الولي الـمُـــدلّل: حسان سليم اليعقوبي (4): شَــذرات عن كتبه وفكرِه. تأليف: إلياس بلكا.


الولي الـمُـــدلّل:     حسان سليم اليعقوبي (4): شَــذرات عن كتبه وفكرِه
تأليف: إلياس بلكا. كان الأستاذ حسّان أستاذ جامعيا، درس العلوم السياسية ونال فيها الدكتوراه، ثم درّسها بجامعة جامعة بولدر بكولورادو بالولايات المتحدة لمدة طويلة.ومع ذلك كان غزير التأليف، فترك كتبا كثيرة. بعضها كان بمشاركة زوجته الدكتورة "قمر" جين بيدل ميريت اليعقوبي، والتي كانت أيضا متخصصة في علوم السياسة.وهنا لا يمكن الحديث بتفصيل عن الإنتاج الفكري للشيخ حسّان، فهذا يحتاج أولا لجمع تراثه كله، سواء كان كتبا أو مقالاتٍ، ثم بعد الجمع تأتي مرحلة دراسته واستخلاص ما فيه من علوم ومعارف ونظريات قد تنفعنا اليوم في أفق نهضتنا المنشودة.وقد كتب صاحبنا بالإنجليزية، ولم أجد شيئا كتبه بالعربية. وأكثر مؤلفاته مطبوع ضمن منشورات جامعة بولدر بولاية كولورادو.سأكتفي الآن -في انتظار أن يقوم أحد بهذه المُهمة المهِمة!- بعرض عناوين هذه الكتب، مع إعطاء نبذة مختصرة عن بعضها. وأبدأ أولا بالكتب المشتركة: أولاً-  ما ألّــفه الزوجان: حسّان وقمـَر. - النموذج الدولي للتفاعل الأمريكي بين الكونغريس والرئيس. منشورات سنة 1983.- مأزق المفاهيم العلمانية الكافرة  -الشرقية والغربية-  حول الحقوق. والإسلام في تصوّره الخاص لموضوع الحقوق: روعة نور العالم. 1991، ثم 1996.- الإسلام لغة وحدانية التوحيد: النموذج الاسلامي. 1994.- أيّـاً كان ربك فأنت مِلْكُـهُ: العبودية: النموذج الاسلامي للإنسانية. 1995.- الانهيار الثقافي للحضارة الشيطانية الشرقية والغربية: لا غالب إلاّ الله، والذي هو أيضا السيّد الأوحد. 1997.- النموذج السياسي للنصر الإلهي: انتصار بلا هزيمة: الانهيار السياسي للحضارة الوثنية الشيطانية الشرقية والغربية. 1998.- هزيمة الأمة الإسلامية المعاصرة المنقسمة على نفسها: المنهج الاسلامي السياسي من شعوب الظلمات إلى أمة النور: (إن الدين عند الله الإسلام). (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله.)  1999.- العودة إلى الوراء: رحلة مَشجاة (الرحلة المأساوية) عبر شريعة الله: الإسلام الأصيل هو الكمال الوحيد الذي بقي سليما. 2000. ثانياً- ما ألفه الدكتور حسان لوحده: - تطور الوعي الفلسطيني. 1973. - التركيب الإنساني الأمريكي الفلسطيني. 1975.- في البحث عن النظرية: فلسفة المعرفة ونهاية الإنسان. 1976.- الاقتصاد السياسي والمفهوم الرجعي للتاريخ. 1977.- النموذج العربي والقرآني والإسلامي: النور والجواهر واللآلئ. 1991.- المحيط الهائل والغامض واللانهائي.. محيطٌ بدون شطآن: التشريع الإلهي العظيم والخفيّ للقصص المرئية وغير المرئية لعوالم الواقع. 2001.- السر الإلهي للزمن غير المخلوق (الظاهر) مقابل الزمن المخلوق. 2004.

(غلاف لأحد كتبه، وفيه إهداء بخط يده لأحد أقرب أصدقائه المغاربة: السيد الحسين وهبي) ثالثا- تعريف سريع ببعض الكتب: يمكن أن نقول على العموم بأن كتابات الدكتور حسان تنتمي إلى حقول معرفية ثلاثة:الأول: علوم السياسة. فقد كتب عن القضية الفلسطينية، ونظام الحكم الأمريكي، وعن نظرية النظم، وموضوع حقوق الإنسان، والاقتصاد السياسي.. وكل ذلك من منظور نقدي لا يردّد ببلاهة ما توصل إليه المفكرون الغربيون خاصة.الثاني: الدين الإسلامي، فكتب خصوصا عن قضية التوحيد باعتباره جوهر التديّن وغاية الوجود البشري. كما كتب عن الدهر، وعن الظهور والبُطون الإلهيين.. ونحو ذلك.   الثالث: الحضارة. درس حسان رحمه الله الحضارة المادية المعاصرة، بشقّيها الليبرالي والاشتراكي، إذ عاصر ذروة الصراع الشيوعي-الرأسمالي، وهو الذي هيمن طويلا على الحياة الفكرية والاقتصادية للبشرية.. ناهيك عن السياسية والعسكرية. فكان يقارن بين هذه الحضارة "الوثنية" بوجهيها وبين حضارة التوحيد الحقّ. وهنا قدّم مجموعة من التوقعات الدقيقة عن مآل الحضارات المادية، والتي تحقـّق بعضها.1-    كتاب "أيّـاً كان ربك فأنت مِلْكُـهُ: العبودية: النموذج الاسلامي للإنسانية."يقع هذا الكتاب في 317 صفحة بالإنجليزية، ضِمنها 10 صفحات بالعربية. تحدّث فيه عن التوحيد بأسلوب مبتكر، فانطلق بداية من نقد التجريبية الواقعية، وهي التيار الفكري السائد في القرن العشرين إلى اليوم. ثم عرج على شرح توحيد الألوهية باعتباره براديغم (نموذج أو مثال) العبودية، كما أن العبودية نفسها هي براديغم الحاضر المستمر أو الدائم. فالعبودية هي التي تعطي للبشر الخلودَ، كما أن الألوهية لا تظهر وتبرز إلاّ بوجود العبودية. لذلك تكلم أ.حسان عمّا سماه "لاتاريخية" الإنسان، أي أنه مخلوق فوق التاريخ، إذ هو سابق على التفاعل بين الزمان والخَلق.. إنه الخلود الإنساني الذي كان نتيجة للصلة الوثيقة بين الربّ والعبد. لذا كانت عبادة الله هي جوهر رحلة الإنسان.. الإنسانُ الذي كرّمه الله سبحانه حين نفخ من روحه في الكائن البشري الأول: آدم. وهذه النفخة الإلهية هي سرّ الخلق الذي هو خروجٌ من الظلام إلى النور. ويشرح حسان مأزق الإنسان ويصف عمى بصيرته عن هذه المعاني، كما يدعوه إلى الاستجابة للربّ، فيتحدث له عن طيبة الله وسخائه وَجودِه. 2-    كتاب "الإسلام لغة وحدانية التوحيد: النموذج الاسلامي."هذا الكتاب غوص عميق في أسرار التوحيد، ولغته وأبعاده اللانهائية. إنه البديل عن التجريبية المادية أو الواقعية المجردة التي أوصلتْ العالم إلى حافة الهاوية. وهنا ينتقد صاحبنا الرؤية العلمية السائدة، والتي يصفها بغير المؤمنة وبالمشوّهة.  ثم ينعطف لموضوع البدعة وكيف أنها افتياتٌ على الاختصاص الإلهي برسم الطريق للبشرية، إذ السيادة لله والإنسان عابدٌ. فالتوحيد هو جوهر الإسلام وغايته. ثم يشرح الأستاذ توحيد الربوبية، وكيف يتّصف الإدراك الإنساني بالقصور، وكيف أن التوحيد ينتهي إلى الصمت، لكنه صمت عن شهود ويقين. وهنا يجول الكاتب بالقارئ في بحر العظمة اللانهائية لله. لكن التوحيد ليس مجرد عقيدة، فهو شريعة أيضا، ولغة شريعة التوحيد هي رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. والإسلام نفسه هو: لغة الإيمان اليقيني. من هنا درس المؤلف البحث المعاصر عن معنى اللغة، والذي حاولته بالخصوص اللسانيات الحديثة، فيربط بينها وبين اللاهوت الكافر اليوم؛ كما يربط بين التوحيد واللغات الإنسانية، مُنتهيا إلى أن كلمة الله هي العليا. وقد أتتْ بعض كتب حسان رحمه الله أكلها، فكان لها قَبول في الأوساط الغربية بالخصوص.. فكان وكانتْ سببا في إسلام العديد من الأمريكيين والأوربيين، وبعض ذلك كان على يديه. أما العالم العربي فلم يعرف حسّانا ولا فكره، لذا لم يستفد منه شيئا.. وبإذن الله سيفعل قريبا.
يتبع..
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 21, 2017 15:09
No comments have been added yet.


إلياس بلكا's Blog

إلياس بلكا
إلياس بلكا isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow إلياس بلكا's blog with rss.