الفضول والحيرة
قرأت لنزار قباني أن الفضول هو ما يبقي الحب مشتعلًا وقرأت لجابريال جارسيا ماركيز أن الفضول هو أحد مصائد الحب، وهذا حقيقي جدًا.وبين الفضول و الحيرة خط رفيع جدًا، إن لم يحسن المرء تمييزه، أساء إلى حبه وإلى حبيبه، وضرب اليقين الذي تُبنى عليه المشاعر في مقتل. فالأغبياء الذين يخلطون بين الفضول والحيرة في الحب، يحيلون الحبيب إلى حالة من الحيرة ظانيين أنهم بذلك يشعلون فضوله مما سيؤدي به لمزيد من الحب، والعكس هو الصحيح.الفضول هو الإثارة، هو الشوق، هو المفاجآت السعيدة. والحيرة هي الظلام، هي الغموض، هي انعدام اليقين و راحة البال .و كما سجل الأدب على مر العصور مدح الفضول، فقد سجل كذلك ذم الحيرة، والتبرؤ منها في أمثلة كثيرة جدًا أذكر منها بعض الأمثلة المعاصرة القريبة إلى الذهن.منها مثلًا ما قاله عبد الوهاب محمد في قصيدته (فكروني) "يا حياة أنا كلي حيرة، و نار، و غيرة، وشوق إليك، نفسي أهرب من عذابي"
الربط بين الحيرة والنار ووصف كل هذا بالعذاب تعبير بليغ جدًا ووصف دقيق لما يحدث فعلًا.أو ما قال مروان خوري في قصيدته (كوني مرا) - لا مؤاخذة :D - "كوني الشرق كوني الغرب .. كوني السلم كوني الحرب .. بس لاتكوني محيّرة "
كأنه يقول لها كوني أي شيء سيء ، إلا أن تكوني سببًا في حيرتي.أو ما قال فتحي قورة الشاعر الغنائي المصري في رائعته (مبيسألش عليا أبدًا) "عمري ما حيرته ابدًا ..ولا احبش بعده ابدًا"
هنا يتباهى بكونه لم يكن محيِرًا لحبيبه قط، وهذه لعمري نعمة عظيمة، وجب على من يجدها في حبيبه أن يشكر الله عليها.
Published on July 16, 2016 15:30
No comments have been added yet.


