تعليقة.. الدقائق العشر

ذهبنا الى احتفال العيد
بمواقف ملعب الملز
تلك السنة
بدايات نشر الاحتفال بالعيد
و قبل ان تكون له مواقع كثيرة في الرياض
كما هو الحال الآن

كان همنا حضور فرقة الدواسر
و كان هم الكثيرين
سمعنا أن حضورها تكتنفه مصاعب عديدة
لكن لما اصبحنا هناك
رأينا و رأى الناس الفرقة تتجهز هناك
بجانب سياراتها و طيرانها
و يا خسارة التجهز و الخبة

أنا كنت قد حضرت طقاً قبلها
على مرات متفرقة
تفرجت على طق مخيمات شباب
و بعض العروض التلفزيونية
لكن بمستوى فرقة الدواسر
لم أحضر من قبل

توالت فقرات الاحتفال
و الشرهان على بداياته سولف و القى اشعار
و لجلجت المسابقات المفتعلة
على الحضور
و أكل الناس و شربوا
و الفرقة عليها عين
دائماً
و كأن شيئاً يدور في الخفاء

بعد الهمس و الانتظار الطويل
قامت الفرقة بتثاقل واضح
و انعقدت حلقتها
و صفت الطيران المحمية على جانب
و بدأنا الاصطفاف
وقوفاً في البدء حتى غطى بعضنا على بعض
فلم نعد نرى
ثم جاءت توجيهات حاسمة من الدواسر
اجلسوا اجلسوا
فتقرفصنا كل ٌ في مكانه الذي وصل اليه
و تكونت حلقة مهيبة مطيعة
تحف بالفرقة
و تستطيع رؤية الواقف
و بشئ من التويقف
ترى اطراف الطيران
و الأكف المسمرة تصعصعها

و من البدء
منذ أول آوااا و
قبل الطق و قبل ان ننتبه انهم بدأوا
انتصب احدهم فجأةً من الجهة المقابلة
و دفعه الجمهور كالموج الى الوسط
متهزهزاً بآليةٍ كريهة
كونه ليس من طقٍ يبررها
و تعالى الهرج
و استمر الصائح في صياحه
آواااااااا آآآواوااا
فانطرح ثان وثالث
يقف المتقرفص فجأةً
فتدفعه الحشود آلياً الى الوسط
حيث ما يفترض انه حلبة الرقص
فيما لا يتعدى دائرةً قطرها مترين
في تلك الزحمة

و صار المنطرحون من الصوت في حال صعبة
حيث ان الطق لم يبدأ بعد
و هم يتطوحون كالزومبي
تطوحات غريبة
و بدأنا نلاحظ همهماتٍ بين منظمي الحفل و أفراد الفرقة
غضباً ربما من التسبب في تطوح هؤلاء المتطوحين
و سعت تعليقات من نوع
قايلين لهم ترى ممنوع زيران
هذي حفلة رسمية
و عوايل و أطفال حاضرين

فجأةً
حسم آمر الفرقة
الموجود في مكانٍ ما لا نراه
أمره
و بزعل كما أحسست
و رفعت الطيران و طرقعت عالياً
و انطرح اثنان من كل جهة تقريباً
و فوجئت و انا انظر الى البعيد بطريحٍ لم أكن منتبهاً له
وقف فجأةً بجواري و تلاقفته الأيدي تدفعه
و عصفت بالحاضرين الشكوك و الدهشة
و وزعت الاتهامات
نصابين ذولا
وييين اصلاً ما بعد بدوا
و لم تمض دقائق معدودة حتى أقبل مقاتلٌ شرس من المنظمين يخترق الصفوف
و أوقف الطق بقسوة و بحدة بالغة
و ارتفع الهرج و المرج
و وقف الناس و لم نعد نرى
و لا أدري ما آل اليه مصير الزومبي المعلقين

قال البعض
سروهم سروهم لا تخلونهم معلقين
ثبتت في ذاكرتي تلك الكلمة
و قال آخرون يا دفقة ما تمت
و استاء كثيرون
و بحث البعض عن المتطوحين المعلقين
و لم يكن البحث عن شئ
في تلك الزحمة
أمراً سهلاً

اما انا فقد وضع الحظ في طريقي للعودة الى سيارتي ولداً صغيراً اسود
لا يتعدى العاشرة
مغمىً عليه على الارض المفروشة بالزل الاحمر
و إثنان او ثلاثة
يقفون حول رأسه باستخفاف و يحاولون ايقاظه
اذكر الله
قل لا اله الا الله
فيك شي؟
قم قم خلصوا ما عاد فيه طق
و لكن من الخلف بعيداً بعض الشئ
أتاني صوت مناديهم
أحد الدواسر المطرودين ينادي
و كأنه صوت الضمير
سروا سروا سروا
و ألفاظ اخرى متلاحقة لم اتبينها
يدور باحثاً عن مثل هذا المتطوح الصغير
و لما رآنا اقترب بعض الشئ
و صاح قريباً من الولد
سروا سروا سروا
ثم ابتعد يبحث عن آخرين
و كأنه منقذٌ يبحث عن الضحايا
في تلك الليلة الكارثة
و بت انتظر لدقائق قريباً من الولد
الذي بدأ يفتح عينيه
الحمراوين كالبنجر
و يبتسم بخجل لما رأى التجمع حوله
ثم يقوم
بثوب عيده الابيض اللماع
و يمضي
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 10, 2013 03:40 Tags: الزومبي-العيد-الطق-فرقة-الدواسر
No comments have been added yet.


اكتشاف النسكافيه

عبدون
لا نستطيع الحياة بدون الماء
او بشئ مما يمضغ
او من "التكاثر " او التعذر به
و ربما او بحائط خلف ظهورنا يشعرنا بالأمان
أو وهيمات نتعلق بها
أو شيئأ من اعتداد
و ربما ينفلب الى تذلل نستخدمه وقت الحاجة
و لكن أتعرف
س
...more
Follow عبدون's blog with rss.