كامل فرحان صالح's Blog: Kamel Farhan Saleh's blog, page 2

December 25, 2022

مجلة الحداثة: الافتتاحية: نوبل والوهم العربي!

مجلة الحداثة التعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية – أبحاث في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني (خريف وشتاء 2022 - 2023) by مجلة الحداثة مجلة الحداثة: التعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية – أبحاث في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني مجلة الحداثة التعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية – أبحاث في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني (خريف وشتاء 2022 - 2023) by مجلة الحداثة كامل فرحان صالح gger.googleusercontent.com/img/b/R29v...مجلة الحداثة خريف 2022 شتاء 2023 Al Hadatha
♦ كامل فرحان صالح *
تطرح وسائل إعلام غربية، أسماء عربية للفوز بجائزة نوبل في الأدب (Nobel Prize in Literature) غير مرة، ومن هؤلاء الشاعر اللبناني السوري أدونيس (1930م) والروائي اللبناني الفرنسي أمين معلوف (1949م) والروائي المغربي الفرنسي طاهر بن جلون (1944م) وغيرهم، لكن بقيت الأسماء العربية غائبة كليًّا عن جائزة نوبل للآداب باستثناء الروائي المصري نجيب محفوظ (1911 – 2006م) الذي طرح فوزه بالجائزة آنذاك (1988)، أسئلة كثيرة حول الأسباب الخفيّة التي دفعت لجنة الجائزة لمنحها محفوظ هذا الفوز.لن أدخل في تفاصيل الوهم العربي المؤدلج، والنظرة بارتياب لكل شيء، كون الجائزة كانت تذهب دائمًا، إلى أشخاص آخرين مثيرين للجدل غير العرب، أحيانًا كان يتوقع فوزهم، وفي الغالب، كانت أسماؤهم غير مطروحة للفوز في الوسط الثقافي العالمي عمومًا والعربي خصوصًا.لكن، وعلى الرغم من ذلك، كان لافتًا أن الفائزين بجائزة نوبل للآداب، ارتباطوا بقضية نضالية تتلمس تأييدًا من شريحة واسعة ينتمون إليها، أو يؤمنون بالأفكار نفسها التي يحملها الأديب أو الشاعر أو الروائي الفائز، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، ولعل منهم الروائي التركي أورهان باموك (أو أورخان باموق/ Ferit Orhan Pamuk، 1952م) الذي نظر إليه على أنه خيار مشحون سياسيًّا في العام الذي أتهم فيه بانتهاك قانون مثير للجدل يمنع إهانة "الهوية التركية"، والروائية الفرنسية آني إرنو (Annie Ernaux، 1940م) التي تقدم في أعمالها نظرة عميقة عن كيفية تغير أحوال بلدها، وهي القائلة في حوار مع صحيفة "غارديان" (The Guardian) في العام 2019: "إن العمل الروائي هو قول الحقيقة".فما هي القضية النضالية التي يحملها المبدع العربي الآن؟صحيح أن المرشح الأبرز للجائزة عربيًّا أدونيس، كان له الأثر الأكبر في التنظير للشعر العربي الحديث، فضلاً عن ريادته العربية في الإضاءة على الحداثة الشعرية، وكتابته للقصيدة العربية الجديدة.لكن هذا الإرث الأدونيسي لم يعد يشكل قضية عربية حالية وآنية، بل على العكس، تبرز يومًا بعد يوم هوّة شاسعة وقاسية بين المثقفين العرب والناس.ويلاحظ في هذا السياق أيضًا، أن المبدعين العرب مثلًا، شاء البعض منهم، أن يبقوا ساكتين عمّا تشهدها بلدانهم من قهر واضطهاد وقمع وتحولات جذرية، بل خرج البعض منهم إلى الناس عبر كتابات تسوق بشكل أو بآخر، للخنوع، فوضعتها سمتها "اللزجة" إن صح التعبير، في دائرة "كل التأويلات والاحتمالات الممكنة"، بهدف التملص من اتخاذ مواقف صريحة وعلنية مما يحدث، فضرب هؤلاء على كل الأوتار بدءًا من التاريخ القديم، وصولا إلى الاستشرافات الآخذة غير وجه... فكانت كتاباتهم تثير ضدهم موجة سخط من قبل شريحة واسعة من مثقفي بلدانهم.وفي الوقت نفسه، كان يبرز في المشهد، أن هؤلاء لم يكونوا من المثقفين الذين كانت تتطلع إليهم الأجيال الجديدة كي يقودوا التغيير في مجتمعاتهم نحو العدالة والحرية والتنمية والكرامة..لعله يمكن اختصار الإشكالية في العالم العربي، بالقول: إن معظم المبدعين العرب الكبار، وعلى الرغم من تاريخهم العريق، وأهمية انتاجاتهم وتأثيرهم في الذائقة وفي الدرس الأكاديمي والبحثي... يصرّ الغالبية منهم، على عدم الخروج من لغة الحبر إلى لغة يكتبها الناس ببلدانهم بدمهم.كيف لهؤلاء أن ينالوا جائزة نوبل؟ ولماذا؟ وهل من الممكن لمتنصل من مناصرة شعبه، أن يُعلّق له وسام تكريم عالمي؟يبدو أن التساؤل وارد، في حال فرّخ بعض المتوهمين من دون كلل أو ملل: عقلية توهم المؤامرة المتوارثة، فتقدم الأكاديمية السويدية مثلاً، وفي شكل استثنائي، على منح جائزة نوبل للآداب لمدوّن عربي على مواقع التواصل الاجتماعي بدلا من روائي أو شاعر معروف!**** شاعر وأكاديمي من لبنان
مجلة الحداثة - السنة 29 - عدد 225 / 226 - خريف/ شتاء 2022 - 2023
كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 25, 2022 03:35 Tags: alhadatha, مجلة-الحداثة

موت جميل

 

Kamel saleh كامل فرحان صالح

في الأيام الحلوة

ترحل نحو فكرة الموت

موت جميل من اختيارك

تبتسم للفكرة 

تشعل سيجارة

تتمدد على الكرسي 

ثم تغمض عينيك 

ناسيا الموت

ناسيا الأيام الحلوة 

ناسيا آخر سيجارة لديك تومض وحيدة في الكون.

كامل صالح

25/12/2022

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 25, 2022 02:14

December 19, 2022

مشاركة البروفيسور كامل فرحان صالح في يوم اللغة العربية العالمي

كامل فرحان صالح


بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية نظم اللقاء المعروفي ندوة خاصة بمشاركة كل من الشاعر البروفيسور كامل صالح والبروفيسورة درية فرحات والشاعر مارون الماحولي وبمشاركة رئيس اللقاء المعروفي الشيخ زياد ابو غنام وأمين سر اللقاء المعروفي الدكتورة ليلى أبو شقرا وذلك يوم الاثنين 19 كانون الأول 2022 - الساعة 7 مساءً بتوقيت بيروت عبر منصة zoom
***

kamel Farhan saleh - كامل فرحان صالحPoet, novelist and full professor at the Lebanese Universityhttps://kamelsaleh1969.blogspot.com
• Facebook : https://www.facebook.com/KamelFarhanSaleh• Twitter : https://twitter.com/kamelfsaleh• Instagram : https://www.instagram.com/kamelfsaleh• Youtube : https://www.youtube.com/c/KAMELSALEH• linkedin : https://www.linkedin.com/in/kamelsaleh• goodreads: https://www.goodreads.com/author/show/7787631#كامل_صالح​ #kamel_saleh​​كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 19, 2022 06:37 Tags: كامل-صالح

November 13, 2022

سالم المعوش المرجع والعلم

كامل فرحان صالح سالم المعوش




 هذه الكلمة ألقيت في حفل تكريم لجنة جائزة جان سالمه للدكتور سالم معروف المعوش في النادي الثقافي في برجا، الأحد في 13 تشرين الثاني 2022

* كامل فرحان صالح

هو سالم معروف المعوش الذي يمدّ لك قلبَه قبل يدِه، ولم تزده المناصبُ والألقابُ وحفلاتُ التكريم والجوائزُ الكثيرة إلا تواضعًا وطيبةً ومحبةً.

عارك الحياةَ منذ الصغر، وكان يتخطّى الصعوباتِ والعوائقَ ببسمةٍ ورضا. لم يكن عملُه في الشأن العام مغايرًا لعملِه في الشأن التربوي والتعليم العالي، فهو هو، المحبُّ والمبادرُ والخلوقُ والإنسانُ الذي لم تفارقه صفةُ الأبِ والحاضنِ والمربي، فكان المقصدَ لزملائِه أينما حلّ، والمقصدَ لطلابِه حتى بعد تقاعده. لم يبخل بنصيحةٍ أو استشارةٍ، فكان كما يقول المثل: كرم على درب.

لا أذكره إلا بصفةِ الأخ الأكبر، فهو من أوئل من ساعدني في التعليم في الجامعة اللبنانية، كما ساعد عشرات الأساتذة غيري، حيث تنازل عن موادٍ له ليعطيني إيّاه، وقد ساعدني بالدخول إلى خفايا عالم التعليم العالي عبر النصح والإرشاد، واقتراحِ الدراسات والكتب والمحاضرات والامتحانات.

ماذا أقول عن صاحبِ عشرات الأبحاث والكتب في النقد الأدبي واللغة والسير، وفي أدب السجون، فضلا عن الروايات، وقد زادت أعماله المنشورة على 40 كتابًا، وهناك 10 كتب بانتظار النشر؟

ماذا أقول عن الباحثِ والمؤرخ الأدبي والناقد والأكاديمي والأديب والروائي، ورئيس قسم اللغة العربية في الجامعة اللبنانية، ومقرر لجنة قبول مشاريع الماجستير، وعضو هيئة مندوبي الأساتذة، فضلًا عن مناقشته وإشرافه على عشرات الطلاب في مرحلتي إعداد شهادة الماستر وشهادة الدكتوراه؟

ماذا أقول عن الرجلِ العصامي الذي بنى نفسَه بنفسِه، والحائزِ عدة شهادات أكاديمية؟

في الأدبِ والنقدِ واللغةِ هو مرجعٌ، إذ تشكلُ مؤلفاتُه مَعينًا لا ينضب لعشرات الأساتذةِ وآلافِ الطلابِ والباحثين، وأذكر منها: إيليا أبو ماضي بين الشرق والغرب، وصورةَ الغرب في الرواية العربية، وشعرَ السجون في الأدب العربي الحديث والمعاصر، وأحمد الصافي النجفي، وبدر شاكر السياب، والأدب وحوار الحضارات، والعولمة والتربية وسباقات الاتصال والتشكل والتنمية، والأدب العربي الحديث، ودور اللغة العربية في بناء المجتمع وتطوره، والقيم والاتصال... وغيرها وغيرها.

أما في الإبداع فهو علمٌ، إذ أصبحت رواياتُه محطَّ اهتمامِ عشرات الباحثين في الروايةِ العربية عمومًا واللبنانية خصوصًا، وقد خضعت غير رواية له للدرسِ الأكاديمي المنهجي، إن كان عبر رسالةِ ماجستير أو دكتوراه أو أبحاثٍ أصيلة.

فإن كان سالم المعوش يسلكُ في أعمالِه البحثيّة مسلكَ المنهجِ والمنهجية العلمية الرصينة، فإنه في أعمالِه الإبداعية يسلكُ مسلكَ القادرِ على رسمِ التفاصيل المسكوت عنها في غير موضعٍ من مواضع الحياة اليومية، والاجتماعية، والعملية، والسياسية، والتاريخية، فلا يكلُّ أو يتعبُ من مواصلةِ الحفر في صخرِ هذا الواقع، لعلّه يصل إلى النبع، حيث تكمن إنسانيةُ الإنسانِ وشفافيتُه، وعلاقاتُه السوّية مع أخيه الإنسان، ومع السماء.

في أعماله السرديّة، ترتسمُ أمام المتلقي مشهدية الرغبة في الكشفِ، والبوحِ، وكسرِ الصمت المطبِق على مجتمعنا، على الرغم من كثرةِ الضجيجِ المنتشرِ في كلّ مكان. فلا يختارُ سالم المعوش عناوينَ رواياته بمعزلٍ عن الأبعادِ العميقةِ لمفهومِ الرمز، فيبني عناوينَه على تركيبةٍ جاذبةٍ للمتلقي، تثيرُ لديه الشغفَ بأن يعرفَ ماذا سيحدث "عندما تمطر السماء حنينًا"؟ وما هو "الكلام غير المباح"؟ وأين سيصل في "صواب"؟ وماذا يوجد في "الخفايا"؟

لذا يسلك الروائي المعوش عبر عناوينِه هذه، مسلكين:

-       مسلكُ النجاةِ من الموت، بحيث إن كلّ معرفةٍ ينتجُها المرءُ تزيد مساحةَ الحياةِ وتقلصُ مساحةَ الموت.

-       ومسلكُ الكاشفِ والعارفِ والشاهدِ على كثيرٍ من الأحداثِ التي لا يدركُها كثيرون، وإن عَلمَ البعضُ فيها، فإن علمَهم يبقى مشوبًا بغموضٍ قد يغيّر الكشفُ عنه بناءَ الحكايةِ كلِها.

ما تبوح به أعمالُ المعوش، ولاسيما السرديّة منها، هو المتراكم في الذاكرةِ والواقعِ والتاريخ، عبر شخصياتٍ متفاوتةٍ في المعرفةِ والإدراكِ وتقييمِ الأمور، إلا أنها قادرةٌ على صياغةِ جانبٍ من جوانبِ الحدث المركزي، فضلًا عن الأحداثِ الجانبية.

لا يضطرُ المعوش في أعمالِه إلى نزعِ جلده ليرتديَ جلدًا آخر، وقد بدت ملامحُه واضحةً في الشخصياتِ المحوريةِ في معظمِ رواياتِه، إذ يحاكي في مواقعَ عديدةٍ في رواياتِه، أمكنةً حقيقيةً، يمكنُ للمرءِ أن يستدلَّ عليها من دون عناء.

فهل قصد ذلك قصدًا؟ قبل الإجابةِ عن هذا السؤال، ثمة أسئلة أخرى، لا بدّ منها: لماذا يريدُ الكاتبُ أن يكشفَ اللثام؟ كذلك أين هي الحدودُ الفاصلةُ بين عالمي السيرة والسرد؟...

لا شكّ في أن صياغةَ إجاباتٍ ممكنةٍ، تبقى قاصرةً، كما أن البحثَ التحليليّ والنقديّ ليس هو المكان المناسب لمنح إجاباتٍ شافيةٍ ووافيةٍ، بل إن مهمتَه الأساسية قد تكمنُ في قدرتِه على إثارةِ الأسئلة. لكن يمكن القول: إن سالم المعوش لم يعد قادرًا على الصمت، وبالتالي، يقصدُ أن تتقاطعَ شخصيتُه مع شخصياتِ رواياتِه، لتقولَ ما كان غير ممكنٍ قولُه من قبل، وقد شاءت هذه الأعمال، أن تبثَّ الرسائلَ الأساسية، والمركزية إلى هذا الواقعِ الغارقِ في الدمِ والعنفِ والخوفِ وإلغاءِ الآخر، لتقولَ بشفافيةٍ مطلقة: إن المدماكَ الأول للنجاةِ من هذا المستنقع، يكمن في مدِّ جسورِ الحوارِ وتعزيزِ قيمِ الحبِّ والأخلاق، ومن دون ذلك لا خلاص لنا.

البرفيسور سالم معروف المعوش إن تكريمَك اليوم من قبل لجنةِ جائزة جان سالمه، هو تكريمٌ للإنسانِ الذي يسعى في هذه الأرض إلى نثرِ المعرفةِ والعلمِ والأدبِ واللغةِ والإبداع ِبحبٍّ وتواضع وشغف.

إن تكريمَك اليوم هو تكريمٌ لنا جميعًا في هذا اللبنان الذي ارتقى إلى المجدِ عندما رسمَ الحرفَ ونشرَ الفنونَ وخطَّ كلمتَه في لوحٍ من نور، وهبطَ إلى دركِ جهنم عندما رفعَ في دروبِ التلاقي والحوار، سواترَ البغضِ والكرهِ والحقدِ، ولغةِ الإلغاء.

سالم المعوش نكبر بك، ومبارك هذا التكريم

***

* كامل فرحان صالح – أستاذ دكتور في الجامعة اللبنانية. 

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 13, 2022 08:10 Tags: سالم-المعوش, كامل-صالح

November 5, 2022

لم أعد أقدر على المبالاة

كامل فرحان صالح

 لم يعد مهما أن أعدّ خساراتي

هرّ الحنين من صدى سعالي

واستوطنني الصقيع

لم أعد أقدر على المبالاة

لم أعد أقدر على التبرير 

أو على رتق روحي بالنسيان

وحيدا أمضي نحو ما تبقى لي من عمر

أهرب من الناس كوباء محتمل

أسجن أصابعي خوفا من الغرباء

وأتوّج على الكنبة مملكتي

لم يعد مهما أن أعد خساراتي

يكفي أنني أحملني نحو النوم 

من دون نعاس أو أحلام


Kamel Farhan Saleh

كامل فرحان صالح  

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 05, 2022 17:15 Tags: شعر, كامل-صالح

October 17, 2022

أمسية صالون الحرف العربي الاحتفائية بكامل فرحان صالح


الدكتور الشاعر كامل فرحان صالح في أمسية حوارية شعرية ادبية نقدية مميزة لصالون ملتقى الحرف العربي بتاريخ 15 / 9 / 2022



د. دورين نصر

 















قراءة نقديّة في كامل فرحان صالح مجموعة خذ ساقيك إلى النبع للشّاعر كامل فرحان صالح،
بقلم د. دورين نصر

حين قرأت المجموعة الشعريّة للشّاعر "كامل صالح": "خذ ساقَيْك إلى النبع"، استحضرني الشّاعر عبده وازن، كما استحضرتني مقدّمة همنغواي الشهيرة بأنّ الكاتب (والشّاعر بالضرورة) هو تلك البئر التي أنّى ألقيتَ بدلولك فيها، ستعثر على الماء. وهذا الماء كان يترقرق بين سطور قصائد هذه المجموعة. إذا كانت الحياة لحظة هاربة، فالشّعر ليس سوى محاولة ممتعة ومضنية للإمساك بهذه اللّحظة الهاربة. وقصائد هذا الديوان تنطوي على لحظتين متعارضتين: الأولى تمجّد الحياة باعتبارها وعاء وُجد ليمتلئ وكأس لتُشرب بحبّ، والثانية رثاء لهذه اللّحظة. وربّما تساءلت: أين أقف من هذا التّعارض؟ فتأتي الإجابة: أقفُ في صميمه. أقصد في صميم القصائد بكاملها في هذه المجموعة الشعريّة، وتبقى المرأة هي المحرّك الأساسي لكلّ التحوّلات التي اعترت ذات الشّاعر. فقصيدة "كي ينام الطيّبون" ربّما تجسّد كلّ حالات التناقض التي يعيشها المتكلّم حيث المطهّر والمدنّس، الخلاص والهلاك. وعلى غرار شعراء الحداثة، لا يتوانى كامل صالح عن توظيف الرموز الدينيّة في شعره، إذ تصبح المرأة رمزًا للتطهّر، يقول:
"النساء الرشيقات
يعجن طحين روحي بماءٍ وعسل
يا خلاصي الكبير
في أعلى الزيتونة سرُّ المسيح".
ويقول في موضع آخر على غرار الحلاّج:
"كُلّك منّي وكلُّني منك
وكلّهم يستوون تحت عُشبة صلاةٍ باهرة."
هذا النبض الصوفي يرتقي باللّغة ويدفعنا للتحقّق من كيانات وجودها.
فالعشق عند كامل صالح ليس عشقًا عاديًّا بل هو كما جاء في كتاب النيسابوري: "منطق الطير، هو جنون القلب". وشرط الشّعر الوحيد عند كامل صالح، هو الشّعر حين يحوّل أيّ معطى معرفي إلى قصيدة. فيعيدنا مثلاً في قصيدة لهفتي عليكِ إلى زمن البدايات. ورد في الإنجيل المقدّس: "في البدء كانت الكلمة". وجاء في القصيدة:
"منذ اتكأ آدم على وحدته
أتهجّى إصبعَك الصغير"
فالحياة عنده لا تُصنع من دون أنثى، فهي عشتار التي سترفِد قصائده بالحبّ ليفيض الحبر على الوجود. ويوظّف الشّاعر أسطورة التكوين في قصيدته "أتدرّب على غيابك"، ويعيد إنتاجها بطريقة مختلفة إذ يسخّر كلّ ما في الكون من أجل الحبيبة: الصباح، الحبق، النهار، الياسمين، صلاة المؤمنين، الشتاء، وتصبح الحبيبة المعادل الموضوعي للإله، إذ من خلالها يكون الخلاص:
"بعبوركِ يستقيم الخلاص".
فهذا ما يشير إلى توق الشّاعر إلى عالم ما قبل الخطيئة، ما قبل هبوط آدم، حيث كان البشر أطيافًا أثيريين قبل تلك الخطيئة التي لا تتجسّد في فاكهة. والحبيبة عند كامل صالح لا اسم لها ولا يمكننا العثور على أيّ ملمح من ملامحها، وكأنّها حالة نورانيّة تُعيد تشكيل العالم، كلّ ما في الكون ينطلق منها ويعود إليها.
ويُطلق الشّاعر في قصائده العنان للمجاز. فالمجاز، عنده هو العبور إلى ضفّة جديدة للمعنى، هو آلة لتحويل وبناء المفترض أو الممكن الغائب. وهو في اعتماده المجاز يستبعد الصورة المكتملة، ليبني الحركة بغيابها، بمفترضاتها. فالحركة هي ما يراه، أمّا الانفعالات والمشاعر، فقد أوكلها إلى القارئ. وهي مقيمة في مرآة النّصّ، في انعكاسه، في بعده الآخر، في مُضمَره وما يقدّمه من احتمالات، وليست عينيّة مباشرة.وإذا تقصّينا عالم المتكلّم وجدناه يلتقط أثر الاشياء الغائبة؛ الأشياء المفترضة. فالأشياء هي ما ليست هي، هي وهمها وظلالها وصورتُها واحتمالاتُها، يقول:
"تحت الحياة عسلٌ
فوق الموت خاتمٌ
حبيبتي بلادٌ تبعدُ كحبل الحنين"
الشّاعر يتأمّل الوجود الذي يعيش مثلَ لحن، يُعشق ولا يُرى، مثلَ كلمات بلا جسد، ومعانٍ بلا زمن، وصورٍ لا نسكنها، لا نلمسها، كبحارٍ لا نستكشفُها، لا نسافرُ فيها ولا نغوص.
في الواقع أردت أن أنطلق من هذه النماذج ومن هذا التحليل لأطرح إشكاليّة واقعة في الشّعر الحديث لا سيّما في قصيدة النثر. إذ يؤكّد الناقد الفرنسي Jean Pierre Richard في تقديم كتابه: Onze études sur la poésie moderne’’" ، "إحدى عشرة دراسة في الشّعر الحديث" بأنّ أدوات تحليل القصيدة تبقى ناقصة، ما جعله، في دراسته هذه، يكتفي بتناول أشكال الموضوعات فيها، من دون غيرها. فيقارب هذه القصيدة من ناحية موضوعاتها ولا يتوقّف عند مسائل واقعة في بناء الشّعر.
بينما مقترح لويس هيلمسليف يدفعنا للنظر إلى اللّغة وفق مجالين: الشكل والضمون؛ ما دفع غريماس إلى بلورة أدوات التحليل ودرس التعالقات بين ما هو لغوي وما هو شعري، ما جعل الدرس يخلُص إلى نتيجة: لا وجود لنظام بنائي نسقي واحد لهذه القصيدة من جهة، بينما يتحقّق الدّارس من وجود "انتظامات" فيها، تكراريّة أحيانًا في القصيدة الواحدة، أو في أكثر من قصيدة، من جهة ثانية.في الواقع، هذا ما لاحظته في قصائد هذه المجموعة، كلّ قصيدة لها بناء قائم بحدّ ذاته. فكامل صالح يولي عناية خاصّة لبناء قصيدته، حيث الاكتناز في المحتوى والاستغناء عن الزوائد، كما أنّنا لاحظنا تباينًا ظاهرًا في حجم القصائد، لكنّ القصيدة القصيرة في حجمها مستفيضة ومحتدمة في إيحائها، وإن كانت وجيزة في عباراتها وإيقاعها. لا يتّسع المجال هنا لدراسة القصيدة على كافّة المستويات (المستوى الطباعي، النحوي، الإيقاعي والدلالي) لأنّ هذا التحليل يصلح أن يكون رسالة ماجستير أو أطروحة دكتورة.
لكن أريد أن أختم بالفكرة التالية: إنّ التحرّر في قصيدة النثر أباح للمتكلّم قدرةً وإمكانيّة قول لم تعد مقيّدة، عدا أنّ احتياجاته باتت متشعّبة، مقدار ما يكون الكلام مفتوحًا على تداعيات النفس، وخواطر البال، ومشاعر الحلّ، واستدعاءات الذاكرة. هذا ما يجعل القول الشّعري فيها متفلّتًا، يتسرّى في غير اتّجاه، في الوقت عينه. وهو ما يقيم صلاتٍ مفتوحةً بين المصدر والراهن، ما يجعل شواغل الذات في المتكلّم حاضرةً حيّةً، تتقلّب بين تعبيرات المشاعر والتأمّلات والأفكار والأحوال. فالقصيدة عند كامل صالح تشبك في نسيجها النّصّي، ما يمكن تسميته بمعان ودلالات متأتّية من "ثقافيّة" الشّاعر. هذا ما بات ممكنًا، بل مرغوبًا، مناسبًا، ما دام أنّ الشّاعر بات متصرّفًا بالقصيدة. وتبقى قصيدة النثر قصيدة قلقة وتّفي بنيتها النزاعيّة، في انتظام توتّرها الداخلي. فهي قصيدة خارج أيّ نموذج، مصعبة النمذجة، ما يجعلها مشروعًا واعدًا في صورة دائمة، وجاذبة في الوقت عينه لأجيال متزايدة

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 17, 2022 11:41 Tags: كامل-صالح

October 15, 2022

عكاظ: مؤلفون يزهدون في حفلات التوقيعات إهداءات في سلة المهملات

كامل فرحان صالح
* علي الرباعي (الباحة) قصة الديوان الأولوأكد الشاعر اللبناني الدكتور كامل فرحان صالح أنه عندما أصدر ديوانه الأول في عام 1985، نفذ حملة إهداءات واسعة احتفاء بباكورة أعماله، رغم اكتشافه لاحقاً، أن الديوان يتميز بالبساطة والغرق في الرومانسية السوداء، وفي الإمكان إعادة النظر في مجمل النصوص، إلا أنه يبقى محطة أولى في حياته الأدبية، ولم يعد من جدوى أن أستمر في جلد الذات. وقال إذا كان لا بد لي من تذكر ذلك، وأستعيد بعض الذكريات التي آلمت حينها، إلا أنها أضحت تثير لديه الضحك، منها أنه أهدى الديوان لشاعر عربي كبير في أحد معارض الكتب العربية، ليصدم بأنه وجد الديوان منسياً، أمام سلة القمامة، وأهدى نسخةً لجارتهم، ولم تمر أسابيع قليلة حتى نشب خلاف بين هذه الجارة وعائلته، ليفاجأ في إحدى الصباحات، بديوانه في بركة ماء بموقف السيارات التابع للبناية. وأحيا أمسية في بلد عربي وأهدى ديوانه لعدد من الحاضرين، وإثر أعوام وجد كتابه ظاهراً في صورة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لكتب معروضة على أحد الأرصفة في ذاك البلد، وعدّ الإهمال من قبل البعض لديوانه الأول، حافزاً كي ينشر لاحقاً كتباً تجعله يثق بتجربته أكثر من ناحية، ويتوقف نهائيّاً عن القيام بحفلات الإهداء من ناحية الأخرى، وبلغت مؤلفاته 13 كتاباً وكلها صدرت ونُشرت ووزعت ونفدت من الأسواق، من دون حفل توقيع كما قال* الجمعة 14 أكتوبر 2022 00:01

لقراءة بقية التحقيق الرجاء الضغط على الرابط
صحيفة عكاظ

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 15, 2022 13:27 Tags: كامل-صالح

October 6, 2022

كنهار في جبل الشيخ

كامل فرحان صالح

أحيانا

أراني في القلوب الطيبة

أزور مقامات الأولياء

أشعل بخورا والكثير من روحي

وأبتسم كنهار في جبل الشيخ

أحيانا 

أراني في زواريب النسيان

ألتقط وجعا عابرا 

أضمه إلى صدري

وأبكي كولد لم تحبه بنت الجيران

أحيانا 

وربما دائما 

أجمع ما تبقى من نوافذي

أنثرها على الجدران

أجلس وأتأملني مع قهوة مُرّة

وثلاث حبات هيل وأغنية

7 تشرين الأول 2022

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 06, 2022 22:45 Tags: شعر, كامل-صالح

September 12, 2022

كيد حمامة على سفينة

كامل فرحان صالح

وقد قدّر لي أن أقف على النهايات

قبل أن تأخذ الأرض نفسا أخيرا
ثم
تتلاشى كأي غيمة 

أو عواء لبنات آوى
هناك
حيث الكلام يُنسى
وحيث كل ذاكرتك تصير لحظة
لحظة ذائبة على الرجاء
هناك
حيث تلملم ما تبقى من روحك
ثم
تنتظر أن ترى تعب الجبال
غرق الأنهار
سفر الليل في النهار
ونوم السماء في حضن الفراشات

وقد قدّر لي أن أقوم من ضلعي

نقيًّا كدمعة أم تجمع الأيام
ثم
تنثرها على جيد ابنها قبل أن ترتاح
هناك
يعمني البياض كيد حمامة على سفينة
أعدّ فيها أصابعي وما تبقى من أسناني
ثم
أقطف تفاحتي
وأخطو خطوتي الأولى نحو البدايات.

كامل  فرحان صالح

  13 أيلول 2022

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 12, 2022 19:30 Tags: شعر, كامل-صالح

September 1, 2022

مقهور

كامل فرحان صالح
تشعر أنك مقهور
تريد أن تقول ولا تقول
تريد أن تبكي ولا تبكي
أن تموت ولا تموت
تشعر أنك مقهور ...

كامل صالح
كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 01, 2022 10:52 Tags: شعر, كامل-صالح

Kamel Farhan Saleh's blog

كامل فرحان صالح
هذه مدونة كامل فرحان صالح
وهو شاعر وناقد وأكاديمي لبناني
Follow كامل فرحان صالح's blog with rss.