عبد القادر الفيتوري's Blog, page 3

June 1, 2017

جامعة سبها مقدمة كلام

 

   بالمعرفة تبنى الاوطان .. واختيار شخصيات من ذوي الكفاءة والخبرة لإدارة مؤسسات الدولة .. الخيار الامثل لرسم خطوط مستقبل واعد للأجيال القادمة .. اس البناء وعماد المستقبل .. التكليفات التي تتماهى مع الانتماء القبلي  .. اشبه بتقاسم غنيمة .. في وطن تحول الى كعكة يسيل لها اللعاب .. وعندما يتعلق الامر بمؤسساتنا التعليمية .. يصير الاثر السلبي اكثر شراسة وقسوة .. وخنجر في ظهر الوطن .. وخداع للاجيال .. مقدمة كلام .. وتدوينات طويلة من صنف الاعلام الصادم .. تتناول جامعة سبها .. تاريخها .. ويوميات من الذاكرة .. سير من عبروا ومن لا زالوا .. تنفض الغبار على ما لم يسبق نشره وطرحه .. اتمنى ان  اجد ما يثنيني عن نشرها .   ( الصورة عام 1977 .. الدفعة الاولى لطلبة كلية التربية سبها .. اول صرح للتعليم العالي بفزان .. رحلة الى " عين كري " رفقة وفد طلابي زائر من جامعة بالنمسا )
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 01, 2017 10:01

September 11, 2016

ما يجري في الخليج صار محيرا للغاية !!





       صحف حكومية خليجية تتفرغ لكتابة خربشات مقززة على جدار ليبيا .. والجنوب الليبي بوجه خاص .. لم ارى اية حقيقة تبرق .. ولا اي موضوعية في الطرح .. وأنا ابن فزان .. لما كل هذا الاهتمام بحشر انوف صحفية قاصرة في الشأن الليبي المرتبك ؟ .. والخليج يتوعك بين انياب الكماشة الايرانية ويدعو اهل السنة للالتفاف حوله ؟!! .. على ما يبدو .. كل ما يجري في الخليج صار محيرا ؟ 
    موضوع اهل السنة لم يعد احتكار ( الفرقة الناجية ) بعينها .. فالوهابية صنفت فرقة ( منحرفة ) بإجماع ( علماء ) فقهاء الامة في " غروزني " .. واستثناء فقهاء الوهابية من الدعوة لحضور المؤتمر .. كاف لوحده . 
     محير ايضا .. ان احدى الدول الحليفة في " قوات حسم معركة اليمن " .. ضمن الدول الراعية للمؤتمر . 
    محير ايضا .. ان شيخ الازهر يتصدر المشهد في حلقة غروزني .. بينما الصحافة الخليجية الحكومية .. تهاجم تركيا السنية .. ضمن حملة شرسة تعاطفا مع مصر في حربها ضد الاخوان المسلمين .. مع ان مؤتمر غروزني لم يستثني الاخوان المسلمين من سلة فرق ( المنحرفين ) .. والبيان الختامي صنفهم ضمنا كما الوهابية في السلة ذاتها .. الاسلام السياسي المرفوض في العموم .. ارجو ان لا اتهم بأنني ضمن هذا او ذاك .. وفي كتابي " المذهب الظاهري والمنطق".. المنشورة فصوله على صفحتي .. يمكن اقتفاء الاثر .. انصح بقراءته .
     محير ايضا .. سعي دول خليجية للنيل من الربيع العربي .. وبقوة السلاح .. بينما بالأمس كانت السند الداعم له .. لا لشيء .. سوى انه امتهم باعطائه للإسلام السياسي .. فرصة المشاركة في القرار .. فيما تعلن الحرب على الرئيس السابق على صالح في اليمن .. والذي هو سني المذهب .. ويقود مثلهم ثورة مضادة للربيع العربي .. وحرب على الحوثين الشيعة .. والتي هي فرقة من بين فرق المسلمين منذ العصر الاول .. لهم ما لهم .. وعليهم ما عليهم .. وما يكال لهم من تهم .. رافضة .. مجوس .. الخ .. لن تنفي عنهم صفة المسلمين لمجرد فتوى شيخ معاصر مجتهد بعد 14 قرن مضت .. هل يجوز ان نكفر امة تصدح بشهادة لا اله إلا الله .. وأمم من غير اهل الاسلام تتكالب على اوطاننا ؟ .. لما لم تنجح السياسات الخليجية عبر تاريخها الطويل في خلق تقارب مع ايران .. بحكم الجوار - على الاقل - ؟ .. قيل لعمر بن عبد العزيز : ما تقول في علي وعثمان وفي حرب الجمل وصفين ؟ قال : تلك دماء كف الله يدي عنها ، فأنا أكره أن اغمس لساني فيها .
      محير ايضا .. ولا اجد له مبرر .. حشر انوف بعيدة عن المشهد .. في معترك البيت الليبي وهو يتضور نزقا وألما .. وينزف دما .. ( اليس اهل مكة ادرى بشعابها ) .. ام ان المال اضحى مطية ناجعة لاستدرار حبر الاقلام .. في رصف شوارد الكلام ؟ .. ربما .. قال بعض ندماء الاسكندر له : إن فلانا يسيء الثناء عليك ، فقال : أنا أعلم أن فلانا ليس بشرير ، فينبغي أن ينظر هل ناله من ناحيتنا أمر دعاه إلى ذلك . فبحث عن حاله فوجدها رثة ، فأمر له بصلة سنية ، فبلغه بعد ذلك أنه يبسط لسانه بالثناء عليه في المحافل ؛ فقال : أما ترون أن الأمر إلينا أن يقال فينا خير أو شر . 
    موضوعات يتماهى فيها الديني والسياسي .. لكن فيما يبدو عطن السياسة افسد المشهد برمته .. الحديث يطول .. ولا رغبة لي في خوض مناكفات .. فقط .. تعبير عن امتعاض .. وأنني اشعر حقا .. بان ما يجري في الخليج صار محيرا للغاية !!
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 11, 2016 00:27

June 27, 2016

الجامعة العربية .. دار المسنين والعجزة







        العراق ، سوريا ، ليبيا ، اليمن ، تشتعل معا وفي وقت واحد .. والبقية .. حال مصر .. نار تحت الرماد تنتظر الفوران .. إيران تتحدى الخليج للهيمنة على المنطقة .. تقارب وتجاوب ايراني امريكي .. انحسار الدور الامريكي بوصفه الضامن النهائي للاستقرار.. كل هذا يحدث في وقت واحد .. يمكن للمرء أن يفكر او يتوقع من الجامعة العربية مسعى لاثبات وجودها ولتأكيد ذاتها .. لكن بدلا من ذلك ، اضحى هذا الجسم الرميم يتدحرج نحو انجراف الى العمق اكثر من أي وقت مضى .. على ما يبدو، وببساطة لا تحمل فكرة التجديد ، سوى اقالة الأمين العام الثمانيني ، وتنصيب اخر سبعيني .. ولا جديد . ومع ان دورها الافتراضي .. تقريب وجهات النظر بين الاشقاء وتوحيد صفوفهم واستيعاب خلافاتهم .. لم يحدث ان خرجت باجتماع توافقي دون انحياز لطرف مع ان دستورها التصويت بالاجماع .. وكان يمكن لها ان تحدو حدو بسمارك موحد ألمانيا ، أوان تعتبر بتجارب اخرى كالوحدة الايطالية .. لكنها لم تكن يوما جامعة عربية ، بقدر ما كانت مكتب جانبي لقسم العلاقات بوزارة الخارجية المصرية . تأسست الجامعة عام 1945 بالقاهرة عندما كانت مصر منارة للعلم والمعرفة .. وفي هذه الأيام فإنه بالكاد تجمع الطاقات للتوافق حول اختيار رئيس جديد .. وفي وقت سابق من هذا العام ، أصرت مصر على ترشيح آخر وزير خارجية لديها .. متقاعد وعاطل عن العمل ، أحمد أبو الغيط ، وفي العادة تجاري الدول العربية الأخرى المطالب المصرية بالابقاء على المقر والرئيس ادراكا منها بأن لا دور لهذه المؤسسة يزيد عن لقاءات وحفلات مجاملات .. مع ان قطر قدمت التماسا تطلب فيه تجديد دماء الجامعة وتقديم الشباب بدل الكهول المتقاعدين من بقايا عهد مبارك المتصلب .
     المشاحنات العربية العربية والتوترات فيما بين رؤساء الدول العروبية .. ليس شيئا جديدا. والفجوة بين الخطاب والواقع لازمت معارك الجامعة منذ البدايات الاولى . اغتصاب فلسطين عام 1948، كان بفعل غياب التنسيق الذي هو دور الجامعة .. بل انها فشلت في كل المحاولات الساعية الى توحيد أعضاء الجامعة ضد اسرائيل . ولكن الآن يبدو ان شيئا فاسدا ليس فقط في المؤسسة ، ولكن في الفكرة التي بنيت اطنابها عليها .. وبمعنى ما " الدور الذي انيط بها عفا عليه الزمن " ، فكرة القومية العربية قد ماتت .. وفاحت منها مع مرور الزمن روائح العنصرية النتنة .. بعدما افقدت العرب اقوام ناصروا قضاياهم ، وجمعهم تاريخ وعيش مشترك .. وهم شركاء لهم في الاوطان .. كالامازيغ مثلا . اقتصاديا ، رغم كل الوعود والاجتماعات والقرارات بتحقيق منطقة للتجارة الحرة العربية ، إلا انه لم يتحقق شيء أبدا .. وحجم التجارة وتداول راس المال بين الدول العربية اليوم .. أقل من 10٪ . سياسيا، إسرائيل ، العدو المغتصب اللدود .. صار شريكا في السلام ثم اضحى حليفا .. وصارت الدول العربية اكثر قبولا لاسرائيل ، والسعي للتطبيع من تحت الستار بالامس ، بات جهارا نهارا وفي العلن ، وسقطت شعارات مقاطعة الكيان الصهيوني ، ليحل بدلا عنها التطبيع ، والسلام الابدي ، وابناء العم سام .. مع محاصرة الجيوب التي لا تزال يرهقها التعنت ، بل وصار من اليسير للاسرائليين الدخول الى بعض الدول العربية ، ومن الصعب على الفلسطينيين .. والسفارات الاسرائيلية ومكاتب التبادل التجاري وافواج السواح .. حدث بلا حرج .. ولعل من بين الاوصاف الصائبة للمشهد المترهل ما قاله احد القادة في القمة الأخيرة للجامعة الغروبية .. " أن اللغة العربية هي الشيء الوحيد الذي لا يزال القاسم المشترك بين العرب ".. واضمر التسابق على الارتماء في احضان اسرائيل طلبا لحماية العروش .
     بعد ستة عقود من التهريج وشعارات الوحدة وبرامج التعريب ، تعود المستعمرات الفرنسية السابقة في شمال أفريقيا لتتخلى عن الخطوة نهائيا .. اللغة العربية لم تطور نفسها كما العبرية ، ولغة تدريس العلوم والتقنية تجاوزت الكائن الحي الميت بقرون .. واكثر من أي وقت مضى .. البعض يرمي بالاعباء على الحكام ، واخر على دور الجامعة التي هي ليست سوى غرفة للقاء الحكام ذاتهم .. ويبدو أن المستعمرات البريطانية السابقة في الشرق الأوسط تفعل الشيء نفسه مع اللغة الإنجليزية ..فالشباب العرب في الخليج اليوم .. يؤثرون استخدام اللغة الإنجليزية أكثر من العربية . الجامعة العربية خسرت الرهان في حلبة المصارعة مع نهاية عصر الأبطال ، وتآكل الأيديولوجيات المتعددة ..القومية منها بالذات .. وفشلت في إيجاد آلية لإدارة التنافس .. نخرها السوس .. واصابها الشلل .. بسبب الخلافات الطائفية والإقليمية ، واصبحت اليوم مكتوفة الايدي تقف على مدرجات المتفرجين .. تتحسر على الدول العربية تحترق في صمت .. والقنابل تنهمر امطار تقصف المأذن وتطمر الاطفال والنساء تحت الانقاض .. بل ووقع اعضائها صكوك الغفران مسبقا لتبرير كل التدخلات الاجنبية .. ولعل افضل وصف يليق بالجامعة العربية اليوم .. دار العجزة والمسنين لايواء الدبلوماسيين المصريين المتقاعدين والعاطلين عن العمل .
    وثمة راي اخر يزفه مغردون في مناسبة اعلان جامعة الدول العربية أن أمينها العام الجديد، أحمد أبو الغيط، سيدأ مهام عمله رسمياً، الأحد المقبل ..  : (  أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يواصل إعادة رجال النظام السابق و”أعداء” ثورة 25 يناير إلى الساحة السياسية بقوة، وأن أبو الغيط عيّن “مندوبا لإسرائيل وممثلا لها” في الجامعة العربية..   تذكيربالمؤتمر الصحفي الذي عُقد في القاهرة بين أبو الغيط وتسيفي ليفني ، الذي أعلنت فيه الأخيرة بدء الحرب على غزة، بينما وقف الوزير المصري صامتا )   )
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 27, 2016 19:47

June 20, 2016

القائد العزيز







        جار وقلب ظهر المجن .. وجلب المحن .. تنكب ظهر دبابة .. وأعلنها غابة .. اغتصب السلطة .. فكانت ورطة .. اما وقد اخذته العزة بالإثم .. وحل زمن النقم .. تمرس في التشفي بمعاناة شعبه الغريق  .. حملات التطهير والتدقيق ..  والأمن الشعبي والتحقيق  .. ونفوس مرعوبة كل في شأن .. وفي امن واطمئنان .. قد لا يكون هناك جنود يقرعون بابنا ، ولكنهم موجودون في رؤوسنا ، وعلينا محاربتهم طوال الليل .. ستؤدي نفسك اذا عرفت الكثير .. وتجب طاعة القادة ليس لأنهم عادلون ، بل لأنهم قادة .. حتى وان طال الرجاء .. واستعصى الداء .. ونضب الدواء .         اطبق نفوذه المطلق على الهوية الثقافية .. استأثر بوسائل الاعلام والفنون وأعلنها اشتراكية .. حيث تكون الايدولوجيا اكثر اهمية .. من السلع المادية ..الدكتاتورية الثقافية .. الحرب الايدولوجية .. مسح جبينه العريض ، وحشد كل القلق الذي تمكن من جمعه خلف ثنايا تجاعيده العميقة .. وشرب رشفة اخرى من الزوتشية في فلسفة كوريا الشمالية .. ومطية الاتكال على الذات والرمزية .. وأصدر كتاب الزمان .. عن ما سيكون وكل ما كان .. بلون الخضرة ونكهة الزهر والرمان .     يقال : ما الفرق بين كتاب وكتاب !.. جمال الكتاب كفيلاً ببقائه. وثمة فرق بين كتاب يؤلفه فرد ويبثه في الشعب ، وكتاب ينشئ بذاته شعبا .. حكمنا بالكلمة .. قال احدهم يوم مآتم دفنه .. تكون الحقيقة اكثر قوة كلما قل التلاعب بها .      الرحلة شاقة ، ولكن لنمض قدما ضاحكين .. وبدأت المراقبة المؤسساتية للفكر بتعزيز اللغة ، ووضع حدود صارمة للكلمة المكتوبة والمحكية .. سلطة الفكر التي تراقب .. لم يتبدل ، كما لو ان الزمن توقف عنده  .. تكرر مشهد الاشياء التي بقيت على حالها تماما ، وبسبب القدم صار ملطخا .. استنزفت حياة اهله وبلده ووطنه  .       إن أبعد أمور العالم عن العقل تصبح أقربها بسبب فوضى البشر. أي أمر أقل صواباً من اختيار ولد الملكة البكر ليسوس الدولة ؟ لا يختار أعرق المسافرين نسباً لقيادة السفينة .. وقد تكون هذه الشريعة مضحكة وجائرة. ولكن بما أن الناس هم كذلك أيضاً ، وسيبقون كذلك أبداً ، فإنها تصبح معقولة عادلة ، إذ من عساهم يختارون ؟ أأكثرهم فضيلة أم أكثرهم مهارة ؟ هنا تقع الواقعة فوراً إذ كل يدعي أنه الأفضل وكذلك الأمهر. فلنربط هذه الصفة إذاً بما لا يقع الجدل حوله. أنه بكر الملك. إن الأمر واضح ولا منازعة البتة ، والعقل لا يستطيع أفضل من ذلك ، لأن الحرب الأهلية أعظم الشرور .. وهكذا .. صدح رؤوسهم .. ودغدغ وجدانهم .. لا للملكية .. وعندما استوى على العرش توج نفسه ملك الملوك .           حواسي المتبلدة تجوب تخوم يأسي الضيقة على غير هدى .. سلمت بنهاية بائسة .. دفعتني الى نهاية العالم .. وتوقفت دموعي ..  وأدركت ان الدموع لا تذرف إلا عندما تكون هناك يد اخرى لمسحها .. لقد اعترتني شكوك مقلقة ، ولكنني اعرف انها خطيرة ولن تحقق اي شيء .. اذا كان قائدنا وملكنا عظيما ، فلماذا يتضور شعبه جوعا حتى الموت اذا ؟     قائدنا هو الشمس . اذا اقتربت منه كثيرا فستحترق حتى الموت ، ولكن اذا ابتعدت كثيرا عنه فتتجمد حتى الموت .. كلما اقترب الكادر من القمة ، كانت نهايته اكثر عنفا .. باستطاعة الام الغوص في اعماق قلب ابنها بمجرد النظر الى ظله .. الاباء والابناء لا يمكنهم تشاطر السلطة ( قول مأثور ) .. الحكم الخالي من اية رحمة .. المرتكز على التطهير من دون استثناء افراد عائلته .. اجتثاث الغصن الفرعي .. في شجرة يجب تقليمها لتزداد ارتفاعا وقوة .. الوفاء للقائد يؤدي الى الشهرة ، والتمرد يؤدي الى الموت .. لا يجب ان يعرف اي غريب هذه القصة ، لا تدونها . اعلم بها فقط . اسمعها لتفهمها ، ومن ثم امحها من ذاكرتك .. كلما كانت رتبة المرء اعلى ، اعتبر الانشقاق اكثر غدرا ، وجاءت العقوبة اكبر .. وأكثر شراسة .    لم اشعر بأي ارتياح لدى رؤية وجوههم .. بشرة السكان القاتمة الهزيلة ، والتجاعيد العميقة المتعرجة دليلا صامتا على معاناتهم .. فقدت رباطة جاشي وطفرت الدموع من عيني .. شعرت بأسف عميق لأنني اخفي دموعي عنهم ،  ولكنني خجلت جدا من اظهارها لهم . كيف يمكنني التعبير عن بؤسي  .. امام اولئك الذين لم يتبق لهم شيء وحرموا حتى من وسائل التعبير عن بؤسهم .   في معصرة الحرية حيث يُعبد القائد ويمجد كإله وحياتك ومماتك منوطة بقراراته ونزواته وجنونه ..  قصصهم ليست مجرد وسيلة لإثارة الشفقة . اولئك الذين ماتوا من دون التمكن من التعبير عن ارائهم ، ودفنوا تحت انظار عالم معقود اللسان .. فالتعبير عن ارائهم بإلحاح انتصارا للإنسانية ، لأنهم نجوا من صراع وحشي مع الطاغية .. قد يمضي وقت طويل قبل ان تظهر الحقيقة ، ولكنها ستدوم بعد وقت طويل من اضمحلال الاكاذيب .    هذه السلطة المطلقة .. وهذا النفوذ .. لا يمكن ان يكون نابعا من رجل قوي . إنها سورة غضب رجل مهزوم مأزوم .. ومتابعة الحياة بجبن خيانة اكثر سوءا .. اشعر بالخجل .      ما شعرت به عندما وطئت قدماي خارج سجنه .. اختبارا لا يعود لي وحدي حق الاستمتاع به . فهو يخص الحرية ، ويجب علي مشاطرته اكراما للحرية .. الحرية تعطى مجانا لكل مولود على ارض حرة . ولكن على الاخرين المجازفة بحياتهم للحصول عليها .. تجاهل حقنا في الحياة من خلال المجازفة بحياتنا .        الصديق افضل من وطن ..  اذا كان البؤس هو كل ما تبقى .. طقطقة براجم اصابعها بمزاج عصبي .. تعيد ذكرى رحيل زوجها في حرب .. وفلذة كبدها وراء اقفاص السجون .. وانه لم يبك حزنا .. بل بسبب الظلم .. لقد تعين عليه تثبيت عينيه الخاليتين من اي تعبير على سقف فارغ حتى لحظاته الاخيرة .. وتداركت .. كف عن الحديث عن الوطن بهذه الطريقة .. ما نفع الشعور بالأسف الان .. وراء كلماتها كلمات اخرى لا يمكن قولها ..  انك لن تعيش طويلا اذا عرفت كل اجابات الاسئلة المطروحة عن الحياة ..  لقد القى بنفسه عن اعلى الصخرة لأنني لم اكن هناك  .. لامسك بيده .    كتاب " القائد العزيز " .. للمنشق الكوري الشمالي .. عضو الجهاز الدعائي الاعلى في كوريا الشمالية ..  جانغ جين - سونغ .... كتاب يفرض على المرء قراءته .     علق احدهم : ( تخيل اكثر افكارك النمطية عن كوريا الشمالية .. واستدعي من ذاكرتك كل الزعماء العرب الفاشيين والشموليين .. واخلطهم ف بعض هيبقوا ملايكة مقارنة باللي بيحصل ف كوريا الشمالية .. لما تيجي تهرب من كوريا الشمالية متقولش للاهلك لان لو تم رصد اي معلومة ان اهلك عارفين او كانوا عارفين او داعمين للموضوع يبقي الله يرحمهم .. كتاب صادم لو 10% بس من الكتاب حقيقي فهو كارثي .. بس كدا ) ..
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 20, 2016 13:10

May 12, 2016

الرئيس اوباما .. لا اظنه يكذب







    الحرارة شديدة الارتفاع .. والابتسامات شديدة البرودة .. مجمل انطباعي عن لقائنا الاخير .. مضجعا على الاريكة .. وقدماه على المنضدة كما عادته ..  حييته .. مددت يدي لمصافحته .. ناولني طرف انامله .. رمقني بجفاء .. نظرات مثوتبة هوجاء .. قطعت المسافات .. وعبرت البحار والمحيطات .. بلدان ومطارات وتنقلات ..  من اقصى البقاع .. شمال افريقيا  .. ( واخرتها يسلم عليّ بروس اصابعة .. لو حسبته اخرتها هكي .. ما عفستها ) .. توقعت ان يأذن لي بالجلوس .. لكنه لم يفعل .. صعقني بالسؤال : راس حاجتك يا ليبي ؟           اصطكت ركبتاي .. تمالكت نفسي وقلت له .. معالي الرئيس اوباما .. رئيس دولة الولايات المتحدة الامريكية .. الدولة العظمى ورائدة العالم الحر  .. وددت ان اجد من وقتكم لحظة انصات .. لإطلاعكم حول ما جرى بعد غيابكم الذي تحدثت عنه  بخطابكم الموقر مؤخرا .. ونحن ايضا خالجنا الشعور ذاته .. وبان لنا انك سرحت بعيدا ومنذ زمن .. وتركت الحبل على الغارب .. واردنا ان نعرف حدود الدور الامريكي اليوم .. وحبذا شيء عن افاق مستقل العلاقة بين البلدين ..  قاطعني .. رمقني بنظرة متجهمة .. زاوية العين .. اشار بإصبعه  في وجهي وعيني .. وكأن السلطة اصابته بالجنون .. وقال  .. ليس لدي وقت لاضيعه معك .. للسباحة في الفضاء صنعنا مركبات .. وها نحن نطوف الكواكب ونداعب المجرات .. ونراقص كرة الارض في الليلة آلاف المرات ..  وانتم .. " حتى كرة القدم  اللي هي طب بالرجلين .. مش نافعين فيها .. امشي تعلم طب الكورة قبل .. وتعال قابلني .. جايكم .. بس ما كنت فاضي السنوات الماضية .. انتهت المقابلة " .. خرجت في ذهول حاد ... كيف يحدث هذا ... بعد مشقة سفر طويل ورحلات  .. وانتظار تليه انتظارات .. مقابلة لدقيقتين .. نهرني .. ولم يلتفت لاسئلتي  .. وانا الذي ظننت ان جذوره الافريقية ستسعفني .. تأسفت .. فعلا ..   شعرت بالحقره .. ولا ادري لما .. وبدا لي انه جاف في طبعة .. ولعله قاسيا حتى .       في اليوم التالي .. من واشنطن الى ليبيا .. ( اللي جاء كفى ..  سلامات اوباما   .. سلامات امريكيا ) .. من عادتي لا اخفي اسرار خطواتي عن اصدقائي .. قال لي احدهم .. حمدالله على سلامتك .. تصدق بأي شيء دفعا للبلاء .. " دير صديقه  .. حتى حبات حلوى قسمهن على العويله في الشارع " .. الصدقه تدفع البلاء .. ولو حضر .. وانت نجوت من كابوس .. كي لا يتكرر معك .. صديق اخر سخر مني .. وقال : انضم الى احد النوادي الرياضية .. وعندما تجيد " طب الكورة " اطلب مقابلته ثانية ؟  " تبي رفيق واتي ".         للاسف .. زواريب عالم المستديرة بعيدة عني  .. كل ما اعرفه عن كرة القدم  .. ذات مرة وقع بين يدي كتاب عنوانه " ذاكرة سقراط " الفه لاعب برازيلي شهير .. اسمه الدكتور سقراط .. قلت : يستحق القراءة .. وشهد شاهد من اهلها .. واهل مكة ادرى بشعابها .. كتب يقول .. " كرة القدم لعبة رياضية فريدة مشـوقة ولع بها ملاييـن البشـر وخلطوا بينها وبين الحرب .. ومن المؤكد أن البشـر الذين ولعوا بكرة القدم وألتصقوا بها إلتصاقا مثيرا هم الذين وجدوا فيها مسـرحا رحبا لتفريغ ما سكن نفوسهم من إضطهاد وظلم وغبن ، ولذا كانوا يطلقون فى حماسـة تشـجيعهم شـحنات منزوعة من صدورهم دون وعى تعبر عن كراهية وحقد وتعصب وتدعوا الى العنف والصدام . . ومن المؤكد انهم استغلوا اسوءا استغلال . وربما دون أن يشعروا بذلك . .. يبدو أننى صـرت أجرؤ على التفكـير بصـوت مسـموع .. إن مجرد الإقـتراب من أية رياضـة مثيرة تمـولها مـئات الشــركات وتحـفـزها صـحافة باحثة عن عناوين جدابة ، هو إقتراب من نار مشـتعلة .      لقد قلت ذات مرة لكاتب برازيلى كبير ، إننى أفتـش عن شـئ بعيد فى الملاعب ، فأجابنى دون تردد : ما تريده هو ما يلخص القاع الضـحل ، فتعجبت من رده العفوى ، وبقيت صامتا للحظات ، فوجـدها فرصة ســانحة ليقول كـذلك : أعرف مثلـك ، وربما أكثر اللالعاب الرياضـية بلغت حـدودا يصعب قبولها .    افتتاحية الكتاب .. فصل عنوانه ( هل كذب الرئيس ؟! ) .. يتسأل ويضع اشارة العجب ..  ( هل حقا ان التاريخ يمنح الولايات المتحدة دون غيرها خيارات الامل الذي يهزم الخوف ، والرؤية المتميزة التي تتغلب على الصعاب .. هذا ما قاله تماما الرئيس كلنتون في كتاب معبر عن ارائه ، وربما ما كان يهمنا هذا لو لم يربطه باولمبياد اتلانتا حيث قال : في الساعة الواحدة وخمس وعشرين دقيقة من صباح السبت 27 يوليو مزقت قنبلة بدائية الصنع الليل في منتزه سينيتينال الاولمبي بمنطقة الالعاب الاولمبية في مدينة اتلانتا ، فقتل من جراء الانفجار شخص واحد وجرح العشرات . وبهذا فقد وضع الحادث على طرفي نقيض ، افضل ما في الروح البشري مقابل الاسوأ . ففي اللحظة التي تضع العالم خلافاتها جانبا لتحتفي بتوق اللاعبين الاولمبيين  لتحقيق افضل النتائج ، يحدث ما يذكرنا بأنه حتى عندما يكون الامر متعلقا بمناسبة كهذه يظل الجبن والشراسة بمثابة تحد ماثل باستمرار ، لمعتقداتنا وقيمنا .. بل حتى لحياتنا اليومية نفسها .   والحال ان القنبلة وما اثارته من مشاعر الخوف لم تفلح في ان تفت من عضد شعب يمتلك قيما تتسم بالصلابة ، او تصيب بالعمى اولئك الذين يتمتعون بصفاء الرؤية ، او تدمر ارادة الذين صمموا على احراز النصر .. وبدلا من ذلك كله ، ادت هذه النكسة الى تعزيز قيمنا ورؤيتنا وضوحا ، فضلا عن انها قوت من عزمنا وتصميمنا .     قدمت دورة الالعاب الاولمبية امريكيا في افضل حالاتها .. وكشفت امام العالم عن الصورة التي نرجو ان نبدو عليها باستمرار . فها هم لاعبون ينتمون الى دول واعراق واديان وقبائل مختلفة ، يقبلون بالقواعد التي تفرضها الالعاب ، ويمنحون خصومهم كل الاحترام والتقدير ، ويستبطنون انفسهم لاستخراج افضل ما في دواخلها . بل ان الدورة الاولمبية ذكرتنا بأنه حتى اجمل الاوقات تظل عرضة لقوى التدمير ، وكذلك كشفت لنا كيف نصوغ ردود افعالنا عليها ) ... يعقب سقراط على خطاب الرئيس : ( لم يذكر كلنتون في كتابه اية كلمة حقيقية عن احداث اتلانتا ولن يكون كلنتون صادقا في رؤيته هذه إلا اذا كان يتحدث عن اولمبياد آخر كانت تجري احداثه ولم يره احد غيره ) .      كلنتون عبر عن ارائه ، وربما ما كان يهمنا هذا لو لم يربطه باولمبياد على رأي سقراط .. ولكن مهم ان نعرف ما اذا كان الرئيس كذب  .. الشاهد سقراط يقول " ان  الرئيس يكذب "  .. لك ان تتصور ..  رئيس الدولة العظمى الاولى في العالم .. راعية حقوق الانسان .. يكذب ..  وماذا عن خلفه اوباما اذن ؟.. هل اوباما يكذب عندما قال ..غاب عنه الملف الليبي .. طوال السنوات الماضية ؟.. اوباما جذوره افريقية .. الناس الطيبيين .. دون محراث ودون تقعر او حذلقة .. واعتمادا على اراض يظن بها الفقر ، وبأدوات متواضعة .. تحت سماء رحيمة مكشوفة ، تجود الاراضي المنخفضة الخصبة بعطاء وفير .. الممارسة العملية الزنجية الافريقية .. الزنجى الافريقي يتفتح في دفء السافانا والغابات المدارية .. مبرأون من رغبة السيطرة لكنهم يلعبون لعبة العالم .. العاطفة زنجية ..  يقول الاديب سنغور .. لقد كتبت مرار ان العاطفة زنجية  ، فلا منى البعض على ذلك . وكانوا مخطئين .. هؤلاء هم اسلاف اوباما .. فلا اظنه يكذب .      خلاف ذلك .. لا اظنني احتفيت بمشاهدة مباراة لكرة قدم يوما ما كاملة .. اذكر مباراة جرت في طرابلس .. فيما اعتقد عام 1982 .. كنت في طرابلس .. وكرة القدم ..حديث الناس ..  والحدث ان ليبيا ترشحت للمبارة النهائية في دورة  كاس افريقيا بطرابلس .. وابلى حارس غانا طويل القامة بلاءا مميزا .. عبر شاشة التلفزيون .. تابعت ايضا كيف تحسر الليبيين لحظة اختطاف غانا للكاس .. وتأسى شاعر يرثي الحال  .. ( خدو كاسنا وانت غلاك خدانا .. يا اللي طويله كيف حارس غانا ) .      المهم .. بعد ما شفت وريت .. وزنتها .. وقلت : بلاها كرة القدم .. خدو كاسنا.. العوض في الجايات  .. ومقابلة بهذه الجفوة .. وكأنه  " مستقصر حيطك يا بنادم .. بلاها حتى هي .. اطلق عبستك وشد خبزتك " .    راس الخيط .. ولمن يفكر في مقابلة اوباما  .. ( دير في حسابك .. طبعه جاف شوي ) ..  لكن .. لا اظنه  يكذب .  

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 12, 2016 23:58

May 2, 2016

فان تحرقوا القرطاس



     


     من  قرطبة .. حط بي الرحال في الشاطبة احدي مدن إمارة بلنسية .. لم استقر بها .. وظللت لزمن متنقلا بين إمارات شرق الأندلس وجنوبه الغربي .. في الشاطبة وردني كتاب من صديق لي بالمرية .. رددت اليه : " كتابك وردني من مدينة المرية إلى مسكني بحضرة شاطبة. . فأنت تعلم أن ذهني متقلب وبالي مضطرب بما نحن فيه من نيؤ الديار ، والجلاء عن الأوطان ، وتغير الزمان ، ونكبات السلطان ، وتغير الإخوان ، وفساد الأحوال ، وتبدل الأيام ، وذهاب الوفر ، والخروج عن الطارف والتالد ، واقتطاع مكاسب الآباء والأجداد ، والغربة في البلاد ، وذهاب المال والجاه ، والفكر في صيانة الأهل والولد ، واليأس عن الرجوع إلى موضع الأهل .     وفي " جزيرة ميورقة " .. وكنت على صداقة مع واليها احمد بن رشيق .. جرت مناظرة مع أبو الوليد الباجي ..  وفي" اشبيلية ".. اقمت فترة في ظل أميرها المعتضد بن عباد .. ولم يطل مقامي بها .. لاحقني فكي  نقمة الفقهاء ، وسخط السلطان ، فانتقلت إلى منقطع أصلي .. قرية  من بادية " لبله " جنوب غرب الاندلس .. وأقمت هناك بقية حياتي .. اطلّع واؤلف .. ابث تعاليم مذهبي بين الناس ..كانت لبله تابعة للمعتضد بن عباد الذي لم يجد شيئا ينال به مني .. فاحرق كتبي علانية في اشبيلية .. وصلني الخبر ..  انشد لسان الحال :
فان تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذيتضمنه القرطاس بل هو في صـــدرييسير معــي حيث استقلت ركائبيوينزل إن انزل ويدفــــــن في قبريدعوني من إحــــراق رقٍ وكاغدوقولوا بعـــلم كي يري الناس من يدريوإلاّ فعــــودوا في المكاتب بدأةفكم دون ما تبغـــــــون لله من ستر
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 02, 2016 19:18

February 8, 2016

وداعا فرنسا .. لن اكررها ثانية .


7 فبراير,2016ABED 100         خير اللهم اجعله خير .. رأيت كما يري الناس في المنام .. وقد حطت بنا الطائرة على ارض مطار باريس .. عبرت المنافذ الجمركية دون تفتيش او احراج .. شرطي الجمارك سألني سؤال واحد فقط .. وعبرت .
– هل لديك تاشيرة شنغن ؟ اجبته : لا للأسف .. انا قادم من ليبيا .. سفارتكم هناك .. وجدتها مقفلة .. وكنت على عجل .
تفحص الجواز .. آه .. من فزان ليبيا .. اهلا وسهلا بك .. نقدر ظرفكم .. تفضل بالعبور .. وعبرت .. شكرت له حسن الاستقبال .. وكنت اخشى ان يسألني عن عدم تجديد مدة صلاحية جواز سفري .. لكنه لم يفعل .. وتيقنت انه على علم بما تعني زحمة .. تجديد .. اصدار .. تفعيل جواز سفر مواطن من فزان .. وعبرت .      في اليوم التالي .. قصدت مكتب اللجؤ والهجرة .. غمرني مدير المكتب بحفاوة اخوية .. اهلا باخوتنا اهل فزان .. نادى على النادل .. وسألني ما قهوتك .. عربية ؟– نعم عربية .– قهقه قليلا .. نحن هنا نقول عنها قهوة تركية .        وظللنا نتجاذب اطراف الحديث .. عن ليبيا وفرنسا وفزان .. ومستقبل العلاقات الاخوية بينما انشغل موظفون باستكمال الاجراءات .. وأخذنا الوقت لأكثر من ربع ساعة .. احتسينا قهوتنا سويا .. شيء من مؤانسة .. واستلمت جواز سفري الفرنسي الجديد .. وشكرت له حسن الاستقبال اكثر .. وقد خصني بـ ” جواز دبلوماسي فرنسي ” .. وغادرت .       عند شارع الشانزليه .. تظاهرات صاخبة .. تشجب .. تندد بقدومي .. وبمنحي الجنسية الفرنسية .. من اخبرهم بقدومي .. استرق السمع .. كيف تسرب .. لا ادري .. قيل لي ..تيار يميني متطرف .. يهتف .. لا اهلا .. ولا مرحبا .. وتأسفت .        في اليوم الثالث .. استيقظت مبكرا ..  توجهت الى المطار على الفور .. اتصلت بمكتب شركة الخطوط الجوية الليبية بمطار شارل ديغول  .. هل لديكم طائرة متجهة الى فزان هذا اليوم ؟       – رد للاسف .. طائرة سبها غدا .. واوباري بعد غدا .. وتمنهت الاربعاء .. والخميس غات .          –  وما هو اقرب موعد لطائرة متجهة الى ليبيا ؟ اجابني .
– طائرة سرت ستقلع بعد ربع ساعة .
وعلى الفور .. لم انتظر .. قررت العودة الى ارض الوطن .. وخلال سعات محدودة .. حطت بنا الطائرة على ارض مطار سرت العالمي .. وعند سلم الطائرة .. توقفت .. مزقت جواز السفر الدبلوماسي الفرنسي .. وقلت في نفسي .. وداعا فرنسا .. لن اكررها ثانية .
في مطار سرت كان في انتظاري صديق قديم .. ابوالقعقاع الليثي .. استضافني بمنزل العائلة .. وغمرني بحفاوة انستني ارق باريس .. وهجير فزان .. ومواصلة الرحلة .. ومرت الايام .. وتطاول الدهر .. وراق لي تمضية بقية حياتي في سرت .. فكرت .. واعدت النظر .. ولسعتني بعوضة .. قضت مضجعي .. قفزت من غفوتي في هلع .. برهة زمن .. وهدأت انفاسي اكثر .. عندما تيقنت ان ما جرى .. مجرد اضغاث احلام .. فلا فرنسا منعتني من دخولها بجواز سفر او بدونه .. ولا وجود لجناح يميني متطرف يندد بقدومي .. وحتى البقاء في سرت بقية حياتي .. ليس قراري .
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 08, 2016 02:31

ملحة لقاء


7 فبراير,2016ABED DSCF1457      اشياء وأشياء لا حصر لها تتقاذفني .. مثخنة بالحرقة وجمر الواقع .. وبالضرورة الغاشمة العمياء .. ذات يوم .. وكنت هائم على وجهي .. والصحراء ملاذ الحزانى .. والزهاد الحيارى .. توارت معالم اجمات النخيل .. واختفت جلبة القرية والناس .. الرمل الناعم على مد النظر .. تسرب العطش والجوع ينهش احشائي .. انهك قواي .. وهززت راسي بقرف .. وتمتمت الشفاه .. انه الجوع والعطش .. انياب الصحراء .. وأعادت السؤال القديم .. أليس خيار التوحد بالصحراء انتحار اخر ؟ ..     اهصر بين اصابعي حفنة أمل .. ولمحت مغارة حضن الكهف .. وتمتمت الشفاه ثانية .. يا لروعة المأوى .. كان كهفا عاليا شامخا .. واستأنفت الصعود .. واقتربت من بلوغ المغارة .. فجأة .. اخترقت جدار الصمت نغمة رطبة .. شجية عذبة .. ابهجتني .. وأرعبتني في آن .. مثقلة بجرس البشر .. حدقت النظر .. يا إلهي .. وسرت رعشة في عروقي .. فتاة متفردة .. وسط هجير صحراء مقفرة .. تقطن مغارة .. اتراها زاهدة متوحدة .. اتراها لاجئة طريدة شريدة .. اتراها جنية الصحراء .. تسمرت مكاني برهة زمن .. أدركت جفوتي وترددي .. خجلي وتمهلي .. قالت بحروف رطبة .. على رسلك ايها الغريب المهاجر .. تعال اشرب شيئا من اللبن لترطب حلقك .. دنوت منها في حذر وذهول .. اقتربت اكثر وأكثر .. وتعثرت بحجر .. ادمى كاحلي .. برقت ملامح طيفها .. غصن البان .. وينع فتان .. وطراوة الخيزران .. سرحت عينياي قليلا .. بإمعان .. نظراتها الدافئة .. عيناها العسليان .. وجنتاها المتوردة .. جمالها الآسر .. بسرة عرجون .. جيدها .. طلتها .. فارعة كنخلة برني .. حورية الصحراء .. حورية الجن .. لا ادري .. وأوهام اخرى اشبه بالهذيان .. نهشت الصدر والكيان .. صهرت لبي .. خبلت عقلي .. فاظلم .. واتخذت قراري .. غضضت بصري .. وناولتني قدح اللبن .. شربت مريئا .. وناولتني اخر .. شكرت لها كرمها .. ودعتها .. ومضيت .. ولاحقتني بالسؤال : الى اين ايها العابر ؟      – على باب الله .. ابحث عن كهف يؤويني .. بلادي حروب .     – لا تبتئس كثيرا .. لكل منا وجعه .. انا الاخرى .. بلادي حروب وازمات .. وجماعات يقتلون جماعات .. واشتدت النزاعات .. والخصومات .. تركتهم .. مهجرين مشردين .. ولاجئين دائحين .. ومختطفين ونازحين .. فاض الجور والفجور .. الحرب الاهلية اعظم الشرور .. اعتزلتهم منذ زمن .. لكن اصغي اليّ قليلا .. اترى ذاك الجبل المتعامد .. حضنه الشرقي مغارة تلائمك .. ولا تجعل نفسك في عوز .. لدي تمر وماء .. يكفينا لشهور سواء .. ودعتها بآيات الثناء .. والمودة والإطراء .. ومضيت .. وكدت اتوارى .. وصفر حجر في الهواء .. سقط من اعلى قمة الجبل .. وأصابها .. هشم ضلعها ورأسها .. وأطلقت صرخة .. وطاح منديلها .. وانحل شعرها .. وأنسبل على كتفيها .. وسالت الدماء .. وغطت وجهها .. هرولت وهرعت .. اكاد اسعف نزفها .. ويزداد نزفا .. وخشيت سقوط حجر اخر .. اخذت بجناحيها .. وولجت بها المغارة .. اسندتها لفراشها .. حدجتني بنظرة ذابلة .. وقالت بحروف متلعثمة اسيرة .. وصيتها الاخيرة :
” عليك بنفسك .. ابني لك كوخا عند التبة .. واحفر لك بئرا عمق الوادي .. واروي الارض .. تنمو شجرة .. نخلة وطلحة .. وعشبة عقول .. ورثم ورسو وضمران .. وتصير غابة مخضبة الاركان .. عبقها زهرة النرجس والفل والزعفران .. وتفيض دورة الفلك كما كان .. وتنفر بذور العصر المطير .. ويعود الخصب القديم الوفير .. وتمطر سحابة .. وينساب نهر .. وتستمتع بخلوتك .. تناغي الفيلة والزراف .. وتناجي الغزلان والخراف .. وتستظل شجر الصفصاف .. وتكتب قصيدة بعمر كل الدهور والعصور .. الحياة تستدعي الحياة .. والحذر ان تقع وقعتي ..!! . ابتعد عن المغارات .. إياك .. إياك .. وابتلع الاهات .. وتناسى ما قد فات .. ونبش المواجع الموبقات .. واعلم .. ان النبل هو ان تغفر ” .       وحل صمت ثقيل طويل .. لا يسمع فيه سوى لهاث انفاس الضحية .. واسبلت عينيها .. وماتت .. الوداع الابدي .. هذه الكلمة التي لا دواء لها .. واغرورقت عيناي بالدموع .. درفت لوعة وزفرة .. واجتاحتني حسرة .. وجال فكري بتأبينها .. حفرت القبر .. وواريتها الثرى .. وانهال التراب على التراب كما ترى .. وخططت على شاهد قبرها .. ” هنا ترقد الفتاة الجميلة الحسناء .. حورية الصحراء .. عاشت زاهدة متفردة .. بمغار كهف منعزلة متوحدة .. حلمت بعودة العصر المطير .. والخصب الوفير .. بين قفر وهجير .. وصحراء جرداء .. عابسة عجفاء ” .. ومضى الوقت مسموما بروائح الموت والجثث والفناء .. والنهايات المرعبة الحمقاء .. واسترسلت الذكريات .. تنبش ما قد فات .. الهجر والبعاد .. والمسافات والزاد .. وبراثن اليأس .. والقرية والناس .. حركاتهم .. سكناتهم .. انينهم .. توجعهم .. حروبهم .. وولولة امهات .. تكالى مكلومات .. وايتام حفاة عراة .. وجلادين قساة .. وجبروت وطغاة .. وهدم البنيان .. وتفترق الخلان .. ووطن اكوام حطام .. مدافن والآم .. وفتاة هدها الترحال .. تشكو تقلبات الحال .. والغربة في البلاد .. وجور العباد .. اخترمتها الليالي ومر النهار .. وصارت ثالثة التراب والأحجار .. وحجرا اعمى اصم .. سقط من اعالي القمم .. خطف روحها وانتقم .. ماتت حالمة .. واريتها الثرى .. اتون الصحراء .عابد
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 08, 2016 02:27

October 22, 2015

سجينة طهران


 
     كلمات متخمة بالجراح  .. مشاعر تفيض حزنا دفين .. كتبت بعد مرور ربع قرن على مرور المحنة .. في ديار الغربة .. بعيدا عن ثرى الوطن .. كتبت بعدما عجزت عن كبح جماح الذاكرة .. كي تنسى .. رعب اللحظات .. ما انفك يطاردها .. ( مارينا نعمت ) .. رواية "  سجينة طهران " .. تحكي قصة الثورة الاسلامية في ايران .. شاهد عيان .. عهد النقلة .. من حكم الشاه .. الى حكم الامام .    


    صورة عسيرة المتابعة . صوب الجنود بنادقهم نحو الحشود واطلقوا النيران ، فاخذ الناس يفرون .. ورأيت بعضهم يسقط على الارض . ألقى الجنود بالجثث فوق شاحنة عسكرية ، وللحظة ... اشعر بالالم والفزع ، لم استطع ان انطق ، ولا ان ابكي .. اخبرت نفسي ان ذلك ربما كان محض تخيل .. كانت عيناه مغلقتين وفمه مفتوحا قليلا ، وقميصه الابيض ملطخا بالدماء .. شعرت ان صخرة قد سحقت صدري .. تمنيت لو كنت معه لحظة وفاته عندما كان خائفا وحيدا .. نظرة خاوية ذاهلة ..  احاول ادراك الهوة القاتلة التي خلفتها الموت . والسقوط الرهيب في هاوية المجهول . والانتظار المفزع لأن تصطدم بالارض الصلبة وتتمزق اشلاء صغيرة .. الانكسار .. توقف عقلي ولم استطع التفكير .. الاسى الذي يجتاح نفسي يتزايد سريعا .. سيدمر روحي ويحولها الى عدم .. حزني فصلني عن العالم ، .. قلت بصوت مرتفع " لقد مات " ، ولدي امل في ان يساعدني قولها على فهم ما حدث .. يا للبشاعة .. حرقة في صدري .. انطلقت من حلقي صرخات حادة .. ازداد الامر سوءا .. لما يموت الناس ؟ لما ياخذ الموت احبابنا ؟ .               اقدر قيمة الحصول على فرصة بأن تقول وداعا .. نظرت حولي ، وبدا كل شاهد قبر كأنه غلاف كتاب اغلق الى الابد .. هناك الكثير من القصص التي لن تروى ابدا .. ما اخر شيء فكروا فيه قبل ان تغادر ارواحهم اجسادهم ؟    
  من حقهما ان يعرفا اين دفن ، ومن حقه ان يدفن في قبر لائق .   


    ظلت حرية التعبير قائمة بضعة اشهر بعد اندلاع الثورة ، صحف .. مناقشات سياسية .. جماعات سياسية محظورة في زمن النظام السابق ، لكنها ظلت تعمل سرا عدة سنوات .     ان المجاهدين كانوا ماركسيين ظلوا الطريق واعتنقوا الاسلام ... مسلمين اشتراكيين يؤمنون بأن الاسلام بوسعه ان يقود البلاد نحو العدالة الاجتماعية ويحررها من التغريب .     

   كلاهما اراد تحقيق العدالة للجميع وبناء مجتمع تقسم فيه الثروات بالتساوي ، ولكن اساليبهما اثبتت خطأها على ارض الواقع .. الشيوعية لم تنجح .. والخلط بين الدين والسياسة امر ينطوي على خطورة .. اي شخص ينتقد الحكومة الاسلامية سيعتبر مناهضا للإسلام ، ومن ثم عدوا لله .. لا يستحق هؤلاء الاشخاص الحياة ما لم يغيروا طريقة تفكيرهم .    
   قبلها .. لم تكن معتقدات الناس وإيمانهم مشكلة قط .. الان يبدو ان العالم قد انقسم تيارات مائجة .. ولم اكن اتفق مع اي منها .. لم انتم .. مما خلف لي شعورا بالوحدة والضياع ..  

  ملامح النضج المشوب بالحزن .. يقلق من كل شيء .. تتيح للجماعات السياسية ان تقول وتفعل ما تشاء حتى يتسنى تميز الاصدقاء من الاعداء .. عاجلا او اجلا سوف يلقون القبض على كل من فعل شيئا .  


      والدي يقرأ الصحف .. على وجهه نظرة جادة يطالبني فيها بعدم الازعاج .  
                توخي الحذر ....       
         قفز على الثورة .. ركل بقدمه الديمقراطية التي اجلسته على الكرسي .. مثل منديل ورق بال ادى وظيفته ، وما عاد له إلا صندوق القمامة  .  
    ترفق بهم القدر وتمكنوا من السلطة ، خرجوا ليذيقوا الويل مضاعفا للشعب الذي حررهم .. ولكل من يفكر في لفظ كلمة " لا" للفاشية باسم الدين .. ان تقول لا حين خنع الناس واطمأنوا بقولة نعم .. خطيئة سياسية .    
   الاحلام الموؤدة لجيل من الشباب شاخ قبل الاوآن .. مرهقة بالدموع .. الخوف افضع السجون على الاطلاق .   
   شلال الذكريات الحزينة .. حين لم تستطع ان تنسى كان الحل في ان تتذكر .. تجارب حبيسة ذهن موجوع بأثقال المحنة .. كيف انقلب مجتمع منفتح الى شرنقة منغلقة .. احادية التفكير حين يظن انه امتلك اليقين كاملا .. واحتكر الطهر .. حلق عصفور ثم اختفى في الشجرة .. الصمت والظلام سيان .. غياب الصوت والضوء .. الحاضر متوقفا او مجمدا ، والمستقبل مقتولا غامضا مشكوكا في امره .. تزاحمت الكلمات في ذهني بلا معنى ، ولم استطع تكوين جملة مفيدة .. موقف بائس تماما لن تزيده المقاومة إلا بؤسا .. لا يمكنني الصراخ ، فلا يوجد هواء كاف في رئتي .. رائحة الغبار احرقت انفي ، كتمت انفاسي كي لا اسعل .  


       اختفت كل الالوان ومظاهر البهجة .. الناس .. ينظرون للاسفل وهم يسيرون في الطريق كأنهم يتجنبون النظر الى بعضهم الى بعض والى المناظر المحيطة بهم .. كادت كل الجدران تعلوها شعارات تنمي الشعور بالكراهية .   
      فكل ما ارجوه في الحياة والموت ، روحا طليقة ، وشجاعة كي احتمل .   

       ان السحب المظلمة سوف تنقشع قريبا ..  
   " رواية " سجينة طهران " ..  رواية تفرض على المرء قراءتها .


....
بعض الحكي لاصآر معقود بالروح تبقى معه زحمه مشآعر أسيره لاطايله مخرج ولا طايلهه بوح علّ وعسى كتمآنهآ يكون خيره
 شاعر خليجي  

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 22, 2015 20:14

July 26, 2015

يا مريم .. صرخة وداع





          الماضي يتعايش مع الحاضر ويحترب معه .. الحاضر مفخخ مليئا بالانفجارات والقتل والبشاعة .. الحروب ، القحط ، القتل ، التشرد .. العراق ما بعد زوال الاستبداد .. والنهايات الدامية .      الروائي  مسيحي الديانة .. ينقل صور من حواديث الطائفة وتاريخها بالعراق .. يستغرق في تفاصيل حكاوي الحياة اليومية والعلاقات مع الاصدقاء .. الحياة الهادئة .. يعيش سكينة الماضي البعيد ما قبل انقلابات العسكر .    ظللت اقفز بين السطور متجاوزا حكاوي الطبخ اليومي ، وصديق عافته زوجته لإدمانه السهر والعودة متأخرا مخمورا .. وجلسات المجون الجماعية .. ونادل يهتف بقناني ملأى .. صفراء لا تنزل الاحزان ساحتها .. لو مسها حجر مسته سراء .. ورمضان ولى هاتها يا ساقي .. مشتاقة تسعى الى مشتاق .. والحملة الايمانية التي اغلقت فيها الحانات عام 1994 .. وعن وصف مسهب لصور فوتغرافية متناثرة للعائلة منذ زمن طويل ، يتأملها ويتذكر النهايات الحزينة .. بدءا من معاصري حركة حركة رشيد الكيلاني 1941 .. الى عصر الانقلابات العسكرية .. عبدالكريم قاسم .. عبدالسلام عارف ..  صدام حسين .. ومن يعتبر ان قدوم البعثيين عام 1963 والوحشية التي قتل بها عبدالكريم قاسم كانت نهاية الزمن السعيد . ومن يعتبر صعود صدام عام 1979 بداية النهاية .. الى الغالبية التي تحن لزمن الملكية  والوحشية التي قتلت بها العائلة المالكة .. وتمقت الانقلاب العسكري معتبرة اياه بداية السقوط الى الهاوية .    تغير الناس زمن القحط والحصار وقد انشغل كل واحد بهمومه .. اليأس الذي ذاق مرارة السجن وقرر الابتعاد عن السياسة .. العيون تلاحقه .. ليعود مرة اخرى الى السجن بتهمة رشوة .. لمجرد ان مدير المؤسسة التي يعمل بها طلب اليه استلام ظرف من احد الاجانب . كتب عن الحادثة تقرير كلفه ثلاث سنوات سجن .. لم يكسره السجن لكنه اتعب عقله ، ظل هائما على وجهه الى ان وجد جثمانه على قارعة رصيف .. زوجته تواسي نفسها " السياسة لم تترك لها اي شيء " .. اخاها اعدم عام 1979 .. وزوجها فقد عقله .      استبداد البعثيين .. ونظرة الطائفة المسيحية لطارق عزيز وزير خارجية صدام المتهم بينهم بالمروق والغطرسة وارتكاب الجرائم ، كما هي النظرة الى ميشال عفلق المسيحي ومنظر الحزب ، والمتهم بأنه اسلم كما طارق عزيز .. والنهايات التي افضت الى صدور قرار اعدام طارق عزيز الاسير .   الرواية .. تنبش تراب الاديان والسياسة وتقاطعاتها ..، يتحدث الكاتب بلسان المتكلم .. يرفض القبول بتلك النظرة المنحازة والحازمة في قرارها ، او لعلها المشبعة بالكراهية ، والمتقمصة لدور الضحية والشعور المتولد عن النظرة الدونية ، ووخز الالم الناجم الى حد كبير عن نعرة الاقلية وفقدان تساوي المواطنة.       باللهجة العراقية العامية .. يرفض صخب الحديث : " احنا لا عندنا حرب ولا ميليشيا ولا بطيخ .. الاسلام انتشر بالسيف .. ليش الدين المسيحي شلون انتشر . بالحكي ؟ الحروب الصليبية وفتح امريكيا الشمالية والجنوبية اندبحوا بيها عشرين مليون بمباركة الكنيسة ".       مواقف واستجابات تثير اسئلة وشكوك .. دلال التي جن بعشقها يوسف المسيحي .. احبها .. لكنها ما ان عرضت امر الزواج على والدها رفض . معربا عن اعتراضه على شخصه حتى وان اسلم .. يقف الدين حجر عثرة في طريق الحب .. جبال اجتماعية شاهقة الارتفاع يلزم تسلقها .     سنين الحصار وثراء البعض من التجار .. وخسارة اخرون .. العدوان الثلاثيني وزمن الحرب ..غارات الطائرات الامريكية .. وقعقعة القنابل .. وانقطاعات الماء والكهرباء .. البنزين .. الهاتف .. الاحتماء بالسرادب والملاجئ كلما اشتد القصف .. هجرة الاقارب والاصدقاء .. وضياع وطن " بين ايران والامريكان والعربان ..  وهذوله اللي جو من برا وجابو وصخهم وياهم " .

 مخاوف القتل والدبح والتهجير ..  وام تكلى ترثي فلذة كبدها :يا قرحة القلب والاحشاء والكبد .. يا ليت امك لم تحبل ولم تلدلما رأيتك قد ادرجت في كفن .. مطيبا للمنايا آخر الابد ايقنت بعدك اني غير باقية .. وكيف يبقى ذراع زال من عضد
     ايماءة بالنكتة وتوظيفها لابراز اطراف الصراع الداخلي .. يقال ان ثلاثة عراقيين ، سني وشيعي ومسيحي . وقع بيدهم مصباح علاء الدين السحري . سأل الشيعي الجني الذي يسكن المصباح .. اريد محو السنة عن بكرة ابيهم .. اجابه : لك ما تريد .. سأل السني ، ماذا تريد : طلب اليه هو الاخر محو الشيعة من الوجود .. اجابه : لك ما تريد .. سأل المسيحي طلبه .. اجابه : انجز طلبات الجماعة اولا .. وتعال .     قصة السيدة مريم العذراء في القرآن ، وهز جذع النخلة ، ورفض الكنيسة للرواية القرآنية ، ودفاعه عن مصداقيتها ، وعن ورودها في اناجيل اخرى لا تعترف بها الكنيسة .     ايمانه على طريقته : " لم اكن مهتما كثيرا باختلاف الطرق التي يسلكها البشر الى الله ، فالطريق بحد ذاته لم يكن يضمن طهارة اولئك الذين يمشون عليه . هناك دائما اخيار واشرار يملأون الطرق كلها ، وهناك من يظن ان لا طريق الى الله إلا طريقه هو "      الحروب تقطع رؤوس البشر والنخل .. ما راح اطلع .. وين اروح واتبهدل بها العمر ..       تمر ذكرى اللحظات السعيدة كجزر صغيرة تطفو على بحر عميق من الحزن .. ابتلع الاحبة .. يحملق في الفراغ الذي كان قد اخذ يملأ ايامه ..  اختطاف .. فدية .. زمن الغربة والاختناق والتشرد .. ما حدث بعد 2003 لا يشبه ما حدث قبل ذلك ، في ضراوته .. فرح بسقوط صدام كما والده الذي لم يثق بالامريكان .. لكنه توهم ، مثل الكثيرين ، بأن العراق سيتحول الى هونغ كونغ ، كما كانوا يقولون في الاخبار . ولم يكن يتصور انهم سيحولونه الى ما يشبه الصومال .. شاعت لغة الموت وعلا صوت الانفجارات .      تختلط البدايات والنهايات . كل يبكي عراقه السعيد .. " يا مريم " عنوان الرواية .. واخر صرخة لمسجي على ارض الكنيسة التي تعرضت للتفجير من قبل متطرفين .. نداء مسيحي باسم السيدة العذراء .. مريم البتول .. قالها وغادر الحياة .   " يا مريم " .. سنان انطوان .. رواية تحكي قصة العراق الجريح .. الكليم الحزين .. تفرض على المرء قراءتها .
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 26, 2015 13:42

عبد القادر الفيتوري's Blog

عبد القادر الفيتوري
عبد القادر الفيتوري isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبد القادر الفيتوري's blog with rss.