حكاية الهدهد
من العادات القديمة إني كنت بحب اشتري جريدة الأهرام جدا. كنت بسهر لمتأخر للساعة 1 أو 2 ولا حتى 3 بعد نص الليل. وأروح لبتاع الجرايد، هاه عربية التوزيع جت؟ لو آه تمام هات الأهرام وهو طازة كده وبنار المطبعة :) مكنش، نقعد نستنى. وكان مرات قليلة جدا إن الطبعة الأولى تكون هتتأخر للصبح وأرجع البيت زعلان عشان هضطر استنى للصبح.. اكتشفت وقتها التمشية بالليل والتسكع في الجناين اللي كانت جنب كشك الجرايد وفي وقت متأخر بعد كده اتجرأت وقعدت على القهوة! كانت جريدة الأهرام من المتع الصغيرة، كنت بشتريها بمعظم المصروف بتاعي ساعتها. لكن في سبيل متعة قراية كتاب الأعمدة والمقالات بالأساس.. (اللي فاكره) من أول صندوق الدنيا لأحمد بهجت لحد مواقف أنيس منصور في الصفحة الآخيرة. وطبعا مقالات مصطفى محمود وكان معاه حد تاني مش فاكر هو أمين يوسف غراب ولا مين.. وأنور عبد الملك وسلامة أحمد سلامة وبنت الشاطئ. وبعد كده انفتحت الأهرام شوية وبقت تنشر لكتاب من نوعية مختلفة زي أسامة أنور عكاشة وعادل حمودة، الأول طبعا مكتبش مكنش موفق في كتابة مقالات هنا أوي فراح ناشر على حلقات روايته اللطيفة "منخفض الهند الموسمي"، التاني عافر شوية.. لكن مع الأسف كانت لغة روزااليوسف عاملة عمايلها معاه (مش فاكر في الحقيقة عادل حمودة لما كان صحفي صغير وبيكتب مواضيع في الاقتصاد في الطليعة والكاتب كان كويس ولا لأ). كنت حافظ وقتها مواعيد مقالات بنت الشاطئ ومصطفى قطران بالذات. مازلت محتفظا بقصاصات مقالات بنت الشاطئ عن ولادة بنت المستكفي والشاعر ابن زيدون.. وفي إحداها رسالة من زميلها الأديب (والوصف لها) ثروت أباظة، حيث كتب يقول عن هذه المقالات: تفضلت الأستاذة الدكتورة..بهذه الصفحات لتكون بداية تجديد فى الصفحة الأدبية على أمل كريم منها أن يتبع ما كتبته بمثل يسيل فى مجراه ويسير على هداه ونسيت أستاذتنا الدكتورة أنه ليس فى العالم العربى إلا عائشة عبد الرحمن واحدة وأن الجدول الذى يصفق فيه أدبها، يمتنع على أدب غيره أن يدلف إليه.
وفي بالي دايما أكتب مقال عن بنت الشاطيء وحبي واحترامي وتقديري الكبير لها، فيارب يسر وأعن. لكن هنا أنا عايز أكتب عن شخص آخر هو الكاتب أحمد بهجت صاحب صندوق الدنيا. كان صحفي وراجل طيب وأمير كده وساعات كان بيكتب حاجات كتير فيها طرافة. وهو نفسه كان راجل به سماحة ورقة وحسن فهم عندما يكتب عموما وعندما يكتب عن الإسلام خصوصا. ومن إنسانيته في حياته يحكي ابنه: "ذات يوم داخل أبي شقتنا الصغيرة في باب اللوق يجر حمارا هزيلا مصابا بالجرب ودهشت أمي سناء فتح الله دهشة بالغة ـ وقال أبي مفسرا وجدت المسكين في الشارع يضربه صاحبه بعنف فاشتريته لك هدية ـ قالت مذهولة, وماذا أفعل به؟ قال أطعميه ودعيه يعيش في البلكونة فهو كائن مسكين لا ذنب له ولا ملجأ ـ وبعد مناقشة طويلة تخللها صراخ الجيران من صوت الحمار اتفقا علي أن يشتريا له برسيم, وتبن وفول حراتي ثم يهديانه إلي جمعية الرفق بالحيوان ـ ويكتفوا في البيت الصغير بتربية القطط والكلاب والسلاحف والعصافير إذا غضضنا النظر علي أنني كنت وقتها قردا صغيرا, ومرة أخري عاد أبي يحمل قفصا به طائر هدهد ومرض الهدهد واشرف علي الهلاك وفشل الطبيب البيطري في معالجة الطائر، وأعلن أنه يحتضر فجلس أحمد بهجت في الغرفة وحده يقرأ سورة النمل, ويحكي للهدهد قصة جده العظيم هدهد سليمان حتي يهون عليه آلام الموت".
وفي بالي دايما أكتب مقال عن بنت الشاطيء وحبي واحترامي وتقديري الكبير لها، فيارب يسر وأعن. لكن هنا أنا عايز أكتب عن شخص آخر هو الكاتب أحمد بهجت صاحب صندوق الدنيا. كان صحفي وراجل طيب وأمير كده وساعات كان بيكتب حاجات كتير فيها طرافة. وهو نفسه كان راجل به سماحة ورقة وحسن فهم عندما يكتب عموما وعندما يكتب عن الإسلام خصوصا. ومن إنسانيته في حياته يحكي ابنه: "ذات يوم داخل أبي شقتنا الصغيرة في باب اللوق يجر حمارا هزيلا مصابا بالجرب ودهشت أمي سناء فتح الله دهشة بالغة ـ وقال أبي مفسرا وجدت المسكين في الشارع يضربه صاحبه بعنف فاشتريته لك هدية ـ قالت مذهولة, وماذا أفعل به؟ قال أطعميه ودعيه يعيش في البلكونة فهو كائن مسكين لا ذنب له ولا ملجأ ـ وبعد مناقشة طويلة تخللها صراخ الجيران من صوت الحمار اتفقا علي أن يشتريا له برسيم, وتبن وفول حراتي ثم يهديانه إلي جمعية الرفق بالحيوان ـ ويكتفوا في البيت الصغير بتربية القطط والكلاب والسلاحف والعصافير إذا غضضنا النظر علي أنني كنت وقتها قردا صغيرا, ومرة أخري عاد أبي يحمل قفصا به طائر هدهد ومرض الهدهد واشرف علي الهلاك وفشل الطبيب البيطري في معالجة الطائر، وأعلن أنه يحتضر فجلس أحمد بهجت في الغرفة وحده يقرأ سورة النمل, ويحكي للهدهد قصة جده العظيم هدهد سليمان حتي يهون عليه آلام الموت".
Published on March 31, 2017 13:46
No comments have been added yet.


