كوثر الجهمي's Blog, page 2
July 25, 2023
الانضمام إلى عُصبة المؤلفين -#2-

الانضمام إلى عُصبة المؤلفين* 📚 -منشور #2-
.المرحلة الثانوية كانت الفاصلة، إذ قلّت تدريجيًّا ممارستي للرسم، خاصّة مع إلغاء حصة الرسم في تلك المرحلة، في المقابل كثرت قراءاتي.
.
عرّفتني أستاذتي التي صادقتها "د. انتصار الشريف" على غادة السمان، وأعارتني كثيرًا من كتبها التي حرصتُ على اقتنائها لاحقا بعد سفر معلمتي للماجستير... تلك كانت مرحلة التحوّل والفهم والوعي بما أودّ حقًّا إنجازه.
.
لعلّي كنت محظوظة إذ تفتّحت عيني على الأدب من خلال غادة السمان أوّلًا، ثمّ "الأيام" لطه حسين، ثمّ أحلام مستغانمي بـثلاثية "ذاكرة الجسد"، ونزار قباني الذي قرأتُ له سيرته الذاتية قبل دواوينه ما ساعدني على فهم شعره أكثر، ثم توالت الاكتشافات.
.
أقول أني محظوظة؛ فبوابتي كانت عبر أدب غادة السمان، لأنها كاتبة شاملة إن صحّ الوصف، تكتب في شتى الصنوف الأدبية، بدءًا من الشعر النثري، مرورًا بالقصة القصيرة والرواية، وصولًا إلى أدب الرحلات والمقالات، إضافة إلى الحوارات والمقابلات التي حرصتْ (مشكورة) على جمعها في كتب ضمن مجموعتها "الأعمال غير الكاملة". يمكنني اعتبار نفسي دخلت مدرسة غادة السمان للأدب، إذ يصحّ ذلك وقد عرفت مبكرا الفرق بين الرواية والقصة، وأصول كتابة المقال وطرح الأسئلة. عرفتُ هذه الأمور، من الملاحظة والتشبع قبل أن أعرفها من خلال كتب ومقالات أصول الكتابة. وظننتُ أن كل من راودته فكرة تأليف كتاب –ولا بد- قد وصل إلى هذا المرحلة بنفس الطريقة.
.
تحتفظ أختي فتحية الآن بمخطوطة من الشعر النثري، كُتبت بين العامين 2001 و 2002 تقريبًا، كتبتها بخط يدي، في هيئة كتاب، على ورق A4، وكنت فخورة بها، ولا آمل الآن من عزيزتي فتحية إلا أن تحتفظ بها في أدراجها، اللهم نسألك الستر!
تلك المخطوطة أشبعتْ ما يمكنني اعتباره نزوة نشر الكتاب الأولى، رغم أنه لا أحد –حرفيًّا- قرأها غيري. (وقد تكون شقيقتي قرأتْ بعضًا منه).
.
بعد 16 عامًا، حين باشرتُ كتابة روايتي الأولى، خفتُ أن تكون مجرّد نزوة، وراهنتُ على الوقت، إذ لا شيء نمنحه وقتنا سواء كنا مهيئين نفسيًّا أو لم نكن، إلا أن نحمل إيمانًا قويًّا به. وفازت رواية "عايدون" بالرّهان.
.
أعتبر نفسي محظوظة أيضًا إلى حدّ ما في الكيفيّة التي توالتْ بها تجاربي؛ إذ تدرّجتُ فيما يمكنني وصفه "برحلة الكتابة" أو رحلة الانضمام إلى "عُصبة المؤلفين"، أو رحلة الهجرة إلى "أُمّة الكُتّاب" بشكل منطقي وسليم (على ما أرجو) دون تخطيط مسبق أو وعي تامّ، ولاحظتُ لاحقًا لكثرة ما سمعتُ من البعض رغبتهم في تأليف كتاب، لاحظتُ أن الممرات التي عبرتُها كانت مجهولة تمامًا لكثير من هؤلاء الشغوفين بكتابة الكتب، وشعرتُ برغبة عارمة في مشاركة تجربتي، لعلّي أمهّد طريقًا يسلكها اسمٌ نفخر به يومًا ما.
يتبع...
July 24, 2023
الانضمام إلى عُصبة المؤلفين #1

الانضمام إلى عُصبة المؤلفين* #1
في سنّ مبكّرة، اعتقدتُ أني سأصبح رسّامة، ولشدّة تأثري ومتابعتي لمجلات الأطفال، كنت أحاول مجاراة الرسامين فيها، وأحاول إتقان رسم الشخصيات والمشاهد. .لم أكن ألحظ انجذابي لرسم المشاهد القصصية بشكل خاصّ، كنت أعتقد أن هذا هو الرسم، أن أرسم مواقف ومشاعر مررتُ بها أو حدثت أمامي؛ طفل يقف على الشاطئ، يغريه البحر ويثير خوفه في آن، فيقف على أعتاب أمواجه حائرًا، رحلة مدرسية إلى حديقة، يظهر سقف الباص الذي أتى بهم خلف سور الحديقة، فيما تقف فتاة صغيرة باحثة عن البقعة المناسبة للجلوس..أو كما يظهر في الصورة المرفقة؛ تقاطع شارع تهطل فيه الأمطار، موضوع الدرس كان فصل الشتاء، وتقف عند مفترق الطرق فتاة غاضبة لأن السيارات لا تسمح لها بقطع الشارع (الفتاة التي تضع يدها على خصرها، لغة الجسد التي تعبر عن تأففها)، لم تفكّر المسكينة، أن وقوفها بعيدًا عن الخطوط البيضاء ربما يكون السبب وراء محنتها! هذه الرسمة فازت في مسابقة مجلة الأمل عام 1993، كنت قد رسمتها في العام السابق له، وعمري 8 سنوات، لم أكن أعرف آنذاك أن ثمّة فنًّا يُدعى رواية القصص..بعدها بعامين، حين كنت في العاشرة، ولسبب غير واضح، قررت تأليف قصة مصورة، أذكر أني بقيت أياما أقسم كل صفحة من كراس الرسم إلى مربعات، وأحيانا مستطيلات، وفق ما يتطلبه المشهد، وأقرر محتوى كل مربع، وكيف ستنتقل أحداث القصة بين مربع وآخر. وأذكر جيّدًا أن أحداث القصة كانت في لبنان (لا أحد يسأل لماذا فأنا لا أعرف)، وأنها عن فتاة تعترف لها أمها لحظات احتضارها بأن أباها على قيد الحياة، فتبدأ رحلة بحث البنت عن أبيها من مدينة إلى مدينة، استعنتُ بأمي لأعرف أسماء المدن اللبنانية الواقعة على الساحل، فقد ارتبطت القصة بالبحر. .لا أتذكر أني وضعت لها نهاية، فقد أخطأتُ بعرضها على معلمة الرسم، التي أعجبت بها، وأخذتها مني كي تلونها بألوان "خاصة"، وتشارك بها في معرض المدرسة. لا داعي للقول، أن القصة اختفت، والمعلمة ظلت تماطل حتى خجلتُ من إلحاحي، ولم أرها في معرض المدرسة، وأتساءل الآن: تراها احترقت في أي مكبّ؟ ذكّرتْني بها صديقتي "رواد" التي جمعني بها الفيسبوك بعد سنوات طويلة..هذا كله وأنا معتقدة اعتقادًا راسخًا أني رسامة لا غير، بدأ الأمر ينحى منحى أكثر وعيا إزاء شغفي بالقصص في المرحلة الإعدادية، حين قرأت "جين آير" و"نساء صغيرات"، و"أحدب نوتردام"، و"الأرض الطيبة"، وبدأتُ أدرك أن ميلي للرسم هو ميل نحو رواية القصص بشكل مصوّر أكثر منه ميلا حقيقيًّا لرسم المناظر أو التشكيل، رغم أني لم أتوقف عن الرسم، وقد سيطر عليّ في تلك الآونة رسم الشخصيات الكرتونية، فقد كنت أتبادلها مع صديقتي المقربة "سلمى" التي تجيد الرسم أكثر مني..وعرفتُ مبكّرًا أن القصص والروايات شكّلتْ وعيي بالمعايير الأخلاقية والقيَمْ، وأنها عززتْ شعوري بالتعاطف، وفتحتْ عقلي على تجارب العالم الكبير، وفي مراحل متقدّمة، سأعرف أن الروايات والقصص تحديدًا هي ما نمّى لديّ القدرة على النقد والتحليل لما يجري من حولي..ثمّ يخبرونك ألا فائدة من قراءة القصص والروايات، ولو كانت بلا فائدة لما احتواها القرآن الكريم بين دفتيه، حاملًا لنا دروسًا عظيمة في قصص الأنبياء والصالحين.يتبع..______________"عُصبة المؤلفين"، الوصف مقتبس من "دوروثيا براند" في كتابها: كيف تصبح كاتبًا؟
June 22, 2023
الروائية عائشة ابراهيم: رواية العقيد: تحدٍ كبير مفتوح على مسارات شائكة

كل فجوة معرفية يتموضع حولها السرد لابد بالضرورة أن تنتج نصاً روائياً متميزاً لاسيما وإن كان الكاتب ذكياً، واستطاع توظيف تلك المعرفة في صيغ جمالية تظهر العمل على الشكل الأمثل. وفي رواية العقيد اتكأت الكاتبة كوثر الجهمي على فترة تاريخية تعد قريبة زمنياً نوعاً ما،(حرب تشاد وأسر الجنود الليبيين ثم انضمامهم إلى صفوف المعارضة في أمريكا)، وعلى الرغم من أنها فترة مشوشة وغامضة وتعد منطقة حرجة مفخخة بالمطبات الايدلوجية والاجتماعية، لكن الكاتبة استطاعت أن ترتق هذه الفجوة وتقدم عملاً ناضجاً متكاملاً مشبِعاً للرغبة الإنسانية في المعرفة، ومثبتاً أن الرواية لا تقتصر على كونها جنساً أدبياً يكرس الحكي، وإنما عنصر هام في تدوين التاريخ، وخاصة في جوانبه المنسية المتعلقة بالشق الإنساني الذي يغفله علم التأريخ.
علي المرابط حين ظهر في الصفحات الأولى كان بصدد حجز تذكرة العودة إلى ليبيا حيث زوجته الأولى وابنته، بعد حصوله على ضمانات بعدم المساس بسلامته، ولكن قبل موعد الرحلة بساعات يسدد أحدهم رصاصة نحو رأسه من ثقب نافذة، وتبدأ حكاية الرواية من مقتل المرابط، من (النهاية) كما قررت الكاتبة أن تسمي فصلها الأول.
تتعدد أصوات السرد في الرواية على هيئة شهادات توثيقية تقدمها شخصيات كانت لصيقة بعلي المرابط، زوجته غزالة الكريتلي، شقيقهُ عمر، وبرْكة رفيقهُ في الجبهة والأسر ومعسكر المعارضة، ليغطي كل واحد منهم جانباً من شخصية المرابط، وهو بالدرجة الأولى توثيق للحالة العامة في ليبيا بداية من حقبة السبعينيات حيث عتبة الانتقال السياسي وطفرة البترول وأثرها على الحياة الاجتماعية، ثم العواصف والمنعطفات الثورية، ثم حرب تشاد في منتصف الثمانينات، ثم حالة ركود عام انتهت بأحداث 2011 بتبعاتها على حياة الزوجة غزالة وابنتها حسناء، اللتان أجبرتهما الصراعات المسلحة والظروف الأمنية على مغادرة البلاد واللجوء إلى تونس.
تعد هذه الرواية تكملة أو جزء ثانٍ (إن صح التعبير) لروايتها السابقة (عايدون) التي صدرت خلال العام 2019، وكانت تتمحور حول مفهوم الاغتراب والانتماء وصراع الهويات، والحريات والاستقلالية، حيث أضاءت الكاتبة مساحات السرد حول شخصيتي الزوجة غزالة الكريتلي وابنتها حسناء، خلافا لرواية العقيد التي تمركزت حول شخصية الزوج علي المرابط وابنه (آدم) من زوجته الثانية في المهجر.
وفي هذه الرواية وضعت الكاتبة نفسها في تحديات كبيرة مفتوحة على مسارات شائكة، التحدي الأول هو مغامرة الكتابة عن أحداث حقيقية، وهذا من شأنه أن يقيد الكاتب ويجبره على التحرك في هامش ضيق من الحرية عليه أن يوازن فيه ما بين الأحداث الحقيقية والمتخيلة، دون الإخلال بالأمانة التاريخية وشروط الإبداع المحركة للسرد وهو أمر يدرك مدى صعوبته كتاب هذا النوع من الروايات إذْ أن المتخيل لابد أن يعتمد على مرجعية واقعية وهو ما يقيد حرية الكاتب خلافا للروايات المعتمدة على قصص اجتماعية أو إنسانية صرفة، وتحدٍ آخر هو مناقشة قضايا خلافية متجذرة وحساسة تتعلق بـ (ثورة أو انقلاب سبتمبر)، والضباط الأحرار والقومية و(الثوريين) و(الثوار) والمعارضة الليبية في الخارج، وغيرها من المفاهيم التي من الصعب الخوض فيها دون تبني موقف من إحداها أو أكثر، لكن الكاتبة قدمتها برؤى تجريدية محايدة تاركة للقارئ تبني مفهومه الخاص اتكاءً على سلطة المنطق أو التأويل، كما يضاف تحدٍ آخر وهو جمع خيوط الرواية (العقيد) المتشعبة عن الرواية الأولى (عايدون)، والسير بنفس النسق الذي يحكم الشخصيات وخصوصياتها لتظل محافظة على توهجها وحضورها رغم دخول عناصر وأحداث شائكة وجديدة في مسار السرد.
هذه التحديات الفنية الكبيرة عالجتها الكاتبة بالقدرة على تحليل المعطيات النفسية والاجتماعية والثقافية المحيطة بشخصيات الرواية، والوعي بحالة التلقي التي ألزمتها التركيز على إنتاج المعرفة وترميم الفراغات التاريخية المجهولة. وهذا يرتبط بشكل كبير بوعي الذات المبدعة لديها، وتراكم مخزون خبراتها الثقافية والمعرفية وقدرتها على صياغة نصها بلغة رصينة غير مبتذلة، لتقدم إلينا هذا العمل المتفرد المتكامل في عناصره الإبداعية والجمالية.
عائشة ابراهيم، لصحيفة الصباح، الخميس 22 يونيو 2023
حوار مع أ. حامد الصالحين الغيثي، لمجلة الليبي
June 14, 2023
حفل التوقيع الأول، رواية العقيد

من أرشيف فيسبوك:
أقيم يوم 7 يناير 2023 حفل مناقشة وتوقيع #رواية_العقيد في استضافة كريمة وتنظيم راق ومتقن من مكتبة الفرجاني - شارع ميزران متمثلة في صاحبها السيد سمير الفرجاني.
سرني الحضور الكريم وكان أكثر مما أتوقع وأنتظر. في حضور ودعم زوجي العزيز وأخي الفريد والأستاذ غسان الفرجاني مدير دار الفرجاني التي أعتبر نفسي فردا من عائلتها.فوجئت في الحفل بحضور كتاب ومثقفين ليبيين، كالأستاذ حسين المزداوي أحد مؤسسي الجمعية الليبية للأدب والفنون، وكل من الشاعرة حواء القمودي (وكانت فرصة عظيمة أهدتني فيها ديوانها الشعري) والأستاذة أسماء الأسطى، والفنان المبدع محمد الخروبي، والمبدع ابراهيم البشاري (مؤلف مسلسل تخاريف).فوجئت وسعدت جدا أيضا بحضور سفيرة دولة بريطانيا كارولاين هرندل.وسعادتي كانت أكبر بحضور المهتمين والأصدقاء، سواء ممن عرفتهم سابقا عبر السوشال ميديا أو من جمعتني بهم أمس مكتبة الفرجاني، كان لقاء دافئا رغم برودة الجو، ورغم غياب مجموعة عزيزة كنت في انتظار لقائها، حال بينهم وبين القدوم سوء الطقس. ارتباك التجربة الأولى كان حاضرا وظاهرا في بعض الأحيان، ولكني فخورة بالتجربة وممتنة لكل من أثراها بحضوره واقتنائه نسخة من الكتاب.وشكر خاص لبلد الطيوب تغطيتها هذا الحدث الجميل، ومجددا شكرا للقائمين على المكتبة الذين بذلوا جهدهم للحفاظ على تنظيم الحدث في أحسن صورة.





العقيد، يكتب عنه الروائي: منصور أبو شناف

العقيد الجهمي
رواية العقيد لكوثر الجهمي بعد روايتها الاولى "عائدون" جاءت كتأكيد لمشروع ادبي ليبي جديد , يكتبه جيل جديد من الكتاب ظهروا بعد ثورة فبراير .هذا الجيل لم يخرج من فراغ بألتأكيد فهو نتاج ماحدث في ليبيا وفي العالم من تغيرات ومن تغير وتطور في ادوات التعبير عن هذا الواقع , فهو ورغم ما يظهر من انغلاق وانسداد يبدو منفتحا على العالم ومايجري فيه متابعا لمنجز الادب والفن في المنطقة العربية والعالم .الرواية الليبية شهدت بعد فبراير بروزا لافتا , بل قد لا نخطيء ان قلنا انها الفن الاكثر انتاجا فالى جانب العدد الكبير نسبيا من الاصدارات الروائية نرى ظهور كتاب جدد كثيرين للرواية وتميز بعضهم على نحو مثير للاعجاب .كوثر الجهمى ظهرت في المشهد الادبي كروائية منذ البداية عبر روايتها الاولى "عائدون" ونالت الاعتراف والاعجاب بمنجزها الاول .في هذه الرواية "العقيد" تؤكد وتواصل كوثر مشروعها الروائي بجهد ومثابرة وتحقق تطورا في سردها وبنائها الروائي ينبيء بقدراتها على المضي نحو انجاز رواية متميزة ان واصلت هذا الجهد والاصرار .رواية العقيد تتماس مع تجربة رواية المنفى الليبية , التي كتبها بتميز "هشام مطر ومجاهد البوسيفي وفرج العشه وكمال بن حميده " وشكلت اعمالهم الروائية ركنا مهما في التجربة الروائية الليبية ,ففي رواية العقيد نلحظ ذلك الخيط الرفيع الذي يربطها برواية "العودة" لهشام مطر "لا اعرف ان كانت رواية مطر قد ترجمت الى العربية ام لا" ففي الروايتين يعود الابن بحثا عن تاريخ والده المقتول بسبب العمل السياسي كمعارض , ليكتشف وطنه الذي لايعرفه وتاريخ والده الشهيد او القتيل وكل ذلك عبر تعرفه واكتشافه للانسان الليبي الذي لم يغادر ولم يعارض .رواية العقيد تكتبها كوثر مرات عديده فهي تكتب قصة كاتب يكتب كتابا عن والده والكاتب يكتب قصة شخصيات عاشت مع والده ورافقته اجزاء من حياته وكل شخصية تكتب قصتها مع الوالد , انها مركب من الروابات , "مما يجعلها مشروعا فنيا كبيرا " لم تحقق منه كوثر الا القليل ولكن هذا القليل مبشر بالقدرة على التطوير في المعمار الروائي .رواية العقيد تمثل رغبة جيل كامل لمعرفة الذات والهوية والبلاد عبر النظر من هنا الى الخلف , الى ماجرى ومايجري الان كناتج لذلك الماضي .رواية سلسة بلغة بسيطة لازوائد فيها , تعتمد الفعل والحركة مما يجعلها ممتعة .ابراهيم عادل: "العقيد".. في هجاء الثورات والاستبداد على السواء!

يحضر سؤال الثورة بقوة في الرواية العربية هذه الأيام، حتى وإن وصلت بشعوبها إلى الطريق المسدود في كثيرٍ من الدول العربية، إلا أن عددًا من الروائيين لايزالون قادرين على طرح أسئلة الثورة وما تفعله في أبنائها، وبالتالي الحكام والاستبداد والتسلط وما ينتج عنه في تلك البلاد العربية التي تقع تحت وطأة الظلم لسنوات وسنوات، ولايبدو الخلاص من ذلك الظلم يسيرًا حتى لو سقطت الأنظمة وقامت على أنقاضها أنظمة أخرى بديلة!
في روايتها الجديدة تعود بنا كوثر الجهمي إلى أبطال روايتها السابقة "عايدون" الذين يبدو أنها وجدت في حكاياتهم تفاصيل أكثر أهمية وثراءً مما ذكرته من قبل، فعادت إليهم وإلى حكاياتهم وتفاصيلها شديدة التأثير والتعقيد، لتخوض بنا من خلالهم عرض أطراف هامة من تاريخ ليبيا الحديث، وذلك التمزق بين الثورة ونداءات الحرية، وبين البحث عن الهوية والانتماء لبلدٍ تعلم أبناءها على الدوام كيف يفرون منها!
منذ البداية ربما يثير العنوان لدى القارئ ذكرى "العقيد" الوحيد المعروف في العالم العربي بهذا الاسم، وهو الرئيس الليبي "معمر القذافي"، ولكن الرواية تدور حول عقيد آخر هو "علي المرابط" الذي عرفنا طرفًا من حكايته من قبل في رواية (عايدون) كمعارض ليبي وأحد أسرى حرب ليبيا مع تشاد، والذي نفاجئ منذ بداية الرواية باغتياله في أمريكا، ثم قرار ابنه الأمريكي آدم زيارة ليبيا بعد الثورة للتقصي وراء مقتل والده فيتعرف أثناء ذلك على عائلة عمه لأول مرة، ويتعرف أيضا على زوجة والده الأولى قبل حرب تشاد الإعلامية (غزالة الكريتلي) وعلى أخته غير الشقيقة (حسناء)، وتمنح الكاتبة هذه المرة الفرصة لجميع أبطالها بشهاداتهم للحديث والتعبير عن أنفسهم، وإن دار ذلك كله في إطار علاقتهم بعلي المرابط وحكايتهم معه في فترات زمنية مختلفة نتعرف من خلالها على ما دار في المجتمع الليبي من تحولات من انقلاب/ثورة 1969 وحتى ما تلا سقوط القذافي 2011.
دهاليز السياسة .. وتحولات بطل قومي!
تبدو حكاية علي المرابط شبيهة بحكايات كثيرة لأبطالٍ استثنائيين، خرجوا من عالم قريتهم المغلق، واستطاعوا أن يتجاوزوا حدودها إلى عالم المدينة الواسع ليصبح هو مراسل القرية ومرشدهم إلى الحرية حتى نصل إلى ثورة سبتمبر 1969 فيحتفل الجميع بسقوط الملك، ونشهد بينهم ذلك التحول الذي يجري لعلي وتلك الخيبة التي تصيبه من تحولات سلطة القذافي بعد ذلك سواء من القرارات أو التجاوزات وصولاً لماسمي بعشرية القهر في الثمانينات، وينتهي الأمر باختفاء أثره في حرب تشاد، عبر كل تلك الصراعات والتحولات ترسم كوثر الجهمي بطلها من خلال شهادات الآخرين، بدءًا بزوجته غزالة وحتى صديقة بركة، نتعرف فيه على ذلك الإنسان الباحث عن الحقيقة، والذي لايمنحه الزمن ولا بلاده الفرصة لكي يهدأ ويستكين!
(فقدنا أيضًا الكثير من كرامتنا في انتظار اعتراف "القائد" بنا، كان برفقتنا سجناء على غرار عليٍّ، يؤمنون بأن "القائد" لن يخذلهم، وبأننا أبناؤه، وبأننا جيل الثورة المُعوَّل علينا لتحقيق الوحدة العربية التي يبدو أن ثمنها باهظ).
[image error]
أحلام الثورة المجهضة
"ما أشبه الليلة بالبارحة"، ورغم اختلاف الأهداف والدوافع بل وتغيّر الثوار أنفسهم، إلا أن النتائج تبدو شديدة القرب والتشابه، تسرد الرواية على لسان الإعلامية غزالة ما تراه في واقعها بعد ثورة 2011 من تشرذم وشقاق وحروب مستمرة، فنجد حيرتها متجسدة، ورغبتها الخفية في أن يخفي الابن كل أثرٍ لأبيه، لا تريد أن ينكأ الجرح ويعيد فتح الملفات القديمة، تشاركه هواجسها وأفكارها:
(لستُ أدري إن كانت الإقامة هنا تريحي بعد الآن، يبدو وكأننا نمشي بالعكس... أنا منذ أبريل الماضي أعاني من حالة غثيان كلَّما تذكَّرتُ كم كنت ساذجة في أفكاري السياسية والوطنية، كيف تصوَّرتُ الأمور بهذه البساطة، وكيف تخيَّلتُ أن ما ينتظرنا في هذه البلاد حياة طوباوية لا شرَّ فيها... لا ضغائن ولا كراهية ولا دسائس... بِتُّ أراجع نفسي حيال ما اعتبرناها بديهيات، هل حقًّا ثمة ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة؟ أهي لعنة الفوضى أصابت هذه المنطقة الي تتوسَّط العالم كي يلتصق بها البؤس التصاقًا؟)
لاتكتفي الرواية بعرض بل وتشريح حال الثورة والثوار والمقابلة بين عالمين يبدوان بعيدان عن بعضهما زمنيًا رغم ما يقرب بينهما من نتائج، ولكن سؤال الهوية والانتماء يحضر مرة أخرى هنا، مثلما كان حاضرًا بقوة في "عايدون"، ولكنه يبدو هذه المرة أكثر التحامًا بالواقع عبر كلمات بركة صديق والده إذ يقول:
(وها أنا ذا لم أحاول العودة إلى الديار، حتى بعد مقتل القذافي بأربع سنوات، ليس هناك ما يمنعي، ولكن أيضًا ليس هناك ما أعود لأجله، لستُ مستعدًّا لقلب حياة أطفالي، إنهم أميركيُّون، مثلك تمامًا، ولكي على عكس جدِّكَ؛ لم أغرس فيهم شعارات الوطنية والانتماء، وتركتُ لهم حرِّيَّة اختيار انتماءاتهم؛ إذ ما الذي سيدفعهم لتحمُّل الحياة في بلدٍ مُناقِضٍ تمامًا -ماديًا واجتماعيًّا- لهذا البلد؟ أنت تقول إن ليبيا وطنك الأم، ولكن كيف للوطن أن يكون أُمًّا حن لا تجد في حضنه الراحة، السكينة، الاطمئنان، والأمان؟)
هل يفتت الماء كل هذه الصخور؟!
رغم كل تلك التفاصيل المؤلمة ومشاعر الإحباط واليأس التي تمتلئ بها الرواية وتبدو واقعية وطبيعية في سياق القصة وسياق عالم اليوم، تترك كوثر الجهمي بصيص أملٍ يبدو في كلمات المقدمة التي يبثها آدم المرابط في ذهن قراءه حين يقول (إلى المؤمنين مثلي بأثر قطرات الماء على الصخر) وهكذا تبدو تلك الكلمات، وذلك التوثيق محاولة أخيرة للنجاة رغم كل المعوقات والصعوبات، ويبدو هنا أثر ذلك الكتاب/ الرواية كسبيل وحيد للاستفادة من أخطاء ذلك الماضي، عل الأجيال القادمة تتعلم منه شيئًا .. أي شيء!
وهكذا استطاعت كوثر الجهمي أن تقدم رواية متماسكة في بنائها ولغتها، وأن تضيف إلى حكاية روايتها الأولى (عايدون) تفاصيل جديدة شديدة الثراء والأهمية، وأن تحكي أطرافًا هامة من تاريخ ليبيا المعاصر على لسان أبطال روايتيها، وأن تمنحنا مع كل هذه التفاصيل الصعبة والمؤلمة، والتي تبدو المنطقة العربية كلها متقاربة الشبه فيها، تمنحنا مع ذلك الحكي الواقعي قدرًا من الأمل حتى وإن بقي مدونًا في صفحات رواية.
كوثر الجهمي روائية ليبية، حصلت على جائزة مي غصوب في الرواية عن روايتها الأولى "عايدون" عام 2019، كما صدر لها مجموعة "حي القطط السمان" 2021.
معاذ يسأل، على هامش حفل توقيع "العقيد"

اﻷسبوع الماضي أقيم حفل توقيع بمكتبة الفرجاني (فرع ميزران) إحتفاء بصدور رواية (العقيد) للكاتبة كوثر الجهمي – نشرت لها مراجعة بالفعل.- كون الرواية من أكثر الروايات مبيعًا. وعلى هامش هذا الحفل، طرحت عدة أسئلة على الأستاذة كوثر. أنشرها هنا على هذه المدونة.
بداية أحب أن أشكر اﻷستاذة كوثر على منحي من وقتها الثمين لإجراء مقابلة صحفية معها.
السؤال اﻷول: أود منك تقديم نفسك للجمهور الليبي أولًا، وللجمهور العربي ثانيًا؟الشكر لك معاذ على إتاحة هذه المساحة لي عبر مدونتك.. كيف يمكنني تقديم نفسي؟ أظنني أمام معضلة، فأنا لا أرى كوثر الجهمي إلا سيدة عادية، وهذا ما أسميت به أول مدونة كتبت ونشرت عبرها، أنا سيدة عادية بمعنى أني زوجة وأمّ غارقة في مسؤولياتها النمطية، وصادف أنها تحب أن تَقرأ وتُقرأ.
السؤال الثاني: من اكتشف موهبتك وقام برعايتها؟ هل وجدت الدعم من المحيط اﻷسري والمجتمعي؟لا أظن أن ثمة اكتشافات، لاحظ أهلي رويدا شغفي بقراءة القصص وكتابتها ورسمها وكانوا يحتفون بها بكلمات تشجيع وثناء وبشراء المزيد من القصص، ثم لاحظت ذلك بعض المعلمات فاستفدن من ميلي هذا للمشاركة في بعض الكلمات الصباحية في طابور المدرسة وفي بعض المعارض والمسابقات المدرسية التي لم أعلم يوما بنتائجها.
النقلة النوعية فيما أكتب حدثت بعد أن عرفت غادة السمان الأديبة السورية وأنا تلميذة في الخامسة عشر، عرفتني عليها معلمة أحببتها بشدة ورأيت فيها نفسي حين أكبر، أعني من حيث قوة شخصيتها وجمال روحها وإتقانها للعمل، وكنت قد جمعت لشدة تأثري بغادة السمان خواطر شعرية ظننتها تشبه ما كتبت غادة، كتبتها بخط جميل في ورق أبيض غلفته وادّعيت بيني وبين نفسي أن هذا كتابي الأول، ومازالت شقيقتي تحتفظ ببعض منه.
نعم، أنا محظوظة لأن دعم العائلة كان ومازال حاضرا بقوة، وامتدّ هذا الدعم إلى زوجي.
للاطلاع على المقابلة كاملة:من هنا
العقيد، يكتب عنه الشاعر: جمعة عبد العليم

أعترف أنني لم أعد قارئ روايات نهم كما كنت .. أذكر في مراهقتي أنّ أخي أحمد حفظه الله صادر ممتلكاتي من الروايات والقصص ومنعني من القراءة لاعتقاده بأن ذلك يؤثر سلباً على دراستي !..
وربما يكون ذلك صحيحًا إلى حد كبير ، غير أن القراءة أثرت في حياتي وجعلتها ، فيما أعتقد ، مميزة، عن حيات كثيرين حصلوا على شهادات عليا وظلوا على عقولهم التي كانوا عليها ، فلم يضيفوا لها شيئًا سوى معرفة جامدة محصورة في مجال معين تقترب لأن تكون حرفة أكثر منها علمًا ..أذكر هذا الآن وأنا أفرغ من قراءة رواية "العقيد" للروائية الليبية كوثر الجهمي الصادرة عام 2022 م عن دار الفرجاني ، والتي لم أخطط مسبقًا لقراءتها إلا حين أثارني عنوانها الذي اعتقدت أن له علاقة بالعقيد القذافي !غير أنني حين قرأت الرواية خلصت لأمور عدة منها :أننا لا نقرأ لمبدعينا أما كسلا أو لعدم وفرة إنتاجهم ، أو لترددنا في دفع ثمن الرواية وتقديم متطلبات حياتية أخرى عليه ، أو لنقص الدعاية لهم من خلال النقد الانطباعي المواكب لظهور هذه الأعمال وعجز الصحافة أن تكون كما يجب براحًا لذلك ..أن الرواية الليبية بخير ، تحتاج فقط لقراء يؤمنون بها ، ولنقاد يواكبونها ، ويقدمونها للقارئ أينما كان ..أما بالنسبة لرواية "العقيد" ، الرواية التي أجبرتني على تناولها في وجبة واحدة ، لأسلوبها السهل الممتنع ، وللغتها التي تخلط بين السرد والشعر ، ولحساسية الموضوع الذي تناولته فإنها تصلح لأن تكون مسبارًا للأحداث الجوهرية التي تعرضت لها البلاد منذ عام 2011 م ، ورغم أنها حاولت أن تتناول المجتمع الليبي في غير إسهاب منذ أواخر العهد الملكي حتى يومنا هذا ، إلا أن جل تركيزها كان حول الصراع المادي والمعنوي الذي دار ومازال يدور في المجتمع الليبي حول مفاهيم الحرية والوطنية والثورات و الولاء ..إن الرواية كما تقول كاتبتها : " دعوة للخوض في هذه المساحة من إعادة النظر، ومحاسبة ذاتية دون جَلْدٍ أو تمجيد، والتغيير الحقيقي هو حركة تراكمية لا تحدث بين يوم وليلة نسمّيها مباركة، أو مجيدة! التغيير الحقيقي هو ذاك التأثير الذي تُحدِثه قطرات الماء بنعومة شديدة، وبتكرار منتظم، فوق الصخر."الرواية تنثر شخوصها على اتساع المجتمع ملكيين وثوريين وثوار ، وعلى اتساع الكون في ليبيا وتشاد وتونس و أمريكا ..والرواية لا تخلو من الرمز المؤثر ، فليس من الصدفة أن يكون القاتل بعين واحدة ، وكأنها تقول أن النظر إلى الآخر بعينك المجردة أحادية الرؤية هو قتل مقنع .." بكيتُ وأنا أرى جَدِي ينتحب عند النافذة متطلعا لضحيته، حاولت أن أسأله (لماذا؟)، رغم أني أعرف السبب، ولكن صوتي خذلني، شيء غريب لاحظته على جَدّي في الكابوس، لقد كان بعين واحدة، الأخرى مُضمَّدة بقطعة سوداء مثبتة بخيط يلفّ على رأسه، تمامًا كتلك التي على عين العجوز الذي رأيته بين المعزين (القاتل)... جيد أن مُخيلتي أثناء النوم تساعدني على تخيل المشهد الختامي وتقوم بنصف الكتابة لم لا؟ لم لا يكون القاتل هو صاحب العين الواحدة؟ هي رواية في نهاية المطاف... وهل يهم من القاتل حقًّا؟! ملحد ، ثوري أم مرتزق، صاحب قضية أم صاحب حساب مصرفي ... فالمسألة مسألة مصادرة حيوات لا حياة واحدة، وحُكم غيابي دون دفاع لا يمكن تبريره .."لعلنا في حاجة لمثل هذه الأعمال التي تغوص في واقعنا دون أن يكون همها المسبق الحكم لصالح أحد ..استمتعت بالرواية و قضيت معها وقتا جميلا رغم البرد وغياب الكهرباء !سحر القاهرة

قيل لي أن في القاهرة 30 مليون نسمة، فيهم عدة ملايين سوريون وليبيون ويمنيون، وربما جاليات أخرى، وجدتْ فيها الملاذ الآمن.
هذا يدفع للاستغراب إذا ما نظرنا لحجم المغتربين المصريين في بلدان عربية وغربية لا حصر لها، في ليبيا على سبيل المثال.نحن في ليبيا تعرفنا إلى إخوتنا السوريين والمصريين والفلسطينيين والعراقيين من زمان، ذابوا في مجتمعنا، وكانت إقامتهم عندنا اختيارية، بحثًا عن عمل يفيض عندهم وينقص عندنا، سابقًا في التعليم، وحاليا في الأعمال الحرفية، ولكن السوريين الذين قرروا الهجرة لمصر، وشكلوا فيها جالية لم تكن موجودة قبل 2011م، هم من أصحاب التجارة في معظمهم كما رأيت، وما خرجوا من بلادهم إلا بسبب الموت الذي التصق بها وصار اسمًا من أسمائها، حتى باتت الحياة فيها شبه مستحيلة.
الملاحظ هو نجاحهم هناك، وتفوقهم في بعض التجارة على أهل البلد، وهذا بشهادة مصريين قابلتهم وتحدثت معهم.
الملاحظ هو نبرة الاعتراف والمحبة التي لمستها في حديث المصريين، أحدهم لخّص القول بعدما عدّد لنا ما يعمله السوريون عندهم وحجم تجارتهم التي كبرت وازدهرت في مصر حتى كدت أعتقد بحقده تجاههم، قال:
"السوريون يتفوقون أينما ذهبوا، لأنهم أولاد حلال"
هكذا بكل بساطة، بكل ودّ ورحابة صدر. لم أسمع أحدهم يتذمر لي بقوله: "برانية يزاحموا فينا في أرزاقنا" مثلا، أو أن يصف بلاده أنها "نخلة عوجة تعطي للغريب". مع العلم أن الأجنبي في مصر يملك، وفي "بعض البلاد الأخرى" -التي يتذمر بعض أهلها من المزاحمة في الأرزاق- لا يحق له ذلك.
هذا بالرغم من أن زيارتي جاءت متزامنة مع أسوأ حالة يمر بها الجنيه المصري أمام الدولار، غلاء في الأسعار، طبقة فقيرة كشف سترها، وطبقة متوسطة تعافر كي تحافظ على مكانتها.
فرّج الله على أهل سوريا "أولاد الحلال"
وحمى الله مصر "أم الدنيا"
كنت في انتظار أن يتلاشى سحر زيارتي كي أبدأ في الكتابة عنها، لكن يبدو لي أن السحر لن يخفت، وأنا مضطرة للكتابة دون التجرد من هذه العاطفة. ومازال للكلام بقيّة