بلال فضل ..... نجم الجماهير

بلال فضل ابن البلد الساخر، الإنسان "الجدع" ذو البديهة الحاضرة التي تطلق اروع "الإيفهات"، هذا الإنسان الفخور ببداياته المتواضعة، والتي صنع من خلالها مجداً عبر الكتابة عنها في أكثر من موقف، والذي بدأ حياته الصحفية صحفياً تحت التمرين في "روز اليوسف" بعد تخرجه من كلية الإعلام، متصدراً ترتيب دفعته عام 95، قبل أن ينتقل إلى  جريدة الدستور الأولى عندما قرر إبراهيم عيسى  أن يسند إليه منصب سكرتير التحرير ، إلى أن تم إغلاقها عام 98، لينتقل بلال بين عدة مطبوعات إلى ان قدم فيلمه الأول "حرامية في كي جي تو" عام 2001، لينقطع عن الصحافة حتى عاد 2005، وبدأ في تحرير صفحة أسبوعية بعنوان قلمين، والتي حقق من خلالها شهرة طاغية، ثم قام بكتابة عمود أسبوعي في صحيفة" المصري اليوم".. ثم بدأ في عام 2007 في كتابة عمود يومي في صحيفة "الدستور" والذي  توقف عنه بعد ثمانية أشهر كاملة لكي يكتب أول أعماله التلفزيونية مسلسل "هيمه" وبعد عرضه عاد في شهر نوفمبر 2008 للكتابة اليومية ولكن في جريدة "المصري اليوم،" قبل أن ينتقل إلى جريدة "التحرير" الني أنشأها إبراهيم عيسى عقب الثورة.
والمتابع لمسرة بلال فضل يصاب بحيرة شديدة جداً، حيث كان الإنقسام عليه فيما مضى، حول ذلك الفصام بين الصحفي والسيناريست، فالصحفي الذي ياهجم الفساد ويسخر منه بشدة في كل سطوره، يقدم افلاماً دون المستوى، مثل "على سبايسي" و"حاحا وتفاحة"، بل ويعتبر النقاد افضل افلامه، أفلاماً متوسطة القيمة، وكان دفاع بلال الدائم مستخدماً نفس الاسباب التي روجها في البداية عن الفقر والحاجة، وأنه اضطر لتكوين مستقبله، وبعد مرور الوقت، بدأ بلال في الترويج لفكرة أن أفلامه القيمة لا تجد منتجين، وبعضها ترفضه الرقابة، على الرغم من عدم الإعلان عن اسم فيلم واحد رفضته الرقابة لبلال، في وقت كتب غيره أفلاماً هاجمت النظام.
اكتفى بلال بكتابة مقالات ساخرة يهاجم من خلالها النظام، لأنه يدرك تماماً أن 99% من شعب مصر يكره النظام، ويجد في مقالاته متنفساً، ويصبح بطلاً اسطورياً بالنسبة للجميع، ومن قال أن الابطال لا يخاطرون ليصيروا ابطالاً،أما الافلام فبلال يدرك ايضاً أن الأغلبية العامة من متفرجي السينما يدخلون أفلاماً كالتي يقدمها، فلماذا لا يلبي رغبة الاغلبية العظمي من الجماهير.
ويفسر هذا التحول الرهيب في مقالاته منذ تولي المجلس العسكري الحكم في مصر، وبعد دفاعه الاسطوري عنه عبر صفحته على "تويتر" وفي كل حواراته ولقاءاته، بدء بلال الترويج لقيادة المجلس للثورة، وأن الأخطاء التي تحدث لا تصل غليهم والمسئول عنها الحاشية والصغار، وهو ما كان يسخر منه ويهاجمه طيلة عهد الرئيس المخلوع مبارك .
لماذا؟
لأن بلال يدرك أن الأغلبية تراهن على المجلس العسكري، بل ولعله يؤمن بتصريح المشير طنطاوي عن أن 99%ٌ من شعب مصر راضون عن أداء المجلس، ولأنه نجم الأغلبية الدائم، فلابد أن يسير على نفس النهج، ولماذا يتغير البطل.
ظننت في البداية انه مقاتلاً سقط خصمه فأصابته الحيرة، ولكنه يوماً بعد يوم يعيد تمثيل وتقديم اسطورة نجم الجماهير ولا عزاء لنادية الجندي، أو لعل مثله الاعلى منذ طفولته هو "ملك الترسو"، وكان هذا يبدو جلياً في خلافات بلال فضل وصراعاته الجانبية، واشهرها صراعه مع الشاعرة فاطمة نعوت، والتي كان يتحول فيها لمصارع قوي، يجهز على خصمه بالضربة القاضية.
عزيزي بلال فضل لا اشكك في وطنيك ولا أجرؤ على التشكيك في وطنية مصري واحد - عدا مبارك وعصابته - لكني اثق أنك على الطرف الخاطيء لا لإختلافي معك في الرأي ولكن لاختلافك أنت نفسك مع نفسك في الرأي ، ولا عزاء لنا في إبراهيم عيسى الذي لم يكتب منذ تولي المجلس العسكري نصف مقال يعاتبه فيه - ولا حتى يقولوا كخ - رغم كل الأخطاء والتعديات على الثورة.
بلال فضل لا تكن "حاحا" حتى لا تؤكل "التفاحة".
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 07, 2011 23:46
No comments have been added yet.