مشاركتي الأخيرة في اللجنة التحضيرية لمهرجان الجنادرية٢٧
كما أعلنت سابقاً، فقد تمت دعوتي من قبل اللجنة الثقافية في الحرس الوطني المعدة لمهرجان الجنادرية ٢٧ للعام المقبل، وذلك ضمن مجموعة من المثقفين والمثقفات من أجل التشاور بشأن البرنامج الثقافي، واقتراح أسماء الحضور، والتصويت على الفائز بجائزة المهرجان وشاعره الفصيح أيضاً. ومن ثم تُرفع توصياتنا للاعتماد أو التعديل، وهي خطوة تُحسب للقائمين على المهرجان لإشراك أشخاص من خارج مؤسسة الحرس الوطني، لا سيما من المثقفين من أطياف متعددة. فقد كان هناك دكتور من جامعة الامام كما محمد رضا نصر الله، وكنت أنا موجودة وكذلك الدكتورة هتون الفاسي، وقد حرصت رغبة اللجنة بأن يكون عدد النساء مساوياً لعدد الرجال، لكن ذلك لم يحصل بسبب ارتباطات الإجازة والسفر للكثيرات.
ابتداء أشكر مؤسسة الحرس الوطني على حسن الاستقبال والضيافة المممتازة، وقد كانت لي تجربة سابقة مع قطاع حكومي آخر، ولكن ضيافة الحرس كانت الأفضل لجهة الدقة والتنظيم. وأشكر بشكل خاص الأستاذ حسن آل خليل (رئيس تحرير مجلة الحرس الوطني، ورئيس اللجنة الثقافية في المهرجان)، والأستاذ فالح العنزي، وبقية الأخوة.
وقد افتتح الجلسة الأولى معالي الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري (نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة)، وكان في هذة الجلسة أيضاً سعادة السفير الدكتور يوسف السعدون من وزارة الخارجية.
وهذه ملاحظات سريعة من الاجتماعات التي استمرت لعشر ساعات تقريباً على مدار يومين، وقد تمت في أجواء إيجابية جداً بشكل عام:
- أعجبني مستوى الحرية النسبية في نقاشنا حول تحولات المنطقة وموقف الدولة منها.
- أعجبني الاستماع للآراء المختلفة على غرابة بعضها.
- تيقنت بأنه لا يمكن الحكم على فكر شخص من شكله الخارجي، فهذا الرجل الوقور الذي يقصر ثوبه ويطلق لحيته له مواقف مقدرة جداً للمرأة، ومنفتح على الفنون والآداب أكثر من بعض الليبراليين.
- أعجبت بشخصية الدكتورة هتون الفاسي كثيراً، فأنا أعرفها عبر قلمها وعبر الهاتف، لكنني حين التقيتها أحببتها أكثر. هذه السيدة تعتز بتراثها الحجازي بشكل يفوق الوصف، مع أنها تعيش في الرياض وتصادق أهلها بل ومتزوجة منهم، وهي تفعل ذلك دون تلك النبرة الشوفينية التي صرنا نلمحها في بعض الحجازيين والحجازيات مؤخراً. كما أن طرحها قوي، وهي شجاعة جداً، وطرحها منطقي وعقلاني في أغلب الأحوال.
- د. عزيزة المانع هادئة كثيراً، لكنها واعية جداً وأسلوبها في الطرح لبق جداً وموضوعي، فهي لا تتكلم كثيراً لكن إن تكلمت أتت بالدرر، احترمتها جداً، والنقاش معها ممتع وهي كانت لطيفة أيضاً.
- لم يعجبني الاستغراق في التفاصيل الصغيرة جداً، والجدل البيزنطي حول عنوان البرنامج الثقافي، وبعض التفاصيل الدقيقة الأخرى، أصبت بالصداع وقتها ودخلت على توتير، ثم اضطررت لأقول : يا جماعة ترى أنا "تهت!".
- لم تعجبني الحدة في طرح بعض الآراء أو االمقاطعة أو التراشق المبطن أحياناً بسبب خلاف في الرأي.
- لم يعجبني تعصب البعض لرأيه وأفكاره ورؤيته الخاصة للمهرجان.
- فقرة التصويت على جائزة المهرجان أحسست بأنها تمت بشكل سريع..
- كنت والأستاذ سعود كابلي أصغر الموجودين، وطبيعي أن يكون طرحنا مختلفاً، وكان هناك نوع من الاحتفاء بنا.
- أحياناً يكون المثقف هو من يبدو وكأنه يتملق السلطة بطرح أسماء معينة، أو من خلال طرح معين.
- خجلت من جهلي الفاضح ببعض الأسماء الشعرية المعاصرة، يبدو أنني لم أتابع الساحة الأدبية في هذا الجانب منذ زمن وأحتاج إلى توعية وتثقيف. من المخجل أن لا تعرف ما يكفي عن أدباء بلدك!
- تم طرح فكرة وجوب إشراك الشباب بشكل فعال في الجنادرية ومحاولة جذبهم للمهرجان الذي من الواضح أنه لا يتمثل في وجدان أغلبيتهم (وبالتالي أغلبية السكان بما أنهم يشكلون ٧٠٪ من السكان!) سوى الأوبريت وسباق الهجن!
- من ضمن اقتراحاتنا أيضاً: معرض للتصوير الفوتغرافي يعرض إبداعات الشباب بما أنها هواية تزايدت بشكل مطرد في مجتمعنا في الفترة الأخيرة..ذكر الآستاذ حسن بأنه حضر معرضاً خرافياً إبداعياً في القطيف بصحبة أ. محمد رضا نصر الله
- اقترحت أيضاً إدخال فن جديد للنشاطات الثقافية مثل سينما تصويرية تعرض أفلاماً وثائقية أو تعرض بعض أفلام الشباب القصيرة
وقد كلفت بالإعداد وطرح مسودة لندوة تختص بالشباب، وقد اتفقنا أن يكون لها علاقة بالإعلام التفاعلي، وسأعرضها في التدوينة التالية طالبة آرائكم فيها، ومن ثم إرسالها للجنة في أقرب فرصة.
حسناً كانت تجربة مميزة، أضافت لي الكثير، تعلمت الكثير من الحوارات الثرية ومع النقاشات الجانبية مع أهل الأدب والثقافة كذلك.
مرام عبد الرحمن مكاوي's Blog
- مرام عبد الرحمن مكاوي's profile
- 36 followers

