القمر المكتمل.. اللعين
الامريكان لا يتكلمون لغة
في الهند نتكلم انغليزي عشرة اضعاف ما يتكلم الامريكان
قال ذلك و هو يكاد يعض لسانه حماسةً في خلط المشروب الذي كان يعده لي
هناك احصائية تقول ان عدد المفردات التي يستخدمها الامريكي لا يتجاوز الثلاثمائة مفردة
لم يتوقف الشاب الهندي الأنيق و لكن الثرثار بدرجة متعبة عن الخلط
الامريكان في الاعمال لا يتحدثون
فقط يتبادلون من تلك الجمل المعلبة
كان الآن يصب الماء المغلي للمرة الأخيرة
و يقدم لي خلطته السحرية
كذبت عيني و انا افكر
هذا شاي حليب عدني يابن الحلال
ساعة يخلط
و اسمٍ هذاك طوله
و آخرتها شاي عدني
و بعد ان امسكت بالكوب و نويت تذوقه بحذر
و ربما رعب
من نظرات الرفيق الهندي المتحمس و هو يوجه بلا انقطاع
انتبه للحرارة
انفخ
انفخ و اشفط
لا تبال بالصوت فنحن الهنود نتلذذ بصوت الرشف هاهاها
انتبه من ال
و شفطت بعد اللعن و التلعين
و اذا هو فعلاً مجرد شاي عدني
الفارق الوحيدالذي منعني من اكماله
كان شيئاً من النكهة الكريهة في الحليب
لكنني جاملته بالطبع
اللاااه
ما ألذ هذا ال
بتيل ماسالاسوسوتاي
او اياً ما كان اسمه الطويل
كنا في شقة هوكايتو
التي يتشاركها معها الهندي
هو متخصص في ادارة الاعمال كما قال لي
بينما هوكايتو اليابانية العجيبة
فزميلتنا في صف الكتابة الابداعية
في نفس الجامعة
و كانت ازعجتنا طوال الاسبوع الماضي
بتذكيرنا لحضور عيد ميلادها في آخر الاسبوع
كانت تذكرك بالحضور
ثم تعيد نفس اللزمة التي لا بد انها حضرتها طويلاً: و طبعاً تعرف
انني لا يجب ان اطلب منك هدية
يجب عليك ان تتذكر ذلك بنفسك
مبتسمةً ببلاهة عبقرية
بلاهة تلك الفتاة و سذاجتها كانتا مضرب المثل بين زملاء الصف
و لم يكن يشفع لتلك البلاهة شئ من حسن
و لو لم يكن شريكها هذا الهندي مستغنياً بثرثرته كما هو واضح
عن الدنيا و من فيها
لما استطاع تحمل مشاركتها نفس الشقة
لكنني قد حضرت وحدي الى هذه الحفلة
كما يبدو
دخلت و وجدت امامي هذين الاثنين
لم استطع اقناع احدٍ ليأتي معي الى هنا
و لم يف احدٌ بوعده في الحضور لاحقاً
يبدو انني تورطت
و بدأت بي التخاطيط اللاشعورية للهرب
و صرت اعاني من صعوبة التنفس تدريجياً
فبلاهة هوكايتو غطى عليها
و بمراحل
الهندي الثرثار
و صرت اتهاوى بينهما
و لكن قبيل قراري النهائي بالهرب
بعد ساعةٍ من مجيئي تقريباً
طرق الباب
و استعاد الهواء شيئاً من فاعليته اخيراً معي
و حتى الهندي ابتهج و قال
لا بد انهما زميلاي اللذين دعوتهما
طبعاً
فالوحيدين اللذين لبيا الدعوة غيري
لبياها لأنهما لا يعرفان هوكايتو
و ذهب و فتح الباب
و كانا شخصين
فتى و فتاة
استقبلهما ابو هنود و ادخلهما
و منذ اللحظات الاولى اشتبك الفتى
الثرثار كزميله
في حوار متشابكٍ طويل
لا يرجى برؤه
فيما حظيت انا بالفتاة
فلم تكن هوكايتو
المضيفة و صاحبة الميلاد
ممن يعد حاضراً
نعنش الوضع الجديد الحفلة
الفتاة لم تكن باهرة الحسن
لكن ناعمة
اوروبية ناعمة قالت انها من البرتغال
و كانت زميلةً للشابين في تخصص ادارة الاعمال
لكن لما عرفت بمجال دراستنا
هو كايتو و انا في مجال الكتابة الابداعية
هامت و تأوهت
فهي كما قالت قارئة عاشقة للأدب
و عوالم الأدب هي خيارها الأول
و تحدثنا عن الأدب
و أمريكا
و العالم
و كيف ان اللغة الانغليزية الامريكية
تعكس الشخصية الامريكية
فهي موجزة حاسمة
قليلة التنوع
و لكن جذابة
و النص رشيق لكن محمل بالبهجة و الادهاش
و لا ادري كم من الزمن مر علينا في ذلك الحوار المنطلق
تشجعني عينيها الهائمتين الساحرتين
و سحر و غنى الموضوع الذي نتحدث به
و لم تنجح محاولات هوكايتو اليائسة
في الدخول في اجواءنا
كما لم تستطع دخول جو ذينك الهنديين الثائرين
و كانا قد دخلا في جدلٍ حماسي
مضحك لشدة حماسته
خصوصاً لما تحول مع الحماس الى لغةٍ هندية
فارتحنا و قل تشويشه علينا
و اكتفت هوكايدو بمتابعة تحضيرات العشاء
بعد ان نلنا وجبتنا
انفردنا و معنا مشروبنا جانباً
الفتاة البرتغالية و انا
و كان القمر بدراً يطل من النافذة
فرأت رفيقة البرتغال انه مما لا يليق
ان نظل في الشقة
في ليلةٍ مكتملة البدر كهذه
و كنت طبعاً ممن لا يعرف ان البدر مكتمل
لكنها رومانسيتها و سحرها
جعلتاني اؤمن على اعجابها بالبدر
و اتغزل بجماله
ثم فهمت بعد دقائق كأنها الدهر
دعوتها الضمنية للخروج
اقترحت ان نخرج الى مكانٍ جميل
للاستمتاع بصحبة البدر
و تذكرت مكاناً ساحراً يطل من الجبل
و ترى من تحته انوار المدينة الفاتنة
فانطلقنا بسيارتي اليه
كان قريباً غير بعيد
فوافقت على الذهاب اليه بحماس
و استأذنا لا ندري أأحد انتبه لاستئذاننا
و لا يهمنا
ركبنا العربة و مضت بنا بهدوءٍ الى الجبل
يحتضن الجبل هذه المدينة
بطريقةٍ تذكرني بجبل قاسيون
محتضناً دمشق
غير ان قاسيون جلف قاس
مليئة طريقه بالحفر و الحجارة
بينما على نقيضه تماماً كان طريقنا هذا
كان طريق الجبل الصاعد من بولدر
هانئاً ناعماً مشجراً
حنوناً
تحفه الجلسات الشاعرية الجميلة
لدى كل منعطف
و استمر بنا الطريق يهدهدنا
و صمتنا
فكان الصمت دندناتٍ عابثة
لرقصاتٍ متوهمةٍ خفية
و كان انبهار
و كان هناء
ثم قررنا التوقف
في أحد تلك الانعطافات المطلة على المدينة
و لدى نزولنا كان الجو رائقاً
فخماً
و انطلقت رفيقتي حال نزولها الى السياج
فاحتضنته
متطلعةً الى المدينة الصغيرة الانيقة تحتها
و ذهبت اليها بتردد
و منعت نفسي من احتضانها
في اللحظة الاخيرة
فوقفت بجانبها لدى السياج مرتعشاً
و وضعت يدها على يدي مرتعشةً هي الاخرى
ثم قالت: لنذهب الى هناك
و انطلقت كطفلة
و كان القمر بدراً فعلاً
و كنت اعاني في مثل تلك اللحظات
كان يبدأ دائماً عندي في مثل تلك اللحظات انهيار مفاجئ في المشاعر المحلقة الجميلة
بفعل دفق متلاحق شرس من الذئب الشبق بداخلي
اذاً فهذه الفتاة جاهزة الآن
هي لا تريد شيئاً في هذه اللحظات
سوى هجومك عليها و ارضائها
هيا لا تتردد
افعل شيئاً
لا تضيع الفرصة يا جبان
و يبدأ صراعٌ شرس
بين الاخلاص للرومانسية و المشاعر الهائمة
المتسامية اللذيذة
و بين ضغط الشبق
مع ما يصحب كلا الخيارين من التباس
من ترددٍ و خجلٍ و خوف
الحقيقة انه منذ ان تبدأ تلك اللحظة
لحظة الاستذئاب الذكورية لنسمها
تضيع المتعة الحقيقية بداخلي
و يبدأ بي صراع هو أقرب الى الثأر
واجب الدم
لكأن كتفي تحملان ارثاً ثقيلاً من الثأر
ثأر كريه لا اريده
لكنه واجب لا بد منه
ان تهاجم
تركب
و تزغرد
و حملتني قدماي بمشيةٍ
احسها تغيرت عن تلك التي نزلت بها من السيارة
متوجهاً اليها
و كانت اتجهت الى مقاعد خشبية طولية هناك
و كان وراء المقاعد طاولة طعام
كأنها مما يؤكل عليه الطعام و انت واقف
مرتفعة قليلاً
و كانت صاحبتي قد احلوت
و نبت لها جناحان
و مضت هائمةً تتقافز برشاقةٍ بين المقاعد و الطاولة و السياج
كانت ملئ برومانسية اللحظة
و القمر المكتمل اللعين
المطل علينا بجبروتٍ
لا يمكن مقاومته
و تعبت من مداراة المشاعر المحتضرة
هدني الضغط الذي لا يرحم
وقفت بغرابة بجانب الطاولة
و كأنني امشي و انا نائم
ابتسمت لها ثم أشرت الى الطاولة فالقمر
فأجابت بنظرةٍ منقادة عمياء
و أتت
و اشرت لها ان استلقي عل الطاولة
كي نتأمل القمر يعني
براحة اكثر
فطلعت و استلقت
على ظهرها
و لم تعد عيناي تتطلعان لتأمل القمر
بجانبها
ربما كان ذئبي يتطلع لان ترفع رجليها
لما وضعت يدي على الطاولة
لاستلقي بجانبها
فوجئت بلزوجةٍ مقرفة على يدي
و انطلقت منا اثنانا صيحة قرفٍ عظيمة
اووو اتز بيبسي
و كان المشروب الاسود الناشف يغطي كامل الطاولة
من وجبةٍ فوضويةٍ سابقة كما يبدو
تراجعت عن الطاولة
و انا ابحث بيأس عن ماء لغسل يدي الدبقة
بينما كانت مصيبة الفتاة اعظم
حين قفزت عن الطاولة
و قد تبخر ما برأسها من شياطين
و اخذت تدور على نفسها بجنون
لرؤية ما حل بثيابها من تلف
و بعد بعض التساؤلات البلهاء ادركنا
ان لا فرصة للتغسيل و لا يوجد ماء
و لما نوينا ركوب السيارة احترنا كيف نركب دون ان نتلف المقاعد
و تحول الجد الى هزل
او الهزل الى جد
لا ندري
و تقاربت الاسيجة و المقاعد و اظلمت
او تباعدت
و صارت الليلة لا تسع عرياناً
متدهناً بفازلين
في الهند نتكلم انغليزي عشرة اضعاف ما يتكلم الامريكان
قال ذلك و هو يكاد يعض لسانه حماسةً في خلط المشروب الذي كان يعده لي
هناك احصائية تقول ان عدد المفردات التي يستخدمها الامريكي لا يتجاوز الثلاثمائة مفردة
لم يتوقف الشاب الهندي الأنيق و لكن الثرثار بدرجة متعبة عن الخلط
الامريكان في الاعمال لا يتحدثون
فقط يتبادلون من تلك الجمل المعلبة
كان الآن يصب الماء المغلي للمرة الأخيرة
و يقدم لي خلطته السحرية
كذبت عيني و انا افكر
هذا شاي حليب عدني يابن الحلال
ساعة يخلط
و اسمٍ هذاك طوله
و آخرتها شاي عدني
و بعد ان امسكت بالكوب و نويت تذوقه بحذر
و ربما رعب
من نظرات الرفيق الهندي المتحمس و هو يوجه بلا انقطاع
انتبه للحرارة
انفخ
انفخ و اشفط
لا تبال بالصوت فنحن الهنود نتلذذ بصوت الرشف هاهاها
انتبه من ال
و شفطت بعد اللعن و التلعين
و اذا هو فعلاً مجرد شاي عدني
الفارق الوحيدالذي منعني من اكماله
كان شيئاً من النكهة الكريهة في الحليب
لكنني جاملته بالطبع
اللاااه
ما ألذ هذا ال
بتيل ماسالاسوسوتاي
او اياً ما كان اسمه الطويل
كنا في شقة هوكايتو
التي يتشاركها معها الهندي
هو متخصص في ادارة الاعمال كما قال لي
بينما هوكايتو اليابانية العجيبة
فزميلتنا في صف الكتابة الابداعية
في نفس الجامعة
و كانت ازعجتنا طوال الاسبوع الماضي
بتذكيرنا لحضور عيد ميلادها في آخر الاسبوع
كانت تذكرك بالحضور
ثم تعيد نفس اللزمة التي لا بد انها حضرتها طويلاً: و طبعاً تعرف
انني لا يجب ان اطلب منك هدية
يجب عليك ان تتذكر ذلك بنفسك
مبتسمةً ببلاهة عبقرية
بلاهة تلك الفتاة و سذاجتها كانتا مضرب المثل بين زملاء الصف
و لم يكن يشفع لتلك البلاهة شئ من حسن
و لو لم يكن شريكها هذا الهندي مستغنياً بثرثرته كما هو واضح
عن الدنيا و من فيها
لما استطاع تحمل مشاركتها نفس الشقة
لكنني قد حضرت وحدي الى هذه الحفلة
كما يبدو
دخلت و وجدت امامي هذين الاثنين
لم استطع اقناع احدٍ ليأتي معي الى هنا
و لم يف احدٌ بوعده في الحضور لاحقاً
يبدو انني تورطت
و بدأت بي التخاطيط اللاشعورية للهرب
و صرت اعاني من صعوبة التنفس تدريجياً
فبلاهة هوكايتو غطى عليها
و بمراحل
الهندي الثرثار
و صرت اتهاوى بينهما
و لكن قبيل قراري النهائي بالهرب
بعد ساعةٍ من مجيئي تقريباً
طرق الباب
و استعاد الهواء شيئاً من فاعليته اخيراً معي
و حتى الهندي ابتهج و قال
لا بد انهما زميلاي اللذين دعوتهما
طبعاً
فالوحيدين اللذين لبيا الدعوة غيري
لبياها لأنهما لا يعرفان هوكايتو
و ذهب و فتح الباب
و كانا شخصين
فتى و فتاة
استقبلهما ابو هنود و ادخلهما
و منذ اللحظات الاولى اشتبك الفتى
الثرثار كزميله
في حوار متشابكٍ طويل
لا يرجى برؤه
فيما حظيت انا بالفتاة
فلم تكن هوكايتو
المضيفة و صاحبة الميلاد
ممن يعد حاضراً
نعنش الوضع الجديد الحفلة
الفتاة لم تكن باهرة الحسن
لكن ناعمة
اوروبية ناعمة قالت انها من البرتغال
و كانت زميلةً للشابين في تخصص ادارة الاعمال
لكن لما عرفت بمجال دراستنا
هو كايتو و انا في مجال الكتابة الابداعية
هامت و تأوهت
فهي كما قالت قارئة عاشقة للأدب
و عوالم الأدب هي خيارها الأول
و تحدثنا عن الأدب
و أمريكا
و العالم
و كيف ان اللغة الانغليزية الامريكية
تعكس الشخصية الامريكية
فهي موجزة حاسمة
قليلة التنوع
و لكن جذابة
و النص رشيق لكن محمل بالبهجة و الادهاش
و لا ادري كم من الزمن مر علينا في ذلك الحوار المنطلق
تشجعني عينيها الهائمتين الساحرتين
و سحر و غنى الموضوع الذي نتحدث به
و لم تنجح محاولات هوكايتو اليائسة
في الدخول في اجواءنا
كما لم تستطع دخول جو ذينك الهنديين الثائرين
و كانا قد دخلا في جدلٍ حماسي
مضحك لشدة حماسته
خصوصاً لما تحول مع الحماس الى لغةٍ هندية
فارتحنا و قل تشويشه علينا
و اكتفت هوكايدو بمتابعة تحضيرات العشاء
بعد ان نلنا وجبتنا
انفردنا و معنا مشروبنا جانباً
الفتاة البرتغالية و انا
و كان القمر بدراً يطل من النافذة
فرأت رفيقة البرتغال انه مما لا يليق
ان نظل في الشقة
في ليلةٍ مكتملة البدر كهذه
و كنت طبعاً ممن لا يعرف ان البدر مكتمل
لكنها رومانسيتها و سحرها
جعلتاني اؤمن على اعجابها بالبدر
و اتغزل بجماله
ثم فهمت بعد دقائق كأنها الدهر
دعوتها الضمنية للخروج
اقترحت ان نخرج الى مكانٍ جميل
للاستمتاع بصحبة البدر
و تذكرت مكاناً ساحراً يطل من الجبل
و ترى من تحته انوار المدينة الفاتنة
فانطلقنا بسيارتي اليه
كان قريباً غير بعيد
فوافقت على الذهاب اليه بحماس
و استأذنا لا ندري أأحد انتبه لاستئذاننا
و لا يهمنا
ركبنا العربة و مضت بنا بهدوءٍ الى الجبل
يحتضن الجبل هذه المدينة
بطريقةٍ تذكرني بجبل قاسيون
محتضناً دمشق
غير ان قاسيون جلف قاس
مليئة طريقه بالحفر و الحجارة
بينما على نقيضه تماماً كان طريقنا هذا
كان طريق الجبل الصاعد من بولدر
هانئاً ناعماً مشجراً
حنوناً
تحفه الجلسات الشاعرية الجميلة
لدى كل منعطف
و استمر بنا الطريق يهدهدنا
و صمتنا
فكان الصمت دندناتٍ عابثة
لرقصاتٍ متوهمةٍ خفية
و كان انبهار
و كان هناء
ثم قررنا التوقف
في أحد تلك الانعطافات المطلة على المدينة
و لدى نزولنا كان الجو رائقاً
فخماً
و انطلقت رفيقتي حال نزولها الى السياج
فاحتضنته
متطلعةً الى المدينة الصغيرة الانيقة تحتها
و ذهبت اليها بتردد
و منعت نفسي من احتضانها
في اللحظة الاخيرة
فوقفت بجانبها لدى السياج مرتعشاً
و وضعت يدها على يدي مرتعشةً هي الاخرى
ثم قالت: لنذهب الى هناك
و انطلقت كطفلة
و كان القمر بدراً فعلاً
و كنت اعاني في مثل تلك اللحظات
كان يبدأ دائماً عندي في مثل تلك اللحظات انهيار مفاجئ في المشاعر المحلقة الجميلة
بفعل دفق متلاحق شرس من الذئب الشبق بداخلي
اذاً فهذه الفتاة جاهزة الآن
هي لا تريد شيئاً في هذه اللحظات
سوى هجومك عليها و ارضائها
هيا لا تتردد
افعل شيئاً
لا تضيع الفرصة يا جبان
و يبدأ صراعٌ شرس
بين الاخلاص للرومانسية و المشاعر الهائمة
المتسامية اللذيذة
و بين ضغط الشبق
مع ما يصحب كلا الخيارين من التباس
من ترددٍ و خجلٍ و خوف
الحقيقة انه منذ ان تبدأ تلك اللحظة
لحظة الاستذئاب الذكورية لنسمها
تضيع المتعة الحقيقية بداخلي
و يبدأ بي صراع هو أقرب الى الثأر
واجب الدم
لكأن كتفي تحملان ارثاً ثقيلاً من الثأر
ثأر كريه لا اريده
لكنه واجب لا بد منه
ان تهاجم
تركب
و تزغرد
و حملتني قدماي بمشيةٍ
احسها تغيرت عن تلك التي نزلت بها من السيارة
متوجهاً اليها
و كانت اتجهت الى مقاعد خشبية طولية هناك
و كان وراء المقاعد طاولة طعام
كأنها مما يؤكل عليه الطعام و انت واقف
مرتفعة قليلاً
و كانت صاحبتي قد احلوت
و نبت لها جناحان
و مضت هائمةً تتقافز برشاقةٍ بين المقاعد و الطاولة و السياج
كانت ملئ برومانسية اللحظة
و القمر المكتمل اللعين
المطل علينا بجبروتٍ
لا يمكن مقاومته
و تعبت من مداراة المشاعر المحتضرة
هدني الضغط الذي لا يرحم
وقفت بغرابة بجانب الطاولة
و كأنني امشي و انا نائم
ابتسمت لها ثم أشرت الى الطاولة فالقمر
فأجابت بنظرةٍ منقادة عمياء
و أتت
و اشرت لها ان استلقي عل الطاولة
كي نتأمل القمر يعني
براحة اكثر
فطلعت و استلقت
على ظهرها
و لم تعد عيناي تتطلعان لتأمل القمر
بجانبها
ربما كان ذئبي يتطلع لان ترفع رجليها
لما وضعت يدي على الطاولة
لاستلقي بجانبها
فوجئت بلزوجةٍ مقرفة على يدي
و انطلقت منا اثنانا صيحة قرفٍ عظيمة
اووو اتز بيبسي
و كان المشروب الاسود الناشف يغطي كامل الطاولة
من وجبةٍ فوضويةٍ سابقة كما يبدو
تراجعت عن الطاولة
و انا ابحث بيأس عن ماء لغسل يدي الدبقة
بينما كانت مصيبة الفتاة اعظم
حين قفزت عن الطاولة
و قد تبخر ما برأسها من شياطين
و اخذت تدور على نفسها بجنون
لرؤية ما حل بثيابها من تلف
و بعد بعض التساؤلات البلهاء ادركنا
ان لا فرصة للتغسيل و لا يوجد ماء
و لما نوينا ركوب السيارة احترنا كيف نركب دون ان نتلف المقاعد
و تحول الجد الى هزل
او الهزل الى جد
لا ندري
و تقاربت الاسيجة و المقاعد و اظلمت
او تباعدت
و صارت الليلة لا تسع عرياناً
متدهناً بفازلين
Published on November 04, 2013 01:13
•
Tags:
القمر-المرأة-اليابانية-الذئب
No comments have been added yet.
اكتشاف النسكافيه
لا نستطيع الحياة بدون الماء
او بشئ مما يمضغ
او من "التكاثر " او التعذر به
و ربما او بحائط خلف ظهورنا يشعرنا بالأمان
أو وهيمات نتعلق بها
أو شيئأ من اعتداد
و ربما ينفلب الى تذلل نستخدمه وقت الحاجة
و لكن أتعرف
س لا نستطيع الحياة بدون الماء
او بشئ مما يمضغ
او من "التكاثر " او التعذر به
و ربما او بحائط خلف ظهورنا يشعرنا بالأمان
أو وهيمات نتعلق بها
أو شيئأ من اعتداد
و ربما ينفلب الى تذلل نستخدمه وقت الحاجة
و لكن أتعرف
ستحتاج حياتنا بالتأكيد شيئأ
و لو بسيطا
من حق
صريح أهوج أبلج
نترك له مجالا احيانا
من باب التغيير
...more
او بشئ مما يمضغ
او من "التكاثر " او التعذر به
و ربما او بحائط خلف ظهورنا يشعرنا بالأمان
أو وهيمات نتعلق بها
أو شيئأ من اعتداد
و ربما ينفلب الى تذلل نستخدمه وقت الحاجة
و لكن أتعرف
س لا نستطيع الحياة بدون الماء
او بشئ مما يمضغ
او من "التكاثر " او التعذر به
و ربما او بحائط خلف ظهورنا يشعرنا بالأمان
أو وهيمات نتعلق بها
أو شيئأ من اعتداد
و ربما ينفلب الى تذلل نستخدمه وقت الحاجة
و لكن أتعرف
ستحتاج حياتنا بالتأكيد شيئأ
و لو بسيطا
من حق
صريح أهوج أبلج
نترك له مجالا احيانا
من باب التغيير
...more
- عبدون's profile
- 41 followers

