حميدان

نظرات ذلك الطفل الوسيم
الفضولية بعض الشئ
اخترقتني
كما اخترقت خياشيمي رائحة القهوة الدافئة
في عز البرد و الغربة
بولدر كولورادو
1999
و كان متعلقا بأصابعه على كاونتر المقهى
سلام عليكم
لم تكن فقط عربية لغته
و ملامحه
لكن حتى كانت نجدية قصيمية بحتة
ابتسمت بفرح و رديت السلام
و دار حوار سخيف لكن مدفئ في تلك الغربة
و كان اول عربي القاه
و بعد عدة اسئلة و أجوبة
كان لا بد من اهانة اعتداده بنفسه
كعادتنا مع الاطفال
بسؤاله: وين ابوك؟
و فعلاً كأنه تهاوى قليلاً و أشار:
هناك

كان ذلك تركي
ابن حميدان التركي
حميدان المشهور بين الطلبة آنذاك
طالب دراسات اللسانيات بجامعة كولورادو
ان لم تخني الذاكرة
و امير جماعة مسجد بولدر حيث يعيش
منذ سنوات

و لمحني حميدان
و استأذن من شخصين غريبي الاطوار
واحد شديد البياض و الاخر اسود
يلبسان كملابس الصحابة
كان يجالسهما
و جاء يسلم
و ينكت من اللحظة الاولى و يرفع الكلفة
بأدب و اشراق
كان أميراً فعلاً

عرفت من حميدان ان من يجالسهما هما
امير جماعة كذا و كذا
و الاخر امير جماعة كذا كذا
في ولايات اخرى ربما
نسيت
و كان يغير الموضوع دائماً تجاهي
متى جئت؟
هل شئ ينقصك؟
تريد روميت تسكن معه من ابناء الوطن؟
تريد ان أعرفك على المسجد قريبا من المقهى؟
و كنت اتهرب من كل ذلك
لكنه كان يلح
و رغم عدم رغبتي بتوثيق حياتي الدراسية
من بدايتها
بأصحاب الجماعات
فأنا كنت اعرفهم جيداً منذ الجامعة
لكن اذكر جيداً انني كنت اقول لنفسي
يا لطيبة هذا الرجل الشديدة
كيف يعاشر مثل اولئك الأغراب المرعبين
الأبيض و الأسود؟

و مرت الأيام و الأسابيع
و الأشهر بعد ذلك
و لم أف بوعدي له
بان أمر عليهم في المسجد
لأنني لم اذهب لأي مسجد هناك
الى ان زاملت احد مواطني في يوم عيد
الى المسجد
مسجد بولدر
و هو بناء فقير غريب
على أطراف حديقة صغيرة
و بداخله ساحتان
كان في أحدهما النساء
و في الأخرى
كان حميدان يلعلع
كان يحاور بصوت عال و ممازحة
اخواناً من المغرب و الجزائر
اثناء لعب تنس الطاولة
عن سيطرة الثقافة الفرنسية فيهم
ثم قال: بس ترى انتو اخذين مقلب في نفسكم
تفكرون بس انتو تعرفون فرنسي؟
انا اعرف فرنسي..
سيب الواد ماسكو ليه؟
سيب الواد ماسكو ليه؟
و الممتع في تلك النكتة ان المغاربة لم يعرفوها لجهلهم ربما باللهجة المصرية
بينما نحن الباقون فقد ضج فينا الضحك
و لما رآني لم يظهر زعلاً مني
كما كنت متوقعاً
لعدم حضوري للمسجد قبل ذلك
لكن تبسم و تذكر ذلك اليوم و نادى ابنه ليسلم علي
و اوجد لي العذر بالانشغال بالدراسة

رأيت بعد ذلك ابنه مرةً في السوبر ماركت
و لم أر حميدان بعدها
الا بعد ذلك بوقت طويل
على عناوين الصحف و المجلات
و كان اول تعليق داخل نفسي عليه
أعرف ان تلك الطيبة الشديدة
ستودي بصاحبها الى المهالك

اللهم فك أسر حميدان
و اكتبه من المأجورين المغفور لهم
و انا متأكد يا حميدان
انك ما عملتش حاجة
1 like ·   •  3 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 23, 2013 23:41
Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Nahd (new)

Nahd Ahmad انا ممنوعه من التعليق


message 2: by Nahd (new)

Nahd Ahmad اجرام اعرف بس وش اقدر اقول


message 3: by عبدون (new)

عبدون و خرج حميدان أخيرا


back to top

اكتشاف النسكافيه

عبدون
لا نستطيع الحياة بدون الماء
او بشئ مما يمضغ
او من "التكاثر " او التعذر به
و ربما او بحائط خلف ظهورنا يشعرنا بالأمان
أو وهيمات نتعلق بها
أو شيئأ من اعتداد
و ربما ينفلب الى تذلل نستخدمه وقت الحاجة
و لكن أتعرف
س
...more
Follow عبدون's blog with rss.