السعي للعدالة Quotes

Rate this book
Clear rating
السعي للعدالة: الطب والفقه والسياسة في مصر الحديثة السعي للعدالة: الطب والفقه والسياسة في مصر الحديثة by Khaled Fahmy
264 ratings, 4.46 average rating, 63 reviews
السعي للعدالة Quotes Showing 1-4 of 4
“وجد الأطباء المصريون أنفسهم في موقف يحتم عليهم التنافس مع رؤسائهم الأتراك والأوروبيين، ويحتم عليهم في نفس الوقت أن يتميزوا عن مواطنيهم المتحدثين بالعربية، وأدركوا أن عليهم أن يتباعدوا قدر الإمكان عن أصولهم الريفية المتواضعة. وفي إصرارهم العنيد على الترقي في السلم الاجتماعي، رأوا في العلم أداة تساعدهم على تحقيق الصعود. كان العلم بالنسبة إليهم لغة عالمية تحقق لهم المساواة مع نظرائهم الأوروبيين. وكان العلم الذي يمارسونه، أي الطب والصيدلة والكيمياء، أمرًا قد حُرِم منه رؤساؤهم الأتراك، مع أن أولئك الرؤساء،
بحكم سيطرتهم على الموارد المالية، كانوا المسيطرين على المهن الطبية.”
Khaled Fahmy, السعي للعدالة: الطب والفقه والسياسة في مصر الحديثة
“لم يحاول الجبرتي في كتابه إخفاء ازدرائه لمحمد علي وللديوان الذي عكف على إنشائه في مصر. في المقام الأول، يسود كتاب الجبرتي إحساس بالرثاء لعالم يتلاشى. في ذلك العالم، كانت قيم الفروسية والشرف والخير تحد من غلواء العنف الذي مارسه المماليك ضد الفلاحين بين حين وآخر. لكن ذلك العالم قد اختفى، وشعر الجبرتي بالفزع من العنف الجامح الذي تعرض له الفقراء باسم هذا النظام الجديد واحتياجاته العسكرية النهمة التي لا تعرف حدودا، ودون أن تكبحه ضوابط النظام القديم.”
خالد فهمي, السعي للعدالة: الطب والفقه والسياسة في مصر الحديثة
“تمكن الخديويون بفضل أجهزة الدولة الحديثة من إحكام سيطرتهم على أهالي مصر بشكل لم يحلم به أمراء المماليك، وبدرجة لم يحققها الباب العالي قط. فقد كان توفر أدوات مثل تعداد السكان والتذكرة، وتطبيق سياسات مثل التجنيد والتطعيم ومناظرة الجثث، وإنشاء مؤسسات مثل الضبطية والمجالس هو الذي أدى إلى تحول «الديوان» إلى «الحكومة»،‏ وهو الذي مكَّن تلك الحكومة من النظر إلى أهالي مصر باعتبارهم رعايا خاضعين لسيادتها. وبمصطلحات البيروقراطية السائدة آنذاك، كان الشخص يعتبر «داخل الحكومة» إذا تم إحصاؤه في تعداد السكان وتم تطعيمه ضد الجدري وحصل على تذكرة مختومة، بهذا كله يكون قد دخل في نطاق اختصاص الحكومة الخديوية. وعلى العكس من ذلك، كان الشخص غير الخاضع للحكومة الخديوية يعتبر «خارج الحكومة»، أي أنه ليس من رعايا الحكومة المصرية، وكان ذلك هو ما دعا السلطات إلى نفي «الأجانب» خارج البلاد وخاصة «أولاد الترك»، وإرسالهم إلى «بر‏ الترك»؛ أي إلى الدولة العثمانية. وبالتالي كانت هذه الممارسات البيروقراطية من أهم أدوات صقل الهوية المصرية الحديثة.”
خالد فهمي, السعي للعدالة: الطب والفقه والسياسة في مصر الحديثة
“كان الجيش هو أداة محمد علي الأساسية في مسعاه لاستخلاص حكم مصر لنفسه، وكانت الإصلاحات الكبرى التي أدخلها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهذا الجيش.‏ كانت خدمة الجيش وتلبية احتياجاته هما السبب الرئيسي والحقيقي وراء إنشاء محمد علي للمصانع ولمطبعة بولاق للنشر ولافتتاحه المدارس والمعاهد التعليمية وأهمها مدرسة طب قصر العيني. بفضل هذه الآلة العسكرية الكفؤة، تحولت القاهرة من مجرد عاصمة ولاية إلى مركز قوة يعتد به داخل الدولة العثمانية، نجح في تحدي عاصمة الخلافة وفي تهديد وجود الدولة العثمانية ذاتها تهديدا حقيقيا وخطيرا.”
خالد فهمي, السعي للعدالة: الطب والفقه والسياسة في مصر الحديثة