أسامة الشاذلى's Blog, page 30

April 4, 2011

سلفيو اليوم ..... خوارج الأمس!!


التقى الجيشان على أرض المعركة، على بن أبي طالب يقود جيش الحق، ليطالب معاوية بن أبي سفيان الذي يقود الجيش الآخر بالبيعة، والاعتراف بخلافة على بن ابي طالب وإمارته على المسلمين، ويلوح النصر لجيش الحق، حين كان الحق يبذل أخر محاولاته للإنتصار، حين كان مواطناً وليس غريبا طريدا.
يشير عمرو بن العاص لمعاوية برفع القرآن على آسنة الرماح والمطالبة بتحكيمه، إنقاذا لجيش يتمزق وينهزم، فيرفع جيش معاوية المصحف، وتخرج فئة من جيش علي لتجبره على قبول التحكيم، يرفض الامام أولا ثم يضطر للموافقة، وترفض نفس الفئة نتيجة التحكيم الذي قبله علي بن ابي طالب إيمانا بالعهد، ولا تكتفي برفض النتيجة بل تذهب إلى تكفير رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، والطريف أن تلك الفئة التي باعت جيش الحق قد كفرت علي وحاربته بعد ذلك في عدة معارك منها معركة "النهروان" ومعركة "الدسكرة" وغفرت لمعاوية وعمرو، واتخذت لنفسها منهجا وشريعة خاصة، ليعرف فجر الاسلام اول فرقه باسم "الخوارج".
قبل أن تخرج بعد ذلك على الدولة الأموية وتثور ضدها عدة مرات.
وقد قال فيهم رسول الله في حديث ذكره صحيح البخاري : أنه قيل للصحابي الجليل سهل بن حنيف الأنصاري رضي الله عنه: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئا؟ قال: سمعته يقول، وأهوى بيده قبل العراق: يخرج منه قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرَمِيّة.
وهم الذين حدد الامام على بن ابي طالب معاملتهم بقوله " .. إلا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا : لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا "
وهم يشبهون تماما فرقة السلفيين في هذا العصر، الذين خرجوا الأن عن ثورتنا ليطالبونا بالاستماع إليهم بل والانقياد لهم، وإلا كفرونا تماما كما كفر الخوارج كل من خالفهم، وكما باع الخوارج جيش الحق يوما يبيع السلفيون هذه الأيام ثورة الحق في بر مصر لمصلحتهم الشخصية، فيطالبون بالعجيب والغريب من أحكامهم المتشددة التي استوردوها من "الوهابية" في أرض الحجاز ليفرضوا علينا إسلاما ليس لنا، ورحمه الله الامام الشافعي عندما غير منهجه بالكامل ما بين العراق ومصر لان ما يصح في بغداد لا يصح في المحروسة ولا ينطبق، وهذه الميزة المطلقة للدين الاسلامي بصلاحيته لكل العصور والاقاليم.
وكما انشق الخوارج وحاربوا الطوائف وحاولوا تمزيق الدولة الاسلامية، ينقض هذا الفصيل الوهابي من السلفيين الان على الأضرحة وعلى الاقباط لينكلوا بهم ويحرقون مقابر المسلمين محدثين بهذا سابقة ليس لها أي اثر في السلف.
الخوارج يخونون الحق، ويحكمون بما أرادوا، والجناح الوهابي في زمرة السلفيين يخونون الحق ويحكمون بما يريده شيوخ الصحراء الذين قال فيهم يوما الامام الغزالي " اخشى ما أخشاه على الاسلام شيوخ الصحراء" .
أعزائي سلفيو هذا العصر الذين حرموا الخروج على الحاكم في مصر يوما، وحرموا التظاهر يوماً أخر، ثم احتفلوا بنجاح الثورة، قبل أن يحرموا التظاهر في المملكة العربية السعودية - حسب فتوي شيخهم محمد حسان - وكأن الريشة التي على رأس الملك عبدالله تمنحه الحق في الحكم دون إصلاح، وكأنه أفضل من سيدنا عمر بن الخطاب الذي قال له الصحابة يوما " إن أخطأت قومناك بحد السيف".
الخوارج ظنوا يوم خرجوا أنهم سيدخلون الجنة وحدهم، كذلك وهابيو السلفيين يعتقدون أن الجنة حكراً عليهم.
وتبقى في النهاية شهادة أحد شيوخهم عليهم الشيخ "بن باز" الذي قال : بعض تصرفاتهمقلة فهم ؛ لأنهم ما فهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي ، وإنما تحملهم الحماسه والغيرة لإزالة المنكر على أن يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزلة ، حملهم حب نصر الحق أو الغيرة للحق ، حملهم ذلك على أن وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي كما فعلت الخوارج ، أو خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المعتزلة .
ويبقى الفارق الوحيد أن الخوارج خرجوا على كل حكام عصرهم، بينما اتبع السلفيون كل حكام عصرهم مهما كان فسادهم وطغيانهم، حتى قامت الثورة.
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا خوارج العصر.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 04, 2011 13:56

March 28, 2011

March 26, 2011

أكاليل الغار.... عفواً العار


الثورة تشتعل بين ربوع مصر وخاصة القاهرة والاسكندرية والسويس، يسرع مبارك حينئذ للدفع بالحرس الجمهوري لتأمين مبنى التليفزيون، وبعض المباني الحيوية في البلاد، مطالبا طنطاوي بدفع أعداد قليلة من الجيش العامل لتأمين باقي المناطق الحيوية يوم 28 يناير - وقد تم هذا بوحدات قليلة جدا على عكس احداث الامن المركزي عام 86 خوفاً من اتحاد الجيش مع الشعب، وانقلاب الضباط الأصاغر مع وحداتهم الفرعية على القيادة العسكرية -.
بتوالي أحداث الثورة يجد طنطاوي ومجلسه العسكري بالكامل بين طرفي الرحى، مبارك من ناحية تطالبهم بابادة الثوار، واطلاق النار حتى أخر رمق، وناحية اخرى من تقارير قدمتها أجهزة التحريات والمخابرات الحربية بتوقع انقلاب وعصيان عام للاوامر من قبل الضباط الأصاغر في حالة صدور أوامر بضرب النار، مما قد يدخل البلاد في دوامة تطيح أول ما تطيح بالمجلس العسكري لتتم محاكمة أعضائه كمجرمي حرب.
ثم يأتي قارب النجاة على هيئة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترغب وبشدة في ازاحة مبارك عن الحكم، بعد أن أفقده الشعب أهم مزاياه، ككلب حراسة أمين للمارد الأمريكي، فيتعلق المجلس العسكري بالرغبة الأمريكية وبعد مفاوضات قصيرة للغاية، يقرر المجلس الموقر عزل الكارت المحروق، وإجباره على التنحي رغما عن ارادة المحيطين به، وارادته الشخصية التي يتذكرها أحيانا حين يفيق من الزهايمر.
ويبدأ المجلس العسكري مرحلة جديدة، مكللاً بأكاليل الغار التي وضعها الثوار على رأسه، قبل أن يهرع "حزب الكنبة" الأعظم بتنصيبه حامياً لمصر وبدء التبشير بديانته، في طول وعرض البلاد.
ولكن البطل المزيف، صاحب الصفقة لا يعرف ماذا يفعل، تتجاذبه أطراف عدة، ما بين المطلوب فعله لايصال مصر لبر السلام و ولاء لنظام سقط، كان جزء لا يتجزء من ساقية الفساد فيه، لدرجة أن كل كفاءات القوات المسلحة تم ابعادها عن المناصب القيادية، خوفا على المنصب الأكبر، وصار الاختيار يتم للاكثر ولاء، ليصبح المجلس الاعلى العسكري نبتاً لبذرة فساد، زرعت بيد ضمير خرب، في أرض طيبة فترعرعت.
ومن المثير للدهشة أن يظل البعض يبشر بهذا المجلس، على الرغم من بقاء صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي دون مساس، ويبقى مبارك معززا مكرما في احد القصور الرئاسية في شرم الشيخ تحت حراسة الحرس الجمهوري، بل ويقوم بالاشراف على صيانة هذا القصر كبير مهندسي الرئاسة، ويبقى أسامة سرايا وأمثاله من داعري الكلمة على رأس الصحف القومية، ويبقى المناوي واتباعه من أصحاب الرايات الحمر في التليفزيون الرسمي.
وكأن المجلس العسكري قد قبل التضحية بالأقل قيمة، ماذا يساوي جرانة والمغربي، أو حتى أحمد عز أمام الأساطين واللاعبين القدامي، بل وحتى حبيب العادلي نفسه، والذي تم التضحية به لأنه لا مناص لتركه طليقا - وان كان هذا على عين المجلس العسكري - وصارت المحاكمات على هو المجلس الموقر يحاكم من يريد، ويؤجل الجلسة تلو الأخرى، يساوم رجال أعمال بالدفع أو الحبس كأني نخاس في أي سوق، دون أن يرفع عينه في وجه عصابة الـ 40 حرامي ورئيسهم على بابا مبارك.
ورويداً رويداً ينفد صبر المجلس المكلل بالغار، تتواصل اعتداءات الشرطة العسكرية الأثمة على ثوار مصر الأحرار - بالمناسبة الشرطة العسكرية تفوق الشرطة المدنية في قذارتها واسألوا أي مجند عنها وعن أعدادها التي تمت مضاعفتها لأربعة أمثال منذ تولي المشير طنطاوي وزارة الدفاع مع تقلص عدد القوات المقاتلة ونسب الاستكمال - ويعتذر المجلس في المرة الأولى، فيردد "حزب الكنبة" أيات الشكر والعرفان، عن اعتذار ساذج يتحدث عن رصيد وهمي، صنعه هؤلاء الضباط الشباب، الذين ينتمون لنا كشعب.
وينشغل مجلسنا العسكري باخراج القاتل عبود الزمر من محبسه، ويقوم وبالأمر المباشر بتسويقه عبر شاشات الفضائيات، لبث الرعب في نفوس المصريين، الثوار قبل حزب الكنبة، وبتحديد موعد الاستفتاء يترك الجيش الحبل على الغارب للكل حتي يدلي برأيه، ويطلق السلفيين على فضائياتهم وفي الشوارع والقرى والنجوع ليطالبوا الناس وللمرة الاولي في تاريخهم بالتصويت بنعم لحماية الدين الاسلامي، ويحصل ائمة المساجد على أوامر مباشرة بتحريض الناس على التصويت بنعم في الاستفتاء حرصا على الدين الاسلامي، وجهادا في سبيل الله، بل ويتم دفع الكنيسة للتحريض على التصويت بـ"لا" لتكتمل الصورة، ويتحول الاستفتاء الى معركة دينية ينتصر فيها الأغلبية، ويكون سلاحا هذه المعركة السلفيون والكنيسة، أشد أتباع النظام السابق إخلاصاً.
وهكذا يجد الثوار أنفسهم ما بين بشارة كبرى بدولة دينية قاتمة قادمة في الآفق، ويجد "حزب الكنبة" مبررا جديداً للهلع والخوف، وتتشتت الرؤى والأفكار، وينشغل الكل بالكل، وتتوالي العديد من الأزمات التكتيكية، والحرائق المتعمدة، لتزيد التشتت والانقسام.
والبطل المزيف ينفرد وحده بالبطلة، منتظرا أن يرتمي الملايين تحت أقدامه لإنقاذهم من حكم السلف والأخوان، منتظراً المزيد من أكاليل الغار، لانقاذه مصر للمرة الثانية.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 26, 2011 06:34

March 23, 2011

January 21, 2011

إجهاض


تتوقف الحافلة عند تلك المحطة المظلمة في طريق المطار.
يغادرها صاحبنا في هدوء مهتماً بتلك الحقيبة البلاستيكية الصغيرة التي يحملها في اهتمام بكلتا يديه .
يتلفت حوله كثيراً في قلق ، يعبر ذلك السور السلكى المتهالك، ثم يمد يده ليمسح الدموع المتساقطة من عينيه ،بعد ان حجبت رؤيته و أخفت عنه هدفه .
يعود لالقاء نظرة سريعة خلفه ، و يوغل فى اتجاه الصحراء .
يتوقف قليلا ..يتلفت حوله ثم ينحني ليجلس على الارض ، يضع الحقيبة بجواره ، ثم يبدأ بالحفر فى صمت معتمداً على ضوء القمر الشاحب .
تختلط دموعه برمال الصحراء التي تلتصق بيديه فلا يبالى ... ويستمر بالحفر.
يخرج ما فى الحقيبة يتأمله لحظات في صمت ، يعلو صوت بكائه حتى يغزو صمت الصحراء ، يضع ما في يده برفق في حفرته.
يتذكر سريعاً مراسم الدفن .... ينسى الكثير، يوسده التراب ، يُغسَله بالدموع.
يبكى أكثر و يستغفر الله كثيراً.
يقوم بإهالة التراب على ما وضعه ، يسجد حتى تلتصق جبهته بالارض ، يدعو في خشوع : يارب اغفرلي و ارحمني ، وإن لن ترحمني وأنا أستحق ذلك، فعذبني بعذاب أهل الأرض جميعا .......
ينهض مسرعاً ليغادر المكان ناسياً حتى ان ينفض غبار الصحراء عن وجهه، وصورة حزينة خانقة تتأرجح في مخيلته ، لحبيبته تبكى بين ذراعيه من الألم والخجل .
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 21, 2011 04:53

صباحات مختلفة


يوم جديد" هكذا قلت لنفسى عندما استيقظت هذا الصباح, غادرت الفراش ملقيا نظرتى اليومية على ذلك الجسد النائم بجوارى على الفراش , ابتسمت متذكرا ليلة أمس كاسرا استعمار النوم الصباحى , وتحسست الخطى حريصا ألا أوقظها .
وعند عودتى للغرفة لارتداء ملابسى استعدادا لرحلة العمل اليومية شممت عبق الشاى بالنعناع فاستعاد وجهى ابتسامته التى امتزجت بابتسامتها لحظة لقاء أعيننا عند دخولى الغرفة فادركت أنه صباح مختلف .

ــــــــ
كعادتى طوال 27 عاما – عمرى - مضت ، استيقظت من النوم ، و التقطت هاتفي المحمول باحثا عن رسالة انتظرها، ثم تفاديت احباط صباحي - عندما لم اجدها - بسيجارة بقيت وحيدة فى علبتها، التقطتها فى سعادة مصطنعة، و اتجهت إلى المطبخ لتحضير كوب شاي بالنعناع، تذكرت مأثورة صديق " كوباية الشاي نَـفَس " فأبتسمت لها، التقطتها بحنان، وأخترت لها معلقة صغيرة تليق بها.وبمزاج ، صنعتها...تناولتها ببطء ، وأتجهت إلى عملي وعلي وجهي ابتسامة.

___

أدرت السيارة متحسسا موضع تلك القبلة الصباحية فى رفق حميمى , رافقتنى نفس الابتسامة فتمنيت أن تصاحب وجهى وروحى بقية اليوم , انطلقت الى عملى غير عابىء بهذا الذى سبنى حين أغلقت عليه الطريق أو الاخر الذى اطلق العنان لنفيره طالبا منى الحركة بسرعة أكبر مكتفيا بنفس الابتسامة , داعبت حارس العقار الذى اعمل فيه ومنحته سيجارة متنيا له يوما مغزولا بالرضا , واكتفيت بالقاء الصباح على زملاء العمل واضعا ابتسامتى فى جيب من جيوب قلبى لتبقى وأبقى مستمتعا بها هذا اليوم.
ـــــــــ
اخترت مكانا خاليا في الأتوبيس المكيف، جلست و وضعت بجواري حقيبتي الصغيرة، حجزت بها مكانا لها ، لملاكِ .
يتوقف السائق كثيرا، كل مرة التفت إلى الباب، ولكنه – ملاكِ – لم يصعد بعد، لا أعلم من أي سماء – شارع – سيهبط؟ ، ولا كيف تبدو ؟ ، لون شعرها ، ملمس وجنتها ، رسمة شفتاها، لا أحب اللواتي ترتدين النظارات الشمسية، ..، الآن اري ابتسامتها، نظرتها ، كانت جذابيتهما لا تقاوم ، اتخيلها وهى تعتدل على سريرها ، تلقى نظرة على هاتفها المحمول، ثم تتفادي احباطا صباحيا – لأني لم أرسل لها رسالة - بكوب نسكافيه من صنع يديها ، تبدأ يومها على مهل، ثم تبدأ في الهرولة عندما تتيقن من تأخرها على موعدها، تتجه إلى العمل ، ثم تبدأ الساعات فى إلتهام اليوم ...يوما يجر وراءه أخر ، و 27 عاما – عمري- مضت، لم يشأ قدرنا العسر أن نتقابل فى احدهما صدفة.

حقيقية كانت ابتسامتي وانا أهمس " يا ملاكُ لم آراه ..شكرا على زيارتك الصباحية"



أحمد رجب وأسامة الشاذلى
الكتابة مع صديق عزيز تهبنى رائحة من الجنة
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 21, 2011 04:27

December 13, 2010

November 13, 2010

قلب الحجـــر


اليوم يوم ميلادى سعيد انا بانفصالى عن الام سعيد بانتقالى من قفار الصحارى الى دفء المدينة والبشر
... نسيت ان اعرفكم بنفسى حجرا انا قطعة من الحجر البازلتى ظللت جنينا فى رحم الجبل قرونا وقرون
حتى جاء دورى لأرى النور وانتظرت قليلا حتى جاء يوم ميلادى وانتزعتنى يد البشر وآلاته وسط ضجيج هائل من صحراء جرداء لا تعرف شكل الماء الى ورشة فنيه لنحات شهير .
استقر مقامى عند وصولى فى احد أركان ورشته الفنيةفاخذت رغما عنى اتأمل جمال المكان وألوانه الصارخة التى ذكرتنى بجيرانى فى قلب الجبل ثم لفت انتباهى وجود اخوة وابناء عمومة لى اتخذ كلا منهم شكلا رائعا من ابداع هذا المثال
ولا أخفيكم سرا شعرت بالغيرة من جمال التكوين وابداعه
واخذت أترقب اليوم الذى سيهبنى صاحبى شكلى النهائى لكى أثير الدهشة وامتلىء بالجمال
ومرت الايام وانا اتأمل صاحبى فى طقوسه اليوميه وأتلمس حركات يديه بحثا عن لحظة يبدأ فيها تكوينى
ولاحظت فيما لاحظت تردد امرأة جميلة عليه كل ليله تأتيه فيترك الدنيا ويكاد يؤجل تنفسه حتى لا يفكر فى شىء غيرها
يتبادلان القبل والاحضان وينام فى حضنها كطفل صغير
تأتيه حزينا او سعيدا وتتركه صباحا اكثر سعادة
حتى جاء هذا اليوم المنتظر واقتربت منى صاحبتنا الفاتنة واشارت الى قائلة لصاحبى : متى تبدأ
وأعقبت سؤالها بضحة حانية
فأسرع صاحبى واحتضنها وقال : من الغد ياحبيبتى اصنع تمثالك
ارتجفت انا الجماد ايها البشر ومن قال منكم ان الجماد لا يرتجف ولا يشعر فهو لا يدرك شيئا
واخذت اعد الساعات حتى تشرق شمس الغد وصديقى لاه باحضان حبيبته شبيهتى المستقبليه


وفى الصباح اقترب منى صاحبى فى هدوء وتأملنى طويلا ثم تحسسنى بيد شعرت فيها بالدفء البشرى المذهل
ثم ابتسم وقبلنى فى سعادة وصرخ بصوت عال: احبك احبك يا هبه
وللمرة الثانية يرتجف قلبى واتمنى قلبا كالبشر
اسرع صديقى واحضر ازميله وبدا بادواته وهو يعمل كناسك يتبتل فى محراب
صدمتنى كمية الألم كان الازميل يقتلنى فى كل ضربة كرهت الدنيا ويوم ميلادى وحتى صاحبى وتعجبت من قدرة البشر العجيبه على ايلام الغير دون احساس
حتى اتى المساء فنفض يديه منى وألقى على جسدى غطاء تاركا اياى ائن انينا لا يسمعه الا من كان مثلى
واخذت اتسائل هل مر كل اخوتى وابناء عمومتى بما مررت به الان
اذن يجب ان اتحمل حتى اصل للكمال مهما كانت معاناتى اكبر وانا الاصلب


ومرت الايام فى عمل دؤوب صاحبت فيها الألم ولكنى لم اعتده ولا ينسينى اياه الا صيحات اعجاب هبه ولمساتها الحانية كلما ترانى وقد اقتربت من النهاية
وما تهبه لصاحبى فرحا وحبورا بى
صرت اشعر اننى قطعة منهما
حتى كانت ليله سمعت صديقى يخبرها ان تأتى فى الصباح لترى تمثالها فى صورته النهائيه
ساعتها لو كنت املك القدرة على الطيران لطرت سعيد ففى الغد اصل للكمال فى الغد اشبه البشر


وفى الصباح لم يأت صديقى ولا صاحبته ومر اليوم تلو الاخر حتى امتلكنى القلق وافتقدت حتى الألم الذى صاحبنى شهورا طويله
واخذت اتسائل : ألن أكتمل
حتى اتى مساء يوم ممل اخر واذا بصديقى يعود مترنحا من فرط السكر يحتضن بدلا من حبيبته زجاجة خمر يبكى بكاء كالظلام
احضر مقعدا وجلس امامى ازاح الغطاء عنى بعنف زاخذ يسب حبيبته ويسبنى وانا فى دهشة ثم قذفنى بزجاجة الخمر الفارغة ونهض فى عصبيه متحاملا على نفسه وارتمى فى احضانى ضعيفا يرتجف
وصرخ : فى احضان اعز اصدقائى لماذا .... خائنة خائنة
لم ادرك تأثير الكلمة فنحن بنى الحجر لا نخون بل نحتمل حتى الموت
وتساقطت دموع صاحبى على جسدى فارتجفت وشعرت ألما يفوق ألم الازميل وادركت انا الحجر لاول مرة طعم الماء وياليتنى ما ادركته تزلزل داخلى وانهد كيانى ارتجف قلبى وناح على صاحبى نواحا حجريا يشبه الصدى
وعندما سقط على قدمى حاولت البكاء ولم يطاوعنى قلبى الحجرى فاكتفيت بالنواح
وعند الصباح عندما اصر صاحبى على استكمال تمثاله فى اول ضربة ازميل تفتت الى عشرات القطع
صرت اما لقطع جديدة صغيرة
ودعت صديقى بنبضة قلب حجرى ذاق طعم الماء لاول واخر مرة.
1 like ·   •  2 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 13, 2010 13:31

September 24, 2010

نبــــــــوءة


الراوى

صلوا عالرسول الكريم
حاحكيلكم اليوم اسطورة
عن قلبين فى عز الضيم
قاوموا نبوءة مسطورة

*****


البطل
_______

صهيل الخيل ف قلب الليل
بيعلن عن شروق فارس
ودمعه عين بتسأل مين
لجرحى حزين
ولا يوالس



*****

البطله:
_____

نبوءة زمان ف يوم قالت
صهيل الخيل ف قلب الليل
ميلاد فارس
من الفرسان
قوى وشجاع لكنه حزين

و هيكون قلبه سبب حزنى
و هيكون قلبى سبب حزنه
قدر مكتوب على جبينى و على جبينه
طريق مفتوح لكن نهايته محتومه

فراق ولقا
نعيم وشقا
نبوءة وآن وقت تحقيقها
و لو اقدر محققهاش
و لو اقدر اعاند صوت صهيل الخيل
لو اقدر


*****

البطل
:
_____

قالولى ا...
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 24, 2010 08:46