يكتبون حسب الموضة، إن مالت الريح يمينا مالوا معها وإن انعطفت شمالا تبعوها. حروفهم العام الفائت تخاصم سطورهم هذا العام وما حبروه هذه السنة لا يشبه حبره حبر العام الماضي.
كانوا يشتمون تركيا واحتضنوها، كرهوا الإخوان وهم يحذرون من السيسي الآن وكل صورة رسموها مسحوها وكل ما مسحوه يعيدون بعثه.
السياسة الحكيمة سابقا صارت ضعيفة، رموزها موضع السؤال والخط الجديد حكمة أعجزت الحكماء. لا يثبتون ولا يبين موقفهم ولهم كل ليلة قمر جديد.
كأني بهم يستغبون القارئ ويحطون من وعي المواطن. همهم صورهم وحجم محافظهم، لا يقرؤون أنفسهم حتى يتداروا ولا يحسنون قراءة غيرهم أو فض صفحة كتاب، اي كتاب.
مهين أن يتصدر مثل هؤلاء مشهد الرأي في دولة.
محزن أن لا تجد من يعريهم.
باعث على الخوف على مستقبل البلد استمرارهم واستمرار النسق الذي صنعهم.
أصواتهم عالية وهمتهم لا تضعف.
يوما ما سيقرأنا جيل يتخلق الآن، سيسأل في دهشة:
كيف كان يعيش هؤلاء الناس، أين كانت عقولهم؟
Published on May 09, 2015 04:56