أحمد صبري غباشي's Blog, page 2
May 7, 2013
ميلوفرينيا : عن تحويل (رفعت إسماعيل) للمسرح .
عن تحويل (رفعت إسماعيل) للمسرح .
--------
أول ساعة في 2012 كنت بعلن إني هعمل مغامرة غير محسوبة العواقب ، وأبدأ تحويل رواية عزازيل - رائعة د. يوسف زيدان - لمسرحية . وقد كان .. وبفضل الله كانت دي النتيجة :
http://www.youtube.com/watch?v=tSX4C3...
http://www.youtube.com/watch?v=SPS2G4...
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
وأول ساعة في 2013 .. طرحت على صفحتي فكرة إني أمسرح سلسلة حكايات : رفعت إسماعيل .
للمؤلف الكبير : أحمد خالد توفيق .
ولو اتكتب للمشروع ده انه يتعمل .. هيبقى برضه مع فريق { ميلوفرينيا } .
https://www.facebook.com/Melophrenia
مستني تعليقاتكم
--------
أول ساعة في 2012 كنت بعلن إني هعمل مغامرة غير محسوبة العواقب ، وأبدأ تحويل رواية عزازيل - رائعة د. يوسف زيدان - لمسرحية . وقد كان .. وبفضل الله كانت دي النتيجة :
http://www.youtube.com/watch?v=tSX4C3...
http://www.youtube.com/watch?v=SPS2G4...
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
وأول ساعة في 2013 .. طرحت على صفحتي فكرة إني أمسرح سلسلة حكايات : رفعت إسماعيل .
للمؤلف الكبير : أحمد خالد توفيق .
ولو اتكتب للمشروع ده انه يتعمل .. هيبقى برضه مع فريق { ميلوفرينيا } .
https://www.facebook.com/Melophrenia
مستني تعليقاتكم
Published on May 07, 2013 11:06
April 10, 2013
في اليد حيلة
في وقتِ الشدةِ والضَّنك ؛ أعطاهُ الشخصُ المسئولُ ألفَ جنيهٍ وقال له : " هذا المبلغ هو هِبتنا لك .. عِش منه وصرِّف به أمورك لمدة سنةٍ قادمة "
بعد سنة .. لاقاهُ الشخصُ المسئولُ وفوجئ به يمتلك سيارةً فاخرةً ، وقصراً منيفاً ، ومالاً وعِزاً .. انبهر في نفسه بعبقرية هذا الرجل الذي كان بائساً ، والذي استطاع بمهارته أن يدبر هذا كله بمائة بألف جنيهٍ لا غير .. ولما كلّمه في هذا الأمر قال :
" كنتُ مُعدماً بائساً .. وعندما أعطيتَني المبلغَ الحقيرَ كي أعيش منه لمدة سنة ؛ كرهتُك وأصابني الهم .. اعتقدتُ وقتها – اعتقاداً صحيحاً – أني لو ظللتُ أفكر في كيفية صرف هذا المبلغ اليسير بحكمة على مدار السنة ؛ ستكون النهاية في كل الأحوال واحدة : انتهاء المبلغ في أقل من ربع المدة مهما اقتصدتُ وكنتُ حكيماً . فأكون بذلك قد قضيت ربع المدة في إرهاق ذهني ، وباقي المدة في الموت جوعاً ببطء .. لذا قررتُ يوم أخذتُ المبلغ أن أصرفه في الحال فلا يكون أمامي أي خيار ، وأُجبرُ نفسي على التعامل مع حياتي القادمة كلص .. ولما فكرتُ – أنا الشخص السوي – على هذا النحو .. اسودّت الدنيا واكتأبتُ .. ولما اكتأبتُ يئستُ ، ولما يئستُ ذهبتُ إلى الحانة وصرفتُ نقودي في شرب الخمر .. والخمر قادني إلى أحضان عاهرة ، والعاهرة سلَّمَتني إلى الشيطان .. والشيطانُ كان كريماً معي – على عكسك – فسخَّرَ لي جنوده في الأرض .. وجنوده في الأرض هيّئوا لي سبل الجريمة .. وها أنا ذا أمامك كما ترى ! "
* * * *
أحمد صبري غباشي
من كتاب : حياتك الباقية (قصص) ، الصادر في 2011 عن دار المصري
للتواصل :
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
http://www.facebook.com/A7mad.Sabry.G...
إعلان الكتاب :
http://www.goodreads.com/videos/20208
بعد سنة .. لاقاهُ الشخصُ المسئولُ وفوجئ به يمتلك سيارةً فاخرةً ، وقصراً منيفاً ، ومالاً وعِزاً .. انبهر في نفسه بعبقرية هذا الرجل الذي كان بائساً ، والذي استطاع بمهارته أن يدبر هذا كله بمائة بألف جنيهٍ لا غير .. ولما كلّمه في هذا الأمر قال :
" كنتُ مُعدماً بائساً .. وعندما أعطيتَني المبلغَ الحقيرَ كي أعيش منه لمدة سنة ؛ كرهتُك وأصابني الهم .. اعتقدتُ وقتها – اعتقاداً صحيحاً – أني لو ظللتُ أفكر في كيفية صرف هذا المبلغ اليسير بحكمة على مدار السنة ؛ ستكون النهاية في كل الأحوال واحدة : انتهاء المبلغ في أقل من ربع المدة مهما اقتصدتُ وكنتُ حكيماً . فأكون بذلك قد قضيت ربع المدة في إرهاق ذهني ، وباقي المدة في الموت جوعاً ببطء .. لذا قررتُ يوم أخذتُ المبلغ أن أصرفه في الحال فلا يكون أمامي أي خيار ، وأُجبرُ نفسي على التعامل مع حياتي القادمة كلص .. ولما فكرتُ – أنا الشخص السوي – على هذا النحو .. اسودّت الدنيا واكتأبتُ .. ولما اكتأبتُ يئستُ ، ولما يئستُ ذهبتُ إلى الحانة وصرفتُ نقودي في شرب الخمر .. والخمر قادني إلى أحضان عاهرة ، والعاهرة سلَّمَتني إلى الشيطان .. والشيطانُ كان كريماً معي – على عكسك – فسخَّرَ لي جنوده في الأرض .. وجنوده في الأرض هيّئوا لي سبل الجريمة .. وها أنا ذا أمامك كما ترى ! "
* * * *
أحمد صبري غباشي
من كتاب : حياتك الباقية (قصص) ، الصادر في 2011 عن دار المصري
للتواصل :
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
http://www.facebook.com/A7mad.Sabry.G...
إعلان الكتاب :
http://www.goodreads.com/videos/20208
Published on April 10, 2013 04:45
April 6, 2013
لقب أفضل مخرج لعام 2012 ، ولقاء على الراديو يوم الاثنين القادم
من بين 254 مخرج مسرحي ، أحمد صبري غباشي يفوز بمركز أول إخراج (مناصفة) في أكبر مهرجان مسرحي في مصر : آفاق مسرحية- بحضور وزير الثقافة ، وعدد من نجوم الفن مثل : عزت العلايلي ، محمود ياسين ، شيرين ، منال سلامة
صورة التكريم :
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
ولهذا نحن في انتظار متابعتكم ومكالماتكم في كل ما يخص تجربة عزازيل المسرحية في لقاء من برنامج "ع الراديو" على راديو رسالة يوم الاتنين
لينك الراديو :
https://www.facebook.com/radioresala
http://rz7.net/radio-resala/
تليفون المداخلات والاتصالات التليفونية :
01000194500
في انتظار متابعتكم واتصالاتكم يوم الاتنين 8 إبريل الساعة تمانية ونص .
الأكاونت الخاص للتواصل :
http://www.facebook.com/A7mad.Sabry.G...
صورة التكريم :
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
ولهذا نحن في انتظار متابعتكم ومكالماتكم في كل ما يخص تجربة عزازيل المسرحية في لقاء من برنامج "ع الراديو" على راديو رسالة يوم الاتنين
لينك الراديو :
https://www.facebook.com/radioresala
http://rz7.net/radio-resala/
تليفون المداخلات والاتصالات التليفونية :
01000194500
في انتظار متابعتكم واتصالاتكم يوم الاتنين 8 إبريل الساعة تمانية ونص .
الأكاونت الخاص للتواصل :
http://www.facebook.com/A7mad.Sabry.G...
Published on April 06, 2013 16:49
March 20, 2013
تنويهات بخصوص سرقة حسابي على فيسبوك ، وياهو .. وعرض الحساب البديل
تنويه مهم جداً :
تمت سرقة أكاونت الفيسبوك الرئيسي بتاعي ، وإيميلي على الياهو .. فقدت سيطرتي عليهم ابتداءً من صباح يوم التلات 19 مارس 2013 .
تمت كمان سرقة مجموعة من صفحات ضاد .. من ضمنها صفحتي الرسمية ، وصفحة ميلوفرينيا ، والصفحة الرسمية نفسها لمشروع ضـاد .. لكن كل ده عرفنا نرجعه تاني ولله الحمد .. بمساعدة الناشط وائل غنيم .
ده بالنسبة للصفحات اللي رجعت تحت سيطرتنا ..
أما بالنسبة للأكاونت الأساسي الخاص بيا فهو لا زال مفقود .. وإدارة الفيسبوك وقفته نهائياً غالباً ..
الأخ - أو الأخت - اللي سرق الفيسبوك عرفت إنه كان بيكلم الناس وهو منتحل شخصياتي سواء على الفيسبوك ، أو الياهو .. وبيبعتلهم لينكات قرصنة عشان يسرق بروفايلاتهم .
أرجو نشر التنويه ده يا شباب ، وأرجو إنه يتم فوراً عمل بلوك وديليت لإيميلي الياهو لأنه مبقاش تحت تصرفي ، وبيتم استخدامه في القرصنة غالباً .
وده لينك الأكاونت الجديد البديل بتاعي على فيسبوك :
http://www.facebook.com/a.s.gobashy
وباقي لينكات التواصل زي ما هي :
صفحتي الرسمية :
http://www.facebook.com/a.s.ghobashy
الجروب :
http://www.facebook.com/groups/202826...
صفحة الفريق :
http://www.facebook.com/Melophrenia
جروب الفريق :
http://www.facebook.com/groups/meloph...
بعتذر عن الإزعاج يا شباب ، وعارف إن طبيعة الرسايل بتبقى تقيلة ورخمة .. لكن الأمر طارئ .
دمتم طيبين .
تمت سرقة أكاونت الفيسبوك الرئيسي بتاعي ، وإيميلي على الياهو .. فقدت سيطرتي عليهم ابتداءً من صباح يوم التلات 19 مارس 2013 .
تمت كمان سرقة مجموعة من صفحات ضاد .. من ضمنها صفحتي الرسمية ، وصفحة ميلوفرينيا ، والصفحة الرسمية نفسها لمشروع ضـاد .. لكن كل ده عرفنا نرجعه تاني ولله الحمد .. بمساعدة الناشط وائل غنيم .
ده بالنسبة للصفحات اللي رجعت تحت سيطرتنا ..
أما بالنسبة للأكاونت الأساسي الخاص بيا فهو لا زال مفقود .. وإدارة الفيسبوك وقفته نهائياً غالباً ..
الأخ - أو الأخت - اللي سرق الفيسبوك عرفت إنه كان بيكلم الناس وهو منتحل شخصياتي سواء على الفيسبوك ، أو الياهو .. وبيبعتلهم لينكات قرصنة عشان يسرق بروفايلاتهم .
أرجو نشر التنويه ده يا شباب ، وأرجو إنه يتم فوراً عمل بلوك وديليت لإيميلي الياهو لأنه مبقاش تحت تصرفي ، وبيتم استخدامه في القرصنة غالباً .
وده لينك الأكاونت الجديد البديل بتاعي على فيسبوك :
http://www.facebook.com/a.s.gobashy
وباقي لينكات التواصل زي ما هي :
صفحتي الرسمية :
http://www.facebook.com/a.s.ghobashy
الجروب :
http://www.facebook.com/groups/202826...
صفحة الفريق :
http://www.facebook.com/Melophrenia
جروب الفريق :
http://www.facebook.com/groups/meloph...
بعتذر عن الإزعاج يا شباب ، وعارف إن طبيعة الرسايل بتبقى تقيلة ورخمة .. لكن الأمر طارئ .
دمتم طيبين .
Published on March 20, 2013 13:32
February 5, 2013
تجربة عزازيل .. المسرحية
رغم الإهانات المتوالية التي صدرت ضدي من د. يوسف زيدان ، ووصفه لفريقي – ولي – بأننا سطونا على روايته .. وأن ثورتنا مزعومة .. وأننا خيّبنا ظنه . وبرغم أنه قد حذفني من على صفحته الشخصية ، وعمل لي (حظر) بلوك . وقام بحذفي من صفحتين أنشأتهما خصيصاً لمشروع ضاد هما صفحة "يوسف زيدان" ، وصفحة "عزازيل" ، وكنت أديرهما لما يقرب من ثلاثة أعوام .
رغم هذا كله .. إلا أنه لزاماً عليّ أن ألتزم الأدب في حضرة رجلٍ ساهم بشكلٍ ما في الارتقاء بذوقي وفكري وحسّي وقراءاتي .. فلن أسمح للمواقف الصغيرة الهيّنة المستجدة أن تلغي تاريخاً جميلاً قضيته مع كتابات هذا الرجل .
الجميع الآن يطالبني بكتابة رد ، وهو أمرٌ – لو تعلمون – عسير !
تجربة يندر أن تمر بها ، عندما تصحو من النوم كي ترى كاتبك المفضل يهجوك على صفحاته الخاصة .
حسناً .. ما الموضوع ؟
أنا أحمد صبري غباشي .. كاتب قصصي ، ومُخرج ، وبطل المسرحية المذكورة التي تسمى عزازيل .. والذي كتبتُ نصها المسرحي عن : رواية عزازيل ، وفيلم أجورا .
قبل أي شيء .. أنا من عشاق كتابات د.يوسف زيدان ، ومن أشد المدافعين عنه إن ذُكر بالسوء في أي جسلة .. وفي آخر حوار لي على الهواء في راديو (بلانكو) في يناير 2013 .. كنتُ أشيد بد. يوسف زيدان بعيداً عن موقفه المتفهم الداعم لنا بخصوص المسرحية ، فقد ذكرت أنني أعشق منهاجه الفني والأدبي ، وتواصله الدائم مع الشباب ، حتى لقد قلتُ أنه إن كان د. أحمد خالد توفيق أستاذي الداعم دائماً وأبداً .. فإن د. يوسف زيدان – بفكره وأدبه وغوصه في بحر التراث وعروبة الهوية – يمثّل أستاذاً لي .. أستاذي الذي لا تجمعني به علاقة شخصية .
بدأ الأمر أنني قررت أن أحول رواية عزازيل للمسرح .. وقبل أن أبدأ بفعل هذا تواصلتُ تليفونياً مع د. يوسف .. ورحّب بالأمر ، وجعل موافقته مشروطة بعدم ربحية الموضوع .. سألنا هل هناك جهة إنتاج ما في الموضوع أم أنكم مجموعة من الهواة ؟ .. أكدّت له أن حالنا ووضعنا وإمكانياتنا المعدومة : هي الترجمة الفعلية لكلمة : هواة .. وألا يقلق من هذه النقطة .. وبناءً عليه أعطانا إشارة البدء .. لتبدأ بعدها رحلة مسرحية عزازيل الطويلة .
أربع شهور من العمل المتواصل .. أنا مع الورق والأفكار .. لا أكثر ولا أقل .. الرواية ثقيلة وعميقة للغاية وبها من الفكر الفلسفي ما يجعل تحويلها للمسرح عملاً شبه مستحيل .. لكني كنتُ مصراً .. حتى فرغت من مهمتي كـ كاتب وانتهيت من النص المسرحي . لتبدأ بعدها مهمتي كـ مخرج وممثل في العرض .
خمس شهور أخرى من البروفات والعمل المتواصل .. وانتقاء العناصر .. الرواية تحتاج إلى عدد كبير .. وإلى طاقات تمثيلية عالية .. والمرمطة .. والصراعات مع أعداء النجاح في الوسط المسرحي الذين حاولوا كثيراً دفننا وتشويهنا وشحن الناس ضدنا .
لكن كنا مصرين .. بدلاً من شخص واحد مصر ومصمم كان في البداية هو أنا .. تحولنا إلى كيان كامل من 25 ممثل مؤمننين بالفكرة وبالمسرحية ومصرّين على عرضها وتقديمها للجمهور .
لا أريد الخوض في تفاصيل العقبات المادية والنفسية والمعنوية والفكرية التي قابلناها .. لكني أريد أن أقول أنه مع كل ضربة كنا نتلقاها ونتخطاها .. كنا نزداد صلابة . وكنا نضع نصب أعيننا صورةً بدت وقتها خيالية .. صورة أفواج وأعداد غفيرة من جمهور الرواية متزاحمة في المسرح وأمامه وقت عرض المسرحية ، وهي في حالةٍ من الرضا والسعادة . وكنتُ أتخيل وجه د. يوسف زيدان الراضي المبتسم وهو في حالة فخر بنا وبمجهودنا المتواضع .
التجربة كـ كل هي أروع قصة نجاح يجب تدريسها ؟ .. نجاح لمن ؟ للفريق ؟ ربما !
لكن الأكيد أنها أكبر قصة نجاح للرواية .. كنت أتخيل د. يوسف زيدان عندما يفكر أن هؤلاء الثلاثين شاباً اجتمعوا فقط على حب الرواية .. لم يكونوا حفنة من الأصدقاء الذين قرروا أن يقوموا بالأمر . بل لم يكونوا يعرفون بعضهم أصلاً قبل العرض ..
فمخرج وبطل وكاتب العرض ... أحمد صبري غباشي (من عشاق الرواية ، ومن قراء د. يوسف) .. دفع سنة من عمره .. لا لمقابل مادي .. ولا مجد ولا لشهرة .. ولكن لأنه أراد فقط أن يرى روايته المفضلة على المسرح ..
مهندس الديكور والإضاءة .. عمرو الأشرف .. (من عشاق الرواية ، ومن قراء د. يوسف) .. كان يترك عروضه في دار الأوبرا ، ويترك عمله ويسافر خصيصاً للمنصورة ليلتقي بالفريق – الذي لم يكن يعرف أي عضو فيه من قبل بالمناسبة - .. ولكن تعرف عليهم وانضم له لحماسه الشديد للتجربة ولإيمانة بالفكرة .. لا لمقابل مادي .. ولا لمجد أو شهرة .. فهو أصلاً مهندس في الأوبرا وله اسمه .
هناك أيضاً .. عبد الله عبد العاطي .. أحمد البطل .. عصام حجاج .. مصطفى محمود .. لم يكن لهم علاقة من قبل بالفريق ولا أفراده من قريب ولا من بعيد .. مجموعة من الشباب المثقف المتحمس الذي قرأ الرواية ويحبها .. كانوا وكأنما ظهروا لنا من العدم في أحلك لحظات يأسنا وإحباطنا .. عندما كنا نسرح في الشوارع بحثاً عن مكان نعمل فيه بروفة واحدة .. ولما علموا بأننا كفريق مسرحي ننفذ الفكرة التفوا حولنا ودعمونا وقدموا لنا كل ما يمكن أن يقدموه ، وصاروا بمثابة فريق إداري قوي للتجربة .
فريق ميلوفرينيا نفسه .. الذي قام بالتجربة وانعجن فيها .. شباب نظيف ثار على منظومة مسرح فاسدة وله فكر معين يريد أن يقدمه ، وذوق معين يريد أن ينشره .. بدون أي مقابل سوى الاستمتاع ونشر الفكرة .
أي أن الموضوع كـ كل ، وببساطة ، أن قراء رواية عزازيل .. بحثوا عن بعضهم ، وتعارفوا ، والتقوا خصيصاً واتفقوا على أن يقدموا مسرحية عزازيل كـ هدية لجمهور الرواية .
وتم الأمر .
عرضنا أول عرض في الزقازيق .. وما إن تم العرض حتى أرسلت الصور على الفور لد. يوسف زيدان الذي أخبرني في رسالة على الفيسبوك أنه فخور بنا .
وحصد العرض جوائز كثيرة في مهرجان الزقازيق ..وبسبب العرض كسبت جمهوراً رائعاً من الزقازيق وتعرفت على فنانين محترمين يشاركونني نفس الروح الثورية غير الزاعقة ، ولكن المنتجة .
ثم أقمنا عرضاً جماهيرياً واحداً في المنصورة .. ولقى إقبالاً كبيراً واستحساناً كبيراً . وتفضل د. يوسف نفسه مشكوراً بنشر أخبار العرض على صفحته .
ثم شاركنا بالعرض في مهرجان آفاق مسرحية – أكبر مهرجان مسرح حالي في مصر – وتقرر تقديمه على مسرح البالون .. وأخطرت د. يوسف زيدان بالأمر ودعوته للعرض . وصرّح هو للصحافة أنه لن يحضر العرض لأنه لا يريد أن يسرق مننا الأضواء وكي تكون الليلة ليلتنا وحدنا .
وتم العرض يومها .. كان يوماً أسطورياً .. أعداد غفيرة تتوافد على المسرح حتى أن طريق كورنيش النيل انسدّ فعلاً ، والناس تقف طوابير خارج المسرح ..
طوابير خارج المسرح !!! هذا هو حلمنا أصلاً .. أن نعيد الجمهور للمسرح .. المسرح الفن الميت في مصر ، الفن المُهدر دمه رغم كونه من أهم وأرقى الفنون .. رغم كونه أبو الفنون .
كنا في بداياتنا في حواراتنا الصحفية نتكلم عن رغبتنا في أن (نعيد الجمهور للمسرح) .. عبارة بدت يومها كبيرةً جداً وفضفاضة .. لكن ها هو الأمر يحدث .. الزحام شديد أمام المسرح ، وصالة العرض لم تستوعب العدد رغم تواجد الجمهور يشاهد وقوفاً وقعوداً وعلى جنوبهم .
حتى أننا – بفضل الله – اضطررنا لإعادة العرض مرتين متتاليتين لاستيعاب أكبر قدر ممكن من الجمهور الحاضر .
كانت إدارة مهرجان في هذا متفهمةً جداً ومرنة .. أ. هشام السنباطي مدير المهرجان ، وأ. وليد طه مدير المسرح .. على قدر عال من التفهم والمرونة .. لندرك أنهم بدورهم يحاولون بهذا المهرجان الخروج عن المألوف وكسر المنظومة الفاسدة .
د. أحمد خالد توفيق الكاتب الكبير معنا في الكواليس وحالة إعجاب ورضا شديد عنا وعن العرض ..
الناقدة د. نهاد صليحة ، أشهر وأصعب ناقدة مسرحية في مصر .. معجبة بالعرض جداً .
ثورتنا تنجح إذن .. ومعاناتانا لم تذهب هباءً .
بعد أن أنهينا حساباتنا المادية ، وذهب كلٌ منا لبيته ونحن مديونين كالعادة – ولم نسدد ديوننا حتى لحظة كتابة هذه السطور على فكرة – بسبب تأجير الملابس والانتقالات والماكياج وما شابه . كنا في حالة من السعادة والرضا . وكم تمنيت لو كان د. يوسف موجوداً .
وجدتُ د. يوسف نفسه بعدها ينشر أخبار العرض ، ويصفنا بالمتوهجين .. ثم ينشر نقداً سلبياً عنا ويدعو الناس للترفق بنا ، وعندما كانوا يسألونه عن حقوقه .. يقول لا حقوق عندي لدى المتوهجين . وكم أسعدني هذا .
واستضافتنا الإعلامية الكبيرة دينا عبد الرحمن في برنامجها مشكورة .. وقد كانت حاضرة العرض بالمناسبة . وقدمت تقريراً مصوراً عن المسرحية ولقاءً معنا .
وتلقينا دعوات من أماكن ثقافية مهمة جداً في مصر وراقية لكي نقدم عروضنا هناك .. وكان الأمر إيجابياً.
لا أدري ما الذي حدث بعد عرض البالون جعل الميزان يختل والأمور تختلف !
تلقيت مكالمة هاتفية طويلة من د. يوسف زيدان يطالبني فيها بوقف العروض نهائياً .
صُعقت طبعاً من الطلب .. وناقشته طويلاً فيه .. وحاولت أن أفهم السبب .
كلمني عن التشويش الحاصل للشخصيات .. وعن مشهد موت هيباتيا .. وعن أنه تلقى عروضاً كثيرة من منتجين ، آخر هذه العروض كانت عندما زاره خالد النبوي ومحمود حميدة كي يتك تحويل الرواية لفيلم .. لكنه رفض لأنه رأى أن خالد النبوي أوسم من هيبا الذي في خياله .
وكلمني عن أن اتفاقه معي كان على عرض واحد في المنصورة ننبسط بيه ثم لا شيء .. وقال لي أننا لم نتفق على مهرجانات وعروض في القاهرة وكل هذا .
رددتُ عليه في كل نقطة على حدة :
أي تشويش يا د. يوسف ؟ . كل جمهور المسرحية كان جمهور الرواية أصلاً .. وتستطيع بنفسك أن ترى ردود الفعل الإيجابية على الإنترنت .. الكل يرى أن المسرحية والرواية تصبان في نفس النقطة .
كما أنني أرجو فقط أن تحضر وبعدها نتناقش للصبح .
قال لي أنه قد أرسل بعض الحضور للمسرحية ممثن يثق في رأيهم بشدة .. وقد أكدوا له أن تشويشاً ما قد حصل !
مشهد موت هيباتيا . كيف أقدم هيبا قاتلاً ؟
هيبا هو لم يكن قاتلاً بمعنى المفهوم .. انا عالجت المشهد بطريقتي بحيث يبدو كلاهما ضحية التعصب الأعمى .. هيباتيا نفسها قد طلبت منه أن يقتلها رحمةً مما قد يفعلونه بها ، وهو قد وافق .. أفادني في هذا المشهد الشهير في فيلم أجورا وعالجته بطريقتي .. هذه هي رؤيتي الدرامية كمخرج وكاتب لإحساس هيبا بالذنب طيلة الوقت في الرواية تجاه موت هيباتيا .. بدلاً من تقديم الموت والسحل الذي لن يكون جذاباً على المسرح .
والمشهد أصلاً لقى استحساناً شديداً من الجمهور .
ثم إنك لم تطلب أن ترى النص الذي كتبته قبل العرض وهذه نقطة احترمتها أنا بشدة .. فما المشكلة الآن ؟
أنا لم أفعل شيئاً في السر وموقفي واضح منذ البداية .. وكل خطواتي كانت تتم في النور وبعلم حضرتك .
هل هذا المشهد هو المشكلة إذن ؟ حسناً سأعالجه .
أخبرني أن لا .. لا تعالج .. ابحث عن رواية أخرى غير عزازيل ، ويكفي هذا .
عروض المنتجين ؟
وما الضرر الذي سنشكّله نحن في هذا الصدد ؟ نحن مجموعة من الهواة الذين يتحركون بصعوبة بالغة أصلاً .
نحن نتكلم في ليلة عرض واحدة هي بالنسبة لنا كل المجد وغاية الحلم .. وبالنسبة لك وللمنتجين لا شيء !
ثم إننا لا نكسب من وراء الموضوع مليماً ! لقد اتخرب بيتنا فعلياً . لكننا مع ذلك مستمتعين .. وفخورين جداً بالجمهور الراقي الذي كسبناه وتعرفنا عليه .
هل تتم الآن محاسبتنا على نجاحنا أم ماذا !
وتناقشنا طويلاً في المكالمة .. ثم راح د. يوسف زيدان يقرأ لي – وهذا أروع جزء في المكالمة – مشهداً كان يكتبه حالاً من روايته الجديدة جوانتانامو .. كي أنسى كل ما في نصف المكالمة الأول من توتر ، وأصيخ السمع في سعادة لأن كاتبي المفضل يقرأ لي مقطعاً جديداً يكتبه حالاً .
وانتهت المكالمة على لا شيء !
مؤخراً في اتصال تليفوني بيننا .. أكد لي د. يوسف زيدان موقفه وهدد باتخاذ إجراء قانوني .. وكان محتداً جداً .. أخبرته أن يا دكتور .. لقد التزمت بطلبك وبالفعل لم أنفذ أي اتفاق على عروض جديدة رغم الدعوات المتوالية التي تلقيتها .. وأن عرض الهناجر هو نفس عرض البالون .. هو نفس المهرجان .. بمعنى أنه ليس اتفاقاً جديداً ولكنه مجرد تصعيد للمهرجان الختامي لأنني فزت ..
فقال لا .. مفيش مهرجانات .. وأنني طرف في خطب جلل لا أدري ما هو .. وأنني أتعامل باستخفاف شديد .
حاولت أن أشرح أن يا دكتور .. الأمر ليس في حاجة إلى أي حدة .. نحن لا نتعامل بنديّة طبعاً .. نحن في المقام الأول والأخير قراؤك .. وكل ما في الأمر أنني قرأت الرواية .. فأحببتها .. وأحسستها .. وأحببت أن أجسدها .. فاستأذنتك .. وقد كان . وفي النهاية كل ما تريده سيكون ، وكلامك هيمشي .. فقط امنحنا فرصة للحوار .. لكنه كان مصراً على أن جلستي معه مشروطة بأن أعتذر أولاً عن المهرجان . مما جعلني أعيد التفكير في الأمر .
آخر ما تم التوصل له .. أنه قد تم السماح لنا بأن نعرض في مهرجان آفاق مسرحية على مسرح الهناجر ، لكن على هامش المهرجان .. خارج المنافسة .. وما هذا إلا استمرار لمسلسل الظلم .
فقط كلمة الأخيرة إلى الأخ المتحمس الذي يوصي د. يوسف زيدان بأن "يضربنا بيدٍ من حديد" ..
لسنا نحن من يستحق الضرب بيد من حديد يا أخي .. افتح التليفزيون وخذ جولة في القنوات .. راقب فساد الذوق العام ، وما يحدثه الإعلام من تلفيات مستمرة في العقل العربي .. وستعرف من يستحق الضرب بيدٍ من حديد .
نسأل الله السلامة .
أحمد صبري غباشي
روابط تخص تغطيات مكتوبة ومصورة عن العرض والفريق :
تقرير قناة سي بي سي عن المسرحية والمهرجان ، ولقاء مع أبطال العرض :
http://www.youtube.com/watch?v=tSX4C3...
فيديو تقرير جريدة الوطن :
http://www.youtube.com/watch?v=SPS2G4...
صور العرض على مسرح البالون :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
ألبوم صور لردود فعل وتعليقات الجمهور :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
ألبوم صور من كواليس ميلوفرينيا في مختلف العروض :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
صور الكاتب الكبير د. أحمد خالد توفيق مع الفريق وحضوره العرض :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
الاحتفال بنجاح عزازيل وتوزيع الجوائز :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
ما كُتب عن ميلوفرينيا في الصحافة :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
ألبوم صور جمهور الفريق :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
فيديو إعلان المسرحية :
http://www.youtube.com/watch?v=D08poi...
الصفحة الرسمية للفريق :
https://www.facebook.com/Melophrenia
الصفحة الرسمية للمخرج :
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
رغم هذا كله .. إلا أنه لزاماً عليّ أن ألتزم الأدب في حضرة رجلٍ ساهم بشكلٍ ما في الارتقاء بذوقي وفكري وحسّي وقراءاتي .. فلن أسمح للمواقف الصغيرة الهيّنة المستجدة أن تلغي تاريخاً جميلاً قضيته مع كتابات هذا الرجل .
الجميع الآن يطالبني بكتابة رد ، وهو أمرٌ – لو تعلمون – عسير !
تجربة يندر أن تمر بها ، عندما تصحو من النوم كي ترى كاتبك المفضل يهجوك على صفحاته الخاصة .
حسناً .. ما الموضوع ؟
أنا أحمد صبري غباشي .. كاتب قصصي ، ومُخرج ، وبطل المسرحية المذكورة التي تسمى عزازيل .. والذي كتبتُ نصها المسرحي عن : رواية عزازيل ، وفيلم أجورا .
قبل أي شيء .. أنا من عشاق كتابات د.يوسف زيدان ، ومن أشد المدافعين عنه إن ذُكر بالسوء في أي جسلة .. وفي آخر حوار لي على الهواء في راديو (بلانكو) في يناير 2013 .. كنتُ أشيد بد. يوسف زيدان بعيداً عن موقفه المتفهم الداعم لنا بخصوص المسرحية ، فقد ذكرت أنني أعشق منهاجه الفني والأدبي ، وتواصله الدائم مع الشباب ، حتى لقد قلتُ أنه إن كان د. أحمد خالد توفيق أستاذي الداعم دائماً وأبداً .. فإن د. يوسف زيدان – بفكره وأدبه وغوصه في بحر التراث وعروبة الهوية – يمثّل أستاذاً لي .. أستاذي الذي لا تجمعني به علاقة شخصية .
بدأ الأمر أنني قررت أن أحول رواية عزازيل للمسرح .. وقبل أن أبدأ بفعل هذا تواصلتُ تليفونياً مع د. يوسف .. ورحّب بالأمر ، وجعل موافقته مشروطة بعدم ربحية الموضوع .. سألنا هل هناك جهة إنتاج ما في الموضوع أم أنكم مجموعة من الهواة ؟ .. أكدّت له أن حالنا ووضعنا وإمكانياتنا المعدومة : هي الترجمة الفعلية لكلمة : هواة .. وألا يقلق من هذه النقطة .. وبناءً عليه أعطانا إشارة البدء .. لتبدأ بعدها رحلة مسرحية عزازيل الطويلة .
أربع شهور من العمل المتواصل .. أنا مع الورق والأفكار .. لا أكثر ولا أقل .. الرواية ثقيلة وعميقة للغاية وبها من الفكر الفلسفي ما يجعل تحويلها للمسرح عملاً شبه مستحيل .. لكني كنتُ مصراً .. حتى فرغت من مهمتي كـ كاتب وانتهيت من النص المسرحي . لتبدأ بعدها مهمتي كـ مخرج وممثل في العرض .
خمس شهور أخرى من البروفات والعمل المتواصل .. وانتقاء العناصر .. الرواية تحتاج إلى عدد كبير .. وإلى طاقات تمثيلية عالية .. والمرمطة .. والصراعات مع أعداء النجاح في الوسط المسرحي الذين حاولوا كثيراً دفننا وتشويهنا وشحن الناس ضدنا .
لكن كنا مصرين .. بدلاً من شخص واحد مصر ومصمم كان في البداية هو أنا .. تحولنا إلى كيان كامل من 25 ممثل مؤمننين بالفكرة وبالمسرحية ومصرّين على عرضها وتقديمها للجمهور .
لا أريد الخوض في تفاصيل العقبات المادية والنفسية والمعنوية والفكرية التي قابلناها .. لكني أريد أن أقول أنه مع كل ضربة كنا نتلقاها ونتخطاها .. كنا نزداد صلابة . وكنا نضع نصب أعيننا صورةً بدت وقتها خيالية .. صورة أفواج وأعداد غفيرة من جمهور الرواية متزاحمة في المسرح وأمامه وقت عرض المسرحية ، وهي في حالةٍ من الرضا والسعادة . وكنتُ أتخيل وجه د. يوسف زيدان الراضي المبتسم وهو في حالة فخر بنا وبمجهودنا المتواضع .
التجربة كـ كل هي أروع قصة نجاح يجب تدريسها ؟ .. نجاح لمن ؟ للفريق ؟ ربما !
لكن الأكيد أنها أكبر قصة نجاح للرواية .. كنت أتخيل د. يوسف زيدان عندما يفكر أن هؤلاء الثلاثين شاباً اجتمعوا فقط على حب الرواية .. لم يكونوا حفنة من الأصدقاء الذين قرروا أن يقوموا بالأمر . بل لم يكونوا يعرفون بعضهم أصلاً قبل العرض ..
فمخرج وبطل وكاتب العرض ... أحمد صبري غباشي (من عشاق الرواية ، ومن قراء د. يوسف) .. دفع سنة من عمره .. لا لمقابل مادي .. ولا مجد ولا لشهرة .. ولكن لأنه أراد فقط أن يرى روايته المفضلة على المسرح ..
مهندس الديكور والإضاءة .. عمرو الأشرف .. (من عشاق الرواية ، ومن قراء د. يوسف) .. كان يترك عروضه في دار الأوبرا ، ويترك عمله ويسافر خصيصاً للمنصورة ليلتقي بالفريق – الذي لم يكن يعرف أي عضو فيه من قبل بالمناسبة - .. ولكن تعرف عليهم وانضم له لحماسه الشديد للتجربة ولإيمانة بالفكرة .. لا لمقابل مادي .. ولا لمجد أو شهرة .. فهو أصلاً مهندس في الأوبرا وله اسمه .
هناك أيضاً .. عبد الله عبد العاطي .. أحمد البطل .. عصام حجاج .. مصطفى محمود .. لم يكن لهم علاقة من قبل بالفريق ولا أفراده من قريب ولا من بعيد .. مجموعة من الشباب المثقف المتحمس الذي قرأ الرواية ويحبها .. كانوا وكأنما ظهروا لنا من العدم في أحلك لحظات يأسنا وإحباطنا .. عندما كنا نسرح في الشوارع بحثاً عن مكان نعمل فيه بروفة واحدة .. ولما علموا بأننا كفريق مسرحي ننفذ الفكرة التفوا حولنا ودعمونا وقدموا لنا كل ما يمكن أن يقدموه ، وصاروا بمثابة فريق إداري قوي للتجربة .
فريق ميلوفرينيا نفسه .. الذي قام بالتجربة وانعجن فيها .. شباب نظيف ثار على منظومة مسرح فاسدة وله فكر معين يريد أن يقدمه ، وذوق معين يريد أن ينشره .. بدون أي مقابل سوى الاستمتاع ونشر الفكرة .
أي أن الموضوع كـ كل ، وببساطة ، أن قراء رواية عزازيل .. بحثوا عن بعضهم ، وتعارفوا ، والتقوا خصيصاً واتفقوا على أن يقدموا مسرحية عزازيل كـ هدية لجمهور الرواية .
وتم الأمر .
عرضنا أول عرض في الزقازيق .. وما إن تم العرض حتى أرسلت الصور على الفور لد. يوسف زيدان الذي أخبرني في رسالة على الفيسبوك أنه فخور بنا .
وحصد العرض جوائز كثيرة في مهرجان الزقازيق ..وبسبب العرض كسبت جمهوراً رائعاً من الزقازيق وتعرفت على فنانين محترمين يشاركونني نفس الروح الثورية غير الزاعقة ، ولكن المنتجة .
ثم أقمنا عرضاً جماهيرياً واحداً في المنصورة .. ولقى إقبالاً كبيراً واستحساناً كبيراً . وتفضل د. يوسف نفسه مشكوراً بنشر أخبار العرض على صفحته .
ثم شاركنا بالعرض في مهرجان آفاق مسرحية – أكبر مهرجان مسرح حالي في مصر – وتقرر تقديمه على مسرح البالون .. وأخطرت د. يوسف زيدان بالأمر ودعوته للعرض . وصرّح هو للصحافة أنه لن يحضر العرض لأنه لا يريد أن يسرق مننا الأضواء وكي تكون الليلة ليلتنا وحدنا .
وتم العرض يومها .. كان يوماً أسطورياً .. أعداد غفيرة تتوافد على المسرح حتى أن طريق كورنيش النيل انسدّ فعلاً ، والناس تقف طوابير خارج المسرح ..
طوابير خارج المسرح !!! هذا هو حلمنا أصلاً .. أن نعيد الجمهور للمسرح .. المسرح الفن الميت في مصر ، الفن المُهدر دمه رغم كونه من أهم وأرقى الفنون .. رغم كونه أبو الفنون .
كنا في بداياتنا في حواراتنا الصحفية نتكلم عن رغبتنا في أن (نعيد الجمهور للمسرح) .. عبارة بدت يومها كبيرةً جداً وفضفاضة .. لكن ها هو الأمر يحدث .. الزحام شديد أمام المسرح ، وصالة العرض لم تستوعب العدد رغم تواجد الجمهور يشاهد وقوفاً وقعوداً وعلى جنوبهم .
حتى أننا – بفضل الله – اضطررنا لإعادة العرض مرتين متتاليتين لاستيعاب أكبر قدر ممكن من الجمهور الحاضر .
كانت إدارة مهرجان في هذا متفهمةً جداً ومرنة .. أ. هشام السنباطي مدير المهرجان ، وأ. وليد طه مدير المسرح .. على قدر عال من التفهم والمرونة .. لندرك أنهم بدورهم يحاولون بهذا المهرجان الخروج عن المألوف وكسر المنظومة الفاسدة .
د. أحمد خالد توفيق الكاتب الكبير معنا في الكواليس وحالة إعجاب ورضا شديد عنا وعن العرض ..
الناقدة د. نهاد صليحة ، أشهر وأصعب ناقدة مسرحية في مصر .. معجبة بالعرض جداً .
ثورتنا تنجح إذن .. ومعاناتانا لم تذهب هباءً .
بعد أن أنهينا حساباتنا المادية ، وذهب كلٌ منا لبيته ونحن مديونين كالعادة – ولم نسدد ديوننا حتى لحظة كتابة هذه السطور على فكرة – بسبب تأجير الملابس والانتقالات والماكياج وما شابه . كنا في حالة من السعادة والرضا . وكم تمنيت لو كان د. يوسف موجوداً .
وجدتُ د. يوسف نفسه بعدها ينشر أخبار العرض ، ويصفنا بالمتوهجين .. ثم ينشر نقداً سلبياً عنا ويدعو الناس للترفق بنا ، وعندما كانوا يسألونه عن حقوقه .. يقول لا حقوق عندي لدى المتوهجين . وكم أسعدني هذا .
واستضافتنا الإعلامية الكبيرة دينا عبد الرحمن في برنامجها مشكورة .. وقد كانت حاضرة العرض بالمناسبة . وقدمت تقريراً مصوراً عن المسرحية ولقاءً معنا .
وتلقينا دعوات من أماكن ثقافية مهمة جداً في مصر وراقية لكي نقدم عروضنا هناك .. وكان الأمر إيجابياً.
لا أدري ما الذي حدث بعد عرض البالون جعل الميزان يختل والأمور تختلف !
تلقيت مكالمة هاتفية طويلة من د. يوسف زيدان يطالبني فيها بوقف العروض نهائياً .
صُعقت طبعاً من الطلب .. وناقشته طويلاً فيه .. وحاولت أن أفهم السبب .
كلمني عن التشويش الحاصل للشخصيات .. وعن مشهد موت هيباتيا .. وعن أنه تلقى عروضاً كثيرة من منتجين ، آخر هذه العروض كانت عندما زاره خالد النبوي ومحمود حميدة كي يتك تحويل الرواية لفيلم .. لكنه رفض لأنه رأى أن خالد النبوي أوسم من هيبا الذي في خياله .
وكلمني عن أن اتفاقه معي كان على عرض واحد في المنصورة ننبسط بيه ثم لا شيء .. وقال لي أننا لم نتفق على مهرجانات وعروض في القاهرة وكل هذا .
رددتُ عليه في كل نقطة على حدة :
أي تشويش يا د. يوسف ؟ . كل جمهور المسرحية كان جمهور الرواية أصلاً .. وتستطيع بنفسك أن ترى ردود الفعل الإيجابية على الإنترنت .. الكل يرى أن المسرحية والرواية تصبان في نفس النقطة .
كما أنني أرجو فقط أن تحضر وبعدها نتناقش للصبح .
قال لي أنه قد أرسل بعض الحضور للمسرحية ممثن يثق في رأيهم بشدة .. وقد أكدوا له أن تشويشاً ما قد حصل !
مشهد موت هيباتيا . كيف أقدم هيبا قاتلاً ؟
هيبا هو لم يكن قاتلاً بمعنى المفهوم .. انا عالجت المشهد بطريقتي بحيث يبدو كلاهما ضحية التعصب الأعمى .. هيباتيا نفسها قد طلبت منه أن يقتلها رحمةً مما قد يفعلونه بها ، وهو قد وافق .. أفادني في هذا المشهد الشهير في فيلم أجورا وعالجته بطريقتي .. هذه هي رؤيتي الدرامية كمخرج وكاتب لإحساس هيبا بالذنب طيلة الوقت في الرواية تجاه موت هيباتيا .. بدلاً من تقديم الموت والسحل الذي لن يكون جذاباً على المسرح .
والمشهد أصلاً لقى استحساناً شديداً من الجمهور .
ثم إنك لم تطلب أن ترى النص الذي كتبته قبل العرض وهذه نقطة احترمتها أنا بشدة .. فما المشكلة الآن ؟
أنا لم أفعل شيئاً في السر وموقفي واضح منذ البداية .. وكل خطواتي كانت تتم في النور وبعلم حضرتك .
هل هذا المشهد هو المشكلة إذن ؟ حسناً سأعالجه .
أخبرني أن لا .. لا تعالج .. ابحث عن رواية أخرى غير عزازيل ، ويكفي هذا .
عروض المنتجين ؟
وما الضرر الذي سنشكّله نحن في هذا الصدد ؟ نحن مجموعة من الهواة الذين يتحركون بصعوبة بالغة أصلاً .
نحن نتكلم في ليلة عرض واحدة هي بالنسبة لنا كل المجد وغاية الحلم .. وبالنسبة لك وللمنتجين لا شيء !
ثم إننا لا نكسب من وراء الموضوع مليماً ! لقد اتخرب بيتنا فعلياً . لكننا مع ذلك مستمتعين .. وفخورين جداً بالجمهور الراقي الذي كسبناه وتعرفنا عليه .
هل تتم الآن محاسبتنا على نجاحنا أم ماذا !
وتناقشنا طويلاً في المكالمة .. ثم راح د. يوسف زيدان يقرأ لي – وهذا أروع جزء في المكالمة – مشهداً كان يكتبه حالاً من روايته الجديدة جوانتانامو .. كي أنسى كل ما في نصف المكالمة الأول من توتر ، وأصيخ السمع في سعادة لأن كاتبي المفضل يقرأ لي مقطعاً جديداً يكتبه حالاً .
وانتهت المكالمة على لا شيء !
مؤخراً في اتصال تليفوني بيننا .. أكد لي د. يوسف زيدان موقفه وهدد باتخاذ إجراء قانوني .. وكان محتداً جداً .. أخبرته أن يا دكتور .. لقد التزمت بطلبك وبالفعل لم أنفذ أي اتفاق على عروض جديدة رغم الدعوات المتوالية التي تلقيتها .. وأن عرض الهناجر هو نفس عرض البالون .. هو نفس المهرجان .. بمعنى أنه ليس اتفاقاً جديداً ولكنه مجرد تصعيد للمهرجان الختامي لأنني فزت ..
فقال لا .. مفيش مهرجانات .. وأنني طرف في خطب جلل لا أدري ما هو .. وأنني أتعامل باستخفاف شديد .
حاولت أن أشرح أن يا دكتور .. الأمر ليس في حاجة إلى أي حدة .. نحن لا نتعامل بنديّة طبعاً .. نحن في المقام الأول والأخير قراؤك .. وكل ما في الأمر أنني قرأت الرواية .. فأحببتها .. وأحسستها .. وأحببت أن أجسدها .. فاستأذنتك .. وقد كان . وفي النهاية كل ما تريده سيكون ، وكلامك هيمشي .. فقط امنحنا فرصة للحوار .. لكنه كان مصراً على أن جلستي معه مشروطة بأن أعتذر أولاً عن المهرجان . مما جعلني أعيد التفكير في الأمر .
آخر ما تم التوصل له .. أنه قد تم السماح لنا بأن نعرض في مهرجان آفاق مسرحية على مسرح الهناجر ، لكن على هامش المهرجان .. خارج المنافسة .. وما هذا إلا استمرار لمسلسل الظلم .
فقط كلمة الأخيرة إلى الأخ المتحمس الذي يوصي د. يوسف زيدان بأن "يضربنا بيدٍ من حديد" ..
لسنا نحن من يستحق الضرب بيد من حديد يا أخي .. افتح التليفزيون وخذ جولة في القنوات .. راقب فساد الذوق العام ، وما يحدثه الإعلام من تلفيات مستمرة في العقل العربي .. وستعرف من يستحق الضرب بيدٍ من حديد .
نسأل الله السلامة .
أحمد صبري غباشي
روابط تخص تغطيات مكتوبة ومصورة عن العرض والفريق :
تقرير قناة سي بي سي عن المسرحية والمهرجان ، ولقاء مع أبطال العرض :
http://www.youtube.com/watch?v=tSX4C3...
فيديو تقرير جريدة الوطن :
http://www.youtube.com/watch?v=SPS2G4...
صور العرض على مسرح البالون :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
ألبوم صور لردود فعل وتعليقات الجمهور :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
ألبوم صور من كواليس ميلوفرينيا في مختلف العروض :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
صور الكاتب الكبير د. أحمد خالد توفيق مع الفريق وحضوره العرض :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
الاحتفال بنجاح عزازيل وتوزيع الجوائز :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
ما كُتب عن ميلوفرينيا في الصحافة :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
ألبوم صور جمهور الفريق :
https://www.facebook.com/media/set/?s...
فيديو إعلان المسرحية :
http://www.youtube.com/watch?v=D08poi...
الصفحة الرسمية للفريق :
https://www.facebook.com/Melophrenia
الصفحة الرسمية للمخرج :
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
Published on February 05, 2013 23:04
•
Tags:
تجربة-عزازيل-المسرحية
January 22, 2013
أماكن تواجد كتابيّ (نادماً خرج القط ، و(حياتك الباقية) بالمعرض ، وحفل التوقيع
المعرض بدأ النهاردة ، وكل سنة وانتوا طيبين .
ليا كتابين في المعرض السنة دي ، ومعاد حفل توقيعهم إن شاء الله هيبقى يوم الجمعة واحد فبراير - في مقر (دار اكتب) في المعرض - صالة 3 :
- كتاب : نادماً خرج القط
قصص ، الطبعة الثانية
تقديم : د. أحمد خالد توفيق
عن دار اكتب للنشر والتوزيع
متوفر بـ مقر دار اكتب - صالة 3
غلاف الكتاب :
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
صفحة الكتاب :
http://www.goodreads.com/book/show/58...
- كتاب : حياتك الباقية
قصص .
عن دار المصري للنشر والتوزيع
متوفر بـ مقر دار المصري بـ صالة 2
غلاف الكتاب :
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
صفحة الكتاب .
http://www.goodreads.com/book/show/12...
وبتمنى تشرفوني في حفل التوقيع يوم 1 فبراير .
الإيفينت :
https://www.facebook.com/events/53783...
الصفحة الرسمية :
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
ليا كتابين في المعرض السنة دي ، ومعاد حفل توقيعهم إن شاء الله هيبقى يوم الجمعة واحد فبراير - في مقر (دار اكتب) في المعرض - صالة 3 :
- كتاب : نادماً خرج القط
قصص ، الطبعة الثانية
تقديم : د. أحمد خالد توفيق
عن دار اكتب للنشر والتوزيع
متوفر بـ مقر دار اكتب - صالة 3
غلاف الكتاب :
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
صفحة الكتاب :
http://www.goodreads.com/book/show/58...
- كتاب : حياتك الباقية
قصص .
عن دار المصري للنشر والتوزيع
متوفر بـ مقر دار المصري بـ صالة 2
غلاف الكتاب :
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
صفحة الكتاب .
http://www.goodreads.com/book/show/12...
وبتمنى تشرفوني في حفل التوقيع يوم 1 فبراير .
الإيفينت :
https://www.facebook.com/events/53783...
الصفحة الرسمية :
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
Published on January 22, 2013 23:48
December 16, 2012
Azazil On Stage .
مقال من صفحتين عن مسرحية "عزازيل" لفريق ميلوفرينيا ، وتجربة مسرحة الرواية ، ونجاحها الكبير .. في مجلة Community Times كومينتي تايمز .
المسرحية عن رائعة الأديب الكبير : د . يوسف زيدان .
qAzazil on stage
Youssef Zeidan’s award-winning novel Azazil, has been adapted to stage amid breathtaking success
Written by Ahmed Kafafi
Photographs courtesy of the Melophrenia Theatrical Troupe
It seems the Egyptian public will ever remain spellbound by the award-winning novel Azazil authored by Alexandrian scholar Dr Youssef Ziedan. Less than three years after it carried off the best novel in the Arabic version of the Booker Prize, the author received some irresistible offers to turn the book into a cinematic blockbuster or a TV serial. However, no news was reported that any of these offers have even been considered. Contrary to all expectations, however, Azazil as a one-act play suddenly hits culture pages headlines and stages by a less known troupe amid a breathtaking success that continues to be hailed by the media as well as the cultural circles countrywide. So much that many are wondering if that success is owing to the novel’s popularity or the skill of ‘Melophrenia’, the Mansoura-based theatrical troupe that presented Azazil as part of the Afaq Masrahiya Festival ( Theatrical Horizons Festival ) on 18 Oct at the Balloon Theatre in Cairo after two performances that staged respectively in Mansoura and Sharqia.
Some stress it is the popularity of the novel coupled by the assiduity of the troupe that paved the way for such distinction. No wonder then that the novel, adapted to the stage and directed by Ahmad Sabry Ghobashy, has been awarded best performance, actor and makeup as well as second best stage direction at the Zagazig Theatrical Festival a few days before the work was promoted in Cairo. For Melophrenia that specializes in presenting world classics like Hugo’s ‘Les Miserables’ and Mahfouz’s Awlad Haretna ( Children of Our Alley) and Sophocles’ ‘Electra’, Azazil has stricken a chord with the team for combining a classic element with a hot contemporary issue, two aspects that have boosted its appeal to a wide range of young Egyptian theatre buffs . “Capitalizing on the fame of Ziedan’s work was worthwhile,” Ghobashy who also figured as Hiba, the main character, tells Community Times. He adds: “Also the feedback after the experimental performance at Zagazig was encouraging, but I have never expected it would attract such a big audience.” A big turnout has caused the troupe to present another performance half an hour after the end of the premier at Cairo that was also seen by many cultural and media figures.
Dr Youssef Zeidan didn’t show up at the premier in Cairo and was content to comment on the theatrical performance. On his Facebook account he writes that the adaptation is “the initiative of some inflamed youths and is not by any means a commercial show. I supported it in spite of some worthwhile offers to adapt it for TV and cinema, which I turned down due to the deplorable condition of Egyptian creativity…”But responding to a Community Times inquiry if that is bound to remain the case in the future, Ziedan responds: “I am not sure. This might change, all depending on how the art scene fares in the time to come. But I also thought the adaptation might divert the attention from Azazil as a book that’s mainly meant to be read. I would like people to read Azazil more than see it on the screen. ”
But in a work that’s meant to be read the adaption, according to Ghobashy, was a difficult task in a kind of narration that delves deep into human conscience, thought and sensitivities as well as critical issues like religious extremism, theological conflicts and the clash between soul and body. The award-winning novel is about the biography of Hiba, a Christian priest who leaves his hometown in Upper Egypt in search of theological learning in Alexandria. The story falls against the backdrop of the 5th century AD, a period in the history of Christianity marked by tension and unrest which resulted in various theological dichotomies about the nature of Christ. For Hiba who set sails for Alexandria, the emissary of all learning and art at the time, this is a journey of self-discovery propelled by some eye-opening events that make him examine the workings of mind, soul and body, especially as viewed by a hermit who is bound to be primarily devoted to the All-Soul.
In the process he succumbs to the temptations of Octavia, a pagan Alexandrian maid who dismisses him as soon as she knows he’s a priest. In Alexandria he witnesses the assassination of Alexandrian philosopher Hypatia at the hands of the Christian mobs. Philosophy was thought to contradict the Christian belief, but the gory scene has opened Hiba’s eyes to how violence could be used to enforce religion.
After such mind-altering events uncertainty takes the upper hand, especially when in Jerusalem he encounters priest Nastor who had then raised a big debate about the trinity. Nastor sends him to an abbey in Antaqia, Syria, where his soul is shaken after he falls deeply in love with Martha. From beginning to end when Hiba leaves the abbey for an unknown destination, his inner conflicts are revealed through a number of soliloquies with Azazil, seen by some as the devil and by others as his own conscience.
It is a complex story, but again, how could it be adapted to theatre? “This wasn’t easy when the text predominantly consists of inner thoughts and soliloquies,” explains Ghobashy. “I tried to focus on the drama, leaving out the theological debate and focusing on the misuse of power and the use of violence to spread religion,” he adds. “I also felt that the novel could be an alternative for the classics that most people dislike in our previous performances. In addition to its appeal as a book, Azazil also contains a powerful dramatic element that helped me turn it into an interesting play.”
And this was true to the real 80-minute show in which some 22 performers appeared to dilute the dry profoundness of Azazil with songs, dances and sometimes jokes which added entertainment to serious drama. The character of Azazil figured in a diabolical form that suggested devil more than conscience, but having become conscious of the Satan in Azazil, Ghobashy tried to balance it with three figures who talk to Hiba every time he goes to his recluse, suggesting those are the voices of his conscience. On the whole, the viewing is an enriching experience, but the fact remains that hadn’t the audience been familiar with the book, the drama would have sounded dry and less fathomable. But eventually it opens the door for using the local fictional works in theatre and cinema after a period marked by their total neglect on the part of filmmakers and stage directors. After Azazil’s success, the beginning could perhaps be launched in that direction by the small theatrical troupes. ( ENDS)
Azazil by Melophrenia will stage again in December. For more information access Facebook on: http://www.facebook.com/events/392267...
--------------------
كل الشكر للكاتب الصديق : أ. أحمد كفافي
صفحة الفريق :
https://www.facebook.com/Melophrenia
المسرحية عن رائعة الأديب الكبير : د . يوسف زيدان .
qAzazil on stage
Youssef Zeidan’s award-winning novel Azazil, has been adapted to stage amid breathtaking success
Written by Ahmed Kafafi
Photographs courtesy of the Melophrenia Theatrical Troupe
It seems the Egyptian public will ever remain spellbound by the award-winning novel Azazil authored by Alexandrian scholar Dr Youssef Ziedan. Less than three years after it carried off the best novel in the Arabic version of the Booker Prize, the author received some irresistible offers to turn the book into a cinematic blockbuster or a TV serial. However, no news was reported that any of these offers have even been considered. Contrary to all expectations, however, Azazil as a one-act play suddenly hits culture pages headlines and stages by a less known troupe amid a breathtaking success that continues to be hailed by the media as well as the cultural circles countrywide. So much that many are wondering if that success is owing to the novel’s popularity or the skill of ‘Melophrenia’, the Mansoura-based theatrical troupe that presented Azazil as part of the Afaq Masrahiya Festival ( Theatrical Horizons Festival ) on 18 Oct at the Balloon Theatre in Cairo after two performances that staged respectively in Mansoura and Sharqia.
Some stress it is the popularity of the novel coupled by the assiduity of the troupe that paved the way for such distinction. No wonder then that the novel, adapted to the stage and directed by Ahmad Sabry Ghobashy, has been awarded best performance, actor and makeup as well as second best stage direction at the Zagazig Theatrical Festival a few days before the work was promoted in Cairo. For Melophrenia that specializes in presenting world classics like Hugo’s ‘Les Miserables’ and Mahfouz’s Awlad Haretna ( Children of Our Alley) and Sophocles’ ‘Electra’, Azazil has stricken a chord with the team for combining a classic element with a hot contemporary issue, two aspects that have boosted its appeal to a wide range of young Egyptian theatre buffs . “Capitalizing on the fame of Ziedan’s work was worthwhile,” Ghobashy who also figured as Hiba, the main character, tells Community Times. He adds: “Also the feedback after the experimental performance at Zagazig was encouraging, but I have never expected it would attract such a big audience.” A big turnout has caused the troupe to present another performance half an hour after the end of the premier at Cairo that was also seen by many cultural and media figures.
Dr Youssef Zeidan didn’t show up at the premier in Cairo and was content to comment on the theatrical performance. On his Facebook account he writes that the adaptation is “the initiative of some inflamed youths and is not by any means a commercial show. I supported it in spite of some worthwhile offers to adapt it for TV and cinema, which I turned down due to the deplorable condition of Egyptian creativity…”But responding to a Community Times inquiry if that is bound to remain the case in the future, Ziedan responds: “I am not sure. This might change, all depending on how the art scene fares in the time to come. But I also thought the adaptation might divert the attention from Azazil as a book that’s mainly meant to be read. I would like people to read Azazil more than see it on the screen. ”
But in a work that’s meant to be read the adaption, according to Ghobashy, was a difficult task in a kind of narration that delves deep into human conscience, thought and sensitivities as well as critical issues like religious extremism, theological conflicts and the clash between soul and body. The award-winning novel is about the biography of Hiba, a Christian priest who leaves his hometown in Upper Egypt in search of theological learning in Alexandria. The story falls against the backdrop of the 5th century AD, a period in the history of Christianity marked by tension and unrest which resulted in various theological dichotomies about the nature of Christ. For Hiba who set sails for Alexandria, the emissary of all learning and art at the time, this is a journey of self-discovery propelled by some eye-opening events that make him examine the workings of mind, soul and body, especially as viewed by a hermit who is bound to be primarily devoted to the All-Soul.
In the process he succumbs to the temptations of Octavia, a pagan Alexandrian maid who dismisses him as soon as she knows he’s a priest. In Alexandria he witnesses the assassination of Alexandrian philosopher Hypatia at the hands of the Christian mobs. Philosophy was thought to contradict the Christian belief, but the gory scene has opened Hiba’s eyes to how violence could be used to enforce religion.
After such mind-altering events uncertainty takes the upper hand, especially when in Jerusalem he encounters priest Nastor who had then raised a big debate about the trinity. Nastor sends him to an abbey in Antaqia, Syria, where his soul is shaken after he falls deeply in love with Martha. From beginning to end when Hiba leaves the abbey for an unknown destination, his inner conflicts are revealed through a number of soliloquies with Azazil, seen by some as the devil and by others as his own conscience.
It is a complex story, but again, how could it be adapted to theatre? “This wasn’t easy when the text predominantly consists of inner thoughts and soliloquies,” explains Ghobashy. “I tried to focus on the drama, leaving out the theological debate and focusing on the misuse of power and the use of violence to spread religion,” he adds. “I also felt that the novel could be an alternative for the classics that most people dislike in our previous performances. In addition to its appeal as a book, Azazil also contains a powerful dramatic element that helped me turn it into an interesting play.”
And this was true to the real 80-minute show in which some 22 performers appeared to dilute the dry profoundness of Azazil with songs, dances and sometimes jokes which added entertainment to serious drama. The character of Azazil figured in a diabolical form that suggested devil more than conscience, but having become conscious of the Satan in Azazil, Ghobashy tried to balance it with three figures who talk to Hiba every time he goes to his recluse, suggesting those are the voices of his conscience. On the whole, the viewing is an enriching experience, but the fact remains that hadn’t the audience been familiar with the book, the drama would have sounded dry and less fathomable. But eventually it opens the door for using the local fictional works in theatre and cinema after a period marked by their total neglect on the part of filmmakers and stage directors. After Azazil’s success, the beginning could perhaps be launched in that direction by the small theatrical troupes. ( ENDS)
Azazil by Melophrenia will stage again in December. For more information access Facebook on: http://www.facebook.com/events/392267...
--------------------
كل الشكر للكاتب الصديق : أ. أحمد كفافي
صفحة الفريق :
https://www.facebook.com/Melophrenia
Published on December 16, 2012 15:51
•
Tags:
azazil-on-stage
September 13, 2012
رواية عزازيل ، لأول مرة على المسرح
مسرحية عزازيل ، عن رواية الأديب الكبير : د. يوسف زيدان .
وهي أشهر وأروع رواية عربية صدرت في الفترة الأخيرة ، وحققت نجاحاً مدوياً على مستوى عالمي .
وها نحن نقدم أول تجسيد لها على المسرح .. مجموعة من شباب الهواة في المنصورة ، بعد معاناة طويلة كي يخرج هذا العرض .
انتظرونا قريباً .. وننتظر تشريفكم لنا .
سنسعى لعرضه في : المنصورة ، والقاهرة ، والإسكندرية .
فقط تابعوا الإيفينت .
النص المسرحي والإخراج :
أحمد صبري غباشي
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
انضموا لـ إيفينت المسرحية :
https://www.facebook.com/events/39226...
وهي أشهر وأروع رواية عربية صدرت في الفترة الأخيرة ، وحققت نجاحاً مدوياً على مستوى عالمي .
وها نحن نقدم أول تجسيد لها على المسرح .. مجموعة من شباب الهواة في المنصورة ، بعد معاناة طويلة كي يخرج هذا العرض .
انتظرونا قريباً .. وننتظر تشريفكم لنا .
سنسعى لعرضه في : المنصورة ، والقاهرة ، والإسكندرية .
فقط تابعوا الإيفينت .
النص المسرحي والإخراج :
أحمد صبري غباشي
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
انضموا لـ إيفينت المسرحية :
https://www.facebook.com/events/39226...
Published on September 13, 2012 02:53
•
Tags:
عزازيل-على-المسرح
June 23, 2012
"عن ثورة الطيبين ، وغدر التنين"
"عن ثورة الطيبين ، وغدر التنين"
نُشر في : 29 مايو 2012
أمضى جيلنا جزءً كبيراً من طفولته مع لعبة الفيديو جيم الشهيرة : (ماريو) .. هذا الرجل البدين بأنفه الكبير وشاربه الكثّ ، في مغامرته الطويلة للفوز بحبيبته الأميرة وإنقاذها من براثن التنين الأخضر المخيف .
المشكلة أن هذا قد ترك أثراً بالغاً في سلوك جيلنا .. بل وعرّض ثورتنا للخطر .
* * * *
نتيجة انتخابات الرئاسة التي نواجهها الآن صادمة .. هذه حقيقة واقعة كـ"الشمس تشرق من الشرق" .. إما شفيق أو مرسي .. ماذا أفعل أنا الذي لم أعطِ صوتي أصلاً لأيٍ منهما في الجولة الأولى ؟
إما أحمد شفيق ، جزّار موقعة الجمل ، وأحد أهم أعداء الثورة ، وأحد رءوس النظام الفاسد السابق الذي خرجنا أصلاً لإسقاطه والثورة عليه .
أو محمد مرسي .. صاحب مشروع النهضة الذي اقترضه من رفيقه خيرت الشاطر ، ممثلاً عن جماعة الإخوان المسلمين .. الجماعة التي تخلت عن صفوف الثوار أكثر من مرة بحثاً عن السلطة والمصلحة الخاصة .
موقف لا نحسد عليه .. أليس كذلك ؟ ..
لكن ما الذي أدى إلى هذا الموقف وكيف نتج ! .. إنه تفتيت الأصوات الثورية التي تحدثتُ عنها في مقالي السابق الذي لاقى انتشاراً واسعاً .. أيده الكثيرون ، وهاجمني الكثيرون مع كميات لا بأس بها من الشتائم والاتهامات بالدعاية الرخيصة .. لأنهم رأوا في هذا دعوةً لسحب البساط من تحت مرشح لصالح مرشح آخر .
ارتباك واضح في الصف الثوري الذي تم تقسميه بين (أبي الفتوح) ، و(حمدين صباحي) ، و(سليم العوا) ، و(خالد علي) .. ناهيك عن معظم ثوار الإخوان الذين انصرفوا إلى محمد مرسي عملاً برأي الجماعة ..
وقعنا نحن في عين الفخ الذي ثُرنا هرباً منه .. راح كلٌ يبحث حالماً عن مرشحه المفضل وتخلينا عن (الثورة الفكرة) ووقعنا في أزمة الشخصنة .. لتسود نغمة هي للتأليه أقرب ، مع تخوين الطرف الآخر دوماً .. صار الثوار – كما يقول سعد الله ونوس : فخّارٌ يكسّر بعضه !
ربما كان هذا مقبولاً لو كانت الساحة خالية إلا من هؤلاء .. لكن يا قوم ما زال عمرو موسى حياً .. انتبهوا لـ بلوفر شفيق !
لم ينتبه أحد .. فلتحيا القبلية الثورية ..
وبينما انشغلت النخبة الثورية الفيسبوكية الغارقة في التأمل بنظريات (آساحبي) ، والجدل المؤدي إلى جدل .. كانت الكتل العظمى في مصر من إخوان وفلول منشغلةً بحشد الناس .
وظهرت نتيجة الجولة الأولى ..
سقط أبو الفتوح وحمدين ، بعد أن كان أحدهما مؤهلاً للفوز بقوة لو كان الآخر دعمه وانضم لصفّه .. وراح كلٌ منهما ضحيةً للنرجسية وحب الذات ..
وبعد النتيجة .. راح الكل يغنّي (مش قولتلكم؟) بمناسبة وبدون مناسبة .. انشغل فريق صباحي بإلقاء اللوم على فريق أبي الفتوح ، والعكس .. وأدرك كلا الفريقين أخيراً التفتيت الذي كنا نحذّر منه لم يكن مجرد محاولة رخيصة لسحب البساط من تحت مرشح لصالح آخر .
الآن ، نحن أمام خيارين لا ثالث لهما .. إما شفيق يا عزيزي أو مرسي ؟
ما الحل ؟ ستنزل الميدان ؟ .. جميل ! .. سنرجع من جديد لـ (أيام الشقاوة) ولروح الميدان التي تبث في أوصالك الدفء .. لكن هذا الدفء أنت وحدك تشعر به .. لأن سائر قطاعات الشعب المصري قد كفرت بك وبالثورة وبالميدان .. وعندما تسيل دماؤك هذه المرة وتموت لن يبكيك أحد .. لأنهم أصلاً لا يفهمون علام تعترض !! على نتيجة الانتخابات ؟ لماذا شاركت فيها إذن ! .. هذا إقرارُ منك بشرعيتها .. أم هل تثور لمجرد أن النتيجة لا ترضيك ؟
* * * *
ماريو الباسل في طريقه لا يخش شيئاً .. لا يقتل .. لكنه يتخطى كل العوائق والحواجز ..
هدفه الأميرة ، وهو عنها لا يحيد ..
يقفز فوق المخلوقات التي تبغي إيقاعه وقتله .. مخلوقات عش الغراب ، والبط ، والقنافد ، وألسنة اللهب .. يُسقط التنين تلو الآخر .. في طريقه إلى التنين الكبير الذي يحتفظ بالأميرة ..
ماريو سيحرر الأميرة ..
والدروب إلى التنين الكبير صعبة .. منها المظلم ، والشائك ..
ماريو مرهق .. لكنه مستمر .. يقفز فوق الأشجار .. يخوض البحار ..
ماريو متسامح .. كثيراً ما يكتفي بتخطي خصومه دون قتلهم ..
هدفه الأميرة ، وهو عنها لا يحيد .
* * * *
نحن قومٌ طيبون .. لماذا ؟ لأنهم غرروا بنا وأعطونا انطباعاً أن الساحة مليئة بمرشحي الثورة وأن الأمر في النهاية لابد أن يصير لأحدهم ..
لنكتشف الآن أننا أمام شفيق و مرسي .. وكل منا بداخله يعرف أن فوز شفيق مرجح ، وأنه لرقابنا أقرب ..
نزولنا للميدان كان يجب أن يكون مبكراً للأسف .. قبل بدء الانتخابات نفسها اعتراضاً منا على وجود شفيق في ساحة السباق .. لكننا قومٌ طيبون .. لم نعلّق أهميةً كبيرةً على وجوده وتعاملنا مع الأمر باستخفاف ..
سُئل أحمد شفيق منذ عدة أشهر في حوار تليفزيوني : هل أنت واثق من الفوز ؟ .. فأجاب : بدرجة كبيرة .. أذكر جيداً سخريتنا جميعاً منه ومن موقفه الذي بدا لنا هزلياً .. لكننا الآن ندرك جيداً أنه لم يكن يعبث ، ونستطيع أن نرى الآن عمر سليمان يضحك منتصراً في مكان ما ، بينما مبارك يرقص طرباً !
وصار الهزلي في الموضوع كله : صورتنا أمام أنفسنا وأمام العالم وهو يشاهد ما يحدث .. في انتخابات الرئاسة بعد الثورة على النظام السابق ، يفوز أحد رموزه !
إنه خطؤنا عندما لم نكترث بتطهير ساحة سباق الرئاسة منذ البدء ، فتركنا الشوائب تستفحل ..
خطيئة ماريو الذي كان يقفز من فوق القنافد ويتخطاها دون أن يكترث بالقضاء عليها ..
هذا لأننا قومٌ طيبون ! لماذا ؟ .. لأن شهامة ولاد البلد تتجلى في كل تصرفاتنا ..
نحن صنف فريد من الثوار ، يقوم بالثورة ولا يعدم الطغاة لأن : (اللي ملوش خير في سيده ، ملوش خير في حد )!
يقوم بالثورة ويترك رموز الإعلام الفاسد آمنين وراء ميكروفاناتهم لأن : (العشرة متهونش إلا على ولاد الحرام) !
إذن فلماذا نستغرب عندما تأتي الثورة لتفرح و(متلاقيلهاش مطرح) ؟!
لا أدافع عن الإخوان من قريب أن من بعيد .. وكنتُ من أشد الذين انتقدوا بعض مواقفهم من الثورة .. لكني في الواقع أستغرب الأصوات التي تندد بمقاطعة الانتخابات أو معاداة الإخوان في مثل هذا الوقت بالذات .. حسناً .. ما الحل ؟
الآن بالتحديد يبدأ الإعلام الحالي في ممارسة ألاعيبه القذرة لتشويههم في نفس الوقت الذي يعرضون فيه شفيق كـ أردوغان مصر !
الآن تظهر الفيديوهات التي يتحدث فيها السادات وعبد الناصر في هجاء الإخوان .. حسناً ، جميل أن تستمع لمثل هذا الكلام .. لكن انظر من يقوله .. السادات .. عبد الناصر .. أيهما كان مثالياً في حُكمه في رأيك ؟
تظهر فجأة غادة عبد الرزاق لتدعم شفيق لأنه (خبرة) ، بينما نماذج ثورية أخرى تدعمه عِنداً في الإخوان لا أكثر .. يا سلام ! .. لماذا نتآمر على أنفسنا ؟
إنه الإعلام المصري يلاحقنا بلعنته منذ أن خرجنا جميعاً من بطون أمهاتنا وحتى هذه اللحظة !
قمنا بالثورة ، ولم نطهّره ، فظلّ يمطرنا بنجاساته .. وها نحن ندفع الثمن !
إنها البطة التي تركها ماريو حية فلم يتوقع أن تعود من خلفه لتطيح به !
قلتُ رأيي واضحاً في الإخوان من قبل .. وأخشى فترة حكمهم للبلاد – إن وصلوا – .. لكن لا وجه لمقارنة هذا بعودة النظام القديم .
الأمر بالنسبة لي محسوم .. لم أحب أحد الخيارين ، لكني – أمري لله - سأعطي صوتي لمرسي ، وأعد العدة لمعارضته ..
إن نجح مرسي سيجد في انتظاره معارضة شرسة متمثلة في كتل الثورة جميعاً .. من (فاتحين و(صباحيين) ، وكتل اليسار ، وخلافه ..
أما لو نجح شفيق فلن يجد أي معارضة .. لأنه من الصعب أن تكون معارضاً وأنت في المعتقل أو ميت !
نحن الجيل الذي ظل يواجه ألسنة اللهب طيلة اللعبة بدون أن يحصل على (تكبيرة) واحدة .. وعندما قطع كل هذه المسافة إلى الأميرة ، لم يقتل التنين الكبير !
أمامنا أسبوعين من الآن لنقرر فيهما مصير مصر ..
ولو لم تفلح حالة الاصطفاف الوطني التي ندعو لها هذه .. فلن أجد بُداً من النزول للميدان لأنني لن أقبل – كحال كل شباب الثورة – أن نعيش في مصر يحكمها شفيق / مبارك ..
حينها سننزل الميدان .. أياً كانت العاقبة !
لكن قبل ذلك أمامنا أسبوعين .. من الممكن أن نغير فيهما الكثير لو استمعنا لصوت العقل .
أحمد صبري غباش
نُشر في : 29 مايو 2012
أمضى جيلنا جزءً كبيراً من طفولته مع لعبة الفيديو جيم الشهيرة : (ماريو) .. هذا الرجل البدين بأنفه الكبير وشاربه الكثّ ، في مغامرته الطويلة للفوز بحبيبته الأميرة وإنقاذها من براثن التنين الأخضر المخيف .
المشكلة أن هذا قد ترك أثراً بالغاً في سلوك جيلنا .. بل وعرّض ثورتنا للخطر .
* * * *
نتيجة انتخابات الرئاسة التي نواجهها الآن صادمة .. هذه حقيقة واقعة كـ"الشمس تشرق من الشرق" .. إما شفيق أو مرسي .. ماذا أفعل أنا الذي لم أعطِ صوتي أصلاً لأيٍ منهما في الجولة الأولى ؟
إما أحمد شفيق ، جزّار موقعة الجمل ، وأحد أهم أعداء الثورة ، وأحد رءوس النظام الفاسد السابق الذي خرجنا أصلاً لإسقاطه والثورة عليه .
أو محمد مرسي .. صاحب مشروع النهضة الذي اقترضه من رفيقه خيرت الشاطر ، ممثلاً عن جماعة الإخوان المسلمين .. الجماعة التي تخلت عن صفوف الثوار أكثر من مرة بحثاً عن السلطة والمصلحة الخاصة .
موقف لا نحسد عليه .. أليس كذلك ؟ ..
لكن ما الذي أدى إلى هذا الموقف وكيف نتج ! .. إنه تفتيت الأصوات الثورية التي تحدثتُ عنها في مقالي السابق الذي لاقى انتشاراً واسعاً .. أيده الكثيرون ، وهاجمني الكثيرون مع كميات لا بأس بها من الشتائم والاتهامات بالدعاية الرخيصة .. لأنهم رأوا في هذا دعوةً لسحب البساط من تحت مرشح لصالح مرشح آخر .
ارتباك واضح في الصف الثوري الذي تم تقسميه بين (أبي الفتوح) ، و(حمدين صباحي) ، و(سليم العوا) ، و(خالد علي) .. ناهيك عن معظم ثوار الإخوان الذين انصرفوا إلى محمد مرسي عملاً برأي الجماعة ..
وقعنا نحن في عين الفخ الذي ثُرنا هرباً منه .. راح كلٌ يبحث حالماً عن مرشحه المفضل وتخلينا عن (الثورة الفكرة) ووقعنا في أزمة الشخصنة .. لتسود نغمة هي للتأليه أقرب ، مع تخوين الطرف الآخر دوماً .. صار الثوار – كما يقول سعد الله ونوس : فخّارٌ يكسّر بعضه !
ربما كان هذا مقبولاً لو كانت الساحة خالية إلا من هؤلاء .. لكن يا قوم ما زال عمرو موسى حياً .. انتبهوا لـ بلوفر شفيق !
لم ينتبه أحد .. فلتحيا القبلية الثورية ..
وبينما انشغلت النخبة الثورية الفيسبوكية الغارقة في التأمل بنظريات (آساحبي) ، والجدل المؤدي إلى جدل .. كانت الكتل العظمى في مصر من إخوان وفلول منشغلةً بحشد الناس .
وظهرت نتيجة الجولة الأولى ..
سقط أبو الفتوح وحمدين ، بعد أن كان أحدهما مؤهلاً للفوز بقوة لو كان الآخر دعمه وانضم لصفّه .. وراح كلٌ منهما ضحيةً للنرجسية وحب الذات ..
وبعد النتيجة .. راح الكل يغنّي (مش قولتلكم؟) بمناسبة وبدون مناسبة .. انشغل فريق صباحي بإلقاء اللوم على فريق أبي الفتوح ، والعكس .. وأدرك كلا الفريقين أخيراً التفتيت الذي كنا نحذّر منه لم يكن مجرد محاولة رخيصة لسحب البساط من تحت مرشح لصالح آخر .
الآن ، نحن أمام خيارين لا ثالث لهما .. إما شفيق يا عزيزي أو مرسي ؟
ما الحل ؟ ستنزل الميدان ؟ .. جميل ! .. سنرجع من جديد لـ (أيام الشقاوة) ولروح الميدان التي تبث في أوصالك الدفء .. لكن هذا الدفء أنت وحدك تشعر به .. لأن سائر قطاعات الشعب المصري قد كفرت بك وبالثورة وبالميدان .. وعندما تسيل دماؤك هذه المرة وتموت لن يبكيك أحد .. لأنهم أصلاً لا يفهمون علام تعترض !! على نتيجة الانتخابات ؟ لماذا شاركت فيها إذن ! .. هذا إقرارُ منك بشرعيتها .. أم هل تثور لمجرد أن النتيجة لا ترضيك ؟
* * * *
ماريو الباسل في طريقه لا يخش شيئاً .. لا يقتل .. لكنه يتخطى كل العوائق والحواجز ..
هدفه الأميرة ، وهو عنها لا يحيد ..
يقفز فوق المخلوقات التي تبغي إيقاعه وقتله .. مخلوقات عش الغراب ، والبط ، والقنافد ، وألسنة اللهب .. يُسقط التنين تلو الآخر .. في طريقه إلى التنين الكبير الذي يحتفظ بالأميرة ..
ماريو سيحرر الأميرة ..
والدروب إلى التنين الكبير صعبة .. منها المظلم ، والشائك ..
ماريو مرهق .. لكنه مستمر .. يقفز فوق الأشجار .. يخوض البحار ..
ماريو متسامح .. كثيراً ما يكتفي بتخطي خصومه دون قتلهم ..
هدفه الأميرة ، وهو عنها لا يحيد .
* * * *
نحن قومٌ طيبون .. لماذا ؟ لأنهم غرروا بنا وأعطونا انطباعاً أن الساحة مليئة بمرشحي الثورة وأن الأمر في النهاية لابد أن يصير لأحدهم ..
لنكتشف الآن أننا أمام شفيق و مرسي .. وكل منا بداخله يعرف أن فوز شفيق مرجح ، وأنه لرقابنا أقرب ..
نزولنا للميدان كان يجب أن يكون مبكراً للأسف .. قبل بدء الانتخابات نفسها اعتراضاً منا على وجود شفيق في ساحة السباق .. لكننا قومٌ طيبون .. لم نعلّق أهميةً كبيرةً على وجوده وتعاملنا مع الأمر باستخفاف ..
سُئل أحمد شفيق منذ عدة أشهر في حوار تليفزيوني : هل أنت واثق من الفوز ؟ .. فأجاب : بدرجة كبيرة .. أذكر جيداً سخريتنا جميعاً منه ومن موقفه الذي بدا لنا هزلياً .. لكننا الآن ندرك جيداً أنه لم يكن يعبث ، ونستطيع أن نرى الآن عمر سليمان يضحك منتصراً في مكان ما ، بينما مبارك يرقص طرباً !
وصار الهزلي في الموضوع كله : صورتنا أمام أنفسنا وأمام العالم وهو يشاهد ما يحدث .. في انتخابات الرئاسة بعد الثورة على النظام السابق ، يفوز أحد رموزه !
إنه خطؤنا عندما لم نكترث بتطهير ساحة سباق الرئاسة منذ البدء ، فتركنا الشوائب تستفحل ..
خطيئة ماريو الذي كان يقفز من فوق القنافد ويتخطاها دون أن يكترث بالقضاء عليها ..
هذا لأننا قومٌ طيبون ! لماذا ؟ .. لأن شهامة ولاد البلد تتجلى في كل تصرفاتنا ..
نحن صنف فريد من الثوار ، يقوم بالثورة ولا يعدم الطغاة لأن : (اللي ملوش خير في سيده ، ملوش خير في حد )!
يقوم بالثورة ويترك رموز الإعلام الفاسد آمنين وراء ميكروفاناتهم لأن : (العشرة متهونش إلا على ولاد الحرام) !
إذن فلماذا نستغرب عندما تأتي الثورة لتفرح و(متلاقيلهاش مطرح) ؟!
لا أدافع عن الإخوان من قريب أن من بعيد .. وكنتُ من أشد الذين انتقدوا بعض مواقفهم من الثورة .. لكني في الواقع أستغرب الأصوات التي تندد بمقاطعة الانتخابات أو معاداة الإخوان في مثل هذا الوقت بالذات .. حسناً .. ما الحل ؟
الآن بالتحديد يبدأ الإعلام الحالي في ممارسة ألاعيبه القذرة لتشويههم في نفس الوقت الذي يعرضون فيه شفيق كـ أردوغان مصر !
الآن تظهر الفيديوهات التي يتحدث فيها السادات وعبد الناصر في هجاء الإخوان .. حسناً ، جميل أن تستمع لمثل هذا الكلام .. لكن انظر من يقوله .. السادات .. عبد الناصر .. أيهما كان مثالياً في حُكمه في رأيك ؟
تظهر فجأة غادة عبد الرزاق لتدعم شفيق لأنه (خبرة) ، بينما نماذج ثورية أخرى تدعمه عِنداً في الإخوان لا أكثر .. يا سلام ! .. لماذا نتآمر على أنفسنا ؟
إنه الإعلام المصري يلاحقنا بلعنته منذ أن خرجنا جميعاً من بطون أمهاتنا وحتى هذه اللحظة !
قمنا بالثورة ، ولم نطهّره ، فظلّ يمطرنا بنجاساته .. وها نحن ندفع الثمن !
إنها البطة التي تركها ماريو حية فلم يتوقع أن تعود من خلفه لتطيح به !
قلتُ رأيي واضحاً في الإخوان من قبل .. وأخشى فترة حكمهم للبلاد – إن وصلوا – .. لكن لا وجه لمقارنة هذا بعودة النظام القديم .
الأمر بالنسبة لي محسوم .. لم أحب أحد الخيارين ، لكني – أمري لله - سأعطي صوتي لمرسي ، وأعد العدة لمعارضته ..
إن نجح مرسي سيجد في انتظاره معارضة شرسة متمثلة في كتل الثورة جميعاً .. من (فاتحين و(صباحيين) ، وكتل اليسار ، وخلافه ..
أما لو نجح شفيق فلن يجد أي معارضة .. لأنه من الصعب أن تكون معارضاً وأنت في المعتقل أو ميت !
نحن الجيل الذي ظل يواجه ألسنة اللهب طيلة اللعبة بدون أن يحصل على (تكبيرة) واحدة .. وعندما قطع كل هذه المسافة إلى الأميرة ، لم يقتل التنين الكبير !
أمامنا أسبوعين من الآن لنقرر فيهما مصير مصر ..
ولو لم تفلح حالة الاصطفاف الوطني التي ندعو لها هذه .. فلن أجد بُداً من النزول للميدان لأنني لن أقبل – كحال كل شباب الثورة – أن نعيش في مصر يحكمها شفيق / مبارك ..
حينها سننزل الميدان .. أياً كانت العاقبة !
لكن قبل ذلك أمامنا أسبوعين .. من الممكن أن نغير فيهما الكثير لو استمعنا لصوت العقل .
أحمد صبري غباش
Published on June 23, 2012 15:06
March 15, 2012
منافذ بيع : حياتك الباقية
منافذ بيع الكتاب الآن في :
القاهرة والإسكندرية ..
- مكتبات ألِف
- مكتبات ديوان
- مكتبة فيرجن
- مكتبات فكرة (سيتي ستارز ، وسان ستيفانو)
- الكتب خان
وفي المكتبة العصرية - المنصورة
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
القاهرة والإسكندرية ..
- مكتبات ألِف
- مكتبات ديوان
- مكتبة فيرجن
- مكتبات فكرة (سيتي ستارز ، وسان ستيفانو)
- الكتب خان
وفي المكتبة العصرية - المنصورة
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
Published on March 15, 2012 06:06
•
Tags:
منافذ-بيع-حياتك-ا