الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول Quotes
الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
by
عزمي بشارة145 ratings, 4.12 average rating, 23 reviews
الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول Quotes
Showing 1-30 of 34
“من أفضل ما يلخص الفرق بين الدين والفلسفة عند قدماء اليونان مقولة للفارابي (إن اسم الفلسفة خاص عندهم بالعلم الذي تتعقل فيه حقائق الأشياء بذاتها، لا بمثلها، ويتوسل فيه إلى اثباتها بالبراهين اليقينية لا بمجرد الإقناع. أما الملل والأديان فطريقها في التفهيم إقناعي، وتمثيلي) . ورد هذا المعنى عند الفارابي بلغته الخاصة، وهو يرى أن كل تعليم يلتئم بشيئين: التفهيم بالشيء وإقامة معناه في النفس، وإقاع التصديق بما فهم. (وتفهيم الشيء على ضربين : أحدهما أن تعقل ذاته، والثاني بأن يتخيل بمثاله الذي يحاكيه. وإيقاع التصديق يكون بأحد الطريقين: إما بطريق البرهان اليقيني، وإما بطريق الإقناع. ومتى حصل علم الموجودات أو تعلّمت، فإن عُقِلت معانيها أنفسها وأوقعَ التصديق بها عن البراهين اليقينية، كان العلم المشتمل على تلك المعلومات فلسفة، ومتى علمت بأن تخيلت بمثالاتها التي تحاكيها، وحصل التصديقي بما خيل منها عن طريق الطرق الإقناعية، كان المشتمل على تلك المعلومات تسمية القدماء ملة). هذا يعني أن الفرق الأساسي بين الدين والفلسفة بحسب الفارابي، هو في الأدوات المعرفية وليس في موضوعات المعرفة. والواضح أنه يميز بين البرهان اليقيني والإقناع، ويقصد به التصديق بغير برهان. كما أن الفارابي يعتبر الدين معرفة، لكنها معرفة معتمدة في فهم المعنى على الرمز والإستعارة، وتصديقهما (بالإقناع من دون برهان يقيني، وهو الإيمان عند الفارابي).”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“حين تدرك الدولة أهمية القانون الأخلاقية فإنها تتصرف كممثل لوعي المجتمع لذاته كعموم, ووعي المصلحة العامة لذاتها كخير عام. وتستغني الدولة عن وظيفة الدين هذه في مثل هذه الحالة , وقد تحتاج الدين كمساند أو كأيديولوجية تبريرية. وهو ما قد يستدعي استخدامه كأيديولوجية تبريرية ضدها. وفي الحالتين تضيع الأخلاقية الدينية وتخضع للسياسة بما في ذلك من نشوء ظواهر تديّن لا ترى في الكذب او القتل او غيره مشكلة ما دامت في خدمة الدين كأيديولوجية.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“التديّن الذي يقوم على إهمال جوهر الدين يكون إما ظاهرياً او عصبوياً او كلا الأمرين.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“يصنع التديّن الدين من جديد عبر التاريخ, لا العكس, فنمط التديّن المُمارس بتأثيرات اجتماعية واقتصادية متعددة ينقل أنماط التديّن لتصبح من "صميم الدين".”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“تتواصل عملية التمفصل بين الدين والدولة لمصلحة الدولة, ولمصحلة السياسة. من هنا فإن صيرورة العلمنة لا تبدأ بفصل الدين عن الدولة في أي مجتمع, بل بتمايز البعدين في الوحدة الواحدة, بحيث يبدأ أحدهما بالسيطرة على الآخر مولداً تمردات, وتديناً شعبياً, وردات فعل, وأصوليات وسلفيات وغيرها.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“لا بد من التمييز بين نقد الدين كأنه نظرية ونقد نمط تدين محدد في تعامله مع النصوص الدينية.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“لا تديّن من دون دين, ولا دين من دون تديّن.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“مهما كان قصر الدين على أصله النفسي مهماً لفهم الظاهرة, فإنه يشبه محاولة فهم الإنسان بقصره على أصله البيولوجي, أو بقصره على العقل.
فهذه كلها جوهرية للإنسان, لكنها لا تفسر وحدها ظاهرة الإنسان.
فإذا ما نُسب الدين عند فيورباخ إلى غريزية تدفعنا نحو السعادة, أو إلى حاجة الإنسان إلى الأمل عند كانت, وحتى عند الماركسي إرنست بلوخ والمفكر النقدي ماكس هوركهايمر, أو الى شعور داخلي بالحقيقة عند برغسون, أو إلى شعور بالغموض لا فكاك منه أو شعور بالرهبة والروعة عند رودولف أوتو. هذه كلها قد تفسر الشعور الإنساني بالمقدس, وأنه شعور أصيل في النفس البشرية, لا مجرد إيمان بخرافة, لكنها لا تشرح الظاهرة الدينية. وهي ظاهرة اجتماعية ثقافية ونفسية مركبة. من هنا, لا بد من تجربة المقدس ومن تجاوزها في الدين, كما لا بد من التمييز بين الإيمان والتديّن, كما لا بد من التمييز بين شرط ضروري للدين, والدين باعتباره ظاهرة اجتماعية محددة الاجتماعية كي يكون ما كتبه هؤلاء المنظّرون ذا قيمة فعلية.
المقدس (أكان شعوراً إنسانياً متوارثاً تقليدياً من زاوية نظر الباحث أو واقعاً حقيقياً متجاوزاً في إيمان المؤمن) هو شرط الدين الأصلي, لكن الدين يخرج عن أصله ويصبح شرط ذاته حين يتحول إلى ظاهرة اجتماعية في صلبها عقيدة يعتنقها بشر وتقوم عليها مؤسسة.
وكذلك لا تديّن من دون دين, ولا دين من دون تديّن. لكن التدين يتخذ طريقه بتشييء الإيمان, ومظهرة أو تظهير العلاقات الدينية حتى تصبح لها حياتها الخاصة, ولا نلبث أن نسمي التديّن ديناً, أي يصبح هو الدين حتى لو كان من دون ايمان. وقد يصبح "مجرد" هوية اجتماعية (شخصية فردية أو جماعية) في عصر الهُويات.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
فهذه كلها جوهرية للإنسان, لكنها لا تفسر وحدها ظاهرة الإنسان.
فإذا ما نُسب الدين عند فيورباخ إلى غريزية تدفعنا نحو السعادة, أو إلى حاجة الإنسان إلى الأمل عند كانت, وحتى عند الماركسي إرنست بلوخ والمفكر النقدي ماكس هوركهايمر, أو الى شعور داخلي بالحقيقة عند برغسون, أو إلى شعور بالغموض لا فكاك منه أو شعور بالرهبة والروعة عند رودولف أوتو. هذه كلها قد تفسر الشعور الإنساني بالمقدس, وأنه شعور أصيل في النفس البشرية, لا مجرد إيمان بخرافة, لكنها لا تشرح الظاهرة الدينية. وهي ظاهرة اجتماعية ثقافية ونفسية مركبة. من هنا, لا بد من تجربة المقدس ومن تجاوزها في الدين, كما لا بد من التمييز بين الإيمان والتديّن, كما لا بد من التمييز بين شرط ضروري للدين, والدين باعتباره ظاهرة اجتماعية محددة الاجتماعية كي يكون ما كتبه هؤلاء المنظّرون ذا قيمة فعلية.
المقدس (أكان شعوراً إنسانياً متوارثاً تقليدياً من زاوية نظر الباحث أو واقعاً حقيقياً متجاوزاً في إيمان المؤمن) هو شرط الدين الأصلي, لكن الدين يخرج عن أصله ويصبح شرط ذاته حين يتحول إلى ظاهرة اجتماعية في صلبها عقيدة يعتنقها بشر وتقوم عليها مؤسسة.
وكذلك لا تديّن من دون دين, ولا دين من دون تديّن. لكن التدين يتخذ طريقه بتشييء الإيمان, ومظهرة أو تظهير العلاقات الدينية حتى تصبح لها حياتها الخاصة, ولا نلبث أن نسمي التديّن ديناً, أي يصبح هو الدين حتى لو كان من دون ايمان. وقد يصبح "مجرد" هوية اجتماعية (شخصية فردية أو جماعية) في عصر الهُويات.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“مع ترسّخ الظاهرة اجتماعياً وابتعادها عن مصادرها ومع انتشار الأعراف والعادات يصعب القول هل الإيمان هو إيمان بالعقيدة الدينية أم إيمان بالتديّن ذاته.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“ليست المشكلة في العلاقة بين الدين والأخلاق في التديّن الشعبي ومفهوم الله كضمير كوني موضوعي/انطولوجي موجود في كل مكان, ولا في نسبية الأحكام الأخلاقية الدينية, وحتى في براغماتية المتديّن وانتهازيته إذا لزم. ولا نعتقد أن المانع أمام السلوك الأخلاقي هو اللاهوت. إذ يمكن افتراض أن الله كلي القدرة وأن أفعال البشر مقررة سلفا ثم التصرف, كما لو أنها تتقرر الآن من خلال الفعل نفسه. فليس بالضرورة أن تترك القناعة بأن أفعال الإنسان مقدرة سلفا أثرا على قرار الإنسان الأخلاقي, وهي في حالة الإنسان العادي غالبا ما تبرر الفعل بعد وقوعه بإرادة الله. لكن المشكلة تكمن في من يضعون أنفسهم متكلمين باسم إرادة الله قبل الفعل, ويلمحون أو يدعون جهارا أن ما يدعونه, وما يدعون اليه هو المقصود بارادة الله.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“إن أساس تحول الدين الى اديولوجيا هو تسرّب فهمِه الوظيفي إلى وعي صانعي الايديولوجيا, وهذا الفهم هو مكان قد يلتقي فيه متدينون وغير متدينين.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“العلمنة" إذا صح استخدامها مفهوماً هي جزء من عملية فصل متدرجة للديني عن الدنيوي, وللمقدس عن العادي, ولله عن العالم, بما في ذلك, وبمصطلحات فيبرية, "طرد السحر" من مجال حياتي بعد آخر ومن تجربة إنسانية بعد أخرى, وعقلنة مجال بعد آخر. فالعلمنة صيرورة, ومن السذاجة قصرها على مفهوم أو عملية فصل الدين عن الدولة, أو قصرها على آخر تجليات هذا الفصل, وهو خصخصة القرار في الشأن الديني, وتحييد الدولة عن قرار فرد أو اتحاد من الأفراد في هذا الشأن”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“في عالم حديث يُعرف فيه الدين, وتُحدد حدوده, ما عاد الدين هو الحالة الثقافية العامة التي يُعبر بواسطتها عن التغيّرات الاجتماعية والسياسية. قد تتولد في مثل هذا العالم تعبيرات جديدة عن المقدس بأدوات جديدة. لكن لا تنشأ ديانات جديدة. وبهذا المعنى فإن المؤسسة الدينية التي "تحرّم" المس بالدين تقوم في الوقت ذاته بأمور ثلاث:
إنها تحافظ على الديانات القائمة, كما انها تؤكد انفصال بقية القطاعات الاجتماعية عنها, كما تمنع ديانات أخرى من المس بها.
سوف نعالج هذا الموضوع لاحقا, ولكن يمكننا هنا أن نثبّت أن هذا الوصف يؤكد أن المؤسسة الدينية بوظيفتها هذه تساهم في عملية العلمنة. هنا تجري تثبيت الديانات القائمة في حدودها بعد أن انحسرت في مجالات اجتماعية مختلفة.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
إنها تحافظ على الديانات القائمة, كما انها تؤكد انفصال بقية القطاعات الاجتماعية عنها, كما تمنع ديانات أخرى من المس بها.
سوف نعالج هذا الموضوع لاحقا, ولكن يمكننا هنا أن نثبّت أن هذا الوصف يؤكد أن المؤسسة الدينية بوظيفتها هذه تساهم في عملية العلمنة. هنا تجري تثبيت الديانات القائمة في حدودها بعد أن انحسرت في مجالات اجتماعية مختلفة.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“يتحوّل لفظ "الشعب" بمعنى ما إلى دلالة على فرد أسمى, أو جماعة مقدسة يحمل اسمها الرهبة والهيبة على الأفراد في ما بعد. حتى في السياق الدنيوي العلماني يحمل لفظ "شعب" هالة ما من القداسة بشكل قبليّ, ولا سيما في حالة شعوب هذه المنطقة حول المتوسط وما تأثر بها من حضارات.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“تضغط العقيدة اجتماعيا على الافراد للالتزام بها خشية التميّز والتفرد والعزلة, أو خشية الاتهام بالزندقة. وهذه هي الآلية الإدماجية المؤسسية التي ترى الفرد مجرّد عنصر من منظومة قواعدها ومعاييرها. وتنظّم العقيدة على ما يبدو خيطاً عقلياً ومنطقياً ما كان إيماناً بسيطاً, كما أنها تبدأ بنفي العقائد التي سبقتها. وغالباً ما تدّعي عدم صحتها إذا ما كانت قائمة في التقليد الديني والحضاري نفسه. وتحتدم المجادلات بين تأكيد الاستمرارية وحتى التكفير بين العقائد التي تقوم على ديانات في الفضاء الحضاري نفسه.
وغالبا ما تكون هذه السجالات وراء شكل وضع العقيدة بصورة منظومة بحيث لا تُفهم, أو تفهم خطأ, من دون معرفة السياقات السجالية لنشوئها.
والحقيقة أن العقائد الدينية بصورتها المعروفة لدينا كانت دوماً ثمرة سجالات حادة حدثت في سياق انقسامات لاهوتية معقدة. وكذلك كان خروجها بمظهر "العقيدة الصحيحة" ثمرة ذلك التاريخ السجالي وتم ذلك من خلال فترة تاريخية لا دفعة واحدة.
تتغيّر العقيدة باستمرار, بحيث يبرز فيها بالتدريج تقديس ما لم يكن مقدسا في بداياتها تبعاً لازدياد أهميته في المنظومة الإيمانية, أو إذا ما فرض ذلك التدين الشعبي. فيقدّس مع الوقت النبي, ورجل الدين, وتقدس مثلا مواسم ومناسبات معينة لم لكن تُقدس في مراحل هذا الدين الأولى.
كما تُضاف هالة من القدسية على المؤسسين في اقتحام واضح من نزعة عبادة الاسلاف لمجال ديني خرج ضدها.
هنا يتجلى لنا بوضوح كيف يصنع التديّن الدين من جديد عبر التاريخ, لا العكس, فنمط التديّن الممارس بتأثيرات اجتماعية واقتصادية متعددة ينقل أنماط التديّن هذه لتصبح من "صميم الدين".”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
وغالبا ما تكون هذه السجالات وراء شكل وضع العقيدة بصورة منظومة بحيث لا تُفهم, أو تفهم خطأ, من دون معرفة السياقات السجالية لنشوئها.
والحقيقة أن العقائد الدينية بصورتها المعروفة لدينا كانت دوماً ثمرة سجالات حادة حدثت في سياق انقسامات لاهوتية معقدة. وكذلك كان خروجها بمظهر "العقيدة الصحيحة" ثمرة ذلك التاريخ السجالي وتم ذلك من خلال فترة تاريخية لا دفعة واحدة.
تتغيّر العقيدة باستمرار, بحيث يبرز فيها بالتدريج تقديس ما لم يكن مقدسا في بداياتها تبعاً لازدياد أهميته في المنظومة الإيمانية, أو إذا ما فرض ذلك التدين الشعبي. فيقدّس مع الوقت النبي, ورجل الدين, وتقدس مثلا مواسم ومناسبات معينة لم لكن تُقدس في مراحل هذا الدين الأولى.
كما تُضاف هالة من القدسية على المؤسسين في اقتحام واضح من نزعة عبادة الاسلاف لمجال ديني خرج ضدها.
هنا يتجلى لنا بوضوح كيف يصنع التديّن الدين من جديد عبر التاريخ, لا العكس, فنمط التديّن الممارس بتأثيرات اجتماعية واقتصادية متعددة ينقل أنماط التديّن هذه لتصبح من "صميم الدين".”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“هذا هو الأصل في أن نقد العلمنة الذي تتولاه التيارات الأصولية يتضمن دائماً نقداً للمؤسسة الدينية من الحركات الأصولية, بغض النظر عن نوع الانتقادات العينية التي تساق ضدها. فالأصوليون في كل مرحلة يشعرون ويتصرفون تجاه المؤسسة الدينية, بوعي أو دون وعي, كأنها تجسيد لحالة انفصال المقدس عن العالم, وطبعاً قبل أن يدركوا ان غضبهم ذاته, وهو ما أكنيه انفعالاً تاريخياً, يشكل تجسيداً لهذا الانفصال أيضاً.
من هنا فإن ردة الفعل الرافضة للفصل تشمل في نقدها عادة المؤسسة الدينية باعتبارها مؤسسة بغض النظر عن الحجج التي تساق عن فسادها أو انشغالها بالمظاهر, وابتعادها عن جوهر الدين, واستخدام الدولة لها. فالمؤسسة الدينية هي تجسيد لانفصال المقدس عن الدنيوي إلى درجة الاستكانة لفكرة "فصل الدين عن الدولة".”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
من هنا فإن ردة الفعل الرافضة للفصل تشمل في نقدها عادة المؤسسة الدينية باعتبارها مؤسسة بغض النظر عن الحجج التي تساق عن فسادها أو انشغالها بالمظاهر, وابتعادها عن جوهر الدين, واستخدام الدولة لها. فالمؤسسة الدينية هي تجسيد لانفصال المقدس عن الدنيوي إلى درجة الاستكانة لفكرة "فصل الدين عن الدولة".”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“كي تتمكن المؤسسة الدينية من التوسط بين ما انفصل من عالم الإلهيات والدنيا, عليها أن تبني سلكاً مختصاً من الكهنة ورجال الدين "المهنيين" المدربين والمنشغلين بقضايا الدين والطقوس والشعائر وقيادتها. وتقوم هذه الفئة الاجتماعية بالوساطة بين الدين والدنيا, وبين الله والمجتمع والدولة, ولاحقا بين الفرد والمجتمع, والله والدولة عبر تنفيذ مستمر ومثابر لمهمتين أساسيتين: الأولى عقلنة العقيدة في الفقه واللاهوت وتحويلها إلى منظومة متسقة تتميز بمنطق داخلي يمكن تدريسه والاشتغال فيه, بحيث تتحول إلى عقيدة منظمة فعلا, يمكن نقلها وتلقينها وتدريسها وقبولها بمجملها, بدلا من أن تكون جملاً إيمانية مبعثرة لا تقيم لاهوتاً. والثانية, تشكيل منظومة أخلاقيات دينية. وبمعنى ما, فإن نشوء المؤسسة الدينية كحالة مركبة من توزيع العمل هو أيضاً بداية عملية علمنة من نوع آخر على مستوى آخر, مثل فصل الله, باعتباره مطلقاً, عن العالم النسبي.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“وتبقى الأسطورة قائمة في عالم الدين وفي عالم السياسة, وفي درجات مختلفة من الوعي الإنساني. فالأسطورة باعتبارها وحدة بين المادة والشعور, وميلاً الى تفسير الشيء بواسطة سرد حكاية نشوئه على أنها حكاية ذات مغزى, تبقى قائمة في المجالين المنفصلين. وهي تُستثمر وتُستخدم أداة من جانب الأيدولوجيات العلمانية والدينية على حد سواء. فالأيديولوجيا, علمانية أكانت أم دينية, ليست نقيض الأسطورة. نقيض الأسطورة هو التفسير العلمي, أو للدقة, الشك والريبية العلمية في التفسير العلمي للظواهر. ولا يقوم أي نوع من أنواع الإيديولوجية بهذا الدور المفكك للأسطورة, حتى لو كانت أيديولوجيا علمانية معادية للدين. فهي تقدم أساطير بديلة, لكنها تفكك الأساطير بقدر ما تستخدم الأدوات العلمية في السعي إلى تحقيق أهدافها. وتشكل ايديولوجيات علمانية كثيرة أرضاً خصبة, ودفيئات حاضنة للأساطير القديمة التي تعيد إحياءها وتصبغها بلونها الأيديولوجي, لتأليف أساطير جديدة.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“ليست مصادفة أن في حالة الوحدة غير الأيديولوجية بين الدين والممارسة الفعلية لإدارة المجتمع باعتبارها ليست شريعة بل صانعة للشريعة, أي في عهد الخلفاء الراشدين الحقيقي او المتخيل, لم يدّع الخلفاء أنهم خلفاء الله, بل خلفاء النبي السائرين على هديه وخطاه. في المقابل, اعتبرت السلالات القرشية الأموية والعباسية الحاكمة الخليفة خليفة الله وتعبيراً عن حق الله وإرادة الله, بل هو سلطان الله. ذلك كله حين كانت سلطان ما زالت تعني قوة السلطة (على وزن عمران وبينان وغيرها) وقبل أن تصبح كلمة سلطان تعني شخصاً بعينه هو السلطان الحاكم أو الملك. وينبغي التأمل في تحول تعبير مجرد لوصف سياق إلى اسم لقب لفرد يحكم.وفي مفهوم خليفة الله ذلك إخضاع للدين أكثر من خضوع للدين.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“أما الخلافة الراشدة في جانبها الفعلي والأسطوري الذي راج عنها بعد مراحل, والتي انتهت مع الخليفة الراشدي الرابع علي, فكانت خلافة إسلامية وراشدة, لكنها لم تكن دولة. بدأت بالتميّز من النبوة, واكتست بعض ملامح الدولة في مرحلة خلافة عمر بن الخطاب, وواصل عثمان طريق عمر. وبهذا فإن خلافة علي ليست إلا عودة عن هذا الطريق إلى الإمامة الدينية المحض, وما لبث أن انتهى نهايته الطبيعية في مواجهة منطق الدولة.
هذا الإلحاق للدين بالدولة بعد مرحلة نهاية الخلافة الراشدة, هو الذي حوّل الانقسامات الدينية المذهبية إلى انقسامات حزبية مرتبطة بقوى وطموحات سياسية. ولكن هذا الإلحاق لم يجعل من الدين مجرد أداة بيد الدولة, بل بقي قوة مؤثرة وثقافة مهيمنة تقيد أيدي الحكام ويجري الانتفاض باسمها من حين لآخر في سلسلة أزمات وتفاعلات لا تنتهي. وبعد كل أزمة كانت تقوم في كل مرة توليفة جديدة من عنصري الدين والدولة تكون فيها الدولة أقوى وأكثر تأثيراً في داخل التوليفة. فالمنطق نفسه الذي يحول الدين إلى أداة في يد الحكام يحوله إلى أداة في يد المعارضين للحكام, وبالذات في المجتمعات التي يشكل فيها مرجعية ثقافية أولى. أما حيث جرت عملية علمنة معمقة, فإن الثورة على الحكام الذين يستخدمون الدين قد تشمل عناصر ثورة على الدين ذاته.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
هذا الإلحاق للدين بالدولة بعد مرحلة نهاية الخلافة الراشدة, هو الذي حوّل الانقسامات الدينية المذهبية إلى انقسامات حزبية مرتبطة بقوى وطموحات سياسية. ولكن هذا الإلحاق لم يجعل من الدين مجرد أداة بيد الدولة, بل بقي قوة مؤثرة وثقافة مهيمنة تقيد أيدي الحكام ويجري الانتفاض باسمها من حين لآخر في سلسلة أزمات وتفاعلات لا تنتهي. وبعد كل أزمة كانت تقوم في كل مرة توليفة جديدة من عنصري الدين والدولة تكون فيها الدولة أقوى وأكثر تأثيراً في داخل التوليفة. فالمنطق نفسه الذي يحول الدين إلى أداة في يد الحكام يحوله إلى أداة في يد المعارضين للحكام, وبالذات في المجتمعات التي يشكل فيها مرجعية ثقافية أولى. أما حيث جرت عملية علمنة معمقة, فإن الثورة على الحكام الذين يستخدمون الدين قد تشمل عناصر ثورة على الدين ذاته.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“حين بدأت ملامح تمايز الكيان السياسي تبرز داخل هذه الوحدة, ووعيه لذاته في الصراع على السلطة, وهو الصراع الذي أحيا عصبيات قديمة حصلت الازدواجية التي ما زالت ترافق التفكير بالدولة في المجتمعات الإسلامية حتى يومنا. ظهرت الدولة من دون دين باعتبارها سلطاناً مستبداً, مجرداً, وخاوياً من الأخلاق. ومقارنة مع حالة الانسجام الديني السياسي في تصورات المرحلة الراشدة باعتبارها مرحلة من العدل الإلهي, كان التفسير الأقرب إلى استبدادية الدولة هو حالة تجردها من الدين. من هنا بدت العدالة حالة استثناء, ونوعا من العجيبة والمكرمة, أو حالة تميز الحاكم المؤمن فعلا, وبدا الدين إما مسخراً في خدمة الدولة وفي تبريرها, أو منكفئاً عن الدولة والمجتمع إلى الروحانيات, أو إلى الحياة الخاصة. هذه الازدواجية هي التي دفعت باستمرار إلى التوق إلى تلك الوحدة الأصلية. هذا الحنين هو المُشكل الاساسي لليوتوبيا في الذهن الإسلامي. من هنا ينبع كثير من المفاهيم السياسية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“من وجهة نظر أَمثلَةِ التاريخ الماضي فإن المبادئ الدينية التي تنظم كيان المدينة في مجتمع النبوة, تفرض الصبغة الدينية, في منظور عصور لاحقة, على شؤون اعتبرت بعد زمن طويل دينية فقط لكونها من مميزات هذا المجتمع الذي يُفترض أنه مجتمع المؤمنين والأئمة الراشدين. كان مجتمع المدينة والمجتمع والسياسة. وهو يسمى حاليا دولة بما هو تنظيم سياسي للمجتمع. تُطلق تسمية الدولة بأثر تراجعي على هذا المجتمع المنظّم من خلال عملية إسقاط على الماضي, يصبح بعدها ما أطلق عليه تسمية الدولة بأثر رجعي هنا مشتقاً من الدين, وكذلك كل ما هو إيجابي أو عادل في ذلك المجتمع.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“لا تبدأ المجريات المؤدية إلى العلمنة بمعناها الضيق بفصل الدين عن الدولة, بل بتحول الدولة إلى العنصر الأقوى في مركب دين/دولة. بحيث تتحول العلاقة إلى صراع ينتهي إلى استخدام الدين مؤسسة وعقيدة, ورجال دين ونصاً في عملية تبرير للدولة. والاستخدام الأداتي له, بل وحتى الاستخدام المتبادل, هو بحد ذاته نوع من التمايز, فالاستخدام الأداتي بين عناصر مكونة لظاهرة يفترض أن عناصرها متمايزة حتى يكون استخدام أحدها الآخر باعتباره أداةً ممكنا, وهو ما يثبّت فرقاً بين الدين والدولة في مرحلة تاريخية معينة من نضوج عملية تأسيس الدولة, وبيان ملامحها بصفتها دولة لا تحتكر العنف بل تحتكر الشرعية فحسب, أكانت هي ذاتها مصدر الشرعية, أو تحتكر التواصل مع مصدر الشرعية ولا تحتاج إلى وسطاء معه.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“هنالك حقيقة راسخة وهي أنه لم ينجح توظيف الحاجة إلى المقدس, في تقديس الأمة او الشعب او الطبقة او غيرها في إقامة ديانات جديدة. لقد أغنت كثيرا من الناس عن الدين, او اضافت إلى تدينهم مجالات جديدة يجري التعامل معها بتقديس, لكنها لم تنجح في إنشاء ديانات جديدة.
وفشل المحاولتين الكبيرتين, المحاولة الشيوعية والمحاولة النازية في مجال التحول إلى ديانات بأتباع دائمين وبمؤسسة دينية ثابتة هو فشل مدو.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
وفشل المحاولتين الكبيرتين, المحاولة الشيوعية والمحاولة النازية في مجال التحول إلى ديانات بأتباع دائمين وبمؤسسة دينية ثابتة هو فشل مدو.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“فالعموم بمعنى القانون في الدولة يحل محل الله في عملية العلمنة وربما كان أساسه فكرة الله. وفي رأينا أن هذا هو اساس الصراع في العلمنة بين الدولة والمؤسسة الدينية على مسألة تمثيل العموم والصالح العام. وهو توتر قائم بين الدولة والمؤسسة الدينية في كل مكان, لكنه يحتد في الثقافات التي عرفت في تاريخها هذا التطابق بين حق الله والصالح العام.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“كثيراً ما أدت بلورة جماعات إلى تفتيت مجتمعات قائمة. وهذا الاستنتاج ليس مثالا داحضاً للنظرية. هل ايرلندا الشمالية أو لبنان أو العراق مجتمعات يجري توحيدها ام تفتيتها بواسطة الدين ؟ وهل وظيفة الدين إعادة إنتاج لجماعيّة هذه الكيانات باعتبارها قومية, أي جماعة متخيلة تستند إلى مقومات ثقافية, وتواريخ مناطقية, وطموحات سياسية ؟
الواقع أن الطائفة لا الوطن أو القومية هي الجماعية المتخيّلة هنا. وهي تشمل ممارسة الانتماء الطائفي من دون تديّن. والهوية هنا هي البعد الجماعيّ في اي مجتمع, والمقصود هو الرابط الوشائجي عضوياً أكان أم متخيلاً.
وإذا كان المجتمع الوطني غير قادر بأدواته على إنتاج القومية او الامة المواطنية باعتبارها جماعة متخيلة جامعة تتبارى مع الجماعة الدينية, أو تخضعها, أو تجبرها على العيش بكنفها, فسوف يكون الإنتاج الديني للجماعة الدينية مفتِتاً للمجتمع لا موحداً له. إنه في هذه الحالة موحد للجماعة باعتباره مادة في خلق جماعة متخيّلة, ومفتت للمجتمع. وهو في حالة الحداثة ينتج جماعة متخيّلة ضد جماعة متخيّلة أخرى لأنه في الحداثة يستخدم الدين أيديولجياً باعتباره هوية.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
الواقع أن الطائفة لا الوطن أو القومية هي الجماعية المتخيّلة هنا. وهي تشمل ممارسة الانتماء الطائفي من دون تديّن. والهوية هنا هي البعد الجماعيّ في اي مجتمع, والمقصود هو الرابط الوشائجي عضوياً أكان أم متخيلاً.
وإذا كان المجتمع الوطني غير قادر بأدواته على إنتاج القومية او الامة المواطنية باعتبارها جماعة متخيلة جامعة تتبارى مع الجماعة الدينية, أو تخضعها, أو تجبرها على العيش بكنفها, فسوف يكون الإنتاج الديني للجماعة الدينية مفتِتاً للمجتمع لا موحداً له. إنه في هذه الحالة موحد للجماعة باعتباره مادة في خلق جماعة متخيّلة, ومفتت للمجتمع. وهو في حالة الحداثة ينتج جماعة متخيّلة ضد جماعة متخيّلة أخرى لأنه في الحداثة يستخدم الدين أيديولجياً باعتباره هوية.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“المقدس (أكان شعوراً إنسانياً متوارثاً تقليدياً من زاوية نظر الباحث أو واقعاً حقيقياً متجاوزاً في إيمان المؤمن) هو شرط الدين الأصلي, لكن الدين يخرج عن أصله ويصبح شرط ذاته حين يتحول إلى ظاهرة اجتماعية في صلبها عقيدة يعتنقها بشر وتقوم عليها مؤسسة.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“للمفارقة, غالباً ما يلتقي العلمانيون المتطرفون وخصومهم من المتدينين الذين يطلق عليهم اسم "الأصوليين" في هذا التجاهل للدين الحقيقي الاجتماعي القائم.
في حالة الإسلام مثلاً نجد أن ما يجمع الإسلاميين المتطرفين وخصومهم على حد سواء هو تجاهل واقع الإسلام في حقيقته الأنثروبولوجية, أي كما يمارسه المسلمون بشكل عيني, أي باعتباره حقيقة عينية على الأرض. فهؤلاء ينفون الشرعية الإسلامية عنه, ويدّعون أنه ليس الإسلام الحقيقي الصالح, ويقفزون عنه إلى عقيدة أخرى غير الاسلام المعيش الذي اصطلح عليه المسلمون, أو يصطلحون عليه. والآخرون يدّعون أنه من عناصر الفساد والتخلف أو يدّعون أنه مجموعة خرافات وأباطيل, أو يقللون بالمجمل من أهميته ويعتبرون تضخيمها أمرا مصطنعا.
أدى ذلك عملياً إلى اهمال دراسة التدين الشعبي والتدين عموماً في واقع المجتمعات الإسلامية, كما أدى إلى تجنب دراسة دوره الفعلي الواقعي في المجتمع والأخلاق والسياسة. ويتحمل مسؤولية هذا الإهمال أصحاب الفكر الإسلامي وأصحاب الفكر العلماني على حد سواء.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
في حالة الإسلام مثلاً نجد أن ما يجمع الإسلاميين المتطرفين وخصومهم على حد سواء هو تجاهل واقع الإسلام في حقيقته الأنثروبولوجية, أي كما يمارسه المسلمون بشكل عيني, أي باعتباره حقيقة عينية على الأرض. فهؤلاء ينفون الشرعية الإسلامية عنه, ويدّعون أنه ليس الإسلام الحقيقي الصالح, ويقفزون عنه إلى عقيدة أخرى غير الاسلام المعيش الذي اصطلح عليه المسلمون, أو يصطلحون عليه. والآخرون يدّعون أنه من عناصر الفساد والتخلف أو يدّعون أنه مجموعة خرافات وأباطيل, أو يقللون بالمجمل من أهميته ويعتبرون تضخيمها أمرا مصطنعا.
أدى ذلك عملياً إلى اهمال دراسة التدين الشعبي والتدين عموماً في واقع المجتمعات الإسلامية, كما أدى إلى تجنب دراسة دوره الفعلي الواقعي في المجتمع والأخلاق والسياسة. ويتحمل مسؤولية هذا الإهمال أصحاب الفكر الإسلامي وأصحاب الفكر العلماني على حد سواء.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“في أن الدين غير ممكن التصور من دون متدينين يمارسونه. وفي أن من غير الضروري أن تتكرر تجربة كشف المقدس للمتدينين, وفي أن الجمل الإيمانية والعبادة والطقوس, أي عملية التوسط, تقوم بالمهمة. وفي أن العقيدة نسق من الجمل الإيمانية التي يمكن تدريسها وتلقينها والمحاججة في شأنها, وفي أن المطلق يبقى عصياً على التواصل العقلي. وفي أن التوسط هو ما تقوم به المؤسسة الدينية مهما كانت ضامرة. وفي أن التدين ممارسة اجتماعية للدين.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
“ليس الدين مصدراً للمعرفة العلمية, فنحن لا نعثر عليها في الكتب الدينية, وبغض النظر عن صحة مقولات هذه الكتب وقابليتها للتأويل كأنها مقولات تتوافق مع اكتشافات علمية. فليس غرض الدين تفسير الواقع تفسيرا نسقياً يربط ويدرس العلاقات بين الناس, بل إن هدف الدين هو هداية الإنسان الى الله.
اللاهوت ايضاً لا يهدف الى تفسير الواقع تفسيراً نسقياً, بل يحاول تنظيم المعتقدات الدينية في نسق مترابط هدفه تأويل الدين وليس تأويل الدنيا. وهذا هو الفرق بينه وبين النسق الفلسفي الذي يحاول تأويل الدنيا ككل أكان ذلك ميتافيزيقياً أم تحليلياً. من هنا, لا يوجد تناقض منطقي بين الدين والعلم, كما لا يوجد تناقض منطقي بين القضايا الميافيزي والقضايا غير الميتافيزيقية.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
اللاهوت ايضاً لا يهدف الى تفسير الواقع تفسيراً نسقياً, بل يحاول تنظيم المعتقدات الدينية في نسق مترابط هدفه تأويل الدين وليس تأويل الدنيا. وهذا هو الفرق بينه وبين النسق الفلسفي الذي يحاول تأويل الدنيا ككل أكان ذلك ميتافيزيقياً أم تحليلياً. من هنا, لا يوجد تناقض منطقي بين الدين والعلم, كما لا يوجد تناقض منطقي بين القضايا الميافيزي والقضايا غير الميتافيزيقية.”
― الدين والعلمانية في سياق تاريخي - الجزء الأول
