أحلام يحيى جحاف's Blog, page 5

March 28, 2024

كتاب: عودة الوعي لتوفيق الحكيم

 

كتاب رائع لأنه يحمل فكرة مهمة ...فكرة إعادة النظر فيما حدث...التفكير العقلاني بعيد عن العواطف والتقديس أو التدنيس للشخصيات...بل تفكير يبحث عن الحقيقة ...نعلم أن أغلب الحقائق مغيبة ...وكما قال توفيق الحكيم:" إن المهمة الكبرى لحامل القلم والفكر هي الكشف عن وجه الحقيقة"في ظل حكم ديكتاتوري يستحيل قول الحقيقة ...لكن هذا لايمنع من البحث عن الحقيقة عندما تتاح الفرصة ...وهذا ما يوضحه الكاتب: " إني لا أكتب لحساب الماضي. وإنما أنقد لحساب المستقبل""لابد من فتح كل ملف ثورة 1952" عنوان الكتاب رائع لأن الوعي غائب حتى اليوم...وهو بحاجة للعودة ..."ولكن هناك خسارة لا شك فيها ولا يعدلها عندى مكسب، ذلك هو ضياع وعى مصر ..... هذه الحالة العجيبة التي أصابتنا يجب أن تكون يوما محل دراسة وتحقيق" ولن يعود الوعي إلا بمعرفة الحقيقة حتى لا تتكرر الأخطاء .. الكاتب أثار عدد من الأسئلة المهمة منها على سبيل المثال:"وفي الجملة هل ثورة 1952كانت ذات فائدة حقيقية لمصر والبلاد العربية أو أنها فترة معترضة لسيرها معرقلة لنهضتها؟وهل كانت نظاما طبيعيا أو نظاما مصنوعا نتج عن حركة آزرتها وخططت لها أمريكا لتزرع في المنطقة أنظمة عسكرية على غرار ما فعلته في أمريكا الجنوبية اللاتينية لتوقعها أن مصر وقتذاك كانت مهيأة فعلا ومقبلة على نهضة ذاتية تنبت فيها الاشتراكية نبتا طبيعيا شعبيا ويقوم التصنيع والإصلاح والوحدة العربية على أسس صحيحة ثابته وناضجة؟ أو أن بلادنا ما كانت تبلغ من ذلك شيئا إلا بعد جهد وزمن وأنه لا مكاسب يمكن أن تنالها بسرعة إلا عن طريق القرارات العسكرية؟كل هذه الموضوعات والتساؤلات يجب أن تكون موضوع دراسة بفكر طليق وعقل موضوعي....وكل البنود المعتاد ذكرها وترديدها من بنود مكاسب الثورة في حاجة إلى غربلة دقيقة بعيدة عن الطبل والقمر والأناشيد والأغاني والشعارات اللفظية وتضخيم كلمة الناصرية كأنها نظرية." حتى المصطلحات والمسميات يرى الكاتب أنها بحاجة لمراجعة:"وأصبحت الحركة ثورة.. ولكن بعض فقهاء القانون الدستورى قاموا من جهة أخرى ينفون عن الحركة وصف الثورة ويدللون على أن الوصف المنطبق على هذه الحركة هو (الانقلاب العسكري) ذلك أن الثورة يقوم بها الشعب ويقودها مدنيون كما حدث في الثورة الروسية التي قام بها الشعب بقيادة لينين وكما حدث في الثورة المصرية سنة 1919 التي قام بها الشعب بقيادة مدنيين. أما الحركة التي تقوم بها جماعة مسلحة من رجال الجيش فهى «انقلاب لنظام الحكم» 
   
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 28, 2024 11:27

February 28, 2024

عن كتاب: الحياة التي عشت الجزء الأول لمحمد عبد الله الفسيل

 

بدأ الكاتب سيرته الذاتية بمدخل متميز، اختار فقرة من رواية 1984 لجورج أوريل...هي المرة الأولى التي أجد كتاب لسيرة ذاتية بمدخل رائع كهذا..المدخل فيه إشارة لمن لا يكتفي بتغيير الحاضر وتشويه المستقبل لكنه يغير الماضي ويضع له اسماء جديدة ويحذف منه اسماء قديمة...هذه العبارات جاءت معبرة فعلا عما يحدث في الكتابات الرسمية برعاية الدولة في اليمن وما يحدث فيها من تشويهات للماضي ورموزه...في هذا الكتاب وجدت الكاتب أكثر انفتاحا من آخرين تحفظوا كثيرا عن ذكر كثير من الحقائق فجاءت كتاباتهم لا تحوي شيء مهم ...يسهب في ذكر الخلافات بين مكونات الأحرار وخاصة الزبيري والنعمان ويذكر جزء من أسبابها .... يكتب تعليقات وتوضيحات لما جاء في كتابات كتاب آخرين عن وقائع يرى أنهم كتبوها بطريقة غير صحيحة من وجهة نظره ...لأول مرة أجد كاتب يستطيع بحرية التعبير عن مسائل يخفيها غيره مثل مواضيع العنصرية الخاصة بالشوافع والزيود والقحطانيين والهاشميين رغم أهمية الكتابة عن كل المواضيع دون تحسس لأنها جزء من الواقع الذي يحتاج لصراحة وصدق حتى تدور حوله النقاشات بهدف الإصلاح والتغيير الحقيقي ... دخل السجن لأنه كتب كتاب جمع فيه آراء متنوعة حول الإمام أحمد ونشر الكتاب الذي حمل عنوان: الرجل الشاذ ...لم يعدم لكنه بقي في السجن لفترة طويلة ...يذكر كيف ارسل الأحرار رسائل استعطاف واعتذار للإمام فخرج بعضهم لكن رسائل وأشعار الاستعطاف التي أرسلها لم تغفر له بسبب ما جاء في كتابه ... يذكر بوضوح دور المخابرات المصرية وعبد الناصر في التخطيط للثورة لقلب نظام الحكم بعد الخلاف بين عبد الناصر والإمام أحمد ودور البيضاني المدمر في بداية الثورة ...الجزء الأول من مذكرات الكاتب مكون من 17 فصلا ...ينتهي هذا الجزء بخطاب الإمام البدر وتفجير الثورة ... 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 28, 2024 06:29

January 29, 2024

قراءة لرواية صراع حول نافذة السماء - الرحلة الأولى، لعبد الوهاب بغدادي:

 

الرواية تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن، فيسافر مع شخصياتها إلى أعماق التاريخ، إلى فترة بناء الهرم الأكبر حيث يمتزج الخيال بالتاريخ بالأساطير...

هي رواية خيال علمي، النوع الأدبي الذي لا يلق اهتمام كبير في الأوساط الثقافية العربية، رغم أن له الكثير من العشاق والمتابعين.

في البداية يوصي المؤلف القارئ بقراءة النبذة العلمية والتاريخية عن الحضارة المفقودة وهرم خوفو الأكبر في نهاية الرواية، لكن تلك المعلومات يستطيع القارئ استيعابها من خلال الرواية بطريقة ذكية عبر حوارات الشخصيات.
استطاع المؤلف ببراعة أن يرسم ملامح تلك الشخصيات مما يسهل تخيلها ومتابعة أحداث الرواية كشريط فيلم سينمائي.

تبدأ الرواية بالفصل الذي أطلق عليه الفصل ما قبل الأول عام 2110م بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، بحادث انفجار غريب وظهور كرة عملاقة معلقة في الفضاء. لتنتقل الأحداث في الصفحات التالية إلى العام 2135م بمنتجع الكرة المعلقة السياحي. ويبدأ الفصل الأول ليعيد القارئ إلى العام 2064 بنفس المكان حيث تبدأ فصول الحكاية.
الخيال والانتقال بين الأزمنة من المستقبل للحاضر إلى الماضي رائع ويشد القارئ ليتابع الأحداث المرسومة بدقة وببراعة...

377 صفحة هي أحداث مغامرة يخوضها أبطال الرواية بعد عودتهم للماضي الموغل في القدم، حيث يعيش القارئ معهم أحداث مثيرة وصاخبة تتخللها المؤامرات في القصر الملكي وفشل المؤامرة وهروب من خطط للمؤامرة إلى اليمن:
" كان الجميع يعرفون هذا المكان الذي لا يستطيع خوفو مطاردتهم فيه، فقد سبق أن هرب إليه الكثير من أمراء مصر العليا بعد التوحيد الأول لمصر، ثم هرب إليه الكثير من أمراء الدلتا خوفا من بطش الملك مينا إبان التوحيد الثاني والأخير في مصر. لم يكن هذا المكان سوى جبال اليمن الصعبة التضاريس، والتي عرفها المصريون القدماء جيدا أثناء رحلاتهم التجارية والعلمية إلى بلاد بونت"

عبر صفحات المغامرة يعيش القارئ مع المغامرين ويشعر بمعاناتهم وخوفهم وقلقهم وهم يحاولون العودة للزمن الذي سافروا منه بعد انتهاء مهمتهم: " فوق رمال الصحراء، سبق الحماس والشوق للعودة إلى المركبة خطوات الرواد، وسيطر على مشاعرهم حنين جارف لسرعة العودة إلى أرض الوطن رغم كونهم فوق الأرض نفسها مع اختلاف الزمن. فإذا كان حب الوطن هو أنقى حب في الوجود، فيبدو أن هذا الحب ليس وليد المكان فقط، بل وليد المكان والزمان معا، فالزمان والمكان مجتمعان هما من شهداء الولادة والطفولة والشباب وصنعا الذكريات، إنهما متفاعلان في كل شيء حتى في العلاقة بالأوطان، وما الإنسان إلا ابن زمانه ومكانه" ...

أتفق مع الكاتب فالإنسان ابن زمانه ومكانه، ولن يسعد لو تحقق حلمه وعاد به الزمن للعيش في ماض انتهى، فسيشعر بالغربة والوحشة لأنه ابن زمنه حتى على المكان ذاته.
تنتهي صفحات الرواية قبل أن ينجح أبطال المغامرة بالعودة إلى زمن المستقبل الذي يفصلهم عنه سبعة آلاف سنة، مع عبارة إلى اللقاء التي تشير للرحلة التالية للرواية.

من يحب قراءة كتب المغامرات والخيال العلمي والسفر عبر الزمن سيستمتع بالرواية، فهي لا تقل روعة وجمالا عن هاري بوتر وسيد الخواتم. الفرق أنها مغامرة في تاريخ العرب وثقافة لا تجد الاهتمام الذي تستحقه.

تخيل أن تجد نفسك في مصر في زمن بناء هرم خوفو أو نافذة السماء.

حاول الكاتب أن يصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن التاريخ والواقع اليوم ...

في بداية الرواية ظهرت آراء الكاتب بوضوح وكان الأفضل أن تأتي تلك الأفكار على لسان الشخصيات أثناء الحوارات...
ففي الفصل تحت عنوان "مأساة الفتاتين" تكررت عبارة: “فلم تجد بدا من العودة إلى أحضان مصر الدافئة، حيث قلب العالم النابض بالحب ...”، في البداية ومرة أخرى في نهاية الفصل:" ولكنني أعتقد أن حياتنا الدافئة في مصر ستساعدنا على التخلص من بقايا آلام وجروح الماضي..."والفصل تقريبا يدور حول أسباب سقوط الحضارة الغربية ومشكلاتها ومعاناة الفرد فيها، ظهور تلك الأفكار في حوار الشخصيات يكون مقبول أو يظهر على شكل أحداث درامية توضح فكرة الكاتب يكون مقبول ...لكن أن يأتي على لسان السارد فهو إلى حد ما غير مناسب وخاصة عندما يتكرر ويدور حول الفكرة ذاتها فالقارئ سيعد ذلك أحد آراء الكاتب التي يفرضها ويمليها على القارئ..

الرواية مليئة بالاحداث المشوقة وجديرة بالقراءة يختلط فيها الخيال بالأسطورة بالتاريخ المصري القديم ...
كما أن بها حوارات مثيرة للاهتمام، من نوع:
" سأل عمر سؤالا هاما:
- هل يمكن للإنسان أن يقابل نفسه في الماضي؟ بمعنى إذا عدت إلى ماض قريب، خمس سنوات مثلا، فكيف استطيع أن أقابل نفسي؟"

 


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 29, 2024 02:56

January 13, 2024

وداعا جوليا

 

وداعا جوليا فيلم سوداني من إخراج محمد كوردفاني فيلم رائع بامتياز...لماذا؟يقدم قصة درامية باحترافية، تنساب أمام المشاهد الأحداث وتشده لمتابعتها ...لا بطل رئيسي للفيلم ، بل كل الشخصيات تلعب دور البطولة، حكايات كل الأشخاص تسير جنب بعضها، ونفهم دوافع كل شخصية وخلفياتها....هكذا نفهم كيف كل شخصية يمكن أن تكون الجاني والضحية في آن معا.. المجتمعات التي تسير باتجاه التفكك نعرف أن ذلك يعود لمجموعة من قناعات غرست عبر أجيال طويلة فجعلت من البعض عدوا للآخر ...وهكذا يعيش في بلد من يكن الكراهية للآخر لأن تلك القناعات والمواقف توارثها جيل بعد جيل...الفيلم لايدين جهة ويبرئ أخرى بل يقدم الحقيقة كما هي دون تجميل أو تبرير ...ربما إيمانا من المخرج كاتب قصة الفيلم أن الحقيقة هي من يعالج ويشفي الجروح لأن تراكم الأكاذيب والتشويهات يزيد من عمق مشاكل المجتمعات ويذهب بها بعيد عن أبواب الحل والخروج من جحيم الواقع الذي تعيشه...نعم لاشيء يعالج مثل الحقيقة ...أداء الممثلين يبدو تلقائي ومقنع وتم اختيارهم بعناية...  أظهر الفيلم العلاقات بين الناس من شمال السودان أو العرب والجنوب أو ما يطلق عليهم العبيد في العاصمة الخرطوم قبل انفصال الجنوب فنفهم تعقيدات الوضع...الجميل في الفيلم أن السياسي لم يطغ على الشخصي....بل سلط الضوء على مشاعر أبطال الفيلم ... صور ببراعة المشاعر الانسانية المعقدة في أجواء الكراهية والخوف من الآخر ...وسيطرة الشعور بالذنب ومحاولة التكفير والغفران...يظهر الفيلم أيضا الوضع الاجتماعي للمرأة بلقطة مبدعة ...عندما يحضر الزوج زوج من الطيور في قفص وعندما تطلق الزوجه تلك الطيور يتهمها زوجها بالغباء لأن الطيور التي تربت في قفص لا تستطيع العيش خارجه...وضع يشبه حال النساء في المجتمعات ذات النظام الأبوي التي تعيش المرأة فيها كطائر في قفص...  يسلط الضوء على ما تتعرض له المرأة في وسائل المواصلات أو في التعامل مع البعض من تحرش جنسي يتنافى مع قيم المجتمع ...قصة معقدة من العلاقات تعطي المشاهد نظرة ثاقبة للانقسامات بين شعب شمال وجنوب السودان التي أدت إلى تقسيم البلاد في عام 2011...فيفهم لماذا سار البلد نحو الانقسام... دون انحياز من كاتب القصة لأي طرف ...  
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 13, 2024 23:41

December 13, 2023

قراءة لرواية: والله إن هذه الحكاية لحكايتي لعبد الفتاح كيليطو:

 

رواية ممتعة لمن قرأ حكايات ألف ليلة وليلة لأنها تربط بطل الرواية حسن ميرو ببطل أحد حكايات ألف ليلة وليلة حسن البصري الذي أحب جنية وأخفى ثوب الريش الذي تتحول به إلى طائر، لكنها تجده ذات يوم وتغادر تحمل معها طفليها...فحكاية حسن ميرو تشبه حكاية حسن البصري إلى حد ما، وكذلك الكاتب الأمريكي يوليوس موريس...لكن الرواية لا تكتفي بهذه الشخصيات فهناك الراوي ...لتفهم حكاية حسن ميرو عليك أن تفهم حكاية حسن البصري..وتزدحم الرواية بعناوين الكتب وأسماء الكتاب والأساطير المتنوعة...عنوان الرواية الذي يقف عنده القارئ، عنوان يحمل شيء من سحر التراث، سحر الحكايات والاصرار على حكيها... صورة الغلاف لامرأة تطير، فما هي حكاية طيران النساء في هذه الحكايات؟ لكن الرواية لا تكتفي بحكاية الجنية التي تطير بثوب الريش بل تأخذ القارئ لحكايات أخرى مليئة بالسحر والغرائب فهناك إشارة لجازون الذي فاز بالفروة الذهبية وهي إحدى القصص الإغريقية، وإشارة أخرى لأرثر غوردون بيم ورفيقه بيتر وهما بطلا رواية لإدغار الآن بو. وهناك أسطورة الغورغون والأخوات الثلاث ذوات الشعر من الأفاعي ونظراتهن تمسخ الرائي إلى حجر ... ويقتبس الراوي من آيات القرآن الكريم عن النمل والنبي سليمان وملكة سبأ والهدهد، وحكاية التعبير Fort da وما يعنيه حسب تفسيرات فرويد.وهناك معلومات عن طائر الخطاف أو السنونو واللقالق التي تهاجر وتعود كل مرة لأعشاشها السابقة...هل قرأت كتاب عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم؟ وما مدى معرفتك ببطل مقامات الحريري الذي يصف نفسه بالشاعر فهو يأخذ اللفظ فضة وحين يصوغه يحوله لذهب، مع هذه الرواية ستجد نفسك داخل متحف اللوفر حيث تمثال ساموثراس لآلهة النصر نايكي. ويطل ابن حزم في إحدى الصفحات بقوله: " إنه لم ير أشد تبجحا ولا أعظم سرورا بما هو فيه من محب، أيقن أن قلب محبوبه عنده ووثق بميله إليه".ويفتح حسن ميرو كتابا قديما يعود إلى القرن الرابع الهجري " مثالب الوزيرين" من تأليف أبي حيان التوحيدي، وهو الكتاب الذي سيقلب حياته رأسا على عقب.ولكن ماذا يقصد الكاتب الفرنسي جورج بيرنانوس عندما يقول: " لن يرحمك المخفقون" وما علاقتها بحكايتنا هذه؟وتطل روايات فلوبير، ومونتي أحد حكماء الغرب، وسيلين صاحب الشخصية الجدلية. ويظهر كتاب معجم البلدان وكتاب معجم الأدباء لياقوت، وكتاب المقامة الجاحظية للهمذاني، كتب تقتل صاحبها كما حدث للجاحظ الذي مات تحت ركام كتبه كما قيل. ونتساءل مع حسن هل أصابته لعنة كتاب التوحيدي وهو يعمل على أطروحته عن التوحيدي وموقف ابن عباد منه، وكيف كانت سخرية التوحيدي من خصمه سببا في شهرة ابن عباد الذي ما كان سيتذكره إنسان لولا سخرية التوحيدي منه، ولكن هل هناك حقا لعنة مرتبطة بكتاب التوحيدي؟ تدافع الرواية عن أبي حيان التوحيدي الذي ألصق بكتبه عدد من الافتراءات منها استنكار ابن خلكان ضمنيا تأليف كتاب المثالب فعده من المؤلفات ذات التأثير المضر. الضر لا يلحق بمن يقرأ الكتاب بل حتى من يدخله بيته! في حكاية ألف ليلة وليلة ينتهك حسن البصري المحرم ويفتح الباب الذي ما كان عليه أن يفتحه، ونتابع ما جر عليه ذلك من الهم فكانت نظرة أعقبتها ألف حسرة كما جاء الوصف على لسان شهرزاد، وما حدث للبصري يشبه إلى حد ما موضوع الفضول المحرم الذي أخرج آدم وحواء من الجنة، وهو سبب إصابة أوديبوس بالعمى، وكذلك مسخ الصياد أكتيون إلى أيل لتأكله كلابه. إنها رواية تعج بعناوين الكتب وأسماء الكتاب، والإشارة للأساطير ونقاشات أدبية كأن القارئ في صالون أدبي.. كانت بالنسبة لي 142 صفحة من القراءة الممتعة التي تقدم التراث بطريقة ذكية ومشوقة...وتدفع القارئ لقراءة تلك الكتب.ولكن هل حقا هناك لعنة تلحق بمن يقرأ للتوحيدي؟
 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 13, 2023 03:33

December 10, 2023

رواية: صنعاء ..الوجه الآخر للدكتور إبراهيم إسحاق

 


استوقفني غلاف الرواية ...غلاف الرواية هو المدخل الأول للعمل الأدبي ...يحمل دلالات لها علاقة بمحتوى الرواية....هنا الغلاف يهيئ القارئ لجو الرواية ...وزمنها...صنعاء في زمن محدد ..هناك دور نشر لا تشرك المؤلف في عملية اختيار صورة الغلاف ويعتمد اختيار الغلاف على عامل التسويق والترويج للرواية فيضلل القارئ لأن صورة الغلاف في الغالب لا علاقة لها بمحتوى الرواية ...لكن هنا الإبداع بدأ من صورة الغلاف الذي ينقل القارئ لزمن الرواية ...العنوان يحدد مكان العمل الروائي هنا ...ويترك للقارئ مهمة اكتشاف الوجه الآخر للمدينة...السرد مؤثر لأن اختيار أن يكون السرد على لسان الطفل بطل الرواية يجعل الحكاية أكثر تأثيرا ... طفل لا يعرف حقيقة ما يحدث لكنه يعيش آثار تلك الأحداث التي تغير مصير عائلته ...ونعيش معه تفاصيل حياته اليومية...أبدع المؤلف ، والذي اقرأ له اول عمل، في جذب القارئ لينغمس في الأحداث التي يسردها الطفل لحياته البسيطة والتغيرات التي طرات على المدينة بعد قيام الثورة وأثر ذلك على أفراد أسرته المحسوبه على النظام السابق ...فيعدم جده ويلقى القبض على والده وعمه ...رغم أن عمه الصغير من ضباط الثورة... وكيف تتغير حياة الأسرة بعد الاستيلاء ومصادرة منزل الأسرة وانتقالهم لمكان آخر ...وترصد الرواية الحياة الاجتماعية للاسرة في تلك الفترة وتأثيراتها على بطل الرواية الصغير وهو يستمع مع جدته لأغاني وردة الجزائرية التي يظنها مصرية ...   تسير أحداث الرواية دون أن يتورط الكاتب بالتفسير أو الوقوع في فخ توجيه القارئ حسب وجهة نظره....ويترك القارئ أمام عمل أدبي يفهم منه ما يشاء ... ويترك الحكاية تدور ببساطة بكل ما فيها من جرعات ألم وحزن تنساب ببساطة من ذهن طفل يحاول فهم ما يحدث فيعيش القارئ هموم الطفل وتفسيراته ومخاوفه الطفولية من الجن الذي يسكنون حر الحطب أسفل المنزل وكيف يقطع تلك المسافة جريا وقلبه يكاد يتوقف عن الحركة من شدة الرعب...  تنتهي الرواية بالانقلاب على الرئيس المشير السلال وبداية عهد جديد ...لكن النهاية كانت مفاجئة بموت والد الطفل دون تفصيلات ... اقتباس من الرواية:- الحبس يا أم إبراهيم حبس القلوب..إذا احتبس القلب احتبس كل شيء، وإذا تحرر؟ - يا أم نديم ، القلعة أو الرادع أفضل لإخوتي ، خصوصا محمد، لأنه لو خرج بأمر أصحابنا فسيسجنه المصريون في القيادة العربية، وهناك لا أراك الله، عذاب الكهرباء التي لم تصل إلى بيتكم حتى الآن، ونهش بكلاب البشر والحيوان.
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 10, 2023 21:36

November 27, 2023

فيلم قتلة زهرة القمر Killers of the flower Moon

 

ونحن نعيش الصدمة لما يحدث من جرائم يمكن وصفها بالابادة الجماعية في غزة والتي تحدث على مرأى ومسمع من كل العالم ...يأتي فيلم قتلة زهرة القمر ...الذي تدور أحداثه الصادمة عن جرائم إبادة عرقية أيضا....الفيلم طويل ثلاث ساعات و نصف ...لكن المشاهد يحبس أنفاسه أمام القصة المؤلمة التي يحاول الفيلم تلخيص أحداثها ...الإبداع ظاهر في كل شيء ...طريقة سرد الحكاية وأداء مذهل لكافة الممثلين ...يقول ليوناردو دي كابريو والذي كان سيؤدي دور رائد المباحث الفيدرالية للتحقيق في الجرائم أنه فضل أداء دور القاتل ... أحداث الفيلم عن قصة حقيقية في العشرينيات من القرن الماضي وبعد أن تم طرد الهنود الحمر وتحديدا قبيلة الاوساج إلى ولاية اكلاهوما ذات التربة الفقيرة تفجر النفط هناك وهبطت الثروة على أفراد الاوساج.... يبدأ الفيلم برقصة والنفط يتفجر وينساب على أجساد الراقصين...لكن المهاجرين البيض الذي لم يكتفوا بما ارتكبوه بحق السكان الأصليين لأمريكا انتقلوا طمعا في نهب الثروة الجديدة والتخطيط لسرقتها والتخلص من مالكيها ...يظهر الفيلم ببراعة كيف يتم التخطيط لعمليات القتل التي تلفت انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي حديث التأسيس لتكشف التحقيقات جرائم التصفية العرقية التي تحدث .... يؤدي دي نيرو دور نائب العمدة ...المسؤول الذي يحبه الجميع صاحب القلب الكبير الذي يمد يد العون للجميع وهو من يخطط لكل عمليات القتل ... قصة الحب بين إرنست يوركهارت الذي يؤدي دوره ليوناردو دي كابريو ومولي يوركهارت وهي ثرية من الأوساج ويتزوجها ليسلبها ثروتها باتفاق مع عمه ...قصة الحب التي توضح تناقضات المشاعر البشرية وتعقيداتها...وهل يمكن أن نحب من يؤذينا ويتسبب في هلاكنا؟في لقاء مع المخرج سكورسيزي يوضح أنه مع طاقم العمل حرصوا على فهم عادات وأفكار قبيلة الاوساج والذهاب إلى مناطقهم وحيث سيتم التصوير للحديث معهم ...شارك أفراد من الاوساج في الفيلم وأيضا خلف الكواليس لاظهار العادات للقبيلة وتراثهم بشكل صحيح ودقيق ...مثل مشاهد الاحتفال بالمولود الجديد وقيمة زهرة القمر بالنسبة لهم ...وأشرفوا على التأكد من نطق الممثليين للغة الأوساج بطريقة صحيحة ... ينتهي الفيلم بمشهد مسرحي يظهر فيه المخرج وهو يحكي تطورات القصة ...هناك من انتقد الفيلم لأنه يقدم القصة من وجهة نظر القتلة لا الضحايا ...لكنني أرى عكس ذلك فالاختيار كان ذكي وأكثر تأثير وصدمة...خاصة والمشاهد يعرف من هم القتلة ويراقب كيف تنفذ الخطة بكل برود ...لأن هذا ما يحدث فعلا في الواقع الذي يحتاج المزيد من التعرية.... القصة مؤلمة وهي تحكي قصة جرائم الإبادة التي تعرض لها الهنود الحمر من قبل البيض الذي قدموا من أوروبا وظنوا أنهم أحق بالأرض وماعليها من ثروات ولم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم ....وهو وضع مشابه لما يحدث اليوم بالاراضي المحتلة في فلسطين ...الملفت للنظر أن تاريخ البشرية مليء بالفظائع التي تتكرر...لكن الفيلم دفعني للتساؤل: هل بدأ الإنسان يستوعب بشاعة تلك الأعمال ويرفض أية تبريرات لها؟ هل ما نراه من تجاوب ايجابي مع ما يحدث في غزة من أشخاص في العالم الغربي أحد المؤشرات على أن البشرية تسير في الطريق الصحيح لرفض القتل والتعصب والتطرف رغم وعورة هذا الطريق؟ 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 27, 2023 03:06

September 4, 2023

الثورة والنفق المظلم لعبد الملك الطيب

 

هذا أول كتاب أجد فيه تفاصيل لما حدث في مرحلة حكم السلال ووجود القوات المصرية المسلحة في اليمن...يستند الكاتب إلى عدد من الخطابات بين مشائخ القبائل اليمنية وعدد من الشخصيات التي لعبت دور في تلك الفترة ومراسلات مع سفراء عرب وسفارات أجنبية وكذلك مقالات في الصحف اللبنانية عما يحدث في اليمن...هناك نقد وتحليل لموقف مصر في اليمن والأخطاء التي أرتكبت وكيف حاول عبد الناصر السيطرة على اليمن وكيف أدخل اسلوب التعذيب المرعب في السجون وحملة الإعدامات للمخالفين للسياسة المصرية ،أو لحكم السلال، دون محاكمات ..." فالشعب يريد العدل بدلا عن الظلم، والعمل والبناء بدلا عن البطالة ، والأمن والاستقرار بدلا عن الإرهاب ، والمدارس والمستشفيات بدلا عن السجون، والمصانع والإصلاح بدلا عن التدمير، والإخوة والرخاء بدلا عن الفقر والاختلافات..."" حكومة تدعي أنها تمثل الثورة، فهل الثورة لصوصية ونهب وسرقة أموال؟ وتدعي أنها تمثل الجمهورية فهل الجمهورية إرهاب وبطش وسفك دماء..."هناك تفصيلات عن أهم الأحداث التي توضح حجم الانحراف عن أهداف الثورة مثل: حملة العدين ، والاعتقالات الواسعة في اليمن لملاحقة كل المعارضين لسياسة السلال، ضرب بعض المناطق بالغازات في أرحب وآنس، قتل شخصيات لها ثقل اجتماعي مثل النيني وهو من مشايخ خولان الذين شاركوا ليلة الثورة، وعلي بن محسن هارون، وهادي عبسى ومحمد الرعيني وهو نائب الرئيس السلال ووزير وبعيد عن كل شبهه وتعرض لتعذيب مرعب. ومحاولة ضرب القبائل ببعضها، وإثارة العصبيات والنعرات الطائفية والمذهبية. ثم يشرح كيف انسحبت القوات المصرية من اليمن دون أن تسلم مواقعها للجيش اليمني وهذا أعطى الفرصة للملكيين لسد الفراغ والوصول لمحاصرة صنعاء...كثير من المراسلات توضح لماذا تكاتفت كل القبائل في اليمن ضد السلال والقوات المصرية التي هدمت البيوت وأحرقت الحيوانات ولاحقت كل المخالفين.والمحاولات لما عرف بالقوة الثالثة في اليمن للم شمل كل اليمنيين بعيدا عن الوصاية على اليمن. ويوضح الكاتب أن شيوخ القبائل كانوا يطالبون بحكم إسلامي، وذلك ما نصت عليه اتفاقية الطائف، إنشاء دولة إسلامية. ويمكن فهم تلك الأفكار في ذلك الزمن. الكتاب رائع بما فيه من حقائق وتوضيحات وهناك حاجة لمزيد من الكتب والتحليلات عن تلك الفترة لمعرفة كل الآراء. 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 04, 2023 11:55

August 18, 2023

قراءة لكتاب ثورة 26 سبتمبر 1962 قراءة في الهوامشلعرفات عبد الخبير الرميم

 الكاتب وضع في هذا الكتاب قراءات لعدد من الكتب التي نشرت عن الثورة اليمنية تقريبا 54 كتاب ...
يقارن ما جاء في تلك الكتب عن الحدث الواحد ، يحدد الأكاذيب التي تشاع ويقارنها بوقائع وكتابات حول الموضوع نفسه.
فالكتاب إذا كتاب يقارن ويحلل ما جاء في تلك الكتب من تناقضات ويوضح أين الحقيقية وأين الأكاذيب
ولأن كل المذكرات والكتب تبدأ عادة من فترة الحكم الإمامي فكذلك هذا الكتاب ويوضح أن انقلاب 48 لأنه بدأ بكذبه لهذا عندما عرف الناس الحقيقة انقلبوا على قادة الإنقلاب ودعموا الإمام أحمد الذي ثار لمقتل والده.

ويوضح سبب انقلاب 1955 واسباب الفشل وموقف النعمان والزبيري من ذلك الانقلاب. وهناك تفصيلات عن سبب حقد عائلة حسين الأحمر على الإمام أحمد.
وتفنيد ادعاءات السلال بإنه كان على علم بما سيفعله اللقية في حادثة مارس لقتل الإمام ، كما أن السلال لم يكن محل إجماع الثورالالدوره في قتل اللقية. ودور السلال بعد الثورة وإصدار الأوامر لقتل رئيس الاستئناف وأبنه بشكل غريب. ويوضح موقف الفسيل واعتراضه على السلال
" الثوار لم يكونوا يدا واحدة وتحت قيادة واحدة وإنما كانت الحساسيات والمناكفات قد ظهرت"

يقارن الكاتب بين ادعاءات وكتابات بعض الشخصيات حول كل حدث ويظهر حجم التشويه والتزوير في كتابة الأحداث
مثلا يشير إلى أن القاضي الإرياني في كتابه يكذب إدعاء بركات ويقول أن مسلسل الاعدامات استمر دون محاكمات بعد مرور عدة أشهر على اندلاع الثورة. وكيف سمع الناس خبر إعدام بعض الشخصيات قبل محاكمتهم وإكمال التحقيق معهم...
" ويبدأ قطار الثورة يسير في نفس الاتجاه الذي كان يسير فيه قبل قيامها بعد أن تم تغيير السائق ولم يتم تغيير الوجهه وكان ينتقل من محطة إلى أخرى مستبدلا الركاب في كل محطة ، فهناك من كانت مهتمة إبقاء شعلة الثورة فقط وهناك من حمل تلك الشعلة وهناك من مشى على هدى ضؤوها للوصول لمآربه وهذا ما كان ، فقد تم نسف مجلس قيادة الثورة الذي شكل من اليوم الأول للثورة وأعلن مجلس ثورة جديدة من رجال لم يشتركوا في الثورة وليس لهم شعبية ولا هم في مستوى الظروف"
تلك العبارة تلخص الكثير مما حدث في الواقع.
ميزة الكتاب أنه يقارن بين عدة كتابات حول الأحداث التي مرت باليمن
فهو لا يرصد أحداث ويعيد نشرها بل يستخدم كل ماكتب بمختلف الآراء وزوايا النظر ليساعد القارئ على الفهم ومعرفة ماحدث وحقيقة التشوية الذي تم
هذا النوع من الكتابات نحتاجها لأن حجم ما نجهله عما حدث كبير.


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 18, 2023 23:43

August 17, 2023

كتاب: أضواء على طريق اليمنيين- الأطراف المعنية في اليمن لمحمد أحمد نعمان:

 


نشر الكتاب ببيروت عام 1965، الفصل الأخير أضافه بعد توقف المحادثات في مؤتمر حرض كما جاء بالغلاف الخارجي للكتاب.لغة الكتاب جيدة لا تحمل تحيز ضد أي جهة أو مكون يمني وهذا شيء ايجابي يحسب للكاتب. يشرح الكاتب الفرق بين المدرسة الابتدائية التي اسميت مكتب الأيتام والمدرسة العلمية : " فلما بدأ الأمر يستقر للإمام يحيى بعد انقضاء نحو سبعة أعوام على دخوله صنعاء أنشأ مدرسة ابتدائية داخلية باسم مكتب الأيتام ، كما أنشأ مدرسة أخرى داخلية أسماها المدرسة العلمية"لكن تفسير الكاتب يتنافى مع كتابات من درسوا بتلك المدارس كما جاء في مذكراتهم. ويذكر أن من خريجي مكتب الأيتام كثير من الضباط الذي شاركوا في تفجير الثورة.في تفسيره لسبب حقد وكراهية خريجي مدرسة الأيتام لخريجي المدرسة العلمية هل يفسر سبب حقد الرئيس السلال على كثير من الشخصيات التي تم إعدامها في فترة حكمه؟ويفصل سبب تفضيل الأحرار لولاية عهد البدر. ويستفيض في الحديث عن انقلاب 1955. يضع تحليل جميل لجزء من المشكلة وسوء الفهم للقضايا الحقيقية:" إن تجاهل الواقع لا يمكن من الفهم الذي يساعد على الحل والتمسك بالواقع، والانطلاق منه للاستمرار فيه، جمود يثبت المشكلة ويرسخها، وللاا ينتقل بنا خارج حدودها، والسبيل الأوفق في الأمر أن يستعرض الواقع على ما هو عليه ليغير هذا الواقع بهدف إزالة السوء فيه، وليس نقل سوئه من فريق إلى فريق". ويوجه النقد لما حدث، وهذه خطوة جريئة وصحيحة، لأنها تدل على عقلية تحليلية صادقة تحاول فهم السبب الحقيقي للخلل بعيدا عن توزيع الاتهامات جزافا بشكل عاطفي لا يساعد على الفهم:" لقد حاولنا القفز على الحواجز، ثم دبرنا المكائد، وانفجر البركان، يريد أن يحطم كل شيء ويسحق كل مقاوم. ثم وجدنا أنفسنا بعد ذلك نواجه جقائق وجودنا صارخة مجردة، وننظر لتناقضات حياتنا سافرة مفزعة، الحريق والدمار لأرض القبائل ، والنسف والاغتيال في المدن، وقتل العساكر للفلاحين في ماوية وشرعب، ونهب الدكاكين في الحديدة وتعز، والاعداماتللهاشميين والمعممين والكبار من القحطانيين، والصراع المخيف على اققتسام المراكز بين الزيود والشوافع. وتهامة التي تبحث عن نسب لها بين الفئات المختلفة كلها، تشكو انصراف الجميع عنها، وتضيق بالوافدين الجبالية إليها، فالحديدة لإبنائها أولا، وليعد أهل البلاد الباردة إلى الجبال. كل ذلك قد كان". محمد أحمد نعمان في هذا الكتاب يثير نقطة مهمة لا يلتفت إليها الكثيرون. . المعرفة مهمة..نعم المعرفة ...أن يعرف اليمني مشاكل كل اليمن واحتياجات المواطن اليمني في شتى المحافظات حتى لا يبقى كل طرف متقوقع على نفسه ويظن أنه يمثل كل اليمن...فكل منطقة لها مشاكلها الخاصة لكنها لا تلغي وجود مشاكل أخرى في مناطق أخرى...الشرح الموجز لتاريخ اليمن مهم ...الفهم خطوة مهمة لمعرفة طريق الحل...ومعرفة أن سبب الاختلافات هي الجهل بحقيقة مجمل الأوضاع يعد أمر أكثر أهمية، حتى نخرج من تلك الدائرة التي لا نزال نعيش بها حتى اليوم... نعم معرفة الماضي مهمة، لكن العيش اليوم هو في الحاضر المختلف كلية عن الماضي... قد نختلف قليلا مع الكاتب في بعض النقاط ولكن الكتاب محاولة جريئة ومهمة من جانبه ومابه من أفكار وآراء قابلة للحوار حولها والنقاش والتوسع به بنفس اللغة الهادئة التي لا تلغي الآخر ولا تنسب له تهمة الخراب والدمار، والبناء على كل ذلك مهم من وجهة نظري لنخطو نحو الأمام خطوة حقيقية... 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 17, 2023 01:51