بلال فضل ..... نجم الجماهير

والمتابع لمسرة بلال فضل يصاب بحيرة شديدة جداً، حيث كان الإنقسام عليه فيما مضى، حول ذلك الفصام بين الصحفي والسيناريست، فالصحفي الذي ياهجم الفساد ويسخر منه بشدة في كل سطوره، يقدم افلاماً دون المستوى، مثل "على سبايسي" و"حاحا وتفاحة"، بل ويعتبر النقاد افضل افلامه، أفلاماً متوسطة القيمة، وكان دفاع بلال الدائم مستخدماً نفس الاسباب التي روجها في البداية عن الفقر والحاجة، وأنه اضطر لتكوين مستقبله، وبعد مرور الوقت، بدأ بلال في الترويج لفكرة أن أفلامه القيمة لا تجد منتجين، وبعضها ترفضه الرقابة، على الرغم من عدم الإعلان عن اسم فيلم واحد رفضته الرقابة لبلال، في وقت كتب غيره أفلاماً هاجمت النظام.
اكتفى بلال بكتابة مقالات ساخرة يهاجم من خلالها النظام، لأنه يدرك تماماً أن 99% من شعب مصر يكره النظام، ويجد في مقالاته متنفساً، ويصبح بطلاً اسطورياً بالنسبة للجميع، ومن قال أن الابطال لا يخاطرون ليصيروا ابطالاً،أما الافلام فبلال يدرك ايضاً أن الأغلبية العامة من متفرجي السينما يدخلون أفلاماً كالتي يقدمها، فلماذا لا يلبي رغبة الاغلبية العظمي من الجماهير.
ويفسر هذا التحول الرهيب في مقالاته منذ تولي المجلس العسكري الحكم في مصر، وبعد دفاعه الاسطوري عنه عبر صفحته على "تويتر" وفي كل حواراته ولقاءاته، بدء بلال الترويج لقيادة المجلس للثورة، وأن الأخطاء التي تحدث لا تصل غليهم والمسئول عنها الحاشية والصغار، وهو ما كان يسخر منه ويهاجمه طيلة عهد الرئيس المخلوع مبارك .
لماذا؟
لأن بلال يدرك أن الأغلبية تراهن على المجلس العسكري، بل ولعله يؤمن بتصريح المشير طنطاوي عن أن 99%ٌ من شعب مصر راضون عن أداء المجلس، ولأنه نجم الأغلبية الدائم، فلابد أن يسير على نفس النهج، ولماذا يتغير البطل.
ظننت في البداية انه مقاتلاً سقط خصمه فأصابته الحيرة، ولكنه يوماً بعد يوم يعيد تمثيل وتقديم اسطورة نجم الجماهير ولا عزاء لنادية الجندي، أو لعل مثله الاعلى منذ طفولته هو "ملك الترسو"، وكان هذا يبدو جلياً في خلافات بلال فضل وصراعاته الجانبية، واشهرها صراعه مع الشاعرة فاطمة نعوت، والتي كان يتحول فيها لمصارع قوي، يجهز على خصمه بالضربة القاضية.
عزيزي بلال فضل لا اشكك في وطنيك ولا أجرؤ على التشكيك في وطنية مصري واحد - عدا مبارك وعصابته - لكني اثق أنك على الطرف الخاطيء لا لإختلافي معك في الرأي ولكن لاختلافك أنت نفسك مع نفسك في الرأي ، ولا عزاء لنا في إبراهيم عيسى الذي لم يكتب منذ تولي المجلس العسكري نصف مقال يعاتبه فيه - ولا حتى يقولوا كخ - رغم كل الأخطاء والتعديات على الثورة.
بلال فضل لا تكن "حاحا" حتى لا تؤكل "التفاحة".
Published on September 07, 2011 23:46
No comments have been added yet.