عبد القادر الفيتوري's Blog, page 8
July 4, 2014
تغريبة العبدي” .. قصة امة
Edit” تغريبة العبدي” .. قصة امةPosted on May 26, 2014
ادب الرحلات والاسفار ” تغريبة العبدي ” .. مغامر فتى من اهل الواحات النائية القابعة على ضفاف الاطلسي .. ” واحة اسفي ” بالمغرب .. منتصف القرن التاسع عشر .. رحلة المشتاق في طلب المعرفة ، والحج ، وجوب الافآق .. في عينيه دمعة حزينة ، وفي قلبه فرحة مقموعة . وفي راسه فكرة ميتة .. ومضة قنديل في ليل بهيم . قطرة ماء في صيف قائظ .. رفقة القوافل العابرة للصحراء الى تمبكتو حاضرة الغرب الاسلامي .. وقفات هنا وهناك بقرى متوارية عن الانظار .. ادغال افريقيا .. وبمحاذاة نهر النيجر يتوجه شرقا الى واحة سيوة بمصر .. الى المنشية وعبور بحر القلزم نحو ارض الحجاز .. وعودة واستقرار بمصر .. ورحلة الاياب عبر البحر الى تونس .. انتهاءا بضفاف الاطلسي نقطة الانطلاق قبل ثلاثة عقود من الزمن . وقد اشتعل الراس شيبا ، وبلغ من الكبر عتيا . لا اثر لحياة سوى رمال صفراء مترامية الاطراف تفح صهدا لاهبا يحرق الراس ويلسع العقل ويشيط القلب .. اطلال وخرائب واثار قوم سكنوا او مروا من هنا .. يستنطق الاثار .. وتتالى عليه المحن والخطوب .. لا احد لمرآى البصر ، رمال فوق رمال وراء رمال ، لا ماء ولا شجر ولا ظل .. بهتت الصور وتلاشت .. لا احد يتعالى على الصحراء وجبروتها ، ولا اعلم لماذا خلق الله الصحراء .. تحمل اسرار وتخفي اكثر مما تعلن .. الفيافي القاحلة ..اوجعته عطشا وجوعا وكادت ان تلتهم نفس الحياة مرارا .. وامدته زاد المعرفة باصقاع ودروب وشعوب لا تزال غارقة في البساطة وسداجة الحياة والفطرة الاولى .. واصناف البشر المجانين والمهووسين بالحكم والسلطة والجاه يدفعون الناس البسطاء واهل الفطرة ليصبحوا هم بدورهم مجانينا وحمقى . في هذه الصحراء وحدها يمكنك ان تقرأ خاطر الناس وهواجسهم ومخاوفهم وامانيهم دون ان يتكلموا او ينبسوا بحرف واحد ، لن تحتاج في الصحراء عندما تتعلم لغتها وتصدقها الود وتبادلها الحب ان تسال عن شيء او تستفسر احد ، الصحراء كتاب مفتوح يقرأه ابناؤها ومحبوها وكل من لاذ بها مسالما ، لكنها نار وجحيم ومقبرة لمن دخل غير مسلم ، ولهذا عزت وامتنعت عن الغزاة منذ قدم التاريخ.. انا من امة الصحراء ، تجري في عروقي حبات الرمل ، في انفاسي صهد الصحراء .. ما اخافه .. هو قيد المكان ، المال المراة وترف الحياة وارتخاء البطن والشره الطمع .. القمر المنير يضيء كون الصحراء .. الفلاة الوعرة الموحشة .. الحر والجفاف .. ندرة الماء .. قلة الخضرة .. اكواخ الطين والتبن .. واحات غارقة في البساطة ..اغداق النخيل بثمارها اليانعة .. عناء ونصب .. العصبية وقد علا اوارها وقرعت طبولها واتسعت اطماعها.. وللصحراء ايضا علامات اخرى . . تلامس اوتار القلوب .. هيفاء مقبلة ، عجزاء مدبرة .. لا يشتكي قصر منها ولا طول.. هكذا يصور لنا العبدي شغفه بالصحراء .. مخاوفها .. وكنوزها المعرفية . وحسرات خطوبها .. حيث لا زاد إلا ما ما صادت النبال والحراب ، وما عاف وحش الصحراء اليباب .. وفرقة الاحباب وهجرة مرابع الصبا والشباب . .. وقد هد التعب الاوادم والرواحل .. عطن العرق وغبار الطريق .. الزاد والماء والحبال والدلاء والقلل والقراب .. دهاقنتها العتاة .. اصرة الحزن والتعلق بالاحلام .. امضي الليالي مسهدا متفكرا بما آل اليه الحال ، وما عليه من تشوش .. الشقاء والفقر وقلة ذات اليد . ” تغريبة العبدي ” رواية وقصة العثور على مخطوط قيم وفريد بسوق شعبي بقرية اسفي .. معق تمائم المؤلف والمحقق .. الكاتب المغربى عبد الرحيم لحبيبى .. تصدرت قائمة الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) لعام 2014 .. رحلة البحث عن الذات .. ومكمن تخلف شعوب الامة عن ركب التطور والتقدم اسوة بشعوب الشطآن الباردة . وسؤال عن ضياع امجاد السلف .. يوم ان كانت الحضارة الاسلامية تقبض على مفاصل حركة التاريخ وقبس الريادة . ويوم ان حلت الصاخة وغار الماء وجف الضرع ونفقت البهيمة .. فاي منقلب منقلبون .. وكأن النار شبت في الهشيم .. ام ان دار الكفر اظهرت ناب الغدر ؟ هل هي النهاية ؟ عشعشت الغربان برأسي ، نعقت البومة في احشائي .. كالشمس مشرقة آفلة .. كالقمر بدرا ومحاقا .. وفي منارة الشرق قاهرة المعز .. يتلمس ضالته .. ويواري اسفه معلنا الرحيل والعودة .. ينصت الى مرشد القوم .. بمنارة الازهر .. : ” ما ان تعود وبسمل حتى فارقته البشاشة ، فاكفهر وجهه ، وعلت جبهته تقطيبة كالحة كخسوف القمر ، واشتد سواد زبيبته حتى خلت نفسي امام حية استنفرت رأسها للانقضاض ، واحمرت عيناه ، اشتعلتا نارا ، ترميان السامعين بشواظ حارق ، اتخذ وضع المنذر فالقى خطبة جمع كلماتها من حطب جهنم ، ووقودها الناس والحجارة ” .. قياسات واستدلالات تمثيلية لتبرير الهزيمة الحضارية امام العدو الكافر بنقص الايمان والتفريط بالدين اعتمادا على اساليب فقهية فاقدة لروح الابداع والتجديد .. وواقع يهرب من ذكره القلم وينفر الورق .. ماجت الاسواق .. وقامت الفتنة على ساق .. عظم الخطب واشتد الكرب .. هدمت دور وصوامع .. وخربت فنادق ومصانع . ” تغريبة العبدي ” تحمل قصة وجع اخر ينخر باروقة جامعاتنا .. قوالب جاهزة لا تقبل زحزحة او تحوير .. وطالما انها النسخة الوحيدة للمخطوط ، فلا يحق للمحقق ان يسجل منها موضوعا لنيل درجة الماجستير .. انه العرف والقانون الصارم المتوارث . ” تغريبة العبدي ” .. رواية مفعمة بعذب الكلام .. ونوادر المصادفات .. قصة تاريخ امة .. رواية .. تفرض على المرء قراءتها .عابد
Published on July 04, 2014 20:04
القانون الفرنسي
الرحلات | Tagged ادب الرحلات, افريقيا, الصحراء . التجارب النووية الفرنسية, تمبكتو, ذكرياتEditالقانون الفرنسيPosted on May 20, 2014
( القانون الفرنسي ) .. رواية سردية للاديب صنع الله ابراهيم .. سيرة وقائع لرحلة باحث في التاريخ الكولونيالي دعي لحضور مؤتمر علمي في العاصمة الفرنسية باريس .. بمناسبة الذكرى المئوية لحملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798 م .. حزم حقائبه واوراقه البحثية .. بما حوت من رؤية تستنطق العامل المحلي لأثار تلك الحملة .. وفي باريس يطوف متجولا بمعالمها التاريخية .. برج ايفل .. متحف اللوفر .. شارع الشانزلزيه .. قوس النصر .. نهر السين .. متأملا النقلة المدنية الفرنسية .. ومن داخل ردهات المؤتمر يصف اعراق الباحثين ، رؤاهم ، شكوكه حول الاغراض التي اقيم لأجلها المؤتمر ، وما حمل ثاني اقدم جامعة فرنسية لمنحه كل هذا الاهتمام . جامعة بواتييه التي تأسست عام 1431 م . مؤتمر يبرر التاريخ الاستعماري لفرنسا ليخلع عليه جبة البراءة والانسانية والضرورة الحضارية والتاريخية .. جل الاوراق المقدمة كانت تصب او بالأحرى تخدم الهدف .. لتؤكد نجاح حملة نابليون بالأمس .. ومن بعدها الحقبة الكولونيالية .. ” الحملة لم تفشل .. هدفها لم يكن اقامة مستعمرة فرنسية في الشرق ، وانما توجيه مصر نحو الحضارة . فلم يكن من الممكن انقاذ البلد الغارق في ظلمات الجهل والتخلف إلا بإحداث تغيير في بنية النظام السياسي ، وهو تغيير لم يكن من الممكن ان يأتي من الداخل لان المجتمع المصري في حالة عقم تام ، ومن ثم ليس هناك مخرج إلا على يد تدخل اوروبي . فالحملة كانت الوسيلة الوحيدة للخروج من حالة التوحش والهمجية ” . محاضر اخر اعتلى المنصة .. قائلا : ” ان واجب الفرنسيين المقدس تحضير الشعوب ولو بالقوة .. وان الحملة كانت علمية ثقافية وليست عسكرية استعمارية . الجنود الفرنسيين علموا المصرين الحرية واسس الديمقراطية ” . اخر .. ” النهضة المصرية الحديثة بدأت بالصدمة الحضارية التي احدثتها الحملة الفرنسية . وان الحملة اخرجت مصر من العصور المظلمة وكانت بداية تاريخها الحديث .. عدد القتلى المصريين 300 الف قتيل .. ذهب المدفع وبقيت المطبعة اول مطبعة بالعربية في مصر “ باحث اخر .. ” يرجع لنابليون الفضل في تحطيم قوة المماليك التي كانت عقبة في تطور المجتمع المصري ” . يعرض الباحث ورقته التي تستند الى تحقيق لمخطوط عثر عليه من ذلك الارث المتبقي .. يفند من خلالها الطروحات التي تريد ان تظهر الجانب المضيء للحملة .. لتدشن فيما بعد تبريرا اخر للقانون الفرنسي الذي اجيز مؤخرا من قبل الجمعية الوطنية الفرنسية ، قانون رد الاعتبار للنهج الاستعماري .. قانون 2005 فبراير 23 .. وفي نص مادته الاولى ” تعرب الامة عن امتنانها للنساء والرجال الذين شاركوا في المهمة التي انجزتها فرنسا في الاقاليم وراء البحار ” . ينبري الباحث وكأنه نخس عش الدبابير في موطنه الاصلي .. يرد على المشككين بالمخطوط .. ويقض الماضي الاستعماري لفرنسا بمجمله .. بدءا من نابليون ، وانتهاء بالجنرال ديغول .. ولا يفوته ان يحملق في عيون الحسناوات وأجسادهن شبه العارية ، هنا بردهات المؤتمر ، كما بزواريب وحانات الفنادق والمطاعم والاستضافات على هامش اللقاء .. يسجل كل صغيرة وكبيرة .. فضوله وميوله .. غلبة هوى النفس وكوابح العقل .. هواجس تطارده .. وطيف هيفاء لا ينفك يحاصره .. كل ذلك لا يثنيه عن المهمة . يذكر المؤتمرين او المتآمرين بمقولة الكاتب الفرنسي ” شاتوبريان” .. ” ان مجد نابليون لم يكلفنا إلا نحو مائتين او ثلاثمائة رجل كل عام . ولم ندفع إلا ثلاثة ملايين من جنودنا ثمنا له ” . وبالكاتب الفرنسي ” بيير سوليه ” وعنوان كتابه يجيب عن فحوى اللغز ” مصر شغف فرنسي ” .. وشهد شاهد من اهلها . يسرد الاثار البعيدة المدى التي تركتها القوى الاستعمارية خلفها لتعمل في البنى السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الهشة في الغالب .. سياسة الاستيعاب والتذويب التي انتهجتها فرنسا في الجزائر .. محو اللغة العربية .. ضرب وحدة العرب والبربر .. التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية والضحايا 42 الف انسان فئران تجارب .. الفرنك الفرنسي الافريقي والهيمنة الاقتصادية .. الثروات المعدنية .. الاثار النفيسة التي نهبت .. ومحتويات الجناح المصري بمتحف اللوفر .. المسلة الفرعونية التي تتوسط اعرق ميادين العاصمة باريس . أي ماض مضيء هذا ؟‼! .. فرنسا كانت اكثر الدول الاستعمارية قمعا .. لأنها ارادت ان تجعل من مواطنو المستعمرات فرنسيين .. الثقافة الكولونيالية اعتمدت نهج نقد العادات الثقافية والدينية وإبرازها على انها تضطهد المرأة .. وكم هي كلفة قرن ونيف من الاحتلال للجزائر فقط .. وقوافل الموت الملاييني بالشمال الافريقي جملة . يذكر الباحث بحجم تلك المعاناة التي لا تزال تنخر جسد امة اكتوت بلهيب الحقبة الكولونيالية .. يستأذن التاريخ .. ويهمس قائلا : وفروا علينا حبكم القاتل . رواية ” القانون الفرنسي ” للأديب صنع الله ابراهيم .. تفرض على المرء قراءتها .
( القانون الفرنسي ) .. رواية سردية للاديب صنع الله ابراهيم .. سيرة وقائع لرحلة باحث في التاريخ الكولونيالي دعي لحضور مؤتمر علمي في العاصمة الفرنسية باريس .. بمناسبة الذكرى المئوية لحملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798 م .. حزم حقائبه واوراقه البحثية .. بما حوت من رؤية تستنطق العامل المحلي لأثار تلك الحملة .. وفي باريس يطوف متجولا بمعالمها التاريخية .. برج ايفل .. متحف اللوفر .. شارع الشانزلزيه .. قوس النصر .. نهر السين .. متأملا النقلة المدنية الفرنسية .. ومن داخل ردهات المؤتمر يصف اعراق الباحثين ، رؤاهم ، شكوكه حول الاغراض التي اقيم لأجلها المؤتمر ، وما حمل ثاني اقدم جامعة فرنسية لمنحه كل هذا الاهتمام . جامعة بواتييه التي تأسست عام 1431 م . مؤتمر يبرر التاريخ الاستعماري لفرنسا ليخلع عليه جبة البراءة والانسانية والضرورة الحضارية والتاريخية .. جل الاوراق المقدمة كانت تصب او بالأحرى تخدم الهدف .. لتؤكد نجاح حملة نابليون بالأمس .. ومن بعدها الحقبة الكولونيالية .. ” الحملة لم تفشل .. هدفها لم يكن اقامة مستعمرة فرنسية في الشرق ، وانما توجيه مصر نحو الحضارة . فلم يكن من الممكن انقاذ البلد الغارق في ظلمات الجهل والتخلف إلا بإحداث تغيير في بنية النظام السياسي ، وهو تغيير لم يكن من الممكن ان يأتي من الداخل لان المجتمع المصري في حالة عقم تام ، ومن ثم ليس هناك مخرج إلا على يد تدخل اوروبي . فالحملة كانت الوسيلة الوحيدة للخروج من حالة التوحش والهمجية ” . محاضر اخر اعتلى المنصة .. قائلا : ” ان واجب الفرنسيين المقدس تحضير الشعوب ولو بالقوة .. وان الحملة كانت علمية ثقافية وليست عسكرية استعمارية . الجنود الفرنسيين علموا المصرين الحرية واسس الديمقراطية ” . اخر .. ” النهضة المصرية الحديثة بدأت بالصدمة الحضارية التي احدثتها الحملة الفرنسية . وان الحملة اخرجت مصر من العصور المظلمة وكانت بداية تاريخها الحديث .. عدد القتلى المصريين 300 الف قتيل .. ذهب المدفع وبقيت المطبعة اول مطبعة بالعربية في مصر “ باحث اخر .. ” يرجع لنابليون الفضل في تحطيم قوة المماليك التي كانت عقبة في تطور المجتمع المصري ” . يعرض الباحث ورقته التي تستند الى تحقيق لمخطوط عثر عليه من ذلك الارث المتبقي .. يفند من خلالها الطروحات التي تريد ان تظهر الجانب المضيء للحملة .. لتدشن فيما بعد تبريرا اخر للقانون الفرنسي الذي اجيز مؤخرا من قبل الجمعية الوطنية الفرنسية ، قانون رد الاعتبار للنهج الاستعماري .. قانون 2005 فبراير 23 .. وفي نص مادته الاولى ” تعرب الامة عن امتنانها للنساء والرجال الذين شاركوا في المهمة التي انجزتها فرنسا في الاقاليم وراء البحار ” . ينبري الباحث وكأنه نخس عش الدبابير في موطنه الاصلي .. يرد على المشككين بالمخطوط .. ويقض الماضي الاستعماري لفرنسا بمجمله .. بدءا من نابليون ، وانتهاء بالجنرال ديغول .. ولا يفوته ان يحملق في عيون الحسناوات وأجسادهن شبه العارية ، هنا بردهات المؤتمر ، كما بزواريب وحانات الفنادق والمطاعم والاستضافات على هامش اللقاء .. يسجل كل صغيرة وكبيرة .. فضوله وميوله .. غلبة هوى النفس وكوابح العقل .. هواجس تطارده .. وطيف هيفاء لا ينفك يحاصره .. كل ذلك لا يثنيه عن المهمة . يذكر المؤتمرين او المتآمرين بمقولة الكاتب الفرنسي ” شاتوبريان” .. ” ان مجد نابليون لم يكلفنا إلا نحو مائتين او ثلاثمائة رجل كل عام . ولم ندفع إلا ثلاثة ملايين من جنودنا ثمنا له ” . وبالكاتب الفرنسي ” بيير سوليه ” وعنوان كتابه يجيب عن فحوى اللغز ” مصر شغف فرنسي ” .. وشهد شاهد من اهلها . يسرد الاثار البعيدة المدى التي تركتها القوى الاستعمارية خلفها لتعمل في البنى السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الهشة في الغالب .. سياسة الاستيعاب والتذويب التي انتهجتها فرنسا في الجزائر .. محو اللغة العربية .. ضرب وحدة العرب والبربر .. التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية والضحايا 42 الف انسان فئران تجارب .. الفرنك الفرنسي الافريقي والهيمنة الاقتصادية .. الثروات المعدنية .. الاثار النفيسة التي نهبت .. ومحتويات الجناح المصري بمتحف اللوفر .. المسلة الفرعونية التي تتوسط اعرق ميادين العاصمة باريس . أي ماض مضيء هذا ؟‼! .. فرنسا كانت اكثر الدول الاستعمارية قمعا .. لأنها ارادت ان تجعل من مواطنو المستعمرات فرنسيين .. الثقافة الكولونيالية اعتمدت نهج نقد العادات الثقافية والدينية وإبرازها على انها تضطهد المرأة .. وكم هي كلفة قرن ونيف من الاحتلال للجزائر فقط .. وقوافل الموت الملاييني بالشمال الافريقي جملة . يذكر الباحث بحجم تلك المعاناة التي لا تزال تنخر جسد امة اكتوت بلهيب الحقبة الكولونيالية .. يستأذن التاريخ .. ويهمس قائلا : وفروا علينا حبكم القاتل . رواية ” القانون الفرنسي ” للأديب صنع الله ابراهيم .. تفرض على المرء قراءتها .
Published on July 04, 2014 20:03
March 21, 2014
سمراويت
( سمراويت .. حجي جابر ) .. مهاجر من ارتريا طرده شظف العيش ، الى السعودية .. قضاء الطفولة والاستقرار هناك لزمن طويل ، في حي طرف مدينة جدة ، معظم قاطنيه القادمون من بلده اريتريا .. تتحين فرصة عمل ، شغفه بمدينة جدة .. التي لا ينبغي لها ابدا ان تحيد عن موقفها ، عن قرارها الازلي في الانحياز لكل ما هو جميل .. لم تكن جدة مكانا والسلام ، يلم شعث تشردنا بعد ان انتقلت اريتريا من الجغرافيا الى حواف الذاكرة . شغفه بمدينة " موصوع " ، الساحل الاريتري ، نسوم ارض الجدور ، ما ان ينتهي المصوعي ضحكته المجلجلة حتى تعود ملامحه الوقورة لتكتسي جلال الحزن . حكاوي والدته .. منزلهم القديم ، سجالات وندوات .. العمل الصحفي ، الجالية الارترية ، مؤيدوا الجبهة الشعبية الحاكمة .. مناهضيها .. وسمراويت الفتاة الناعمة ، خطفت لب قلبه .. وهل املك غير هذا ؟ لم تترك سمراويت فراغا في حياتي دون ان تملأه ، وكان حضورها كافيا كي يستأثر بكل حواسي ، وكان غيابها مدعاة للتأمل في كل ما جرى .. وما سيجري . المسألة الارترية ، الثورة ، وسؤال الى اين ؟ هذه هي الثورة يا عمر ، تنزع زوائدنا ، فلا يحجب خصالنا الطيبة شيء . هؤلاء كانوا في مقدمة الصفوف طوال البحث عن اريتريا ، وكانت ارواحهم اخر همهم ، لذا حين جاء الوطن ، لم تتغير هذه الطباع النقية . كان بمقدورهم .. ان يعيشوا كالملوك .. يستفيدوا من مناصبهم لتكوين ثروات طائلة كما يفعل كثيرون من القادة الافارقة في بلدانهم الفقيرة . لكنهم يخجلون .. يخجلون من رفاق نضالهم الذين مضوا .. يخجلون من الامهات الحزانى ، والنساء الثكالى .. يخجلون حتى من ثورتهم ان تتلطخ وهي التي بدأت واستمرت نقية . للثورة عمر افتراضي .. نحن بحاجة الى الانتقال من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية . وما لو اراد اي شخص عدم المشاركة في عملية التنظيف الطوعية هذه ؟. الشعب الارتري شعب عريق ، تنهشه انياب الفقر ، انفتهم لحد الكبر ، حتى مع اوضاعهم المعيشية الصعبة ، رحابة نفوسهم تفوق ضيق احوالهم .. قرى منهكة وبيوت اعياها الزمن .. بعضها تداعت اطرافه ، اخر من حزم القش والسعف وصفائح معدنية صدئة غمرتها الثقوب ، تستر جوانب وتعجز عن اخرى .. اشجار دابلة .. عيون شاخصة موغلة في الصبر والانتظار تواري قصصا وتقطر فقدا ولوعة وحرمانا .. على قارعة الحزن .. وكأنه الزحف الى الجحيم ببطء . كيف لهذا القلب المترع بتعب السنين ان يضاف اليه تعب اخر ؟ هنا يا سمراويت كان بالامكان ان اعيش حياة حقيقية ، رغم الفقر ، رغم درجات الحرارة الخانقة ، كنت سابدو كمن يعيش خارج الحياة ، لكن هذا افضل مئة مرة من ان ابدو يعيش بداخلها وهو لم يقربها قط . تخرجني من عزلتي .. تسألني ان كنت اريد شيأ اخر ، نعم اريد ، اريد ان تأتي سمراويت وتحضني طويلا . ثم تنظر في عيني بشوق ممزوج برغبة عارمة لتخبرني ان امها قد وافقت على زواجنا .. دائما ما كان الخيال اجمل مما يحدث .. لن انسى ، فالنسيان فعل متعلق بالترف ،.. لا ينسى الجائع جوعه إلا حين يموت .. كم تبدو سمراويت متعجلة في ارتداء هذه النهاية القاتمة . اردت فقط اخبرها ان ثمة امل ، لكني كنت قد بلغت مداي ، كنت منهكا خائر الجراح .. يا للاسى .. حتى الوطن ، بات مثلنا .. شيئا طارئا . " سمراويت " .. حجي جابر .. نالت جائزة الشارقة للابداع 2012 . رواية .. تفرض على المرء قراءتها .عابد 2014
Published on March 21, 2014 02:50
March 17, 2014
محاكمة فرنسا ( الحلقة الاولى )
محاكمة فرنسا ( القضية – 1 ) ظل ارشيف المرحلة الاستعمارية الفرنسية لشمال افريقيا طي الكتمان ولا زال ، ولم تتوقف المطالب بالكشف عن الارشيف وبالذات فيما يتعلق بالجرائم ذات الاثر البالغ والممتد اثر ضرره لاجيال واجيال ، وعلى رأس الاولوية الاسرار المتعلقة بالتجارب النووية الفرنسية بصحراء الجزائر .ورغم ان الابحاث اشارت الى ان ما حدث يعد رعونة نووية خرجت عن السيطرة وتسببت في تلوث بيئي يستمر لعهود طويلة مقبلة ، ولا يقف عند حدود دولة الجزائر بل يتجاوزها الى دول الجوار ، ومن بينها ليبيا ، كما ان حركة الرمال والرياح وكون حبة الرمل الواحدة تحتفظ بالاشعاع لمدة تقدر بـ 24 الف سنة . إلا ان التعنت الفرنسي الجم الاصوات الحقوقية المطالبة بالكشف عن الارشيف وتحميل فرنسا المسؤولية التاريخية عن تلك الجرائم المرعبة . وذهبت كل المطالب سدى ، ما تعلق منها بواجب تطهير المنطقة وتعويض شعب الصحراء ، الى تكفل فرنسا بعلاج الحالات المرضية الملحوظة كالسرطانات والتشوهات الخلقية وغيرها .
الجمعة 14 فبراير 2014 م ، وفي مناسبة الذكرى 53 للتجارب ، كشفت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية عن اولى التسريبات التي تؤكد على خروج التفجيرات عن السيطرة وتضرر منطقة شمال افريقيا وجنوب الصحراء بالكامل ، من واقع خريطة وضعت بالتزامن مع التجارب لتحديد مدى الانتشار الاشعاعي ، تعود إلى سنة 1960م . ولتكون أول خريطة عسكرية رفع عنها طابع السرية. وقد أكدت الصحيفة : ” أن تداعيات التجارب النووية التي قامت بها فرنسا في الصحراء الجزائرية امتدت إشعاعاتها النووية إلى غاية إفريقيا الغربية والجنوب الشرقي لإفريقيا الوسطى” ، وظهر جليا بالخريطة وقوع منطقة الجنوب الليبي فزان بوجه خاص تحت طائلة التأثر البالغ . وهي الامتداد الطبيعي الصحراوي لمناطق التفجيرات حيث امتدت تداعياتها لتصل الى انجمينا عاصمة دولة تشاد الشقيقة مرورا بصحراء فزان خلال 13 يوما بعد التفجير .
واوضحت الصحيفة ان ” بعض أفراد الجيش الفرنسي اعترفوا بفقدان التجارب للمعايير الأمنية آنذاك ما تسبب في تلوث المياه والتربة وتفشي امراض غريبة ومزمنة وعاهات وتشوهات ، اذ ان المواد الضارة التي قذفتها التفجيرات بالهواء الجوي مثل اليود 131 والسيزيوم 137 والتي يستنشقها السكان، تبقى تاثيراتها جد ضارة مع مرور الوقت . بالرغم من تخفيف حدتها وتبعثرها بالغلاف الجوي . ونقلت الصحيفة عن الخبير الفرنسي برونو بيرلو المختص بالتجارب النووية ، قوله ” لا يمكن لأي أحد أن ينكر اليوم أن هذه المواد المشعة الضارة هي السبب الرئيسي للعديد من الأمراض السرطانية وأمراض القلب والشرايين بالمنطقة “.
الجدير بالذكر ان الكشف عن الخريطة المصنفة ” سري دفاع ” لم يأتي استجابة لمطالب اهل الصحراء المتضرر الاول ، ولا نزولا عند مطالب المنظمات الحقوقية الراعية ببلدانهم ، بل في اطار التحقيق الجنائي استجابة لمطالب قدامى المحاربين الفرنسيين المتضررين .
لعل الايام او السنين القادمة تسمح بوضع الملف على الطاولة ، وباعادة النظر وقياس مستوى الاشعاع بالجنوب وحصر الامراض المستوطنة وانواعها ؟ .. وما اذا كان من حق اهل فزان السؤال والمطالبة بالكشف عن الارشيف الفرنسي المؤرخ لفترة احتلال فرنسا لفزان ؟ ومن غير المستبعد طمر نفايات نووية او كيماوية بالمكان ، فقد اضحت الحاجة ملحة اليوم لفتح الارشيف المتعلق بفترة احتلال فرنسا لاقليم فزان وتحرى ما حدث تحت طائلة سياسات الاغلاق والترهيب التي انتهجتها آن ذاك . عام 2009 م كتبت مقالا حول الموضوع بعنوان ” احتلال فرنسا اقليم فزان وتعويض ليبيا ” .. كان ذلك الاهتمام حينها بواعز شخصي الى حد ما ، ففي عام الغبار او الرمد المتزامن مع التفجيرات 1960م ، فقد والدي رحمه الله بصره كما غيره كثيرون من من اهل الواحة ، واحة الزيغن بالجنوب الليبي .. وكما غيرها من واحات فزان لم يكن الساكنة على معرفة بما يجري بالمحيط ، وحجم الكارثة . لم اعهد والدي مبصرا ، ولم تكتحل عيني برؤيته سوى متحسرا راضيا بالقضاء والقدر ، كان احد اعضاء فزان بجمعية الستين الوطنية التأسيسية ، واختار الركون بالمنزل اثر محنته ، وقد قضى بقية حياته متألما صابرا ما حملتني الكثير من الاعباء المرهقة مساندة لوالدتي في سن طفولة مبكرة جدا . لقد قاست اسرتي الكثير والكثير من المعاناة ، وكم لحق بنا من الم وعوز اثر تلك المحنة لسنوات طوال .. ان ذلك الالم المضني لا يزال اثره ينخر ذاكرتي وفكري .. يعيش معي كما لا يزال يعيش مع العديد من اسر اهل صحراء فزان الى اليوم . لقد ذهبت المناشدات العديدة للحكومة الليبية بالامس ادراج الرياح ، بسبب تعانق مصالح الساسة في البلدين .. فرنسا وليبيا .. ولم اجد حينها من سبيل سوى فتح صفحة على شبكة المعلومات هي اليوم الاكثر ثراء بمتابعة مستجدات ملف التجارب النووية وتعويض شعب الصحراء ، تحت اسم ” صرخة الصحراء ” . ( بلغ عدد مرات مشاهدة الصفحة : 111653 – وعدد المشاركات من مقالات وتحليلات 832 مشاركة .. حتى تاريخه ) الآن اصبح من الممكن التحدث بصوت جهوري ، بل واصبحت الحاجة ملحة للملمة المستندات ، والتوجه الى اروقة المحاكم ، في ليبيا والجزائر وفرنسا وغيرها ، وحيثما يمكن القبول .. وعلى فرنسا ان تعتذر عن تلك الرعونة النووية والجريمة المقيتة في حق الابرياء ، وان تواجه التزاماتها الانسانية بتطهير المنطقة وتعويض شعب الصحراء .
محاكمة فرنسا .( القضية – 2 ) الان اصبحنا ندرك الكثير مما حدث ، ودور شركة Amesys الفرنسية في كل ما لحق بنا من الآم وما كابدنا من معاناة السجون .. لقد تجسست على ايميلاتنا وقدمتنا على طبق لجلادنا .. ألا يتنافى هذا ومبادئ الحرية التي نظرت لها الثورة الفرنسية .. بعد تحرير طرابلس تم العثور على عدة وثائق في مركز قيادة الوحدة الالكترونية تؤكد ضلوع الشركة الفرنسية في الجريمة . والشركة نفسها اعترفت ببيع معدات تجسس على الانترنت الى النظام الليبي ، وخلال عام 2008 شحنت نظام تجسس “ Eagle ” الي ليبيا وارسلت مهندسيها لمهام التركيب والتدريب ، بينما الحقيقة للتشغيل واعمال الرقابة . غير انها بررت موقفها بسند مشاركة ليبيا في الحملة على الارهاب آن ذاك . وان النظام الليبي استثمر الاجهزة في غير الوجهة التي اريد لها .. عند هذا الحد رفضت دعوى السجناء الليبيين بالمحاكم الفرنسية . الفرنسي ساركوزي نفسه يقول في تصريح له في ديسمبر 2007 م ” أستطيع أن أشهد على التعاون بين الأجهزة الفرنسية والأجهزة الليبية خلال السنوات الأربع التي كنت فيها وزيراً للداخلية ” .. اما عندما اصبح الرئيس فقد وقعت عينه منذ البداية على طريدة سمينة يتقوّت عليها الاقتصاد الفرنسي في سنواته العجاف ، بتعبير ” جوزيف كيروز ” . الذي يؤكد على هذا المعنى في مقالة له بعنوان : ( ساركوزي – القذافي : الصيّاد والطريدة ) بتاريخ 2011/10/ 10 . وفي الديباجة يبين غرضه .. محاولة إضاءة بعض الزوايا المعتمة في العلاقات الملتبسة بين الرئيسين ، علاقات بدأت ” حميمية ” وانتهت دموية بسقوط النظام الليبي . انها قصة اربع عمليات جراحية منشور منها على صفحتي .. وتحول الاصابة الى ورم سرطاني .. وعلاج بالاشعاع .. واكثر من سنتين على الفراش .. وكم .. وكم .. انها قصة معاناة طويلة بدأت منذ امد .. تخللتها وسبقتها محطات مؤلمة . هذا الملف طمر الان .. ولا ادري لما ‼ وفي شيء منه ، انشغال المهتم او المتابع الاول بمهام ارهقت كاهله ، فهو الان وزيرا للثقافة ومثقل باعباء وزارات اخرى .. الاستاذ الحبيب الامين .. كنت انتظر ما قد نحرز من تقدم .. وتفعيل القضاء .. كما انتظر وصول كتابي الى ارفف المكتبات العامة بعدما طال احتجابه بين طبع وسراديب مخازن وزارة الثقافة .. وهو الان متوفر منذ اسبوع مضى .. اصبح الامر الان اكثر مناسبة فيما يبدو لرفع قضية شخصية اولا .. واعتقد ان بقية الزملاء سينضمون فيما بعد .. لم اسجل اسمي ضمن اية قوائم للسجناء ، لا جمعيات ، ولا تعويضات ، ولم انتظر مكافأة غير التي تحققت .. عودة وطن .. ، واعتقد اذا كان للمقاومة مقابل كأي شيء اخر فستفقد قدسيتها وتنزع عنها هالة النور .. كما انني ادرك جيدا ان فرنسا هي التي سجنتني ، وليس القذافي واجهزته . هذه بداية حديث عن موضوع قد يجد طريقه الى المحاكم قريبا .. اعتقد ان القضاء الليبي بدأ يحبو على اقل تقدير .. وسنرى .. احتاج مؤازرتكم .. كل الاصدقاء .. ابناء بلدي الحبيب الذين تشرفت برفقتهم على صفحتي . متابعاتكم .. اراءكم .. زاد لنا .
محاكمة فرنسا .( القضية – 3 ) عندما احكمت فرنسا سلطتها على اقليم فزان بعد اجتياحه عام 1943م . انتهجت سياسة الاغلاق والترهيب وفصل الاقليم عن اقليمي طرابلس وبرقة . والحاقه اداريا بولاية قسنطينة بالجزائر الفرنسية . وفي مقابل عنجهية الاجنبي واشتداد الحنق الشعبي ، بدأت اصوات الرفض تعلو ، بل واختار الشيخ المجاهد عبدالقادر بن مسعود الفجيجي قيادة فرقة من رفاقه ومريديه والقيام بهجوم مباغث على مركز الادارة العسكرية الفرنسية لفزان ، بمقر قلعة قاهرة بمدينة سبها . يروي الوزير محمد عثمان الصيد في كتابه ” محطات ” تلك الحادثة كمعاصر نكب على اثرها . يقول : ” في اواسط شهر يوليو 1948 م هجموا على مركز قيادة القوات الفرنسية مستعملين السيوف ، وبعض البنادق ، واستطاعوا قتل حراس المعسكر عند مدخل القلعة واقتحموها ورفعوا فوقها علما اسود تتوسطه نجمة وهلال .. للوهلة الاولى اعتقد قادة القوات الفرنسية ان القلعة تعرضت لهجوم كبير ، فتسلقوا نوافذها وخرجوا الى المعسكر المجاور لها ، وتجمعوا بعد ذلك ، وطوقوا القلعة حتى مطلع النهار ، واغلقوا الطرق المؤدية الى سبها ، وهاجموا ابن مسعود ومن معه وكانوا في حدود خمسين رجلا ، وابادوهم عن آخرهم ثم سكبوا على جثثهم البنزين واحرقوها ” . ان يبلغ الحقد مداه ويحرق الاجساد بعد الموت ، تلك جريمة بشعة بكل المقاييس ، تقشعر لها الابدان ، ومخالفة صريحة لكل اعراف الحرب والسلام .. ان يتم سكب البنزين على من جاء مدافعا عن ارضه واهله ، ثم اشعال النار في اجسادهم . وستظل وخز كريه في جسد المستعمر الفرنسي وتاريخ جيش فرنسا ، بل والمرحلة الكولونيالية برمتها وان اقترفت جرائم اخرى توازيها بشاعة ، وانه لمن باب الانصاف ان تعتذر فرنسا لاسر هؤلاء ولاهل الصحراء عموما بقدر ما قاسوا من ويلات وبطش طوال فترة احتلالها لاقليم فزان بذريعة المنقد من احتلال لم يكن اقل منها جسارة في بطشه وتنكيله بالسكان الاصليين للمكان . ومهما تقادم الزمن فإن مطلب الاعتذار يشكل انصافا ليس فقط لاهل الصحراء وضحايا الحادثة ، بل وانتصار للقيم الانسانية وعبرة كي لا تتكرر الهولوكست الفرنسي ثانية في اي بقعة اخرى ، فللحرب اخلاقها ايضا ، ناهيك ان الجيش الفرنسي دخيل على ارض الغير . ولابد من تكثيف الجهود لاعادة الملف الى ردهات المحاكم ، والزام فرنسا بالاعتذار عن فعلتها مهما طال الزمن .
محاكمة فرنسا : ( القضية – 4 ) سياسة الارهاب والتعذيب والقمع والرعب التي عاشها اسلافنا في فزان تحت وطأة وجبروت سلطات الجيش الفرنسي .. يروي لنا الوزير الصيد في مذكراته ” محطات ” جانبا من تلك المعاناة التي لحقت به اثر كلمة نطق بها امام اللجنة الرباعية الدولية يطلب الاستقلال عن فرنسا كنموذج لتلك المعاملة المقيتة . يقول : ” زارت اللجنة جميع انحاء الاقليم وكان آخر اجتماع لها في 26 ابريل 1948م في قريتنا التي تعرف باسم قرية الزوية . واتذكر كان يوم جمعة ، لذلك استطعنا ان نحشد له الآف الناس رجالا ونساء من جميع القرى المجاورة ، جاؤوا بخيولهم وابلهم وحميرهم ، .. ترأس الاجتماع رئيس الوفد الروسي ،.. تناولت الكلمة خلال الاجتماع وقلت ان مطالبنا تتلخص في استقلال ليبيا ووحدتها .. وتحدث اخرون وعبروا عن الموقف نفسه .. هنا سألني المندوب الفرنسي ، لما تكره فرنسا ؟ اجبت انا اطالب باستقلال بلدي ولا اكره فرنسا ، وسألته لماذا قاوم الفرنسيون المانيا حين احتلت بلادهم ، وقلت : نحن لا نريد قتالكم لانه لا قدرة لنا على ذلك وانتم جئتم لتسألوننا ماذا نريد .. تحدث المندوب الفرنسي مجددا مشيرا الى ان فرنسا تقدم المواد التموينية للسكان وستطور الاقليم ، .. وادى حديث المندوب الفرنسي الى استفزاز الحاضرين وشرعوا في الهتاف باستقلال ليبيا ووحدتها ، وصرخ المرابط سيدي بن عليوه على رئيس الوفد الفرنسي ، قائلا له : انا رجل كنت ذا مال ، ولدي قطعان من الماشية ، فاخذت مني القوات العسكرية الفرنسية كل ما املك وتركتني عريانا حافيا ، فهل هذا هو تطوير فرنسا لفزان ؟ … في الليل وكنت اصلي في المسجد مع بعض الاخوة ، هجمت علينا مجموعة بقيادة متصرف جديد جاء لتوه الى المنطقة يدعى ديبا وهو من اشرس من عرفت من الضباط الفرنسيين . واخذوني الى المنزل الذي كان قد طوق بجنودهم من جميع جهاته ومن اعلاه ايضا ، وقاموا بتفتيشه ، وشرعوا في جمع الرسائل فقط . كانت هناك مكتبة لوالدي لم يأخذوا منها اي كتاب لكنهم بعثروا الكتب بحثا عن اية رسالة بداخلها .. ووضعوا في يدي الحديد واقتادوني الى القلعة العسكرية في براك ، وهناك عشت اياما لا توصف . بقيت معتقلا لمدة ثلاثة ايام دون اكل او شرب ، .. وبعدها قدموا لي ماء ساخنا بالملح وقليلا من التمر المسوس . اثناء ذلك القوا القبض على عدد كبير من اعضاء جمعيتنا ” الجمعية الوطنية السرية بفزان ” .. وبعد مضي خمسة عشر يوما من الاعتقال ، شرع في التحقيق معي . كان التحقيق يبدأ في الساعة العاشرة صباحا وينتهي في الساعة الثانية عشرة ، ثم يستأنف في الساعة الرابعة بعد الظهر ليستمر حتى الساعة السادسة مساء .. طلب مني المحققون التوقيع على بعض الاوراق مقابل اطلاق سراحي .. رفضت التوقيع ونفيت جميع التهم الموجهة لي . هنا احتد احدهم قائلا : انت ستعدم سواء وقعت او لم توقع .. سحب مسدسه ووضعه على صدري .. ثم انهالوا علي بالضرب . كان ضربا مبرحا واستمرت عملية الضرب والتعذيب لفترة اسبوعين ، وكانت تتم يوميا . وتحول جسمي الى ندوب وجروح تسيل منها الدماء . وبعد ان ازدادت حدة التعذيب ، تعفنت الجروح وتقيحت .. احضروا طبيب فرنسي وكان من القساوسة وحين زارني سألني لماذا اكره فرنسا ، فاجبته بأنني لا اكرهها . قال : اذن لماذا تكلمت مع اللجنة الرباعية واضاف : لانك قمت بذلك لن اعالجك . . استمر وضعي على هذا الحال داخل المعتقل عدة شهور ، سمح لي بالاختلاط ، مجرمين وغيرهم . واصبحت اعمل معهم في الاشغال الشاقة .. ثم امر بنقلي الى منطقة نائية اسمها الدويسه ، كانت السلطات العسكرية الفرنسية انشأت بها حقول تجارب زراعية ، وهكذا شرعت اعمل في تلك الحقول وقد كانت بعض اراضيها صخرية فطلب مني تكسير الصخر بالفاس ، كان هذا العمل عملا شاقا ومرهقا .. اثناء وجودي بالمعتقل رحل كثير من رجالنا الى طرابلس سرا .. ونشرت في الاوساط السياسية اخبار الاعتقالات والتعذيب والقتل الحاصل في اقليم فزان .. شدة الخوف الرهيب الذي كان سائدا آنداك ، لم يكن يوجد راديو في فزان اللهم إلا اذا كان لدى السلطات الحاكمة ، وممنوع دخول اية صحيفة او اي منشور ) . هذه صورة موجزة تلقي الضوء على زاوية مما كان يجري في فزان آنداك، ناحية قرية نائية اسمها الزوية بوادي الشاطي قدر لاحد شبابها ” الوزير الصيد ” ان ينقل ما عاصر وعانى ، وما تحمله الثقافة الشفهية مما لم يدون ولم يجد من يجمعه ويؤرخ له يعج بفضائع يصعب سردها كما اقتفاءها احيانا .. تقادم الزمن .. ولا تزال تلك المأساة ماثلة في النفوس ، وسوم تجاعيد وجوه من لا يزالوا على قيد الحياة .. تحكي حسرة قبل ان تنطق ، وكثيرا منهم لا يفضل مجرد تذكر تلك السنين العجاف .. لما يلحقه سردها من حرقة وحزن .. والم دفين بعمر كل العصور .. ألا يستوجب هذا مطالبة فرنسا الاعتذار لتلك الجرائم .. ألا يستوجب مقاضاتها واعادة ملف التعذيب وسياط الموت البطيء الى الطاولة وردهات المحاكم .. كي لا تتكرر المجازر .. وكي تكون عبرة للتاريخ وللانسانية ولذاكرة وطن تألم كثيرا ولا زال .
محاكمة فرنسا .( القضية – 5 ) تعد روائع الاثار والتحف التاريخية ثروة نفيسة ، ومرآة على تاريخ الانسان والمكان ، وعلاقة الحاكم بالمحكوم عبر ازمنة مختلفة ، وحقب تاريخية مرت بها البلاد . وبالنظر لتلك الاهمية تحرص الدول على المحافظة على مقتنياتها والسعي الى استرجاع ما نهب منها وان بعد حين . وكانت مصر – على سبيل المثال – قد تمكنت مؤخرا من استعادة 122 قطعة اثرية ترجع الى حقب العصور الفرعونية واليونانية والرومانية . كما نجح الايطاليون عبر التقاضى امام محاكم امريكية فى استعادة نحو مائة تحفة واثر تاريخى سرقت من بلادهم . وبالمثل تعرضت ليبيا عبر تاريخها الطويل الى نهب الكثير من النفائس الاثرية التي تعود الى حقب تاريخية موغلة في القدم ، منها ما يحمل بصمات الامبراطورية الرومانية ، والعثمانية ، وصولا الى اللحظة الراهنة . فقد اوضحت تقارير صحفية مؤخرا الى عمليات نهب حدثت ابآن ثورة فبراير . منها ثمانية الاف قطعة اثرية سرقت من قبو احد البنوك فى مدينة بنغازى ووصفت بعض هذه القطع بأنها ” لاتقدر بثمن “. وعملية اخرى استهدفت قبو اسفل “البهو العثمانى” لمبنى المصرف التجارى الليبى يحوي مجموعة من التماثيل النادرة والمجوهرات والعملات القديمة . ناهيك عن ما نهبه الاستعمار الايطالي وموسيليني . في مذكرات شقيقة القنصل الانجليزي ” ريتشارد توللي ” تحت عنوان “عشر سنوات في بلاط طرابلس ” ابان عهد على باشا القرهمالي ، كتبت بتاريخ يوم 3 يوليو 1783 م . تؤرخ لسرقة فرنسا اثار لبدة الكبرى . تقول : ” ما اروع النصب الرومانية التي تم العثور عليها في لبدة ، حتى ان سبعة اعمدة غرانيتية ضخمة الحجم قد نقلت الى فرنسا لجمالها ، واستعملت في تزيين قصر لويس الرابع عشر ” . هذه الاثار والنفائس رغم تقادم الزمن فإن حق المطالبة باستعادتها يبقى قائما وحيا ، يستدعي اتخاد كل ما يلزم لوضع الملف على الطاولة ، ومقاضاة فرنسا عبر اروقة المحاكم . مهمة واجبة الانجاز اليوم او غدا .
محاكمة فرنسا ( القضية – 6 ) كما في الصورة اعلاه وهي من تصوير الفريق الاعلامي المصاحب لجيش فرنسا الكولينالي . جانب من اعمال السخرة لسكان اقليم فزان وتعبيد طريق بسعف لشق الرمال وبدون اجر . ولك ان تتأمل ما يلزم لانجاز عمل من هذا النوع ، من قطع جريد النخيل مورد الغداء الرئيسي ، واعمال النقل والتصفيف ، ويظهر المشرف الفرنسي مزهوا يراقب ، والسوط دائما حاضر في كل المهام احد صنوف العقاب لمن يتهاون او يتكاسل في اداء المهمة .. الروايات الشفهية زاخرة بحفلات التعذيب في الساحات العامة .
عابد 2014
Published on March 17, 2014 19:22
February 21, 2014
شكر .. ايها الصديق العزيز

الكاتب المرموق والاديب الودود ، ابن الصحراء ، الصديق شكري الميدي ، لا تمل الجلوس اليه والانصات لحديثة الخصب ، كما متعة قراءة نزيف قلمه الدليق ، تفضل اليوم بكتابة نبذة عن كتابي " مذكرات " .. اجزل واطنب بعذب الكلام ولم يترك لي فرصة سوى الثناء لشخصة الكريم .. وكلمة " شكرا ايها المبدع كما انت دائما .. ما خط قلمك سيبقى نوط اعتز به ، وتتويج ارجو ان اكون من مستحقيه .. لك مني كل التقدير ووافر الامتنان .. شكرا " :مذكرات سجين ليبي
المؤلف د عبدالقادر الفيتوري
الدكتور عبد القادر الفيتوري، التقيت به في ظروف خاصة جداً بتونس العاصمة، ضمن مجموعة مدونين من ليبيا، كان لافتاً للنظر، بجلسته، عكازه ونظراته الفاحصة مع احاديثه المقتضبة الذكية، يمكن لأي شخص أن يتفاهم مع شخصيته بسهولة. ثم عرفت بأنه من الجنوب الليبي، هذا أمر مشابه لجمعية تضم سكان الجنوب، كل شيء مشترك، بالرغم من ان المزحات كانت تتحدث عن التهميش إلا إن احاديث الدكتور كانت تحمل دوماً طابع الحيادية، ثم عرفت بأنه دكتور محاضر في قسم الفلسفة خلال أحاديثنا السريعة، اكتشفنا فلاسفة مشتركين، ابن حزم وطوق الحمامة، برتراند راسل وتاريخ الفلسفة الغربية. مشترك أخر بين الظاهرية واسلوب راسل في التتبع الظواهر في كل شيء، ثم أن الدكتور الفيتوري، كان قد نشر مقالات باسماء مستعارة، كانت كالطيف في ذاكرتي. أهداني كتابه الصادر عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني، بأهداء انيق المطلع: شذرات من سيرة زمن العتمة... بالنسبة لي كانت العتمة دائماً حاضرة في ذهني.
عنوان الكتاب: مذكرات سجين ليبي – الجزء الأول – أربعة عقود داخل الزنزانة.
في غرفتي في ذات الفندق، شرعت في قراءة ما ظننته، كتاب عن ادب السجون، لأتفاجأ بشيء اكثر اتساعاً واختلافاً، فالنص ليس محض نص واحد، بل مجموعة نصوص متجمعة بطريقة مذهلة، لتكون نصاً متماسكاً، كتماسك الجدار، بالرغم من أن تشبيه كتاب عن السجن بتماسك الجدار فيه مفارقة، انما الكتاب كان رصيناً للغاية، جدياً يبحث عن اللحظة التي وقعت قبل أكثر من اربعة عقود في أحيان كثيرة. أثناء قراءتي وجدت بأن النصوص تتظافر باحكام من سيرة ذاتية، إلى مقالات واقعية، حوارات، تعقيبات على مقالات لا تقل روعة وإفادة، تواصل مذهل فهو كتاب في التاريخ، النقد والسياسة، مكتوب بلغة ادبية رفيعة تستفيد من بعض أفضل الكتابات العربية، ابن حزم، عبد الرحمن منيف، جبران خليل جبران، الطيب صالح.
اكتشفت في هذا الكتاب الكثير، كما وجدتني اعود في بعض صفحاته إلى سنوات كانت خلالها القبضة الأمنية تسيطر على كل شيء، حتى فضاء الانترنت، وراء احدى الشاشات في احدى مقاهي الكافي شوب وأنا أقرا في تلك المقالات، ربما مرت علي كلماته، لنها تبدو مألوفة لي، تحمل رهبتها كما هي من تلك الأزمان الجبروتية، خطورتها، خامرني احساس بين النشوة والرعب المتأخر، كما شعرت بالسعادة، كون هذه الكلمات ضربت في جسد العقيد، قبل أن يفقد سلطانه، العقيد الذي اخضع بلادنا بالكلمة، باعتباره السلاح الأكثر فنتاكاً، الأكثر تأثيراً فيه بالتالي، سالم الفزاني، سالم العالم، اسماء مستعارة حملت شخصية الكاتب لسنوات، حتى اربكت مكاتب المخابرات، كما لا بد اعتبروا كشفه نصراً لا يعادل، وذكاء لا يفوقه أحد. إنما كلماته حتى بعد سقوط النظام البوليسي لا تزال تحتفظ برهبة غريبة، لا بد أن كاتبها فخور بها وبما قدم.هذا ما كنت اشعر به لدى قراء مدونته، الفخر بكون هناك شخص يكتب عن معاناتهم، بطريقة ادبية رفيعة، سمرة اخرى ازدات دهشتي، حين وجدت في الردود اصحاب مدونات كنت أتابعها في تلك الفترة، دون أن أعي سطوة ما كان يجري، المعارضة السياسية مفهوم فقده الليبيون مع فترة الحكم التي تلاعب بها على ذاكرة الشعب الجماعية، في تصورهم ربط نفسه بأمر مقدس لا يمكن تصوره على الاطلاق كونه بششراً عادياً، لذا لا يمكن معارضته أو التفكير في معارضته، الشعب الليبي مع السنوات اعتبروه ككارثة طبيعية، زلازل، عواصف رملية، موت، اعتبروه قدراً لا يمكن مطلقاً الفكاك منه.
أن يعارض أحد بالكلمة، أمر نادر الحدوث، كل من فعل ذلك حفنة من الشجعان يمكن عدهم على اصابع اليد، تجمعوا في تعقيبات مذهلة تحت مقالة رائعة عنوان: أمبراطورية ليبيستان، تحت تلك المقالة تجد أصوات من زواويستان، توبكستان، ترهونستان، طرابلستان، بنغازيستان كما تجد أسماء رائعة كاستاذ ابراهيم قصودة يرد علي بعض المقالات باهتمام شديد، لما فيها من جدية، لكنها جدية قادته إلى الزنزانة وهي نتاج ثلاث سنوات كاملة من الكد والكتابة، في زمن كانت الكتابة تبدو مهيبة جداً، خصوصاً تلك التي تلتزم بالهجوم على ديكتاتوري مثل القذافي، أنهك العالم في محاولة فهم، كما يئست قوات الكبرى من حكمه الغريب والمشين والانتقامي. يقول الكاتب في ص 172 ما يلي: أن يقارع مفكر أو مثقف أو كاتب بقلمه طاغية بغية أن يصرعه، خيار قل رواده في زماننا على ما يبدو. إنه اختيار موفق من الكاتب، يعبر عن رؤيته لمجتمعه، الساكت. هذا الكتاب بالنسبة لي اكتشاف لا يمكن تصوره، عرفت منه اشياء كثيرة، لا أستطيع أن أتحدث عن كل شيء فيه فهو متسع جداً بحيث يمكن اعتباره وثيقة شاهد على تلك الفترة، ولا شك أن وزارة الثقافة والمجتمع المدني، كانت موقة في طباعة هذا الكتاب، الذي أتمنى أن يقرأه الناس بصبر، لاكتشاف ما فيه، فمنذ قرأت الفصل الأول، حتى قررت أن تكون قراءتي للكتاب بطيئة، متأنية، للإحاطة بكل ما فيه، لأنه يستحق كل الاهتمام.
شكري الميدي أجي
بنغازي . 17/02/2014رابط المقال
Published on February 21, 2014 06:01
February 20, 2014
رسالة الى والدي
في هذا اليوم بالذات 20 فبراير 2014 م .. مناسبة اجراء انتخاب لجنة الستين .. احياء لمآثر السلف ، جمعية الستين الوطنية التاسيسة ، بعد ثلاثة وستون عاما مضت على انعقاد اخر اجتماع للجنة الاباء ..( 25/11/1950م . – 25 /11/1951م ) . بحضور 20 مندوبا عن كل إقليم ، طرابلس . فزان . وبرقة ، بمجموع ستين عضوا يمثلون كامل ليبيا.. في مهمة اساسية .. وضع الدستور .. تحديد شكل الدولة الليبية الجديدة ومعالمها .. تأسست الجمعية بناء على قرار الأمم المتحدة بتاريخ 21/11/1949 والمعزز بالقرار بتاريخ 17/11/1950.وها نحن والدي العزيز ( رحمكم الله ورفاقكم الستين ) .. بعد ستة عقود ونيف .. نعيد التجربة ذاتها .. نتأمل ان تنتفي المظاهر العسكرية في شوارعنا ، نتأمل ان ينام اطفالنا وامهاتنا وشيوخنا هانئين ، فزع قرقعة الاسلحة .. قذائف منتصف الليل .. المركب يتأرجح وفي محاولة .. ننتشله جميعا من الغرق اكثر .. هزة عنيفة وزلزال مروع .. وطن جريح ممزق دامي ، اوثان الحقد عشعشت وتأججت واشتعلت لهبا مزمجر .. نتأمل مصالحة طنية .. نتامل ان تجرم فئة او قبيلة ابناءها ممن يحملون سلاح خارج الدولة .. نحو دولة القانون . دائما تمة امل .
رضا بن موسى : اطلعت ويسعدني أهتمامك الشخصي بأبيك وخاصة بكونه حاضرا في مسألة عامة . هذه المساهمة في تثبيت الذاكرة الجماعية بما لايجعلها تستنزف أبدا وبما يجعل البحث في مساربها خطوة باتجاه قراءة تاريخ الساحة التي نعيش عليها وهي الوطن حين تشتبك العلائق معها حبا وعملا في زمن يمتد من بدء تاريخها تاريخنا إلى مطلع العدل والحرية والجمال . لك التحية والسلام .
Published on February 20, 2014 03:35
February 15, 2014
فزان : مطالب بفتح الارشيف الفرنسي
ظل ارشيف المرحلة الاستعمارية الفرنسية لشمال افريقيا طي الكتمان ولا زال ، ولم تتوقف المطالب بالكشف عن الارشيف وبالذات فيما يتعلق بالجرائم ذات الاثر البالغ والممتد اثر ضرره لاجيال واجيال ، وعلى رأس الاولوية الاسرار المتعلقة بالتجارب النووية الفرنسية بصحراء الجزائر .ورغم ان الابحاث اشارت الى ان ما حدث يعد رعونة نووية خرجت عن السيطرة وتسببت في تلوث بيئي يستمر لعهود طويلة مقبلة ، ولا يقف عند حدود دولة الجزائر بل يتجاوزها الى دول الجوار ، ومن بينها ليبيا ، ناهيك عن حركة الرمال والرياح وكون حبة الرمل الواحدة تحتفظ بالاشعاع لمدة تقدر بـ 24 الف سنة ، إلا ان التعنت الفرنسي الجم الاصوات الحقوقية المطالبة بالكشف عن الارشيف وتحميل فرنسا المسؤولية التاريخية عن تلك الجرائم المرعبة . وذهبت كل المطالب سدى ، ما تعلق منها بواجب تطهير المنطقة وتعويض شعب الصحراء ، الى تكفل فرنسا بعلاج الحالات المرضية الملحوظة كالسرطانات والتشوهات الخلقية وغيرها .
اليوم الجمعة 14 فبراير 2014 م ، وفي مناسبة الذكرى 53 للتجارب ، كشفت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية عن اولى التسريبات التي تؤكد على خروج التفجيرات عن السيطرة وتضرر منطقة شمال افريقيا وجنوب الصحراء بالكامل ، من واقع خريطة وضعت بالتزامن مع التجارب لتحديد مدى الانتشار تعود إلى سنة 1960م . ولتكون أول خريطة عسكرية رفع عنها طابع السرية. وقد أكدت الصحيفة : ” أن تداعيات التجارب النووية التي قامت بها فرنسا في الصحراء الجزائرية امتدت إشعاعاتها النووية إلى غاية إفريقيا الغربية والجنوب الشرقي لإفريقيا الوسطى” ، وظهر جليا بالخريطة وقوع منطقة الجنوب الليبي فزان بوجه خاص تحت طائلة التأثر البالغ . الامتداد الطبيعي الصحراوي لمناطق التفجيرات حيث امتدت تداعياتها في ظرف 13 يوما بعد التفجير إلى كل المناطق المحيطة بدول الجوار .
واوضحت الصحيفة ان ” بعض أفراد الجيش الفرنسي اعترفوا بفقدان التجارب للمعايير الأمنية آنذاك ما تسبب في تلوث المياه والتربة وتفشي امراض غريبة ومزمنة وعاهات وتشوهات ، اذ ان المواد الضارة التي قذفتها التفجيرات بالهواء الجوي مثل اليود 131 والسيزيوم 137 والتي يستنشقها السكان، تبقى تاثيراتها جد ضارة مع مرور الوقت . بالرغم من تخفيف حدتها وتبعثرها بالغلاف الجوي . ونقلت الصحيفة عن الخبير الفرنسي برونو بيرلو المختص بالتجارب النووية ، قوله ” لا يمكن لأي أحد أن ينكر اليوم أن هذه المواد المشعة الضارة هي السبب الرئيسي للعديد من الأمراض السرطانية وأمراض القلب والشرايين بالمنطقة “.
الجدير بالذكر ان الكشف عن الخريطة المصنفة ” سري دفاع ” لم يأتي استجابة لمطالب اهل الصحراء المتضرر الاول ، ولا للمنظمات الحقوقية الراعية ببلدانهم ، بل في اطار التحقيق الجنائي استجابة لمطالب قدامى المحاربين الفرنسيين المتضررين .
هل نتوقع في ليبيا الجديدة من يهتم باعادة النظر وقياس مستوى الاشعاع بالجنوب وحصر الامراض المستوطنة وانواعها ؟ .. وهل من حق اهل فزان السؤال والمطالبة بالكشف عن الارشيف الفرنسي المؤرخ لفترة احتلال فرنسا لفزان ؟ لا نريد ان نذهب بعيدا او لعله قريبا ونقول انه من غير المستبعد طمر نفايات نووية او كيماوية بالمكان ، وقد بات يقينا ان المشروع النووي الفرنسي كان في جوهره امتداد للمشروع الاسرائيلي . وتجربة رقان سميت باليربوع الازرق تيمنا باللون الموشح للعلم الاسرائيلي . وقد بلغت طاقتها التفجيرية ثلاثة أضعاف قنبلة هيروشيما في اليابان عام 1945 م .. ننتظر .. فقد اضحت الحاجة ملحة اليوم لفتح الارشيف المتعلق بفترة احتلال فرنسا لاقليم فزان وتحرى ما حدث تحت طائلة سياسات الاغلاق والترهيب التي انتهجتها آن ذاك .عابد .. 15 فبراير 2014. للتوقيع على العريضة المتعلقة بالموضوع اضغط هنا عابد
Published on February 15, 2014 06:20
February 10, 2014
- المحاكمات لا تنهي الحروب
لا يمكن إنهاء الحروب الأهلية باعتماد المحاكم والمحاكمات .. يميل المجتمع الدولي لإعطاء الأولوية للإصلاح السياسي، بدلا عن التركيز على تجريم مرتكبي العنف . وتمة اعتقاد بعدم كفاية المحاكمات باعتبارها ذات دوافع سياسية اكثرا ما تكون احكامها بمثابة رد فعل على العنف الجماعي المرتكب .والذي هو مسألة سياسية أكثر من مجرد كونه مسألة جنائية .
من الأفضل في بعض الأحيان إرجاء او وقف المسؤولية الجنائية حتى تتم معالجة المشكلة السياسية الأساسية.. كما ان غياب الواقعية السياسية لتقبل افكار المصالحة ، ندير بتوالي الإخفاقات السياسية التي تهدد مستقبل البلد .ما حدث في ليبيا ليس استثناء من القاعدة ، انتفاضة شعبية انتجت ثورة عنيفة ضد النظام في بلد يعد من بين الأماكن الأقل نموا على وجه الأرض، وبعد عقود من الصراع والإهمال ووهن الدولة والنظام او بالاحرى اللانظام . لكن الصراع منذ البداية افرز وجه الاقتتال القبلي ، وشكلت كتائب الثوار باسماء القبائل المنضوية على ابنائها . لتتخد مع الوقت طابع الحرب الاهلية .
منذ نهاية الحرب الباردة تطلع العالم إلى محاكمات نورمبرغ ما بعد الحرب العالمية الثانية كنموذج لإغلاق ملفات الصراع والحرب والعنف الفضيع . واسس لمحكمة الجنايات الدولية فيما بعد لتكون المنبر المفضل للمحاكمات الجنائية تأسيا بذاك الماضي العتيد ومعالجاته ، وبهدف ادماج اطراف الصراع في العملية السياسية . لكن تلك الاساليب المتوارثة افرزت مع مرور الزمن واقع مترهل ، بينما الجلوس على طاولة التفاوض المباشر بدلا من تجريم أو شيطنة الجانب الآخر ومغرياته ، انتج بيئات سياسية اكثر وفاقا وانسجاما . وهي عملية سياسية اجتماعية صعبة ومعقدة وتستلزم صبر ومراس طويل للقائمين عليها . اذ لا شك ان الحقد المتأصل في النفوس قد يدفع بفئات من الفرقاء الى الرفض ، بل وفي احيان اخرى ، العودة الى العنف وتأجيج المواقف الصدامية . كما حدث في جنوب افريقيا - على سبيل المثال – بعد حقبة مظلمة من الصراع والميز العنصري ، انتج الحوار ميلاد عصر جديد من الامن والاستقرار ، واضحى الاعتراف بالاخر وتساوي حقوق المواطنة اس الوفاق ، وقد اتخد شعار " الحقيقة والمصالحة " اسلوبا لتخفيف الاحتقان ، ومدخلا لاصدار العفو بالتزامن مع الاعتراف والاعتذار . ولم تخر عزائم القائمين والراعين للنهج المنغصات من مواقف رافضة ودامية وعثرات على الطريق . وتخلل العملية اغتيال زعيم الحزب الشيوعي، كريس هاني ، الذي يحضى بشعبية واسعة ، لكن النتيجة النهائية ، انتصر الوفاق السلمي والاندماج تحت مظلة نظام سياسي جديد يستوعب الجميع . وأصبح أعداء الأمس مجرد خصوم واجنحة لعملية سياسية واحدة . لا يمكن للانقسامات السياسية ان تلتئم باعتماد نهج وحيد على غرار محاكمات " نورمبرغ " ، الضرورة تقتضي افق ارحب ، وعملية سياسية اجتماعية ناجمة عن اقتناع راسخ بامكانية تحقيق تعايش داخل الوطن الواحد ليس فيه منتصر وخاسر، وذلك وحده الخيار الكفيل بتمكين الناجين من الحرب لملمة جراحهم وجراح وطنهم ، وتدشين مرحلة جديدة ، وبدء المسير للامام ، ورمي مخلفات الماضي واحقاده .
المحاكم غير مناسبة لتدشين نظام سياسي جديد معافى بعد الحروب الأهلية ، ويمكنها ان تأتي فقط في ظل النظام السياسي الجديد ، كأدة لمعاقبة امراء الحرب ، ومرتكبي الفضائع الفردية ، ولتستثني بيادق اللعبة المأمورين . تلك حقيقة ادركها الزعماء الافارقة في معالجاتهم للصراعات التي تقصم ظهر القارة .
في المحاكمات الجنائية ، اما مذنب ، واما بريء . وفي غالب الاحيان المتهم مذنب والعقوبة تنتظره ، بدء من ابعاده عن المشاركة السياسية ، الى السجن لفترات قد تمتد بعمر الحياة . ذلك نوع من الاقتصاص الذي يشكل خطرا على الجانبين بالمدى الطويل . ففي الحروب الأهلية ، لا أحد بريء بالكامل ، كما لا احد مذنب بالكامل. والعنف الشديد نادرا ما يكون فعل مستقل. بل وفي أكثر الأحيان الضحايا والجناة يتناوبون الادوار في حلقة العنف ، الفعل ورد الفعل . هل يمكننا تصور قبول البيئة السياسية في ليبيا لهكذا طروحات .. ام ان امر المصالحة الوطنية سيبقى معلقا الى ان حين عودة نخبة المتدربين على اسس ومبادىء المصالحة بدولة المغرب الشقيق .. رغم مضي اكثر من ثلاث سنوات على اعلان التحرير … ننتظر .
عابد 10فبراير 2014
Published on February 10, 2014 09:25
January 26, 2014
اهات جنوبية
انس البراري المقفرةPosted on January 26, 20141
[image error] واحة الزيغن بالجنوب الليبي فزان اصحو مبكرا ، اتوجه الى المزرعة القزمية طرف الواحة ، اطلق سراح الاغنام من الزريبة ، احمل في يدي عصا واهش عليها ، عشب العقول وبواقي الحصيد هي الكلا والمرعى ، وما ان الحظ انهماك الشياه وانسجامها بالرعى في هدوء ، انحو جانبا عند جدع نخلة وارفة الظلال ، اتكي وارقب حراك القطيع الصغير ،الذي لا يزيد عن عشرون شاة ، تسرح الحملان والجديان . اداعب عصاتي . اصغي لشقشقة الطيور ، اتأمل الفراغ الابدي والغموض خلف الافق الصحراوي المتجهم ، وانشد ترنيمة مصحوبة بايقاع طرق العصا وانفاس جنوبية .. يسبح الدهن في الفضاء متأملا نور الشمس ووهجها الحارق وقد بدأ يشتد ، احدق بالافق كالغارق في حلم ، اغرز عصاي في التربة والتقف حجر ارمي به تلك الشاة المخادعة قبل ان تجفل بعيدا . اعمل بسأم .. وما عسى طفل في عمر التاسعة لا شيء يؤنس وحدته سوى شياه بائسة وبراري مقفرة ان يفعل . يقال في الاثر ” الجلب اذا تبيه يجفل اطلق فيه جدي ” وتلك اولى معاطب الانسجام بالقطيع ، ويقال في السياسة ايضا يصدق المثل ، فالحاكم الذي لا يهنأ له بال ، يظل يركض هنا وهناك ، بين حروب وقفزات مهلكة للحرث والنسل ، مرهقة لشعبه ومستقبله ، وذاك حال الجديان الصغيرة بالذات ، لا تهدأ ابدا ، وتظل تركض وتعدو محدثة هرجا وفزع يوهم الشياه بالخطر ، فتجفل على غير غرة كل في اتجاه مغاير .. لذا تعد مهمة رعى الاغنام في غياب الكلب ” السلوقي ” مهمة عسيرة . ففي وجوده يكفي ان تراقب عن بعد ، او ان توميء له برمي حجر بالاتجاه ، ستجده قد هرع على الفور لردع القطيع بالكامل مهما كثر عدده ، بل وانك تلحظ مدى استمتاعه باداء المهمة . اسرح ببصري بعيدا .. في الصيف اخشى ضربة شمس مع اشتداد الحرارة اللافحة والمناخ المتطرف ، وفي الشتاء لسعة برد الصحراء القارص . ولملء الفراغ ووقت انتظار انبعاث الشبع في الشياه ، اهم بصيد الطيور بالمنداف ، وفي احيان الجراد والجندب وكل ما تجود به الحياة البرية . الصحراء كالبحر .. كل ما تجود به من كائنات غداء .. الجراد البري ما يميزه انه سريع الشواء .. بمجرد ان تضعه بالنار تحترق الاجنحة ويحمر لونه ويجف ، وفي اكله قرمشة وطعم لذيذ . الجندب ايضا .. وقت الغروب الصيفي بالذات ، يخرج امام حفرة اختباءه ويظل يصفر ويزغرد .. ناتي من الخلف ونسد عليه طريق الرجعة .. يقفز للامام ، نقبض عليه في الحال .. نلف رقبته ونفصل الراس بطريقة السحب لتلحق به الامعاء .. نقلم اجنحته ونضعه على نار خفيفة ( جريدة نخيل ) ونتعشى باعداد وفيرة تشبع وتمتع . رغم انني ما كنت اطيقه إلا نادرا . احد رفاق المرحلة لا يزال ما ان تقف امامه جراده ينقض عليها في الحال ويضعها في فمه حية . ياكلها بيسر وهو يضحك بسرور . شغف العودة لسنين عجاف . وللعلم انا من النوع العفيف . لا اكل القنفد مثلا . ولا الخفاش .
افضل الغياص حوت الرمال او سمكة الرمل والسقنقور كما يعرف ببلدان اخرى ، نوع من السحالي الصحراوية ذهبي اللون ناعم الملمس .. يتميز بالقدرة على الغوص بالرمل . وفي العادة يمكن القبض عليه حال رؤية مكان اختبائه . وبالحفر 30 سم تحت الرمل تجده ما لم تكن الرمال ناعمة جدا . يعد من اشهى المشويات . هيئته اشبه بضب صغير . طعمه لذيذ . قريب من طعم الجراد المشوي . لكنه الالذ بالطبع . كان ذلك في الزمن الغابر .. اما الان فلا ادري ان كنت استطيع اعادة التجربة بعدما ازدهرت تجارته واصبح يتمتع بسوقا رائجة ومشتهون واسما جديدا ” ” فياغرا الرمل ” . يشير تقرير نشر بصحيفة الشروق الجزائرية مؤخرا ان رحلات الجزائريين المتجهة لاراضي المملكة السعودية لا تخلو من اكياس محشوة بلحمه المجفف ، السعوديين يقبلون عليه بشراهة كبيرة لاعتبارات فوائده في علاج عدة أمراض ، كالبرص ونقص المناعة، والأهم من كل ذلك ، يساعد على تقوية القدرة الجنسية لدى الرجال بنسبة تزيد عن عقار الفياغرا ، ومفعوله طبيعي وأقوى منها بكثير . استخدامه كوصفة علاجية متوارث وقد ورد في كتب الاقدمين . جاء في كتاب الحيوان للجاحظ (ت 250هـ) : ” وأما قول كثير من العلماء، ومن نقب في البلاد، وقرأ الكتب، فإنهم يزعمون أن للسَّقَنْقور أيرين، وهو الذي يتداوى به العاجز عن النكاح ، ليورثه ذلك القوة .. وفي موضع اخر ” إنما ينفع أكله إذا اصطادوه في أيام هَيْجه وسِفاده، لأنَّ العاجز عن النساء يتعالج بأكل لحمه، فصار لحم الهائج أهْيَج له” . لا بأس من اقتفاء تجارب الاقدمين لمن تقادم به العمر ، ويقكر في الاستفادة من امتيازات اعلان التحرير والزواج باربع نساء ، بدلا عن استخدام العقاقير الكيماوية المنتشرة بزماننا ، والتي لا تخلو من اضرار جانبية .Posted in Uncategorized | 1 ReplyEditComment sauver et rapatrier des milliers de libyens de l’exil ..?Posted on January 19, 2014
Plus que Un demi-million de Libyens d’après des rapports estimatifs, sont exilés en Tunisie, parmi eux, des enfants, des femmes, et des personnes âgées, sont victimes de l’implication de leurs pères , fils ,ou proches dans le régime de kaddafi .Ces gens-là, vivent actuellement une expérience qui marquera à jamais leurs histoires.parmi eux, il y a ceux qui croyaient soutenir et défendre leurs patrie , aussi ceux qui étaient victimes de leurs loyautés envers leurs tribus, ceux qui étaient sous l’emprise d’une machine médiatique vicieuse , et ceux qui ont fuient par crainte de représailles à cause de leurs liens de parentés avec des personnes qui étaient dans le temps des hommes de pouvoirs sous l’Ancien régime, sans oublier ceux qui ont cédé a la séduction des promesses alléchantes de récompenses généreuses si jamais ils intégraient les milices en tant que bénévoles.Mais dans tous les cas de figures, tous ces gens vivent actuellement dans des conditions difficiles à l’exil, et que la plupart d’entre eux sont prêts à déclarer leurs adhérences à cette révolution à condition d’assurer leurs retours au pays et leurs sécurités personnelles .Peut-être cette demande est impossible à réaliser à l’heure actuelle vu l’état critique due a la fragilité des instituions de l’état. et l’absence d’une véritable volonté générale d’accomplir la réconciliation nationale qui n’était malheureusement pas sur la liste des priorités de l’État libyen actuel, au moment où tout se prépare pour élire un comité constitutionnel qui aura la charge de rédiger une constitution a laquelle plus que deux millions de Libyens (sur 6 millions) ne vont pas avoir la possibilité de voter .Le pire c’est que parmi ces gens-là, il y a aussi ceux qui, et à cause de leur implication directe dans les crimes et la corruption sous l’Ancien régime, et qui ont perdus tout espoir de rentrer un jour au pays, vont participer à déstabiliser le pays par tous les moyens en signe de vengeance. . ترجمة الصديق : كريم نباته .. له وافر التقدير والامتنان رابط التدوينة Posted in Uncategorized | Leave a replyEditوجع السنينPosted on January 19, 20142
الواحة المجهولة المفقودة . تلك البقعة الصغيرة المنيعة الضائعة في هذه الصحراء الفسيحة القاسية الجافة القاحلة .. منظرا بديعا امتزجت فيه ظلال النخيل بلون الرمال .. هناك بسم لي وجه الحياة ، وانبسط امامي المجهول المملوء اسرار وسحرا.. واحة الزيغن بالجنوب الليبي .. طفل صغير تنتظره اعباء ومشاق الحياة ، حياة اهل الصحراء ومكابدة طقس وجغرافيا المكان وعزلته .. السير حفاة في الهجير .. صهيد الرمل .. يواسيه سكون الليل ، وسحر ضوء القمر ، والتسلي برفقة النجوم ، وصعود الجبال ، وتراصف اجمات النخيل ، وحجارة متناثرة توالت عليها سافيات الرمال ، وبراري ممتدة توشحها اعشاب الصحراء .. العقول .. الضمران .. شجيرات الطلح والاتل والرتم والرسو .. وبين هذا وذاك ما هاج بالخيال وسما بالارواح . وان كان القول بأن الصحراء العارية هي الحد الفاصل بين الحياة والموت والنجاة والهلاك كثيرا ما يكون دقيقا جدا .
في سن التاسعة تعودت مرافقة امي الى الغابة ، ” الحطية ” ، ما ان يحل موعد العطلة المدرسية . نستيقظ الرابعة صباحا ، لتبدأ رحلة المسير لمسافة خمس كيلو مترات او اكثر ، حسب المكان المرصود لجلب الحطب . امتطي البهيمة المجهدة وتجاورني امي سيرا على الاقدام صحبة جمع النسوة والصبية المتواعدين قبلها على وجهة السير ووقت بدء المسير ، وفي العادة تحتفظ امي بلجام البهيمة في يدها ، وفي احيان اخرى تطمئن لهدوءها الدائم ، او لرغبة منها في اعتمادي على تدبير امري فتترك لي المهمة ، وكثيرا ما خاتلتني ونكست عن الطوع لاوامري ، فاقع صريعا على الارض ، وبينما تهتم النسوة بسلامتي ، يكون الصبية قد اكملوا مهمة مطاردة البهيمة وجلبها قسرا ، ونواصل المسير . بعد قطع مسافة من صفحة صحراوية متجعدة نلتحم باطلالة الغابة مع بزوغ الشمس .. نقضي وقتا في جمع الحطب في طقس شديد الحر يبعث التعب بسرعة في اوصالنا ، ومع شح الماء والزاد .. نستعيد نشاطنا بكسرة الخبز اليابس التي نحتفظ بها اتقاء لتشنجات المعدة ، مع قليل من الماء ، سد رمق .
ومع تقرحات الجلد الدامية الناجمة عن الاشواك الصلبة لجريد النخل اليابس ، والتعب والارهاق استبشر بعزم الجميع على تصفيف الحطب وحزمه اعلانا لحالة التأهب للعودة ، وما يستلزم من قطع مجموعة من جريد اخضر لشجرة نخيل فسيلة ” التافسرت ” الاكثر طوعا ، تم تنقيتها من الاشواك والسعف ، ومن بعد مرسها على حدب عود عرجون جاف وصلب لتصبح قابلة للثني وربط الحزم ، ومن حزمتين تقرن برباط اخر من الاعلى ” قران ” لتشكل اشبه بنصب يسمح باسناده على ظهر البهيمة .. تكون اعلاه على الواقي ” البردعة ” ، بينما جوانب السعف يلامس الارض من الجانبين . ولتبدأ رحلة العودة والتي لا تخلو من مثالب ومعاطب ، من انقطاع الرباط ، نكوص البهيمة وشرودها ، الى اشتداد حالة العطش والاعياء ومغالبة السير بالرمضاء . في العادة البهائم تهتدي للطريق وقد تعودت المسير والعودة دون توجيه ، وقليلا ما تعرج عن الطريق فنهش عليها نحن الصبية المتابعين والملازمين لها سيرا على الاقدام ، وتبقى مسافة محدودة تفصلنا عن النسوة خلفنا ، وهن يستأنسن بتبادل الاحاديث . ذات يوم .. وبينما كنت سارح البال والخيال ، اهيم على وجهي خلف البهيمة ، وكان يوما شديد الحر محرق ونسوم ساخنة تلفح الوجوه .. انبعث الغناء من نفس طفل طروبة للعودة تواسى التعب .. حتى انني لم انصت لصراخ النسوة وهي تحدرني . وبعد برهه شعرت بنزقهن ، التفت خلفي واذا بهن في حالة دعر وهلع شديد ، وفي المقدمة امي تصرخ وتشير اليّ بالنظر الى اسفل وقد ارتسمت ملامح الاشفاق على وجهها ، ” افعى .. افعى .. اقفز بعيدا ” .. نظرت فيما حولى ، واحسست شيئا يمرق محتكا بكاحلي ، كان ثعبان طوله زهاء الثلاثة اقدام .. قفزت بعيدا ، وعلى الفور احتضنتني ، وكانت اول الواصلين .. انهمرت دموعها انهار وتوقف المسير ، لكنها ابت ان لا تطارد الافعى التي انتحت جانبا وسكنت باقرب نخلة .. لمحت جانبا منها ، وفي الجوار نخلة اخرى قطعت منها جريدة خضراء عريضة المنبت ، حزتها على شكل ظلف مشقوق ، وترصدت الافعى عند رأسها ، ضغطت رأسها وسحبتها من المخبأ ، وحزت رأسها بضربة منجل .. واستأنفنا المسير .. ولم تتوقف امي عن ترديد عبارات الشكر والحمد والثناء للمولى عز وجل طوال المسير . كم هو قلب الام عطوف حنون .. استعيد ذكراها ( رحمها الله ) ، واشعر بحجم الالم الذي تقاسية اليوم الاف الامهات المكلومات لفقد ابنائهن في هذه الاحداث الدامية القاصمة للوطن .. عزائي لكل امهاتنا الخالدات الصابرات فراق فلذات اكبادهن بقدر الالم المضني الذي يقاسين .. اشعر حقا بألم عميق لفراقك امي .. وان تقاطرت الالام .. وطن ممزق .. ومصير مجهول .. وافق لا ينضح ببصيص نور .. وقد انهكني المرض .. مسكنات .. مهدئات .. سهر .. وحدة .. قلق .. ضجر .. وغربة داخل الوطن .. والفكر في الاهل والولد .. ورياح عاتية فوق بحر مضطرب .. وعذابات اليأس تطفو .. وانني اذ اكتب والالم والضعف يلازمانني لست اجد ما اقدم لك سوى هذا التعبير القاصر عن تقديري العميق لحبك الخالص الذي لا يبليه الزمان .. غفر الله لك اماه العزيزة وتقبلك برحمته واسكنك فسيح جناته .. امين .. امين – الصور حقيقية ومن عين المكان … عابد 2014Posted in Uncategorized | 2 RepliesEditذكرى المولد النبوي .. عيد وموعدPosted on January 14, 20143
مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف محطة احتفالية ، وعيد الاعياد الدينية ، تلتقي العائلة في موعد مع ” عصيدة الميلود او الميلاد ” .. تلك عادة متوارثة ، واحدى الطقوس المميزة والمرتبطة بالمناسبة . لها بعد احتفالي وموعد منتظر ، اذكر حديث والدي -رحمه الله- عندما سافر الى تونس في محاولة لاقناع ابن عمه بالعودة للوطن ، كان ذلك عام 1965 م .. لكنه لم يفلح في اصطحابه معه، ويوم ان بلغنا نبأ وفاته عام 1975م ، لم يستطع والدي كف عينه وقد تندت بالدموع .. ثم استدرك قائلا ” الله .. الله .. اخر مرة التقيت به وعدني بأن يجتمع معنا على عصيدة الميلود ” .. ودارت الايام والسنين واعياد الميلاد .. لكنه لم يعود .. ورحل على وعد . عصيدة الميلاد .. وبهجة اجتماع الاسرة لم تفوتني هذا اليوم رغم تراكم الالم ، واحداث سبها الدامية وفزان الجريحة .. مع انني لست من اصدقاء العصيدة ، وافضل البازين .. لكن عبق المناسبة وطقسها يقتضي الركون لما تعارف عليه السلف .. عصيدة ورب التمر .. ووقت الضحى الشتوي ، حيث الدفء والسكون ، وان كان الفكر يصول ويجول ، يتذكر تلك الامهات المكلومات وقد فقدن ابنائهن وفلذات اكبادهن .. روائح البارود ، ازيز الرصاص ، قرقعة المدافع ، هلع الاطفال والنساء والشيوخ ، ووطن ممزق ، واجيال ومستقبل مرتهن .
عصيدة الميلود .. وجبة اليوم وموعد جمع شمل العائلة .. كنت بينهم والفكر في لملمة شمل الاهل والوطن ، والتأليف بين القلوب ، فقد سئمنا انهار الدماء . خلال السنوات الاخيرة اتخد الاحتفاء بالمناسبة مظاهر مزعجة ، واصبحت موعد مع فرقعة الالعاب النارية ، وحالة طواري بالمستشفيات لاستقبال الاصابات ، والضحايا دائما من الاطفال ، ناهيك عن الفزع المصاحب لتلك الاصوات المزعجة والفرقعات التي تستمر طوال الليل تقض المضاجع .. اطفال رضع .. شيوخ .. عجائز .. وعيد افتقد بهجة السرور ، وارتبط بالازعاج والحزن . وكأنه افتقد قدسيته الدينية . وبعيدا عن الاحزان المتراكمة .. لو كان الامر بيدي لاخترت البديل .. بازين شعير .. مع لحم قعود .. و” تختيره ” ثلاث بيضات مسلوقة .. وشيء من قطع البطاطس .. يلزمها لتكتمل الحبكة ” قرون فلفل ” .. وما ان تنتهي الوليمة .. وتترادف اللقيمات في قاع المعدة .. تصبح الحاجة ماسة جدا ” لطاسة شاهي خضرة تقص المسمار سكرها مجبود شوي ” .. كاس من الشاي الاخضر الرائق وقد اخذ وقته اللازم من الغلي على نار هادئة .. يفضل ان تكون من الحطب كي لا تفسد روائح الغاز الصناعي نكهة الانتشاء .. وحبذا ان يكون حطب النار من الرسو او الضمران .. وان لم يتوفر فلا بأس من فحم اشجار السرو المعتاد استخدامها وقتنا هذا .. كل هذه الحفاوة والمكونات لا تأتي بالغرض التام ما لم تكن هناك يد ماهرة قائمة على اختيار انواع الاضافات واوقاتها .. اضافة الدقيق عند اللحظة المناسبة وإعطاءه الوقت المقدر له بدقة متناهية .. ولا ننسى حبك ” المغرفة – التعصيد ” .. وفنونه التي لا تجيدها اى امرأة ، لما تحتاج من مراس طويل وقوة تحمل .. ” وعزوز قارحة تشرف على كل صغيرة وكبيرة ” لمنح الاجازة للفتيات الصغار .. في حدود المنزل اولا .. الى الاجازة لتحضير البازين للضيوف وتلك اعلى المراتب لتتأهل الفتاة وترتقي الى سدة الصدارة ، وتوسم بنوط : ” اغلى واعز النساء على قلوب الرجال الليبيينPosted in Uncategorized | 3 Replies
[image error] واحة الزيغن بالجنوب الليبي فزان اصحو مبكرا ، اتوجه الى المزرعة القزمية طرف الواحة ، اطلق سراح الاغنام من الزريبة ، احمل في يدي عصا واهش عليها ، عشب العقول وبواقي الحصيد هي الكلا والمرعى ، وما ان الحظ انهماك الشياه وانسجامها بالرعى في هدوء ، انحو جانبا عند جدع نخلة وارفة الظلال ، اتكي وارقب حراك القطيع الصغير ،الذي لا يزيد عن عشرون شاة ، تسرح الحملان والجديان . اداعب عصاتي . اصغي لشقشقة الطيور ، اتأمل الفراغ الابدي والغموض خلف الافق الصحراوي المتجهم ، وانشد ترنيمة مصحوبة بايقاع طرق العصا وانفاس جنوبية .. يسبح الدهن في الفضاء متأملا نور الشمس ووهجها الحارق وقد بدأ يشتد ، احدق بالافق كالغارق في حلم ، اغرز عصاي في التربة والتقف حجر ارمي به تلك الشاة المخادعة قبل ان تجفل بعيدا . اعمل بسأم .. وما عسى طفل في عمر التاسعة لا شيء يؤنس وحدته سوى شياه بائسة وبراري مقفرة ان يفعل . يقال في الاثر ” الجلب اذا تبيه يجفل اطلق فيه جدي ” وتلك اولى معاطب الانسجام بالقطيع ، ويقال في السياسة ايضا يصدق المثل ، فالحاكم الذي لا يهنأ له بال ، يظل يركض هنا وهناك ، بين حروب وقفزات مهلكة للحرث والنسل ، مرهقة لشعبه ومستقبله ، وذاك حال الجديان الصغيرة بالذات ، لا تهدأ ابدا ، وتظل تركض وتعدو محدثة هرجا وفزع يوهم الشياه بالخطر ، فتجفل على غير غرة كل في اتجاه مغاير .. لذا تعد مهمة رعى الاغنام في غياب الكلب ” السلوقي ” مهمة عسيرة . ففي وجوده يكفي ان تراقب عن بعد ، او ان توميء له برمي حجر بالاتجاه ، ستجده قد هرع على الفور لردع القطيع بالكامل مهما كثر عدده ، بل وانك تلحظ مدى استمتاعه باداء المهمة . اسرح ببصري بعيدا .. في الصيف اخشى ضربة شمس مع اشتداد الحرارة اللافحة والمناخ المتطرف ، وفي الشتاء لسعة برد الصحراء القارص . ولملء الفراغ ووقت انتظار انبعاث الشبع في الشياه ، اهم بصيد الطيور بالمنداف ، وفي احيان الجراد والجندب وكل ما تجود به الحياة البرية . الصحراء كالبحر .. كل ما تجود به من كائنات غداء .. الجراد البري ما يميزه انه سريع الشواء .. بمجرد ان تضعه بالنار تحترق الاجنحة ويحمر لونه ويجف ، وفي اكله قرمشة وطعم لذيذ . الجندب ايضا .. وقت الغروب الصيفي بالذات ، يخرج امام حفرة اختباءه ويظل يصفر ويزغرد .. ناتي من الخلف ونسد عليه طريق الرجعة .. يقفز للامام ، نقبض عليه في الحال .. نلف رقبته ونفصل الراس بطريقة السحب لتلحق به الامعاء .. نقلم اجنحته ونضعه على نار خفيفة ( جريدة نخيل ) ونتعشى باعداد وفيرة تشبع وتمتع . رغم انني ما كنت اطيقه إلا نادرا . احد رفاق المرحلة لا يزال ما ان تقف امامه جراده ينقض عليها في الحال ويضعها في فمه حية . ياكلها بيسر وهو يضحك بسرور . شغف العودة لسنين عجاف . وللعلم انا من النوع العفيف . لا اكل القنفد مثلا . ولا الخفاش .
افضل الغياص حوت الرمال او سمكة الرمل والسقنقور كما يعرف ببلدان اخرى ، نوع من السحالي الصحراوية ذهبي اللون ناعم الملمس .. يتميز بالقدرة على الغوص بالرمل . وفي العادة يمكن القبض عليه حال رؤية مكان اختبائه . وبالحفر 30 سم تحت الرمل تجده ما لم تكن الرمال ناعمة جدا . يعد من اشهى المشويات . هيئته اشبه بضب صغير . طعمه لذيذ . قريب من طعم الجراد المشوي . لكنه الالذ بالطبع . كان ذلك في الزمن الغابر .. اما الان فلا ادري ان كنت استطيع اعادة التجربة بعدما ازدهرت تجارته واصبح يتمتع بسوقا رائجة ومشتهون واسما جديدا ” ” فياغرا الرمل ” . يشير تقرير نشر بصحيفة الشروق الجزائرية مؤخرا ان رحلات الجزائريين المتجهة لاراضي المملكة السعودية لا تخلو من اكياس محشوة بلحمه المجفف ، السعوديين يقبلون عليه بشراهة كبيرة لاعتبارات فوائده في علاج عدة أمراض ، كالبرص ونقص المناعة، والأهم من كل ذلك ، يساعد على تقوية القدرة الجنسية لدى الرجال بنسبة تزيد عن عقار الفياغرا ، ومفعوله طبيعي وأقوى منها بكثير . استخدامه كوصفة علاجية متوارث وقد ورد في كتب الاقدمين . جاء في كتاب الحيوان للجاحظ (ت 250هـ) : ” وأما قول كثير من العلماء، ومن نقب في البلاد، وقرأ الكتب، فإنهم يزعمون أن للسَّقَنْقور أيرين، وهو الذي يتداوى به العاجز عن النكاح ، ليورثه ذلك القوة .. وفي موضع اخر ” إنما ينفع أكله إذا اصطادوه في أيام هَيْجه وسِفاده، لأنَّ العاجز عن النساء يتعالج بأكل لحمه، فصار لحم الهائج أهْيَج له” . لا بأس من اقتفاء تجارب الاقدمين لمن تقادم به العمر ، ويقكر في الاستفادة من امتيازات اعلان التحرير والزواج باربع نساء ، بدلا عن استخدام العقاقير الكيماوية المنتشرة بزماننا ، والتي لا تخلو من اضرار جانبية .Posted in Uncategorized | 1 ReplyEditComment sauver et rapatrier des milliers de libyens de l’exil ..?Posted on January 19, 2014
Plus que Un demi-million de Libyens d’après des rapports estimatifs, sont exilés en Tunisie, parmi eux, des enfants, des femmes, et des personnes âgées, sont victimes de l’implication de leurs pères , fils ,ou proches dans le régime de kaddafi .Ces gens-là, vivent actuellement une expérience qui marquera à jamais leurs histoires.parmi eux, il y a ceux qui croyaient soutenir et défendre leurs patrie , aussi ceux qui étaient victimes de leurs loyautés envers leurs tribus, ceux qui étaient sous l’emprise d’une machine médiatique vicieuse , et ceux qui ont fuient par crainte de représailles à cause de leurs liens de parentés avec des personnes qui étaient dans le temps des hommes de pouvoirs sous l’Ancien régime, sans oublier ceux qui ont cédé a la séduction des promesses alléchantes de récompenses généreuses si jamais ils intégraient les milices en tant que bénévoles.Mais dans tous les cas de figures, tous ces gens vivent actuellement dans des conditions difficiles à l’exil, et que la plupart d’entre eux sont prêts à déclarer leurs adhérences à cette révolution à condition d’assurer leurs retours au pays et leurs sécurités personnelles .Peut-être cette demande est impossible à réaliser à l’heure actuelle vu l’état critique due a la fragilité des instituions de l’état. et l’absence d’une véritable volonté générale d’accomplir la réconciliation nationale qui n’était malheureusement pas sur la liste des priorités de l’État libyen actuel, au moment où tout se prépare pour élire un comité constitutionnel qui aura la charge de rédiger une constitution a laquelle plus que deux millions de Libyens (sur 6 millions) ne vont pas avoir la possibilité de voter .Le pire c’est que parmi ces gens-là, il y a aussi ceux qui, et à cause de leur implication directe dans les crimes et la corruption sous l’Ancien régime, et qui ont perdus tout espoir de rentrer un jour au pays, vont participer à déstabiliser le pays par tous les moyens en signe de vengeance. . ترجمة الصديق : كريم نباته .. له وافر التقدير والامتنان رابط التدوينة Posted in Uncategorized | Leave a replyEditوجع السنينPosted on January 19, 20142
الواحة المجهولة المفقودة . تلك البقعة الصغيرة المنيعة الضائعة في هذه الصحراء الفسيحة القاسية الجافة القاحلة .. منظرا بديعا امتزجت فيه ظلال النخيل بلون الرمال .. هناك بسم لي وجه الحياة ، وانبسط امامي المجهول المملوء اسرار وسحرا.. واحة الزيغن بالجنوب الليبي .. طفل صغير تنتظره اعباء ومشاق الحياة ، حياة اهل الصحراء ومكابدة طقس وجغرافيا المكان وعزلته .. السير حفاة في الهجير .. صهيد الرمل .. يواسيه سكون الليل ، وسحر ضوء القمر ، والتسلي برفقة النجوم ، وصعود الجبال ، وتراصف اجمات النخيل ، وحجارة متناثرة توالت عليها سافيات الرمال ، وبراري ممتدة توشحها اعشاب الصحراء .. العقول .. الضمران .. شجيرات الطلح والاتل والرتم والرسو .. وبين هذا وذاك ما هاج بالخيال وسما بالارواح . وان كان القول بأن الصحراء العارية هي الحد الفاصل بين الحياة والموت والنجاة والهلاك كثيرا ما يكون دقيقا جدا .
في سن التاسعة تعودت مرافقة امي الى الغابة ، ” الحطية ” ، ما ان يحل موعد العطلة المدرسية . نستيقظ الرابعة صباحا ، لتبدأ رحلة المسير لمسافة خمس كيلو مترات او اكثر ، حسب المكان المرصود لجلب الحطب . امتطي البهيمة المجهدة وتجاورني امي سيرا على الاقدام صحبة جمع النسوة والصبية المتواعدين قبلها على وجهة السير ووقت بدء المسير ، وفي العادة تحتفظ امي بلجام البهيمة في يدها ، وفي احيان اخرى تطمئن لهدوءها الدائم ، او لرغبة منها في اعتمادي على تدبير امري فتترك لي المهمة ، وكثيرا ما خاتلتني ونكست عن الطوع لاوامري ، فاقع صريعا على الارض ، وبينما تهتم النسوة بسلامتي ، يكون الصبية قد اكملوا مهمة مطاردة البهيمة وجلبها قسرا ، ونواصل المسير . بعد قطع مسافة من صفحة صحراوية متجعدة نلتحم باطلالة الغابة مع بزوغ الشمس .. نقضي وقتا في جمع الحطب في طقس شديد الحر يبعث التعب بسرعة في اوصالنا ، ومع شح الماء والزاد .. نستعيد نشاطنا بكسرة الخبز اليابس التي نحتفظ بها اتقاء لتشنجات المعدة ، مع قليل من الماء ، سد رمق .
ومع تقرحات الجلد الدامية الناجمة عن الاشواك الصلبة لجريد النخل اليابس ، والتعب والارهاق استبشر بعزم الجميع على تصفيف الحطب وحزمه اعلانا لحالة التأهب للعودة ، وما يستلزم من قطع مجموعة من جريد اخضر لشجرة نخيل فسيلة ” التافسرت ” الاكثر طوعا ، تم تنقيتها من الاشواك والسعف ، ومن بعد مرسها على حدب عود عرجون جاف وصلب لتصبح قابلة للثني وربط الحزم ، ومن حزمتين تقرن برباط اخر من الاعلى ” قران ” لتشكل اشبه بنصب يسمح باسناده على ظهر البهيمة .. تكون اعلاه على الواقي ” البردعة ” ، بينما جوانب السعف يلامس الارض من الجانبين . ولتبدأ رحلة العودة والتي لا تخلو من مثالب ومعاطب ، من انقطاع الرباط ، نكوص البهيمة وشرودها ، الى اشتداد حالة العطش والاعياء ومغالبة السير بالرمضاء . في العادة البهائم تهتدي للطريق وقد تعودت المسير والعودة دون توجيه ، وقليلا ما تعرج عن الطريق فنهش عليها نحن الصبية المتابعين والملازمين لها سيرا على الاقدام ، وتبقى مسافة محدودة تفصلنا عن النسوة خلفنا ، وهن يستأنسن بتبادل الاحاديث . ذات يوم .. وبينما كنت سارح البال والخيال ، اهيم على وجهي خلف البهيمة ، وكان يوما شديد الحر محرق ونسوم ساخنة تلفح الوجوه .. انبعث الغناء من نفس طفل طروبة للعودة تواسى التعب .. حتى انني لم انصت لصراخ النسوة وهي تحدرني . وبعد برهه شعرت بنزقهن ، التفت خلفي واذا بهن في حالة دعر وهلع شديد ، وفي المقدمة امي تصرخ وتشير اليّ بالنظر الى اسفل وقد ارتسمت ملامح الاشفاق على وجهها ، ” افعى .. افعى .. اقفز بعيدا ” .. نظرت فيما حولى ، واحسست شيئا يمرق محتكا بكاحلي ، كان ثعبان طوله زهاء الثلاثة اقدام .. قفزت بعيدا ، وعلى الفور احتضنتني ، وكانت اول الواصلين .. انهمرت دموعها انهار وتوقف المسير ، لكنها ابت ان لا تطارد الافعى التي انتحت جانبا وسكنت باقرب نخلة .. لمحت جانبا منها ، وفي الجوار نخلة اخرى قطعت منها جريدة خضراء عريضة المنبت ، حزتها على شكل ظلف مشقوق ، وترصدت الافعى عند رأسها ، ضغطت رأسها وسحبتها من المخبأ ، وحزت رأسها بضربة منجل .. واستأنفنا المسير .. ولم تتوقف امي عن ترديد عبارات الشكر والحمد والثناء للمولى عز وجل طوال المسير . كم هو قلب الام عطوف حنون .. استعيد ذكراها ( رحمها الله ) ، واشعر بحجم الالم الذي تقاسية اليوم الاف الامهات المكلومات لفقد ابنائهن في هذه الاحداث الدامية القاصمة للوطن .. عزائي لكل امهاتنا الخالدات الصابرات فراق فلذات اكبادهن بقدر الالم المضني الذي يقاسين .. اشعر حقا بألم عميق لفراقك امي .. وان تقاطرت الالام .. وطن ممزق .. ومصير مجهول .. وافق لا ينضح ببصيص نور .. وقد انهكني المرض .. مسكنات .. مهدئات .. سهر .. وحدة .. قلق .. ضجر .. وغربة داخل الوطن .. والفكر في الاهل والولد .. ورياح عاتية فوق بحر مضطرب .. وعذابات اليأس تطفو .. وانني اذ اكتب والالم والضعف يلازمانني لست اجد ما اقدم لك سوى هذا التعبير القاصر عن تقديري العميق لحبك الخالص الذي لا يبليه الزمان .. غفر الله لك اماه العزيزة وتقبلك برحمته واسكنك فسيح جناته .. امين .. امين – الصور حقيقية ومن عين المكان … عابد 2014Posted in Uncategorized | 2 RepliesEditذكرى المولد النبوي .. عيد وموعدPosted on January 14, 20143
مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف محطة احتفالية ، وعيد الاعياد الدينية ، تلتقي العائلة في موعد مع ” عصيدة الميلود او الميلاد ” .. تلك عادة متوارثة ، واحدى الطقوس المميزة والمرتبطة بالمناسبة . لها بعد احتفالي وموعد منتظر ، اذكر حديث والدي -رحمه الله- عندما سافر الى تونس في محاولة لاقناع ابن عمه بالعودة للوطن ، كان ذلك عام 1965 م .. لكنه لم يفلح في اصطحابه معه، ويوم ان بلغنا نبأ وفاته عام 1975م ، لم يستطع والدي كف عينه وقد تندت بالدموع .. ثم استدرك قائلا ” الله .. الله .. اخر مرة التقيت به وعدني بأن يجتمع معنا على عصيدة الميلود ” .. ودارت الايام والسنين واعياد الميلاد .. لكنه لم يعود .. ورحل على وعد . عصيدة الميلاد .. وبهجة اجتماع الاسرة لم تفوتني هذا اليوم رغم تراكم الالم ، واحداث سبها الدامية وفزان الجريحة .. مع انني لست من اصدقاء العصيدة ، وافضل البازين .. لكن عبق المناسبة وطقسها يقتضي الركون لما تعارف عليه السلف .. عصيدة ورب التمر .. ووقت الضحى الشتوي ، حيث الدفء والسكون ، وان كان الفكر يصول ويجول ، يتذكر تلك الامهات المكلومات وقد فقدن ابنائهن وفلذات اكبادهن .. روائح البارود ، ازيز الرصاص ، قرقعة المدافع ، هلع الاطفال والنساء والشيوخ ، ووطن ممزق ، واجيال ومستقبل مرتهن .عصيدة الميلود .. وجبة اليوم وموعد جمع شمل العائلة .. كنت بينهم والفكر في لملمة شمل الاهل والوطن ، والتأليف بين القلوب ، فقد سئمنا انهار الدماء . خلال السنوات الاخيرة اتخد الاحتفاء بالمناسبة مظاهر مزعجة ، واصبحت موعد مع فرقعة الالعاب النارية ، وحالة طواري بالمستشفيات لاستقبال الاصابات ، والضحايا دائما من الاطفال ، ناهيك عن الفزع المصاحب لتلك الاصوات المزعجة والفرقعات التي تستمر طوال الليل تقض المضاجع .. اطفال رضع .. شيوخ .. عجائز .. وعيد افتقد بهجة السرور ، وارتبط بالازعاج والحزن . وكأنه افتقد قدسيته الدينية . وبعيدا عن الاحزان المتراكمة .. لو كان الامر بيدي لاخترت البديل .. بازين شعير .. مع لحم قعود .. و” تختيره ” ثلاث بيضات مسلوقة .. وشيء من قطع البطاطس .. يلزمها لتكتمل الحبكة ” قرون فلفل ” .. وما ان تنتهي الوليمة .. وتترادف اللقيمات في قاع المعدة .. تصبح الحاجة ماسة جدا ” لطاسة شاهي خضرة تقص المسمار سكرها مجبود شوي ” .. كاس من الشاي الاخضر الرائق وقد اخذ وقته اللازم من الغلي على نار هادئة .. يفضل ان تكون من الحطب كي لا تفسد روائح الغاز الصناعي نكهة الانتشاء .. وحبذا ان يكون حطب النار من الرسو او الضمران .. وان لم يتوفر فلا بأس من فحم اشجار السرو المعتاد استخدامها وقتنا هذا .. كل هذه الحفاوة والمكونات لا تأتي بالغرض التام ما لم تكن هناك يد ماهرة قائمة على اختيار انواع الاضافات واوقاتها .. اضافة الدقيق عند اللحظة المناسبة وإعطاءه الوقت المقدر له بدقة متناهية .. ولا ننسى حبك ” المغرفة – التعصيد ” .. وفنونه التي لا تجيدها اى امرأة ، لما تحتاج من مراس طويل وقوة تحمل .. ” وعزوز قارحة تشرف على كل صغيرة وكبيرة ” لمنح الاجازة للفتيات الصغار .. في حدود المنزل اولا .. الى الاجازة لتحضير البازين للضيوف وتلك اعلى المراتب لتتأهل الفتاة وترتقي الى سدة الصدارة ، وتوسم بنوط : ” اغلى واعز النساء على قلوب الرجال الليبيينPosted in Uncategorized | 3 Replies
Published on January 26, 2014 16:03
November 16, 2013
عبد القادر الفيتوري's Blog
- عبد القادر الفيتوري's profile
- 11 followers
عبد القادر الفيتوري isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.

