سراج منير

هو ذلك الخيط السميك الماثل علي زوايا النص والمولود من رحم نهر متجدد ومنفتح علي العالم الحديث بلغة السلاسة والتبيان وعدم الأعتماد علي جمودية العبارات وتكلكع اللغه وتعثرها علي اعتاب اللغة القرشيه .. هنا يعتمد الرواي بذكاءه ومخزونه الثقافي علي عدة نقاط لم تخلوا من المهنية بطبيعة عمله وهذا كما اري كان له الأثر علي الجو العام والمشهد النفسي للنص وتضافر كل الشخصيات علي تباعد الهوة الثقافيه بدء من ابراهيم وحبيبته والمتصابي وصراع شخصيات السينيور والجونيور ونفاذ الطاقة وكبح جماح المشهد العام الذي يكسوه الضمير لدي أبراهيم الكائن بين صراعات مغلوطه وأخري تريد الخروج من دائرة اللاصواب ؛ هنا أستطاع الراوي امتطاء الجياد مهرولاً بكل تقنية سردية وبسيطه ليباشر مهامه ويفرز لنا نسيجا رائعا مقتطفا من أزقة الواقع المؤلم وزاوية المستشفي التي تعجّ بجموع الشخصيات المجتمعيه والتي تعلوها طبقة البؤساء وممن لم يجدون قوت يومهم وكيفية العلاقة بين الدكتور المبتدأ الذي لاتزل مشاعره بخيرها تجاه الأنسانيه والآخرون من مديرين كل شاغلهم التصابي والمصاباه واعطاء الاوامر وتعكير أمزجة الأطباء الجدد وخلق مشهد صراع نفسي بين الأنا واللا أنا ليمسي السينيور أو المدير العام هو كل شئ ؛ وبالطبع هذا المثال واقعي ونتعايشه وهذا مايكسب النص الروائي صفة المصداقية لكن بالطبع لايجب ان يتم تعميم هذا المشهد ويتم الأخذ به والربط بجميع المستشفيات وثقافة الاطباء ؛ لآ ؛ فليست كل اصابع اليد الواحده مثل بعضها وهناك أختلافات أخلاقيه وأجتماعيه تكسوها رداءات عدة بأختلاف المزاج العام للمجتمع ..... كما اني هنا اؤكد بوجهة نظري وخبرتي الضئيله جدا كمتلقي او كقارئ عادي ان هذا العمل ميلاد جديد من رحم مدرسة جديدة لجيل الرواد من الشباب الذي يجب ان يسلط عليهم الضوء لخروجهم عن التقليدي والتكراريه سواء علي المشهد العام لأسلوب السرد او اللغه المتبعه ... تحياتي لصاحب هذا العمل الرائد