من دونك هذا المساء
هكذا إذن..ليس عليّ أن أنصتلصوت قدميك حين تأتيلأفتح لك الباب مسبقاًلأنّك لن تأتيهذا المساء..وليس علينا أن نتشاجر لنختار أغنيةً..ها أنا أستمع إلى الأغانيمن دونكهذا المساء..
لا أعرف ما تفعله الآن..هل تجلس في زاويةٍ وتفكّر؟هل تنظر صوب النّافذة؟هل ثمّة نافذة أصلاً؟هل يسمحون لك أن تدخّن السّجائر؟هل يسمحون لكبورقةٍ وقلم؟
كنت، كلّما غادرت،تنظر إليّ قبل أن أغلق البابوتقول لي: "لستِ وحدكِ"..إذنلماذا تركتني وحيدةًهذا المساء..
أرهم تلك الخريطة الّتي وشمتها على صدركلعلّهم يفهمون..
في المرّة الأخيرة الّتي رأيتك فيهاأخبرتني أنّك سعيدٌ جدّاً..لماذا جعلتني أطمئن عليك إلى هذا الحد؟
ها أنت الآن..بلا هاتفٍ يزعجكبلا بشرٍ يلهونك عن أفكارك الكثيرةبلا أصواتنا تؤنّبك على أخطائك..ها أنت بلا صوت فيروز تتذمّر من حزنه الكثيف..فقط لو تعلم..فيروز تبدو أكثر أكثر حزناًهذا المساء
هذا الصّباحلم أستطع أن أكتم دموعيإذ تخيّلت طفلاً في سجن..
قلبي فارغٌكالسّماء..والمدينة معتمة من دونكوالطّريق إلى الغديبدو طويلاً..
لو أنّي عانقتك مرّة واحدة بعدقبل أن تغادر..لو أنّي قلت لك أشياء أكثرفي المرّة الأخيرة..لو أنّني حاولت أكثرأن أنقذك ممّا سيأتي..لو أنّ حدسيكان أقوى..
لماذا قمت بقتل الStand-up comedianالّذي كنت تحلم أن تكونه؟
لماذا وعدتني بأنّك لن تختفي بتاتاً؟وقلت لي أنّ كل شيء سيكون على ما يرام؟هاتفك الآن ليس متوفّراً..ويدك الّتي كانت تحيط بي حين أحزنليست متوفّرة هي الأخرى..وأفكارك الغريبة الّتي كانت تجعلني أضحكتدور في رأسك وحدك أنت فقط..
هكذا إذن..ليس عليّ أن أنتظر..لأنّك لن تأتي هذا المساءقد أصحو في منتصف الّليلعلى رسالةٍ في هاتفيفأتمنّى أن تكون أنتوقد لا تكون أنت..أو قد تكون..
رسالةٌ واحدةٌ
تكفيني منك
هذا المساء..
Published on February 06, 2012 08:34
No comments have been added yet.