صافي ناز كاظم's Blog, page 28
February 1, 2013
فن كتابة: لا تفرحي، لا تحزني+ أستدعي الصمت لأوجز في...
فن كتابة:
لا تفرحي، لا تحزني
+ أستدعي الصمت لأوجز فيه معنى الحياة.تلقّفتني الثرثرة فاستسلمت لوميض الاكتئاب وكان المذاق شهيا فعرفت أنني في خطر.مللت التكرار فياليت الصمت يستوعبني كالقصائد المرتجلة.
+ كل الحيل الإنسانية بدت لي محلولة الألغاز فكرهت فراستي؛ وعرفت كيف تكمن السعادة في الغباء ولماذا يبدو البلهاء أكثر حكمة واستقرارا وعرفت لماذا يقطرني القلق حتى في اليقين.
+ يستقر الصخب على أن الفتنة جوهرها الإرهاق؛ كما كان الإلحاح دوما جوهر الملل، وفي الصمت؛ حيث تلتئم الجراح، ينبثق ينبوع الخشية؛ أن تأتي الراحة عكس نتائجها ونراها الوجه الآخر للعنت فأين المفر؟
+ الحلم، الرؤيا، الكابوس؛ في قيعانها يصطدم الفرار مُحبطا ونقول: في اللاوعي انكبت الأنين وقد سجنته الطحالب وأهالوا عليه الوقار، فأين مني بهجة في النواح تمتشقها النفس اللاهثة؟
+ أي النوافذ تتسع لإطلالة رأس متورّم؟أي الشرفات يمكن أن يدرج عليها الياسمين مُعتنقا الزنبق من دون مزاحمة اللبلاب؟وأي الردهات تستقبل آهات يكتمها القلب المتضخّم؟آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه!ما أوجع بوحا أسكته سمت الصمت!
+ شيدي يارمال قصورك فالأحجار تنكفئ ورددي:أي طمع في الخلود وكل الزمان برهة؟وأي الوصايا تصدق غير وصية المَلَك القريب؟فأين مني لحظة في "البُرهة" أعظ بها نفسي:لا تفرحي!لا تحزني!أن تهدأ في التأرجح حتى يغلبها النوم الأبدي.
تنويه: مشكلة مصر أنها "أُمّنا"؛ فالأبناء صاروا لا يتعرّفون على معنى "البِر" بالأم وكيفيته ومن ثَمّ فهم لا ينتبهون إلى النهي عن قول "أف" ولا عن "نَهْرها" ولا يطيعون أمر "خفض جناح الذلّ" لها من الرحمة والمذهل هو تصورهم، مع ذلك، أنهم أبرار!
إفادة: تضحكني مقولة إعلان تؤكّد: "ربّه صغيرا ينفعك كبيرا"؛ الصحيح المضمون هو "ربّه صغيرا وأجرك على الله"!
تحذير: ليس بالحماس وحده ينجح الثوّار؛ لا بد من الذكاء واليقظة والفطنة التي تجعلهم لا ينساقون خلف أقنعة ظاهرها الرحمة ومن خلفها الخراب.
إستجارة: يالجبروت الضعف!
لا تفرحي، لا تحزني
+ أستدعي الصمت لأوجز فيه معنى الحياة.تلقّفتني الثرثرة فاستسلمت لوميض الاكتئاب وكان المذاق شهيا فعرفت أنني في خطر.مللت التكرار فياليت الصمت يستوعبني كالقصائد المرتجلة.
+ كل الحيل الإنسانية بدت لي محلولة الألغاز فكرهت فراستي؛ وعرفت كيف تكمن السعادة في الغباء ولماذا يبدو البلهاء أكثر حكمة واستقرارا وعرفت لماذا يقطرني القلق حتى في اليقين.
+ يستقر الصخب على أن الفتنة جوهرها الإرهاق؛ كما كان الإلحاح دوما جوهر الملل، وفي الصمت؛ حيث تلتئم الجراح، ينبثق ينبوع الخشية؛ أن تأتي الراحة عكس نتائجها ونراها الوجه الآخر للعنت فأين المفر؟
+ الحلم، الرؤيا، الكابوس؛ في قيعانها يصطدم الفرار مُحبطا ونقول: في اللاوعي انكبت الأنين وقد سجنته الطحالب وأهالوا عليه الوقار، فأين مني بهجة في النواح تمتشقها النفس اللاهثة؟
+ أي النوافذ تتسع لإطلالة رأس متورّم؟أي الشرفات يمكن أن يدرج عليها الياسمين مُعتنقا الزنبق من دون مزاحمة اللبلاب؟وأي الردهات تستقبل آهات يكتمها القلب المتضخّم؟آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه!ما أوجع بوحا أسكته سمت الصمت!
+ شيدي يارمال قصورك فالأحجار تنكفئ ورددي:أي طمع في الخلود وكل الزمان برهة؟وأي الوصايا تصدق غير وصية المَلَك القريب؟فأين مني لحظة في "البُرهة" أعظ بها نفسي:لا تفرحي!لا تحزني!أن تهدأ في التأرجح حتى يغلبها النوم الأبدي.
تنويه: مشكلة مصر أنها "أُمّنا"؛ فالأبناء صاروا لا يتعرّفون على معنى "البِر" بالأم وكيفيته ومن ثَمّ فهم لا ينتبهون إلى النهي عن قول "أف" ولا عن "نَهْرها" ولا يطيعون أمر "خفض جناح الذلّ" لها من الرحمة والمذهل هو تصورهم، مع ذلك، أنهم أبرار!
إفادة: تضحكني مقولة إعلان تؤكّد: "ربّه صغيرا ينفعك كبيرا"؛ الصحيح المضمون هو "ربّه صغيرا وأجرك على الله"!
تحذير: ليس بالحماس وحده ينجح الثوّار؛ لا بد من الذكاء واليقظة والفطنة التي تجعلهم لا ينساقون خلف أقنعة ظاهرها الرحمة ومن خلفها الخراب.
إستجارة: يالجبروت الضعف!
Published on February 01, 2013 11:54
January 31, 2013
"إن ربا كفاك بالأمس ماكانسيكفيك في غد ما يكونفادرإ الهمّ ...
"إن ربا كفاك بالأمس ماكان
سيكفيك في غد ما يكون
فادرإ الهمّ عن النفس
فحملانك الهموم جنون"
سيكفيك في غد ما يكون
فادرإ الهمّ عن النفس
فحملانك الهموم جنون"
Published on January 31, 2013 02:30
January 25, 2013
فن كتابة:"عيد" مولد النبيعندما كان عمري ست سنوات توفى وال...
فن كتابة:
"عيد" مولد النبي
عندما كان عمري ست سنوات توفى والدي لكني لم أعرف أنني حصلت بهذا على لقب "يتيمة"؛ إذ لم أعرف الكلمة ومعناها إلا عندما جلست جدّتي رحمها الله لتحكي لنا قصة سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم وقالت : كان يتيما مات أبوه عبد الله قبل أن يولد وماتت أمه آمنة بنت وهب وعمره ست سنوات ومات جدّه عبد المطّلب وعمره ثمان سنوات، فقلت لجدّتي: هل يجب أن يموت كل هؤلاء ليكون الإنسان يتيما؟ فهمت منها أن هناك يتم الأب وهناك يتم الأم، شعرت بعد هذا الفهم بزهو لأن هناك شيئا يجمعني بطفولة الرسول الحبيب وظللت أحرص في صلاتي على تلاوة سورة الضحى؛ كانت عيناي تغرورقان بالدموع عند الآية الكريمة "ألم يجدك يتيما فآوى"؟ ويأخذ صوتي الحسم عند: "فأما اليتيم فلا تقهر".
تعوّدنا منذ وعينا الحياة أن نحتفل بمولد النبي؛ ليالي القرآن الكريم والتواشيح الدينية ،بأصوات بلابل القراءة والمدائح النبوية، وفي أجوائها الحلوى والزينات و برنامج خاص للأطفال بالإذاعة. لم يحدث أن كانت الإحتفالات صاخبة في أي يوم أو مبالغا فيها، ولذلك عندما ترتفع في بعض الأحيان نغمة متجهمة تنادي بعدم الاحتفال بمولد النبي بحجة أنها "بدعة" أتعجب؛ فالذكرى باعثة على الفرح، إنها مولد الرسول نبي الرحمة، فكيف تكون بدعة أن نفرح وهوأمر لا حيلة لنا فيه؟
آمنة بنت وهب وخديجة بنت خويلد صديقتان؛ تزوجت آمنة من عبد الله بن عبد المطلب، قد تكون آمنة أكبر في العمر من خديجة وقد لا تكون لايهم، المهم أن آمنة بدأت الميلاد وأكملت خديجة الاحتضان، بعدها بسنوات، وفقا للمشيئة الإلهية. تزوجت آمنة ثم سافر زوجها الشاب، وهي تحمل له جنينا، ثم يأتي النبأ الحزين بوفاته. تتحسس آمنة حملها الذي حفظه الله في الغيب منذ آدم ليكون نبي آخر الزمان، حيث لا نبي ولا رسول من بعده.
في عام يُسمى عام الفيل تلد آمنة طفلا وضيئا تحمله الجارية "بركة" إلى جده عبد المطلب فيطوف به الكعبة يعلن عن فرحه ويسميه محمدا. إنصرفت المرضعات عن الطفل اليتيم لكن "بركة"، جارية آمنة، تستطيع أن تجد له المرضعة حليمة السعدية؛ كانت حليمة مرضعة فقيرة انصرفت عنها الأمهات فتآلف الطفل اليتيم مع المرضعة المتروكة ليضع الله الخير في الإطار الذي يُقدّره ويحتاجه، وعمّ الخصب بيت حليمة وفاضت البركات ثلاث سنوات حتى عاد الطفل المحروس بعين الله إلى أمه موفورا صحّة وعافية.
حكت حليمة لآمنة المعجزات التي رأتها وابتسمت الأم، ولعلها كانت قد أحست البشائر يوم مولد ه المُشرق. أخذت آمنة صغيرها ليزور أخواله وفي رحلة العودة إلى مكة يفاجئها المرض وتموت وتُدفن بأرض كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين يمر عليها، فيما بعد، تدمع عيناه.
لم يبق للصغير من الحنو سوى جده عبد المطلب وجارية أمه "بركة"، التي صار اسمها أم أيمن، ومرضعته حليمة التي لم تقطع صلتها به أبدا. يموت الجد عبد المطلب فيقدّر الله سبحانه للصبي اليتيم مأواه الكريم في بيت عمّه أبو طالب ويبدأ "محمد" في رعي الأغنام فلا يكون بعمله عالة على أحد، ويشب شريفا يافعا ومعه تلك الرجولة التي ميّزته منذ صباه بالصلابة والثقة والأمانة والصدق وشجاعة الحق، مع الرهافة والحياء اللذين تناقضا تناقضا بيّنا مع فظاظة قريش وغلاظة الجاهلية، فأحبه الجميع وأنس إليه الغرباء والضعفاء من العبيد والمساكين.
اللهمّ، في الذكرى العطرة لمولده الشريف، آت سيدنا محمّدا الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته، ونسألك ياربنا ألا تلبسنا شيعا ولا تُذق بعضنا بأس بعض آآآآآآآمين.
"عيد" مولد النبي
عندما كان عمري ست سنوات توفى والدي لكني لم أعرف أنني حصلت بهذا على لقب "يتيمة"؛ إذ لم أعرف الكلمة ومعناها إلا عندما جلست جدّتي رحمها الله لتحكي لنا قصة سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم وقالت : كان يتيما مات أبوه عبد الله قبل أن يولد وماتت أمه آمنة بنت وهب وعمره ست سنوات ومات جدّه عبد المطّلب وعمره ثمان سنوات، فقلت لجدّتي: هل يجب أن يموت كل هؤلاء ليكون الإنسان يتيما؟ فهمت منها أن هناك يتم الأب وهناك يتم الأم، شعرت بعد هذا الفهم بزهو لأن هناك شيئا يجمعني بطفولة الرسول الحبيب وظللت أحرص في صلاتي على تلاوة سورة الضحى؛ كانت عيناي تغرورقان بالدموع عند الآية الكريمة "ألم يجدك يتيما فآوى"؟ ويأخذ صوتي الحسم عند: "فأما اليتيم فلا تقهر".
تعوّدنا منذ وعينا الحياة أن نحتفل بمولد النبي؛ ليالي القرآن الكريم والتواشيح الدينية ،بأصوات بلابل القراءة والمدائح النبوية، وفي أجوائها الحلوى والزينات و برنامج خاص للأطفال بالإذاعة. لم يحدث أن كانت الإحتفالات صاخبة في أي يوم أو مبالغا فيها، ولذلك عندما ترتفع في بعض الأحيان نغمة متجهمة تنادي بعدم الاحتفال بمولد النبي بحجة أنها "بدعة" أتعجب؛ فالذكرى باعثة على الفرح، إنها مولد الرسول نبي الرحمة، فكيف تكون بدعة أن نفرح وهوأمر لا حيلة لنا فيه؟
آمنة بنت وهب وخديجة بنت خويلد صديقتان؛ تزوجت آمنة من عبد الله بن عبد المطلب، قد تكون آمنة أكبر في العمر من خديجة وقد لا تكون لايهم، المهم أن آمنة بدأت الميلاد وأكملت خديجة الاحتضان، بعدها بسنوات، وفقا للمشيئة الإلهية. تزوجت آمنة ثم سافر زوجها الشاب، وهي تحمل له جنينا، ثم يأتي النبأ الحزين بوفاته. تتحسس آمنة حملها الذي حفظه الله في الغيب منذ آدم ليكون نبي آخر الزمان، حيث لا نبي ولا رسول من بعده.
في عام يُسمى عام الفيل تلد آمنة طفلا وضيئا تحمله الجارية "بركة" إلى جده عبد المطلب فيطوف به الكعبة يعلن عن فرحه ويسميه محمدا. إنصرفت المرضعات عن الطفل اليتيم لكن "بركة"، جارية آمنة، تستطيع أن تجد له المرضعة حليمة السعدية؛ كانت حليمة مرضعة فقيرة انصرفت عنها الأمهات فتآلف الطفل اليتيم مع المرضعة المتروكة ليضع الله الخير في الإطار الذي يُقدّره ويحتاجه، وعمّ الخصب بيت حليمة وفاضت البركات ثلاث سنوات حتى عاد الطفل المحروس بعين الله إلى أمه موفورا صحّة وعافية.
حكت حليمة لآمنة المعجزات التي رأتها وابتسمت الأم، ولعلها كانت قد أحست البشائر يوم مولد ه المُشرق. أخذت آمنة صغيرها ليزور أخواله وفي رحلة العودة إلى مكة يفاجئها المرض وتموت وتُدفن بأرض كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين يمر عليها، فيما بعد، تدمع عيناه.
لم يبق للصغير من الحنو سوى جده عبد المطلب وجارية أمه "بركة"، التي صار اسمها أم أيمن، ومرضعته حليمة التي لم تقطع صلتها به أبدا. يموت الجد عبد المطلب فيقدّر الله سبحانه للصبي اليتيم مأواه الكريم في بيت عمّه أبو طالب ويبدأ "محمد" في رعي الأغنام فلا يكون بعمله عالة على أحد، ويشب شريفا يافعا ومعه تلك الرجولة التي ميّزته منذ صباه بالصلابة والثقة والأمانة والصدق وشجاعة الحق، مع الرهافة والحياء اللذين تناقضا تناقضا بيّنا مع فظاظة قريش وغلاظة الجاهلية، فأحبه الجميع وأنس إليه الغرباء والضعفاء من العبيد والمساكين.
اللهمّ، في الذكرى العطرة لمولده الشريف، آت سيدنا محمّدا الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته، ونسألك ياربنا ألا تلبسنا شيعا ولا تُذق بعضنا بأس بعض آآآآآآآمين.
Published on January 25, 2013 16:27
January 19, 2013
فن كتابة: صافي ناز كاظم الإمام محمد عبده وآثار محمد علي&n...
فن كتابة: صافي ناز كاظم
الإمام محمد عبده وآثار محمد علي
من المستحسن أن نقرأ مقال الإمام محمد عبده؛ الذي كتبه في جريدة المنار عام 1902 تحت عنوان "آثار محمد علي في مصر"، إذ أجد فيه ما ننعش به الذاكرة، صدا وردا لكثير من المعلومات المغلوطة، ونُحيي لنا به رأيا ناقدا يواجه المغرمين الجدد بالطاغية السفاح المشهور بلقب " محمد علي باعث نهضة مصر الحديثة"!
المقال طويل وأنا مضطرة، خضوعا للمساحة المتاحة، أن أقتبس منه القليل وأرجو أن يكفي طالب الحق، يقول الأستاذ الإمام فيما يقول:
* "خرجت عساكر نابليون وظهر محمد علي بالوسائل التي هيأها له القدر..... كانت البلاد تنتظر أن يأتي أمير عالم بصير فيضم العناصر الحية بعضها إلى بعض ويؤلف منها أمة تحكمها حكومة منها....فما الذي صنعه محمد علي؟ لم يستطع أن يُحيي ولكن استطاع أن يُميت....يستعين بالجيش وبمن يستميله من الأحزاب على إعدام كل رأس من خصومه ثم يعود ... على من كان معه أولا وأعانه على الخصم الزائل فيمحقه، وهكذا حتى إذا سحقت الأحزاب القوية ......أجهز على ما بقى في البلاد من حياة أنفس بعض أفرادها، فلم يبق في البلاد رأسا يعرف نفسه حتى خلعه من بدنه، أو نفاه إلى السودان فهلك فيه.
* أخذ يرفع الأسافل ويُعليهم ... حتى انحط الكرام وساد اللئام ولم يبق في البلاد إلا آلات له يستعملها في جباية الأموال ... فمحق بذلك جميع عناصر الحياة الطيبة من رأي وعزيمة واستقلال نفسي ليصيّر البلاد المصرية جميعها اقطاعا واحدا له ولأولاده...
* اشرأبت نفسه لأن يكون ملكا... فجعل من العدة لذلك أن يستعين بالأجانب من الأوروبيين فأوسع لهم من المجاملة وزاد في الإمتياز حتى صار كل صعلوك منهم، لم يكن يملك قوت يومه، ملكا من الملوك في بلادنا يفعل ما يشاء ولا يُسأل عما يفعل، وصغرت نفوس الأهالي بين أيدي الأجانب بقوة الحاكم وتمتع الأجنبي بحقوق الوطني التي حرم منها وانقلب الوطني غريبا في داره غير مطمئن في قراره فاجتمع على سلطان البلاد المصرية ذلان: ذل ضربته الحكومة الإستبدادية المطلقة، وذل سامه الأجنبي إياه....
* نعم عنى بالطب؛ لأجل الجيش والكشف على المجني عليهم في بعض الأحيان عندما يراد إيقاع الظلم بمتهم! وعنى بالهندسة لأجل الري حتى يدبر مياه النيل بعض التدبير ليستغل إقطاعه الكبير.
* هل خطر في باله أن يجعل للأهالي رأيا في الحكومة في عاصمة البلاد أو أمهات الأقاليم؟ هل توجهت نفسه لوضع حكومة قانونية منظمة يقام بها الشرع ويستقر العدل؟
* أرسل جماعة من طلاب العلم إلى أوروبا ليتعلموا فيها فهل أطلق لهم الحرية أن يبثوا في البلاد ما استفادوا؟ كلا! ولكنه اتخذهم آلات تصنع له ما يريد وليس لها إرادة فيما تصنع........
* ليقل لنا أنصار الإستبداد كم كان في الجيش من المصريين الذين بلغوا في رتب الجندية إلى رتبة البكباشي على الأقل؟ فما أثر ذلك في حياة المصريين؟ أثر كله شر في شر....ظهر ذلك حينما جاء الإنجليز لإخماد ثورة عرابي، دخل الإنجليز مصر بأسهل ما يدخل دامر على قوم، ثم استقروا ولم توجد في البلاد قوة تثبت لهم أن في البلاد من يحامي على استقلالها، وهو ضد ما رأيناه عند دخول الفرنسيين إلى مصر وبهذا رأينا الفرق بين الحياة الأولى والموت الأخير.
* أى دين كان دعامة لسلطان محمد علي؟ دين تحصيل الضرائب بالقوة والظلم؟ دين الكرباج؟ دين من لا دين له إلا مايهواه ويريده؟ ..... قصارى أمره في الدين أنه كان يستميل بعض العلماء بالخُلَعْ أو إجلاسهم على الموائد؛ لينفي من يريد منهم إذا اقتضت الحال ذلك......
* كان محمد علي مُستبدا ماهرا، لمصر قاهرا، ولحياتها الحقيقية مُعدِما، وكل مانراه فيها مما يسمى حياة فهو من أثر غيره!".
تنويه: ليس العجيب أن يُقاوم الإنسان المُحتل والمُستبد؛ الذي يستدعي التعجّب هو الخنوع والإستكانة والانسحاق تحت أقدام الطغاة والظالمين والمُفسدين.
وتنويه آخر: شكرا لـ "أساحبي" المنشورة السبت الماضي، 12 \ 1 \ 2013، هنا في هذه الصفحة فقد أضحكتني حتى وصلت حدّ القهقهة التي غابت عني طويلا!
الإمام محمد عبده وآثار محمد علي
من المستحسن أن نقرأ مقال الإمام محمد عبده؛ الذي كتبه في جريدة المنار عام 1902 تحت عنوان "آثار محمد علي في مصر"، إذ أجد فيه ما ننعش به الذاكرة، صدا وردا لكثير من المعلومات المغلوطة، ونُحيي لنا به رأيا ناقدا يواجه المغرمين الجدد بالطاغية السفاح المشهور بلقب " محمد علي باعث نهضة مصر الحديثة"!
المقال طويل وأنا مضطرة، خضوعا للمساحة المتاحة، أن أقتبس منه القليل وأرجو أن يكفي طالب الحق، يقول الأستاذ الإمام فيما يقول:
* "خرجت عساكر نابليون وظهر محمد علي بالوسائل التي هيأها له القدر..... كانت البلاد تنتظر أن يأتي أمير عالم بصير فيضم العناصر الحية بعضها إلى بعض ويؤلف منها أمة تحكمها حكومة منها....فما الذي صنعه محمد علي؟ لم يستطع أن يُحيي ولكن استطاع أن يُميت....يستعين بالجيش وبمن يستميله من الأحزاب على إعدام كل رأس من خصومه ثم يعود ... على من كان معه أولا وأعانه على الخصم الزائل فيمحقه، وهكذا حتى إذا سحقت الأحزاب القوية ......أجهز على ما بقى في البلاد من حياة أنفس بعض أفرادها، فلم يبق في البلاد رأسا يعرف نفسه حتى خلعه من بدنه، أو نفاه إلى السودان فهلك فيه.
* أخذ يرفع الأسافل ويُعليهم ... حتى انحط الكرام وساد اللئام ولم يبق في البلاد إلا آلات له يستعملها في جباية الأموال ... فمحق بذلك جميع عناصر الحياة الطيبة من رأي وعزيمة واستقلال نفسي ليصيّر البلاد المصرية جميعها اقطاعا واحدا له ولأولاده...
* اشرأبت نفسه لأن يكون ملكا... فجعل من العدة لذلك أن يستعين بالأجانب من الأوروبيين فأوسع لهم من المجاملة وزاد في الإمتياز حتى صار كل صعلوك منهم، لم يكن يملك قوت يومه، ملكا من الملوك في بلادنا يفعل ما يشاء ولا يُسأل عما يفعل، وصغرت نفوس الأهالي بين أيدي الأجانب بقوة الحاكم وتمتع الأجنبي بحقوق الوطني التي حرم منها وانقلب الوطني غريبا في داره غير مطمئن في قراره فاجتمع على سلطان البلاد المصرية ذلان: ذل ضربته الحكومة الإستبدادية المطلقة، وذل سامه الأجنبي إياه....
* نعم عنى بالطب؛ لأجل الجيش والكشف على المجني عليهم في بعض الأحيان عندما يراد إيقاع الظلم بمتهم! وعنى بالهندسة لأجل الري حتى يدبر مياه النيل بعض التدبير ليستغل إقطاعه الكبير.
* هل خطر في باله أن يجعل للأهالي رأيا في الحكومة في عاصمة البلاد أو أمهات الأقاليم؟ هل توجهت نفسه لوضع حكومة قانونية منظمة يقام بها الشرع ويستقر العدل؟
* أرسل جماعة من طلاب العلم إلى أوروبا ليتعلموا فيها فهل أطلق لهم الحرية أن يبثوا في البلاد ما استفادوا؟ كلا! ولكنه اتخذهم آلات تصنع له ما يريد وليس لها إرادة فيما تصنع........
* ليقل لنا أنصار الإستبداد كم كان في الجيش من المصريين الذين بلغوا في رتب الجندية إلى رتبة البكباشي على الأقل؟ فما أثر ذلك في حياة المصريين؟ أثر كله شر في شر....ظهر ذلك حينما جاء الإنجليز لإخماد ثورة عرابي، دخل الإنجليز مصر بأسهل ما يدخل دامر على قوم، ثم استقروا ولم توجد في البلاد قوة تثبت لهم أن في البلاد من يحامي على استقلالها، وهو ضد ما رأيناه عند دخول الفرنسيين إلى مصر وبهذا رأينا الفرق بين الحياة الأولى والموت الأخير.
* أى دين كان دعامة لسلطان محمد علي؟ دين تحصيل الضرائب بالقوة والظلم؟ دين الكرباج؟ دين من لا دين له إلا مايهواه ويريده؟ ..... قصارى أمره في الدين أنه كان يستميل بعض العلماء بالخُلَعْ أو إجلاسهم على الموائد؛ لينفي من يريد منهم إذا اقتضت الحال ذلك......
* كان محمد علي مُستبدا ماهرا، لمصر قاهرا، ولحياتها الحقيقية مُعدِما، وكل مانراه فيها مما يسمى حياة فهو من أثر غيره!".
تنويه: ليس العجيب أن يُقاوم الإنسان المُحتل والمُستبد؛ الذي يستدعي التعجّب هو الخنوع والإستكانة والانسحاق تحت أقدام الطغاة والظالمين والمُفسدين.
وتنويه آخر: شكرا لـ "أساحبي" المنشورة السبت الماضي، 12 \ 1 \ 2013، هنا في هذه الصفحة فقد أضحكتني حتى وصلت حدّ القهقهة التي غابت عني طويلا!
Published on January 19, 2013 08:16
January 12, 2013
فن كتابة: أفخاخ لصيد الكتابة+ يعاودني احتباس الكتاب...
فن كتابة:
أفخاخ لصيد الكتابة
+ يعاودني احتباس الكتابة؛ تكثر الكلمات في دمي ولا أستطيع أن أدوّنها. أضع أفخاخ صيد الكتابة في كل مكان أتحرك فيه عادة: نوتة وقلم على الصندوق الأسود جوار سريري من جانبي الأيسر، ونوتة وقلم على الوسادة لاحتمال تقلبي إلى جانبي الأيمن، نوتة وقلم في المطبخ، نوتة وقلم في الدرج جوار باب الخروج، وأماكن أخرى نسيتها لكنني أفاجئ نفسي بأنها تحتوي نوتة وقلم، ذلك كأنني أصيد فأرا بالمادة اللاصقة التي أتربص له فيها بكل مكان، غير أن الكلمات عندي ليست فئرانا؛ إنها صمت يشكشك دمي. هذه الجملة الأخيرة عالية النبرة وأكاد أشطبها خجلا منها لكنني أتراجع متسائلة: وما الضرر في علو النبرة أحيانا؟ إجابتي هزة من رأسي تذكّرني بمراحل يزيد فيها الخفوت وتتهم بالخيانة، ومراحل يزيد فيها علو النبرة وتتهم بالتطرف وربما بالإرهاب.
المكرونة على النار في الماء المغلي أثناء نضجها أجفف شعري، وتحت صنبور الفلتر، الذي يتساقط منه الماء بطيئا، أنتظر إمتلاء الزجاجة حتى أصبها في الغلاية الكهربائية لأعد كمية الشاي التي تكفيني لاستراحة أتوقف فيها حتى يبرد جهاز مجفف الشعر. تتجمّع بضع كلمات أسارع بتدوينها قبل أن تتسرّب وتضيع في دمي.
أجد تشابها بين التجمع البطئ لنقاط المياه من الفلتر في الزجاجة والتجمع البطئ للكلمات على الورق، حين أدون هذا التشابه في صياغة أقرؤها أشعر بنفور؛ هذه المرّة ليس علو النبرة الذي لا يرضيني لكن ما يبدو افتعالا للبراعة. أتوقف عن التدوين.
+ حتى مطلع القرن العشرين؛ ربما حتى نهاية العشرينات منه، كانت تهمة "رجل حليق" من القذائف الموجعات التي يُرمى بها الرجل إذ تعني أن المتّهم ليس له شارب ولا لحية فهو، بعيد عن السامعين، "حليق"! أي ناقص الهيبة والرجولة ويخضع لغزو النمط الغربي فيتشابه بالهيئة والتصرفات مع نماذجها الدخيلة التي يرضاها العدو ولا يقبلها المُحب لدينه ووطنه، وكانت هناك أغنيات تندد بما كان البعض يعتقده من "الخيبة على آخر الزمن" حتى ذاعت واحدة تقول: " ياما نشوف حاجات تجنن البيه والهانم عند المزيّن"! دار الزمن دورته وصارت التهمة "رجل مُلتحي"؛ يُنكّل بصاحبها ويُحرم من الإلتحاق بصفوف الجيش والبوليس؛ " وياما نشوف حاجات تجنّن"!
+ من قال أن "المواطنة" تتطلب الاعتذار عن الدين والتديّن؟
+ أشياء فقدت مذاقها الذي كان سر اشتهائنا لها: الكباب والفول والطعمية؛ الحمد لله مازال لدينا البصارة!
+ أفتقد القهقهات، فهي لم تعد بإمكاني، على الرغم من كثرة "الهزار"، الذي أراه سمجا للغاية.
+ في مناقشة عام، 1971، حول حقوق الفلاحين فوجئت بالأستاذ عبد الله عبد الباري، (واحد من أهم رؤساء مجلس إدارة مؤسسة الأهرام)، يباغت حماسي لدفع الظلم عنهم بقوله: "يا صافي ناز الفلاحين دول قرايبي وأنا عارفهم ولاد ..."! الموعظة من ذكر هذا هي: التنبيه إلى أن التحريض على أكل حقوق الناس يأتي من كبرائهم؛ فهم العدو الذي يجب أن نحذره.
+ صبرا آل جامعة النيل: إن موعدكم زوال الظلم والبغي والعدوان، وإنّا والله معكم في غاية الأسف والغضب والدهشة، ولا بد أن يكشف ربنا لنا، في القريب العاجل، كل الأسرار لنفهم هذا اللامنطق الذي يفرض نفسه عليكم وعلينا من دون "إحِم" أو دستور!
أفخاخ لصيد الكتابة
+ يعاودني احتباس الكتابة؛ تكثر الكلمات في دمي ولا أستطيع أن أدوّنها. أضع أفخاخ صيد الكتابة في كل مكان أتحرك فيه عادة: نوتة وقلم على الصندوق الأسود جوار سريري من جانبي الأيسر، ونوتة وقلم على الوسادة لاحتمال تقلبي إلى جانبي الأيمن، نوتة وقلم في المطبخ، نوتة وقلم في الدرج جوار باب الخروج، وأماكن أخرى نسيتها لكنني أفاجئ نفسي بأنها تحتوي نوتة وقلم، ذلك كأنني أصيد فأرا بالمادة اللاصقة التي أتربص له فيها بكل مكان، غير أن الكلمات عندي ليست فئرانا؛ إنها صمت يشكشك دمي. هذه الجملة الأخيرة عالية النبرة وأكاد أشطبها خجلا منها لكنني أتراجع متسائلة: وما الضرر في علو النبرة أحيانا؟ إجابتي هزة من رأسي تذكّرني بمراحل يزيد فيها الخفوت وتتهم بالخيانة، ومراحل يزيد فيها علو النبرة وتتهم بالتطرف وربما بالإرهاب.
المكرونة على النار في الماء المغلي أثناء نضجها أجفف شعري، وتحت صنبور الفلتر، الذي يتساقط منه الماء بطيئا، أنتظر إمتلاء الزجاجة حتى أصبها في الغلاية الكهربائية لأعد كمية الشاي التي تكفيني لاستراحة أتوقف فيها حتى يبرد جهاز مجفف الشعر. تتجمّع بضع كلمات أسارع بتدوينها قبل أن تتسرّب وتضيع في دمي.
أجد تشابها بين التجمع البطئ لنقاط المياه من الفلتر في الزجاجة والتجمع البطئ للكلمات على الورق، حين أدون هذا التشابه في صياغة أقرؤها أشعر بنفور؛ هذه المرّة ليس علو النبرة الذي لا يرضيني لكن ما يبدو افتعالا للبراعة. أتوقف عن التدوين.
+ حتى مطلع القرن العشرين؛ ربما حتى نهاية العشرينات منه، كانت تهمة "رجل حليق" من القذائف الموجعات التي يُرمى بها الرجل إذ تعني أن المتّهم ليس له شارب ولا لحية فهو، بعيد عن السامعين، "حليق"! أي ناقص الهيبة والرجولة ويخضع لغزو النمط الغربي فيتشابه بالهيئة والتصرفات مع نماذجها الدخيلة التي يرضاها العدو ولا يقبلها المُحب لدينه ووطنه، وكانت هناك أغنيات تندد بما كان البعض يعتقده من "الخيبة على آخر الزمن" حتى ذاعت واحدة تقول: " ياما نشوف حاجات تجنن البيه والهانم عند المزيّن"! دار الزمن دورته وصارت التهمة "رجل مُلتحي"؛ يُنكّل بصاحبها ويُحرم من الإلتحاق بصفوف الجيش والبوليس؛ " وياما نشوف حاجات تجنّن"!
+ من قال أن "المواطنة" تتطلب الاعتذار عن الدين والتديّن؟
+ أشياء فقدت مذاقها الذي كان سر اشتهائنا لها: الكباب والفول والطعمية؛ الحمد لله مازال لدينا البصارة!
+ أفتقد القهقهات، فهي لم تعد بإمكاني، على الرغم من كثرة "الهزار"، الذي أراه سمجا للغاية.
+ في مناقشة عام، 1971، حول حقوق الفلاحين فوجئت بالأستاذ عبد الله عبد الباري، (واحد من أهم رؤساء مجلس إدارة مؤسسة الأهرام)، يباغت حماسي لدفع الظلم عنهم بقوله: "يا صافي ناز الفلاحين دول قرايبي وأنا عارفهم ولاد ..."! الموعظة من ذكر هذا هي: التنبيه إلى أن التحريض على أكل حقوق الناس يأتي من كبرائهم؛ فهم العدو الذي يجب أن نحذره.
+ صبرا آل جامعة النيل: إن موعدكم زوال الظلم والبغي والعدوان، وإنّا والله معكم في غاية الأسف والغضب والدهشة، ولا بد أن يكشف ربنا لنا، في القريب العاجل، كل الأسرار لنفهم هذا اللامنطق الذي يفرض نفسه عليكم وعلينا من دون "إحِم" أو دستور!
Published on January 12, 2013 03:37
January 5, 2013
فن كتابة: خيرية خيريلم يكن خبرا بل إفادة مُختصرة؛ في صفحة...
فن كتابة:
خيرية خيري
لم يكن خبرا بل إفادة مُختصرة؛ في صفحة الوفيات بجريدة الأهرام 24 ديسمبر 2012 أن السيدة خيرية خيري "توفيت إلى رحمة الله تعالى"، حين توقفت أمامها لم أتصوّر للوهلة الأولى أن المقصودة هي الصحفية الكبيرة الرائدة خيرية خيري، التي تألقت على صفحات إصدارات دار أخبار اليوم خمسينات القرن الماضي، لولا الإشارة أنها والدة "منى علي أمين"، إبنة الأستاذ على أمين توأم الأستاذ مصطفى أمين صاحبي دار أخبار اليوم التي أسساها 11 نوفمبر عام 1944 لتكون واحدة من العلامات الكبرى في تاريخ الصحافة المصرية. أهكذا إذن؟ تذكرت بيتا للشاعر أحمد شوقي جاء في مسرحية مصرع كليوباترا يقول: "اليوم يلقى الموت لم يهتف به ناعٍ ولا ضجّت عليه بواكي"، ومع ذلك ماذا يضير الصحفية الأستاذة الآن أن تكون مجرد "السيدة خيرية خيرى إبنة...و أم ..."؟
حين دخلت دار أخبار اليوم، نوفمبر 1955 طالبة بقسم الصحافة، أرجو التدريب الصحفي في الدار التي شغفت بجريدتها منذ صباي، كان بالدار ثلاث صحفيات لامعات؛ خيرية خيري وفتحية بهيج ومي شاهين في أوج شبابهن وعطائهن، مُختلفات ومتكاملات؛ مي شاهين خريجة كلّية الآداب جامعة فؤاد الأول، قبل تحولها إلى جامعة القاهرة، تكتب اليوميات، بالصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار، قابعة في مكتبها بالدور التاسع لاتتحرك خارجه سوى لأمور إدارية بسيطة يكلفها بها الأستاذ مصطفى أمين، فتحية بهيج، الحقوقية إبنة الجامعة المصرية، رئيسة قسم المرأة بمجلة آخر ساعة ومحررة ركن المرأة الأسبوعي بجريدة الأخبار، ممتلئة بالحيوية المهنية تشاغب بالجدال المثير في قضايا المرأة وأذكر لها الآن، وعلى شفتي إبتسامة، تربصها بالأميرة مارجريت، الشقيقة الصغرى لملكة إنجلترا، ترفض فضائحها واحراجها لتقاليد القصر الملكي الإنجليزي!، وخيرية خيري، خريجة المدارس الأجنبية حتى التخرج في الجامعة الأمريكية، تنقل لنا بحملها الدائم آلتها الكاتبة الصغيرة، رائحة غادية، وإتقانها اللغة الإنجليزية، كأنها لغتها الأم ،مهارة الصحفي الغربي، تسافر هنا وهناك خلف الأحوال العالمية تنقل آخر ما صدر من كتب وأحداث ثقافية وسياسية. كانت فتحية بهيج "بنت بلد" وكانت خيرية خيري "الخواجاية" لكنهما تشابهتا في الإهتمام بأمثالي من المتدربات اللاتي كن يبحثن عن يد تشجع وتوجّه بالرّفق والقدوة، لم يكن المطلوب أن يسقينا أحد بالملعقة أصول المهنة في التعامل والتفكير والتحرير، كان يكفي أن تدعوني فتحية بهيج لأصاحبها في لقاءاتها وتحقيقاتها أتابعها وألاحظها وأكتشف ما ينقصني وأستكمله، وأكتسب الثقة بنفسي حين تُفرحني بنشر إجتهاداتي في الكتابة، كان يكفي أن تتابع خيرية خيري ما أنشره صغيرا أو كبيرا وتعلق علية باشة دائما وساخرة أحيانا ومُهوّنة، في رقة وأناقة، ما نلاقيه من جهامة مي شاهين ودأبها على التسفيه والتسخيف.
في عنقي لأستاذية فتحية بهيج وخيرية خيري ما لا أنساه لهما من جميل الرعاية بالإهتمام، والتوجيه بالقدوة، والعطاء الإنساني المغدق بلا حدود. أسأل الله الرحمة لهما وفسيح جناته.
خيرية خيري
لم يكن خبرا بل إفادة مُختصرة؛ في صفحة الوفيات بجريدة الأهرام 24 ديسمبر 2012 أن السيدة خيرية خيري "توفيت إلى رحمة الله تعالى"، حين توقفت أمامها لم أتصوّر للوهلة الأولى أن المقصودة هي الصحفية الكبيرة الرائدة خيرية خيري، التي تألقت على صفحات إصدارات دار أخبار اليوم خمسينات القرن الماضي، لولا الإشارة أنها والدة "منى علي أمين"، إبنة الأستاذ على أمين توأم الأستاذ مصطفى أمين صاحبي دار أخبار اليوم التي أسساها 11 نوفمبر عام 1944 لتكون واحدة من العلامات الكبرى في تاريخ الصحافة المصرية. أهكذا إذن؟ تذكرت بيتا للشاعر أحمد شوقي جاء في مسرحية مصرع كليوباترا يقول: "اليوم يلقى الموت لم يهتف به ناعٍ ولا ضجّت عليه بواكي"، ومع ذلك ماذا يضير الصحفية الأستاذة الآن أن تكون مجرد "السيدة خيرية خيرى إبنة...و أم ..."؟
حين دخلت دار أخبار اليوم، نوفمبر 1955 طالبة بقسم الصحافة، أرجو التدريب الصحفي في الدار التي شغفت بجريدتها منذ صباي، كان بالدار ثلاث صحفيات لامعات؛ خيرية خيري وفتحية بهيج ومي شاهين في أوج شبابهن وعطائهن، مُختلفات ومتكاملات؛ مي شاهين خريجة كلّية الآداب جامعة فؤاد الأول، قبل تحولها إلى جامعة القاهرة، تكتب اليوميات، بالصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار، قابعة في مكتبها بالدور التاسع لاتتحرك خارجه سوى لأمور إدارية بسيطة يكلفها بها الأستاذ مصطفى أمين، فتحية بهيج، الحقوقية إبنة الجامعة المصرية، رئيسة قسم المرأة بمجلة آخر ساعة ومحررة ركن المرأة الأسبوعي بجريدة الأخبار، ممتلئة بالحيوية المهنية تشاغب بالجدال المثير في قضايا المرأة وأذكر لها الآن، وعلى شفتي إبتسامة، تربصها بالأميرة مارجريت، الشقيقة الصغرى لملكة إنجلترا، ترفض فضائحها واحراجها لتقاليد القصر الملكي الإنجليزي!، وخيرية خيري، خريجة المدارس الأجنبية حتى التخرج في الجامعة الأمريكية، تنقل لنا بحملها الدائم آلتها الكاتبة الصغيرة، رائحة غادية، وإتقانها اللغة الإنجليزية، كأنها لغتها الأم ،مهارة الصحفي الغربي، تسافر هنا وهناك خلف الأحوال العالمية تنقل آخر ما صدر من كتب وأحداث ثقافية وسياسية. كانت فتحية بهيج "بنت بلد" وكانت خيرية خيري "الخواجاية" لكنهما تشابهتا في الإهتمام بأمثالي من المتدربات اللاتي كن يبحثن عن يد تشجع وتوجّه بالرّفق والقدوة، لم يكن المطلوب أن يسقينا أحد بالملعقة أصول المهنة في التعامل والتفكير والتحرير، كان يكفي أن تدعوني فتحية بهيج لأصاحبها في لقاءاتها وتحقيقاتها أتابعها وألاحظها وأكتشف ما ينقصني وأستكمله، وأكتسب الثقة بنفسي حين تُفرحني بنشر إجتهاداتي في الكتابة، كان يكفي أن تتابع خيرية خيري ما أنشره صغيرا أو كبيرا وتعلق علية باشة دائما وساخرة أحيانا ومُهوّنة، في رقة وأناقة، ما نلاقيه من جهامة مي شاهين ودأبها على التسفيه والتسخيف.
في عنقي لأستاذية فتحية بهيج وخيرية خيري ما لا أنساه لهما من جميل الرعاية بالإهتمام، والتوجيه بالقدوة، والعطاء الإنساني المغدق بلا حدود. أسأل الله الرحمة لهما وفسيح جناته.
Published on January 05, 2013 03:41
December 29, 2012
فن كتابة:سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام* "فحملته فانتبذت ...
فن كتابة:
سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام
* "فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26) فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا (27) ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (28) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا (29) قال إني عبد الله ءاتاني الكتاب وجعلني نبيا (30) وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا (31) وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا (32) والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (33) ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (34)"، صدق الله العظيم، آيات بينات من سورة "مريم" أتلوها، برجاء للمسرّة والفرح فرارا من الهم والغم والغباء وتناحر الإخوة الأعداء، أستحضر بها جلال هذه الأيام، بين 25 ديسمبر 2012 و7 يناير 2013، التي نحتفل فيها بمعجزة ميلاد سيدنا عيسى، عليه وعلى نبيا محمد صلوات ربنا وسلامه، وصلاة وسلام عليك يا سيدة نساء العالمين؛ يا العذراء مريم ابنة عمران.
* سنابك اللغة العربية:
كان الشاب السويسرى يتصبب عرقا وهو يتصارع مع اللغة العربية، التي يصر على الكلام بها معي، وأنا ألوّح له كلّ لحظة بسكة الخروج من مأزقه إلى اللغة الإنجليزية من دون جدوى. الشاب سويسري من الجزء المتكلّم باللغة الفرنسية لذلك فهو يفضّل الوقوع تحت سنابك اللغة العربية على أن يلجأ إلى اللغة الإنجليزية المنافسة، بل المنتصرة على الفرنسية في دوائر التواصل العالمي، تمشيا مع تعصبه الفرانكفوني الذي لا ينفيه ولا يُخجله. يسألني عن الإسلام أسئلة دقيقة ، تكاد روحه تزهق معها وهو يكوّنها من مفردات لغته العربية المحدودة بشكل يمكّنني من فهم مقصده تقريبا، وحين أتدفق بالكلام وأنظر إلى عينيه التائهتين وفمه المشدود بالتوتر، وهو يحاول إلتقاط الفهم من كلامي، يتراجع تدفقي إلى نقطة الإمتناع وألزم الصمت. تتقدم زميلته المغربية، التي نسيت اسمها لشدة ألفتي به، لتنقذ الموقف بالترجمة من العربية إلى الفرنسية. أتوجه إليها بالكلام في محاولة لاستعادة الانبثاق فألمح إنكماشها المتزايد في ثوبها القصير وهي تحاول شدّه وجذبه إلى ركبتيها في حرج لا إرادي؛ هي دكتورة في الأنتربولوجي وهو لا يزال ساعيا لنيل الدرجة التي نالتها في الحقل نفسه، وكلاهما مُهتم لكي يعرف متى وكيف ولماذا ارتديت الزي الشرعي الإسلامي، الذي صاروا يُطلقون عليه خطأ مصطلح "حجاب". أسرد بدهيات وأكرر مُسلّمات والدكتورة والباحث يسجّلان الأقوال كأنها العجائب. أنقل إليهما دهشتي من مجتمعات تتقبل علاقات الشذوذ الجنسي والتناسل من دون زواج ثم تستنكر رخصة أقرّها الإسلام، في ظل ظروف طارئة، تبيح للرجل الزواج مثنى وثُلاث ورُباع بشرط العدل وإلا فواحدة، مفهوم؟ العدل المستحيل وإلا فواحدة!
سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام
* "فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26) فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا (27) ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (28) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا (29) قال إني عبد الله ءاتاني الكتاب وجعلني نبيا (30) وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا (31) وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا (32) والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (33) ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (34)"، صدق الله العظيم، آيات بينات من سورة "مريم" أتلوها، برجاء للمسرّة والفرح فرارا من الهم والغم والغباء وتناحر الإخوة الأعداء، أستحضر بها جلال هذه الأيام، بين 25 ديسمبر 2012 و7 يناير 2013، التي نحتفل فيها بمعجزة ميلاد سيدنا عيسى، عليه وعلى نبيا محمد صلوات ربنا وسلامه، وصلاة وسلام عليك يا سيدة نساء العالمين؛ يا العذراء مريم ابنة عمران.
* سنابك اللغة العربية:
كان الشاب السويسرى يتصبب عرقا وهو يتصارع مع اللغة العربية، التي يصر على الكلام بها معي، وأنا ألوّح له كلّ لحظة بسكة الخروج من مأزقه إلى اللغة الإنجليزية من دون جدوى. الشاب سويسري من الجزء المتكلّم باللغة الفرنسية لذلك فهو يفضّل الوقوع تحت سنابك اللغة العربية على أن يلجأ إلى اللغة الإنجليزية المنافسة، بل المنتصرة على الفرنسية في دوائر التواصل العالمي، تمشيا مع تعصبه الفرانكفوني الذي لا ينفيه ولا يُخجله. يسألني عن الإسلام أسئلة دقيقة ، تكاد روحه تزهق معها وهو يكوّنها من مفردات لغته العربية المحدودة بشكل يمكّنني من فهم مقصده تقريبا، وحين أتدفق بالكلام وأنظر إلى عينيه التائهتين وفمه المشدود بالتوتر، وهو يحاول إلتقاط الفهم من كلامي، يتراجع تدفقي إلى نقطة الإمتناع وألزم الصمت. تتقدم زميلته المغربية، التي نسيت اسمها لشدة ألفتي به، لتنقذ الموقف بالترجمة من العربية إلى الفرنسية. أتوجه إليها بالكلام في محاولة لاستعادة الانبثاق فألمح إنكماشها المتزايد في ثوبها القصير وهي تحاول شدّه وجذبه إلى ركبتيها في حرج لا إرادي؛ هي دكتورة في الأنتربولوجي وهو لا يزال ساعيا لنيل الدرجة التي نالتها في الحقل نفسه، وكلاهما مُهتم لكي يعرف متى وكيف ولماذا ارتديت الزي الشرعي الإسلامي، الذي صاروا يُطلقون عليه خطأ مصطلح "حجاب". أسرد بدهيات وأكرر مُسلّمات والدكتورة والباحث يسجّلان الأقوال كأنها العجائب. أنقل إليهما دهشتي من مجتمعات تتقبل علاقات الشذوذ الجنسي والتناسل من دون زواج ثم تستنكر رخصة أقرّها الإسلام، في ظل ظروف طارئة، تبيح للرجل الزواج مثنى وثُلاث ورُباع بشرط العدل وإلا فواحدة، مفهوم؟ العدل المستحيل وإلا فواحدة!
Published on December 29, 2012 02:52
December 21, 2012
فن كتابة:جاذبية صدقي في ذكراهافي مثل اليوم؛ السبت 2...
فن كتابة:
جاذبية صدقي في ذكراها
في مثل اليوم؛ السبت 22 ديسمبر منذ 11 سنة، رحلت عن دنيانا الأديبة الرائدة جاذبية صدقي التي غمطوا حقّها ورفضوا تتويج مشوارها الأدبي المخلص ولو بجائزة تشجيعية بينما كان الكيل يُكال إغداقا وسرفا وسَفَها بالتكريم لمن لا يستحق؛ لاقت الجحود والجور في التقدير وبلعت مثل الكثيرين غيرها من كرام مصر الغصّة بالأمل في أن يعتدل ميزان النقد يوما ما حين يخاف، من يجب أن يخاف، غضب الله.
كتبت بشغف وسعت بنفس الشغف إلى نشر ما تكتب من دون انتظار لمقابل، وتألقت على صفحات الصحف والمجلات والدوريات، سنوات الخمسينات والستينات حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي، إلى أن ثقلت خطواتها بما استشعرته من خذلان لرائدة بحجمها قدمت للمكتبة العربية ما يربو عن أربعين كتابا بين القصة والرواية والتحقيق والبحث، أذكر منها "بوابة المتولي"، "الموسكي إلى الحسينية والبلدي يوكل"، "مملكة الله"، "آخر الأرض"، "ليلة بيضاء"، "ستُار يا ليل"، "ليالي القمر".
صعدت جاذبية صدقي منصة النشر الأدبي في النصف الثاني من أربعينات القرن الماضي وأخذت مساحتها في الصفحة الأخيرة من جريدة المصري تنشر قصصها القصيرة برسوم جذابة، لعلها كانت للفنان حسن هاشم، تشد القارئ إلى قراءة اسمها الجديد في عالم الأدب، الذي وقف ندا راسخا إلى جانب كتاب شباب آخرين مثل سعد مكاوي وعبد الرحمن الشرقاوي وعبد الرحمن الخميسي، الذين تناوبوا نشر باكورة إنتاجهم الأدبي في موقع الصفحة الأخيرة من جريدة المصري.
ولدت جاذبية صدقي 9 يناير 1920، صغرى أبناء وبنات وزير الأشغال محمود باشا صدقي، و كان قد أنجب قبلها 14 ولدا وبنتا من زوجة واحدة! تخرجت في كلية البنات الأمريكية، (أمريكان كوليج)، نالت بعدها شهادة الماجستير في الآداب، أجادت الإنجليزية والفرنسية وتملّكت ناصية اللغة العربية حتى اكتملت بين يديها جوهرة متألقة بالألوان والإيحاءات تشكّلها بين صريح الضوء وغموض الظلال، تصوغها في الكتابة كما تتكلّمها بجزالة وفصاحة وإحكام، فبدت كتابتها صوتية نابضة متشابهة مع صوتها تحمل مميزات نبراته ذات البحّة والإيقاع الدرامي؛ يخفت حتى لا تكاد تسمعه ثم يعلو تدريجيا حتى يصل به حماسها إلى الخطابة العالية ثم ما تلبث حتى تسحبه إلى الخفوت الكلّي كمن يلملم عاصفة في منديل.
جابت الآفاق طوافة بمعظم بلاد الكرة الأرضية تحاضر عن الأدب العربي والفرعوني بوعي مشهود بثقافة العالم الشرقية والغربية؛ يزكيها نهرو لعبد الناصر بما كتبته بالإنجليزية عن الهند وأطربه، وتترجمها اليابان، وأسمع بأذني في ولايات أمريكا الوسطى من يحدّثني عن استمتاعه بما سمع منها في محاضرة أو قرأ من قصصها مُترجما من العربية.
أغمضت جاذبية صدقي عينيها واستسلمت لنوم عميق، إلى جوارها كانت وحيدتها بهية يوسف زكي ، خريجة آداب القاهرة قسم اللغة العربية، تتهيأ للإستيقاظ لتعطيها دواء الساعة السابعة صباحا، نادتها بصوت خفيض: " ماما ... حبيبتي ...موعد الدواء... "، لكن جاذبية صدقي كانت قد أسبلت عينيها وانسحبت بهدوء وسافرت إلى البلاد التي لا يمكن لأحد أن يعود منها إلى أرض الدنيا، وكان ذلك صباح السبت 22 ديسمبر 2001.
جاذبية صدقي في ذكراها
في مثل اليوم؛ السبت 22 ديسمبر منذ 11 سنة، رحلت عن دنيانا الأديبة الرائدة جاذبية صدقي التي غمطوا حقّها ورفضوا تتويج مشوارها الأدبي المخلص ولو بجائزة تشجيعية بينما كان الكيل يُكال إغداقا وسرفا وسَفَها بالتكريم لمن لا يستحق؛ لاقت الجحود والجور في التقدير وبلعت مثل الكثيرين غيرها من كرام مصر الغصّة بالأمل في أن يعتدل ميزان النقد يوما ما حين يخاف، من يجب أن يخاف، غضب الله.
كتبت بشغف وسعت بنفس الشغف إلى نشر ما تكتب من دون انتظار لمقابل، وتألقت على صفحات الصحف والمجلات والدوريات، سنوات الخمسينات والستينات حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي، إلى أن ثقلت خطواتها بما استشعرته من خذلان لرائدة بحجمها قدمت للمكتبة العربية ما يربو عن أربعين كتابا بين القصة والرواية والتحقيق والبحث، أذكر منها "بوابة المتولي"، "الموسكي إلى الحسينية والبلدي يوكل"، "مملكة الله"، "آخر الأرض"، "ليلة بيضاء"، "ستُار يا ليل"، "ليالي القمر".
صعدت جاذبية صدقي منصة النشر الأدبي في النصف الثاني من أربعينات القرن الماضي وأخذت مساحتها في الصفحة الأخيرة من جريدة المصري تنشر قصصها القصيرة برسوم جذابة، لعلها كانت للفنان حسن هاشم، تشد القارئ إلى قراءة اسمها الجديد في عالم الأدب، الذي وقف ندا راسخا إلى جانب كتاب شباب آخرين مثل سعد مكاوي وعبد الرحمن الشرقاوي وعبد الرحمن الخميسي، الذين تناوبوا نشر باكورة إنتاجهم الأدبي في موقع الصفحة الأخيرة من جريدة المصري.
ولدت جاذبية صدقي 9 يناير 1920، صغرى أبناء وبنات وزير الأشغال محمود باشا صدقي، و كان قد أنجب قبلها 14 ولدا وبنتا من زوجة واحدة! تخرجت في كلية البنات الأمريكية، (أمريكان كوليج)، نالت بعدها شهادة الماجستير في الآداب، أجادت الإنجليزية والفرنسية وتملّكت ناصية اللغة العربية حتى اكتملت بين يديها جوهرة متألقة بالألوان والإيحاءات تشكّلها بين صريح الضوء وغموض الظلال، تصوغها في الكتابة كما تتكلّمها بجزالة وفصاحة وإحكام، فبدت كتابتها صوتية نابضة متشابهة مع صوتها تحمل مميزات نبراته ذات البحّة والإيقاع الدرامي؛ يخفت حتى لا تكاد تسمعه ثم يعلو تدريجيا حتى يصل به حماسها إلى الخطابة العالية ثم ما تلبث حتى تسحبه إلى الخفوت الكلّي كمن يلملم عاصفة في منديل.
جابت الآفاق طوافة بمعظم بلاد الكرة الأرضية تحاضر عن الأدب العربي والفرعوني بوعي مشهود بثقافة العالم الشرقية والغربية؛ يزكيها نهرو لعبد الناصر بما كتبته بالإنجليزية عن الهند وأطربه، وتترجمها اليابان، وأسمع بأذني في ولايات أمريكا الوسطى من يحدّثني عن استمتاعه بما سمع منها في محاضرة أو قرأ من قصصها مُترجما من العربية.
أغمضت جاذبية صدقي عينيها واستسلمت لنوم عميق، إلى جوارها كانت وحيدتها بهية يوسف زكي ، خريجة آداب القاهرة قسم اللغة العربية، تتهيأ للإستيقاظ لتعطيها دواء الساعة السابعة صباحا، نادتها بصوت خفيض: " ماما ... حبيبتي ...موعد الدواء... "، لكن جاذبية صدقي كانت قد أسبلت عينيها وانسحبت بهدوء وسافرت إلى البلاد التي لا يمكن لأحد أن يعود منها إلى أرض الدنيا، وكان ذلك صباح السبت 22 ديسمبر 2001.
Published on December 21, 2012 22:47
December 14, 2012
فن كتابة:نعم لمسودّة الدستور× قبل أن أكتب هذا العنوان خطر...
فن كتابة:
نعم لمسودّة الدستور
× قبل أن أكتب هذا العنوان خطرت لي عناوين كثيرة، يروح بعضها ويأتي كلما مرّ صباح وجاء مساء، وأنا أقرأ هذا أو أستمع لذاك؛ لا أتذكر منها هذه اللحظة سوى: "نجوم الخصام"، و"شاهندة تفقد الذاكرة"، و"ليس كل ما يفكر فيه المرء يكتبه"، و "الدكتور البرادعي متخصص إجهاض"، حتى وجدت يدي تستقر على ما قررت أن أفعله اليوم بالموافقة على مسودة الدستور؛ إذا شاء الله سبحانه أن يتم الاستفتاء عليه في موعده وينجي البلاد والعباد من مصير أخشاه، أكتب كلامي وأنا أسمع صوت الطائرات قريبة التحليق فوق رؤوسنا فعسى ألا تكون نُذُر إنقلاب عسكري يزعم الإنقاذ، وهو ما أخشاه، وسيلقى على الفور تأييد كُناسة دكان الناصرية وترحيب غيرهم ممن اعتادوا الأمان في ظل الاستبداد والعين الحمراء والضرب بيد من حديد. من مدوّنتي أختار: × الجمعة 7 ديسمبر 2012، هل رأيتم؟ شروط إذعان لرئيس مُنتخب من مُدّعين لا صفة لهم! شروط إذعان من جبهة إحراق الوطن؛ برئاسة عمرو موسى ومحمد البرادعي وحمدين صباحي وليلى علوي ويسرا وشريهان وإلهام شاهين وخالد يوسف وخالد الصاوي! لا لم أقرأ إلى الآن اسم الراقصة فيفي عبده ولا الراقصة دينا. ياحلاوة! وهناك المزيد من العجب الهباب؛ من الذين يرفعون صورة الديكتاتور الأكبرعبد الناصر في احتجاجهم على "ديكتاتورية" الرئيس المنتخب!
اللهم خذ مصر إلى بر النجاة والأمن والأمان بحولك وقوّتك يا رب العالمين،اللهم انصرنا بالإسلام واكرمنا بطاعتك.
× ردا على مُعلّق : السلام عليكم، رجاء عدم خلط الأمور في بعضها: أولا أنا لا ثأر لي مع الحقبة الناصرية ولكنني شاهدة على كم الفرص التي أضاعها عبد الناصر بديكتاتوريته واستبداده وجهله قبل غروره، ولك أن تقرأ كتابي الخديعة الناصرية حتى تفهم ما أقول، أو كتاب الأستاذ فتحي رضوان "72 شهرا مع عبد الناصر"، لتعرف من هو طالب السلطة بحق، ولك أن تتذكر أن الدكتور محمد مرسي رئيس مُنتخب ولم يستول على السلطة، وتذكر أن، أتباع السيد حمدين صباحي طالبوه بالتنازل لحمدين، يعني كان المطلوب من الناجح الأوّل أن يتنازل للراسب الثالث في سباق التصفية الأولى لانتخابات الرئاسة، طالبوه، بلا خجل بل بوقاحة كاملة، أن يتلاعب في اختيارات الشعب المصري، فمن بالله عليك المجنون بالسلطة؟ ثم أين هو الدستور الذي عصف به محمد مرسي؟إننا مازلنا في مسودّة دستور لم يُستفت عليه بعد، وجبهة احراق الوطن ترفض الاستفتاء وتعوّق فرصة أن يكون لدينا "الدستور"، فمن الذي يعصف لحجب الدستور وتنقية القوانين؟ ثم مالك وأبو الفتوح وغيرتك عليه لأن الإخوان لم يدعموه؟ لقد أخذ عبد المنعم أبو الفتوح فرصته وأنا صوّت لصالحه في البداية لكن حمدين دخل الانتخابات لتعويقه، والدعم من الأمور التطوعية وأنت لا تجبر من لا يدعمك على دعمك، من حقّ الإخوان اتخاذ القرارات التي تناسبهم لا التي تناسب منافسيهم، يا سبحان الله يعني من حق الوفد والتجمع والناصريين والماركسيين إلخ إلخ أن تكون لهم أسرارهم وخططهم وقراراتهم وطموحاتهم للسلطة ومطلوب من جماعة الإخوان، فحسب، أن يخنعوا للكافة؟
ولا تكلمني عن المنشقين وثروت الخرباوي فلا شهادة لهم يمكن أن يُعتد بها، أقول قولي هذا لله بموضوعية يفرضها علينا الإسلام بقوله تعالى، ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى، وللعلم فإن الأسباب بيني وبين الإخوان مقطوعة تماما، أمس واليوم وغدا، والحمد لله رب العالمين، وربي يعلم أنني لا أريد من مخلوق جزاء ولا شكورا، والله أعلم بالمتقين.
لعلك تذكر كذلك اللافتة التي تم رفعها في ميدان التحرير "ممنوع دخول الإخوان" فهل كان هذا من حق أحد؟ من له حق "التكويش" على ميدان التحرير الذي إتسع ليسرا المباركية وليلى أم نسب وإلهام المناوئة للثورة، ولم يتسع لمواطنين كل ذنبهم أنهم "محظورون" بأمر من لا أمر لهم! ثم ماهذا النداء الأخرق "الإنذار الأخير"؟ ألا تراه من جعبة إرهاب مجنون؟ "إنذار أخير"؟ ثم ماذا؟ هه؟ التصعيد بالتهديد إلى استباحة البلاد والعباد، وهاهي بشائره عند مُجمّع التحرير وبعدها، كما أفادوا، بغلق مترو الأنفاق لإرهاب الوطن بجريمةالعصيان المدني ؟
"إنذار"؟ لم يتأدبوا حتى بقول "نداء"!
إنني أدافع عن حقي وحق الشعب المصري في أن تُحترم أصواته التي أدلى بها وهو مسرور في إنتخابات أقرها الجميع، تلك الأصوات التي عُصف بها بإلغاء مجلس الشعب ويستهتر بها الآن بالتطاول على مقر رئيس مُنتخب، حتى رأينا من يدافع عن "الوارث" بشار الأسد، قاتل شعبه ومدمر مُدُنه، يهتف بسقوط رئيس مُنتخب ويُقرر أن الإخوان أعداء الله، وأقصد هنا بالتحديد صديقة عمري السيدة شاهندة مقلد؛ التي وقفت أساندها عام 1966 في قضية إغتيال زوجها الشهيد صلاح حسين وأنتهي معها اليوم بالمفارقة وهي فخورة بتكفيرها خصومها؛ تحدد وفق أهوائها من هم أعداء الله ومن هم أحبابه، ثم تشكو من يد امتدّت لتغلق فمها حماية لها من ظلمها لنفسها بارتكاب إثم التكفير!
نعم لمسودّة الدستور
× قبل أن أكتب هذا العنوان خطرت لي عناوين كثيرة، يروح بعضها ويأتي كلما مرّ صباح وجاء مساء، وأنا أقرأ هذا أو أستمع لذاك؛ لا أتذكر منها هذه اللحظة سوى: "نجوم الخصام"، و"شاهندة تفقد الذاكرة"، و"ليس كل ما يفكر فيه المرء يكتبه"، و "الدكتور البرادعي متخصص إجهاض"، حتى وجدت يدي تستقر على ما قررت أن أفعله اليوم بالموافقة على مسودة الدستور؛ إذا شاء الله سبحانه أن يتم الاستفتاء عليه في موعده وينجي البلاد والعباد من مصير أخشاه، أكتب كلامي وأنا أسمع صوت الطائرات قريبة التحليق فوق رؤوسنا فعسى ألا تكون نُذُر إنقلاب عسكري يزعم الإنقاذ، وهو ما أخشاه، وسيلقى على الفور تأييد كُناسة دكان الناصرية وترحيب غيرهم ممن اعتادوا الأمان في ظل الاستبداد والعين الحمراء والضرب بيد من حديد. من مدوّنتي أختار: × الجمعة 7 ديسمبر 2012، هل رأيتم؟ شروط إذعان لرئيس مُنتخب من مُدّعين لا صفة لهم! شروط إذعان من جبهة إحراق الوطن؛ برئاسة عمرو موسى ومحمد البرادعي وحمدين صباحي وليلى علوي ويسرا وشريهان وإلهام شاهين وخالد يوسف وخالد الصاوي! لا لم أقرأ إلى الآن اسم الراقصة فيفي عبده ولا الراقصة دينا. ياحلاوة! وهناك المزيد من العجب الهباب؛ من الذين يرفعون صورة الديكتاتور الأكبرعبد الناصر في احتجاجهم على "ديكتاتورية" الرئيس المنتخب!
اللهم خذ مصر إلى بر النجاة والأمن والأمان بحولك وقوّتك يا رب العالمين،اللهم انصرنا بالإسلام واكرمنا بطاعتك.
× ردا على مُعلّق : السلام عليكم، رجاء عدم خلط الأمور في بعضها: أولا أنا لا ثأر لي مع الحقبة الناصرية ولكنني شاهدة على كم الفرص التي أضاعها عبد الناصر بديكتاتوريته واستبداده وجهله قبل غروره، ولك أن تقرأ كتابي الخديعة الناصرية حتى تفهم ما أقول، أو كتاب الأستاذ فتحي رضوان "72 شهرا مع عبد الناصر"، لتعرف من هو طالب السلطة بحق، ولك أن تتذكر أن الدكتور محمد مرسي رئيس مُنتخب ولم يستول على السلطة، وتذكر أن، أتباع السيد حمدين صباحي طالبوه بالتنازل لحمدين، يعني كان المطلوب من الناجح الأوّل أن يتنازل للراسب الثالث في سباق التصفية الأولى لانتخابات الرئاسة، طالبوه، بلا خجل بل بوقاحة كاملة، أن يتلاعب في اختيارات الشعب المصري، فمن بالله عليك المجنون بالسلطة؟ ثم أين هو الدستور الذي عصف به محمد مرسي؟إننا مازلنا في مسودّة دستور لم يُستفت عليه بعد، وجبهة احراق الوطن ترفض الاستفتاء وتعوّق فرصة أن يكون لدينا "الدستور"، فمن الذي يعصف لحجب الدستور وتنقية القوانين؟ ثم مالك وأبو الفتوح وغيرتك عليه لأن الإخوان لم يدعموه؟ لقد أخذ عبد المنعم أبو الفتوح فرصته وأنا صوّت لصالحه في البداية لكن حمدين دخل الانتخابات لتعويقه، والدعم من الأمور التطوعية وأنت لا تجبر من لا يدعمك على دعمك، من حقّ الإخوان اتخاذ القرارات التي تناسبهم لا التي تناسب منافسيهم، يا سبحان الله يعني من حق الوفد والتجمع والناصريين والماركسيين إلخ إلخ أن تكون لهم أسرارهم وخططهم وقراراتهم وطموحاتهم للسلطة ومطلوب من جماعة الإخوان، فحسب، أن يخنعوا للكافة؟
ولا تكلمني عن المنشقين وثروت الخرباوي فلا شهادة لهم يمكن أن يُعتد بها، أقول قولي هذا لله بموضوعية يفرضها علينا الإسلام بقوله تعالى، ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى، وللعلم فإن الأسباب بيني وبين الإخوان مقطوعة تماما، أمس واليوم وغدا، والحمد لله رب العالمين، وربي يعلم أنني لا أريد من مخلوق جزاء ولا شكورا، والله أعلم بالمتقين.
لعلك تذكر كذلك اللافتة التي تم رفعها في ميدان التحرير "ممنوع دخول الإخوان" فهل كان هذا من حق أحد؟ من له حق "التكويش" على ميدان التحرير الذي إتسع ليسرا المباركية وليلى أم نسب وإلهام المناوئة للثورة، ولم يتسع لمواطنين كل ذنبهم أنهم "محظورون" بأمر من لا أمر لهم! ثم ماهذا النداء الأخرق "الإنذار الأخير"؟ ألا تراه من جعبة إرهاب مجنون؟ "إنذار أخير"؟ ثم ماذا؟ هه؟ التصعيد بالتهديد إلى استباحة البلاد والعباد، وهاهي بشائره عند مُجمّع التحرير وبعدها، كما أفادوا، بغلق مترو الأنفاق لإرهاب الوطن بجريمةالعصيان المدني ؟
"إنذار"؟ لم يتأدبوا حتى بقول "نداء"!
إنني أدافع عن حقي وحق الشعب المصري في أن تُحترم أصواته التي أدلى بها وهو مسرور في إنتخابات أقرها الجميع، تلك الأصوات التي عُصف بها بإلغاء مجلس الشعب ويستهتر بها الآن بالتطاول على مقر رئيس مُنتخب، حتى رأينا من يدافع عن "الوارث" بشار الأسد، قاتل شعبه ومدمر مُدُنه، يهتف بسقوط رئيس مُنتخب ويُقرر أن الإخوان أعداء الله، وأقصد هنا بالتحديد صديقة عمري السيدة شاهندة مقلد؛ التي وقفت أساندها عام 1966 في قضية إغتيال زوجها الشهيد صلاح حسين وأنتهي معها اليوم بالمفارقة وهي فخورة بتكفيرها خصومها؛ تحدد وفق أهوائها من هم أعداء الله ومن هم أحبابه، ثم تشكو من يد امتدّت لتغلق فمها حماية لها من ظلمها لنفسها بارتكاب إثم التكفير!
Published on December 14, 2012 20:00
December 13, 2012
نعم لمسودّة الدستور نعم لمسودّة الدستور نعم لمسودّة الدستور
نعم لمسودّة الدستور نعم لمسودّة الدستور نعم لمسودّة الدستور
Published on December 13, 2012 20:59