لأنّ امرأةً هناكَ تأخذُ البصرَ غصْبًا…من ديوان مخلب الفراشة – باسم سليمان

قلْتِ:

عينُكَ قاربٌ أخرقُ قاعَه بدمعةٍ؛

لأنّ امرأةً هناكَ تأخذُ البصرَ غصْبًا…[1]

هو:

أنا بيضةٌ في شطّها الغربيّ

وما ناداني غيبٌ

لكنْ كقلبٍ قلّبتُ مكسَر الموج

وبُعثْتُ أمّةً وحدي

 أبني الفنار من أصدافٍ

 أحرقُ لؤلؤَها بخورًا

كلّما كشفَتِ الرّيح عن ساقٍ.

****

 للحبّ منقارٌ

أكسُرُ به قشرة مرجان القلبِ 

فأخرجُ كسلحفاةٍ  تشتهي الملح المظلّل

بخيال نورسٍ جائعٍ

فأحتلمُ وأقذفُ نفسي في الموج

تاركًا طاولةَ الرّملِ

الّتي احتضنتكِ

مذ تأوّهتِ متألمةً

من سخونةِ قهوةٍ

لسعتْ ظهر شفتيكِ

فجمحت هلالًا … بدرًا.

****

 أعدّ أسماءَكِ الحسنى

إلّا أنّني في صحوة الموتِ

فأنا طبّاخ العزيزِ[2]

من ترشفُ الفراشاتُ من سائله العنكبوتيّ

ومن تنبَّأ له القميصُ المشقوقُ من دبرٍ[3]:

ليستْ طفولةً أنْ أقصّ زرقةَ السّماءِ؛

لأصنعَ شطًّا لقدميكِ

يا ربّة التفاصيلِ الصّغيرةِ،

فأنا فأرُ الحقلِ

فأرسلي بومتكِ ذات العينِ المستديرةِ كقيدٍ.

****

نفَسُكِ يهبّ على صدري

يحركُ نجيلَه الأسود.

تزفرين وريقات

وريقات خضراء حارّة

كلهب قدّاحة

أستضيء بها في تحديقي في ضوءِ الغرفةِ الكهربائيِّ

الّذي يشعُّ من جرّة

يبني فيها النّحل

خلايا تستقطب ضوء الزّنبق

من سماء بعيدة.

أشعل سيجارتي

وأضربُ بدخانها رصيفًا

غادرته القططُ

خلف فئران سئمتْ

من عداوة الكلاب للقطط.

هي:

وقلتُ للدّربِ

 أنا حبلى

 فمهّد لي النّهر سريرًا من السّمك

وإذْ جاءني المخاض

مدّتِ الدّالية حيّتها تسندُ ظهري

فولدتَ بين طرفٍ وطرفٍ لم يرتدّ

كقلبٍ يهيم بي

وبقبلةٍ على ظهركَ

أخذتَ النّفَس الأوّل

وإذا جعتَ ألْقمتكَ شبعي 

نبضة، نبضة

كشفتين تتفتحان في قبلة 

نظرتُ إليكَ.

أعطاني العصفور عشّه

قماطًا لكَ

وشجرةُ الغار قدمتْ صابونة لشغافكَ

ونباتُ الطّيون[4] صار مهدًا

تنام فيه على ساعد حكايتي.

وإذا سُئلتُ

أتحبين قلبًا لا أحد يعرف أباه؟

أجبتُ: إنْ لم يكن في الحبّ كلّ الأبوة والأمومة

ليس بحبٍّ

ولا تعلقُ نطفته في رحم الزّمانِ.

أنا:

أيّها الجبان

كيفَ تترك الشّفرةَ تصدأ ورسغكَ لسانُه ممدود؟!

4/4/ 2014

[1] – إشارة إلى قصة الفتى مع النبي موسى.

[2]– طبّاخ عزيز مصر الّذي فسر له النّبي يوسف حلمه بأنّه سيقتل.

[3] – إشارة إلى قصة النبي يوسف وزليخة.

[4] – نبات بري ذو رائحة طيبة

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 02, 2022 09:10
No comments have been added yet.


باسم سليمان's Blog

باسم سليمان
باسم سليمان isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow باسم سليمان's blog with rss.