More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
«الحياة السعيدة هي التي يحصل فيها الإنسان على أكبر قدر من المتعة وأقل قدر من الألم».
«الحياة السعيدة هي التي تكون بناء على المبادئ والأخلاق بغضِّ النظر عن المتعة واللذة». بحيث يكون للإنسان معنى أو هدف لوجوده ويكون هذا الهدف أسمى من مجرد الحصول على اللذة. ٣. «الحياة السعيدة هي التي تغيب فيها المعاناة».
ووجدت أن الإنسان في كل قراراته يُقيِّم العمل الذي سيقوم به، ومدى اللذة التي سيجلبها له مقارنة بالألم، فإن فاقت اللذة الألم قام بالعمل، وإن فاق الألمُ اللذةَ لم يعمل العمل!
فالإنسان الذي لا يرغب في لذة، ولا يخشى الألم ليس إنسانًا، والإنسان الذي لا تفرق عنده اللذة عن الألم يظهر لي أنه تخلى عن إنسانيته!
وأمر آخر يضعف هذه النظرية هو عندما أقرأ القرآن، فأجد أن ثلث القرآن أو أكثر هو عبارة عن الترغيب بلذة الجنة والتخويف من ألم النار، وهذا مكرر بشكل كبير جدًّا ولافت للنظر ما يجعل منظومة القرآن في التعامل مع النفس البشرية تؤيد نظرية أن الإنسان في النهاية باحث عن اللذة، وهارب من الألم، وأن هذا هو المحرك الحقيقي له!
الهدف النهائي عند الله من خلق الإنسان هو عبادة الله والالتزام بالأخلاق،
بمعنى آخر.. الله قرن لذة الإنسان الأبدية بتحقيق مراد الله من خلقه، وهو العبادة، فالإنسان الذكي هو من يعقد تحالفًا، ويجعل حياته تحت مبادئ الله لكي يحصل على اللذة الأبدية، وعليه أصبح يحركه الأمران معًا؛ لأنهما مرتبطان ارتباطًا لا ينفصل: الأخلاق + اللذة.
في الدنيا على الإنسان أن تكون اختياراته في الأساس مبنية على المبادئ. هذا هو المعيار الأول، هذا هو الفلتر الأول لكل الأعمال، ثم بعد هذا الفلتر إذا مر العمل من فلتر المبادئ يمكن أن يأتي الاختيار بناء على اللذة.
المتعة القصوى ستحصل عليها باختيار الأعمال أولاً بناء على المبادئ الإلهية، ثم بعدها بناء على المتعة، وبهذا توفق بين الأمرين، وتعيش في تناغم بين احتياجاتك وبين تعاليم الله.
فالهدف النهائي أن يتبع الإنسان العقل، ويتصدق، ويكرر الصدقة على الرغم من ألم النفس حتى يعتاد عليها أولاً، ثم حتى تصبح تعطيه لذة، وهذا هو الهدف النهائي أن تصبح المبادئ تسبب لذة حتى لو سببت ألمًا في البداية،
والطريق إلى هذه الحياة يمر بمراحل عدة: ١. أن يقرر العقل أن يسلك حياة المبادئ. ٢. معارضة الجسد والنفس وصراعهما مع العقل. ٣. استسلام الجسد والنفس لأمر العقل. ٤. تحالف الجسد والنفس مع العقل، بحيث يصبح الجسد والنفس يجدان اللذة في أوامر العقل. المرحلة الرابعة: هي الحياة السعيدة، وهي النفس المطمئنة، وهي السلام الداخلي، وهي حقيقة الاستسلام لله، وهي مقام المقربين. والناس في هذه الرحلة أصناف، كما قال أحد الفلاسفة: ١. الذين فهموا الهدف، ووصلوا لله، وهؤلاء هم العقلاء السعداء. ٢. الذين فهموا الهدف، ولكن لم يصلوا إلى الله، وهؤلاء هم العقلاء غير السعداء. ٣. الذين لم يفهموا الهدف، ولن يصلوا، وهؤلاء هم
...more
ولا تكون اللذة هدفًا في حد ذاتها، وأن يرتبط هذا الهدف بالله.
وهكذا لا تقوم باختيار أي متعة أيًّا كانت جسدية أو نفسية إلا وتلصق بها معنى فكريًّا، وبهذا تكون كل حياتك يسيِّرها العقل والمعنى والارتباط بالله.
العمل نفسه، لكن الهدف مختلف، ومن ثم النتيجة مختلفة تمامًا بين الشخصين.
ثم بعد مرحلة من التفكر والصراع قال الكلام الجميل الآتي: «الإرادة الجديدة التي أصبحت لدي بالإقلاع عن العادة السيئة ما زالت ليست بالقوة الكافية للتغلب على الإرادة الأخرى الأقوى التي قوّتها سنوات الممارسة لهذه العادة السيئة، فهاتان الإرادتان القديمة والحديثة؛ القديمة الجسدية، والجديدة الروحية تتصارعان، وأزعجا ما في داخلي... إنه بسببي أنا هذه العادة تتملكني، وأصبح لديها هذه القوة... قراري اليوم بالإقلاع، مثل النائم الذي يحاول الاستيقاظ، ولكن شدة النعاس تعيده إلى النوم مرة أخرى، وعلى الرغم من علمي أن الاستسلام لحبك (يا الله) أفضل من الخضوع لشهواتي إلا أن عادتي تأسرني».
رحلة فردية، وكلٌّ منا عليه أن يقرر مساره في هذه الرحلة، فإما الاستسلام لأسر الشهوات والعادات، أو مصارعتها إلى أن يأتي الانتصار بعد أيام أو أشهر أو سنين، كلٌّ بحسب حالته.
إذا سألت شخصًا: لماذا لم تحقق طموحاتك؟ أو:
لماذا لم تنجزشيئًا في حياتك؟ في أغلب الظن سيرد: الظروف، مديري يعيقني، أهلي ظلموني، الظروف الاقتصادية... إلخ. فإذا بدأ الشخص يلوم الظروف الخارجية فهذا أول أسباب الفشل، فالحكيم ينظر إلى نفسه، وأنا من احتكاكي بالناس وجدت أن السبب الرئيس لعدم الإنجاز هو شيء واحد فقط. (عادات الإنسان السيئة).
النجاح نسبي، فهذا الشخص إذا وصل إلى درجة 8 مثلاً فيما تَعدّه أنت نجاحًا، ولكن إذا أقلع عن عاداته السيئة فسيصل إلى أضعاف مضاعفة من مستواه الحالي، إضافة إلى أن عنصرًا أساسيًّا مما يُسمّى نجاحًا ليس المادي فقط، ولكن السلام الداخلي والتناغم والطمأنينة، فمن دونها لا يُسمَّى النجاح نجاحًا.
أقلع عن عاداتك السيئة طوعًا قبل أن تضطر إلى الإقلاع عنها غصبًا.
أقلع عن الحسد وأنت ما زلت في علاقات جيدة قبل أن يأتي يوم يأكل الحسد قلبك، ويدمر صداقاتك، وتجد نفسك وحيدًا. أقلع عن التدخين، وأنت بصحتك قبل أن يأتي يوم يقول لك الطبيب: أقلع، وإلا فستموت، أقلع عن الإسراف في الصرف، وأنت غنيّ قبل أن يأتي يوم يتسبب إسرافك في فقرك، ولا تجد مالاً تصرفه. أقلع عن الكحول، وأنت ما زلت متمالكًا نفسك قبل أن يأتي يوم تفقد السيطرة على كل حياتك. أقلع عن حب لفت النظر، والناس ما زالوا حولك قبل أن يكتشفوا حقيقتك، فيهجروك،
أقلع عن ضرب الناس وشتمهم، وأنت في سلطتك وقوتك قبل أن تفقد السلطة، وتهرم، فتفاجأ بمن يضربك ويشتمك. أقلع عن الحشيش، وأنت ما زلت في كامل عقلك وصحتك قبل أن يسرق الحشيش حياتك وأوقاتك.
ودائمًا.... دائمًا تذكر ما قيل: «إن سعر ضبط النفس دائمًا أرخص من سعر الندم».
أقلع مختارًا، فهو أهون وأسهل على النفس من أن تقلع مضطرًّا، واعلم أن الثواب والأجر يذهب لمن يقلع، وهو ما زال قادرًا...
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
إذن لدينا ثلاثة عقول: شهوان وعطفان وعقلان.
هنا يأتي دور التهذيب والتدريب والمجاهدة التي قد تستغرق سنين حتى يخضع الجسد لأمر العقل، ويتوقف عن اشتهاء الحلوى من أصله. فلا سلام طالما الجسد يشتهي ما لا يوافق عليه العقل. بالتدريب والتهذيب يمكن للجسد أن يغير طباعه.
فمهم لسالك الطريق ألا يُحبَط من العقبات والانتكاسات التي سيواجهها، فالطريق وعرة، ولكن مقام الطمأنينة يستحق العناء.
السؤال الدائم هو كيف يمكن أن تتم إعادة البرمجة للجزأين الآليين في داخلك (شهوان وعطفان) ليتم وضع برمجة جديدة تناسب ما يراه عقلك أنه الصواب. خاصة لو كان عطفان وشهوان مبرمجين منذ سنين على ردود أفعال معينة وبالتالي فهما معارضان لتغيير البرمجة وغير مُتقَبِّلَيْن لها.
كتب تطوير الذات يذكرون قاعدة: 18/ 40/ 60 سن الـ 18: كل اهتمامك هو رأي الناس فيك، وكيف يفكرون فيك. سن الـ 40: ليس لديك أي اهتمام كيف يفكر الناس فيك. سن الـ 60: تكتشف أنه لم يكن هناك من يفكر فيك أصلاً (فكل واحد كان مشغولاً في حاله، وأنت عائش وهم أن الناس يقضون وقتهم في التفكير فيك).
فالألم نوعان:
جسدي، ويسمى وجع (Hurt) ٢. فكري، ويسمى صراع (Struggle)
ولإنهاء الألم النفسي عليك بسد الفجوة، والفجوة لا تُسدّ إلا بأحد أمرين: ١. تغيير الواقع؛ ليطابق ما تريد. ٢. تغيير ما تريد؛ ليطابق الواقع، أو إن لم يكن إرادة الواقع، فعلى الأقل تقبله.
وهذا هو المقصود بالقضاء على الألم النفسي، فهو تغيير الفكرة الموجودة في الرأس عن موضوع معين، فإذا تغيرت الفكرة تغير الشعور، واختفى الألم،
الأفكار الخاطئة التي في رأسنا موجودة في العقل اللاواعي مخزنة منذ سنوات وإحدى مزايا العقل اللاواعي هي سرعة استحضار الأفكار وردود الأفعال بشكل سريع جدًّا لا يلحق معه العقل الواعي أن يدخل في الموضوع ليغير الفكرة،
فمن يرغب في شيء سوف يعمل، ويسعى، ويبذل الجهد من أجل الحصول عليه،
وَما نيـــلُ المَطالِــــبِ بالتَّمنِّي ولَكِـــنْ تُؤْخـــــذُ الدُّنْيــــا غِلابــا
الهدنة هي مدة محدودة تقرر تقطع فيها تمامًا كل المؤثرات الخارجية التي تجعلك ترجع للعادة. ففي الأمثلة السابقة: الحلويات: لا تذهب إلى مطاعم أبدًا. التدخين: لا تقابل أصحابك الذين يدخنون، ولا تخرج معهم. الغضب: تبعد نفسك تمامًا عن أي مكان أو ناس يسببون لك إزعاجًا واحتمال غضب،
ولكن أصارحك: كل إنسان لديه عادة أو عادتان سيئتان متأصلتان فيه، لدرجة أصبحتا جزءًا من كيانه ومن شخصيته. وهذه العادات أحب أن أقول لك: لن تقلع عنها، ولن تتخلص منها إلا بتضحيات ضخمة وبعمل سيأخذ منك وقتًا وجهدًا ومالاً.
التغيير الجذري صعب، وله ثمن! ولكن فوائده ليس لها نهاية، فتخيل يمكن أن تتخلص من عادة أصبحت مسيطرة عليك سنين، وأثرت في صحتك أو مالك أو علاقاتك! تخيل الحرية والاستقرار والانتصار الذي ستشعر به لو تخلصت من أسر هذه العادة! هذا يستحق أن تضحي بـ 40 يومًا من أجل سنين قادمة من الحرية من سجن العادة، فالعادة فعلاً سجن!
هذه الأفكار غير المنطقية تسمى (Cognitive Distortions) التشويه المعرفي أو التشوه الإدراكي. وهي عادة تكون موجودة ككود أساسي يؤدي إلى المشكلة التي أنت فيها، أهم خمسة أنواع من الـ (C.D) هي: ١. التعميم: وهو تعميم المشكلة في حياتك، إذا كان هناك مشكلة في العمل، فتجعلها تؤثر في المنزل والأصدقاء والصحة. ٢. التضخيم: توجد مشكلة حجمها 1/10 فتتعامل معها، وكأنها مصيبة حجمها 10/10. ٣. التشخيص: شخصنة كل مشكلة واعتبارها هجومًا عليك شخصيًّا دون فهم أن أغلب المشكلات ليست شخصية، ولكن بسبب أن كل شخص يريد مصلحته في النهاية. ٤. التطويل: اعتقاد أن المشكلة تدوم إلى الأبد، ولن تنتهي، وهذا يزيد من الألم ومن صعوبة
...more
الألم هو حالة يشعر فيها الإنسان بانعدام الرغبة في عمل أي شيء (ما له نفس لأي شيء) في هذه اللحظات تهجم العادات السيئة، ومن الألم يخرج الإدمان، وعادة يلجأ الإنسان لإدمانه لتغطية شعوره بالألم؛ لذلك من الضروري أن يكون لديك بدائل.
فالمهم ضع لنفسك من الآن خطة واضحة ومكتوبة للتعامل مع هجمة الألم القادمة.
الدعاء هو المنشط كأنك أخذت فيتامينات ومنشطات تقوي عملك. وهناك عادات سيئة لا يمكن لك التغلب عليها وحدك، مهما كانت لديك أسلحة، وعون الله وتوفيقه أساسيٌّ.
أي إنسان يستطيع أن يصوم ولكن الحكيم هو مَن يعرف كيف يفطر!!!
قالوا: القائد المحنّك هو من يعرف كيف يختار المعارك التي يقبل الخسارة فيها من أجل الانتصار في الحرب الكبرى.
اختيار المعارك في حربك الداخلية أمر مهم جدًّا، فلا تتوقع أنك ستنتصر دائمًا وفي كل معركة. عيوبك المختلفة هي معاركك المختلفة، وعليك تقبل بعض العيوب في فترة من أجل تركيز طاقتك على عيب معين تريد القضاء عليه.
تلزم نفسك بتاريخ واضح لاتخاذ القرار. قد يكون بعد أيام أو أسابيع. المهم حدِّد تاريخًا.
ضع كل الخيارات الممكنة. أحيانًا خيار جديد قد يأتي من توليفة لعدة خيارات مندمجة سويًّا فتكوِّن خيارًا جديدًا.
التقييم: اكتب كل الإيجابيات والسلبيات لكل خيار. وضع بجوار كل إيجابية درجة من عشرة بالزائد. وبجوار كل سلبية درجة من عشرة بالسالب. الدرجة تعتمد على مدى أهمية هذه الإيجابية أو السلبية لك. ثم اجمع درجات الإيجابيات، واطرحها من درجات السلبيات لكل خيار لتنتهي بدرجة واحدة لكل خيار.
الاستشارة: اعرض نتائجك على خبير أو حكيم تثق برأيه وتناقش معه في الأمر.

