Samar Abdel Jaber's Blog, page 7
August 20, 2012
أربع سنوات من دونك
نشرت في ذكرى درويش في شباب السفير مع رسم لأمل كعوش
(إلى محمود درويش)
ربّما أنت هناك الآن تراقب الأحداث من بعيدوبصمت إلهٍتقرّر ألّا تفعل شيئاً..
ربّما تظنّ أنّ الشعرمضيعة للوقت: فالأبديّة لا توصف باللغات..و"الموت" بعد الموتلا يسمّى موتاً:اللّغة تفقد ما يحدّدها.. والكلمات تفقد ما تعنيهفلا تعني شيئاً..
ربّما تراقب العالم من بعيدوهو ينقضّ بنفسه على نفسهليفترس نفسه..ربّما تفكّر:كيف لا يدرك سكّان الأرضأنّهم أعداء أنفسهم..ولا شيء آخر..
تستغرب من نفسك:على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة؟
ربّمالا تبالي بأحدلأنّك يائسٌ من هذا العالموقد أكملت واجباتك كاملةً قبل أن تمضي..فيحقّ لك الآن أن تتقاعد..
ربّمافقط من وقتٍ إلى آخر(أو هكذا يحلو لنا أن نصدّق)يباغتك الحنين من حيث لا تدري..فتقرّر أن تكون نسيماًيعبر، بكامل حرّيته، من الكرمل إلى بيروت
ربّما فقط.. أحياناً..(أو هكذا يحلو لنا أن نتخيّل)تكتب قصيدةًوترسلها إليناعبر شعاع الشّمس..
Published on August 20, 2012 23:54
August 2, 2012
مرثيّة
إلى جدّي* في ضريحه اللاجئ
(1)
إذاً..يوم الغدالمسحّر لن ينادي اسمكفي الحيّعند الفجر
وعصاك.. المسنودة على الحائطستظلّ تنتظر يديكإلى الأبد
صوتك لن يخبرني قصص فلسطينفي زيارتي القادمة
ولأنّك أنت العيد،لن يكون ثمّة عيد بعد الآن
(2)
بالأمس حين توقّف قلبكحيفا، بحاسّتها السّادسة، عرفت
رياحٌ غامضةٌ هبّت هناك فجأةً: الأحجار، في عمق البحر،حاولت أن تطفو إلى الأعلى لتبحر نحوكالأشجارحاولت أن تغادر جذورهالتذهب إليك
في المنزل الّذي كان بيتك هناكعتمةٌ شديدة حلّت فجأة:لعنة ستلاحق ساكنيهإلى الأبد
في حيفا ليلة أمسالقمر خبّأ نفسه خلف غيمةوالشّمس استيقظت بصعوبةٍ هذا الصّباح
(3)
تغادر سريركللمرّة الأخيرة..محمولاً على الأكتاف.. مغمض العينين
جسدك يهبط إلى قبره:التّراب ينهال عليك /أحدهم يحفر اسمك برفقٍعلى شاهدة الضّريح..
مطرٌ خفيٌّ ينهمر بغزارةٍ في المكان
جسدك يهبط إلى ضريحه اللاجئ الآن..وفي ذات اللّحظة في حيفا،يولد طفلٌ جميلٌ له عيناك الزرقاوانواسمٌ مثل اسمكمسقط - 1 آب 2012
*محمّد محمود عبد الجابر: ولد في حيفا عام 1921، ولجأ إلى لبنان عام 1948 حيث مكث حتّى تاريخ وفاته 31 تموز 2012، وكان ما زال، حتّى الّلحظة الأخيرة، يحلم بفلسطين..
Published on August 02, 2012 21:18
July 12, 2012
في ذم الأفلام
خوفٌ شديدٌ باغتني فجأة.. تخيّلت أحداً يلاحقني وأنا أسير وحدي في الممرّ الطويل.. في المصعد، حدّقت في وجوه المحيطين بي.. حاولت أن أتخيّل أيّ أحاديثٍ ستدور في هذا المربّع الضيّق لو توقّف المصعد فجأة عن العمل.. في الطّائرة، تأمّلت وجوه الركّاب، محاولة تخمين أيّ منهم قد يختطفها.الأفلام.. تتسرّب إلى حيواتنا.. تترك في رؤوسنا مخيّلة تتوقّع الأحداث بتطرّف..ثمّة أطفال يتركون مصابيح غرفهم مضاءة كلّ ليلةٍ ليطردوا أشباحاً رأوها في فيلمٍ ما.. ثمّة بيوت، ما إن نراها، حتّى نحسب أنّها مسكونة..الأفلام.. مليئة بالتّرهات أحياناً.. البطل الّذي يموت، لا تتوقّف حياة الآخرين بعد موته.. البطل الّذي ينتصر، قد يأتي يوم ونراه ينهزم من جديد.. حتّى الحب.. تصوّره لنا الأفلام بتطرّف.. تجعلنا نؤمن بالشغف وبالنهايات السعيدة.. ليس ثمّة شغف يستمرّ للأبد.. والنهاية السعيدة ليست سوى حدث آخر من أحداث الحياة، تليه أحداث أخرى قد لا تكون سعيدة حقّاً.. انتهاء الحب ليس مأساويّاً لتلك الدرجة.. هو كذلك مجرّد حدث مؤقّت.. يليه، بعد وقت، حبّ جديد..الحروب.. مهما عظم تصويرها في الأفلام، تبقى غير منصفةٍ بحقّ ما يحدث في الواقع.. الدّم في الشاشة لا رائحة له. الجثث مهما اقتربت منها الكاميرا، تبقى بعيدة عنّا.. الأفلام تروي التاريخ كما تشاء.. تختار الضحايا والجناة وفقاً لمقاييسها الخاصّة.. الأفلام مليئة بالترّهات..خوفٌ شديدٌ باغتني فجأة.. وأنا أسير وحدي في الممرّ الطويل، قرّرت أن أكتب نصّاً في ذمّ الأفلام.
Published on July 12, 2012 23:41
June 13, 2012
ثورة الأحلام البسيطة
نشرت في شباب السّفير
( إلى أ.م )
صديقي يدخّن السجائر بشراهةٍ، ويحبّ شرب العرق من وقتٍ إلى آخر.. لصديقي أحلامٌ بسيطةٌ جدّاً..هو فقط يحبّ أن يقول ما يشاء وقت ما يشاء.. له أصدقاء كثر، أحلامهم بسيطة كذلك.. هم أيضاً يودّون فقط أن يقولوا ما يشاؤون..ذات يوم، قرّروا.. فاشتعلت ثورتهم.. واشتعلت حربٌ لإسكاتها.. مات بعضهم من أجل تلك الأحلام البسيطة.. صديقي يقول أنّه هو الآخر قد يموت قريباً.صديقي يدخّن السجائر بشراهةٍ ويحبّ شرب العرق.. كان له قلبٌ طيّب، لكن حين مات أصدقاؤه الطّيبون، بات يكره العالم.. صديقي كان يحبّ الشعر والموسيقى ذات يوم.. غير أنّه، حين يكون الموت قريباً، لا يعود ثمّة وقتٌ لذلك.. صديقي، كل مساءٍ، يحصي عدد أصدقائه الّذين ما زالوا..صديقي كان له لونٌ مفضّل لم يعد يتذكّره.. وكان الشّتاء وقته الأحبّ كلّ عام..غير أنّه، منذ بدأ القتل في البلاد، بات لا يلاحظ تعاقب الفصول.. المبالاة بالطّقس رفاهيةٌ..صديقي كان يلتقي حبيبته في أروقة المدينة.. كان ينتظر أن تغفل عنهما عيون المارّة ليسترق عناقاً سرّيّاً أو لمسة يد.. صديقي يمرّ الآن في ذات الأماكن وحيداً وخائفاً.. رجفة تعبر يديه.. ذات اليدين الّلتين كانتا تتوقان للحب ذات يوم.. صديقي كان يقرأ كتب الفلسفة.. كان يجلس لساعات على شاطئ البحر متحدّثاً عن "نظريّة الشك"، بعينين تلمعان باليقين.. صديقي الآن لم يعد يؤمن بأيّة نظريّات.. ولم تعد عيناه تلمعان...صديقي يدخّن السجائر بشراهةٍ ويحبّ أن يشرب العرق من وقتٍ إلى آخر.. لصديقي أحلامٌ بسيطةٌ..هو فقط يودّ أن يقول ما يشاء وقت ما يشاء.. صديقي يحصي عدد أصدقائه الّذين ما زالوا.. ويقول أنّه هو الآخر قد يموت قريباً..
( إلى أ.م )
صديقي يدخّن السجائر بشراهةٍ، ويحبّ شرب العرق من وقتٍ إلى آخر.. لصديقي أحلامٌ بسيطةٌ جدّاً..هو فقط يحبّ أن يقول ما يشاء وقت ما يشاء.. له أصدقاء كثر، أحلامهم بسيطة كذلك.. هم أيضاً يودّون فقط أن يقولوا ما يشاؤون..ذات يوم، قرّروا.. فاشتعلت ثورتهم.. واشتعلت حربٌ لإسكاتها.. مات بعضهم من أجل تلك الأحلام البسيطة.. صديقي يقول أنّه هو الآخر قد يموت قريباً.صديقي يدخّن السجائر بشراهةٍ ويحبّ شرب العرق.. كان له قلبٌ طيّب، لكن حين مات أصدقاؤه الطّيبون، بات يكره العالم.. صديقي كان يحبّ الشعر والموسيقى ذات يوم.. غير أنّه، حين يكون الموت قريباً، لا يعود ثمّة وقتٌ لذلك.. صديقي، كل مساءٍ، يحصي عدد أصدقائه الّذين ما زالوا..صديقي كان له لونٌ مفضّل لم يعد يتذكّره.. وكان الشّتاء وقته الأحبّ كلّ عام..غير أنّه، منذ بدأ القتل في البلاد، بات لا يلاحظ تعاقب الفصول.. المبالاة بالطّقس رفاهيةٌ..صديقي كان يلتقي حبيبته في أروقة المدينة.. كان ينتظر أن تغفل عنهما عيون المارّة ليسترق عناقاً سرّيّاً أو لمسة يد.. صديقي يمرّ الآن في ذات الأماكن وحيداً وخائفاً.. رجفة تعبر يديه.. ذات اليدين الّلتين كانتا تتوقان للحب ذات يوم.. صديقي كان يقرأ كتب الفلسفة.. كان يجلس لساعات على شاطئ البحر متحدّثاً عن "نظريّة الشك"، بعينين تلمعان باليقين.. صديقي الآن لم يعد يؤمن بأيّة نظريّات.. ولم تعد عيناه تلمعان...صديقي يدخّن السجائر بشراهةٍ ويحبّ أن يشرب العرق من وقتٍ إلى آخر.. لصديقي أحلامٌ بسيطةٌ..هو فقط يودّ أن يقول ما يشاء وقت ما يشاء.. صديقي يحصي عدد أصدقائه الّذين ما زالوا.. ويقول أنّه هو الآخر قد يموت قريباً..
Published on June 13, 2012 22:49
May 15, 2012
الرجل الّذي مات هذا الصّباح
نشرت في ملحق النهار
الجحيم
في طفولتي، أخبروني بأنّه عليّ أن أصلّي لكي لا يضعني الّله في النّار، حتّى أنّهم كانوا يقولون أنّ اللّه سوف يمدّ حبلاً من السّقف ليلاً ليخنقني إن كذبت..لم أكن أكذب كثيراً..غير أنّي كنت، كلّما استلقيت في سريري وواجهت السّقف، تملّكني خوفٌ شديد.كنت أفكّر بأبي وأمّي الّلذين لم يكونا يصلّيان خمس مرّاتٍ في اليوم وكنت أشعر بالكثير من الحزن إذ أتخيّلهما يحترقان في الجحيم. كان ذلك شعوراً شديد القساوة..كنت طفلةً.. فصدّقت ذلك بسهولة، وحزنت لوقتٍ طويل.الآن.. أشعر أنّي تحرّرت من الخوف والقلق والحزن ذاك.. لكنّي كثيراً ما أتمنّى لو أنّهم لم يخيفوني بهذه الطّريقة حين كنت صغيرة، لأنّه كان من الممكن أن أمضي ليالٍ كثيرة وأنا أتخيّل، قبل أن أغفو، أشياء أجمل من حبلٍ يمتدّ من سقف الغرفة.
الآن أتخيّل أشياء أجمل، ولا أبالي بأسباب الوجود..
*
الكون
قرب الشاطئ، جلسنا نتحدّث عن الكون.. فكّرا في حياة الذباب، قال عبدالله.. ما الّذي يغيّره موت ذبابةٍ في هذا العالم الكبير؟ فكّرا في الفايروسات الّتي تعيش بضع ساعات فقط.. نحن، البشر، فايروسات كذلك.. لا أكثر..لسنا فايروسات، قال حسين معترضاً.. لغزنا الكبير هو الوعي.. وعي الإنسان لنفسه.. عرّفوا لي الوعي، أعرّف لكم الّله..على مقربةٍ منّا، كان الموج لا يزال يصطدم بالشاطئ، غير عابئٍ بأحاديثنا، نحن الثلاثة، الجالسين نناقش الكون، حول طاولةٍ صغيرةٍ، في هذا العالم الكبير.
*
الحياة
هي هكذا ببساطة: الوحيد يرى سريره الفارغ جحيماً، والمتزوّج يتذمّر، بعد حينٍ، من ضيق السّرير.. العامل يتذمّر من قوانين العمل، والعاطل عن العمل يشتاق يوم كانت تفرض عليه القوانين. الوحيدة تحلم بقصّة عشقٍ جديدة، والعاشقون، الماضون في صراعاتهم اليوميّة، يشتاقون يوم كانوا وحيدين..هي هكذا ببساطة:ليس ثمّة سعادة في نهاية الطّريق.
*
خيارات
في الطّريق أمامي خياران: أن أستمع إلى الموسيقى أو لا أفعل..في الحالتين، أصل إلى حيث أذهب.. في البيت أمامي خياران: أن أفتح النّافذة أو أبقيها مغلقةً.. في الحالتين، الهواء لا يبالي بقراري..الآن أمامي خياران: أن أتّصل بك أو لا أفعل..في الحالتين سوف يمضي اليوم ويأتي الغد. في الليل خياراتي الصّغيرة تلك تتحوّل أحلاماً أو كوابيس.. في الّليل فقط، أدرك الفرق..
*
الكاميرا
تغادرني الكاميرا.. تصعد إلى أعلى.. خارج المدينة.. إلى أعلى.. خارج الكرة الأرضية.. خارج الكون.. فأًصبح تقريباً لا شيء.الموسيقى الّتي أسمعها في سيّارة مغلقة النّوافذ لا يسمعها أحدٌ غيري. الإشارة الحمراء الّتي أتوقّف عندها.. ضوؤها، من على علوّ غيمة، يكاد ينتفي تماماً.. قلبي الّذي ينبض، هو الآخر لا يسمعه أحدٌ سواي..تغادرني الكاميرا، نحو أبعد، نحو أعلى، حتّى لا يعود يسمعني أو يراني أحد، حتّى أصبح تقريباُ لا شيء.
*
صباحٌ آخر
الآن، أما وقد استيقظت، فها إنّي أفكّر، بكلّ جدّيةٍ، بالأشياء الّتي تزعجني هذا اليوم.. أسترجع الأفكار الّتي رافقتني نحو النّوم ليلة أمس.. والأثر الّذي تركته أحلام الّليل في قلبي.. وأعرف: غداً سوف يأتي صباحٌ آخر وسأفكّر بالأشياء نفسها أو بأشياء أخرى، بذات الجدّيّة، كأنّ كلّ يوم هو الأهمّ من بين الأيّام..رغم ذلك كلّ يوم أتذمّر، بذات الجدّيّة، من ملل الحياة.
*
الفيلم
الرّجل الّذي مات هذا الصّباح أصبح بطلاً في التلفاز هذا المساء.. في الصّباح، كان يقول أشياء عن نفسه.. في المساء أحدهم يتحدّث عنه بصيغة الماضي.
من النّافذةيصلني صوت العصافيرالّتي تستمرّ من بعده
الرّجل الّذي مات هذا الصّباح ربّما لن يعرف نهاية الفيلم، الّذي لا نعرف إن كان سينتهي حقّاً.. وحده الّله يعرف النّهايات لأنّه هو الّذي يضعها.
الرّجل الّذي مات هذا الصّباحسريره الأن هادئوقلبه كذلك.
Published on May 15, 2012 10:56
March 16, 2012
تطفّل
نشرت في ملحق النهار
العنكبوت
يبني بيته في زاوية غرفتيدون استئذان
*
بحيرة
بحيرة باردة –على المياه انعكاسي يرتجف
*
ظلّ
ظلّي على الأرضغير سعيدغير حزين
*
قسوة
وردةظلّهاينعكس على صخرة
*
الربيع
أفتح النّافذة – مع الموسيقى صوت العصافير
*
خيارات
يتنشّقها عابرونويتجاهلها آخرون –ورود الرّصيف
*
ظلّ 2
ظلّها لا رائحة له –الوردة
*
الربيع 2
تأتي وتذهبدون أن تُحدِث صوتاً –سُحب السّماء
*
طرقات
الطريق قصيرٌ أمامي طويلٌأمام النّملة
Published on March 16, 2012 22:39
February 6, 2012
من دونك هذا المساء
هكذا إذن..ليس عليّ أن أنصتلصوت قدميك حين تأتيلأفتح لك الباب مسبقاًلأنّك لن تأتيهذا المساء..وليس علينا أن نتشاجر لنختار أغنيةً..ها أنا أستمع إلى الأغانيمن دونكهذا المساء..
لا أعرف ما تفعله الآن..هل تجلس في زاويةٍ وتفكّر؟هل تنظر صوب النّافذة؟هل ثمّة نافذة أصلاً؟هل يسمحون لك أن تدخّن السّجائر؟هل يسمحون لكبورقةٍ وقلم؟
كنت، كلّما غادرت،تنظر إليّ قبل أن أغلق البابوتقول لي: "لستِ وحدكِ"..إذنلماذا تركتني وحيدةًهذا المساء..
أرهم تلك الخريطة الّتي وشمتها على صدركلعلّهم يفهمون..
في المرّة الأخيرة الّتي رأيتك فيهاأخبرتني أنّك سعيدٌ جدّاً..لماذا جعلتني أطمئن عليك إلى هذا الحد؟
ها أنت الآن..بلا هاتفٍ يزعجكبلا بشرٍ يلهونك عن أفكارك الكثيرةبلا أصواتنا تؤنّبك على أخطائك..ها أنت بلا صوت فيروز تتذمّر من حزنه الكثيف..فقط لو تعلم..فيروز تبدو أكثر أكثر حزناًهذا المساء
هذا الصّباحلم أستطع أن أكتم دموعيإذ تخيّلت طفلاً في سجن..
قلبي فارغٌكالسّماء..والمدينة معتمة من دونكوالطّريق إلى الغديبدو طويلاً..
لو أنّي عانقتك مرّة واحدة بعدقبل أن تغادر..لو أنّي قلت لك أشياء أكثرفي المرّة الأخيرة..لو أنّني حاولت أكثرأن أنقذك ممّا سيأتي..لو أنّ حدسيكان أقوى..
لماذا قمت بقتل الStand-up comedianالّذي كنت تحلم أن تكونه؟
لماذا وعدتني بأنّك لن تختفي بتاتاً؟وقلت لي أنّ كل شيء سيكون على ما يرام؟هاتفك الآن ليس متوفّراً..ويدك الّتي كانت تحيط بي حين أحزنليست متوفّرة هي الأخرى..وأفكارك الغريبة الّتي كانت تجعلني أضحكتدور في رأسك وحدك أنت فقط..
هكذا إذن..ليس عليّ أن أنتظر..لأنّك لن تأتي هذا المساءقد أصحو في منتصف الّليلعلى رسالةٍ في هاتفيفأتمنّى أن تكون أنتوقد لا تكون أنت..أو قد تكون..
رسالةٌ واحدةٌ
تكفيني منك
هذا المساء..
Published on February 06, 2012 08:34
December 23, 2011
من وحي الهايكو
نص مشترك مع حسين العبرينشر في ملحق النهار
سكون
ينهش الدودعيني وأنا لاأتحرك،في القبر.
* وحدي
ليل،مقهى، أبدّل مقعديلأواجه القمر.
*
إنتظار
في انتظارها كوب القهوةممتلئالقلب فارغ.
*
رياح
رياح خفيفة، سحابة تائهة،ينفرج طرفاعباءتها.
*
نشرة الطقس
السماء صافيةفي الخارج..في قلبيالجوّ غائم.
*
في الطّريق
في الطريق، سيارة ذاهبة سيارة قادمة.
*
حصار
سورٌ حولالمقبرة –هل صوتالموتىيصل أخفض؟
*
عتمة
البحر أسود،السّماءحالكة –القمر مختبئٌخلف غيمة.
سكون
ينهش الدودعيني وأنا لاأتحرك،في القبر.
* وحدي
ليل،مقهى، أبدّل مقعديلأواجه القمر.
*
إنتظار
في انتظارها كوب القهوةممتلئالقلب فارغ.
*
رياح
رياح خفيفة، سحابة تائهة،ينفرج طرفاعباءتها.
*
نشرة الطقس
السماء صافيةفي الخارج..في قلبيالجوّ غائم.
*
في الطّريق
في الطريق، سيارة ذاهبة سيارة قادمة.
*
حصار
سورٌ حولالمقبرة –هل صوتالموتىيصل أخفض؟
*
عتمة
البحر أسود،السّماءحالكة –القمر مختبئٌخلف غيمة.
Published on December 23, 2011 17:39
October 20, 2011
في شارع الحمراء سرّ ما
نشرت في شباب السفير
أعود إليه بعد وقت طويل
قلقة من ألاّ يعرفني
فيعطيني إشارة ما:
كأن ألتقي بالصدفة وجهاً أعرفه
أو أذهب إلى مقهى
فأجد مقعدي المفضل في انتظاري
أحتار أحياناً:
هل لي ذكريات فيه
أم له ذكريات فيّ؟
هل هذه الّتي تتدفّق من كلّ مكانٍ فجأةً
ذكرياتي
أم ذكرياته؟
لماذا هذا الحزن كلّما غادرت؟
كأنّ روحي تكتمل إذ أعود
وتنقص مجدّداً
إذ أرحل
كيف رغم تراكم الذكريات
في نفس الأماكن
عاماً بعد عام
كيف أسترجع كلّ ذكرى بوضوح
كما لو أنّها الوحيدة؟
هو لا يُنسيني همومي حقّاً
يسرقها منّي لبعض الوقت فقط
تأخذ مؤقّتاً
شكل لوحة معلقة على حائط في مقهى
أو شكل شجرة
تقف بحيادية
على طرف الرصيف
فيه غموض رجل سبعينيّ
يرفض أن يروي ذكريات حياته لأحد
فيه وضوح نظرة حبًّ
بين عاشقين جديدين
فيه فرحة طفل بلعبةٍ جديدةٍ
وحزن شحّاذٍ
يغفو على بلاطٍ بارد
فيه أسئلة كثيرة
كأسئلتنا عن الوجود
لا تُجاب
سرّ ما
يجعلني حين أعود إليه بعد وقتٍ طويل
أشعر أنّي
بالأمس فقط
كنت هناك
سرٌّ ما
يجعلني كلّما غادرت
أتأمّله بحزنٍ
كما لو أنّها المرّة الأخيرة
أعود إليه بعد وقت طويل
قلقة من ألاّ يعرفني
فيعطيني إشارة ما:
كأن ألتقي بالصدفة وجهاً أعرفه
أو أذهب إلى مقهى
فأجد مقعدي المفضل في انتظاري
أحتار أحياناً:
هل لي ذكريات فيه
أم له ذكريات فيّ؟
هل هذه الّتي تتدفّق من كلّ مكانٍ فجأةً
ذكرياتي
أم ذكرياته؟
لماذا هذا الحزن كلّما غادرت؟
كأنّ روحي تكتمل إذ أعود
وتنقص مجدّداً
إذ أرحل
كيف رغم تراكم الذكريات
في نفس الأماكن
عاماً بعد عام
كيف أسترجع كلّ ذكرى بوضوح
كما لو أنّها الوحيدة؟
هو لا يُنسيني همومي حقّاً
يسرقها منّي لبعض الوقت فقط
تأخذ مؤقّتاً
شكل لوحة معلقة على حائط في مقهى
أو شكل شجرة
تقف بحيادية
على طرف الرصيف
فيه غموض رجل سبعينيّ
يرفض أن يروي ذكريات حياته لأحد
فيه وضوح نظرة حبًّ
بين عاشقين جديدين
فيه فرحة طفل بلعبةٍ جديدةٍ
وحزن شحّاذٍ
يغفو على بلاطٍ بارد
فيه أسئلة كثيرة
كأسئلتنا عن الوجود
لا تُجاب
سرّ ما
يجعلني حين أعود إليه بعد وقتٍ طويل
أشعر أنّي
بالأمس فقط
كنت هناك
سرٌّ ما
يجعلني كلّما غادرت
أتأمّله بحزنٍ
كما لو أنّها المرّة الأخيرة
Published on October 20, 2011 05:37
September 10, 2011
دمشق
نشرت في ملحق النهار
(إلى هالا محمّد) لم نكن نعرف أنّ دموعنا الّتي سقطت ذاك اليومكانت أشبه بحدسٍ مبكرٍلحزنٍ سيجتاح المدينة بعد حينوعدتك حينها أنّ كل شيءٍ سيكون على ما يراملم أكن أعرف أنّ فراشاتك الملوّنة الّتي كانت تحلّق حولناستهشّم في مجزرةٍ جماعيّةٍيرتكبها أولئك الّذين لم يتأمّلوا يوماً في أرواح الفراشاتولم يعرفوا من الألوان إلّا ما يصنعونه من أحمر الدّماء*كانت ابتسامتنا للكاميرا حقيقيّةلكنّ من يحدّق جيّداً في الصّورةيرى اللمعة في عيوننا من أثر الدّموع
حين غادرنااعتقدنا أنّ المدينة تبتسم أيضاًلعلّنا فقط لم نحدّق جيّداً*لكنّ دمشق ليست لهمدمشق لبائع الأفلام المتجوّل قرب فندق الشّامدمشق لبائع الترمس والذرة في الصّالحيّة*دمشقكأس نبيذٍ في باب توماوصوت فيروز يصدح من محلّ ثيابٍ في شارع الحمراء*دمشق زحمة سوق الحميديّةوسيّارات التاكسي الصّفراء في كلّ مكان*الكابوس ليس ما نراه أثناء نومناالكابوسما نراه أثناء صحونا ولا نصدّق أنّه يحدث*لكنّ الخوف لم يعد عُملة للتداول في المدينة*والفراشاتإن وضعوها في سجنٍظلّت تحلّق بحثاً عن نافذةٍ
وإن أغمّوا عينيهاظلّت تحلم بالضّوء*الأرواحلا تكبّل بالأصفاد*الأحلام لا تُقصف بالدّبابات*المدينة لن تكون بلونٍ واحدٍ كما يريدونالمدينةملوّنة ملوّنةكالفراشات*قد لا أعدك الآن أنّ كلّ شيء سيكون على ما يراملكنّ الأسطورة تقولأنّ الفراشات إذ تموت قتلاًتعود أرواحها لتنتقموأنا أؤمن بذلك
(إلى هالا محمّد) لم نكن نعرف أنّ دموعنا الّتي سقطت ذاك اليومكانت أشبه بحدسٍ مبكرٍلحزنٍ سيجتاح المدينة بعد حينوعدتك حينها أنّ كل شيءٍ سيكون على ما يراملم أكن أعرف أنّ فراشاتك الملوّنة الّتي كانت تحلّق حولناستهشّم في مجزرةٍ جماعيّةٍيرتكبها أولئك الّذين لم يتأمّلوا يوماً في أرواح الفراشاتولم يعرفوا من الألوان إلّا ما يصنعونه من أحمر الدّماء*كانت ابتسامتنا للكاميرا حقيقيّةلكنّ من يحدّق جيّداً في الصّورةيرى اللمعة في عيوننا من أثر الدّموع
حين غادرنااعتقدنا أنّ المدينة تبتسم أيضاًلعلّنا فقط لم نحدّق جيّداً*لكنّ دمشق ليست لهمدمشق لبائع الأفلام المتجوّل قرب فندق الشّامدمشق لبائع الترمس والذرة في الصّالحيّة*دمشقكأس نبيذٍ في باب توماوصوت فيروز يصدح من محلّ ثيابٍ في شارع الحمراء*دمشق زحمة سوق الحميديّةوسيّارات التاكسي الصّفراء في كلّ مكان*الكابوس ليس ما نراه أثناء نومناالكابوسما نراه أثناء صحونا ولا نصدّق أنّه يحدث*لكنّ الخوف لم يعد عُملة للتداول في المدينة*والفراشاتإن وضعوها في سجنٍظلّت تحلّق بحثاً عن نافذةٍ
وإن أغمّوا عينيهاظلّت تحلم بالضّوء*الأرواحلا تكبّل بالأصفاد*الأحلام لا تُقصف بالدّبابات*المدينة لن تكون بلونٍ واحدٍ كما يريدونالمدينةملوّنة ملوّنةكالفراشات*قد لا أعدك الآن أنّ كلّ شيء سيكون على ما يراملكنّ الأسطورة تقولأنّ الفراشات إذ تموت قتلاًتعود أرواحها لتنتقموأنا أؤمن بذلك
Published on September 10, 2011 00:03