أحلام يحيى جحاف's Blog, page 4

September 14, 2024

نبالغ في تقدير الحب - بريجيت جيرو

 المجموعة القصصية: نبالغ في تقدير الحب لبريجيت جيرو ...
حاصلة على جائزة غونكور الفرنسية للقصة القصيرة.
قصص قصيرة عبارة عن نوع من المناجاة أو حديث مع النفس ...
تعبير عن المشاعر لا نعرف الراوي ولا الشخصيات الأخرى ...
لا حوارات بل سطور تفيض مشاعر في حوار مع النفس ...
مراجعة للمواقف والمشاعر ...
"
"لم يحصل شيء ، وأنت لا تحبينه بعد اليوم. تحاولين التثبت. يجب أن تكوني متأكدة . ولكنك لست كذلك . أنا تحبينه، في الحقيقة ، ولا تحبينه في الوقت نفسه. عليك أن تقرري ، لأن الأمر أصبح مزعجا بالفعل"

القصص الإحدى عشر ، متشابهه بطريقة السرد واللغة ...
تدور حول تعقيدات المشاعر...
تلك اللحظات التي تشعر بها بطلة القصص التي لا نعرفها ...
اللحظات التي تقرر فيها مواجهة نفسها والتوقف عن تجاهل مشاعرها...
بعد سنوات من الزواج أو علاقة الحب تفتر المشاعر ...
وتتحول العلاقة لشيء مزعج ومرهق ولابد من امتلاك الشجاعة ومواجهة الحقيقة ...
"الأرامل ضائعات داخل أفكارهن. تدور كلمة "لو" على ألسنتهن بلا انتهاء. لو أنه لم يأخذ الطريق الوطنية، لو أنه لم يصعد إلى السطح، لو أنه سمع كلامي، لو أن أمي لم تقم بدعوتنا في ذلك اليوم، لو أنني لم أقبل الدعوة، لو أنني لم أتغير..."
إنه بوح لم يعتاد القارئ على سماعه...صوت هموم المرأة ومشاعرها ...
قصص قصيرة بأسلوب سرد مختلف عما اعتدناه في القصة القصيرة ...كسر للمألوف وتحطيم للقواعد ..


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 14, 2024 02:02

September 10, 2024

جزء من الصورة

 

سأحاول هنا أن ألخص أفكاري بلغة بسيطة، بعيدة عن التعقيدوالتنظير الذي لا يؤدي في الغالب لشيء ملموس. نحن نراقب ما يحدث من نقاشات وحواراتومحاولات لفهم ما يحدث في اليمن، ولكن يبدو واضحا أن لا أحد عنده الجرأة للكلام عن المشاكل الحقيقية لليمن،عادة يتم التطرق للظواهر والنتائج، ويمكن أن نشير على استحياء للمشكلة،

لكن علينا بعد مرور 61 عام من قيام النظام الجمهوري، أن نبحث عنأسبابالاختلالات التي حدثت من أول يوم فعرقلت تحقيق أهداف من قاموا بالثورة! فما نحنفيه اليوم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك غياب رؤية واضحة وموحدة للجميع منذ قيامالثورة.

 ما بأيدينا الآن، بالنسبةلي كقارئة عندما اقرأ ما كتب عن الثورة من مذكرات وكتب متنوعة عن الفترة من بعداستقلال اليمن عن النظام العثماني وخروج الأتراك من اليمن وما حدث حتى يومنا هذا،سنلاحظ بوضوح أن أهداف الثورة لم تتحقق حتى اليوم غرقت في

وسيبرز سؤال واضح: لماذا؟

 الكتابات التي كتبت عن الثورة لم تكن عميقة، وتبدوكأنها خطابموحد، تملك لغة لابد أن تسود جميع الكتابات، جميعها تكرر تلك العبارات: الحكمالكهنوتي البائد السلالي الوراثي الرجعي، في غياب كامل لتحليل ورؤية الكاتب ووجهةنظره المستقلة والحرة للأحداث وكيف سيتم إخراج اليمن من الظلام والرجعية والتخلف،وكيف سينطلق اليمن للعصر الحديث ب كل ما يتطلبه ذلك، وما هي الوسائلوالطرق لتحقيق ذلك. بدلا من استجرار النقد والسخرية وإلصاق كل عيب بالماضي في غيابالحديث الجاد والمسؤول عن واقع اليوم وخطط واضحة لدخول المستقبل. وتقع أغلبالكتابات في فخ تفخيم دور الكاتب وبطولاته، وتركز جميعها على من فعل، على الأشخاص،ليخرج القارئ بانطباع من هو البطل الذي فعل، ومن هو الأكثر بطولة. ويشكو بعض منكتبوا ذكرياتهم من حجم الضغوط التي مورست عليهم حتى لا يذكروا حقائق، بل يرددواكلام وأحداث محددة سلفا. الأستاذ أحمد المروني مثلا كان بصدد تأليف كتاب يحملعنوان "في سبيل الدستور"، لكن الكتاب خرج بعنوان" الخروج من النفقالمظلم"، بعد ضغوط مورست عليه حتى لا يذكر شيء مما كان يخطط له.

وفي الجزء الأول من مذكرات الشيخ سنان أبو لحوم، يذكر أن الطبعة الأولى منالكتاب تعرضت لنقد كبير، والنسخة الموجودة بالسوق هي نسخة بعد التعديل، لهذا لايجد القارئ فيها شيء عدا بعض التلميحات والإشارات التي لا يفهم القارئ منها شيء.أحد ضباط الثورة تعرض لنوبة قلبية بعد حضوره لثلاثة أيام مع لجنة من تنظيم الضباطالأحرار لإعداد وثائق عن الثورة اليمنية في مركز الدراسات والبحوث، وقال إنه لميستطع تحمل الوضع البعيد عن المصداقية والضغوط التي تمارس على الجميع لقول أشياءمحددة سلفا بعيدا عن واقع الأحداث الحقيقية، وأضاف إنهم يزورون تاريخ الثورةوتاريخ اليمن، وقرر الاعتذار عن المشاركة.

من الواضح عند قيام الثورة أن الثوار الأصغر سنا لم يكن لهم رؤية مشتركة معالثوار الأكبر سنا أو المخضرمين، بدليل أن هناك من كان يشير لدولة يمنية إسلامية،فهو يرفض الإمام لكنه يريدها دولة دينية، نظام إسلامي سني ربما، وهناك من يريدهاجمهورية لكن بنظام محافظ للعادات والتقاليد لإرضاء دول الجوار وعدم إثارةحفيظتهم.، وهناك من تأثر بالنظام المصري والقومية العربية أو النظام الاشتراكي.

ويبدو أن ما حدث في الواقع بعد صراعات ظاهرة ومخفية، تلخص في استبدال عائلةحميد الدين بعوائل أخرى تتنافس على الحكم، دون تغيير كبير في الأدوات والثقافة وتمالاكتفاء بالنذر اليسير من التغيير.

لهذا لم ندخل عصر العلموالمعرفة والصناعة بما يتناسب مع طموحات العب اليمني للعيش بكرامة في بلد يستوعبويتعلم لغة العصر ويمتلك أدواته ، عن طريق البدء بالخطوات الصحيحة نحو بناء دولةالقانون والمؤسسات، واستمر الاستبداد السياسي بمايتناقض مع أول هدف للثورة الأم " التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتها،وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات"، فالحكمالجمهوري العادل هو الذي يضمن مستوى معيشة كريمة للشعب، لكن عندما تصدمنا التقاريروالإحصاءات بأن اليمن يعتبر أفقر دولة عربية، ونسبة الفقر في اليمن تتزايد فهذايدعونا للتساؤل حول حقيقة العدالة والامتيازات لفئات معينة، ( نسبة الفقر في اليمن82.7% حسب مسح التنمية البشرية في اليمن الذي أجراه البنك الدولي)، ونسبة الأميةلاتزال 70% في إشارة لعدم كفاءة مشاريع التعليم كما جاء في وثيقة استراتيجية اليمنللحد من الفقر عام 2002 والتي نصت على أن: " التعليم الأساسي ما زال منالمتعذر توفيره لكل الأطفال في سن الالتحاق بالمدرسة"، وتشير الوثيقة إلىالمشكلات التعليمية الرئيسية في اليمن التي سببها ضعف النظام التعليمي وعدم كفايةالتمويل العام والافتقار إلى القدرات المؤسسية اللازمة لتقديم خدمات التعليمالأساسي بكفاءة ، وبعد المسافة إلى المدرسة في المناطق الريفية والافتقار إلى وسيلةالنقل للتلاميذ الصغار ومدارس النوع الواحد في المناطق الريفية، وانخفاض تدريبالمدرسين ومؤهلاتهم، هذا جزء من مشاكل التعليم في الوقت الذي أصبح توفير مدرسةوسبورة لا يعد كاف في عصر السبورة الذكية ودخول الإنترنت والحاسوب للمدرسةالحديثة. بل أن وسائل القمع أصبحت أكثر قسوة ووحشية بعد دخول نظام التعذيب فيالسجون والمعتقلات. هذه النقاط، التي تمس حياة وواقع المواطن العادي، التي عليناأن نركز عليها، ونفهم أسبابها، حتى لا نظل دوما عالقين في الديباجات والتنظير لأطرافالصراع السياسي الأمر الذي لا يغير ولا يحسن واقع الناس ومستوى معيشتهم وثقافتهموفهمهم للعصر الذي يعيشون فيه.

معالجات اليوم ينبغي أنتكون مختلفة عن تلك التي كتبت سابقا تحت سيطرة الرقيب، والتي يبدو على أنها متأثرةبسلطة النظام الحاكم ورؤيته وتفسيراته خاصة الكتابات الصادرة من مركز الدراساتوالبحوث التي تمتلك جميعها الديباجة والمفردات والآراء ذاتها، لا نقرأ فيها أيتحليل حقيقي للأوضاع ومعرفة ما هي الأخطاء التي حدثت بعد الثورة وحتى اليوم، ووضعاليد على مكمن الخلل، لأنه من الصعب أن نجد كتاب واحد يتطرق لفساد النظام الحاكم،لكننا نجد الكتابات والإعلام كذلك كلها تدور حول نفسها وتكتفي بتوجيه النقدوالسخرية للماضي وكأن الحاضر لا إشكالات فيه، ومحاولة إقناعنا أننا تخلصنا من واقعرهيب رغم أن واقعنا مقارنة بالعالم لا يزال رهيب. كانت الثورة ضد نظام عزل اليمن عن العالم، ولكن إلى أي درجة نحن الآن جزءمن العالم بما فيه من تقدم وعمران؟  

 اليوم وفي ظل الفوضى التينعيشها ينبغي على المفكر الحر أن يفكر بحلول للوضع اليمني وهو يرى الصورة كاملةلكل اليمن بما فيها من تناقضات، وهو مدرك أن ما وصلنا إليه هو نتائج لأخطاءالحكومات السابقة التي كانت تهرب من مواجهة المشاكل الحقيقية وتغطي على ذلك بالخطبوالشعارات حتى تفاقم الوضع وانفجر أخيرا. والحكمة تقتضي ألا نستمر في الهروب وأنالوقت حان لنقف ونتعرف على مشاكلنا الحقيقية دون زيف ولا تزوير.

 علينا أن نتجاوز موضوع زيديشافعي، سني شيعي، شمالي جنوبي، هاشمي قحطاني، أصحاب مطلع وأصحاب منزل، وانبعاث هذهالمفردات اليوم دليل واضح على فشل منظومة التعليم. لأن التعليم لم يساير التطوراتالسريعة في عالم المناهج المدرسية وطرق التدريس التي ظلت معتمدة على أساليبالتلقين التي لا تشجع على التفكير الحر وتنمية الإبداع خاصة بعد إلغاء كل الأنشطة المدرسيةوالاستخفاف بأهميتها مثل: الموسيقى والمسرح والرسم وحصص المكتبة والرحلات المدرسيةوغيرها والتي تلعب دور كبير باكتشاف مواهب الطلاب وتجعل البيئة التعليمية جذابةغير منفرة، كما أهملت المعاهد الفنية وتقلصت أعدادها.

كما أن الوضع الاقتصادي للمواطن يلعب دور كبير في استعداد الناسلتلقف أي اتهامات توجه لذلك الفصيل أو غيره بأنها سبب مشكلات البلاد، عكس ما يحدثفي بلد يعيش فيه الناس في وضع يضمن لهم العمل والعيش بكرامة تحت ل حكومة تشجعالاستثمار وتحمي المستثمر دعما للاقتصاد ومصلحة البلاد.

ونعرف أن كل هذه القضايا التي تنسف الوحدة الوطنية وتماسكالمجتمع اليمني ستزول تدريجيا عندما تسود الدولة الحقيقية، دولة العدالة للجميعبعيد عن تلك الحسابات السياسية التي دمرت ولاتزال تدمر وتمزق النسيج الوطني لصالحجماعات ترى مصلحتها فوق مصلحة المواطن العادي والبسيط. 

الآن، الحلول يجب أن تنطلق من رؤيتنا العصرية لدولة المواطنة التي لا تفرقبين أحد من المواطنين بسبب الجنس أو العرق أو المذهب، دولة المواطنة تضم الجميعولا علاقة لها بكل ذلك فوظيفة الدولة حماية مصالح وحقوق كل الناس، وتوفر بيئة آمنةللاستثمار ولعيش الجميع، وعلى وسائل الإعلام ألا تتبنى أي صراع مذهبي أو سياسي ولاتتدخل بمعتقدات الناس واختياراتهم. وعلينا تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه الدولةسابقا، عندما سلطت جزء من الخطاب الديني ضد خطاب ديني آخر، وبدلا من ذلك علىالدولة أن تعترف بالتنوع المذهبي في البلاد ويجب احترام هذا التنوع، وبالتاليينعكس هذا التنوع على المناهج الدراسية خاصة منهج التربية الإسلامية.

 يجبأن نكون أكثر وعيا وحكمة من الحكومات السابقة وتعديل ذلك الخلل ولا نسمح لأيمجموعة بإن تعتدي على أي مجموعة أخرى داخل المجتمع، لتفرض رؤيتها على الجميع. نعرفجيدا أن هذه أمور ليست سهلة لكنها تحفر وتعمق الشرخ في كيان المجتمع اليمني، ويسهلعلى من له مصلحة في دمار البلد أن يدخل من هذه الثقوب لتأجيج جماعة، تظن أن هناكنوع من الظلم يقع عليها، على جماعات أخرى. 

على المفكر الحقيقي أن يضعيده على المكان الصحيح للألم، أن يضع يده على جذور المشكلة وليس على النتائج لأننانلاحظ أعلب المناقشات والحوارت تناقش النتائج والأعراض وتتجنب الجذور الحقيقيةللمشكلة.

لسنا ضد القبيلة، ولكن علىالقبيلة أن تلتزم بالقانون، وشيخ القبيلة عليه أن يكون هو أول من ينفذ ويلتزمبالقانون، القانون الذي هو في صالح الجميع، ولا يكون أبناء المشايخ فوق القانون،وإلا فإن الثورة لم تفعل سوى استبدال حاكم ظالم بطبقة أخرى تمارس الظلم والفوقيةعلى بقية الناس.

علينا أن نناقش كلالاختلالات مثل أن يتم التعامل مع شخص بحسب لقبه، من يفعل هذا هو المثقف أو المفكرالمؤدلج، وهو مثقف أو مفكر غير حقيقي لأن عليه بالأساس أن يتبنى مشاكل وهمومالمجتمع كافة ولا يقع فيما يدعي أنه يحاربه من عنصرية وطائفية. والمثقف الحقيقييعمل لصالح كل مواطن وهو على مسافة واحدة من الجميع، أما اختزال مشاكلنا في التخلصمن فئة أو مذهب أو عرق فهذا دليل على أننا لانزال في المربع الأول حيث يتجاوزناالزمن والعصر ونحن نقبع هناك نحمل أفكار عفي عليها الزمن.

علينا أن نتعلم مما حدث فيرواندا ونعرف كيف ساهم الاحتلال البلجيكي والألماني في غرس معلومات مضللة حولالعرقيات في البلاد التي تتكون من: الهوتو والتوتسي والتوا، وفرضوا بطاقات هويةيذكر فيها العرق، وبثوا أن التوتسي عرقية دخيلة على البلاد، فرغم التحرر من الاحتلاللكن الحكومات التالية كانت حكومات تتبنى أفكار عنصرية ضد جزء من مكونات المجتمعالرواندي الذي يتكون من غالبية هي الهوتو ضد أقلية هي التوتسي. وظل الإعلام الرسمييبث تلك الأفكار التي دسها المستعمر بأن البلد لن تستقر إلا بالتخلص من التوتسي.وعام 1994 قامت حرب الإبادة ضد التوتسي والتي استمرت 100 يوم من المجازر البشعةعلى مرأى ومسمع العالم. وعندما توقفت تلك المجازر وهروب مجرمي المجازر تمتملاحقتهم، وعادت البلاد كما كانت من العرقيات الثلاث، ولكن بجروح عميقة يصعب أنتندمل، وهناك متحف في العاصمة كيغالي أنصح كل يمني أن يذهب لزيارته ليرى جماجمالضحايا التي تقترب من المليون، مع صور مجرمي الإبادة والضحايا. تعلمت روانداإلغاء تحديد العرقية من البطاقة، وحرمت أي خطاب رسمي أو حتى بين الناس للإشارةلعرق أي مواطن لأن الجميع الآن سواء تحت مظلة القانون. فهل بيننا من يؤيد أن تذهبالبلاد باتجاه حرب إبادة ومجازر تزيد من هوة المسافة بيننا وبين العالم المتحضر؟!

     في بلادنا نعلم أن الاستعمار البريطانيحاول تعميق الخلاف المذهبي - الزيدي الشافعي - من أجل تجسيد مبدأ "فرق تسد"كما جاء في كتاب تاريخ اليمن المعاصر للباحث عبد الوهاب العقاب والذي يذكر فيه كيفألقت الطائرات البريطانية منشورا يوم 17 مارس من عام 1927، جاء فيه: "إلى أهلالمذهب الشافعي في اليمن وفي المحميات البريطانية"، وتحدث المنشور عن الدورالذي يقوم به الإمام الزيدي من انتهاك حرمة المحميات البريطانية، وأشار إلى أنالمناطق الشافعية لن تصاب بالقصف الجوي إلا إذا قام الأهالي بدعم ومساندة الزيودإلخ. فركزت بشكل سلبي على التنوعالجميل في المجتمع اليمني، ولم يكن يذكر الإمام إلا بصفة الإمام الزيدي بدل منإمام اليمن أو حاكم اليمن، وهو دور مشابه لما فعلته بريطانيا في الهند والتي تجزأتوانقسمت بعد خروج قوات المحتل البريطاني بعد سنوات من إثارة عوامل التفكك بينأبناء البلد الواحد.

ليس من السهل على أغلب الناس تقبل التغيير، لأن التغيير يحتاج وقت. البعضيتقبل التغيير بسهولة والبعض ينتظر حتى يقتنع الجميع بالتغيير فيتغير ويحسبالأمان، وهؤلاء أكثرية.  

هل يكفي أن ترفع صورة العلم وتردد النشيد وتحتفل بمناسبة ذكرى الثورة لتثبتأنك جمهوريا؟

 أن تكون جمهوريا تعني أنتتقبل التغيير، لأن الثورة في حقيقتها هي تغيير. لكن ما حدث في واقعنا، هو تغييرفقط لرأس النظام وظل النظام والثقافة كما كانت، التغيير المنشود لم يحدث بعد، حدثتغيير طفيف، من يستنكر هذا عليه أن يقارن نظام الإدارة وأسلوب التعليم، وللفهمأكثر وتوضيح النقطة التي أريدها هنا: لو بحثنا ترتيب اليمن في جداول وإحصاءاتالأمم المتحدة لنرى ترتيب اليمن مقارنة بالبلاد العربية سنلاحظ اليمن دوما تأتي فيالمرتب الأخير أو قبل الأخير. تصنيف وموقع اليمن في التعليم والصحة والفساد ومستوىمعيشة الفرد أو أي مجال آخر، نعم كانت اليمن منعزلة عن العالم وتعاني منالفقر والجهل والتخلف في الماضي، لكن لاتزال هذهالصفات ملتصقة باليمن. والتغيرات التي حدثت متواضعة ولا ترتقي لما يطمح إليهالمواطن الذي يحق له أن يعيش بكرامة في بلد منفتح على العالم، بلد يمتلك المزارعفيه أدوات الزراعة الحديثة التي تعينه وتحسن من عمله بعد أن تخرج من معهد زراعيوفر له كل ما يخص العلم الحديث في مجال الزراعة ولم يعد معتمدا على الطرق البدائيةفي الزراعة. بلد يشجع السياحة التي توفر للبلد مصدر دخل كبير وتوظف أعداد كبيرة منالسكان، بلد يشجع الاستثمار في كل المجالات لتوفير فرص عمل للقضاء على البطالة فيبلد أغلب سكانه في سن العمل. بلد يشجع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال التصنيعبدل من أن تقوم الحكومة بإغلاق مصنع كان يوفر حياة كريمة لعدد غير قليل من العمالوالعاملات كما حدث مع مصنع الغزل والنسيج بصنعاء، مع أن المتوقع هو فتح مصانع أخرىفي عدد من المحافظات.

وعندما نقارن حجم التغييرات في البلد المنطقي أن نجري المقارنة مع الآخرين،لأن المقارنة مع الأمس هي مقارنة تعطي انطباع خاطئ لأنها تهمل حركة الزمنوالمقارنة الحقيقة هي مع بقية العالم. أين وضع اليمن قديما مقارنة مع الآخرين ووضعاليمن الآن مع الآخرين كم تحسن؟

ك وضع اليمن مقارنة مع العالم العربي وضع سيء!  السؤال: لماذا؟ ما هي الأسباب؟

إنه الصراع السياسي وشراء مواقف المثقف أو المفكر لصالح النظام السياسيلتبييض صفحة النظام وإقناع الناس بالمنجزات العملاقة والقفزة الحضارية مقارنة معالماضي وكأن اليمني لا يستحق أفضل مما هو كائن. وكم رأينا المثقف المعارض وبشدةللنظام كيف ينقلب لمؤيد وبشدة للنظام.

الصراع السياسي يحول الناس لمنحازين لأحد الأطراف وهذه كارثة حقيقية تجعلنافي دوامة لن نخرج منها.

علينا أن نركز على مشاكلنا الحقيقية، لا زلنا حتى اليوم نعاني من الأمية!

 لايزال اليمني يسافر خارجاليمن ويندهش ويتحسر على وضع بلاده، لايزال مئات اليمنيين يسافروا للعلاج بالخارجكأن اليمن بلد لا يستحق ممن يحكمه أن يبني فيه مستشفيات بمعايير دولية. وكل مسؤوليمني يسافر للعلاج خارج اليمن ولا يهتم بالمساهمة بتوفير مستشفى حقيقي لبقية أبناءاليمن.

علينا أن نؤسس لثقافة تحترم الآخر وتعترف أن له حق في الوجود،  أن نتعلم كيف نعترف بتعدد الألوان وتعددالأذواق وقبول الآخر.  في الدول المتحضرةهناك قبول للآخر، تعددية، قبول للتغيير بشكل مستمر، نقد للأخطاء لكن عندنا ممنوع.فكما هناك مشكلة تقديس في الموضوع الديني وممنوع النقد أو إبداء رأي آخر، أيضاهناك تقديس لمن يحكم وممنوع الحديث عن الأخطاء التي ارتكبت، لهذا لا نتعلم من دروسالتاريخ وتجارب غيرنا من الدول التي شهدنا كيف تغلبت على مشاكل الفقر والتبعية.

علينا أن نكون أكثر وعيا وأكثر فهما وأكثر جرأة، هل نملك هذه الجرأة لنعرففالمعرفة قوة؟

تاريخ الجمهورية والنضال، تم تشويهه، وتشويه تاريخنا هو تشويه للذاكرة. لابدأن يكون لدينا اعتزاز بتاريخنا الحقيقي لا المزور. كانت هناك فترة في تاريخنا،فترة عزلة عن العالم وتخلف عن ركب العالم المعاصر، لكن هذا لا ينفي وجود أدب وفكروفن وحياة جميلة للناس، لماذا الإصرار على صبغ كل شيء بالبشاعة والقبح، هذاالتزوير المتعمد للماضي خلق تشوه يجعل من الصعب أن يكون هناك مستقبل سليم لمنتشوهت ذاكرته.

نحتاج أن نتعامل مع كل شيء بحجمه الحقيقي، نقول للخطأ خطأ، نزيل التشوهات،حتى تستقيم حياتنا ويستقيم فكرنا وحتى نتمكن من دخول أبواب العصر بثقة وعزة، وإلاسنبقى نعيش في التشويه والعرج الفكري غير السليم، وهذا ما يعاني منه أغلب أهلالفكر المشوه. لأنه فكر يعاني من عقد النقص لهذا يكذب ويزور ويشوه.  وكأننا نؤمن بإن الغاية تبرر الوسيلة.

الشعوب الحية تتجاوز العقبات بعد أن تفهم سبب تخلفها عن بقية الأمم، والتحديالحقيقي أن نتجاوز بعد أن نستوعب كل المعوقات، ولا نظل عالقين عند فكرة النقدلمجرد النقد دون أن نعي الدرس، نحتاج أن نخرج من هذا الوضع الرهيب الذي سببناهلأنفسنا، وهذا يتطلب أن نبدأ بإعادة النظر في أهداف التعليم ومناهج التعليموأساليب التعليم وأدواته الحديثة، وتعليم الطلاب في المدارس تاريخنا الحقيقي  بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات، نعطي فرصةللنقد في المدرسة نفسح المجال لقول هذا صح وهذا خطأ دون إملاءات وخوف، نحن نمارسفي تعليمنا تسلط وإرهاب فكري وتعنت  لهذانرى كل هذا العشق للتسلط والحكم الديكتاتوري بين الناس، لنكن صادقين مع أنفسناولنواجه كما قلت جذور مشاكلنا وأسبابها لأن معالجة الظواهر عمل غير سليم. 

ليس بأيدينا إيقاف الصراع بين القوى المتصارعة في اليمن، لكننانستطيع المساهمة في تغيير أفكار الناس ورفع الوعي ومحاولة الحد من ثقافة العنفوالكراهية، وهذا لن يتم إلا عبر التركيز على تطوير منظومة التعليم، التعليم العصريبمدرسة عصرية تمتلك كل وسائل العصر وأساليبه بعيدا عند طرق التدريس التقليدية التيأصبحت من الماضي في عالم اليوم.

من المؤسف أن يتورط أصحاب الفكر والثقافة في التحيز لأي طرف ضدطرف أو أطراف أخرى وهذا ما يساهم في إطالة أمد الصراع بدلا من كشف عورات أهلالسياسة وسقوط أقنعتهم أمام الجميع، ومعرفة ومدى أنانيتهم وتمسكهم بمصالحهمالشخصية التي تتعارض مع مصلحة البلاد ومصلحة المواطن اليمني البسيط الذي يدعونأنهم يديرون الحرب لأجله. 

نستطيع المساهمة بإحداث تغيير حقيقي عبر رفع وعي الناس وإحياءمراكز محو الأمية وتشجيع الشباب للتطوع في ذلك العمل في الفترات المسائية والعطلاتالصيفية وإنشاء مراكز ثقافية تهتم بالقراءة والتشجيع على نشر الثقافة النوعية التيلا تسخر من أحد ولا تحط من قدر ثقافتنا الشعبية، بل تعزز كل ما هو جيد فيها، لانالناس يتفاعلون مع ما يفيدهم وينفرون مما يمس عقائدهم وخصوصياتهم الثقافية. وعندمايرتفع وعي الناس سيرفضون أن يحكمهم من لا يحقق طموحاتهم ويرفع مستوى حياتهم بمايناسب العصر الذي يعيشونه.

بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 نشطت مراكز ثقافية متنوعة تابعة لعددمن السفارات العربية والأجنبية كانت تفيد المجتمع بالتدريب في مجالات تعلم الطباعةالتي كانت مناسبة لتلك الفترة وتعلم اللغة الإنجليزية وأعمال السكرتارية واستعارةالكتب وعرض أفلام سينمائية، لكن للأسف الشديد أغلقت رغم أهميتها وحاجة الناس لها.  وعندما جاءت فترة ما أطلق عليها فترة الصحوةالإسلامية تعرض المجتمع لنكسة ثقافية كبيرة لأن كل شيء أصبح ممنوع، الفن والمسرحوالسينما وحتى الأنشطة المدرسية.

قد يبدو هذا غريبا للبعض، لكن التغيير الثقافي للناس هو الذييدخلهم العصر، هو الذي يقنعهم بأن القوانين جاءت لمصلحتهم ويمدهم بمهارات تناسبالزمن ويمحو الأمية الثقافية ويشجع حركات التطوع لخدمة المجتمع حتى لا يتجه الجميعللهروب إلى مجالس القات الذي للأسف شجعته الأنظمة السابقة لأن من مصلحتها أن يبقىالناس دون تغيير حتى تتنصل من مسؤولياتها الحقيقية.

المشوار طويل لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة...وطريق العلموالمعرفة وتمكين الناس هو التحدي الحقيقي رغم صعوبته.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 10, 2024 01:31

August 19, 2024

رواية رافيلا لعبد الكريم الشهاري

 

في رواية رافيلا للكاتب عبد الكريم الشهاري يختلط الخيال بالواقع ...لا نستطيع أن نطلق عليها وصف رواية تاريخية لأن سرد الأحداث فيها يتم بطريقة مختلفة يتداخل فيها الحقيقي بالخيالي... شخصيات من الواقع وأخرى لست بشرية تلعب دور في التأثير على أحداث التغيير.تلك الشخصيات لها أهداف وتملك القدرة على تغيير واقع الناس... ولأن كثير من أحداث تاريخنا يبدو كأنه اغرب من الخيال ويصعب تصديق أحداثه ففكرة أن يكون من تدبير الجن أو مخلوقات أسطورية تعيش في عالم مواز لعالمنا لكنها تملك القدرة على التنكر بهيئة البشر والاختلاط معهم لتحدث التغيير الذي تريده يكون مقنعا ...خطر ببالي رواية المعلم ومارغريتا للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف.هذه الرواية قبل أن تنشر حذف منها الكثير تقريبا 12% منها، بسبب تحفظات السلطة على ما جاء فيها كما حذف منها اللغة البذيئة والفظة.والرواية الروسية تتحدث عن زيارة الشيطان لموسكو متنكرا بهيئة بشرية.اعتبر النقاد أن الرواية تمثل هجاء لفترة حكم ستالين، ونقدا قاسيا للماركسية رغم التخفي الذي صنعه الكاتب واللجوء لشخصيات غريبة وعالم السحر الأسود لكن ما يخفيه الكاتب رأوه واضحا أمامهم أو هكذا خيل إليهم.  وفي رواية رافيلا تظهر شخصيات ليست بشرية تتآمر ونسمع خططها التي تتعارض مع حياة البشر تحديدا في اليمن...فيختلط الواقع بالخيال ويكون الجزء الخاص بالشخصيات الخيالية هو الأكثر جذبا...وتسلسل الأحداث يبدو فعلا كأنه من صنع الجن ومخلوقات أسطورية تعصف بكل شيء بالبلاد لينتج ما نراه ونعيشه. 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 19, 2024 01:26

August 16, 2024

كتاب: اليمن حقائق ووثائق عشتها 1962- 1974 الجزء الثاني - لسنان أبو لحوم

 

ما يميز كتاب: اليمن حقائق ووثائق عشتها 1962- 1974 الجزء الثاني، أنه معتمد فعلا على وثائق، رسائل بخط يد من راسلوا كاتب المذكرات...المعلومات كثيرة في كتاب أفرد فصلا كاملا لكل عام من الأعوام الثلاثة عشرة التي يحتويها الكتاب بصفحاته ال 489...إضافة إلى 311 صفحة للوثائق من برقيات ورسائل وهناك ملحق للصور ...يقول في المقدمة إنه تحرى نقل الحقائق كما جاءت في الواقع بدون ميل أو تدخل وأيد كل واقعة بوثيقة يشير إليها...كل من يكتب يساهم في توضيح جزء من الصورة خاصة من يحاول التزام شيء من الموضوعية، لأن القارئ سبجد أمامه أحداث تروى بحسب رأي الكاتب ومن زاويته....يستطيع القارئ أن يحصي عدد الحكومات التي تشكلت في كل فترة ... تجربة حكم بنظام جديد ...هل نسميها ديمقراطية! رغم السجون والاعتقالات !! على كل حال هي تجربة وليدة ... أخطاء وتعثر وهذا طبيعي...ولكن للأسف لم يتعلم أحد من أخطاء تلك المرحلة ...يبدو واضحا ألا أحد يهتم بالقراءة والتحليل ...كل من يأتي يظن أنه فريد من نوعه ولا تجري عليه السنن...الانقلابات في هذا الجزء سلمية ...تغير السلال وجاء الإرياني وبعدهما جاء الحمدي كلها انقلابات سلمية ...شخصيات تزعل وتحنق وتحتج وتعود للسلطة ... هناك نقاط إيجابية لتلك الفترة كما جاء في الكتاب، فمثلا في عام 1971 :"هذه الفترة اتفقت مع بعض التجار على بناء عدد من المدارس على حسابهم"يرصد سنان أبو لحوم المشاريع التي نفذت في محافظة أو لواء الحديدة لأنه كان في منصب المحافظ:"ومن أكبر المشاريع وأهمها، مستشفى الشهيد العلفي وبناء دار العجزة وإصلاحية الأحداث ومدينة العمال التي سلمنا الدفعة الأولى منها للمستفيدين من عمال الميناء في احتفال عيد العمال العالمي الأول من مايو عام 1974 بحضور الأخ رئيس المجلس الجمهوري وأعضاء المجلس الجمهوري ....."في تلك السنوات كان الأهالي في كل منطقة مع التجار والمواطنين القادرين يساهموا في تمويل وإنجاز مشاريع مثل بناء المدارس، والجوامع ومستوصفات، وشق طرق ومشاريع مياه....وفي العاصمة تشكلت لجنة لتحسين العاصمة لإن إمكانيات الحكومة محدودة فجاء المجهود الشعبي التعاوني لوضع خطط تعاونية لإصلاح الشوارع وعدد من المشاريع ...الصراع على السلطة كان واضحا ...فالاجواء متوترة وهناك اجتماعات لمحاولة حل النزاعات...لكن دوما لا تنجح جهود المصالحة وتقريب وجهات النظر ...ويظهر من يعمل بكل قوة لتغيير شخص من يحكم كأن ذلك التغيير سيحسم كل الخلافات ...الخوف من أن الرئيس الإرياني يقرب الحركيين والبعثيين وغيرهم جعل المجموعة التي ترأسها الشيخ عبد الله تخشى على دستور البلد وكان الحل تغيير الرئيس... ينتهي هذا الجزء عند بداية حكم الحمدي وهو حكم لا يختلف عما سبق كما يفهم القارئ...لأن كل شيء بقي بيد الحاكم ...كل كبيرة وصغيرة حتى الحصول على ترخيص لإصدار صحيفة تحتاج أن يوافق على الطلب رئيس مجلس القيادة مع توجيه لوزير الإعلام:" لا مانع، على أساس الالتزام بسياسة الدولة الاعلامية"قراءة هذا الجزء يثير عدد من الاسئلة:كانت تجربة الحكم في النظام الجمهوري جديدة وتحاول السير في الطريق الصحيح رغم أنها تخرج عن ذلك الطريق وتتعثر لكن ما الذي حدث فتوقف المسير للأمام؟يبدو واضحا أن هناك من لم يستوعب أن البلد تتسع لكل الآراء دون خوف طالما هناك قانون يلتزم به الجميع ...ولكن أين هذا القانون؟لا يزال كل شخص يظن أنه القانون وأنه الوحيد من يعرف مصلحة الشعب وعلى الجميع الخضوع له دون نقاش....نتائج كل المؤتمرات بصراحة رائعة ...لكنها بنود لم تنفذ حتى اليوم.الكتاب يستحق القراءة لمن يهتم بتوسيع زاوية الرؤيه لما حدث ... 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 16, 2024 09:07

August 13, 2024

رواية اختفاء - هشام مطر

 

تدور رواية اختفاء لهشام مطر حول اختفاء الأب...بطل الرواية نوري يعيش في المنفى مع والده، الذي يختفي ذات يوم في ظروف غامضة ...كان المخطط أن يلتقوا لكن الأب لا يعود ويظهر خبر في الصحف عن اختطافه من قبل النظام السياسي في بلاده ليبيا ...الرواية أعادتني لما حدث لوالدي مع نظام سياسي ديكتاتوري يختطف الناس ويغتالهم دون حسيب ولا رقيب ... السرد في الرواية على لسان الأبن الذي لا يستوعب حقيقة وابعاد ما حدث ...الجميل في الرواية أنها تأخذ القارئ في رحلة مؤثرة في عالم غامض، مملوء بالألم، والخوف، وتطرح أسئلة عميقة عن معنى الوطن والانتماء والهوية ...تتطرق لأثر الغياب المفاجئ للأب على حياة الأبن ... لا وجود لتحليل سياسي لأن الراوي هو الأبن الذي لم يفهم سبب موت الأم ...ولم يستوعب سبب اختفاء الأب بتلك الطريقة ...حصلت الرواية على جائزة دبلن الأدبية ، فهي رواية تثير التفكير وتترك أثرا عميقا في النفس... الرواية كما صرح مؤلفها ليست سيرة ذاتية بل عمل أدبي خالص يقدم رؤية فنية عميقة...بكل تأكيد هشام مطر استمد الكثير من تجربته الشخصية لأنه لاجئ ليبي عاش في المنفى بعد تغير النظام في بلاده...وكان والده معروف بانتقاداته للنظام الليبي ...وقام النظام الليبي باختطاف والده ولم يعد ...فالرواية إذا عمل أدبي ولم يعتمد الكاتب فيها على سرد قصته الشخصية بل يبدو واضحا أنه قدم عمل فني تجاوز فيه تجربته الفردية... 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 13, 2024 04:58

August 7, 2024

يوليسيس الجزء الرابع - جيمس جويس

 

انتهيت من قراءة ملحمة القرن العشرين كما جاء في غلافها الخلفي ...جاء أيضا أن هذه الرواية امتحانا لقدرات القارئ على الصبر والجلد، فهل هذا صحيح !!!في هذا الجزء الرابع والأخير حسب هذه الطباعة هناك الحلقات الثلاث أو الفصول الثلاثة...الحلقة السادسة عشرة بلا عنوان.. حدث من قبل في الجزء الثاني أن غير المترجم عنوان الحلقة هنا لم اتأكد ...الكاتب تقريبا يختار لكل فصل أسلوب سرد مختلف...هنا يستخدم أسلوب السرد القديم .تدور الأحداث الساعة الواحدة صباحا، حول بلوم وستيفن الذي يلتقيان ويصطحب بلوم ستيفن لبيته...وكالعادة سندخل ذهن بلوم ونعيش مع أفكاره ونعرف حتى عناوين الجرائد لذلك اليوم...وكذلك أفكار ستيفن فهو تارة يفكر بالكاتب المسرحي النرويجي إبسن وتارة يتذكر أبيات من أغنية لمسرحية تاجر البندقية واختيارات من الكتاب المقدس وأسماء عازفين وقادة موسيقيين...ومخترعين وعلماء فيزياء...ونتعرف على أماكن بإيرلندا ...إشارات لعادات الكاثوليك بتحريم اكل اللحوم في أيام محددة .تخليد للطب الشعبي ..تساؤلات ..إشارات لأغاني وقصائد وروايات أساطير وحكايات شعبية ...ومقاطع يشير المترجم لكتابتها بلغات أخرى: الروسية ...الإيطالية...الفرنسية، الإسبانية ...اللاتينية ...الألمانية الإشارة لشركات تجارية ومعالم للمدينة ...ومطاعم وحانات، وحكايات عن الجوع الكبير بإيرلندا.بعض الجمل تحوير لجمل في مسرحيات أو أغنيات شهيرة أو مقاطع من الكتاب المقدس.هنا يفهم القارئ معنى أن يقرأ بهدوء وصبر ...لأن كل سطر يحيله لشيء آخر ...معلومات تاريخية أو أدبية. اقتباسات:"حيثما تكن الحياة الطيبة يكن وطني""كل إنسان يحصل على نصيبه من الحظ، كذا يقولون""الناس لا يعرفون حدودهم أبدا ""لو أن كل بلد ، كما يقولون، وبلدنا التعيس من بينها، لديه الحكومة التي يستحقها""إذا نظرنا إلى الخلف الآن بطريقة تراجعية تدريجية فكل شيء يبدو حلما من نوع ما، والعودة بعد ذلك هي أسوأ شيء قمت به إطلاقا ومن نافلة القول إن السبب أنك ستشعر بأن وضعك غير صحيح لأننا نتغير مع تغير الزمن" الحلقة السابعة عشرة تحمل عنوان إيثاكة والزمن الساعة الثانية صباحا.يستخدم الكاتب أسلوب غريب ...أسلوب السؤال والجواب.نعم ، فهذه الرواية عجائبها لا تنتهي ...يشعر القارئ كأنه في المدرسة ومعلم لخص له الموضوع على هيئة أو بأسلوب سؤال وتأتي بعده الإجابة... على سبيل المثال:"مالذي يفكر به الرجلان؟موسيقى، أدب، إيرلندا، دبلن، باريس، صداقة، امرأة، دعارة، تأثير الضوء، الغازي أو ضوء قوس المصابيح، في نمو النباتات المراقبة للشمس المتجاورة، صناديق الطوارئ المكشوفة لجمع النفايات، الكنيسة الكاثوليكية، التعزب الكهني، الشعب الإيرلندي، التعليم اليسوعي، الوظائف، دراسة الطب، اليوم الفائت، التأثير الآثم ليوم ما قبل العبادة ، انهيار ستيفن الصحي"فصل من رواية بأسلوب السؤال والجواب!!ويعرض جدول أو صف الميزانية ليوم 16يونيو 1904، فيتعرف القارئ ماذا أنفق بلوم في هذا اليوم بجدول المصروف والوارد...وهذا يعزز من قناعتي بأن الرواية نوع من التوثيق لحياة شخص يعيش في مدينة دبلن في ذلك اليوم بكل تفصيلات اليوم ... وتوثيق لتاريخ المدينة وأهم مبدعيها وثقافة أهل البلد...في هذا الفصل الأسئلة تدور حول الحياة في المدينة والأسعار والصناعة ومشاريع المياه وغيرها من التفصيلات...التي تصل لمدينة القدس المباركة ومسجد عمر وبوابة دمشق ..."والمزمور: على أنهار بابل هناك جلسنا. بكينا أيضا عندما تذكرنا صهيون" والذي دفعني للبحث عن أغنية فرقة بوني إم التي غنت هذه الكلمات... الحلقة السابعة عشرة التي تحمل عنوان بنلوب، هي مسك الختام.هنا يشير الكاتب للوقت بلا ...فلا وقت هنا. زوجة بلوم هي الراوي هنا، والسرد يأخذ شكل المناجاة...مناجاة أنثى كما أطلق عليها الكاتب... ثمان جمل ممتدة بلا تناسق ولا وجود للفواصل أو النقاط.خلال 17 فصل كان الراوي رجل ، هنا أفسح المجال لصوت المرأة ، سنسمع رأي مختلف وربما مناقض للصورة التي تكونت لبلوم ...هل خانت موللي زوجها فعلا ؟ شخصية موللي تبدو معقدة وأظن أن جويس ترك للقارئ حرية تفسير ذكريات موللي وأحاسيسها ...فالاتهامات تطال الزوج حسب رأيها ...وهي تعبر عن رغبات وأحاسيس وشعور بالغضب من تصرفات الزوج... "كلهم يكتبون عن إحدى النساء في شعرهم"الأسلوب هنا سلس ومختلف عن الفصول السابقة ... في هذا الفصل يشير المترجم في الهامش بعد أن وضع كلمة ديوث التي يرى أنها وصف مناسب لزوج موللي...لكنه في الهامش يوضح:"ذكرت موللي خطأ الكلمة الإسبانية Coronado وهي تعني Cornudo"توقفت عند تعبير المترجم أنها ذكرت خطأ، كيف ذكرت خطأ والكاتب جيمس جويس من النوع الذي يدقق كثيرا قبل اختيار أي كلمة...المترجم هنا أدخل تعديل في صلب الجملة لأنه يظن أن موللي ترى زوجها ديوث لا يغار ...لكن الكلمة التي استخدمها الكاتب مما تعنيه: متوج ، مكلل أو شخص يتمتع بمرتبة عالية أو رجل دين تم ترسيمه... معنى مختلف تماما. في الأخير: الرواية مختلفة، كل فصل له أسلوب سرد مختلف، يرصد الكاتب حركة بطل الرواية خلال يوم واحد حتى الثانية صباحا..يجد القارئ نفسه غارقا في تفصيلات تربكه... لكن لماذا بطل الرواية يهودي؟ هل هذا اختيار دون دلالة لكاتب يهتم بالمفردة ودلالاتها؟هل يمثل بلوم رمز للهوية المعقدة ، والشعور بالغربة، فهو يهودي في إيرلندا الكاثوليكية... فجسد بلوم الصراع الداخلي الذي يريد الكاتب أن يعبر عنه!!!هل أراد الكاتب أن يضيف بعد فلسفي حول الهوية والانتماء؟ الترجمة تساهم في صعوبة فهم النص ، أتفهم المجهود الذي بذله المترجم لكنه ساهم في تشتيت القارئ عندما يشير لأي أسم يمر فيقطع على القارئ محاولة الانسجام، ليجد المترجم يخبره أن هذه شخصية غير حقيقية فلا هويتها ولا أهميتها معروفة!! 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 07, 2024 11:42

July 8, 2024

يوليسيس الجزء الثاني

 

الجزء الثاني من يوليسيس يحتوي على ست فصول أو حلقات:في وسط العاصمة الإيرلنديةالليستريغونسيلا وخاربيدسصخور التيهعرائس البحر السيكلوب استغربت لماذا أول حلقة في هذا الجزء تحمل عنوان لا علاقة له بالأوديسة...لكن اتضح أن هذا من عمل المترجم ، في النص الأصلي الحلقة تحمل عنوان إيلوس...أحداث هذا الجزء تدور من الساعة الثانية عشرة ظهرا حتى الخامسة عصرا... الحوارات بين أشخاص الرواية تبدو طبيعية لأن الناس عادة في النقاشات يتحدثون هكذا ببساطة وينتقلون من موضوع لآخر ويستخدمون الايحاءات اللغوية والأمثال التي تكون مفهومة ومعروفة في مجتمعهم...وجويس رسم الحوارات بطريقة جميلة وساخرة تفيض منها الشخصية الإيرلندية..هناك نقد لمسرحيات شكسبير... وعلى القارئ أن يفهم مشكلة ايرلندا ومطالب الحكم الذاتي والنفور من كل ما هو انجليزي ...فإيرلندا محتلة وإنجلترا دولة الاحتلال والغزاة...لكن الكاتب يحير القارئ عندما يكون السرد بأسلوب المتحدث الأول ، من هو المتحدث؟الرواية مزدحمة بأعمال كتاب وفلاسفة وعناوين كتب وروايات وقصائد وأشعار مشهورة ...فهناك: غوته وشكسبير وأفلاطون وارسطو والمسيح...وأسماء آلهة من الأساطير الرومانية ...الحديث عن الحرب ومصير الفقراء والجنود والبحارة ضحايا الحروبإشارات إلى مقاطع في الإنجيل، ومسرحية ماكبث، ومسرحية الملك لير، دون كيخوته لسرفانتس... واشارات للبروتستانتي المؤيد لإنجلترا عكس الكاثوليكي المؤيد لاستقلال ايرلندا...أساطير اغربقية ونقاشات سقراط للوصول للحقيقة والروايات الشعبية الرخيصة وأفكار الفلاسفة الثيوصوفية...وهناك أسماء الصحف المحلية ... أما فصل : عرائس البحر فيغرق القارئ في الموسيقى عبر إشارات لمجموعة متنوعة من المقطوعات الموسيقية مثل الأغاني والأوبراء والأوبريت وأغاني الأطفال والمقطوعات الدينية والموسيقى السيمفونية...إضافة إلى الاستخدام المتكرر للمصطلحات الموسيقية ...وترتبط المنولوجات والمعزوفات بالمونولوجات الداخلية لأحد أبطال الرواية: بلوم ...هذا الفصل يشبه مشهدا سينمائيا يظهر الشخصيات في حانة حيث يرتفع صوت الموسيقى وتختلط مع أفكار وتداعي ذاكرة الشخصيات... وهذيان وأحاديث غير مترابطة لسكارى. الحلقة الأخيرة في هذا الجزء مزدحمة بتاريخ ايرلندا ومشاعر كراهية الإنجليز....كل فصل أو حلقة تبدو قائمة بذاتها...بأسلوب مختلف ومواضيع مختلفة ... هل تمرد جيمس جويس هنا على عناصر الرواية التقليدية؟حتى يسهل على القارئ فهم الرواية يحتاج أن يكون صاحب ثقافة موسوعية ...أو على الأقل يقرأ قبلها شيء من الأساطير الإغريقية والرومانية مثل الإلياذة والأوديسة والإنيادة ومسرحية هاملت والملك لير ...ربما ينطبق عليها وصف: رواية نخبوية.... 
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 08, 2024 01:44

July 2, 2024

قراءة لرواية حب

 رواية حب للنرويجية هانة أورستافيك صنفت ضمن أهم الأعمال الأدبية النرويجية في أواخر القرن العشرين.

فصول الرواية لاتحمل عناوين ولا أرقام ...

تدور أحداث الرواية عبر 155 صفحة فقط ...حول الأن فيبيكة وابنها يون...خلال ليلة واحدة طويلة وبارده من ليالي الترويج الشتوية...

"كان يريد سؤالها عن عيد ميلاده، غدا سوف يبلغ التاسعة من عمره"

يون ينتظر يوم الغد ...ويفكر في كعكة عيد ميلاده التي ستعدها أمه...والهدية التي سيتلقاها ..

لكن لماذا لم يسألها؟ 

لماذا لانناقش ما يدور ببالنا مع من نحب؟

هل هناك حواجز ومخاوف تمنعنا !!!

"يتطلع إلى الثلج الموجود أمام النافذة ويفكر كيف تستطيع رقاقات صغيرة أن تصنع هذا الكم من الثلج"

وصف الثلج والبرد في الرواية أشعرني بالبرد...

"الحياة قصيرة جدا كي لا تبدو جميلة، فلنتحمل البرد، هكذا تفكر"


تشعر فيونيكة بالوحدة، تحتاج للحب والرعاية...

ويعيش يون منغمسا  بأحداث يصنعها خياله عن شخصيات فضائية وحروب ومواجهات مع تلك الشخصيات وعوالمها...

السرد في الرواية ينتقل بالتناوب بين أفكار الأم وأفكار ابنها دون فواصل ...فتارة نكون مع أفكار الأم وتارة مع الأبن ...

ورغم بعد المسافة بين أماكن تواجدهما لكن الراوي يشعرنا أنهما أقرب لبعضهما رغم ما يحدث...

كبر المسافة بينهما  وبرودة الجو تتضح من برودة علاقتهما ببعضهما...

ذلك الطقس البارد انعكس على علاقتهما...

الحب هو من يدفئ العلاقات ويربط الجسور بين القلوب ويدفع الحزن والشعور بالوحدة والمخاوف بعيدا ...

دون تعبير عن الحب تبرد العلاقات وتتجمد العواطف وتصبح الحياة لا تطاق...

الحب هو من يزين حياتنا ويملؤها بهجة . .

كم هو محزن أن يعيش الناس في غربة عن احبائهم...

يعيشون الوحدة والخوف والإهمال وخيبة الأمل رغم وجودهم مع من يحبون...

البحث عن الحب والاهتمام في الخارج  يمكن أن يجعل الإنسان عرضة لمخاطر لا حصر لها ...لكن الرواية تدور في مجتمع آمن لايشكل الغرباء فيه أي مصدر للقلق. .. 

ولأن الرواية مكتوبة بصيغة الفعل المضارع فذلك يعطي للقارئ الايحاء بأن الأحداث تجري الآن في هذه اللحظة فينغمس فيها ...

ينغمس الابن في أحلام اليقظة المألوفه في تلك السن، لكن يبدو أن الأم لم تصل لمرحلة النضج للعيش في الواقع ، فهي أيضا لاتزال تحلق في عالم الخيال بعيدا عن الواقع ومسؤولياته...

تقرأ ثلاثة كتب أو أربعة أو خمسة في الأسبوع كما قالت...فأين ابنها في دائرة اهتماماتها!!!

الرواية تبعث على الأسى،...

وتدعو القارئ للتوقف والتفكير ....



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 02, 2024 00:21

May 13, 2024

السرداب 37 - ذويزن الشرجبي:



الكتاب يقع في 527 صفحة تقريبا، ينجح الكاتب بشد انتباه القارئ من الصفحة الأولى حتى الصفحة الأخيرة ...
مع إثارة عدد من الأسئلة حول أحداث المغامرة التي يعيشها بطل الرواية معاذ...
العمل يمكن أن يوصف بالكتابة الكابوسية وكأن البطل تعرض لكابوس غريب ...أحداث غامضة متلاحقة لا تسمح بالتقاط الأنفاس ...
هل حدثت تلك الأحداث فعلا أم كل ذلك خيال؟
يبدأ الفصل الأول ومعاذ يحاول فهم أين هو...كيف وصل لهذا المكان !!!
لتعود الأحداث في الصفحات التالية لليوم السابق لنجد معاذ يودع صديقه في الدراسة بأحد شوارع مدينة عدن على أن يلتقيا في اليوم التالي ...
في طريقه إلى البيت يحدث تبادل أطلاق للنار بأحد الشوارع ...
وفي محاولته للهروب يجد نفسه في جزء غريب من المدينة ...لتتسارع الأحداث ويفهم القارئ كيف تورط معاذ الذي يجد نفسه في مكان ما تحت مدينة عدن ...
يبرع الكاتب بلغة جميلة وقدرة عالية على الوصف بشد القارئ لمتابعة فصول الكتاب وتتبع ما يحدث لمعاذ الذي ما أن ينجو من ورطة حتى يقع بأخرى أكثر صعوبة ...
وهكذا تنتقل فصول الكتاب من حدث غامض لحدث أكثر غموضا...
يتوقف كل فصل عند نقطة مهمة فيتورط القارئ لمعرفة ما سيحدث...


الحبكة وطريقة سرد الأحداث تجعل من السهل رسم صورة للمكان والأحداث وكأن القارئ يشاهد أحداث أحد أفلام الخيال التي تحبس الأنفاس ...
أسلوب سرد الكاتب وقدرته على الوصف شدتني ووجدت نفسي أتابع بطل العمل الذي وجد نفسه بين مخلوقات غريبة في أنفاق وسراديب تحت مدينة عدن يحاول البحث عن مخرج والافلات من تلك المخلوقات المرعبة التي يكتشف أنهم ضحايا تجارب لطبيب مجنون ...
يعيش القارئ لحظات من الرعب والتوقع ويتمنى لمعاذ أن ينجو رغم كل تلك الصعوبات التي لا تنتهي ...


هل فعلا هناك سراديب تحت مدينة عدن أم أن كل تلك الأحداث من بنات أفكار كاتب يملك خيال واسع ؟ سؤال يقفز لذهن القارئ ...

 


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 13, 2024 00:29

April 27, 2024

طلاب الجامعات الأمريكية وحصار غزة

 الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية أعاد إلى ذهني حراك طلاب جامعة صنعاء في العام 2011، عام الربيع العربي.
هل هناك تشابه؟
عدد من الطلاب يتبنون قضية عادلة ويحملون شعارات وينادون بعبارات توضح موقفهم.
حراك سلمي، لا يتبنى وسائل العنف.
لكن هذا الحراك لايروق للسلطات بالجامعة، فيتم استدعاء قوات الشرطة التي تتعامل مع الطلاب بوحشية...
تلك الوحشية تفشل في إيقاف الحراك الطلابي لأن التعاطف معهم يمتد لجامعات أخرى، وعدد من أعضاء هيئة التدريس ينضمون لدعم الطلاب وحمايتهم.
من المدهش متابعة القضايا التي تثار والشعارات التي ينادون بها.
الحرية لغزة بعد مرور كل ذلك الزمن من يوم 7 أكتوبر، يعني أن الطلاب خرجوا بعد التفكير المتأني وفهم أن هناك ظلم حقيقي يقع يتابعونه بالصوت والصورة، بعد تجاوز كل مغالطات الإعلام الرسمي والخاص الذي يذيع ما يناسب مصالح القوى المسيطرة...
فهي إذا ليست حركة عاطفية متسرعة أو حركة تجد دعم من قوى سياسية مناهضة للحزب الحاكم...

 
ما يحدث هو إعادة نظر في كل سياسات أمريكا الدولة العظمى الراعية للديمقراطية في العالم من مبنى جامعة تتبنى نقاش شتى القضايا بحرية وتعود الطلاب على ذلك الجو من الحوار الحر في قاعاتها...
يكتشف الطلاب حجم الخداع، وهم طلاب جامعات مرموقة يعتمدون على المصادر الصحيحة والموثوقة للخبر...
يبدأ النبش في حقائق التاريخ، وحقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وحجم الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني...
تتشعب المواضيع للكشف عن تغلغل الصهيونية في المؤسسات الأمريكية في بلد يؤمن أفراده بأن بلدهم ديمقراطي وحر ليكتشفوا الفاجعة...
تبدأ حقائق الدور الإستعماري الأمريكي في العالم وحجم التدخل الأمريكي في قمع الحريات ودعم الديكتاتوريات وحجم الخداع الإعلامي الأمريكي للشعب الأمريكي ...
تتساقط أكذوبة العداء للسامية عندما ينضم اليهود ويؤكدون أنهم ضد الظلم ولا يسعدهم أن تتكرر مذابح ومجازر كالتي حدثت سابقا على أيدي النازية ...
المواطن الأمريكي الذي يظن أن بلده هي الأفضل لأنها بلد الحريات والديمقراطية والتعايش مع الجميع يكتشف أن كل ذلك خداع فالطالب الأمريكي الذي يرفع صوته ضد الظلم ستأتي القوات الخاصة لتكبيله والتعامل معه بقسوة وعنف ويكتشف أن الفرق بين بلده وأي بلد ديكتاتوري من دول العالم الثالث يضيع ويتلاشى...
من متابعة ما يحدث وينشر نجد الفرق بين حراك في عالم يؤمن بالعلم والفكر والبحث العلمي ..حيث التفكير العقلاني الذي يستند لحقائق وقيم وليس مندفعا متسرعا عاطفيا يمكن تحويل مساره بخطاب عاطفي خاصة الخطاب الديني الذي يلغي أي تفكير حر ويتم السيطرة على أفكار من خرجوا بتغيير أهدافهم دون أن يدركوا ذلك ويتم توجيه كل مشاعر الغضب والإحباط تجاه شخصيات معينة، شخصنة الوضع فيصبح عفاش مثلا ومن قبل الإمام الكهنوتي، هو الهدف، فتلصق به كل العيوب ويصبح الهدف الأسمى هو الخلاص منه فحسب...
يضيع الهدف الذي يسعى لوقف الظلم والطغيان وإحلال العدل ويصبح الهدف التخلص من ذلك البعبع الطاغية المتخلف...
وتبدأ تنسج الأحلام بالعالم المثالي الذي سيتحقق بعد الإطاحة بالطاغية ويأتي النظام البديل العادل ...
أصوات سقوط النظام تحصر النظام بالحاكم وأعوانه فهم النظام وهم الظلم والتخلف، ويكتشف الناس بعد سنوات أن ما خرجوا لأجله لم يحدث لكن لا يسمح لهم بالتعبير عن ذلك لأن من يتجرأ على نقد أوضاع الظلم والتخلف الجديدة سيتهم بالخيانة والعمالة وقد يختفي من الحياة ببساطة.
لكن ما يحدث هناك في أمريكا مختلف.
مختلف بحجم الدور الذي تقوم به الجامعات ويقوم به التعليم في الأساس...
وهو الدور المفقود عندنا..

 
ما يحدث اليوم في أمريكا هو خطوة أولى لتغيير كبير قادم، تغيير سيتم على أيدي من يعلمون أن التغيير لايتم بين ليلة وضحاها، تغيير يبدأ على ايدي جيل وينتقل لجيل آخر يملك الصبر والشجاعة على قيادة التغيير الذي سيحرر النظام من كل قيود الأسر لأي جهات تملك مصالح في بلد يرفض غالبيته أن يجد المواطن نفسه ممنوع من التعبير عن رأيه ...
يرى قيم الديمقراطية تنتهكك...يعيش قيم المواطنة واقعا لا بخياله ويرفض بقوة أن يحرم منها مهما كانت الأسباب ...
فالوقوف مع غزة المحاصرة هو وقوف مع قيم الحرية والحق بالحياة العادلة... أي هي قيم لا تقبل النقاش ولا المغالطة والتمييع ولا ذلك النوع من الترهيب عبر مصلحة عليا للوطن وغيرها من الخزعبلات ...
مواطن يجد من حقه أن يسأل الحكومة أين تذهب أموال الضرائب التي يدفعها ويقال له أنها تذهب لدعم قيم الحرية والديمقراطية في العالم ...
الشعب المتعلم تعليم حقيقي يصعب مغالطته بعد أن يكتشف الزيف والخداع ولا يخضع للقوة القاهرة للحكومة التي يؤمن أن دورها حمايته وتحقيق أهدافه وليس أهداف ومصلحة طبقة الحكم ورفاقها..
الأمر ليس سهلا ..
فالحياة صراع دائم ...


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 27, 2024 11:15