شارع التلفزيون

مرينا بمحطات كثيرة على طاري المنتديات
و جميعها تقريبا أغلقت
و بشكل دراماتيكي غامض
و اتضح لي لاحقاً
و الله فيما بعد
ان الجميع كان يعرف انها منتديات كذا و كذا
الا انا
و اتضح لي ايضاً لاحقاً
ان هذا ديدني في جميع اموري
طوال حياتي

منتدى ايلاف
أغلقه صاحب ايلاف العمير
بعد تمام السنة على بدء ركضنا فيه
كنت لا أعرف انني اصاحب المتحررين
المنفتحين
العلمانيين ان شئت
بمنتهى السذاجة كنت لا أعرف عن منتديات المتشددين شيئاً يذكر
على الاقل لم اكن اعرف انهم هم الأكثر
و الأفعل و الأساس
و أننا نحن الاستثناء
اتكلم عن مواقع مثل الساحات و ما شابهها

بعد ان أطلق العمير عصافيره الساذجة
من محمية ايلاف
تخالفنا و اضطربنا
و بان لي عندئذٍ ضعفنا و قلتنا
و ظهرت مواقع هنا و هناك
بعضها موجود و الآخر استحدث
الطومار و النوارس او شيئاً من ذلك
و كان هناك موقع جسد الثقافة

بعدها بفترة تجمع الايلافيون في دار الندوة
قيل لي لاحقاً ان تركي الدخيل هو منشئها
و انه منشئ منتدى ايلاف ايضاً ان كنت جزعاً
كما يقولون
و انكم ايها الانفتاحيون المعتدلون
في النت تلك الايام
مجرد عدة البر في ونيت الدخيل الدبل
ينزلها كلما وجد شيئاً من ذرى و هدوء
ثم يحميها في صندوقه اذا استشعر امراً
ثم أغلقوا دار الندوة

كنا نعود لجسد الثقافة
الذي هو أيضاً للدخيل كما هو معروف
كلما لم نجد غيره
لا أدري لماذا هذا الزهد
هل للشخصية التي ارادها له صاحبه
شخصية القناة الاولى
او جريدة الجزيرة
مثلاً؟
و كنا اذا انفتح منتدى
او موقع تابع لجريدة
او قناة
تنادى البصابيص فيما بينهم
و انا ارى الآن اننا كنا اقل من البصابيص
لكن وقتها ويهيييه
قادة التنوير و المجتمع الطليعي

و فتح منتدى طوى ثم أغلق
في الوقت الذي فقدت فيه سذاجتي الجميلة
و بدأت اسأل و اناقش
و اتساءل و اتشائل
و لم يبق من كل المواقع التي ذكرت
سلم من الاغلاق
الا موقع جسد الثقافة
الذي ذكرت انه يمثل شيئاً محافظاً كريهاً
على كل المستويات

طبعاً نتكلم هنا عن الجماعة
العزوة و الرفقة
المنتديات تنامت و تكاثرت كالبكتريا
لكن أي خطوة للمشاركة و الانسجام بعيداً عمن بدأت معهم
او بعضهم على الاقل
تفشل

و في فترة مبكرة كنت قد تركت متابعة المنتديات الطليعية الوهمية هذه
و تفرغت بهوس لموقعي و نشر كتبي
و بنفسي و توزيعها و تسويقها
و طرأت خلال تلك المرحلة
2006 تقريبا
فكرة شارع التلفزيون

كانت المنتديات بشكل عام لا زالت ذات شأن
و لم يظهر التويتر و الفيس بوك بوضوحٍ بعد
و كانت فكرة شارع التلفزيون
الركن البعيد الهادي
بلا قيود
و لا طموحات عالية
و كانت المهزلة
المضحكة
لكن في ظل الاحباط و فشل غيرها
كان فيها شئ من المتعة

أولاً من ناحية الادارة
كان عمود الفكرة عدم وجود اشراف
نهائياً
و كان من الممكن ان ينجح الامر
كون معظم الاعضاء هم من اصدقاء موقع عبدون
و اصدقائهم
لكن تتابعت المهاترات بشكل مزعج
و اكتشفت ان معظم الاعضاء
و العضوات طبعاً
يريدون استحداث الاشراف
ليصبحوا مشرفين و مشرفات
و لما زادت المهاترات
قررت
مع اخي فيصل و هو الزعيم الفني لذاك المنتدى
و لموقع عبدون قبل ذلك
ان نطلب من زعماء الشغب انذاك
تولي الاشراف

ههههه لا بأس بشئ من السياسة العربية
لكن لما توليا الأمر
و كانا عضواً صديقاً لأخي فيصل
و عضوةً صديقة قديمة لموقع عبدون
انحطا بالأمر
باغاظة بعضهما
الى درجة ان صار كل منهما يحذف من مشاركات الآخر
ثم الغيا مشاركات و مواضيع بعضهما
ثم كادا ان يوقفا بعضهما لو كان ذلك ممكناً

انا لا زلت افكر بأن ذينك العضوين احبا بعضهما حباً عنيفاً جارفاً
فالحب وحده
بين الجنسين
يحدث مثل تلك الحرب
و سلمت أخيراً باستحالة استمرار الوضع
فأعدنا الأمور من جديد الى الفوضى
و لكن على الاقل دون أسلحة في ايديهم

كل ذلك لم يكن الأمر
كان صديق لي مقرب يخادعني
في أمرٍ يتوقع انه من حقه المخادعة فيه
التقرب من اي عضوة جديدة
او حتى قديمة
بالرسائل الخاصة
و بالترغيب و الترهيب
و كانت الامور مستورة بشكل او بآخر
حتى اشتكته علناً احدى المتحرش بهن
و تكلمنا بالموضوع
في أحد المقاهي النائية على طريق الحاير
و استاء من تدخلي ضده
و رغم أهمية بقاء المنتدى عندي
فقد عقدت العزم على ألا يؤثر على صداقتنا
و أبقينا الأمر متأرجحاً
فلا انا رضيت بتحركاته السرية
التي تسئ لي مثل ما تسئ له
و لا هو أقر بالخطأ

بعدها بدأت حروب
و شانت الأنفس
و تعرضت للمرة الاولى على النت لتهديدات
و كنت اعرف لاحقاً ان الشر
لا يأتيك الا ممن تعرف
متخفياً
و انسدت نفسي عن المنتدى و لكن دون اغلاقه
و استمر سنتين او ثلاثاً بدون معنى
و صار مصدراً لتعليقاتنا و نكاتنا
عن الموات المريح الذي يرفل فيه
و محاولات ذلك الصديق نفسه
لانعاش المنتدى
بتقمص شخصيات متعددة
و طرح المواضيع و التفاعل معها لوحده
و عددنا له اكثر من اثني عشر شخصيةً تقمصها
خلال تلك الفترات

انا سبق ان تعرضت للصدام مع مشرفي المنتديات
فبعد تجربة شارع التلفزيون
قد لا اعذرهم على فرض الاتجاه الواحد
لكنني حتماً ادركت
بعدما مشيت شارع التلفزيون
صعوبة ادارة المنتديات
و بالذات التعامل مع المهاترات
و التحرشات
و ما يسببه موانة الاصدقاء بالذات
و بالتحديد اعتذر لكل من أشرف على كتابتي يوماً في اي منتدى
و هذه هي سالفة
شارع التلفزيون