أزمتي مع الوسطية

دائما ما احسست بالغربة بين من حولي
لم اجد يوما طرفا يرضيني لانتمي اليه او ايدولوجية تقنعني لاعتنقها
لم اجد نفسي مع البنات الروشة والمكياج والخروجات والانفتاح الزائد عن الحياة لم استطع ولم اشعر بانهم يشبهونني يوما او اشبههم انا
كما لم اجد نفسي بين من هم اصوليين او متدينيين لا يشغل بالهم الا الدين وصالحه والنقاب ووالاندلس وفلسطين
ايضا لم استطع ان اكون منهم ولا استطيع ان امثل لاكون شخصا اخر
لم استطع ان اجبر اهتماماتي على ان تنحصر في العريس والمسلسلات التركي والطبخ والبيت والكلام على الناس ككثير من البنات ولم استطع ان اكون مفيدة حقا او افعل شئ له قيمة ما او اترجم ايا من افكاري الى واقع
لم استطع ان اختار طرفا سياسيا اقف بجواره وانا مرتاحة الضمير وادافع عنه بكل ما املك لم اجد من يستحق ذلك
لم اجد ابدا راحه الركون لجانب ما لتتونس بمن يشابهونك في اعتناقه وتجد لنفسك هدفا في الحياة هو الدفاع عن ذلك الجانب لثقتك به
لم يحز احدا على ثقتي بل خاب املي فيهم جميعا عندما حاولت ان اثق بهم في بعض المواقف
حتى في الكتب
لم اكن مما يرون الادب الروائي هو افضل ما في الادب ولم اكن مما يرونه تفاهة محضة
لم اكن ممن يهاجمون التفاهات دوما فبعض التفاهات تعجبني ولم استطع يوما ان اهاجم شيئا عميقا لمجرد كونه معقدا بالنسبة لي فانا اعلم كم هو قيم حتى لو لم افهمه
حتى في مراجعاتي عن الكتب لم استطع ان اكون ممن يكونوا قاسيين تماما يقولون الحقيقة بلا تجميل ولم استطع ان اكون ممن يجاملون من لا يستحق المجاملة
ويمدحون من لا يستحق المدح
حاولت ان اكون ساداتية فلم استطع حاولت ان اكون ناصرية فلم اقدر
ربما الشئ الذي لا اقبل فيه حل وسط هو كوني مسلمة مصرية اهلاوية :D
لكن في باقي الاشياء فأنا كمن غنى على السلم لا سمعني من فوقي ولا راّني من تحتي :D
بقلمي
نرمين الشامي