More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
الأمر لله فى السماء ولأبى فى الأرض وسوف نرى ماذا يكون رأيه غدا..
ترى أهذا هو الحب؟!.. يمكن!.. ألم يقولوا عنه: «الحب كبش فى قلبى.. قربت أروح منه طوكر».
لا يخفى شىء وإن طال كتمانه،
فى الجو شىء.. إن الفرح يشم كالروائح الزكية.
لا بأس بوجهى الآن، وجه مقبول «ثم رافعة راحتها».. أما على هذه الحال فربنا وحده المنجى!
ليست العروس أنفا فحسب، هناك العينان والشعر الطويل، والدم الخفيف!
الناس لا ترى إلا العيوب.
لو كان العريس أعمى ما عملت حسابًا لشىء.. وإنى أرضى به فى تلك الحال ولو كان شيخا من شيوخ الأزهر. ـ وماذا يعيب شيوخ الأزهر!.. أليس منهم من خيراته كالبحر؟!
أنت يا أبلة الآن كالعروس التى يشتريها بابا فى مولد النبى.
ـ تناسى أنفك ولو الليلة على الأقل، إن الأنف ـ كالدمل ـ يضخم بالدأب على التفكير فيه!
أية جلسة هذه التى قضى علىَّ بها!.. تصورى نفسك فى مكانى، بين نسوة غريبات لا تدرين أى خُلق خُلقهن ولا أى أصل أصلهن، وهل جئن بنية صادقة أو لمجرد الفرجة والتسلية، وماذا يكون من أمرى لو كن عيَّابات شتَّامات (ثم ضاحكة ضحكة مقتضبة) مثلى مثلا.. هه؟ وماذا بوسعى إلا أن أجلس بينهن فى أدب واستسلام أتلقى نظراتهن من اليمين والشمال، ومن الأمام والخلف، وأصدع بأمرهن بلا أدنى تردد، إذا طلبن قياما قمت، أو مشيا مشيت أو كلاما تكلمت حتى لا يفوتهن شىء من جلوسى وقيامى وصمتى وكلامى وأعضائى وقسماتى، وعلينا بعد هذه «البهدلة» كلها أن نتــودد إليهن ونطرى لطفهن، وكرمهن، ثم لا ندرى بعد ذلك أنفوز بالرضى أو نفوز بالغضب، أف..
...more
أستغفر الله العظيم، لك فى كل شىء حكمة.
هذا تعسف ظالم لا مبرر له من عقل أو حكمة، ألا يعرف الرجال أشياء كثيرة عن نساء مخدرات عن طريق الفضليات من قريباتهم اللاتى لا يقصدن بحديثهن إلا الجمع بين رجل وامرأة فى الحلال.
فليس من العدل أن يحملكم حظ عاثر على كسر حظ سعيد!
الزواج مصير كل حى، ومن لم تتزوج اليوم فستتزوج غدًا.
ما أنت إلا امرأة، وكل امرأة ناقصة عقل، والزواج خاصة يفتنكن عن الرشاد، فلعلك.
بل لن تنتقل ابنتى إلى بيت رجل إلا إذا ثبت لدى أن دافعه الأول إلى الزواج منها هو رغبته الخاصة فى مصاهرتى أنا.. أنا.. أنا..
الحظ غيب لا يعلمه إلا الله، ولعل الله يدخر للمتأخر حظا أوفر من المتقدم.
الزواج مصير كل حى.. لا تخافوا.. ولا تجزعوا..
ما أكثف الظلمة تجىء عقب النور الباهر، فى تلك الحال لا يقتصر الألم على الظلمة الراهنة، ولكنه يضاعف مرات ومرات بالحسرة على النور الذاهب وتسائل نفسها إذا كان ثمة نور أمكن أن يضىء مليا فلماذا لم يواصل الضياء، لماذا يخبو، لماذا خبا،
الحسرة الكاوية لا تنفك يتنازعها اليأس المستقر فى الأعماق والآمال المتطايرة فى الهواء كلما تطاير منها شعاع الأمل المتطاير، ثم تعود فتستقر فى الأعماق، ثم تطفو مرة أخرى، وثالثة، حتى تأوى إلى مستقرها ـ وقد ودعت النفس آخر آمالها ـ فلا تغادره إلى الأبد، انتهى كأن لم يكن، لا سبيل إليه أبدًا، ما أهون الأمر عليهم، عالجوه كما يعالجون أمور يومهم العادية مثل ماذا نأكل غدًا، أو حلمت ليلة أمس حلما غريبا، أو رائحة الياسمين تملأ جو السطح، كلمة من هنا.. كلمة من هناك.. واقتراح يعلن ورأى يبسط، فى هدوء وحلم غريبين، ثم تعزية باسمة، وتشجيع كأنه الدعابة.
ذلك الحب الكامن يثار بالإشارة تجيئه من الخارج عفوًا أو قصدًا كما يثار الجرح أو الدمل باللمــس والشك،
دعى الأمر لله، وحسبك ما قاسيت فى يومك من آلام ومخاوف.
التجربة علَّمته بأنه أحيانا ما يكون السبيل خير السبيل للدفاع عن النفس هو الهجوم عليها وأن الاعتراف بالذنب يغرى بالصفح بقدر ما يغرى الدفاع عنه بالغضب،
الحمد لله على كل حال، ربنا يجعل العواقب سليمة..
ما دام الله لم يرزقنى رجالا فليهبنى الصبر.
حزن الرجال غير حزن النساء، وذهاب الرجل إلى سهرته لا يتنافى مع حزنه، بل لعل التفريج عن نفسه واجب عليه ليتسنى له مواصلة حياته الشاقة».
يقع للإنسان أحيانا أن يخلق مشكلة وهمية يلوذ بها من مشكلة راهنة يشق عليه فضها..
سبحانك يا رب.. الناس تكبر تعقل ونحن نكبر نتهور،
أى شىء أغراك بعصيانه بعد ذاك العمر الطويل من الطاعة العمياء؟!..
ولكنه رجل، ولن يخلو رجل من عيوب تخفى عين الشمس..
فثمة عادة أخرى مما حافظت عليه جديرة بأن تزين الشباب، وبأن تضفى على الشيخوخة جلالا، تلك هى العبادة.
إن الله يرعاك دائما برحمته، اذكرى عهد الوباء لا أرجعه الله وكيف نجاك الله من شره
أليس الله حافظك وراعيك؟!
نحن الآن لا بيت لنا، ولن يكون لنا بيت حتى تعودى إليه.
هذا الحبيب الذى لا يفوق حبه لها إلا حبها له،
«لا يجدى التكلم فيما كان ولكن ينبغى أن نتساءل عما سيكون»،
ولعل حالهم المتوترة نفسها مما هيأهم لقبول الابتسام كمسكن وقتى للتوتر والألم كما يحدث للنفوس أحيانًا عند اشتداد الحزن من الاستسلام للطرب لأتفه الأسباب على سبيل التخفيف عن حال بأضدادها،
فالفرار من أسلم السبل الممكنة كمن يقع فى مأزق حرج وتعوزه الحجة فى الدفاع عنه فيلجأ إلى المزاح ليمهد لنفسه مفرًّا فى ضجة من السرور بدلا من الشماتة والازدراء
النجاة لم تعفهم من إحساس بالذنب، بل لعلها كانت أول دافع إليه، حيث أن الإنسان ركز تفكيره فى النجاة عند الخطر حتى إذا ظفر بالنجاة عاد ضميره يناوشه، كالجسم الذى يستنفد حيويته كلها فى العضو المريض حتى إذا ما استرد صحته توزعت حيويته بالتساوى على الأعضاء التى أهملت إلى حين،
«الصديق ود دائم والعشيقة هوى عابر»،
تيزة حرم المرحوم شوكت تريد مقابلة حضرتك.
من يعش ير،
«ظننت بادئ الأمر أنها خرجت فى زيارة فدققت صدرى بيدى دهشة وقلت ماذا حدث للدنيا؟!.. وكيف سمح لها السيد بالخروج مستهينًا بالشرائع الإلهية والقوانين البشرية والفرمانات العثمانية!». بيد أنها سرعان ما عرفت الحقيقة كلها «فثبت إلى رشدى وقلت الحمد لله الدنيا بخير، هذا حقا هو السيد، وهذا أقل ما ينتظر منه»
ذاك؟.. دع ما لله لله وهو أرحم الراحمين.
يوم تقع أمور كهذه دون أن تربك أحدًا، إن الله يكره من عبده العناد والمكابرة، اقبل رجائى وتوكل على الله، لا ترفض يدى فإنى ما مددتها إلى أحد قبلك.
وقامت فقام السيد ليودعها، لم يكن يتوقع إلا كلمة توديع وتحية، ولكنها أبت إلا أن تذكره بوصاياها جملة. كأنما خافت أن يفوته شىء منها فأعادتها تفصيلا، وما يدرى ـ أو تدرى ـ إلا وهى ترجع لتأييد بعض آرائها وتوكيد البعض الآخر، ثم غلبها تداعى الأفكار فاسترسلت فيه بلا ممانعة حتى أعادت على مسمعه جل ما قالت عن الخطبة، وإلى هذا كله لم تشأ أن تنهى ذاك الحديث دون أن تودع حديث الأم المبعدة بكلمة أو كلمتين أو ثلاث وإذا بتداعى الأفكار يغلبها مرة أخرى فتسترسل فيه حتى كاد الرجل يفقد أعصابه، ثم أوشك أن يضحك فى النهاية وهى تقول له: «لا يجوز أن آخذ منك أكثر مما أخذت».
حقا إنه ككثير من الأعيان لا عمل له،
الأم غريبة ما ابتعدت عن أبنائها، غريبة ولو حلَّت فى البيت الذى ولدت فيه.
رضى الله عنه، إنه شهيد يحب الشهداء.