إن تدهور النتاج الأدبي والفني والفكري البحريني عامةً هو بسبب سيادة الانتهازية فيه، ككل أشكال الوعي الأخرى، ولهذا نجد مثل هذه المماحكات البدائية حول الإيديولوجي والفني، فقد حدث تحلل من المواقف النقدية تجاه الواقع، وغدا ذلك ممدوحاً، ولكن هذا التحلل انعكس على الأنواع، سواء بتلاشي الإنسان من اللوحة، أو تحول القصيدة إلى مشاعر فردية وصور جزئية غير قادرة على تكوين استبطان عميق للذات – الواقع، ومن هنا يغدو أي فعل مضاد لهذا التحلل منبوذاً، ومؤدلجاً، وتصير كراهية (الإيديويولجية) عملية تعميمية هربوية من اتخاذ موقف عميق مسئول من كوارث الحياة، أو من تطوير أدوات الإبداع، فيختلق فضاء وهمي للحرية.. ولكن هناك سمات مضادة فهناك قوى تبحث وتبدع على نحو مختلف، وتتجاوز انعزالها وتتخذ مواقف فيتجلى أزدهار غني خاصةً في الأعمال النثرية التي تعمق جدلها مع الواقع.
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
Published on June 08, 2025 15:19