شرق أوسط جديد
وزير الـخارجيـة الـتركي داود أوغـلو كان صريحاً بشكل لافت، ففي تصريح له قال: «إن المنطقة تشهد تغييراً كبيراً، فإما القبول بشرق أوسط جديد أو القبول بالفوضى». مضيفاً: «ان التغيير الذي تشهده المنطقة يعد التغيير الأهم والأكبر في المئة عام الأخيرة»، ولم يحدد أوغلو خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي يعنيه، وهل هو نفسه الشرق الأوسط الكبير الذي روّج له بوش وكوندوليزا رايس، أم شرق أوسط آخر لم تتحدد خطوطه الجديدة بعد؟ وأعاد الوزير التركي إلى الواجهة التصريحات التركية الشهيرة التي تبدأ بـ «لن نسمح»، فقال: «إن تركيا لن تسمح في حال من الأحوال بوجود أية منظمات إرهابية على حدودها، سواء أكان حزب العمّال الكردستاني أم تنظيم القاعدة أم غيرهما»، وأضاف: «لن نسمح» أخرى: «لن نسمح بلبننة سورية»، والمشكلة أن كثيراً مما أعلنت تركيا أنها لن تسمح بحدوثه حدث ويحدث، ولم تفعل أنقرة شيئاً يُذكر سوى مزيد من تصريحات… لن نسمح!
وفي جانب آخر أكثر قرباً، أعطى وزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ محمد الصباح صورة قاتمة لأوضاع المنطقة، وفي تصريحات نشرتها صحيفة «الوطن» الكويتية قال: «إن التجمعات والتحركات العسكرية الغربية تنذر بالخطر، وتزيد من احتمال وقوع ضربة وشيكة ضد إيران»، لافتاً إلى أنه ستكون لإيران ردود فعل عنيفة علينا، في حال تعرضها لأي هجوم غربي، وفي هذه الحال يتوجب أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي الظهر الذي نستند عليه، فهم عزوتنا، والضامن لعدم انتشار الفوضى في المنطقة»، وحذّر من أجندة لتدمير الكويت من «العناصر الدخيلة والغريبة»، مشيراً إلى أهمية فكرة الاتحاد الخليجي، منتقداً معارضيه في الكويت، وأضاف: «إن حمم البركان السوري ستصل إلينا، لأن نظام دمشق لن يرضى التعرض لأية هزة من دون أن تكون لديه ردود فعل تجاه دول الخليج، التي يوجد بها عدد كبير من جاليته، التي من الممكن أن يستغل البعض منهم في زعزعة الأمن، لذلك يجب أن نكون حذرين في هذه المرحلة من كل شيء». انتهى الاقتباس من حديث الشيخ محمد الصباح، والحذر من كل شيء ليس بالأمر اليسير، والواجب أن تعرف شعوب دول الخليج العربي ما عليها الحذر منه بالضبط والأمواج من حولها متلاطمة.
  عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
 - 2 followers
 

