدرك الصغيرة بعد أن قلب والدها "ينخلع" من دموعها، وأنني أتمنى أن أملك كل الدينا من أجل فقط أن تظل مبتسمة.
أحلم أن تكون ذلك الحضن الذي يشتقبلني عجوزا وهي تملك من الحنان والحب ما يكفي ويفيض، فقط أخاف عليها بكل ما تملكه من براءة وحساسية من تلك الدنيا التي لا تحب الأبرياء.
جميلة هي
تملك شخصية نسجتها الايام على "نول" بديع، فصنعت منها روحا طفلة ستظل وتبقى - أبوها مازال فخورا بأنه طفل كبير -.
ريم لو قدر لي أن اصفها في كلمات، لا أملك إلا أن اقول : من الراء اكتسبت رقتها، ومن الياء ياويل غضبتها، وفي الميم مشوقة أعبدها.
*****

المعشوقة السادسة:
"ملكت كل سحر الدنيا في ابتسامتها"
فاته نصف عمره من لم ير ابتسامة فرح، تلك الابتساكة التي تجبرني على التحليق مهما كنت غاضبا، صاحبة الاسم التي نالت نصيبها كاملا منه، بكل تلك الشاقوة المخبؤة داخل روحها، وزوج "عفريت" من العيون لا يتكرر كثيرا، وملامح جميلة تنتنمي إلى آل شاذلي، ولكنها تشبه أمها ايضا، وكأنها حتى في ملامحها أرادت ألا تغضب أحدا.
عصبية للغاية وكأن كهرباء مستها يوم ولادتها، أسميتها على اسم منى زكي في سهرة تليفزيونية بعنوان "زواج على ورق سوليفان"، فعشقت السينما مثلي.
فنانة حقيقية تملك موهبة مبهرة في الرسم، وهي الموهبة التي اعتبرها والدها طيلة عمره اعجازا، في الغالب ورثتها من جدها لأبيها وعمتها أماني.
لا تعرف أنها عندما ترسم تتسع روحي، وأنني شديد الفخر بما تصنع.
لا تحب الدراسة - ومن يحبها - لكنها تعرف كيف تنجح، لهذا لست قلقا عليها من الدنيا، خاصة وهي قادرة على صنع صداقات جديدة في كل محيط قبل أن يرتد إليك طرفك، لكنني أخشى عليها من روح الفنان عاشقة التجريب إلى ما لا نهاية.
عندما تغضب فرح، أظن أن البهجة تغادرني إلى عير رجعة، أحلم بصداقتها مستقبلا وأن تكون سر أبيها وصديقته الأقرب، تلك التي ستفهمني حين ينكرني الكل، وكيف لا يفهم البعض الكل.
في عشق فرح على استعداد لكتابة أبيات لا تنتهي من الشعر، لكني يكفيني منها الأن أن اقول : من الفاء فن وإحساس، وبالراء رائعة بين الناس، وفي الحاء حب بإخلاص.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 15, 2014 18:49

January 8, 2014

أرشيفي الفني ..فؤاد المهندس وشويكار.. بعض قصص الحب بلا نهاية

أثناء أحد مشاهد مسرحية "انا وهو وهي" ، استلقى فؤاد المهندس علي خشبة المسرح بجوار شويكار، ثم فاجأها أمام الجمهور بطلبه للزواج منها، لم تصدق شويكار نفسها، وفقت وأكملا المسرحية، وبعد سنوات حين تحدث المهندس عن إلتزامه الدائم بالنص ورفضه للخروج عنه، سأله صحفي عن تفسيره لما فعله في هذا العرض المسرحي بطلب يد شويكار للزواج، فابتسم المهندس وقال : "ده روح النص".
التقيا قبل هذا بكثير في الخمسينيات، حين كان فؤاد المهندس قد طلق زوجته الأولى "عفت سرور" بعد تجربة زواج "صالونات" لم يكتب لها النجاح، وكان قد بدأ في وضع قدميه على طريق الشهرة والنجاح، بينما كانت شويكار تبدأ طريقها الفني ، كان يحب الحديث غليها دون تفسير لهذا حيث قال :"كنت أحب الحديث معها كلما التقينا ولا اعرف السبب في ذلك وكنت اشعر أنها أيضا معجبة بي ولهذا كانت تحرص على حضور عروض المسرحية الأولى أو عروض فرقة «ساعة لقلبك» التي حققت شهرة ونجاحاً هائلاً".
ومع بداية عام 1963 كان المهندس على موعد لم يخطط له مع شويكار ولكن هذه المرة على خشبة المسرح، بعدما رشحها عبدالمنعم مدبولي للقيام بدور البطولة أمامه في مسرحية "السكرتير الفني"، رفض المهندس ترشيحها لأنه لم يكن يتخيل أنها تصلح للأداء الكوميدي فمظهرها وطريقتها وارستقراطيتها، لكن قلبه كان موافقا وسعيدا بالعمل معها، دون أن يدرك السبب أيضاً، وانتصر قلبه وترشيح مدبولي على عقله.
كانت شويكار قد خاضت أيضا تجربة زواج سابقة من "حسن نافع الجواهرجي" والذي توفى بعد عامين وتركها مع ابنتها منةالله، وخلال عامين من العامل، لم يتوقف قلبهما عن النبض، وأيقن كلا منهما أنه وجد شريك عمره، وبعد الطلب المفاجيء على خشبة المسرح لم يتم تحديد موعد للزفاف، فقط حين انتهيا من المشهد الأخير من فيلم «هارب من الزواج» الذي تقاسما بطولته وكان المشهد عبارة عن زفاف وكانت شويكار ترتدي بالفعل فستان زفاف، استغل الاثنان مشهد زواجهما في نهاية الفيلم وقررا أن يتزوجا في نفس الليلة وبالفعل ذهب الاثنان وهما بنفس الملابس التي أديا بها مشهد الفيلم إلى المأذون ومعهما الفنانة زهرة العلا وزوجها المخرج حسن الصيفي الذي كان مخرج الفيلم ومعهما أيضا شقيقه طلعت الصيفي وتم توقيع عقد الزواج.
وكأن التحقق في الحب يهب صاحبه تحققا كاملا في الحياة، انطق أشهر ثنائي في الوسط الفني ليقدما سويا مجموعة من أروع المسرحيات مثل «أنا وهو وهي» و«سيدتي الجميلة» و«أنا فين وانتي فين» و«حواء الساعة 12» والعديد من الأفلام الكوميدية مثل «أشجع راجل في العالم» «شنبوه في المصيدة» و«أرض النفاق».
وكما تزوجا بهدوء وبعد 20 عاما انفصل الثنائي الرائع بهدوء، دون أية مقدمات، تماما كما ارتبطا بالنسبة للناس، لم يدرك أحد لماذا انفصلا، خاصة بعد تصريح فؤاد المهندس قائلا :"هي حبي الأول والأخير ، لكن كل شيء قسمة ونصيب وأن العلاقة لم يكن لها نصيب لتمتد أكثر من ذلك".
قالت وقتئذ عن هذا الطلاق هند رستم :"لقد فقد المسرح المصري ثلث قوته"، لكن الثنائي استمرا في أداء بعض الأعمال بنفس الروح، وكان الطلاق كان جسديا وبقيت الارواح متعانقة عاطفيا وفنيا وإنسانيا.
وحين رحل فؤاد المهندس عام 2006، لقيت شويكار معه حتى الساعات الأخيرة، ونعته كاستاذ وحبيب تعلمت منه طيلة عمرها على كل المستويات، وقالت " سأظل طوال عمري حزينة على فنان ملأ الدنيا ضحكاً وسعادة في الترفيه عن شعبه من المحيط إلى الخليج، فهو رفيق وحبيب عمري ولم أعشق غيره طيلة عمري، وعلى رغم انفصالنا لكن علاقتنا ظلت قوية ووثيقة".

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 08, 2014 16:09

أرشيفي السينمائي ..سعاد حسني وأحمد زكي.. مابين الحب والصداقة

كان عبدالحليم عاشقا لسعاد حسني، لكن قصة الحب لم تكتمل، عاصر ها صلاح جاهين يوما يوم من خلال صداقته لحليم وابوته الروحية لسعاد، وبعدها بمايزيد عن 15 عاما كان أحمد زكي عاشقا لسعاد حسني وكان صلاح جاهين حاضرا.
رجلان يحمل كلا منها حزنا عجيبا في عينيه، وامرأة حملت نصف بهجة الدنيا وحدها، وصديق أدرك من الحكمة ما يصيب البشري بالاكتئاب.
بداية اللقاء في فيلم ا"لكرنك"، حين كان أحمد زكي مرشحا للعب دور البطولة أمام سعاد حسني، وجد الفتي الأسمر الدنيا تبتسم له للمرة الأولى، بطلا وأمام سندريلا الشاشة العربية، وما بين ليلة وضحاها، تدير الدنيا ظهرها لزكي ويستبعده المنتج رافضا هيئته، مؤكدا أنه لا يصلح كحبيب للسندريلا، التقطت عينا السندريلا نظرة الحزن في عين بطل فيلمها المستبعد، وربما لمست في قلبها نفس ذلك المكان الذي لمسته يوما نظرة العندليب الأسمر.
وتكرر اللقاء مرة اخرى بعد ثلاث سنوات عام 1978  في  فيلم "شفيقة ومتولي"، اصرت سعاد على أداء زي للدور، وقبل زكي كل الانكماش  في دوره إلي أقصي درجة وأن تصبح "سعاد حسني" هي البطلة الوحيدة فيه، فلم تشاهد "متولي" كما تذكره كل الحكايات الشعبية بطلا للحكاية ، بل مجرد دور مساعد، أيقنت سعاد حسني حينها أصالة نظرة الحزن في عيون الفتى الأسمر.
وبعد ثلاث سنوات أخرى كان اللقاء في "موعد على العشاء"، كان زكي يكسر كل "تابوهات" ادوار البطولة في السينما العربية، وكانت سعاد تؤدي مع محمد خان أحد أدوارها الخالدة، خان الذي قال عنه زكي أن علاقته به علاقة أخوية لأن ما يربطه بمحمد خان حبل سري واحد، نجح الفيلم، بقي ما في العيون تحسه فقط القلوب، النجم الأسمر وضعها موضع النجم الساطع البعيد الذي نحبه دون أن نمسه، والسندريلا وضعته موضع "ريحة الحبايب" الذي يبقى الوجود بجانبه راحة.
وبعد أربع سنوات كان اللقاء الجديد بين نجمين صارا على قدر المساواة، ليؤديا مسلسل "هو وهي"، يتعرضان من خلاله لكل المتاح من أشكال قصص الحب العاطفية، والزواج والطلاق، يكتشف كلا منهما ذلك الحزن المخبوء في روح الأخر، يدرك زكي أن تلك البهجة التي تحملها طلة سعاد حسني ماهي إلا غطاء لمخزون رهيب من الحزن والألم، وتدرك سعاد أن ذلك الحزن المزوي في اركان عيون أحمد زكي ماهو إلا المحرك الرئيسي لموهبته وحياته، كان زكي قد تزوج هالة فؤاد عام 83، وبدأت المشاكل تدب بينهما وصارا على حافة الطلاق.
وعند أقدام صلاح جاهين يدور الحكي والبوح وتتخفف الروح من الأحزان، وتعرف العيون بعض الابتسامات المهاجرة، التي تبقى قليلا ثم ترحل للأبد، انتهى زواج زكي بالطلاق وقال عن أم ولده الوحيد «هو العلاقة الصادقة والجميلة الوحيدة في حياتي»، مرددا رباعية صديقه جاهين:
مهبوش بخربوش الألم وضياع قلبي
ومنزوع من الضلوع انتزاع
يا مرايتي ياللي بترسمي ضحكتي
 يا هل ترى ده وشي ولا قناع
أدرك الفتي الأسمر والسندريلا أن ما بينهما خلق ليبقى، وأن مشاعرهما الدافئة تليق بصداقة تمتد إلى نهاية العمر، لا بانفصال يقضي عليها.
وفي عام 1991 كان لقاء السندريلا الأخير بالفتى الأسمر أمام الكاميرات في فيلم "الراعي والنساء"، لم يحققا النجاح ذاته لأسباب عديدة قد يكون من ضمنها أن ما في العيون صار بعيداً عن القلوب، لكن عندما رحلت سعاد حسني قال أحمد زكي :"لم أحتمل نبأ وفاة سعاد حسني، إنه صاعقة أصابت روحه".
ومن مفارقات القدر الساخرة أن يؤدي أحمد زكي دور العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ في أخر ايام حياته، ليرحل العاشق الثاني بعد أن أوصل رسالة العاشق الأول أن السندريلا كانت محلها "القلب".

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 08, 2014 16:08

أرشيفي الفني ..عمرو دياب وشيرين رضا.....الحب حتى الطلاق وما بعده

آه م الفراق اللي يتفقوا الحبايب فيه يبقوا صحاب
آه م الفراق اللي بنشوف الحبايب ده اصعب عذاب
وياعيني علي اللي كان بيحب التاني أكتر
بيهرب من المكان وبيبقي عذابه أكبر
وياعيني علي اللقا من غير غيرة وعتاب
ده مفيش بين الصحاب غيرة وعتاب
كلمات أغنية كتبها بهاء الدين محمد  وغناها عمرو دياب في البومه "وياه" الذي اصدره عام 2009، تلك الأغنية التي وافق على غنائها بمجرد سماع "الكوبليه" الأول منها دون أن ينتظر نهايتها، دون أن يداعبه لحن ما أو يسمعه من ملحن فيقرر استدعاء شاعر للكتابة عليه كما اعتاد، فقط تلك الأغنية التي لمست قلبه لأنها ذكرته بشيرين رضا حب حياته - على حسب تصريح أحد المقربين-.
*****
كانت نهاية خطوبة قصيرة تصاحبها مصاعب بداية الطريق لمطرب شاب في بدايات الثمانينات تعني ألاماً لا تحصى، خاصة عندما كان يسكن في شقة يملكها منتج ألبومه الأول زياد فقوسة في حي  العجوزة خلف مسرح «البالون» لا يملك سوى الحلم الذي رفضه والد خطيبته وأنهى العلاقة نتيجة لضعف قدرات ابن بورسعيد المادية.
وذات صباح بينما كانت الشابة شيرين رضا التي تسكن في عمارة مجاورة تقوم برحلتها الصباحية ما بين شقتها والمسرح الذي يقدم فيه والدها مسرحية  «الشخص» من بطولة الفنانة عفاف راضي، حيث تعمل كمساعدة مخرج تحت التدريب، التقطتها عيون عمرو دياب لتسكن روحه طويلا بعد ذلك.
وصارت متابعته لها يوما طقسا ثابتا يساهم في تخفيف ألامه، ويزيد تعلقه بها، وكعادة الدنيا في التآمر لصالح العشاق رشحته إحدى الوكالات الاعلانية ليشارك في تمثيل اعلان من اعلاناتها وكانت الصدفة والمفاجأة المدهشة ان تشارك شيرين التمثيل في هذا الاعلان، تعارفا، لكن الشابة غير المهتمة بالفن كانت تسعد للسفر غلى الولايات المتحدة لدراسة  تصميم الأزياء وكانت زوجة عمها الفنان فريدة فهمي تدرس الدكتوراة في ذلك الوقت هناك.
وعندما عادت كان عمرو دياب قد وضع خطواته الأولى على سلم النجومية بألبوم "ميال" الذي حقق مبيعات ضخمة وقدمه كأحد نجوم الموجة الشبابية الجديدة، ولأن الدنيا ما زالت مُصرة على بذل مجهود لنجاح تلك العلاقة، دُعي عمرو دياب لإحياء حفل خطوبة احدى صديقات شيرين رضا في فندق الهيلتون، أنهى فقرته وترك كل شيء ليتحدث معها ووليبدى لها اعجابه الشديد بها، وابدت هي اعجابها بأغنياته، ولم يفوت عمرو بذكائه المعهود فرصة التعرف على والدها في تلك الليلة والحصول على دعوة بمرافقتهم في رحلة إلى مزرعة ريفية في اليوم التالي.
وفي الصباح اصطحبها في سيارته معاودا هوايته القديمة في تأملها كل صباح، وخلال الطريق روى لها كل شيء عن نفسه حتى مشاعره، التي تقبلتها بخجل وسعادة، وفي المزرعة طلب يدها من والدها الذي لم يندهش وطلب موافقتها التي كانت حاضرة، نجحت الدنيا وأثمر مجهودها عن خطوبة العاشقين.
وخلال فترة الخطوبة قامت شيرين ببطولة فوازير رمضان وكان هذا عام 1989، بناء على ترشيح المخرج الراحل فهمي عبدالحميد وهو ما لم يسعد عمرو كثيرا، الذي كان يرى أن زوجته المستقبلية مكانها المنزل - على حسب تعبيره فيما بعد -.
ومع سطوع نجم المطرب الشاب، ووصوله لقمة الأغنية الشبابية كانت مصر كلها تتحدث عن الحب والزواج الأسطوري ما بين معبود المراهقات وفاتنة الشباب الشقراء.
لكن عمرو دياب الحريص دائما على ابعاد عائلته عن عيون الإعلام نجح في قضاء فترة زواجهما الأولى في حب هائل وسعادة بالغة حتى أنجبا ابنتهما «نور»، لكن سرعان ما بدأت الخلافات نتيجة الاختلاف الشخصي بين الطرفين، ذلك الاختلاف الذي يصبغه الحب بصبغته في البداية والتي ما إن تنقشع حتى تسبب المشاكل.
لتنتهي قصة الحب الرائعة القصيرة الخاطفة بالطلاق، الذي لم يستوعبه بعض المقربين حتى قال عمرو دياب في تصريح لمجلة "الكواكب" عام 94 : «كانت المرأة الوحيدة في حياتي هي أمي.. كانت تحترم والدي الى أقصى درجة.. وكانت بالنسبة لي هي النموذج للمرأة بطيبتها وتسامحها وتفانيها في خدمة بيتها وتقديسها للحياة الزوجية.. وربما كان ذلك احد أسباب فشل زواجي من شيرين رضا» .
لم تكن شيرين رضا أما لعمرو دياب ولكنها كانت عاشقة، لكن بعض الرجال الشرقيين مازالوا عاجزين عن التفريق بين دور الأم والحبيبة.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 08, 2014 16:06

December 27, 2013

سأخبر الله بكل شيء

يهرع سريعا بمجرد سماع صوت انفجار دانات المدافع التي أخذت تنتشر في حيه السكني، يصرخ في خوف شديد بحثا عن أمه، يدخل غرف المنزل الواحدة بعد الأخرى، وما من مجيب.
تختلط دموعه بحبات عرقه التي سالت رغما عن برد الشتاء، يرتجف من الخوف والبرد في ان واحد، ويعجز صراخه عن الارتفاع عن صوت الانفجارات.
يغادر الشقة مسرعا كما علمه والده الراحل قبل وفاته متأثرا بانفجار مشابه، يتعثر في السلم ويسقط على راسه.
يصرخ مجددا من الألم، ينهض رغما عنه، ويختلط الدم بذلك الخليط من الدموع والعرق.
يرتجف اكثر فاكثر رغم الجري بأقصى سرعة لديه.
يردد دون وعي أسماء والدته وأخوته ووالده الذي رحل، ولا تدوي في أذنه سوى أصوات الانفجارات.
تختل الرؤيا مع قسوة الفزع، وذلك اللهاث الذي أخذ يسحب انفاسه من كثرة الركض.
يقف للحظة، تخترق صدره شاظية فيسقط على الأرض مكانه.
يتنفس بعمق للمرة الأولى ويخفت صوت الانفجارات، يشير لعابر قائلا وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة رغم سنوات عمره التي لم تتخطى 10 سنوات
- سأخبر الله بكل شيء
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 27, 2013 09:48

December 16, 2013

أرشيفي الفني .. ما يروى عن «مازنجر» و«جرندايزر» قبل ظهور «أوميجا»

كان الفنان "جو ناجاي" سعيدا بنجاح "مازنجر" في اليابان، كان يكسر تابوهات كل قواعد فنون الطفل بأول شخصية من شخصيات السوبر روبوت بقيادة الشاب الغاضب دائما "كوجي" الذي حارب Dr.Hell  الشهير بأبي الغضب ورجاله الفضائيين - خالصو الشر - الذي هاجموا اليابان - وكأنه ينتقم من جيوش الحلفاء التي ضربت بلاده بالقنابل النووية- ، وخلال  92 حلقة بثتها شبكة "فوجي تيليفجن" اليابانية في اليابان في الفترة من ديسمبر 1972م حتى سبتمبر 1974م، خاض "مازنجر" معاركه منتصرا رغم عجزه عن الطيران، ومع نهاية حلقاته قدم صانعه فيلما بعنوان "جريت مازنجر" قدم فيه السوبر روبوت الجديد الذي يقوده "تتسويا كابوتو" (أخ كوجي بالتبني) و قدم فيه أبو "كوجي" الدكتور "كابوتو" الذي اخترع "الجريت مازنجر" من معدن اقوي، والذي يحارب جماعة من  الأشرار تنتمي إلى العالم السفلي، والذين يريدون أيضا السيطرة على العالم بقياده "اشورا دانشوكن" (جنرال الظلام العظيم)، وسافر "كوجي" إلى الولايات المتحدة للدراسة في "ناسا"، وتم وضع "مازنجر" في المتحف الوطني تكريما له ولصانعه.

ثم يقدم "جو ناجاي" مسلسله الثاني "جرندايزر" والذي تدور قصته حول  "يوفو" الآلي العملاق الذي يقوده "دوق فليد"، أمير كوكب فليد الذى دمرته قوات نجم فيجا المتحالفة (لاحظ تشابه هذا التحالف مع الحلفاء الذين دمروا اليابان في الحرب العالمية الثانية)، ثم  يهرب دوق فليد بآلته جريندايزر إلى كوكب الأرض، وهناك يتبناه الدكتور آمون مدير مركز أبحاث الفضاء ويعطيه اسم دايسكي، ثم يأتي الدور على كوكب الأرض لتغزوه قوات فيجا، ويصبح على "جريندايزر" التصدي لهم، تتطور الحلقات شيئا فشيئا ويكبر فريق "جريندايزر"، حيث يساعده في الحرب كل من "كوجي" بطل السلسلة السابقة وقائد "مازنجر" الذي عاد من الولايات المتحدة، و"كابوتو" و"هيكارو ماكيبا" وأخته "ماريا" التي يتضح فيما بعد أنها استطاعت الهرب من "فليد" قبل دماره، ويقود كل منهم سلاحا طائرا من ابتكار الدكتور آمون.

يطور "جو ناجاي" شخصية أشراره هذه المرة، فنرى للمرة الأولى جوانيا طيبة فيهم، "فيجا" الكبير يحب ابنته "روبينا" ويظهر أبوة حنونة تجاهها، والقائد "جندال" كان وفيا ومخلصا لقائده "فيجا "الكبير  وقتل نصفه الأنثوي بعدما تأكد من خيانته، وأبدى الوزير "زوريل" حزنا عميقا على ابنه "زوريل" الصغير، وكان القائد "جوس" يذكر باستمرار اخته وأزهار وطنه.

لكن المسلسل الذي تم عرض 74 حلقة منه لم يلاقي نجاحا يذكر في وطنه الأم في اليابان، رفض الأطفال اليابانيون أن يشاهدوا بطلهم "كوجي" ابن بلادهم يؤدي دورا ثانيا خلف "دايسكي" ابن الفضاء، فقام الشركة المنتجة بدبلجة المسلسل إلى باقي اللغات وتم حذف الارتباط بين "مازنجر" و"جريندايزر" وتم تقديم "جريندايزر" كمسلسل منفصل لا وجود فيه لشخصية "مازنجر" داخل المتحف الوطني، وباللغة العربية في لبنان تم دبلجة المسلسل ليحصل فيه "كوجي" على اسم ماهر ، لهذا ظن الكثيرون أن "مازنجر"  مجرد تقليد لجريندايزر، بل وظهر بعده لأنه عرض في الوطن العربي بعد نجاح "جرندايزر" رغم أنه أنتج قبله.

اللطيف أن صناع المسلسل وعلى رأسهم "جو ناجاي" صنعوا حلقة خاصة، يستولي فيها الأشرار على "مازنجر" من المتحف ويحاربون به "جرندايزر"، لكن إصرار المستوردين والانتاج على فصل المسلسلين عن بعض منع المشاهدين العرب من مشاهدة تلك الحلقة حينها.

ليبقى كلا من "مازنجر" و"جرندايزر" ابطالا لن تنسى في ذاكرة أطفال السبعينات والثمانينات، قبل أن يظهر الفريق "أوميجا" ذو السيف الأحمر عام 2013.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 16, 2013 09:00

أرشيفي الفني .. عادل إمام الذي لا يعرفونه

يعاني مثقفو مصر من حساسية شديدة تجاه كل فن أو فنان تحبه الجموع وترى فيه فنانا يعبر عنها ويقدم فنا يمثلها، ويعتبرون هذا mainsteream سيء السمعة لا يليق بثقافتهم وانفصالهمعن مجتمعهم، هذا تقريبا ماحدث مع الفنان عادل إمام، صاحب التجربة الإنسانية والفنية الفريدة في الصعود من القاع للقمة والاحتفاظ بالقمة لسنوات طويلة، الذي اعتبره المثقفون - خاصة بعد مواقفه السياسية - فنانا بلا قيمة وعشقه العالم العربي ونصبه زعيما فنيا لا ينازعه أحد على عرشه، وحيث أنه لا زعامة في الفن ولا نجاح واستمرارية بلا موهبة يبقى مشوار عادل إمام حلا للغز الخلاف.
****
"أن تقضي طفولتك في حي السيدة زينب في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، فلابد أنك مع التحول الرهيب في مصر في هذه الفترة ستكتسب كل مؤهلات ابن البلد الحقيقي".. لا يمكن لفنان قضى طفولته وشبابه في أحد أعرق الأحياء الشعبية ألا يستطيع معرفة المزاج الشعبي العام، ويدرك من خلال ثقافته الذاتية كيفية تحقيقه وهو ما بدا واضحا في مسيرة عادل إمام، الذي قدم في السبعينيات ما فرضه عليه المنتجون خلال مرحلة الوصول إلى القمة، مستغلا قدرته اللامحدودة على الإضحاك في عصر الانفتاح حين كان الضحك للضحك وسيلة وغاية، وفي ثمانينيات القرن الماضي وبعد الغزو السينمائي الأمريكي عقب "كامب ديفيد" قدم إمام مجموعة من أفلام الحركة راسما للشعب المتلهف على بطل صورة البطل الشعبي الذي يستطيع الوصول إلى حقه عن طريق قبضة يده، منافسا نجوم أفلام الحركة في هوليوود  مثل "سيلفستر ستالوني" و"فان دام"، لم يهتم ساعتها عادل إمام بأن يصنع لنفسه جسدا يشبه أجساد أبطال أفلام الحركة الأمريكان أمام شعب كان أقصى طموحه في تلك المرحلة هو الخروج من "عنق الزجاجة" اقتصاديا، فقط كان هذا الشاب القصير خفيف الدم صاحب النظرة المعبرة للغاية بجسده النحيل غريب التكوين ممثلا عن ملايين الشباب الذين كانوا لا يتوقفون عن التصفيق له كلما انتصر في معركة من معاركه على أعدائه الأشرار الذين يسلبون حقه، كان عادل إمام تفريغا حقيقا لغضب الأغلبية الداخلي.
****
ويبقى الأكثر غرابة على الإطلاق أن يقدم عادل إمام افلاما مثل "الحب في الزنزانة" و"الحريف" و"حتى لا يطير الدخان" خلال الفترة ذاتها، وهي أفلام هامة في التاريخ السينمائي المصري والعربي ككل، ظهرت فيها موهبة عادل إمام التمثيلية في أبهى صورها، دون الحاجة لممارسة الألعاب الجماهيرية المحببة، وينتمي عادل إلى مدرسة تمثيلية خاصة تستخدم تعبيرات ملامح الوجه في توصيل أدق التفاصيل للمشاهد، ولا ينكر أحد أنه ناظر تلك المدرسة واستاذها، حيث يملك إمام قدرة غير عادية على تحريك ملامح وجهه والتعبير بها عن كل الحالات في سلاسة ويسر مبهرين.
كذلك قدم عادل إمام في التسعينيات مجموعة من أهم أفلامه وهي "الإرهاب والكباب" و"المنسي" و"الإرهابي" و"طيور الظلام"وسبقهم بـ"اللعب مع الكبار" في تحد واضح لنمط السينما التي كانت تلفظ أنفاسها خلال العقد الأخير من القرن الماضي من خلال اكتساح افلام الحركة والمخدرات والإغتصاب للسينما، لعب مع كاتبه المفضل وقتها وحيد حامد والمخرج شريف عرفة على تشريح الكجنمع المصري زأزماته الإجتماعية والسياسية، وكان نجاحه تجاريا إشارة إلى فنان يعرف طريقه جيدا، ومازال قادرا على قراءة المزاج الشعبي جيدا.
****
مع بداية الألفية الجديدة، واكتساح المضحكين الجدد، كان عادل إمام الذي روج البعض إلى نهايته يعرف - كالعادة - طريقه جيدا، وبقدرته غير العادية على قراءة المزاج الشعبي وإدراك المرحلة العمرية التي وصل إليها قدم مجموعة من أجمل افلامه الكوميدية من خلال دور الاب مثل "التجربة الدنماركية" و"عريس من جهة أمنية"، و"مرجان أحمد مرجان" ونجح من خلالها في مواجهة نجوم الجيل الجديد الذين تساقطوا واحدا بعد الأخر دون أي استمرارية.
وكان الفشل الذي واجه إمام في فيلم "بوبوس" علامة جديدة على أن البطل مازال قادرا على قراءة المزاج، ودون عناد أو مكابرة، نقل غايته وطريقه إلى الدراما التليفزيونية محققا نجاحات أخرى، بعد أن توقف عن تقديم السينما والمسرح الذي كسر فيه كل الأرقام القياسية باستمرار عروضه لسنوات طويلة.
*****
"إثارة الخلاف حولك .. في حد ذاته موهبة إن لم يكن مصطنعا"... لهذا يبقى هذا الشاب الذي لفت أنظار أستاذ الكوميديا الراحل فؤاد المهندس وعمل معه ومن خلال مسرحه، ثم قبل بعدها أن يعمل معه الكبير في أدوار ثانية، حالة فنية مختلفة ورائعة، ويبقى كذلك إحدى حلقات مسبحة الكوميديا الجميلة بعد نجيب الريحاني وعلي الكسار وإسماعيل ياسين وفؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي، تراكا علامات على الطريق لا ينكرها محق، وتقول الاسطورة  أن البقاء على القمة يقتل، لكن فنانا بحجم وموهبة عادل إمام انتصر على تلك الأسطورة وبقى حيا ضاحكا مضحكا، وفنانا رائعا بعيدا تماما عن أي تقييم سياسي أو شخصي لفنان علاقة الجمهور به يجب ألا تتعدى الشاشة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 16, 2013 08:59

أرشيفي الفني ..حمزة علاء الدين..الموسيقي الذي سكن النغم

قد يروي التاريخ بعد 100 عام من الأن أن قلب النوبة الذي شكن مصر دُفن في تلال ضاحية "نافاتو"- Navato ، إحدى الأطراف الشمالية في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا في عام 2006، حيث دفن حمزة علاء الدين قلب السلم الخماسي النابض.
ذلك المزمار النوبي الذي اخترق العالمية بالفعل بموسيقاه عندما طرحت له شركة "Vanguard"، إحدى كبريات شركات الإنتاج الموسيقي أول إصداراته بعنوان "موسيقى النوبة" عام 1965، ثم أسطوانته الثانية باسم "إسكاليه" أي "الساقية" بالنوبية عام 1971، ويضع الموسيقى التصويريّة لعدد من الأفلام الأمريكيّة أهمّها فيلم “The Black Stallion” للمخرج فرانسيس فورد كوبولا عام 1979.
*****
في توشكى حيث تتراص البيوت البيضاء المكونة من دور واحد على مسافات متقاربة وليست حميمية، حيث تستطيع الشمس مداعبة كل غرفات المنزل الفسيح، ولا تتلصص العيون بقدر المسموح نشأ حمزة طفلا وخاض مراهقته في النوبة القديمة بكل تراثها الثقافي والموسيقي، لكنه دائما ما وجد نفسه منجذبا إلى آلتي العود والطار النوبية، وكأنه لم ينس أبداً أن صوت تلك الألات هو الوحيد الذي بقى في خلفية غرق قريته عام 60، حين غادرها مع أسرته بعد انشاء السد العالي.
رحلت الذكريات والمشاهد، ودفء الأمكنة وبقيت النغمات تحمل في أثيرها عبق ذكرياته.
وفي القاهرة حين جاء حمزة علاء الدين إلى القاهرة لدراسة هندسة الكهرباء بجامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليا) ليعمل بعدها بسكك حديد مصر، بدأ دراسة الموشحات في معهد إبراهيم شفيق للموسيقى ثم ألتحق بعده بمعهد الملك فؤاد للموسيقى الشرقية (معهد الموسيقى العربية الآن) لدراسة آلة العود والموسيقى العربي، كان وجوده في سكك حديد مصر إشارة لاعتياد السفر وكسر حدته لدى من تعلق في بالأرض وكره الغربة، وكانت هجرته الأولى من أجل سد عالي قد كسرت سدا قديما لدى روحه بالتمسك بالأرض.
وفي أول فرصة لدراسة الموسيقى وسكنى أرضه من جديد خلال نغمات السلم الخماسي سافر حمزة علاء الدين إلى إيطاليا، للدراسة في أكاديمية سانت سيسيليا بروما، والتي حصل بعدها على منحة لدراسة الموسيقى الغربية في الولايات المتحدة الأمريكية.
*****
كان حمزة علاء الدين يعود إلى الوطن كلما احتضن الدّف (الطار) النوبيّ، وربما كان الطار نفسه يسكن وطنه عندما تلامسه يدا حمزة فتخرج منه الأصوات المتفرّدة التي تصدر من القرع على مختلف أقطاره الدائرية، ليكسر رتابة كونه مجرد ألة إيقاع، مؤكدا أنه عندما تتداخل إيقاعاته الثلاث الأساسيّة (يقوم الغناء النوبي على إيقاع ثلاثة دفوف) يخرج جملاً موسيقيّة كاملة ذات نفاذ وتطريب عاليين، وبالذات على يد المغني الأوّل الذي تتكئ موهبته الغنائيّة، إلى جانب قوّة صوته، على تمرّسه وقدراته على تطويع كفه وأنامله في القرع على الجلد المشدود، ثم أسلوبه في معالجته للطّار.
كان النوبي العاشق يعمل أستاذاً للموسيقى بجامعة أوستن بولاية تكساس، وكان شاغله الشغل الغوص في كل مقامات الموسيقى العربية ومتابعة جديدها وقديمها للخروج بتفاصيل الموسيقى المصرية الاصيلة التي صنعها الأجداد، وفى الثمانينيات أقام حمزة لفترة في اليابان حيث كان قد حصل على منحة دراسية لدراسة أوجه الشبه بين آلة العود الشرقية وآلة بيوا اليابانية وهى آلة تشبه العود، حيث التقى بزوجته اليابانيّة التي اتخذت الاسم النوبي الشهير "نبرا" (وتعني الذهب الخام بالنوبيّة)، وهي موسيقيّة قاسمته حياته حتى وفاته...فقط في كل مرة لم تهمه أرض السكن، كانت موسيقاه وطنا يحميه من الشجن.

 *****
يقول المختصون أن أعظم ما تركه لنا حمزة علاء الدين، فضلاً عن إبداعاته الفنيّة المتمثّلة في أعماله الموسيقيّة والغنائيّة، هو أن الإيقاعات النوبية ومعظم الفولكلور الغنائي النوبي صارتا معلماً بارزاً في علم الموسيقى الأثني، وهي مدونة في "Note" موسيقيّة علميّة ضمن مناهج التدريس في مختلف المعاهد الموسيقيّة والجامعات العالميّة، إضافة إلى الرقصة النوبيّة الجماعيّة المعروفة بـ"أولن أراقيد" .
إلا أن عاشق الفن الذي عمل يوما كومبارسا ضمن مجاميع فيلم "كليوباترا" الشهير (1963) بروما فقط من اجل الفن، والذي ترك لنا 14 أسطوانةً، كانت حياته سيمفونية موسيقية خاصة، وهو الذي يبدأ يومه صباحا عقب الإفطار بارتجال موسيقى "الجاز" بحثا عن السعادة.
وحين عاد إلى مصر في زيارته الأخيرة عام 2000 لحضور ندوة في دار الأوبرا، لم يستشعر الفنان النوبي متعة العودة للوطن، فقط أنهى مهمته وعاد مرة أخرى للولايات المتحدة لسكنى الطار والعود، ونغمات السلم الخماسي، وإلتهام أكبر قدر ممكن من الموسيقى التي تملأ روحه، بنفس الروح الصوفية التي ورثها من أجداده الصوفيين.
وقبل الرحيل حين اشتد الخلاف حول جنسيته قالها: "أنا نوبي في المقام الأوّل، ولكنّني أيضاً مصريّ سودانيّ بذات القدر والمقام، وإيطالي أمريكي ياباني بسبب أنني عشت في كل هذه البلاد. لقد كنت موسيقيّاً نوبيّاً أعزف وأغني لأهلي النوبيين، وإلى الآن ما زلت ذلك الموسيقي النوبي الذي يعزف ذات الأنغام والترانيم الموسيقيّة للعالم أجمع".
رحل حمزة ودفن جسده في الولايات المتحدة وبقيت روحه نغمة نوبية صارخة راقصة تدور العالم بحثا عن الوطن.



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 16, 2013 08:57

December 12, 2013

التهمة ثابتة عليك ياعلاء

مش بسأل نفسي إن كان بردان ولا دفيان
سجانه جبان
وإذا حبسه ف قمقم زي الجان
الحُر لا يوم ابدا يتهان
ولاتحبسه يوم ابدا قضبان
الفكرة دايما ياحضرات
مايهزمهاش إنسان
****
وعلاء مسجون تهمته حرية
وجريمته ثابتة..ومعروفة
بينادي.. عدالة إجتماعية
وشهود الإثبات حاضرين
جنرال سفاح وحكومة غبية
الحق في دولتهم ممنوع
والحرية فيها قضية
****
والجنرال دايما مشغول مهموم
على كتفه ليه..مطفية نجوم
ونسره ليه باين مقسوم
بمقص الكتف صباح اليوم
ومرايته غبية ونفرية
لما سألها مين هو الأحلى
ردت قالت
المسجون المظلوم
*****
قلبي معاك ياعلاء في البرد
بس أنت قدرك زي الورد
ميطيقش ظلام خيم ع الأرض
وف دولة حكم الفرد
وعبادته وكأنها فرض
مالكش مكان غير جوه السجن
حيبقى أمان

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 12, 2013 04:32