صافي ناز كاظم's Blog, page 40
January 10, 2012
من سجلات التشويشوعادت الهلّلولة؛ "الفن والإسلام"، كأننا ع...
من سجلات التشويشوعادت الهلّلولة؛ "الفن والإسلام"، كأننا على مدى 15 قرنا من الزمن الإسلامي لم نشيّد أجمل آثار الإبداع في كل أفرع فنونه بما لايخطر على بال الزاعقين بالجهل؛ المنادين بفصل "الدين عن الفن" حتى يأخذ حضراتهم راحتهم في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف!
إنهم لا يملون، ولا يزهقون، ولا يتوقفون أبداً عن التحرش بالإسلام، تحت غطاءات مختلفة، وأحياناً من دون غطاء. إنهم يتعمدون الاستفزاز، الذي يولد الفعل غير المسؤول، والذي يدفعنا، أحياناً، إلى تكرار البدهيات، لإنعاش الذاكرة، وأحياناً أكثر إلى وضع لباب العيش في آذاننا حتى لا ندور وراءهم مستدرجين إلى المراء الفارغ. أعود إلى عدد «الأهرام» 2/1/2006، بالصفحة 12 وأنقل عنوان «المثقف ومثلث الحصار»، و«مثلث الحصار» هو اللافتة القديمة «ثالوث المحرمات»، التي ترى السياسة، والدين، والجنس، عوائق تمنع «حرية» الإبداع. والمقال المذكور، مثل غيره من تراث المتكلمين عن «الثالوث» السالف ذكره، يتدلل على «السياسة» ويتعلق برقبة «السلطة»، يزغدها زغدة ويقبلها عشراً، وهو متدفئ في حضنها، توطئة لتسديد القبضة للضرب العنيف على ما أصبح يسمى: «المؤسسة الدينية». ولأن الأزهر الشريف قد أخذ حماية مؤكدة من السلطة السياسية، لذلك أصبح لازماً على الأساتذة، الخاطفين للساحة الثقافية في مصر، أن ينوهوا بأدب إلى أن المقصود ليس «الأزهر الشريف». ما هو المقصود إذن؟ المقصود في هذه المقولة العامة الهلامية، التي يمكن أن تسدد إلى كل صوب: «... ذلك الاتجاه المتزايد لاعتبار الدين هو المرجعية الأولى والأخيرة في كل شيء...»، أما ما هو توصيف هذه «المؤسسة الدينية»، التي ليست «المؤسسة الرسمية أي الأزهر الشريف»؟ فإنها: «...علاقة هذا الاتجاه الديني مع رجال الثقافة والفكر» التي «لا يمكن أن تكون علاقة جدل وحوار، فرجل الدين يرى الأشياء دائماً بمنظور الحق والباطل، والحياة السياسية لا تقوم إلا على الرأي، والرأي الآخر...»، ومع تصحيح مقولة "رجل الدين" إلى ما نعرفه في إسلامنا بـ "عالم الدين"، أقف لأفهم هذه الجملة البهلوانية، التي تتكلم عن علاقة الاتجاه الديني مع «رجال الثقافة والفكر» والتي لا يمكن أن تكون علاقة جدل وحوار، ذلك لأن «رجل الدين يرى الأشياء دائماً بمنظور الحق والباطل»، ثم حين نتوقع أن نقرأ تكملة المقارنة بجملة «والحياة الثقافية...إلخ»، نجد التكملة قد شطت وعادت إلى «والحياة السياسية لا تقوم إلا على الرأي والرأي الآخر»! وعندما نتغاضى عن مصطلحات مغالطة وخطأ مثل «رجل الدين» و«رجل الثقافة»، إذ أن معظم تراثنا الإسلامي يوحد تماماً بين «عالم الدين» و«رجل الثقافة»، لا يمكننا أن نمرر تعارض «منظور الحق والباطل» و«الرأي والرأي الآخر»، فما «الحق» و«الباطل» إلا «رأي» و«رأي آخر»، أليس كذلك يا أولى الألباب أم ماذا؟
لقد تمت «المحاصرة» فعلاً من قبل أقل الناس علماً وثقافة وأدباً، وأصبحوا هم، رغم أقليتهم الضئيلة، الأعلى صوتاً ونفيراً، مما جعل العقلاء وغالبية الناس، القابضة على عقيدتها الإيمانية، تدير ظهرها للصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية، إلا من رحم ربي، حماية لآذانها واتقاء للتحرشات المسؤولة عن ردود الأفعال التي لا تملك كبح جماحها أمام الاستفزازات المستمرة، والتي وصلت في بلادنا حد الحديث عن حقوق «المثليين»، نعم هذا حدث بالفعل ومن لا يصدقني أسوق له هذا المثال من عدد مجلة مصرية،(احتفظ باسمها ولدي نسخة من عددها)، حين قالت يومها من قالت (صفحة 116)، في موضوعات «الهوية والأديان»، إن مسرحنا لا يستطيع مناقشة: «... بعض الحقوق التي أصبحت في العالم الغربي، مثل المثلية الجنسية والتي يمكن أن يعبر عنها في مسارح أوروبا، بينما في مصر لا نستطيع مناقشتها على خشبة المسرح بالرغم من وجود مثليين في مصر، فلدينا قدرة غريبة على القضاء على حرية التفكير والتعبير المسرحي بفكره وجسده...»، ثم أفادت: «على المسرح أن يتوسع عبر البصر ويتخلص من الحياء الذي يلازمه وأن يتحرر من فكرة العيب المتأصلة تماماً منذ الطفولة في ثقافتنا العربية...». وكان هذا تقريباً ما أوصى به المقال المنشور في 2/1/2006 بجريدة «الأهرام» وأشار إليه بمصطلح «تقاليدنا الشرقية» التي علينا التخلص منها!
والله أنا زهقت ومليت، لكن لا يجوز أن نكون «كصاحب الحوت»، ولنصبرن بتسبيح «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
إنهم لا يملون، ولا يزهقون، ولا يتوقفون أبداً عن التحرش بالإسلام، تحت غطاءات مختلفة، وأحياناً من دون غطاء. إنهم يتعمدون الاستفزاز، الذي يولد الفعل غير المسؤول، والذي يدفعنا، أحياناً، إلى تكرار البدهيات، لإنعاش الذاكرة، وأحياناً أكثر إلى وضع لباب العيش في آذاننا حتى لا ندور وراءهم مستدرجين إلى المراء الفارغ. أعود إلى عدد «الأهرام» 2/1/2006، بالصفحة 12 وأنقل عنوان «المثقف ومثلث الحصار»، و«مثلث الحصار» هو اللافتة القديمة «ثالوث المحرمات»، التي ترى السياسة، والدين، والجنس، عوائق تمنع «حرية» الإبداع. والمقال المذكور، مثل غيره من تراث المتكلمين عن «الثالوث» السالف ذكره، يتدلل على «السياسة» ويتعلق برقبة «السلطة»، يزغدها زغدة ويقبلها عشراً، وهو متدفئ في حضنها، توطئة لتسديد القبضة للضرب العنيف على ما أصبح يسمى: «المؤسسة الدينية». ولأن الأزهر الشريف قد أخذ حماية مؤكدة من السلطة السياسية، لذلك أصبح لازماً على الأساتذة، الخاطفين للساحة الثقافية في مصر، أن ينوهوا بأدب إلى أن المقصود ليس «الأزهر الشريف». ما هو المقصود إذن؟ المقصود في هذه المقولة العامة الهلامية، التي يمكن أن تسدد إلى كل صوب: «... ذلك الاتجاه المتزايد لاعتبار الدين هو المرجعية الأولى والأخيرة في كل شيء...»، أما ما هو توصيف هذه «المؤسسة الدينية»، التي ليست «المؤسسة الرسمية أي الأزهر الشريف»؟ فإنها: «...علاقة هذا الاتجاه الديني مع رجال الثقافة والفكر» التي «لا يمكن أن تكون علاقة جدل وحوار، فرجل الدين يرى الأشياء دائماً بمنظور الحق والباطل، والحياة السياسية لا تقوم إلا على الرأي، والرأي الآخر...»، ومع تصحيح مقولة "رجل الدين" إلى ما نعرفه في إسلامنا بـ "عالم الدين"، أقف لأفهم هذه الجملة البهلوانية، التي تتكلم عن علاقة الاتجاه الديني مع «رجال الثقافة والفكر» والتي لا يمكن أن تكون علاقة جدل وحوار، ذلك لأن «رجل الدين يرى الأشياء دائماً بمنظور الحق والباطل»، ثم حين نتوقع أن نقرأ تكملة المقارنة بجملة «والحياة الثقافية...إلخ»، نجد التكملة قد شطت وعادت إلى «والحياة السياسية لا تقوم إلا على الرأي والرأي الآخر»! وعندما نتغاضى عن مصطلحات مغالطة وخطأ مثل «رجل الدين» و«رجل الثقافة»، إذ أن معظم تراثنا الإسلامي يوحد تماماً بين «عالم الدين» و«رجل الثقافة»، لا يمكننا أن نمرر تعارض «منظور الحق والباطل» و«الرأي والرأي الآخر»، فما «الحق» و«الباطل» إلا «رأي» و«رأي آخر»، أليس كذلك يا أولى الألباب أم ماذا؟
لقد تمت «المحاصرة» فعلاً من قبل أقل الناس علماً وثقافة وأدباً، وأصبحوا هم، رغم أقليتهم الضئيلة، الأعلى صوتاً ونفيراً، مما جعل العقلاء وغالبية الناس، القابضة على عقيدتها الإيمانية، تدير ظهرها للصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية، إلا من رحم ربي، حماية لآذانها واتقاء للتحرشات المسؤولة عن ردود الأفعال التي لا تملك كبح جماحها أمام الاستفزازات المستمرة، والتي وصلت في بلادنا حد الحديث عن حقوق «المثليين»، نعم هذا حدث بالفعل ومن لا يصدقني أسوق له هذا المثال من عدد مجلة مصرية،(احتفظ باسمها ولدي نسخة من عددها)، حين قالت يومها من قالت (صفحة 116)، في موضوعات «الهوية والأديان»، إن مسرحنا لا يستطيع مناقشة: «... بعض الحقوق التي أصبحت في العالم الغربي، مثل المثلية الجنسية والتي يمكن أن يعبر عنها في مسارح أوروبا، بينما في مصر لا نستطيع مناقشتها على خشبة المسرح بالرغم من وجود مثليين في مصر، فلدينا قدرة غريبة على القضاء على حرية التفكير والتعبير المسرحي بفكره وجسده...»، ثم أفادت: «على المسرح أن يتوسع عبر البصر ويتخلص من الحياء الذي يلازمه وأن يتحرر من فكرة العيب المتأصلة تماماً منذ الطفولة في ثقافتنا العربية...». وكان هذا تقريباً ما أوصى به المقال المنشور في 2/1/2006 بجريدة «الأهرام» وأشار إليه بمصطلح «تقاليدنا الشرقية» التي علينا التخلص منها!
والله أنا زهقت ومليت، لكن لا يجوز أن نكون «كصاحب الحوت»، ولنصبرن بتسبيح «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
Published on January 10, 2012 20:40
عباس بن فرناس: زار أحمد زويل الكيان الصهيوني المّسمى إسرا...
عباس بن فرناس: زار أحمد زويل الكيان الصهيوني المّسمى إسرائيل سنة 1993 لاستلام جائزة وولف في الكيمياء وتحدث في الكنيست وقالوا عنه أنه الثاني بعد السادات، وهذه المعلومات وأكثر تجدها في جوجل، والعمالة لها أشكالها المختلفة والمتنوّعة، وما قرأته في جوجل يكفيني لأنبذه شكلا وموضوعا، وحضرتك لك حريتك في التقدير!
Published on January 10, 2012 11:57
January 9, 2012
أستاذ نور الدين: في الساعة الرابعة والنصف عصرا قلت أن الإ...
أستاذ نور الدين: في الساعة الرابعة والنصف عصرا قلت أن الإستدعاء لم يصل، ثم وصل بعد ذلك فكتبت أنه وصل و الساعة تبين أنها السادسة والنصف تقريبا.
Published on January 09, 2012 15:06
وصل الإستدعاء بالسلامة! وعلى نوارة الإنتصار أن تذهب للمسا...
وصل الإستدعاء بالسلامة! وعلى نوارة الإنتصار أن تذهب للمساءلة الأربعاء 11 يناير 2012!
ماشاء الله!
كما قال والدها الشاعر الأصيل نجم في قصيدته عطشان يا صبايا: "سكّه ومكتوبه علينا نطويها جيل ورا جيل، ع الشوك نفرد خطاوينا، بالليل نضوي القناديل"!
وفيها كذلك: "النخل العالي مطاطي والجزع الواطي ذليل،
والنسمة إتغيّر لونها من هم الناس ياخليل.......
عطشان والنيل في بلدنا..........."!
ياربنا: ياقريبا غير بعيد، ويا شاهدا غير غائب، ويا غالبا غير مغلوب، عليك بالقتلة واللصوص وأتباعهم، ومن يؤازرهم ويواليهم ويعاونهم ويحقق لهم مآربهم في تمكين الظلم والبغي والعدوان، آآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين.
ماشاء الله!
كما قال والدها الشاعر الأصيل نجم في قصيدته عطشان يا صبايا: "سكّه ومكتوبه علينا نطويها جيل ورا جيل، ع الشوك نفرد خطاوينا، بالليل نضوي القناديل"!
وفيها كذلك: "النخل العالي مطاطي والجزع الواطي ذليل،
والنسمة إتغيّر لونها من هم الناس ياخليل.......
عطشان والنيل في بلدنا..........."!
ياربنا: ياقريبا غير بعيد، ويا شاهدا غير غائب، ويا غالبا غير مغلوب، عليك بالقتلة واللصوص وأتباعهم، ومن يؤازرهم ويواليهم ويعاونهم ويحقق لهم مآربهم في تمكين الظلم والبغي والعدوان، آآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين.
Published on January 09, 2012 08:26
للعلم لم نتسلّم أي ورقة إستدعاء لإبنتي نوارة الإنتصار أحم...
للعلم لم نتسلّم أي ورقة إستدعاء لإبنتي نوارة الإنتصار أحمد فؤاد نجم من أي جهة حتى الآن؛ وعلى أية حال نحن في انتظار هذه الإهانة التي أراها، أنا أمّها، شكلا من أشكال إستدعاء ثورة 25 يناير 2011 لمساءلتها عن أسباب إنقاذها الوطن من القتلة واللصوص!
Published on January 09, 2012 06:37
January 7, 2012
تأييدي التام لإقتراح الأستاذ كمال جاب الله، الذي نشره بجر...
تأييدي التام لإقتراح الأستاذ كمال جاب الله، الذي نشره بجريدة الأهرام 7 يناير 2012 صفحة 11، بترشيح الشهيد الحي أحمد حرارة رئيسا لجمهورية مصر العربية، فهو الذي وهب عينيه مهرا لمصرنا العزيزة، وهو الأحق بالتقدير من مندوب الكيان الصهيوني مستشار أوباما المدعو أحمق ذوليل!
حرس الله أحمد حرارة رئيسا حقيقيا أو فخريا لبلادنا الغالية، ولعنة الله على الخائنين آمين.
حرس الله أحمد حرارة رئيسا حقيقيا أو فخريا لبلادنا الغالية، ولعنة الله على الخائنين آمين.
Published on January 07, 2012 22:14
January 3, 2012
سميرة وأخواتها الباسلات العفيفاتعلى طول سجلات الجرائم وال...
سميرة وأخواتها الباسلات العفيفات
على طول سجلات الجرائم والإنتهاكات، التي عانت منها بلادنا على أيدي جلاديها، لم أسمع من قبل عن هذا الإنتهاك المروع المسمى: "كشف العذرية" الذي تعرضت له شابات مصريات باسلات عفيفات كل ذنبهن أنهن شاركن في إعتصامات ميدان التحرير السلمية المنبثقة من ثورة 25 يناير 2011.
شاهدت الباسلة سميرة ابراهيم تتكلم في ثقة وتماسك تسجل إسمها كاملا وتوثق للتاريخ تفاصيل ماحدث لها ولغيرها من الناشطات؛ "فعلوا وفعلوا وفعلوا..........!"، ثم يخذلها التماسك وهي تصف حالها تحت وطأة عذاب النّكر: "تمنيت الموت بسكتة قلبية تباغتني وتخلصني من كل هذا الهوان والمذلةّ". لم تجد سامعا ولا مُغيثا ولا تقيا يهب لنجدتها حتى أيقنت: "الشعب سوف يأخذ لي حقي!". وأخذت سميرة حكما بحقها في أخذ حقها وحق كل باسلات مصر قصاصا، ليس من مرتكبي الجرم الفادح فحسب بل ومن السافلات والسفلة الذين إختاروا الهلاك بالخوض في الأعراض من دون تأثم أو تذكر لما جاءت به آيات الذكر الحكيم في سورة النور: "إذ تلقّوْنه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم (15) ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم (16) يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين (17)" \ صدق الله العظيم.
عندما قالت الباسلة سميرة "تمنيت الموت بسكتة قلبية"!، وعندما ذكرت الباسلة هند كيف تلمسوا منها ما لا يجوز؛ جاءتني صيحة : "ويقيني الموت شئ يُرتجى"! و "ضربوا ملمس العفة مني بالعصا"! قالتها ليلى العفيفة في القرن الخامس الميلادي، قبل ظهور الإسلام بقرنين، وليلى العفيفة هي ليلى بنت لكيز بن مرة (توفيت حوالى العام 483 للميلاد) شاعرة عربية جاهلية، خطبها البراق بن روحان و يقال أنه ابن عمها، ولكن أميرا من أمراء فارس أسرها وحملها إلى بلاده، وهناك رغب إليها في الزواج منها، فامتنعت عليه، وظلت على ذلك حتى وفد عليها البراق واستنقذها من أعدائها، و تنسب إليها القصيدة التي غنتها اسمهان عام 1938 بتلحين القصبجي :
"ليت للبراق عيناً فترى ما ألاقي من بلاءٍ وعنا عُذبت أختكم يا ويلكم بعذاب النكر صبحاً ومسا غللَّوني، قيَّدوني ضربوا جسمي الناحل مني بالعصا غلِّلوني، قيِّدوني وافعلوا كل ماشئتم جميعاً من بلا فأنا كارهة بغيكم ويقيني الموت شيء يرتجى"!
لكن القصيدة الأصلية تظل الأقرب لما حل ببناتنا، بعد ستة عشر قرنا من إستغاثة ليلى بنت لكيز في العصر الجاهلي وبعد خمسة عشر قرنا من ظهور الإسلام، إذ تشرح ليلى العفيفة ماحدث لها فتقول:
"ليت للبراق عينا فترى ما ألاقي من بلاء وعناياكليبا وعقيلا إخوتي يا جنيدا أسعدوني بالبكاعُذّبت أختكم ياويلكم بعذاب النّكر صبحا ومساغللوني، قيدوني، ضربوا ملمس العفة مني بالعصا.....................................................................................................................................يابني تغلب سيروا وانصروا وذرواالغفلة عنكم والكرىواحذروا العار على أعقابكم وعليكم ما بقيتم في الدنا!"
المجد لباسلاتنا العفيفات والعار على أعقابكم وعليكم يامن لم ترعوا في بناتنا إلاً ولا ذمة: لعنكم الله في الدنيا والآخرة ولكم عذابه العظيم!
على طول سجلات الجرائم والإنتهاكات، التي عانت منها بلادنا على أيدي جلاديها، لم أسمع من قبل عن هذا الإنتهاك المروع المسمى: "كشف العذرية" الذي تعرضت له شابات مصريات باسلات عفيفات كل ذنبهن أنهن شاركن في إعتصامات ميدان التحرير السلمية المنبثقة من ثورة 25 يناير 2011.
شاهدت الباسلة سميرة ابراهيم تتكلم في ثقة وتماسك تسجل إسمها كاملا وتوثق للتاريخ تفاصيل ماحدث لها ولغيرها من الناشطات؛ "فعلوا وفعلوا وفعلوا..........!"، ثم يخذلها التماسك وهي تصف حالها تحت وطأة عذاب النّكر: "تمنيت الموت بسكتة قلبية تباغتني وتخلصني من كل هذا الهوان والمذلةّ". لم تجد سامعا ولا مُغيثا ولا تقيا يهب لنجدتها حتى أيقنت: "الشعب سوف يأخذ لي حقي!". وأخذت سميرة حكما بحقها في أخذ حقها وحق كل باسلات مصر قصاصا، ليس من مرتكبي الجرم الفادح فحسب بل ومن السافلات والسفلة الذين إختاروا الهلاك بالخوض في الأعراض من دون تأثم أو تذكر لما جاءت به آيات الذكر الحكيم في سورة النور: "إذ تلقّوْنه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم (15) ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم (16) يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين (17)" \ صدق الله العظيم.
عندما قالت الباسلة سميرة "تمنيت الموت بسكتة قلبية"!، وعندما ذكرت الباسلة هند كيف تلمسوا منها ما لا يجوز؛ جاءتني صيحة : "ويقيني الموت شئ يُرتجى"! و "ضربوا ملمس العفة مني بالعصا"! قالتها ليلى العفيفة في القرن الخامس الميلادي، قبل ظهور الإسلام بقرنين، وليلى العفيفة هي ليلى بنت لكيز بن مرة (توفيت حوالى العام 483 للميلاد) شاعرة عربية جاهلية، خطبها البراق بن روحان و يقال أنه ابن عمها، ولكن أميرا من أمراء فارس أسرها وحملها إلى بلاده، وهناك رغب إليها في الزواج منها، فامتنعت عليه، وظلت على ذلك حتى وفد عليها البراق واستنقذها من أعدائها، و تنسب إليها القصيدة التي غنتها اسمهان عام 1938 بتلحين القصبجي :
"ليت للبراق عيناً فترى ما ألاقي من بلاءٍ وعنا عُذبت أختكم يا ويلكم بعذاب النكر صبحاً ومسا غللَّوني، قيَّدوني ضربوا جسمي الناحل مني بالعصا غلِّلوني، قيِّدوني وافعلوا كل ماشئتم جميعاً من بلا فأنا كارهة بغيكم ويقيني الموت شيء يرتجى"!
لكن القصيدة الأصلية تظل الأقرب لما حل ببناتنا، بعد ستة عشر قرنا من إستغاثة ليلى بنت لكيز في العصر الجاهلي وبعد خمسة عشر قرنا من ظهور الإسلام، إذ تشرح ليلى العفيفة ماحدث لها فتقول:
"ليت للبراق عينا فترى ما ألاقي من بلاء وعناياكليبا وعقيلا إخوتي يا جنيدا أسعدوني بالبكاعُذّبت أختكم ياويلكم بعذاب النّكر صبحا ومساغللوني، قيدوني، ضربوا ملمس العفة مني بالعصا.....................................................................................................................................يابني تغلب سيروا وانصروا وذرواالغفلة عنكم والكرىواحذروا العار على أعقابكم وعليكم ما بقيتم في الدنا!"
المجد لباسلاتنا العفيفات والعار على أعقابكم وعليكم يامن لم ترعوا في بناتنا إلاً ولا ذمة: لعنكم الله في الدنيا والآخرة ولكم عذابه العظيم!
Published on January 03, 2012 15:57
December 30, 2011
لو أبطّط العش وأكسّر القش يبقى منظر جميييييييييييييييل!كا...
لو أبطّط العش وأكسّر القش يبقى منظر جميييييييييييييييل!
كان عندي حكاية، لم أكن أمل من حكايتها لطفلتي نوارة الإنتصار، أحفظها من تراث برنامج "حديث الأطفال" لبابا شارو العظيم، رحمه الله وجزاه عن إمتاع وتربية طفولة جيلي في أربعينات القرن الماضي خير الجزاء، عن ثلاثه أصحاب ساكنين "في وسط الغاب بيحبوا بعضيهم والأصدقاء العزاز: ضفدع مؤدب ظريف و جوز حمام هزاز ريشه أبيض نضيف... وفي يوم بديع الجو، اللعب فيه يحلو، كان الحمام اللطيف بينطّط الضفدع ،وجنبه عشه النضيف بالشمس متمتع، وجنبهم زهوووووور؛ الله! يا محلاها، منظر في غاية العجب والله ما أبدع: نط الحبل رياضة مفيدة نط وفط يا أجمل ضفدع"، والضفدع مبتهج يغني "أنا متشكر يا إخواني يااللي وجودكم أنس وفرحة نط الحبل صحيح خلاني زي البمب في أجمد صحة!". وتقول الحكاية أنهم وهم على هذا الحال "ربك مفرّحهم" جاء فيل "تخين قوام وراح مفركشهم"، متباهيا يغني: "أنا يابني الفيل أبو زلومة ونيابه العاج الأنتيكه، أنا صاحب القوة المفهومة في أوروبا ومصر وأمريكا، أنا أنا أناااااااااا يابني الفيل أبو زلومة!"، وراح الفيل يتلفّت باحثا: "أنا كنت سامع هنا أصوات موسيقى وغُنا، راحوا فين المجانين هربوا مني الملاعين؟"، لكنه لاحظ عش زغاليل الحمام : "وده إيه ده اللي مرمي هناك؟ عش الزغاليل؟ هاااااه!"، وواتته فكرة ظنها عبقرية: "لو أبطط العش وأكسر القش يبقى منظر جميييييييييييل يا أصدقائي الصغار ويفهم الزغاليل إني فيل جبار فيبطلوا التهليل والرقص والمزمار!"، وراح من فوره ينفذ جريمته بهمة القوة المفرطة مغنيا في إنسجام: "إتبطط يا عش، إتكسّر ياقش، ها ها هاااااااااا، ده أنا يابني الفيل أبو زلوماااااااااااه!". بعدها نسمع نهنهة الحمام يبكي فلذة كبده الشهداء: "عملنا إييييييه للفيل لما يعذبنا؟ ونابه إيييييييه الغبي من قتل زغاليلنا؟"، فيرد الضفدع في حسم: "الفيل ده مُجرم قوي ولكل مجرم عقااااااااب!".
ويتفتق ذهن الضفدع عن حفر حفرة كبيرة يعلو عندها صوت نقيقه؛ حتى يتصور الفيل أن بها ماء، حين يظمأ بعد أن يصاب بالعمى من جراء "تخزيق" الحمام لعينيه، فيقع في الحفرة وينال القصاص المرجو جزاء جرمه الفاحش في قتل الزغاليل. عندما كنت أصل إلى هذه النهاية للفيل كانت طفلتي "نوارة" تصرخ باكية محتجة بشدة: "لأ لأ لأ مس يخزقوا عنين الفيل!"، ولا يجدي معها: "يانوارة ده مجرم قتل ولاد الحمام لازم يتعاقب!"، تدبدب مواصلة بكاءها المحتج: "مِس يخزقوا عنين الفيل!"، "يا بنتيييييييي!"، "لأاااااااه مِس يخزقوا عنين الفيل!". وإزاء إصرارها كان عليّ أن أغير النهاية وأقول إن الفيل عندما وجد الحمام طائرا نحوه والغضب يجعله يهز جناحيه بعصبية خاف على عينيه و رفع زلومته متأسفا، فقبل الحمام أسفه وتنازل عن حقه، ولم يأبه للفتوى الشارحة بأن الأسف غير الإعتذار، عندها تاب الفيل عن غرور قوّته و توقف عدوانه و أصبح متعاطفا مع الضعفاء مساعدا لهم ملبيا لمطالبهم، محتفظا بعينيه سليمتين حتى أنه لم تلزمه أبدا،بعد ذلك، نظارة طيلة حياته!
كان عندي حكاية، لم أكن أمل من حكايتها لطفلتي نوارة الإنتصار، أحفظها من تراث برنامج "حديث الأطفال" لبابا شارو العظيم، رحمه الله وجزاه عن إمتاع وتربية طفولة جيلي في أربعينات القرن الماضي خير الجزاء، عن ثلاثه أصحاب ساكنين "في وسط الغاب بيحبوا بعضيهم والأصدقاء العزاز: ضفدع مؤدب ظريف و جوز حمام هزاز ريشه أبيض نضيف... وفي يوم بديع الجو، اللعب فيه يحلو، كان الحمام اللطيف بينطّط الضفدع ،وجنبه عشه النضيف بالشمس متمتع، وجنبهم زهوووووور؛ الله! يا محلاها، منظر في غاية العجب والله ما أبدع: نط الحبل رياضة مفيدة نط وفط يا أجمل ضفدع"، والضفدع مبتهج يغني "أنا متشكر يا إخواني يااللي وجودكم أنس وفرحة نط الحبل صحيح خلاني زي البمب في أجمد صحة!". وتقول الحكاية أنهم وهم على هذا الحال "ربك مفرّحهم" جاء فيل "تخين قوام وراح مفركشهم"، متباهيا يغني: "أنا يابني الفيل أبو زلومة ونيابه العاج الأنتيكه، أنا صاحب القوة المفهومة في أوروبا ومصر وأمريكا، أنا أنا أناااااااااا يابني الفيل أبو زلومة!"، وراح الفيل يتلفّت باحثا: "أنا كنت سامع هنا أصوات موسيقى وغُنا، راحوا فين المجانين هربوا مني الملاعين؟"، لكنه لاحظ عش زغاليل الحمام : "وده إيه ده اللي مرمي هناك؟ عش الزغاليل؟ هاااااه!"، وواتته فكرة ظنها عبقرية: "لو أبطط العش وأكسر القش يبقى منظر جميييييييييييل يا أصدقائي الصغار ويفهم الزغاليل إني فيل جبار فيبطلوا التهليل والرقص والمزمار!"، وراح من فوره ينفذ جريمته بهمة القوة المفرطة مغنيا في إنسجام: "إتبطط يا عش، إتكسّر ياقش، ها ها هاااااااااا، ده أنا يابني الفيل أبو زلوماااااااااااه!". بعدها نسمع نهنهة الحمام يبكي فلذة كبده الشهداء: "عملنا إييييييه للفيل لما يعذبنا؟ ونابه إيييييييه الغبي من قتل زغاليلنا؟"، فيرد الضفدع في حسم: "الفيل ده مُجرم قوي ولكل مجرم عقااااااااب!".
ويتفتق ذهن الضفدع عن حفر حفرة كبيرة يعلو عندها صوت نقيقه؛ حتى يتصور الفيل أن بها ماء، حين يظمأ بعد أن يصاب بالعمى من جراء "تخزيق" الحمام لعينيه، فيقع في الحفرة وينال القصاص المرجو جزاء جرمه الفاحش في قتل الزغاليل. عندما كنت أصل إلى هذه النهاية للفيل كانت طفلتي "نوارة" تصرخ باكية محتجة بشدة: "لأ لأ لأ مس يخزقوا عنين الفيل!"، ولا يجدي معها: "يانوارة ده مجرم قتل ولاد الحمام لازم يتعاقب!"، تدبدب مواصلة بكاءها المحتج: "مِس يخزقوا عنين الفيل!"، "يا بنتيييييييي!"، "لأاااااااه مِس يخزقوا عنين الفيل!". وإزاء إصرارها كان عليّ أن أغير النهاية وأقول إن الفيل عندما وجد الحمام طائرا نحوه والغضب يجعله يهز جناحيه بعصبية خاف على عينيه و رفع زلومته متأسفا، فقبل الحمام أسفه وتنازل عن حقه، ولم يأبه للفتوى الشارحة بأن الأسف غير الإعتذار، عندها تاب الفيل عن غرور قوّته و توقف عدوانه و أصبح متعاطفا مع الضعفاء مساعدا لهم ملبيا لمطالبهم، محتفظا بعينيه سليمتين حتى أنه لم تلزمه أبدا،بعد ذلك، نظارة طيلة حياته!
Published on December 30, 2011 04:48
December 28, 2011
"وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين"كأن ساحرة من ساحرات شكس...
"وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين"كأن ساحرة من ساحرات شكسبير المخترعة في مسرحيته ماكبيث قد تركت المشاركة في تقليب محتويات قدرتها الخبيثة لزميلاتها وحطت عند بوابة مصر تطن القر المشهور:"طوبة على طوبة لتظل العركة منصوبة"، حتى لم يصبح عندنا، في بر وبحر وجو، من لا يتشاجر ويزعق ويتنابز بأقبح الألفاظ خامشا وجارحا وطاعنا وناحرا، وهكذا بدا المشهد بمثابة خناقة في حانة للسكارى، كالتي نراها في الأفلام التجارية الرخيصة، تتطاير فيها الموائد والأكواب والزجاجات والأطباق والملاعق والشوك والسكاكين، وتضرب الكراسي في "الكلوب" وتنطفئ الأنوار ويُفقد الصواب ويلبس الجميع في الجميع، ولا نتبين الحق من الباطل، والكذب من الصدق، والتلفيق والبهتان من قرائن الجرائم الثابتة وبراهين الفساد الدامغة، فلا تتأكد جناية الجاني ومظلمة المجني عليه، ولا نتثبت من عداء عدو أو إنصاف حليف؛ الكل يصرخ وشبورة من الكراهية، يُجزمعها على الأسنان، تلف الرؤوس وتعمي البصر والبصيرة، حتى طالت منصة القضاء وساحات المحاماة وقيم في العدالة، كانت قد بلورتها مأثورات خطابة فصيحة تتأنق بها حوارات الأفلام: "ياصديقي وابن صديقي شرف الدفاع الذي ننشد فيه قدس العدالة لأحب وأعز علينا من مشاعرنا مهما آلمتنا!"، وتناثرت، بدلا عنها، شائهات القول كذباب قارص تحمله رياح السموم، تلسع وتلهب وتدمي وتترك الندوب، التي لا تنام أوجاعها بعد الحطام فتظل بؤرة بُغض يقظ يتوهج شرره للإندلاع حين يُراد ويُطلب منه ذلك.
لاجدوى الآن في مواجهة أو مناقشة أو رد لتصحيح معلومة، أو طرح لوجهة نظر، في طقس يسوده الإحتقان؛ حيث لا مجال للفهم، ولا مجال للوعي، ولامجال للتذكر والمذاكرة والمراجعة والتقوى، فلا سمع ولا إنصات والهيمنة متروكة لرغبة عارمة لتبادل اللكمات!
لابد لنا من واحة نتنسم فيها شهيقا لايتلوث وزفيرا، صادقا وصحّيا، ممكنا نوفره لعقلاء، لحظة ينجلي عن البلاد هيشان هذه الفوضى المقصودة، مدفوعة الأجر، ويتم القبض على بقية الآثمين الفارين، مطلقي اليد لفعل الشر، المسجلين في قائمة القتلة واللصوص؛ أعداء البلاد والعباد، أصحاب المصلحة في التخريب لسلب شعبنا العظيم فرصه المستحقة لجني ثمار ثورته الباسلة، وتوقّع عليهم الأحكام الرادعة فورا، حتى يعود الناس يستلهمون من أدب وأخلاق دينهم سبل الرشاد: "وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون." صدق الله العظيم ، المؤمنون 97\98.
لاجدوى الآن في مواجهة أو مناقشة أو رد لتصحيح معلومة، أو طرح لوجهة نظر، في طقس يسوده الإحتقان؛ حيث لا مجال للفهم، ولا مجال للوعي، ولامجال للتذكر والمذاكرة والمراجعة والتقوى، فلا سمع ولا إنصات والهيمنة متروكة لرغبة عارمة لتبادل اللكمات!
لابد لنا من واحة نتنسم فيها شهيقا لايتلوث وزفيرا، صادقا وصحّيا، ممكنا نوفره لعقلاء، لحظة ينجلي عن البلاد هيشان هذه الفوضى المقصودة، مدفوعة الأجر، ويتم القبض على بقية الآثمين الفارين، مطلقي اليد لفعل الشر، المسجلين في قائمة القتلة واللصوص؛ أعداء البلاد والعباد، أصحاب المصلحة في التخريب لسلب شعبنا العظيم فرصه المستحقة لجني ثمار ثورته الباسلة، وتوقّع عليهم الأحكام الرادعة فورا، حتى يعود الناس يستلهمون من أدب وأخلاق دينهم سبل الرشاد: "وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون." صدق الله العظيم ، المؤمنون 97\98.
Published on December 28, 2011 11:07
December 25, 2011
أرجوكممممممم: لاتنادوني مدام! ليس هناك أرذل من كتاب...
أرجوكممممممم: لاتنادوني مدام!
ليس هناك أرذل من كتابة اسمي مشبوكا "صافيناز"، بدلا من الصواب "صافي ناز" سوى الإصرار على مناداتي "يامدام". دائما ألفت إنتباه من يلقبني "مدام" بأنه لقب يؤذيني، ألفت الإنتباه مرة بالمزاح كأن أقول: "أيوة يا مسيو!" أو "يامستر" فيكون الرد: "لماذا تناديني مسيو يامدام؟" فأقول: "لأنك تناديني مدام يامسيو وأنا أغيظك كما تغيظني"، فيضحك: "ماذا أقول إذن؟" فيتعاظم غيظي: " تلقبني أستاذة كما أن حضرتك أستاذ !" فيعتذر من دون تركيز: والله يامدام مش قصدي!".
قبل 23 \ 7 \ 1952 كانت لدينا في مصر صيغة واضحة بخصوص ألقاب المرأة: فست البيت التي لا تعمل تنادى "ياهانم"، والريفية والشعبية " ياست أم فلان"، أما العاملة فهي "ياأستاذة"، وكان لقب "مدام" يخص الخواجاية الأرمنية واليونانية واليهودية والأجنبية على وجه العموم ، وكن الخياطة والكوافيرة والبائعة في المحال الكبرى زمان إدارتها الأجنبية. بعد 23 \ 7 \ 1952 ألغيت الألقاب وتقلص حجم الوجود الأجنبي وأصبح النداء الموحد لجميع المواطنين والمواطنات هو "السيد المواطن" و"السيدة المواطنة". منذ السبعينات بدأت ألقاب العهد الملكي تعود تدريجيا لتفخيم الرجال فحسب وأصبحت ألقاب "باشا" و"بك" ـ ماعدا أفندي!ـ عملة متداولة لحضراتهم ، إلى جانب "أستاذ" الذى يلحق بداهة على الرجال كافة من كبير المركز إلى صغير الوظيفة. البهدلة صارت في ألقاب المرأة، إختفت "ياهانم" بحجة أنها تركية وشبطت فينا "يامدام" رغم ارتباطها بعهود الإذلال الأجنبي من فرنسي إلى إنجليزي. كان مفهوما أن يلحق لقب "مدام" بالمرأة التي إحتلت مواقع عمل الخواجايات في الحياكة وتصفيف الشعر والتجميل والأزياء وما إلى ذلك، لكن ليس مفهوما أبدا أن تصير" مدام" لقب الصحفية والكاتبة والموظفة العمومية في دوائر الدولة والوزارات. الوحيدة التي استطاعت أن تستخلص لنفسها لقب "الأستاذة" ويصبح دليلا عليها هي المحامية حتى تصور البعض أنه قاصر عليها، فيقول قائل "يامدام" وحين أصححه "من فضلك لقبي أستاذة!" فيتساءل "هو حضرتك محامية؟ ".
المشكلة ليست في الرجال الذين يحتكرون لأنفسهم المقامات العليَة (رغم أن باشا في أصلها تعني ِرجل الملك؛ بما يفيد أنه خادم الملك!)، فيصير بدهيا لأصغر صحفي وموظف، بل وسائق تاكسي، أن تناديه "ياأستاذ" ولا يكون بدهيا له أن يخاطب رئيسته "ياأستاذة": هي التي تناديه "ياأستاذ" فيكون رده: "أيوة يامدام!"، المشكلة هي في تساهل المرأة وتنازلها عن حقها في لقب استحقته بالدراسة والجهد أي بالعرق والدموع، مثلا: تكلمني الصحفية الشابة "من فضلك يامدام..." فأجيبها، قاصدة توجيهها ، "نعم ياأوستااااذة" لعلها تلقط الرسالة لكنها تظل على ندائها البايخ "يامدااامممم".
حالة "بلم" وبلادة تعم المرأة رغم صيحات مطالبتها بالمساواة والندية والعدل. لو استشعرت المرأة المساواة والندية حقيقة لما قبلت بألقاب دونية يمارسها عليها الرجل وتمارسها هي من بعده على نفسها وعلى بنات جنسها.
في إطار التعامل بين الملتزمين إسلاميا الموضوع منته بلقب "الأخت فلانة" و "الأخ فلان" فالحمد لله وكفى الله المؤمنات شر "يامدام"!
ليس هناك أرذل من كتابة اسمي مشبوكا "صافيناز"، بدلا من الصواب "صافي ناز" سوى الإصرار على مناداتي "يامدام". دائما ألفت إنتباه من يلقبني "مدام" بأنه لقب يؤذيني، ألفت الإنتباه مرة بالمزاح كأن أقول: "أيوة يا مسيو!" أو "يامستر" فيكون الرد: "لماذا تناديني مسيو يامدام؟" فأقول: "لأنك تناديني مدام يامسيو وأنا أغيظك كما تغيظني"، فيضحك: "ماذا أقول إذن؟" فيتعاظم غيظي: " تلقبني أستاذة كما أن حضرتك أستاذ !" فيعتذر من دون تركيز: والله يامدام مش قصدي!".
قبل 23 \ 7 \ 1952 كانت لدينا في مصر صيغة واضحة بخصوص ألقاب المرأة: فست البيت التي لا تعمل تنادى "ياهانم"، والريفية والشعبية " ياست أم فلان"، أما العاملة فهي "ياأستاذة"، وكان لقب "مدام" يخص الخواجاية الأرمنية واليونانية واليهودية والأجنبية على وجه العموم ، وكن الخياطة والكوافيرة والبائعة في المحال الكبرى زمان إدارتها الأجنبية. بعد 23 \ 7 \ 1952 ألغيت الألقاب وتقلص حجم الوجود الأجنبي وأصبح النداء الموحد لجميع المواطنين والمواطنات هو "السيد المواطن" و"السيدة المواطنة". منذ السبعينات بدأت ألقاب العهد الملكي تعود تدريجيا لتفخيم الرجال فحسب وأصبحت ألقاب "باشا" و"بك" ـ ماعدا أفندي!ـ عملة متداولة لحضراتهم ، إلى جانب "أستاذ" الذى يلحق بداهة على الرجال كافة من كبير المركز إلى صغير الوظيفة. البهدلة صارت في ألقاب المرأة، إختفت "ياهانم" بحجة أنها تركية وشبطت فينا "يامدام" رغم ارتباطها بعهود الإذلال الأجنبي من فرنسي إلى إنجليزي. كان مفهوما أن يلحق لقب "مدام" بالمرأة التي إحتلت مواقع عمل الخواجايات في الحياكة وتصفيف الشعر والتجميل والأزياء وما إلى ذلك، لكن ليس مفهوما أبدا أن تصير" مدام" لقب الصحفية والكاتبة والموظفة العمومية في دوائر الدولة والوزارات. الوحيدة التي استطاعت أن تستخلص لنفسها لقب "الأستاذة" ويصبح دليلا عليها هي المحامية حتى تصور البعض أنه قاصر عليها، فيقول قائل "يامدام" وحين أصححه "من فضلك لقبي أستاذة!" فيتساءل "هو حضرتك محامية؟ ".
المشكلة ليست في الرجال الذين يحتكرون لأنفسهم المقامات العليَة (رغم أن باشا في أصلها تعني ِرجل الملك؛ بما يفيد أنه خادم الملك!)، فيصير بدهيا لأصغر صحفي وموظف، بل وسائق تاكسي، أن تناديه "ياأستاذ" ولا يكون بدهيا له أن يخاطب رئيسته "ياأستاذة": هي التي تناديه "ياأستاذ" فيكون رده: "أيوة يامدام!"، المشكلة هي في تساهل المرأة وتنازلها عن حقها في لقب استحقته بالدراسة والجهد أي بالعرق والدموع، مثلا: تكلمني الصحفية الشابة "من فضلك يامدام..." فأجيبها، قاصدة توجيهها ، "نعم ياأوستااااذة" لعلها تلقط الرسالة لكنها تظل على ندائها البايخ "يامدااامممم".
حالة "بلم" وبلادة تعم المرأة رغم صيحات مطالبتها بالمساواة والندية والعدل. لو استشعرت المرأة المساواة والندية حقيقة لما قبلت بألقاب دونية يمارسها عليها الرجل وتمارسها هي من بعده على نفسها وعلى بنات جنسها.
في إطار التعامل بين الملتزمين إسلاميا الموضوع منته بلقب "الأخت فلانة" و "الأخ فلان" فالحمد لله وكفى الله المؤمنات شر "يامدام"!
Published on December 25, 2011 13:44